الطريق إلى ألله

Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢

4⃣🌿🌿🌿

▪️الرّد على الإشكال السّابق استنادًا إلى استحالة البداء في الحقّ تعالى وأنّ المراد من (وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) توضيح مراتب النّزول المتّصلة به جلّ وعلا.

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

🖊 والجواب جاهز وبسيط. جوابه أنّ #البداء ، أو #التغيير ، أو #التبديل ، والتّغيير في #المشيئة ، و #الإرادة الإلهيّة، التّبديل، التّغيير، البداء في الحقّ تبارك وتعالى غير متصوّر. أصلًا لا يمكن الذّهاب إلى أنّ الله تبارك وتعالى، في فترةٍ رأى هكذا، بعد ذلك انكشف له أنّه "لا، لا، هذا لا يمكن! يجب أن يكون شيء آخر!!"، التفت إلى دقائق أخرى. هذا خاصٌّ بالموجود الممكن، هذا خاصٌّ بعالم الخلق. - الله تبارك وتعالى، معلوماته حضوريّة، وهو محيطٌ على كلّ معلوماته، وعلى كلّ خلقهِ، والمشيئة الإلهية دائمًا لا تبديل لها. فإذن؛ هذا التّقدير أين؟ هذا التّغيير والتّبديل أين؟
- هذا التّغيير والتّبديل بلحاظنا، بلحاظ الإنسان الّذي في مرتبةٍ نازلةٍ، ولا يعرف حقائق الأشياء، ولا يعرف حقائق الموجودات. البداء يتصوّر بالنّسبة إلى العبد، ولا يتصوّر بالنّسبة إلى الحقّ تبارك وتعالى. لأنّ الاعتقاد بالبداء، حقيقة البداء في الحقّ تبارك وتعالى ينافي عِلمَهُ ومشيئَتَهُ،.. ينافي كلّ شيء، هناك لا يوجد شيءٌ عند الله... لا يوجد شيءٌ مبهم. الإبهام عندنا، بسبب قصر أفهامنا، وإدراكاتنا، أو بسبب قصور إدراكاتنا وفهمنا.

➖إذن؛ إذا التفتنا إلى هذا المعنى؛ أنّ البداء في الخارج موجود بالنّسبة إلينا، وليس بالنّسبة إلى الحقّ تبارك وتعالى، الله تبارك وتعالى عندهُ كلّ شيء معيّن، محدّد. التّحديد الّذي الآن نحن نقول، غير التّحديد الّذي ننفيهِ، هذا يختلف، يعني كل شيء واضح له:
✨ ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (٢٩) ) سورة ق
- إلى ما شاء الله، آياتٌ كثيرة، هذه الآيات تؤكّد على نفوذ مشيئتهِ، وأنّه لا تبديل لها. لأنّ التّبديل والتّغيير خاصّ بالممكن، لا بالحقّ تبارك وتعالى.
➖ إذن؛ إذا صار هكذا، نرجع إلى الآية المباركة ( وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) "بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ" مقابل ماذا؟ مقابل بقدر غير معلوم؟!! بالنسبة إلى منْ؟
- بالنّسبة إلينا، "نعم"، معلومٌ وغير معلوم، ولكن "نُنَزِّلُ" يأتي ب "نحن". ضمير "نحن"، "نُنَزِّلُ" بضمير المتكلم مع الغير، نحنُ في الحقيقة، "نُنَزِّلُ" "نحنُ" بالقياس إلينا لا يوجد شيء غير معلوم.
- إذن؛ لا يمكن الذّهاب إلى أنّ الآية المباركة جعلت "القدر المعلوم" مقابل "القدر الغير المعلوم"، لأنّ الله تبارك وتعالى، يريد يوضّح مراتب النّزول المتّصلة به، ومن أسمائهِ وصفاتهِ، "نحنُ"، لو كان بالنّسبة إلينا، ممكن أنتم تقسّمون بين قدر معلوم، وقدر غير معلوم، ولكن هنا أصلًا لا التفات إلى الخلق، الأساس هنا الله تبارك وتعالى هو يبيّن مراتب نزولهِ، مراتب نزولهِ تبارك وتعالى، لا يوجد فيه أيُّ إبهام، لا يوجد فيه أيُّ شيءٍ غير معلوم، لا يوجد فيه البداء، البداء في الحقّ تبارك وتعالى مستحيل. البداء بالنّسبة إلينا.

(يتبع) ٤

40 views16:21