د/شيماء بلال
1.04K subscribers
765 photos
3 videos
20 files
85 links
قناة تدريبية تستهدف كل من يهتم بالتعليم والتربية وتهدف إلى تقويم وتعديل السلوك ومواجهة تحديات التربية المعاصرة
Download Telegram
#الجزء_الخامس_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الإسراء-الكهف
{الحزب الأول }
( المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ... )
الطيّب يطيب به من حوله فالمباركون تفيض بركتهم على من حولهم.
يقول الإمام ابن عاشور:
وجه الاقتصار على وصف المسجد الأقصى في هذه الآية بذكر بركته، وعدم ذكرها في حق المسجد الحرام: أن شهرة المسجد الحرام بالبركة وبكونه مقام إبراهيم معلومة للعرب، وأما المسجد الأقصى فقد تناسى الناس ذلك كله، فالعرب لا علم لهم به، فاحتيج إلى الإعلام ببركته.
حدثوا أبنائكم عن الأقصى حتى لا يأتي زمن تنسي فيه القضية ولا يعرف المسجد الاقصي الا في سورة الاسراء
اللهم ثبّت المرابطين بالمسجد الأقصى
اللهم اربط على قلوبهم واقذف الرعب في قلوب أعدائهم

(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)
قال بعض السلف: ما أحسنت إلى أحد وما أسأت إلى أحد وإنما أحسنت إلى نفسي وأسأت إلى نفسي.
نفع إحسانك عائدٌ لك أنت أولًا في الدنيا والآخرة.
‏وإساءتك للآخرين هي إساءةٌ لنفسك قبل كل شيء!

( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)
ذكر العنق ليبين أن الذي يقودك إنما هو (عملك) كما يقاد من ربط بعنقه حبل
لن تُسأل إلا عن عملك؛ فدع محاسبة غيرك، وحاسب نفسك، وادفعها أن تعمل ما تحب أن تراه يوم الحساب

(ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا)
إرادة قلبك وأمانيه المجردة من السعي والعمل لن تحقق لك جنة ولن تجلب لك نعيما .
أيرهقك السعي للآخرة ولك رب يشكر خطاك الواهنة وجهادك المستمر للثبات بل ويضاعف أجرك لصدق إيمانك

(الله أعلم بما في نفوسكم)
قد تعجز عن وصف آلامك وشرح أوجاعك والله أعلم بها فقط قل يارب فكلما تمسكت به، وعملت بما في كتابه كنت أهدى، وأقوم. فلا تضرك ظنون الخلق وآراؤهم ! أصلح ما بينك وبين الله ثم امض فـ هو أعلم بك "

(ولا تقفُ ما ليس لك به علم)
دعوة الى صون الجوارح والتحري والتثبت من الامور قبل التحدث بها والخوض فيها..فذلك اسلم للذمة..
قال قتادة لا تقل رأيت ولم تر ،وسمعت ولم تسمع ،وعلمت ولم تعلم فإن الله سائلك عن ذلك كله
(إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)سعادة الانسان بصحة هذه الاعضاء الثلاثة وشقاوته بفسادها
(السمع والبصر والفؤاد) هذه هي رعاياك، وأنت راعيها، وكلٌّ مسؤولٌ عن رعيَّته!

(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم )
كم من زلة لسان استشرفها الشيطان
فقطعت رحمـاً وضيعت من الحب والوفاء عهـداََ
احذر من فلتات لسانك على الآخرين
فإن الشيطان يتلقفها ليجعلها بذرة عداوة وقطيعة .
انتقاءك من الكلام أحسنه من تمام العبودية
الكلمة الطيبة ..
تذيب جمود الأرواح ..
وتطفئ لهبها، وتقوم ظنونها ..
الكلمة الطيبة غذاء العلاقات البشرية.

(ولقد كرمنا بني آدم..)
إصطفاء وتكريم وعناية ورعاية وجميع وجوه الإكرام ، بالعلم والعقل وإرسال الرسل وإنزال الكتب وجعل منهم الأولياء والأصفياء وأنعم عليهم نعم ظاهرة وباطنة
اللهم ارزقنا شكر نعمتك ولزوم طاعتك وتجنب مقتك ودواعي سخطك

استقامتك وثباتك على الطاعة ليس مكتسبا شخصيا ولا إنجازا ذاتيا ، بل محض تفضل ومنة من الله (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن)
ليس بذكائك ولابعقلك ولابجهدك وصبرك
ولا بحرصك وسعيك ولابمالك وجاهك ولا
بقوة قلبك ولكنه تثبيت الله الأحد الله الصمد
لذلك كان أكثر دعاء النبي :
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

(ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً )
في تفسير ابن كثير : التهجد : ما كان بعد نوم
من أراد أن يرفعه الله ويثبته، فعليه بقراءة القرآن في صلاة الليل
صلاة الليل نور في الوجـه والقبر ، ورفعة لك عند الله ﷻ في يوم الحشر قيام وهو عملٌ يحبّه ربّك .. أوتر ولو بركعة

{ الحزب الثاني}

( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ) له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه، المنزه عن كل آفة ونقص.
أول من يُدعى إلى الجنة يوم القيامة
هم الحامدون ، الذين يحمدون في السرّاء والضرّاء ؛
لك الحمد يارب على كُل شي

( وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا )
أي: عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتمجيده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له.
فالتكبير بحضور قلب ويقين، ينزل السكينة، ويحقق الأمان، ويقوي الإيمان، ويورث رضا الرحمٰن

(وربطنا على قلوبهم )
ادعُ ﷲ أن يربط على قلبك
لِتثبتَ عند الفتن والمخاوف والأحزان
فالفتن في دنيانا أصبحت سوداء كقطع الليل المظلمة
كما وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا مخرج ولا منجى منها إلا بالله
فلولا ربط ﷲ على القلوب ما ثبت أحد
فالثبات والهداية منحة ربانية .

(فأووا إلى الكهف)
نعم كهف..لاكهرباء مضيئة ولافرش وفيرة
لكن نور ورحمة من الله جل في علاه
فكن مع الله في ظلمات الدنيا تنل نوره في ظلمة القبر..
#الجزء_السادس_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الكهف-مريم-طــه
{الحزب الأول }
(فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرًا منه )
سيعوضك الله بخير مما فقدت
و يبدل النعمه بخير منها
ويهبك أجمل مما تظن ، ثِق بالله
ليس كل مانفقده يعد خسارة
قد يريد الله تبديل النعمة بخير منها !!
كن على يقين بأن الله لا يأخذ منك شيءً
إلا ليفيض عليك بما هو أفضل منه.
"اللهم يا مُغَيـَّرَ الحال والأحوال غيـِّر حالنا إلى أحسن حال''

(وآتيناه من كل شيء سببا . فأتبع سببا)
آتاك الله قدرات فأتبعها بمبادرات لتحقق بها نجاحات
إذامكنك الله في أمر فسيمنحك أسبابه ، فابذل جهدك كله في تطلب الأسباب واتباعها

{وسنقول له من أمرنا يسرى}
اللين والتيسير ليست ضد قوة الضبط والإدارة بل فيها تشجيع واعانة لمن يستحقها
في الأدب والتعليم والتربية والتوجيه والعلاقات
الكلام الحسن الطيب تأثيره أبقى وأفيد وأفضل وأعلى..

(قال هذا رحمة من ربي )
مهما تمتلك من أدوات النجاح فليس ذلك بحولك وقوتك بل رحمة من ربك
هكذا حال المؤمن ينسب الفضل والتوفيق لله وحده في كل عمل ينجزه مهما بذل من وسع وجهد

(فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)
هنا الموازين الحقيقية وليست الموازين الدنيوية التي لا تزن عند الله جناح بعوضة
لأن يسقط إنسان من السماء إلى الأرض فتتحطم أضلاعه..
أهون من أن يسقط من عين الله!

(وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)
لا يضِل ولا يتوه في ظلمات الحياة وتعرجاتها من جعل الله ملجأه الذي يلوذ إليه في الضراء ويأنس به ولا ينقطع عنه في السراء.
لا تستعجل أمراً رجوت الله به، خير الله آتيك فلا تيأس ألح بالدعاء، فلا يشقى عبد دعا ربّه
ستأتي لحظة يجبر الله فيها خاطرك، لحظة يفز لها قلبك يعوضك عمّا كان، فاطمئن؛ لأنَّ عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقد.

(وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا)
المتقي يحظى بحنان الله عزوجل وتزكيته
لن تجد أحن مِن الله عليك ؛ فكم من كربة نفسها عنك وكم من ظالم رده عنك
-معنى أن يختصك الله بحنانه وإحسانه ؟
قال الإمام السعدي :
أي آتيناه منا رحمة ورأفة تيسرت بها أموره وصلحت بها أحواله واستقامت بها أفعاله !
اللهم ياحنان آتي نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زَكاها

( قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
(تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)
(فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا )
يتجلى إهتمام الله سبحانه وتعالى بوضع المرأه النفسي والجسدي بعد الولاده وحاجتها للراحه والاكل والشرب ودعاها قبل ذلك للسعاده وترك الحزن .

(وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضيَ الأمر!)
حين تُغلق صحف العمل، ويبدأ الحساب، تتحسر النفوس!
أهل الغفلة في الدنيا هم أهل الحسرة يوم القيامة فاحذر أن تكون منهم

( إنّه كان بي حفيًا )
إدراك العبد للطف الله به في ماضيه ، بوابّة اليقين بإجابة الدعاء .
‏من أسباب إجابة الدعاء
‏شعورك بعناية الله ولطفه بك.
حياتنا كلها قصة ..لرحمة الله وبره بنا

(وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة )
رحم ﷲ من وعظ نفسه وأهله فقال :
يا أهلي صلاتكم صلاتكم، زكاتكم زكاتكم
تأمل ثناء ﷲ على أحد عباده
فتفقد أهل بيتك وأبنائك واصطبر على الأمر بالصلاة

(تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا)
فمن شاء الوراثة فالطريق معروف : التوبة والإيمان والعمل الصالح - أما وراثة النسب فلا تجدي ! فقد ورث قوم نسب أولئك الأتقياء من النبيين وممن هدى الله واجتبى ; ولكنهم أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فلم تنفعهم وراثة النسب! ( فسوف يلقون غيا )
أوصيكم ونفسي بملازمة التقوى ،
عسى أن نكون من ورثة جنة النعيم..

(وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)
كل ما ترفعه بالدعاء لن يضيع ولن يُنسى
ثقْ بتدبير الله وحكمته واصبر وأطمئن
لم ينس تلك الدمعة التي سقطت بين يديه
والدعوة التي رفعت إليه ، فلا تحزن سيؤتيك من فضله
اللهم إنا نسألك من فضلك الكريم
قال الإمام الشافعي: هذه الآية سهمٌ في قلب الظالم وبلسمٌ على قلب المظلوم

"ثم ننجي الذين اتقوا"
لما كانت التقوى سبب النجاة من أعظم هم وأشد كرب _جهنم_ فهي من باب أولى المنجية من كل هموم الدنيا وكروبها .
التقوى نجاة فاستمسك بها .

(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا )
فيضع له القبول في اﻷرض ، ويحبه من رآه ،
وتأتيه الألطاف من حيث ﻻ يحتسب
فتمتلئ روحه حبوراً وامتناناً
ما أقبل عبد بقلبه إلى الله؛ إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودّتهم.

{الحزب الثاني}

(فإنه يعلم السر وأخفى)
والمراد "بأخفى" أي أخفى من السر:
وهو ما يتكلمه الإنسان من حديث النفس
حتى تلك الآلام الغامضة التي تسكن في قاع قلبك ولا تفهم سببها ولا تستطيع أن تعبر عنها. ربك أعلم بها منك
اللهم إنك تعلم حاجتنا فأعطتنا سؤلنا

﴿وَلقد مَننَّا عَلَيكَ مرَّةً أُخرَى ﴾
كم لله من فضل علينا ومنّة ؟
وكم من وجع ظننته بيأسك لن يطيب؟
فأبدع الله في مداواتِه حتی تعجبت، لا تيأس من رحمة الله.
#الجزء_السابع_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الأنبياء-الحج
{ الحزب الأول}

(اقترب للناس حسابهم )
من علم اقتراب الساعة قصر أمله،
وطابت نفسه بالتوبة،ولم يركن إلى الدنيا.

(فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ )
في غفلة عن أجلهم و عن حياتهم
كم من الدقائق في أعمارنا نحن في غفلة عنها.

(لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ )
تأمل كيف أضاف الحق اللهوَ للقلوب، ولم يضفها للجوارح، لندرك أنّ اللهو حقًا لهوُ القلب، فإذا لها القلبُ لهت الجوارح!
السيرُ إلى الله سيرُ قلوب لا سير أبدان، فتفقد قلبك.

(يسبحون الليل والنهار لا يفترون)
مستغرقين في العبادة والتسبيح في جميع أوقاتهم فليس في أوقاتهم وقت فارغ ولا خال منها وهم على كثرتهم بهذه الصفة.

( لَايُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُون )
لا لمجرد قدرتِه وقهْره بَل لِكمَال عِلمه وَقدرتِه ورحمته وَحِكمَته. فَإِنه سبْحانَه وَتعَالَى أَحْكَم الْحاكِمين
وأَرحم الراحمين
الزم مقامك وارضي بقضاء الله فيك ان اعطي فخير لك وان منع فخير لك

(وهم من خشيته مشفقون)
ملائكة.. يخافون.. وهم لا يذنبون !! كيف بمدمن الأوزار بالليل والنهار؟!
من كان كثير الذنوب، وأراد أن يحطها الله عنه بغير تعب!، فليغتنم ملازمة مكان مصلاه بعد الصلاة؛ ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهو مرجو إجابتهم؛ لقوله: (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى).

(كل نفس ذائقة الموت)
الدنيا متاع زائل، وما يؤثر الدنيا على الآخرة إلا ضعيف العقل.
(ونبلوكم بالشر والخير فتنة)
قدم الشر هنا لأن البلاء به نعمة
أعظم من البلاء الخير
الابتلاء بالنعمة كما يكون بالنقمة، وبالعافية كما يكون بالمرض، وبالغنى كما يكون بالفقر.
الفتنة في كل شيء نعيشه؛ ابتلاء واختبارًا من الله؛ ليعلم الله الشاكرين والصابرين وأيّنا أحسن عملا!

"قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن"
يَكلؤكُم أي : يحفظكم ويحرسكم
إن الله هو الحارس على كل نفس بالليل والنهار . وصفته هي الرحمة الكبرى , وليس من دونه راع ولا حافظ
اللهم احفظنا بحفظك التام ،
واكلأنا بعزك الذي لا يُرام 🤲🏻

(وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها)
آية تحمل بين طياتها الرجاء والتخويف
اطمئن: حتى شعور التقوى الذي يومض في قلبك بخفوت ثم يضيع في ضوضاء الدنيا..
سيأتي به الله

(قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم)
كم في هذه الآية من تسلية وفرج لمن أحاطت بهم المصائب واشتدت عليهم الكروب، بأن يوقنوا بأن الذي فرج كربة إبراهيم -عليه السلام- وجعل النار المحرقة بردًا وسلامًا قادر على أن يكشف كربهم ويذهب همهم،
فليس ضروريًا أن ترحل نيران المصاعب من حياتنا، المهم أن تشعر قلوبنا أنها برد وسلام.

( وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين )
الرحمة مأوى وملاذ يدخل الله فيه من يشاء من أهل الصلاح فإذا هو آمن مطمئن
وأدخلناه (في) رحمتنا
اشعر بالرحمة تحيط بك تغمرك تنغمس فيها تحفك..يا رب أدخلنا (في) رحمتك.

(وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)
مع شدة البلاء لكن آثار الرحمة في ثنايا الألم، ليس هناك ألم محض من دون نسائم رحمة.
في دعائك وتضرعك أظهر فقرك وضعفك وتوسل إليه برحمته فهو رحيم..
مهما غمرتك الأوجاع وضجت في عروقك الآلام
واختنقت بالتعب
لا تتوقف عن النداء والتناجي بين يدي الله

مهما كان الغمّ الذي يملأ قلبك الجأ إلى ربك وقل
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
ليأتيك وعد الله تعالى بالنجاة
(فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)
هذا الدعاء اخرج يونس من ظلمات ثلاث: (ظلمة الليل) و(ظلمة بطن الحوت) و(ظلمة البحر).

(فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ )
- لقد كان نبيًّا ولكنّ اللهَ لم يذكرْ سوى التسبيحِ لتفريجِ كربتِه .
- إذا أحببتَ أن يُفرّجَ اللهُ كربتَك سبّح .
- لا اله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين .

صفات الأنبياء وقت نزول البلاء :
﴿عابدِين﴾ ﴿الصَّابرين﴾ ﴿الصَّالحِين﴾ ﴿يسَارِعُون فِي الخَيرات﴾ ﴿ويدعُوننَا رغَبًا ورهَبًا﴾ ﴿خاشِعين﴾
فكانت الإجابة :
ونجيناه ،فنجيناه ،فاستجبنا له ،فكشفنا ،فاستجبنا له ،ووهبنا ،
فاستجبنا له ونجيناه
ادعُ الله رغبا ورهبا وأبشر بالاستجابة والعطايا

{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }
• كانت حياته (ﷺ) كلها رحمة، فهو رحمة، وشريعته رحمة، وسيرته رحمة، وسنته رحمة.
• اللهم أحينا على سنته، وأعنّا على نصرته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته (ﷺ)🤲🏻

{الحزب الثاني}

(يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
بدأت سورة الحج بتحذير الناس من زلزلة الساعة وختمت ببيان النجاة للمؤمنين: اركعوا- اسجدوا- اتقواربكم- افعلواالخير-جاهدوا.

( يدعو لَمَنْ ضَرُّه أقربُ من نفعه ).
كلُّ لحظةٍ نتعلقُ فيها بأحدٍ غيرِ الله ...
نخذل ونجدُ ضررَها في حياتنا !!
يا ربُّ نعوذُ بك من الافتقار لغيرك.

(ومن يهن الله فما له من مكرم)
#الجزء_الثامن_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة المؤمنون-النور-الفرقان
{الحزب الأول}
قد أفلح المؤمنون
‏(الذين هم في صلاتهم خاشعون)
‏حاضرة قلوبهم، ساكنة جوارحهم، يستحضرون أنهم قائمون في صلاتهم بين يدي الله عز وجل ‏يخاطبونه بكلامه ويتقربون إليه بذكره ويلجؤون إليه بدعائه فهم خاشعون بظواهرهم وبواطنهم.

(الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)
صفات أهل الفردوس ٧ صفات هي:
الإيمان - الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها - الإعراض عن اللغو - حفظ الفرج -
أداء الزكاة - راعون لأماناتهم وعهدهم.
الميراث الوحيد الذي لن يرثه أحد بعدك
هو الجنة .. اللهم اجعلنا ممن يرثون الجنة🤲🏻

(يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)
تقديم الأمر بأكل الحلال؛
لأن أكل الحلال معين على العمل الصالح.
من طاب مطعمه طاب عمله،
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )
قال تعالى: (وَجِلَةٌ) أي: خائفة،
يعمل الإنسان صالحًا ويخاف ألا يتقبل منه، ولذا يسأل الله القبول،
يقول الحسن البصري: يعملون ما يعملون من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم،
إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة،
وإن المنافق جمع إساءة وأمنا.
نسأل الله ان يقبلنا ويتقبل صيامنا وقيامنا

(وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ)
نألف نعم الله علينا ونعتادها ولا نشكرها
احمد الله على عين تبصر وأذن تسمع
وجسد معافى وقلب ينبض
لك الحمد ربي على نعمك التي لا تعد ولا تحصى.

(ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أحْسَنُ )
عن ابن_عباس : "بالتي هي أحسن" : الصبر عند الغضب ، والحلم عند الجهل ، والعفو عند الإساءة .
والتخلق بهذه الآية هو أن المؤمن الكامل ينبغي له أن يفوض أمر المعتدين عليه إلى الله، فهو يتولى الانتصار لمن توكل عليه،
وأنه إن قابل السيئة بالحسنة كان انتصار الله أشفى لصدره وأرسخ في نصره
هب دعائك لمن أساء إليك واسلك مسالك الكِرام

(إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)
لم يقل بما صلوا أو بما صاموا أو بما تصدقوا بل "بما صبروا" ﻷن الصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف ألمًا ..
فلا فوز يُنال إلا بصبرٍ جميل، خالص لوجه الله..
فاللهم ارزقنا الصبر الجميل.

اختتمت سورة المؤمنون بقول الحق سبحانه ﴿وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين﴾
وهذا إرشاد من الله إلى هذا الدعاء فاجعله وردًا ثابت في يومك

( وتحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم )
لا تستصغر ذنْباً .. لا تدري .. قد يكون عظيماً عند ربك
قال ابن سيرين: والله ﻻ أبكى على ذنب أذنبته ولكن ابكى على ذنب كنت أحسبه هين وهو عند الله عظيم .
اللهم إنا نعوذ بك من ذنب استصغرناه وهو عندك عظيم ولم نستغفر منه

{الحزب الثاني}

(يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان)
كن حذرًا من خطوات الشيطان فانه لا يوسوس للبشر مباشره بأسوأ المعاصي
بل يستدرجهم بالصغائر ثم الكبائر

(ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا)
أي عجب يبقى في قلب المؤمن بعد هذه الآية
من التوفيق الإلهي للعبد أن يُفتح له من العبادات ويرزق فيها القبول ويثبته عليها حتى يآتيه اليقين وهو على هذا الخير العظيم !.
اللهم ادم فضلك وتزكيتك لقلوبنا

(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم )
اعلم أن طهارة قلبك ..
وزكاته وإشراقه موقوف على غض بصرك !.
البصر هو الباب الأكبر إلى القلب ولذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه وغضه واجب عن جميع المحرمات وكل ما يخشى الفتنة من أجله !

(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
أشعة الشمس لن تصل إلى قبرك ..!
حاول ان تحمل إضاءة كافية من الأعمال الصالحة
فالافتقار لهداية الله أعظم الوسائل

(وخلق كل شيء فقدره تقديراً )
إذا تأملت وآمنت
علمت ضعف عدوك وقلة حيلته وأنه مخلوق لله هو وما يصنع وما يدبر فعلق قلبك بالخالق
اللهم لا تعلق قلوبنا إلا بك

كلما همت نفسك بمعصية حاورها وذكرها
(قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيراً)
وإذا رأيتَ ما يعجبك من متاع الدنيا وزينتها، وتعلقت نفسك بذلك،
فتدبر هذه الآية وستجد قلبك يسمو في مقامات الزهد والرضا.

(وجعلنا بعضكم لبعض فتنةً أتصبرون )
التفاوت بين الناس في النعم والنقم واختلاف مستويات العلم كل ذلك من اختبار الله لعباده
هذه الدار دار الفتن والابتلاء فتقع الفتنة منك وعليك من القريب والبعيد
فاستعذ دوما بربك واعتصم بقربه
إذا رأيت من أحدهم مايُؤلم قلبك تذكر هذه الآية
واعلم أنك ممتحن فهل أنت صابر؟!
#الجزء_التاسع_عشر
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الفرقان-الشعراء-النمل
{الحزب الأول}

(أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا
وَأَحْسَنُ مَقِيلًا)
‏استنبط بعض العلماء من هذه الآية:
‏أن حساب أهل الجنة يسير،
‏وأنه ينتهي في نصف نهار؛
‏ووجه ذلك أن قوله {مَقِيلًا}
‏أي: مكان قيلولة، وهي الاستراحة
‏في نصف النهار.
اللهم يسر حسابنا واكتبنا من أهل جنتك

(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)
أعظم شكوى من محمد صلى الله عليه وسلم لله تعالى ... هجر القرآن
من صور الهجر المعاصرة للقرآن الكريم :
هجر تلاوته- هجر تدبره- هجر العمل به
هجر حفظه- هجر الاستشفاء به.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور صدورنا

﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت ﴾
فإذاحقق العبد التوكل على الحي
الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها
فوّض أمرك كله لله فهو الحي الدائم ، بيده مقاليد كل شيء وإليه يُرجع كل حي ؛ ثِق بالله ولا تجزع.
﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ اقرن بين حمده وتسبيحه ، ولهذا كان رسول الله ﷺ يقول :
"سبحانك اللهم ربنا وبحمدك".

﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾
هوناً : أي ساكنين متواضعين لله وخلقِه ،
قال ﷺ :"من تواضع لله رفعه".
مدح الله فيهم الحِلم الكبير والوقار والأدب الرفيع في الإعراض عن الجاهل لرزانة العقل فيهم.

صفات عباد الرحمٰن في القرآن:

1.{ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا }
2.{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}
3.{ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }
4.{ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}
5.{ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا }
6.{ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}
7.{ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}
8.{ وَلَا يَزْنُونَ } -
9.{ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}
10.{ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }
11.{ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}
12.{ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
الجزاء = غرفات الجنة
﴿خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾
المستقر هنا هو أول نعيم الجنة حين يدخلونها والمقام هو تجدد النعم فيها لهم، وهي نعمٌ غير متناهية

﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
بقدر إيمانك بربك يكن يقينك بنصرته وتأييده ومعيته في أقسى الظروف حين تنقطع بك كل الأسباب
وإذا كان الله معك
كفاك ووقاك ويسر لك ونجاك

(إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
قلبك أعظم شئ ستقابل به ربك فاعتنِ به!
القلب السليم الخالص المخلص لله هو فقط الذي ينفع يوم القيامة
سلامة القلب وطهارته هو معيار المفاضلة أمام الحق سبحانه يوم لا ينفع مال ولابنون

{ الحزب الثاني}

(الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي الساجِدِينَ)
أعظم باعث على العمل الصالح
استشعار لذة رؤية ربك لك وأنت تعمله
اهرع إلى الرحمن واصدق توبة
واسجد له في ذلة وله اقترب

(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)
آية ترسخ في نفوسنا سنة إلهية ثابتة
(القصاص)تهديد يخلع قلب كل ظالم من الحق سبحانه
حال العودة لله في يوم حيث لا مفر ولا مناص.

(إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ)
من العقوبات الخفيّة: (تزيين الأعمال )،
حتى يستحسنَ الإنسانُ القبيحَ،
ويستقبحَ الحسنَ عقوبةً من الله،
ولو كان من أحسن الناس فهمًا

(أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ)
الخاسر هو الذي خسر شيئاً واحداً،
أما الأخسر فهو الذي خسر أكثر من شيء ، فخسرانه هو دخول النار، وحرمانه من الجنة

(إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
تخطئ وتذنب لكن اجعل بعدها توبة وحسن عمل {ثم بدل حسنا بعد سوء}
فذاك وعدالله {فإني غفور رحيم}

(وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ)
كل نعمة أنعمها ﷲ عليك وعلى والديك فهي نعمة عليك، يجب شكرها.
(وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ) ربّ عمل تظنُّه صالحا لكنه لايرضي الله فاجتهد في إصلاح النية والعمل

(وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم فَصَدَّهُم عَنِ السَّبيلِ)
- تذكر دائما أن الشيطان يزين القبيح للغافلين عن ذكر الله .
- فمن أهم مهامه أن يصدك عن طاعة الله تعالى .

(قال هذا من فضل ربي)
#الجزء_العشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة النمل-القصص-العنكبوت
{الحزب الأول}

(قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى)
أول من يدعى إلى الجنة يوم القيامة هم الحامدون
الذين يحمدون في السراء والضراء
لك الحمد يا رب حتى ترضى وبعد الرضا

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)
قال ابن مفلح رحمه الله: ‏من اشتدت فاقته فدعا،‏ أو اشتد خوفه فبكى،‏ فذلك الوَقْت الذي ‏ينبغي أن يَدْعُو فِيهِ ‏فَإنَّهُ ساعَةُ إجابَةٍ ‏وساعَةُ صِدْقٍ فِي الطلب ‏وما دَعا صادِقٌ إلا أُجِيب.
فتذكَّر أنك مضطر حقيقة، مهما كنت في عافية!! مضطر للهداية، مضطر للثبات،
‏مضطر لنسائم الرحمن وسعة فضله ورزقه،
مضطر لحسن الخاتمة، مضطر لرحمة الله

(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ)
مهما ابتُليت فكن من الشاكرين واعلم أنك مُحاط بنعم الله وإحسانه وفضله الواسع.
ما أحلم الله علينا! فضله على الناس كبير وشكرهم قليل ويقبله لأنه الشكور

(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا)
افعَل الخَير ما استَطعت فإنك لا تدري في أي سَاعة تُبسط لك الرَحمة ولا بأي عَمل تبلغ الجنة.(وهم من فزعٍ يومئذ آمنون)
كل فزع في الدنيا يهون دون ذلك الفزع.. فاعمل لذلك

(وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ)
القرآن هدى للناس والموفق من استعان بالله تعالى ليهديه به وليفيض عليه من أنواره ما يهدي قلبه للحق وهو المستفيد الأول في الدنيا والآخرة..
اللهم اهدنا بالقرآن واجعله لنا هدى ونور ورحمة وشفاء

(لَوْلَا أَن رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ)
إن العبد إذا أصابته مصيبة
فصبر وثبت.. إزداد بذلك إيمانه،،
ودل ذلك على أن إستمرار الجزع مع العبد دليل على ضعف إيمانه.

ما الربط على القلب؟ ولم هذا التعبير؟
الربط على قلوبهم يتضمن :
- الشد عليها بالصبر والتثبيت وتقويتها وتأييدها بنور الإيمان
والربط على القلب عكس الخذلان فالخذلان حَلَّهُ من رباط التوفيق فيغفل عن ذكر ربه ويتبع هواه ويصير أمره فرطاً
والربط على القلب شده برباط التوفيق فيتصل بذكر ربه ويتبع مرضاته ويجتمع عليه شمله..
اللهم اربط على قلوبنا 🤲🏻

لما قتل موسى القبطي قال:
(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، قال ابن عطية: إن ندم موسى حمله على الخضوع لربه والاستغفار عن ذنب باء به عنده تعالى، فغفر الله خطأه ذلك، قال قتادة: عرف -والله- المخرج، فاستغفر.
خُلُق الأنبياء: سرعة التوبة (قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) وعظيم كرم الله: سرعة القبول (فغفر له إنه هو الغفور الرحيم)
اللهم إنا ظلمنا أنفسنا فاغفر لنا 🤲🏻

(يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ)
بقدر إقبالك على الله يكون الأمان، وبقدر بُعدك عنه يكون الخوف والقلق والاضطراب.
الإقبال على الله بفعل الطاعات والقربات
سبب في الأمن و تفريج الكربات
من كان بكنف الله .. فهو آمن

{الحزب الثاني}

(وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ)
استمراءُ المعاصي سببٌ لجلب البلاءِ
وإتباع السيئة بحسنة سببٌ لمدافعة البلاء
صارع الذنب حتى تتركه، فإن عجزت فاغمره بوابل الحسنات

(وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ )
اسأل من بيده مفاتيح القلوب أن يهديك
الهداية نور يقذفه الله في قلب مَن يشاء من عباده ، فيَرِق قلبُه بعد قسوة ، وتدمع عيناه بعد طول جفاف، وتخفّ عليه الطاعة بعد ثِقَل، ولا يملك هذا الفضل إلا الهادي سبحانه .. فاللهمّ هبْ لنا هُداك .

(وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ)
أمر الله كُلّه خير ، لا تتحسّر على ما مضى فـ لو كانَ خيرًا لأبقاهُ الله لك
• اُنقشها على قلبك ولتكن شعارك في الحياة دائماً ما عند الله خيرٌ وأبقى دائمًا وأبدًا.
• اللهم ارزقنا من خزائنك التي لا تنفد.

(لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ)
له الحمد على اختياره , وعلى نعمائه , وعلى حكمته وتدبيره , وعلى عدله ورحمته , وهو وحده المختص بالحمد والثناء .
الألف واللام في (الْحَمْدُ) مستغرقة لجميع أنواع المحامد، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به.

(وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ).
الكاف للتشبيه فتدل:
من فقه الإحسان : أن تحسن الى غيرك من نفس ما أحسن الله إليك به ؛ (تفقد حسنك وإحسانك)
من حُسن أخلاق المسلم حفظ المعروف ورد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان، والمكافأةُ للمعروف بمثله.
إحسانك إلى الناس والدواب والطير من إحسان الله إليك فلا تبخل بطرق كل أبواب الإحسان.

(وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا )
#الجزء_الحادي_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة العنكبوت-الروم-لقمان-السجدة-الأحزاب
{الحزب الأول }

(أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
من لم يكفه القرآن فلن يكفيه شيء مهما كان!
يقول الإمام ابن تيميه:
كل عاقل يترك كتاب الله مريداً للعلو في الأرض والفساد فإن الله يقصمه ..!!

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
الموت إنماهو مجرد تذوق لما بعده والأذواق تختلف والطعوم تختلف وكل نفس تذوق ما ستطعمه يوم القيامة.
ينبغي على من عرف أن هذه نهايته وهذا مآله أن يعمل صالحاً ولا يغتر بدنيا زائله

(وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
ومن أعظم وسائل الثبات التي بينتها سورة العنكبوت معرفة حقيقة الدنيا، وحقيقة الآخرة
ليس معنى"الحيوان" المعروف؛
بل المعنى : الحياة الحقيقة الكاملة الدائمة
حياتك الحقيقية والكاملة هناك حيث النعيم الأبدي فماذا أعددت لها ؟!!

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
أفرض الجهاد هو :
جهاد النفس و الهوى و الشيطان والدنيا
فمن جاهدها هداه الله سبل رضاه الموصلة إلى جنته.جاهد نفسك لله بصدق
جَاهد - حاوِل - اصبِر - صَابر - وادعُ الله
وأبشر بالهداية للطريق المستقيم.

(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)
قال ابن مسعود: ما كرب نبي من الانبياء إلا استغاث بالتسبيح فأكثرو من التسبيح في الرخاء والشدة
لعل تسبيحة تشرح صدرك وتذهب همك
و تدر رزقك و تفتح مغاليق قلبك
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)
لن تقيم وجهك للدين حنيفًا إلا عندما تعلم عظمة الله الذي أنزل الدين والمنهج
والذي بثّ الآيات والبراهين الدالة على عظمته في الكون وفي نفسك...
اللهم ارزقنا التفكر في آياتك المكتوبة في القرآن وفي آياتك المبثوثة في الكون من حولنا وفي أنفسنا يا ذا الجلال والإكرام...

(يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ)
في البسط قال لمن يشاء، حتى يطمع الجميع في البسط،
وفي القدر لم يقل لمن يشاء، ليفرق بينهما، وتبعد الظن عن أن يصيبك سوء القدر في الرزق.

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
(ظهر الفساد في البر والبحر)
السبب
(بما كسَبت أيدي الناس)
الحكمة
(ليُذيقهم بعض الذي عَمِلُوا)
الغاية
(لعلَّهم يرجعون)
المصائب إشارة تحذير للمؤمن؛ لعلّه يتوب ويقلع عن الذنوب، فتصلح أحواله وتستقيم شؤون حياته.
المحن يجب أن تحيي فينا التوبة واللجوء إلى الله لا القنوط فلا ملجأ من الله إلا إليه

(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ )
جاء الحديث عن صدق وعد الله بعد الصبر,لأنه مما يعين على الصبر ،
فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع بل سيجده كاملا :
هان عليه ما يلقاه من المكاره
ويسر عليه كل عسير
واستقل من عمله كل كثير.

(يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
يأتي بها دائماً مثلما نريد بل وأحسن مما نريد يأتي بها وإن تأخرت لسبب يعلمه ولا نعلمه يأتي بها في الوقت المناسب ولسوف يعطينا ربنا فنرضى ونسعد.
كل جراح الدنيا وآلامها ومتاعبها وأحزانها يطفئها اليقين بهذه الآية !
• اللهم الطف بنا حيثما الأقدار دارت، ويسر لنا الخير إذا ما النفس احتارت.

‏(يَا بُنَي أَقِمِ الصلَاةَ وَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَر وَاصْبِر على مَا أَصَابَك )
استخرج العلماء أنواع الصبر من هذه الآية:
‏﴿أقم الصلاة وأمر بالمعروف﴾صبر على الطاعة.
﴿‏وانه عن المنكر ﴾ صبر على المعصية.
‏﴿ واصبر على ما أصابك ﴾ صبر على أقدار الله.
فما أصابك هو خير حتى وإن ظهر لك بغير ذلك
فقط اصبر لأن ذلك من عند الكريم الرحيم

{ الحزب الثاني}

(وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
- العروة الوثقى : هي الصلة المطمئنة بين قلب المؤمن المستسلم وربه.
- هي الطمأنينة إلى كل مايأتي به قدر الله في رضى وثقة وقبول ، طمأنينة تحفظ للنفس سكينتها في مواجهة الأحداث
وفي الاستعلاء على السراء فلا تبطر
وعلى الضراء فلا تصغر.

﴿وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا﴾
لا تدري لعلَّ غداً يصلحُ حالُك، ويُذهِبُ اللهُ همّك ويرتاحُ بالك، ثق بربك وألحْ عليه في سُؤالك.
من توكّل على الله شرح صدره، فالأرزاق كُتِبت والآجال قُدّرت ولله حِكمته.
#الجزء_الثاني_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الأحزاب-سبأ-فاطر-يس
{الحزب الأول}

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)
ذكر الله -عز وجل- يُذهب عن القلب مخاوفه كلها وله تأثير عجيب في حصول الأمن،
فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله عز وجل
فإنه بحسب ذكره يجد الأمن ويزول خوفه
وهناك صفة واحدة وردت معها كلمة ( كثيرا ) ، فلم يقل سبحانه والمتصدقين كثيرا ولا الصائمين كثيرا !
لكنه قال :
( والذاكرين الله كثيرا ).
فتتضح أهمية الذِكر بأنه كلما ذُكرٓ إقتُرن بكثيرًا دليلًا على فضله
ولا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرًا،
حتى يذكر الله قائما وقاعدًا ومضطجعًا .

(وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)
افتتاح النهار بالتسبيح واختتامه بالتسبيح فيه تعظيم الخالق، وتنزيهه عن كل نقص، فهو وحده سبحانه الذي يقلب الليل والنهار
ﻻ شيء يبعث على النفس الراحة من أن نستقبل يومنا ونودعه بتسبيح الخالق بديع السماوات والأرض؛
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.

(وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا)
ارض عن الله في جميع ما يفعله بك
فإنه ما منعك إلا ليعطيك
ولا ابتلاك إلا ليعافيك
ولا أمرضك إلا ليشفيك
ولا أماتك إلا ليحييك
(وكفى بالله وكيلا)

(إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)
‏هذه الآية زاجرة عن ذنوب الخلوات
ومحفزة لحسنات الخلوات وكفى بالله عليما!

(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
صلاةُ الله على النبي ﷺ: هي ثناؤه ورضوانه عليه،
وصلاة الملائكة: دعاء واستغفار له،
وصلاة العباد عليه: تشريف وتعظيم لشأنِه.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لإجابة الدعاء، وغفران الذنوب، ولكفاية الله العبد ما أهمه، ولقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)
قال ﷺ
لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه
ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
تقوى الله و القول السديد سببان لإصلاح الأعمال و مغفرة الذنوب

(وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾
اللهمَّ اجعلنا ممن شملته رحمتك وغفرانك
ومن زمرة من خالط اﻹيمان قلوبهم ﻷنهم أهل فضلك ورحمتك وجودك وعطفك وﻻخوف عليهم .

(وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ )
وأما ظهور حمده في دار النعيم ؛فلأن أهل الجنة يرون من توالي نعم الله وإدرار خيره وكثرة بركاته وسعة عطاياه، التي لم يبق في قلوب أهل الجنة أمنية ولا إرادة إلا وقد أعطي فوق ما تمنى وأراد بل يعطون من الخير ما لم تتعلق به أمانيهم ولم يخطر بقلوبهم

(وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)
يحفظ العباد, ويحفظ عليهم أعمالهم, ويحفظ تعالى جزاءها, فيوفيهم إياها, كاملة موفرة

{الحزب الثاني}

(وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
وعد تطمئن له النفوس المنفقة، وما نقص مال من صدقة، بل تزده!
(يقول ابن القيم رحمه الله)
أثر الصدقة واضح على النفس وفـي بركة الأموال والأولاد ودفع البـلاء وجلب الرخاء ..
(وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
وخيرية الله في الرزق تظهر في أربعة أمور:
1-إنه رزقك قبل أن يخلقك.
2- إنه رزقه لا يتأخر عن وقت الحاجة إليه .
3- إنه لا يحاسبك على ما رزقك .
4- إنه لا يريد منك جزاءً ولا شكوراً .

(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ)
اشتهوا توبة قبل الرحيل
أمان يوم الحساب
نجاة من سوء العذاب
لكن كفرهم حال بينهم وبين أمنياتهم.
فسرها بعض السلف: بأنهم اشتهوا التوبة ساعة الرحيل، قال الحسن البصري: «اتق الله يا ابن آدم، لا يجتمع عليك خصلتان:
سكرة الموت، وحسرة الفوت».

(مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)
ذكرت كلمة: "يفتح" بدلًا من "يعطي" لأنّ عطاء ربّنا إذا فُتح كان غزيرًا، مغدقًا، متعاقبًا، متتاليًا يدهش صاحبه .. مثل الغيث إذا انهمر من سحابة!
فعش حياتك قرير العين مطمئناً موقناً واثقاً بأنه لن يستطيع أحدٌ أن يغلق باباً فتحه الله لك فلا حد لكرم الله وفضله، وإذا أعطاك سبحانه فلن يُغلق باب جُوده أحد!

(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)
كل قول ـ ولو كان طيبا ـ لا يصدقه عمل لا يرفع إلى الله , ولا يحظى بقبوله ,
أي: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب
اختر من كلماتك وألفاظك أطيبها فإن لم تجد لها في قلوب الآخرين مهبط فيكفي أنها إلى ربك تصعد !

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
#الجزء_الثالث_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة يس-الصافات-ص-الزمر
{الحزب الأول}

(إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ)
لأنهم انشغلو بعبادة ربهم في الدنيا انشغلوا بالنعيم في الجنة"إن أصحاب الجنة في شغل فاكهون"
أشغال الدنيا(تعب ونكد وجد)
وأشغال الآخرة (تلذذ وفرح وطرب).

(سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ)
أعظم نعيم في الجنة أن تسمع كلمة (سلام) من السلام جل جلاله يا رب اجعلنا منهم ووالدينا وذريتنا وأهلينا ومن نحب🤲🏻

(أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾
يتدرج الشيطان بالإنسان من اتباع خطواته إلى عبادته ثم إلى نشر دعوته بنشر الرذيلة.
استحضار عداوة الشيطان من أعظم الأسباب المانعة من طاعته واتباع خطواته؛ فالعاقل لا يتبع عدوه ولا يطيعه

(لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا)
أي: حي القلب
وصاحب القلب الحي هو الذي يزكو بالقرآن وينتفع به ويعمل بما فيه من أوامر ونواهي
قال قتادة: عمّن يستفيد من القرآن الكريم وينتفع به أنّه حي القلب حي البصر.
فالعبرَة بحياة القلب ، انتفاعه بكتاب ربه، وليس فقط بنبضه.

﴿فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾
مواساة ربانيّة حين تنشغل وتتألم من أقوال البشر وتنسى إن الله سبحانه معك.
لن تكون أشرف نسبا، ولا أتقى دينا، ولا أطهر قلبا، ولا أصدق لسانا من رسول اللهﷺ، ومع ذلك كله قالوا عنه شاعر وساحر وكاهن ومجنون (فلا يحزنك قولهم).

﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾
كلما هممت بمعصية أو فعل مشين تذكر هذه الآية حتى لا تقف موقفا يسؤوك بين يدي الله.

( إلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِين) لأنهم أخلصوا لله الأعمال، فأخلصهم،واختصهم برحمته،وجاد عليهم بلطفه.

﴿وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ﴾
سرعة الاستجابه بعد المناجاه
تحتاج قلباً صادقا متوكلا
متيقنا بفرج الله.
هو سبحانه المحيط بأحوال عباده، لكنه يحب أن ينادوه ويظهروا الافتقار
كُن في الكرب صابراً، فلم يسلم منه أحد، وكن متضرعاً فلا كاشف للغم إلا الدعاء ..

(إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
مقام الإحسان مقام رفيع، وهو أعلى مراتب الدين؛ فمن حققه فاز بخيري الدنيا والآخرة. اللهم ألحقنا بالمحسنين.

﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
أخرج من قلبك كل ما علق به من أمور الدنيا شهوات !! شبهات!! قابل ربك بقلب نقي تقي متعلق به
النجاح في الإبتلاء يكون في لحظات معدودة ولكن يسبقه قلب سليم وإحسان العلاقة مع الله

(فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
كلما كان العبد حسن الظن بالله حسن الرجاء له صادق التوكل عليه : فإن الله لا يخيب أمله فيه ألبتة ، فإنه سبحانه لا يخيب أمل آمل ولا يضيع عمل عامل..
عندما تحسن ظنك بالله دائماً، ثق تماماً أن هنا الأمان والطمأنينة والرحمة.
حُسن الظن بالله وإنتظار الفرج من أعظم العبادات

(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ)
عند العقبات وإن ضاقت بك الأماكن اجمع شعث قلبك وحيرته وهمه وارحل به إلى الله تهتدي وتطمئن فما خاب من طرق بابه.
مهما شعرت بالحيرة والضياع فلا تتوقف عن السير إلى الله فهو سبحانه
هادٍ ومُرشد لحيرتك، مُثبت لفؤادك،
مُنيرٌ لعقلك وقلبك، مُصلحٌ لجوارحك.

(فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ)
لقد كان يونس نبيًّا ولكنّ اللهَ لم يذكرْ سوى التسبيحِ لتفريجِ كربتِه .
إذا أحببتَ أن يُفرّجَ اللهُ كربتَك سبّح .
في التسبيح لله عزوجل والمداومة على ذلك ؛ نجاة من المصائب والمصاعب والمتاعب .
لا اله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين .

{ الحزب الثاني}

(أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ)
كل الخزائن بين يديه سبحانه يهبها لمن يشاء فأن سألته فلا تسأله على قدر حاجتك بل أسأله على قدر ملكه
ما طُرقت خزائن الله عند الدعاء بمثل كثرة الإلحاح باسمه «العزيز و الوهاب» ‏فهو تعالى عزيزٌ لا تغالبه المطالب،‏ ووهّاب وسع بجوده جميع الخلائق .. أفتتعاظمه حوائجنا ؟!

(نعْمَ العبدُ إنه أَوَّابٌ)
ميزةٌ في نبي الله أيوب مدحه الله تعالى وأثنى عليه فيها أنه كثير الرجوع والإنابة إليه.
أعظم معين على مداومة الصبر في المحن تسلية النفس باستحضار صبر الرسل؛ فقد قال الله لنبيه ﷺ: (اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا اﻷيد إنه أواب).

(فَاسْتَغْفَرَ رَبهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وأَنَابَ )
الاستغفار والصلاة من الأسباب المعينة على مغفرة الذنوب فالاستغفار سمة الأنبياء
"وظن داود أنما (فتناه) (فاستغفر ربه)"
نجاتك من الفتن:الاستغفار

(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)
ما خالط القرآن شيئاً إلا باركه .. صحتك، بيتك، مالك، عملك .. ستشعر بالبركة تَدُب في حياتك كلما جعلت للقرآن نصيباً من يومك.
#الجزء_الرابع_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
سورة الزمر-غافر-فصلت
{الحزب الأول}

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) الكافي ••
يكفينا الهموم ،ويدفع عنا المكاره .
لن تفزع إليه إلا ويكفيك سبحانه
أطعمك وسقاك ،أسكنك وكفاك.
نكتفي به سبحانه عما سواه
الكفاية على قدر العبودية، فكلما ازدادت طاعتك لله، إزدادت كفاية الله لك

( ‏قُلْ حَسْبِيَ الله عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون )
‏إنها الطمأنينة بعدها الثقة واليقين، والثقة التي لا تقلق، واليقين الذي لا يتزعزع، فتوكل عليه ولاتحزن.
قال الإمام السعدي: "حسبي، سيكفيني كل ما أهمني وما لا أهتم به. تذكر عند توكلك تفويض الأمر كله حتى ما لا يهمك"

(ٱللَّهُ یَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِینَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِی لَمۡ تَمُتۡ فِی مَنَامِهَاۖ فَیُمۡسِكُ ٱلَّتِی قَضَىٰ عَلَیۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَیُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰۤ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمًّىۚ)
احرص على أذكارك قبل أن تنام وادعُ الله الذي يتوفى نفسك في منامك أن يرحمها إن أمسكها وأن يحفظها إن ردّها عليك ولا تنس أن تحمد الله وتشكره عندما تستيقظ وقد ردّ عليك روحك وأذن لك بيوم جديد وفرصة للتوبة والعمل الصالح والذكر...

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ)
مهما أسرفت على نفسِك بالذنوب والمعاصِي فأنتَ أمامَ رحيم بعباده ، يقبَل منك التَّوبة فسارع بِها وسَيغفر الله لك .

(لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ)
مهما بلغ ذنبك وتقصيرك وتفريطك لا تقنط من رحمة الله، أقبل عليه فأبوابه مفتوحة، ومن دخل في كنفه سيجد الأمان والسكينة والطمأنينة والسلام.

(إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
صفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، فلا تقنط من رحمة الله.

(أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)
تذكر دائما أنك لن تندم في اﻵخرة على أي شيء فاتك في حياتك الدنيا إلا على تقصيرك في طاعة الله
‏الدنيا دار عملٍ، والآخرة دار جزاء، فمَن لم يعمل هنا نَدِمَ هناك.
لا تفرّط في جنب الله ولا تكن من الساخرين المستهزئين بأمر من أمور دينك
اطلب الهداية من الله تعالى واحرص على أن تكون من المتقين
جاهد نفسك أن تكون من المحسنين في الدنيا

(بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ)
من أسرار السعادة أن يتذكر الإنسان ما لديه من نِعم قبل أن يتذكر ما لديه من هموم.
إن كانت التقوى هي الغاية من العبادات
(لعلكم تتقون)
فإن الشكر هو الغاية من التقوى
الشكر هو التحدي الأعظم بين الشيطان وبين البشر { ثم لا تجد أكثرهم شاكرين } لم يقل إبليس ساجدين ولم يقل خاشعين بل قال شاكرين!!
الشكر هو عبادة الصفوة من خلق الله
(وقليل من عبادي الشكور)
الشكر هو الغاية التي امتدح الله بها الأنبياء "إنه كان عبدا شكورا"
وقال صلى الله عليه وسلم
"أفلا أكون عبدا شكورا"
نسأل الله ان يجعلنا من الشاكرين

(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)
طابت أعمالهم فطاب إستقبالهم وطابت مساكنهم .. الجزاء من جنس العمل ..
سلامٌ وخلود، وطيب مُقام
اللهم اجعلنا من سكانها
يقول الإمام ابن القيم:
يأبى الله أن يدخل الناس الجنة فرادى
فكل صحبة يدخلون الجنة سويا
اللهم ارزقنا تقوى تجعلنا ممن يساق ويُزاحم في تلك الزمر يا ربّ العالمين

(غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التوب شَدِيدِ العقاب
ذِي الطَّوْلِ لا إله إلا هو إِليه المصير)
"غافر الذنب" ... فيرجو
"وقابل التوب" ... فيفرح
"شديد العقاب" ... فيخشى
"ذي الطَول" ... فيُعظّم
"لا إله إلا هو" ... فيوحد
"إليه المصير" ... فيستعد
في بدايةالسورة قدم الله ذكر مغفرته للذنب وقبوله للتوبةعلى أنه سبحانه شديدالعقاب ذي الطول وفي هذا بيان أن رحمةالله سبقت غضبه
يقرن الله ﷻ بين هذين الوصفين كثيراً في مواضع متعددة.. ليبقى العبد بين الخوف والرجاء.

(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ)
قدم سبحانه الرحمة على العلم لتأمن وتطمئن وتثبت فبقدر يقينك أن علمه وسع كل شيء كن على يقين أن رحمته كذلك.
القدرة على العفو، والتجاوز تنبع من أمرين: الرّحمة، والعلم؛
اللهم فاجمع لنا بين قلبٍ رحيم، وعلم غزير

(وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
ليس هناك فوزا أعظم من أن يحجزك الله عن اقتراف السيئات برحمته
فالتقوى والإبتعاد عن السيئات تجعلك أهلاً لرحمة الله

(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)
‏اختلاسات النظر و ما تخفيه الصدور ‏خَفية على البشر؛ ولكنها معلومة عند من يعلم الخطرات واللحظات والوساوس سبحانه، ‏فكن على حذر أن يراك حيث نهاك .
#الجزء_الخامس_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
فصلت-الشورى-الزخرف-الدخان-الجاثية
{الحزب الأول}

(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ)
ما من شيء يدل على شيء كما تدل اﻷشياء على (الله) سبحانه
إذا أبصرت شيئا بعينيك فبصرك يذكرك بالبصير سبحانه
وإذا سمعت همسا في دجى الليالي فسمعك يذكرك بالسميع سبحانه
وإذا علمت شيئا من خفي العلم فعلمك يذكرك بالعليم سبحانه ..
وفي كل شيء له آية .

(وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
ملائكة الله تعالى يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض! اللهم لك الحمد على هذه النعمة العظيمة..
فإذا كانت الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم يسبحون الله ويستغفرون لنا أفلا نكون نحن أولى منهم بالتسبيح والاستغفار والحمد ونحن الخطّاؤون الغافلون؟!!
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك

(لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
مفاتيح المقادير وخزائنُ السماوات والأرض والكائنات والقلوب كلُّها بيد الله تعالى، فاسأل الخيرَ من ربِّك، وألِحَّ عليه بالدعاء.

(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)
استهلت هذه الآية باسمه اللطيف ثم تحدثت عن الرزق، فعطاءه لطف ومنعه لطف.
قال الإمام ابن القيم :
"من رحمة الله بعباده المؤمنين أن نغّص عليهم الدنيا و كدّرها؛ لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا إليها ،
وليرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره،
فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليعطيهم،
وابتلاهم ليعافيهم،
وأماتهم ليحييهم"

(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)
مِنْ رحمةِ اللهِ بكَ أَنْ أَعطاكَ هذا القدرَ مِنَ الرِّزقِ حتَّى لا تَنْحَرِفَ بكَ الأَهْواءُ ، وتَسْتَأْثِرَ بِكَ الشَّهواتُ .
فلولا أن الله سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والإبتلاء لطغوا وبغوا وعتوا!
فخير الرزق ما لا يطغيك .. ولا يلهيك.

(وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)
من أجَل صفات المؤمنين اتصافهم بالغفران عند الغضب
وهذه من محاسن الأخلاق يشفقون على ظالمهم ويصفحون لمن جهل عليهم يطلبون بذلك ثوابه تعالى وعفوه
أولئك الذين سلمت صدورهم من حب الانتقام و نزعة التشفي والانتصار للنفس ، فهنيئاً لهم

(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
في المعاملات ٣مراتب:عدل وفضل و ظلم
وجزاء سيئة سيئة مثلها" عدل "
فمن عفا وأصلح فأجره على الله" فضل "
إنه لا يحب الظالمين" ظلم"
فأجره على الله...
يستحيل علينا بمداركنا الضعيفة أن نتخيل هذا الأجر!!
إن لم تعفو عمّن ظلمك
أخذت من حسناته يوم القيامة
وإن عفوتَ نِلتَ أجرك من الله الكريم
فأيُّ الأجرَيْن أعظم ؟

(وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)
الصبر والمغفرة..
من العزائم التي تجارةُ أربابها لاتبور.
الصبر والتسامح والإعراض انتصار على النفس والشيطان والهوى، ولا يقدر على ذلك
إلا ذو قوة وسلامة قلب ومروءة

{الحزب الثاني }

(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ)
لا أحد يحدد رحمة الله بعباده، إنما يقسمها سبحانه وتعالى بين الخلق بحكمته وعلمه. قَسَمك من رحمة الله سيصلك رغما عنك وعن الناس أجمعين وقَسَم غيرك من رحمة الله سيصله فاطمئن واستمطر رحمة ربك بكثرة التذلل بين يديه والاستغفار والتضرع له
ربنا آتنا من لدنك رحمة

(نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهم مَعِيشَتَهُمْ)
الأرزاقُ قِسمة الخلّاق، ‏فهو أرأف بالعباد من أنفسهم ‏وليس في خزائنه من نقص ‏ولكنها الحكمة لمصلحة عباده ‏فهو سبحانه يُعطي بِقَدَرٍ، ولا يُمسك عن قَتَر.
الأَرزَاقُ مَقسُومَة ؛ مَن رَضِيَ سَعِدَ ،
وَمَن سَخِطَ شَقِيَ ، وَلَنْ يَنَالَ مع شَقَائِهِ وَنَكدِهِ أَكثَرَ مِمَّا كُتِبَ لَهُ .

(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)
من ترك الذكر لازَمهُ الشيطان ملازمة الظل
فكلما تعامى العبد عن ذكر الله سلط الله عليه شيطانا يضله ،
فبقدر ابتعادك عن ذكر الله وعن القرآن بقدر قرب الشيطان منك

(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
الخُّلة الصالحة تنفعك في الدنيا وتشفع لك في الآخرة؛فانظر من تخالل
فكل صحبة تفنى إلا الصحبة في الله فهي معك حتى تدخلك الجنة
"إلا المتقين "فإن محبتهم تدوم وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.
قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه

(وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
#الجزء_السادس_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
الأحقاف-محمد-الفتح-الحجرات-ق-الذاريات
{الحزب الأول}

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
بيان فضل الاستقامة وجزاء أصحابها وهي سعادة لك في الدنيا والآخرة.
(ربنا الله) ليست كلمة تقال باللسان! هي منهج استقامة في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات والأقوال (ثم استقاموا)

(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل)
أعظم الصبر صبر أولي العزم من الرسل؛
لوقوع اﻹيذاء الحسي والمعنوي عليهم،
ففي استحضار صبرهم خير تسلية للمبتلى
الصبر خلق الأنبياء فاقتدي بهم

(كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)
إذا صلح البال سلمت الخواطر،
وارتاحت النفس، واطمأن القلب،
ويحرم العبد صلاح باله واستقرار حياته بسبب تماديه في الذنوب والمعاصي،
فإذا أصلح الله بالك فقد أصلح الله لك حالك
وشرح لك صدرك ويسَّر لك أمرك
وعندها لا حزنٌ ولا غمْ
ولا قلق ولا توترٌ و لا همْ .

(إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ)
محروم من ترك الدنيا كما دخل إليها،
وما ذاق أطيب ما فيها،بل عاش عيشة البهائم
أي قيمة لدنيا يجعلها بعض الناس غايته ومناه، مشتركا بذلك مع الحيوان، صارفا عمره في تتبع زهرتها عما خلق له اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا

(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)
التقوى حالة في القلب تجعله أبداً واجفاً من هيبة الله ، شاعراً برقابته ، خائفاً من غضبه ، متطلعاً إلى رضاه ، متحرجاً من أن يراه الله على هيئة أو في حالة لا يرضاها.
ومتى تمكنت محبة الله في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب سبحانه..

(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
السكينة تنزل عند قراءة القرآن إذا قرأه الإنسان بتمهّل وتدبّر فإنَّ السكينة تنزل حتى تصل إلى قلب القارئ؛ فيُنزل الله السكينة في قلبه.
إن القلوبَ إذا غفَلَت قسَت، وإذا قسَت خلَت من دواعِي التدبُّر والخُشوع والإخبات
اللهم افتح أقفال قلوبنا بآياتك

(وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ)
استشعر عظمته وغناه وسعة خزائنه وضعفك وفقرك وحاجتك له لتطلب بلا يأس
[ والله الغني وأنتم الفقراء ]يقين دعه يستقر بنفسك أنت مسكين فقير لرحمة ربك حتى لو ملكت الدنيا بأسرها

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) قلبك المضطرب لن يطمئن بغير الله فلاحول ولاقوةإلابالله
ثباتك وسكينتك أثناء وقوع المصيبة هي أعظم نعمة وأفضل مما فقدت؛لأن الله لا يعطيها إلا المؤمن
حظك من السكينة في أوقات المحن والمخاوف
بقدر حظك من الايمان والثقة بوعد الله

(يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ)
لا تحتقر عاصِ فربما يُغفر له،
ولا تغتر بعملك فربما لايقبل.
صفحاتك السوداء إن عرضتها لربك بندم فسيمحوها لك ويرحم طبعك البشري المجبول على الخطأ فندمك يحبه الله منك

{ الحزب الثاني}
(فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)
اخلص مافي قلبك لله وسيأتيك الخير والنصر والتمكين منه سبحانه
فصلاح القلب من أعظم أسباب التوفيق والنصر تَفَقّد قلبك قبل المضي في أعمالك ،
فلقد كان النصر والتوفيق جزاء للقلوب الصادقة
وإذا انتابك الخوف والقلق فطهر قلبك، واسأل الله أن ينزل عليه السكينة كما أنزلها على محمد ﷺ وأصحابه

(رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)
- بدأ الحق بالثناء عليهم بأخلاقهم قبل عبادتهم وفيه دليل على الترابط الوثيق بين العبادات والمعاملات.
(رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)
من دلائل رِقة قلب المؤمن أن يتوجع لعثرة أخيه المؤمن إذا عثر حتى كأنه هو الذي عثر بها ولا يَشمَت به.
(سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)
إن للحسنة نورًا في القلب وضياءً في الوجه وسعةً في الرزق ومحبةً في قلوب الناس، فمن أصلح سريرته أصلح اللهُ علانيته.

سورة الحجرات=جامعة للآداب
أدب مع الله=(لاتقدموا بين يدي الله)
أدب مع النبيﷺ=(لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)
وآداب كثيره مع الناس
"فتبينوا"
"المؤمنون إخوة"
"فاصلحوا"
"واقسطوا"
"لا يسخر"
"ولا تلمزوا"
"ولا تنابزوا"
"اجتنبوا كثيرا من الظن"
"ولا تجسسوا"
"ولا يغتب"
"واتقوا الله"

(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ )
أعظم الهبات أن يزين الله في روحك الطاعة ، وتهفو نفسك للخير !
حب الطاعة نعمة لا يُوفق الله إليها إلا من يحبه ولا يتذوق حلاوتها إلا موفق "
#الجزء_السابع_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
من سورة الذاريات حتى سورة الحديد
{الحزب الأول}
(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)
قال بن عباس – رضي الله عنه - : " ففروا إلي الله بالتوبة من ذنوبكم , ففروا منه إليه , واعملوا بطاعته "
وسمى الله الرجوع إليه فراراً ،
لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن .
كلما انكسر قلبك وضاق صدرك وكَبرُ همّك ففر إلى الله فإنه سيجبر كسرك ويفرج همك ويرحم ضعفك.
تأكد بأن الله ينظر إليك بنظرة رحمة مهما عظمت معصيتك لأنك لن تجد أحدًا أرحم من الله حتى وأنت مُذنب.

(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )
وعد الله الصابرين بحفظ واعتناء منه سبحانه
إذا رأيت الله يحجب عنك الدنيا ويكثرعليك الشدائد فأعلم أنك عزيز عنده،وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأنه يراك

(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ)
التسبيح ودوام الذكر يشحذ الهمة علي الصبر , ويزيد من قدرة المرء علي التجلد والثبات ؛ فما أحرانا أن نستمسك به .
فكلما زاد تسبيحك وذكرك لله ، زادت معية الله لك

(وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى)
للشفاعة يوم القيامة شرطان
١-إذن الله للشافع
٢-رضا الله عن المشفوع

(الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ)
روي عن ابن عباس أنه قال: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.
فإذا صارت الصغائر كبائر بالمداومة عليها،
فلا بد للمحسنين من اجتناب المداومة على الصغائر؛ حتى يكونوا مجتنبين لكبائر الإثم والفواحش.
(فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)
ميزان دقيق يمنع اليأس
ويمنع الإغترار!
قال أبو بكر الصديق:
"إن الله يغفر الكبائر.. فلا تيأسوا
ويعذب على الصغائر.. فلا تغتروا"
مهما كانت أعمالكم وعباداتكم
{فلا تزكوا أنفسكم}
لأن حقيقة مافي القلوب لا يعلمه إلا الله
{هو أعلم بمن اتقى}

(ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى)
‏(وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوفَ يُرَى)
‏ لا يضيع الله سعياً صادقاً
‏خطواتك في سبيل الإحسان
مجاهداتك المستمرة ،
كلها محفوظة عند الله
‏(ثُمَّ يَجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى)

﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ﴾
- قبل 1400 سنة .. نزلت هذه الآية
رحمتك يا الله ..
خطب حذيفة بن اليمان بالمدائن، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)
ألا وإن الساعة قد اقتربت،
ألا وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ألا وإن الدنيا قد آذنت بفراق،
ألا وإن اليوم المضمار، وغدًا السباق.

(فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ)
قلها لله إن غلبك الهم وإن اجتاح الحزن صدرك قل لله أن ينصرك و يزيح عنك ما أغمّك.
(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ)
الدعاء والإلحاح على الله يفتح أبواب السماء للإجابة .
ما أسرع إجابة الله لعباده حال شدتهم ما إن انتهى نوح من دعوته إلا وفتحت السماء

(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)
قوله: (لِلذِّكْرِ) قيل في معناه أقوال، وأقربها للصواب: الادكار والاتعاظ، أي: أن من قرأه ليتذكر به ويتعظ به، سهل عليه ذلك واتعظ وانتفع، ومما يرجح هذا: قوله بعد ذلك: (فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) يعني: هل أحد يدكر؟ مع أن الله سهل القرآن للذكر، أفلا يليق بنا وقد سهله الله للذكر أن نتعظ ونتذكر؟ بلى!

{الحزب الثاني}

(فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
لما جاءت سورة الرحمن بذكر نعمٍ تجل عن الإحاطة بالوصف ويعجز العارف بها عن شكرها، تكرر قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، في عامة السورة؛ وذلك أنها نعم ظاهرة مشاهدة لكل مخلوق، ولا طمع لأحد في نسبتها لغير الله تعالى، فتتابع التكرار
وتكرارها من باب تقرير النعم والتذكير بها ،
فله فوائد مختلفة.
وعدَّد الله في هذه السورة نعماءَه، وأذكر عبادَه آلاءه، ونبههم على قدرته ولطفه بخلقه، ثم أتبع كل خلّة وَصَفَها بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين؛ ليُفهمهم النعم، ويقررهم بها.

(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ )
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ )
أيها العبـد، لا تحزن ولا تبتئس، فمهما عصفت بك المحن
فإن مصيرها إلي فناء، ويبقـي لك منهـا أجـر الصبـر والإحتسـاب.
لايدوم إلا الله،ولايبقى إلا وجهه..
هذا المعنى يريحك عند فقد شيء أيا كان..
بل يجعل القلب معلقا بدار الدوام والبقاء.

(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
قيل : هو العبد يهوى المعصية فيذكر مقام ربه عليه في الدنيا ومقامه في الآخرة فيتركها .
إذا تيسرت أسباب المعاصي وعظمت دواعيها لم يكن لقلب العبد أنفع من خوف الله عز وجل ومراقبته
#الجزء_الثامن_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
من سورة المجادلة حتى سورة التحريم
{الحزب الأول}

(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
من انقطع رجاؤه عن الخلق والتجأ إلى ربه يشكو إليه همه وغمه، كشف الله عنه ماهو فيه وكفاه وأرضاه.
مهما حاولت أن تخفيَ قولك وفعلك عن الناس، فإنَّ الله سميعٌ لماَ تقول، بصيرٌ بما تفعل، فإيَّاك ومايسوؤك يوم القيامة.

(ويومَ يبعثهمُ اللهُ جميعًا فَيُنَبِّئُهم بمَا عمِلُوا أحصاهُ اللّهُ ونَسُوهُ )
ومن الذُّنوب ما ينساه العبد ولا يذكره،
فيحتاج إلى كثرة الاستغفار من جميع ذنوبه
ما عَلِم منها وما لم يعلم والكل قد علِمه الله وأحصاه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : واستغفرك لما تعلَم، إنك أنت علَّام الغيوب ".
وقد يبلغ العبدُ من الاستهانة بالمعاصي مايحمله على نسيان ما أتى منها، وقد تحولُ كثرتها دون ضبطها وتذكرها، ولكنَّه بلا ريب سيلقاها بحذافيرها محفوظةً في كتابه

‏(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ)
‏قال المفسرون :
‏دلت هذه الآية على أن :
إيصال أي خير إلى المسلم،وإدخال السرور عليه يوسع الله عليك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تُقيد بالتفسح في المجلس.
الجزاء من جنس العمل،
فمن رغب بالجزاء الحسن فعليه بالفعل الحسن فكل من وسَّع ‏على عباد الله أبواب الخير والراحة،وسَّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة.

(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله)
أول قيود إبليس على الإنسان " تقييد اللسان عن ذكر الله"
إذا نسيت ذكر الله فاعلم أن الشيطان قد استحوذ عليك فارجع إلى ربك واستعذ به
ذكر الله من أعظم ما يجلو القلب ويمنعه من استحواذ الشيطان عليه إذ لم يستحوذ الشيطان قط علي قلب ذاكر

(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُو)
ذَكَرَ الله في هذا الدعاء نَفْيَ الغل عن القلب الشاملِ لقليل الغل وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح، ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين.
نفوس تعطي و تمنح قلوبها تعلقت بالآخرة فطهرت وزكت نفوسها فأحبت بصدق فذاقت النعيم وراحة البال
فمن صفات المؤمنين سلامة قلوبهم وحبهم لإخوانهم المؤمنين وسؤالهم الله الإعانة على هذه الخَصلة الشريفة

‌‌‏(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد)
سمى الله الآخرة "غداً" لأن الرحيل إليها قريب .
وهذه الآية أصل في محاسبة العبد نفسه ،
وأنه ينبغي له أن يتفقدها ،فإن رأى زللاً تداركه
فينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسَه مقصِّرا عن الدرجات العالية فيستفيد بذلك أمرين:
‏١- الاجتهاد في طلب الفضائل، والازديادِ منها.
‏٢- والنظر إلى نفسه بعين النقص.

(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
تأمل الآيات الأخيرة من سورة الحشر لتتعرف على عظمة الله تعالى الذي تعبده وتؤمن به وتتوكل عليه وتستعين به وتلتجئ إليه وتلوذ بحماه وترجو رحمته وتطلب قربه ورضاه سبحانه جل في علاه

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
"الجبار" هو بمعنى العلي الأعلى وبمعنى القهار وبمعنى "الرؤوف" الجابر للقلوب المنكسرة وللضعيف العاجز ، ولمن لاذ به ولجأ إليه .
سبحانه الذي يجبُر كسر القلوب من الأحزان ويفرج الكرب والهموم والأوجاع ويغيّر الحال إلى أفضل حال.

(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ )
ابتعد عن المعاصي ما استطعت ؛
فعقوبة المعصية المعصية بعدها .
تفقد قلبك..
فلا يزيغ القلب فجأة، بل هي سلسلة من التنازلات،‏ تبدأ بالتفريط في السنن والمستحبات، ثم التساهل في الواجبات، ثمّ التبرم من الطاعات، ثم الطعن في الأصول والمسلّمات.

{الحزب الثاني}

‌‏(قُل إن الموت الذي تفرُّون منه فإنه مُلاقيكم)
آية تقطع طول اﻷمل وتذكر بالموت الذي سيأتي لا محالة فلنتزود قبل الرحيل
و‏لم يقل الحق فإنه يدرككم، وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك.
‏إنّ فرارك منه يعني دُنوَّك منه في الواقع، فلو كنت فارًّا من شيء وهو يقابلك، فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته !

(فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)
قال ابن عباس رضي الله عنه : ( تصدَّقوا قبل أن ينزلَ عليكم سلطان الموت فلا تقبل توبةٌ ولاينفع عمل ) .
لولا عِظمُ الصدقة ومكانتُها عند الله لما كان أولُ مايرجو العبدُ لو أُتيح له الرجعةُ إلى الدنيا أن يتصدَّق.
#الجزء_التاسع_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
جزء تبارك
{الحزب الأول}

(لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ)
- لم يقل : ( أكثر) لأن العبرة بالأحسن لا الأكثر !
احرص كل يوم أن تكون ( أحسن ) من اليوم الذي قبله ، فمن راقب أعماله بغرض التقويم والتحسين ، وُفِّق للخير كله
قليل صائب خير من كثير على غير هدى، فالعبرة بحسن العمل لا بكثرته، ولا يكون حسناً حتى يوافق شرع الله ويكون له خالصاً.

(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)
من المعاني الجميلة و المتنوعه للآية :
- يخشون ربهم ويراقبونه في السر وهم غائبين عن أعين الناس ، كما يراقبونه في العلانية .
- يخشون ربهم كأنهم يرونه وهم لا يرونه .
طاعة الله وخشيته في الخلوات من أسباب المغفرة ودخول الجنة.

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا)
المراد: (أو رحمنا : بالحياة)، فيفيد أن الحياة رحمة، وأن تأخير الأجل من النعم، وحياة المؤمن رحمة؛ لأنها تكثر له فيها بركة الإيمان والأعمال الصالحة!

(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
الاخلاق مثل الأرزاق تماماً هي قسمة من الله فيها غني و فيها فقير و حينما أراد الله تعالى وصف نبيه صلى الله عليه و سلم لم يصف نسبه او ماله لكنه أثنى الله على خُلقه ﷺ، أخلاقك هي التي تميزك فجملها تكن أجمل الناس .

(عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ)
القرآن يعلمنا التفاؤل ويبث فينا الأمل.
فالنفوس المؤمنة المتعلقة بالله، قلوبٌها حيّة متفائلة، واثقة بوعد الله، ولا يعرف اليأس طريقًا إليها، إن فاتها أمر رضيت فصبرت وشكرت، وانتظرت العِوض.
أيقظ في روحك رغبة دائمة إلى الله
ترقبا مستمرا لفضله ورجاءًا لا يتوقف لعطائه
إياك أن يكسر الذنب حسن ظنك...
سيعطيك الله بعد الذنب والتوبة أكثر.
ارغب فيما عند الله وثق تماما بأن اختياره خيرا لك

(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ)
قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه: أوصني، فقال: "تذكر يوماً تصيرُ السريرةُ فيه علانية". ويا لها من وصية يرتجف لها الفؤادُ الحيّ.
فالكل مكشوف..مكشوف الجسد،
ومكشوف النفس، مكشوف الضمير،
مكشوف العمل، مكشوف المصير.
اذكر فرطاتك, خلواتك, جلواتك ..
كلها أحصاها الله !
ثم تطهّر منها بالتوبة اليوم
اللهم استرنا يوم العرض عليك

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)
سئل علي رضي الله عنه عن كلمة التسبيح (سبحان الله)، قال: "كلمةٌ رضيها اللهُ لنفسه، فأوصى بها خَلقه"
فأكثر من التسبيح عملاً بوصية الرب الكريم.
سبحان ربي العظيم

(فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا)
الصبر الجميل هو الصبر المطمئن , الذي لا يصاحبه السخط ولا القلق ولا الشك في صدق الوعد . صبر الواثق من العاقبة , الراضي بقدر الله , الشاعر بحكمته من وراء الابتلاء , الموصول بالله المحتسب كل شيء عنده مما يقع به .

(إِلَّا الْمُصَلِّينَ)
" إذا مسه الشر جزوعا - وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين "
صلاتك تضبط انفعالاتك
أعظم ما يزكِّي المسلم ويخلِّصه من مساوئ الأخلاق، المداومةُ على الصلاة،
الصلاة تهذب الأخلاق وتصلح الأطباع وتسكن القلب الرضى والطمأنينة.

(وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)
الفرق في قوله تعالى: ﴿عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾
و ﴿عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾؟
(دائم) المراد بالدوام السكون والخشوع والاطمئنان
(محافظ)على أركانها وواجباتها وسننها ووقتها.

(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)
(يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا")
الاستغفار يفتح أبواب السماء ، ويفرّج الهمّ والغمّ ويدفع البلاء.
قال الإمام ابن تيمية :
"وضيق الرزق على العبد قد يكون لما له من ذنوب وخطايا، كما قال بعض السلف: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .قال ﷺ " من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب "
وقد أخبر تعالى أن الاستغفار سبب للرزق والنعمة!

(رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
غفرانُ الذنوب نعمةٌ كبرى ومنَّةٌ عظمى؛ فهي سببٌ في دخول الجنان، والفوز بالرضا والرضوان، فأكثروا من الاستغفار لأنفسكم وأهليكم.

{الحزب الثاني}

(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا)
يفتخرون بذلك وهو مفخرٌ لهم ، وشرف رفيع وصفة حسنة ..
" قال ابن عباس وقتادة وغيرهما : فلا يخاف أن يُنقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيئاته ، كما قال الله " فلا يخاف ظلماً ولا هضماً "

(وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: "أحصى الله ما برَأ، وعرف عدد ماذرَأ، فلم يَفُته علمُ شيء، حتى مثاقيلُ الذرِّ الخردل".
#الجزء_الثلاثون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
جزء عم
{ الحزب الأول}

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا)
نهاية التقوى فوز .
‏طريقان:
- ‏الأول : محفوف بالشهوات المحرمة
‏ومنتهاه : (إنَّ جهنم كانت مرصادا)
‏- والثاني : محفوف بالمكاره
‏وغايته : (إنَّ للمتقين مفازا)
اللهم ارزقنا التقوى واجعلنا من الفائزين

(قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ)
من وجف قلبه في الدنيا وخشع بصره خشية وتعظيما لله لعله ينجو من هول الموقف يوم الحساب

(أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ)
يقول الإمام ابن تيمية
العينان هما ربيئة القلب، وليس من الأعضاء أشد ارتباطًا بالقلب من العينين؛ ولهذا جمع الله بينهما في كثير من آيات القرآن الكريم ؛ ولأن كليهما له النظر: فنظر القلب الظاهر بالعينين، والباطن به وحده.

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى)
لم يخبرنا الله بقصة فرعون ليتأثر بها الكفار فقط! أكثر من يتأثر بها هم أشد الناس خشية لله
أحداث التاريخ قد تتكرر بمشيئة الله , فما أحسن أن نعتبر بعواقب الماضين , وأن نوظف أحداث الغابرين , بإصلاح الحاضر والمستقبل .
ويكون الانتفاع بالآيات بحسب ما في القلوب من خشية الله وتعظيمه , فاللهم زدنا لك خشية , وانفعنا بعظيم آياتك ومننك .

(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ)
أعمالٌ نُسيت
ولكنها في كتابٍ أُحصيت
إن كانت خيرًا فنِعم ما تذكّر
وإن كانت شرّاً فبئس ما تذكّر
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها وخير
أيامنا يوم نلقاك

(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)
يقول الإمام ابن الجوزي :
في قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلًا لأنه قُهر؟ بخلاف غالب الهوى
أكثرُ ما يحرّر القلب من سطوة الشهوات المحرمة؛ تذكر فزع الحِساب وشدّته يوم القيامة!
طريق الجنة :
١- الخوف من الله.
٢- مخالفة الهوى .

(ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ)
خافوا في الدنيا من ثقل الذنوب , وأقض مضاجعهم فيها الاستعداد ليوم الحساب , فانقلب خوفهم فرحا , وحزنهم بشرا وضحكا .
قال الإمام القرطبي :
قال فيها ابن عباس رضي الله عنه:
من قيام الليل .

(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ)
لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ)
القبر قبرك والصحيفة صحيفة أعمالك
فإختر لنفسك ما تريد
إذا أردت الهداية فعليك بهذا القرآن العظيم؛
فإنه نجاة وهداية ونور وبرهان وبُشرى.

(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)
يقول الإمام ابن القيم :
‏غره بربه الغرور وهو الشيطان ،ونفسه الأمارة بالسوء ،وجهله وهواه ،
وأتي سبحانه بلفظ (الكريم) وهو السيد العظيم المطاع الذي لا ينبغي الاغترار به
ولا إهمال حقه فوضع هذا المغتر الغرور
فى غير موضعه واغتر بمن لا ينبغي الاغترار به.
• اللهم غرنا كرمك ورحمتك وعفوك
فاعفُ عنا يا كريم.

(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
قال الحسن البصري : ( هو الذنب علي الذنب , حتي يعمي القلب فيموت ) .
فإياك والتهاون بصغار الذنوب , فإنها تجتمع علي العبد حتي تهلكه .
كلَّما تراكمت الذنوب، طبع على القلوب؛ وعند ذلك يعمى القلب عن إدراك الحق وصلاح الدين ويستهين بأمر الآخرة ويستعظم أمر الدنيا ويصير مقصور الهم عليها

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ • فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا • وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا)
- الصنف الأول الذي يؤتي كتابه بيمينه: يستر عليه ربه فلم يفضحه بذنبه بين الخلائق ينقلب الى اهله فرح، كتاب السعادة الأبدية الذى اذا امسكه الانسان بيمينه ( لن يشقى بعد تلك اللحظة ابداً).
- الصنف الثاني الذي يؤتي كتابه وراء ظهره: ليعلم الخلائق اي خزي حصل عليه.

(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)
قرن الودود بالغفور ليدل على أن أهل الذنوب إذا تابوا لله غفرلهم ذنوبهم وأحبهم ، والودود الذي يحب أحبابه محبة لا يشبهها شيء.
وقدم الحق المغفرة على المودة ؛
"إذ العبد لما غفرت ذنوبه استوجب محبته"

{الحزب الثاني}

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اِسْم رَبّه فَصَلَّى)
أعظم ما يزكي النفوس كثرة الصلاة وذكر الله , فكلما ذكر العبد اسم الله اتعظ وأقبل علي ربه , وذلك هو الفلاح العظيم .
والفلاح مقرون بالتطهر من المعاصي.

(وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)
بسط الرزق وتقتيره كلاهما ابتلاء من الله تعالي لعباده , ففي الأول اختبار للشكر ,
وفي الثاني اختبار للصبر
فلا تفسر ما يصيبك من آلام وأحزان ومرض وفقر بأنه إهانة من الله لك , ولكنه اختبار كاختبار الغني , فيا فوز الناجحين .

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)
لقد خلقنا الإنسان في كبد الحياة جهاد وتعب ومشقة ولو صفيت لأحد لصفيت لنبي الرحمة
فيجب علينا مجاهدة النفس فيها وأحتساب الأجر.