#الجزء_الثامن_والعشرون
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
من سورة المجادلة حتى سورة التحريم
{الحزب الأول}
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
من انقطع رجاؤه عن الخلق والتجأ إلى ربه يشكو إليه همه وغمه، كشف الله عنه ماهو فيه وكفاه وأرضاه.
مهما حاولت أن تخفيَ قولك وفعلك عن الناس، فإنَّ الله سميعٌ لماَ تقول، بصيرٌ بما تفعل، فإيَّاك ومايسوؤك يوم القيامة.
(ويومَ يبعثهمُ اللهُ جميعًا فَيُنَبِّئُهم بمَا عمِلُوا أحصاهُ اللّهُ ونَسُوهُ )
ومن الذُّنوب ما ينساه العبد ولا يذكره،
فيحتاج إلى كثرة الاستغفار من جميع ذنوبه
ما عَلِم منها وما لم يعلم والكل قد علِمه الله وأحصاه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : واستغفرك لما تعلَم، إنك أنت علَّام الغيوب ".
وقد يبلغ العبدُ من الاستهانة بالمعاصي مايحمله على نسيان ما أتى منها، وقد تحولُ كثرتها دون ضبطها وتذكرها، ولكنَّه بلا ريب سيلقاها بحذافيرها محفوظةً في كتابه
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ)
قال المفسرون :
دلت هذه الآية على أن :
إيصال أي خير إلى المسلم،وإدخال السرور عليه يوسع الله عليك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تُقيد بالتفسح في المجلس.
الجزاء من جنس العمل،
فمن رغب بالجزاء الحسن فعليه بالفعل الحسن فكل من وسَّع على عباد الله أبواب الخير والراحة،وسَّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة.
(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله)
أول قيود إبليس على الإنسان " تقييد اللسان عن ذكر الله"
إذا نسيت ذكر الله فاعلم أن الشيطان قد استحوذ عليك فارجع إلى ربك واستعذ به
ذكر الله من أعظم ما يجلو القلب ويمنعه من استحواذ الشيطان عليه إذ لم يستحوذ الشيطان قط علي قلب ذاكر
(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُو)
ذَكَرَ الله في هذا الدعاء نَفْيَ الغل عن القلب الشاملِ لقليل الغل وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح، ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين.
نفوس تعطي و تمنح قلوبها تعلقت بالآخرة فطهرت وزكت نفوسها فأحبت بصدق فذاقت النعيم وراحة البال
فمن صفات المؤمنين سلامة قلوبهم وحبهم لإخوانهم المؤمنين وسؤالهم الله الإعانة على هذه الخَصلة الشريفة
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد)
سمى الله الآخرة "غداً" لأن الرحيل إليها قريب .
وهذه الآية أصل في محاسبة العبد نفسه ،
وأنه ينبغي له أن يتفقدها ،فإن رأى زللاً تداركه
فينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسَه مقصِّرا عن الدرجات العالية فيستفيد بذلك أمرين:
١- الاجتهاد في طلب الفضائل، والازديادِ منها.
٢- والنظر إلى نفسه بعين النقص.
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
تأمل الآيات الأخيرة من سورة الحشر لتتعرف على عظمة الله تعالى الذي تعبده وتؤمن به وتتوكل عليه وتستعين به وتلتجئ إليه وتلوذ بحماه وترجو رحمته وتطلب قربه ورضاه سبحانه جل في علاه
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
"الجبار" هو بمعنى العلي الأعلى وبمعنى القهار وبمعنى "الرؤوف" الجابر للقلوب المنكسرة وللضعيف العاجز ، ولمن لاذ به ولجأ إليه .
سبحانه الذي يجبُر كسر القلوب من الأحزان ويفرج الكرب والهموم والأوجاع ويغيّر الحال إلى أفضل حال.
(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ )
ابتعد عن المعاصي ما استطعت ؛
فعقوبة المعصية المعصية بعدها .
تفقد قلبك..
فلا يزيغ القلب فجأة، بل هي سلسلة من التنازلات، تبدأ بالتفريط في السنن والمستحبات، ثم التساهل في الواجبات، ثمّ التبرم من الطاعات، ثم الطعن في الأصول والمسلّمات.
{الحزب الثاني}
(قُل إن الموت الذي تفرُّون منه فإنه مُلاقيكم)
آية تقطع طول اﻷمل وتذكر بالموت الذي سيأتي لا محالة فلنتزود قبل الرحيل
ولم يقل الحق فإنه يدرككم، وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك.
إنّ فرارك منه يعني دُنوَّك منه في الواقع، فلو كنت فارًّا من شيء وهو يقابلك، فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته !
(فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)
قال ابن عباس رضي الله عنه : ( تصدَّقوا قبل أن ينزلَ عليكم سلطان الموت فلا تقبل توبةٌ ولاينفع عمل ) .
لولا عِظمُ الصدقة ومكانتُها عند الله لما كان أولُ مايرجو العبدُ لو أُتيح له الرجعةُ إلى الدنيا أن يتصدَّق.
#أبجديات_التدبر
#معايشة_القرآن
#تربية_القرآن
من سورة المجادلة حتى سورة التحريم
{الحزب الأول}
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
من انقطع رجاؤه عن الخلق والتجأ إلى ربه يشكو إليه همه وغمه، كشف الله عنه ماهو فيه وكفاه وأرضاه.
مهما حاولت أن تخفيَ قولك وفعلك عن الناس، فإنَّ الله سميعٌ لماَ تقول، بصيرٌ بما تفعل، فإيَّاك ومايسوؤك يوم القيامة.
(ويومَ يبعثهمُ اللهُ جميعًا فَيُنَبِّئُهم بمَا عمِلُوا أحصاهُ اللّهُ ونَسُوهُ )
ومن الذُّنوب ما ينساه العبد ولا يذكره،
فيحتاج إلى كثرة الاستغفار من جميع ذنوبه
ما عَلِم منها وما لم يعلم والكل قد علِمه الله وأحصاه، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : واستغفرك لما تعلَم، إنك أنت علَّام الغيوب ".
وقد يبلغ العبدُ من الاستهانة بالمعاصي مايحمله على نسيان ما أتى منها، وقد تحولُ كثرتها دون ضبطها وتذكرها، ولكنَّه بلا ريب سيلقاها بحذافيرها محفوظةً في كتابه
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ)
قال المفسرون :
دلت هذه الآية على أن :
إيصال أي خير إلى المسلم،وإدخال السرور عليه يوسع الله عليك خيرات الدنيا والآخرة، ولا تُقيد بالتفسح في المجلس.
الجزاء من جنس العمل،
فمن رغب بالجزاء الحسن فعليه بالفعل الحسن فكل من وسَّع على عباد الله أبواب الخير والراحة،وسَّع الله عليه خيرات الدنيا والآخرة.
(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله)
أول قيود إبليس على الإنسان " تقييد اللسان عن ذكر الله"
إذا نسيت ذكر الله فاعلم أن الشيطان قد استحوذ عليك فارجع إلى ربك واستعذ به
ذكر الله من أعظم ما يجلو القلب ويمنعه من استحواذ الشيطان عليه إذ لم يستحوذ الشيطان قط علي قلب ذاكر
(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُو)
ذَكَرَ الله في هذا الدعاء نَفْيَ الغل عن القلب الشاملِ لقليل الغل وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح، ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين.
نفوس تعطي و تمنح قلوبها تعلقت بالآخرة فطهرت وزكت نفوسها فأحبت بصدق فذاقت النعيم وراحة البال
فمن صفات المؤمنين سلامة قلوبهم وحبهم لإخوانهم المؤمنين وسؤالهم الله الإعانة على هذه الخَصلة الشريفة
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَد)
سمى الله الآخرة "غداً" لأن الرحيل إليها قريب .
وهذه الآية أصل في محاسبة العبد نفسه ،
وأنه ينبغي له أن يتفقدها ،فإن رأى زللاً تداركه
فينبغي للمؤمن أن لا يزال يرى نفسَه مقصِّرا عن الدرجات العالية فيستفيد بذلك أمرين:
١- الاجتهاد في طلب الفضائل، والازديادِ منها.
٢- والنظر إلى نفسه بعين النقص.
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
تأمل الآيات الأخيرة من سورة الحشر لتتعرف على عظمة الله تعالى الذي تعبده وتؤمن به وتتوكل عليه وتستعين به وتلتجئ إليه وتلوذ بحماه وترجو رحمته وتطلب قربه ورضاه سبحانه جل في علاه
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)
"الجبار" هو بمعنى العلي الأعلى وبمعنى القهار وبمعنى "الرؤوف" الجابر للقلوب المنكسرة وللضعيف العاجز ، ولمن لاذ به ولجأ إليه .
سبحانه الذي يجبُر كسر القلوب من الأحزان ويفرج الكرب والهموم والأوجاع ويغيّر الحال إلى أفضل حال.
(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ )
ابتعد عن المعاصي ما استطعت ؛
فعقوبة المعصية المعصية بعدها .
تفقد قلبك..
فلا يزيغ القلب فجأة، بل هي سلسلة من التنازلات، تبدأ بالتفريط في السنن والمستحبات، ثم التساهل في الواجبات، ثمّ التبرم من الطاعات، ثم الطعن في الأصول والمسلّمات.
{الحزب الثاني}
(قُل إن الموت الذي تفرُّون منه فإنه مُلاقيكم)
آية تقطع طول اﻷمل وتذكر بالموت الذي سيأتي لا محالة فلنتزود قبل الرحيل
ولم يقل الحق فإنه يدرككم، وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك.
إنّ فرارك منه يعني دُنوَّك منه في الواقع، فلو كنت فارًّا من شيء وهو يقابلك، فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته !
(فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)
قال ابن عباس رضي الله عنه : ( تصدَّقوا قبل أن ينزلَ عليكم سلطان الموت فلا تقبل توبةٌ ولاينفع عمل ) .
لولا عِظمُ الصدقة ومكانتُها عند الله لما كان أولُ مايرجو العبدُ لو أُتيح له الرجعةُ إلى الدنيا أن يتصدَّق.