رسائل..
6.18K subscribers
143 photos
55 videos
42 files
523 links
السعي طريق الوعي | مقالات * فوائد * صوتيات
موقع يتضمن المواد بطريقة مرتبة: ttangawi.com
Download Telegram
Forwarded from رسائل..
مبددة الأوهام

إليك ومن أفضالك القلب مجمع
على وجهة لا في الفيافي ممزع

وحين يرى الإنسان تاه مشتتا
يقول إلهي أنت وحدك مرجع

بكيت ومابي من مصاب ولا أذى
ولا بي من فقد إذا العين تدمع

ولكنني فرح أنام على هدى
وفي كنف الرحمن أغدو وأرجع

إذا يمموا نقصا ولاذوا بسكرة
ليستلهموا الأفراح والوهم قابع

تيممت للأعلى الذي ليس بعده
مرام ولا خوف به النفس تفجع

هو الأحد الرزاق والحي جاره
بأمن من الأهوال والناس تفزع

عزيز كريم كل خير مؤمل
فمنه هو المعطي إذا الخلق تمنع

تراءى لعيني في الزمان بَوَاقع
يراها ضئيل العقل خيرا ويسرع

وماهي إلا حتفه وشتاته
غدا ستجلّى والغبار سيقشع

وكل مرام دون وصل من الهدى
فمرجعه وهم وحبلٌ مقطع

فطيشوا كما شئتم فإن مصيرنا
قبور وحشر والصراط مروع

صحائف تعطى من يمين أو الورا
شمال ولا شيء هناك مضيع

وميزان عدل قد يسر له الفتى
وقد تخشع الأبصار والرأس مقنع

هنالك أهوال ومنجى لمن أتى
بقلب خلا من شرك من ليس ينفع

فكيف تهيم اليوم من حب ناقص
وترجو فقيرا ليس يعطي ويمنع

وكل بني الدنيا كذلك إنها
غرور وما في الخلق بالحق مطمع

أفق إنك الماضي ودونك حفرة
تقيم بها لا شمسَ ثمةَ تطلع

أخي إنها الأعمال والقلب مخلص
وإلا فلا منجى وإياك تخدع

#شعر
#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الغربة
#رسائل_التوحيد

https://t.me/ttangawi/1271
من أساسيات نقد الأفكار المهمة للناقد المسلم أن يفرق بين الأفكار الجزئية وبين مجموعات الأفكار التي تشكل نظاما كليا لرؤية الحياة وتفسيرها وأساليب فهمها وتحسينها وفهم مشكلاتها

فالفكرة الجزئية يمكن معالجتها جزئيا بمحاكمتها لتصورات الشريعة وقواعدها وأحكامها، وأما نظم الأفكار فيجب أن تحاكم إلى نظام الشريعة ككل، ولا يكتفى معها بالنظر الجزئي حتى لو انتهى لعدم وجود مخالفة شرعية ظاهرة فيها

وسبب هذا التفريق هو أن نظم الأفكار تشكل رؤية عند الإنسان في مواضيع جاءت الشريعة لتشكيل رؤية الإنسان فيها وفق مقاصدها وتصوراتها، فلا يكفي أن تقدم لي أفكارا لتحسين حياة الإنسان وتقول لي أنها خالية من المحرمات مثلا، لأن تحسين حياة الإنسان هو من مقاصد الشريعة ويرتبط بهدف الإنسان من الوجود وعبوديته لله

إذا يجب أن يكون النقد متوجها لما فقد في هذه الأفكار من مقاصد الشريعة والرؤى التي تقدمها للحياة والوجود، لا لما خالف تفاصيل الشريعة منها فقط

كما تكثر الغفلة في هذا السياق عن ارتباط الأفكار - التي قد تتجاوز الفحص الجزئي عند النقد- بفلسفات مخالفة للإسلام، مثل ارتباط بعض الأفكار في مجال الاستشفاء النفسي بفلسفة وحدة الوجود والطاقة الكونية الشرقية، فربما لا يلاحظ الإشكال بشكل مباشر في بعض التفاصيل إذا أغفلت علاقتها بالكليات في ذلك النظام المخالف، فضلا عن كونه يغيب كما ذكرنا الرؤية الصحيح للوجود ويبعد المسلم عن هدفه في الحياة

وهذا البعد الضروري من النقد يلحظ غيابه في غير هذا من المجالات، مثل من يكتب في نقد القوانين وما يسمى بالأخلاقيات بنظرة جزئية، فضلا عما يعتري نظرة كثير من هؤلاء الذين يزعمون النقد من قصور في فهم الأفكار المخالفة بل واختزال فهم الشريعة نفسها، كمن يمرر نظاما رأسماليا بنقد جزئي لمخالفات جزئية لحكم الربا ثم يغفل أن أفكارا أخرى في نفس النظام لا يظهر مصادمتها بصورة جزئية لكنها تتجه بمجموعها لأهداف الرأسمالية بعيدا عن مقاصد الشريعة

وقد صار بعض المعاصرين إلى ما يشبه التصريح بنقص الشريعة وعدم كفايتها وحاجتها لغيرها من قوانين وأخلاقيات ومناهج فلسفية، في مجالات أنزلت الشريعة أساسا لهداية الإنسان فيها، وإنما أتوا من أهوائهم وقصورهم في فهم عمق الشريعة وكمال مناهجها وأدواتها

#إضاءة_منهجية
#دحض_الأباطيل
#رسائل_الوعي
#كمال_الشريعة
للمنهج الباطل سمات تغني معرفتها عن معرفة كثير من التفاصيل، ومن أهم ذلك غياب المنهجية والرؤية التي تهدف إلى تقرير الحق

فإذا رأيت الشخص يشتغل في إثارة الإشكالات دون بناء رؤية شرعية صحيحة، اتضح لك فساد طرحه إجمالا، لأن الحق بناء لا مجرد هدم، ومنهج لا فوضى، فالحق يرتبط بغايات حميدة، والفوضى لا توصل إلى غاية حميدة

سئلت قريبا عن حساب ينشر إشكالات حول بعض الفتاوى والآراء الفقهية، ثم تبين لي بعد تصفحه أنه لا يملك رؤية شرعية ولا يهدف إلى دعوة من يتابعه إلى غاية حميدة، فهدفه التشكيك لأجل التشكيك

لذا تجد المحتوى عبارة عن شبه متناثرة لا يجمعها خيط ناظم إلا الهدم العام، وكأن الهدف هدم كل بناء شيده علماء المسلمين، ثم ترك المتابع بلا رؤية ولا منهج، بل إذا نظرت إلى مقاصد الدين الكبرى، لم تجد أيا منها حاضرا في الطرح، فأي وعي شرعي يمكن بناؤه والحالة هذه؟ مثل هؤلاء لا ينتظر منهم ذلك ولا ينخدع بهم عاقل يتأمل العواقب وبواطن الأمور

وحري بالمسلم أمام هذا النوع من المضلين أن يحفظ وقته عن تتبع ما يطرحون ومحاولة الرد التفصيلي عليه، فما بني على باطل فهو باطل، والعمر قصير وطرق الوعي والخير معروفة، وإثارة المغالطات والمبالغات والخلط أمر سهل على من لم يتصف بالتقوى، والباطل لا يحتاج لبناء محكم فيسهل التقيؤ به، فلم تقترب من تفاصيل القذارات وأنت تجد روائحها من بعد؟!

#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
كلمات في الثبات 2/2 (للجزء الأول : https://t.me/ttangawi/1744)

وأما تلك المظاهر المحرمة التي يسمونها حياة ويحتفلون بها، فالحياة الحقيقية هي التي تكون متفقة مع طبيعة الدنيا وهدف وجودها وغاية خلقنا فيها، وغير ذلك وهم وغفلة يستفيق صاحبها ولو بعد حين ويندم، وقد لا ينفع الندم وقتها

انظر عبد الله لنعمة الطاعة وأنك على الفطرة مع الصالحين والملائكة وسائر المخلوقات التي تطيع الله تعالى، وانظري أمة الله للنهاية الحسنة، ولا تنظري لمن سقطوا وانحرفوا نحو نهايات أخرى، فتغتري بمظاهر مؤقتة مصيرها الزوال

وقد جعل الله لنا متسعا في المباحات، لكن الشيطان يجعلنا نركز على الممنوع مثل ما حصل مع أبينا ادم حين ترك كل الجنة وأغراه بتلك الشجرة

فالواقع الذي يصور في المشاهد أو يوحى به بالتلاعب بالمصطلحات هو وهم شيطاني، والواقع الحقيقي مرتبط بسبب وجودنا وغاية خلقنا وسنن الله تعالى في وجودنا التي لا تتبدل، وأقرأ مثلا قوله تعالى : ﴿ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُۗ وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ ﴾ [الحج - ١۸]

وتأمل في صفات الملائكة وحديث القرآن عن عبادتهم ودعائهم للمؤمنين، تجد أن في الوجود حركة غالبة دؤوبة لا تتوقف، وأن ما يوحى لك بأنه واقع حتمي وتطور نهائي لا رجعة فيه هو مجرد شذوذ ووهم! والتاريخ أيضا شاهد بهذا

وتذكر أنك ستموت وحدك وتدفن وحدك وتسأل وحدك وتحاسب وحدك وتواجه مصيرك وحدك، فالجانب المصيري في حياتك لا يحدده من يعيشون "الحياة الطبيعية" المزعومة، وهي حياة الوهم والشرود عن حقائق الوجود والتمرد على أمر الذي يملك هذا الوجود ويدبره ويحدد مصيره

فلنحذر الغفلة ولنفق من هذا الوهم، ولنترك قليلا تلك المقاطع والصور والزخرفات المصطنعة، وحينها سنجد دلائل الحقائق بادية بأدنى تأمل، ومنثورة في كل مخلوق وكل مشهد، بل في أنفسنا، قال تعالى: ﴿ سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت - ٥٣]

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الثبات
#رسائل_الغربة
#دحض_الأباطيل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

بين أولويات الفرد وفرض النماذج!

واقع اليوم يفرض الكثير من التحديات والثغرات، وأبواب الدين وأنواع الواجبات وأساليب القيام بها تتعدد، ولكل إنسان قدرات واهتمامات وصفات شخصية تساعده في أمور دون أخرى، وهذا كله يفرض التنوع والاختلاف السائغ

إذا أضفنا لذلك وجود الخلاف في بعض المسائل الشرعية، واختلاف النظر في فهم الواقع وترتيب المصالح والمفاسد، سواء كان ذلك عند البعض سائغا أو غير سائغ، فهذا أيضا يفضي لتعدد النماذج والطرائق في مواجهة التحديات وسد الثغرات التي فتحت على المسلمين منذ زمن وتتزايد في هذا العصر

ومع هذا كله يحتاج الأمر لإدارة هذا الاختلاف، وهنا أيضا تختلف الأنظار وتتعدد النماذج، بدءا من تصنيف الخلاف على أنه انحراف أو اجتهاد، والحكم على المخالف، والنظر في الأصلح في طريقة التعامل معه وبيان حاله

وإذا أخذ الناظر في تحليل ذلك كله فلا بد أن يلاحظ التعقيد في العوامل المؤثرة فيه، ولا يصح أن يرده كله إلى عامل واحد دوما، ولا يصلح لمثل هذا المقام رجل المسألة الواحدة كما يقال أو حتى المنهمك في التخصص الواحد

وهذا الخلل ملاحظ في بعض التحليلات، فتوصيف المواقف يرجع لتصنيفات شرعية تراثية عند بعضهم، أو يرجع إلى أوصاف تتعلق بالاتجاهات الفكرية والفلسفات المعاصرة عند الآخر، أو ينطلق من تخصص إنساني معين وقراءة للواقع يطغى عليها هذا التخصص

يبدأ بعد هذا الخلل مع ضيق العطن ممارسة فرض النماذج، فإما أن تتبنى نموذجي في التحليل ثم في العمل والتفاعل مع الواقع، أو أسقط عليك ما عندي من قوالب جاهزة، بين تصنيف وتشخيص ووصم بالجبن وغير ذلك من المعائب

والذي يحتاجه الإنسان الفاعل في هذا الواقع المتشابك هو الهدوء والتأمل المستمر، ومحاولة النأي عن الانسياق وراء الانفعالات الآنية، وأن يسعى باستمرار للنضج والتأثير الموافق لمقاصد الشرع بعيدا عن الأسر للنماذج والقوالب

وأما المتابع الذي يتلقى في غالب حاله، فيحتاج للتمسك بالمحكمات، والاهتمام ببناء النفس علميا وتربيتها إيمانيا، ولا يدخل في صراعات وجدليات لا تنفعه ولا ينفع هو بالدخول فيها

ومن المهم أن نفهم أن تحديات أزمنة الفتن تفرض شيئا من التحير خاصة إذا أصر الإنسان على أن يكون له رأي في كل شيء ولم يرتب أولوياته ويعرف مكانه اللائق به في العلم والعمل، فليس من الحكمة أن يضع الإنسان نفسه في غير موضعها، غافلا عن غاية خلقه الأساسية وما تقتضيه من العمل لآخرته وفق مناهج الشرع وأولوياته

بصرنا الله بما ينفعنا وأعاننا على ما يرضاه منا، والحمد لله

#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
الصدق بين القيمة الخلقية والخديعة الفردانية! (٢/٢) - للجزء الأول : https://t.me/ttangawi/1750

= ولو بقي هؤلاء في تناقض لكان خيرا لهم، لكن تضخيم الذات وفلسفة كن نفسك وهذه المعزوفات الرنانة جعلتهم يستعظمون التناقض، والتناقض هنا يمكن أن يجتمع مع الاعتراف بالضعف والانكسار للرب، ونفس لوامة خير من نفس مستكبرة تبرر الخطأ وتستحله بطريقة أو أخرى لتهرب من وخز الضمير وشهود عيوب النفس باسم ترك التناقض.

ومن أوجه تفضيل عدم المطابقة أحيانا ترجيح أعلى المصلحتين، كترك إنكار منكر يجر إنكاره لمنكر أكبر، أو عدم إنكاره بطريقة صريحة، وقد يرى بعض الناس أن من الصدق إظهار المساوئ في العلن بقالب الندم والاعتراف بالقصور، وهذا وإن كان قد يعد عند البعض شجاعة، لكنه يخالف مقصدا قدمه الشرع وهو الستر، ما يؤكد على ضرورة الضبط لرؤية الإنسان للصدق المحمود تبعا للشرع واتساقا مع العبودية.

#رسائل_العبودية
#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.

بين شيطنتين!

ننتبه كثيرا إلى شيطنة المخالف من غيرنا، حين يصوّر على أنّه كتلة شر محض لا خير فيه، فننزعج من ذلك التصوير الظالم، ولكن قلّما ننتبه إلى الشيطنة الداخلية، والتي يكون التصوير فيها من الشيطان نفسه، فيجعلنا نتصور من يزل أو يخطأ على غير صورته، فلا نرى فيه إلا قصد الشر وصفات الشر، فنظلمه في دواخلنا، ثم ننتقل لمرحلة شيطنته في عيون الآخرين بلا رحمة، لأنّا قبلنا عنه صورة منزوعة الخير

وليست هذه دعوة للاتجاه المعاكس، الذي لا يتصوّر إنساناً أضمر الشر وهويه وصيره قائدا له، فهذه الصورة موجودة، ومحاولة محوها من الوجود تضفي سذاجة في الوعي، وتخلّ بالمواقف المناسبة التي يجب اتباعها تجاه نوع من البشر لا يزال موجوداً

بل المراد أن نعي بوعينا، فننتبه لما يجري في دواخلنا ولا ننساق مع وساوس خفية تقودنا لتصورات لا تطابق الواقع، وحين يحصل هذا الوعي مع العلم بمنازل الأعمال في الشرع والتفريق بين الخير والشر في ضوء معاييره، حينها تكون التصورات والأحكام أقرب للصواب

فلننتبه لتأثير الشيطان في دواخلنا، كما ننتبه لشيطنة الناس الجائرة التي تكون من خارجنا، دون إفراط ولا تفريط، مع الأناة والاعتراف بجهل النفس وعدم وضعها في مواضع حكم على الآخرين ليست مؤهلة لها، خاصة في مواضع الاشتباه واختلاط الخير والشر

#رسائل_الوعي

ذو صلة:
https://t.me/ttangawi/1524
لمحبي السوداوية وتشويه التاريخ :

التاريخ الإسلامي بما فيه من محاسن وإخفاقات هو في مداه الكبير منحنى صعود للبشر، يعرف ذلك من عرف الجاهلية، وأما من يظن أن في الحياة الدنيا نشاط بشري نزعت منه صفات البشر، فهذا يحتاج أن يتذكر أن الدنيا دار ابتلاء وأن الإسلام لم يأتي لاقتلاع طبيعة البشر بل بإصلاحها، ولم يأت لينقل الناس من دار الابتلاء والنقص لدار الجزاء والكمال قبل أن ينتهي الامتحان

ومن سنن الدنيا أن يظهر للفساد آثار بما كسبت أيدي الناس، ويظهر للعدل والصلاح آثار من بركة الطاعة، وطبيعة هذا التداول السنني تقتضي أن يظهر أثر ذلك في حركة التاريخ فيتلون بآثار الأحوال، ويعتبر الإنسان فينيب ويعتصم بحبل الله

#رسائل_الوعي
الأحلام الكبيرة تحلو في البدايات، ثم مع تقدم العمر شيئا فشيئا تبدأ الأقدار في تحديد المسارات، فينكشف للإنسان حقيقة أن القدر هو مصيره، وأن أحلامه منها ما سيتحقق ومنها ما سيتعذر مهما فعل

ومن المهم هنا أن تكون العبودية هي الغاية الكبرى، فمهما ماجت الأحلام تبقى هي الحقيقة الثابتة التي تشعر الإنسان بأنه لم يضع، وأنه سائر في اتجاه نهاية حسنة مهما كانت إحباطاته، وأن لتلك الغاية خيارات كثيرة قد يكون بعضها مرادا له في مرحلة، ثم يتعذر أو ينكشف أن غيره أولى منه

وحقيقة العبودية تقتضي أن يستسلم الإنسان لقضاء ربه إذا نزل، ويعلم أن الخيرة في التسليم لما اختاره الله له، وبهذا يكون قد حقق الهدف الأعظم مهما كانت الأمور تسير على غير ما كان يخطط

جميل أن نحلم ونرتفع بالهمم، ولكن مع إدراك هذه الحقيقة التي تكسبنا المرونة والطمأنينة مهما حصل في هذه الحياة، والتي لا تخلو من آلام ومفاجآت غير متوقعة.. وتبقى الحقيقة ثابتة: العبودية.

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الصبر
#رسائل_البلاء
تمسك بإيمانك وحافظ عليه بإنكار قلبك لكل ما أسخط الله تعالى، فليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل

تمسك بالإيمان الذي يتضمن تعظيم الرب سبحانه والغضب له إذا انتهكت محارمه، وحب ما يحب وبغض ما يبغض

تمسك بالإيمان الذي أنت فيه عبد فقير لمولاك، وربك الغني الكريم، الذي خلقك ورزقك وسخر لك ودبرك، وهو رب كل شيء، فجحوده والإساءة له سبحانه أشنع جرم وأعظم ذنب، وغضبك له دليل حياة قلبك

تمسك بالإيمان الذي يحركك وفق شرعه معظما لأمره ونهيه، محبا لأوليائه مبغضا لأعدائه

واحذر الإيمان الفلكلوري، الذي يجعل علاقتك بالله علاقة عادة وتقاليد مجتمع يتغير بتغير الأحوال بلا انقياد لأمر الله ولا تسليم لشرعه، أو إيمان عبودية النفس، الذي تطلب فيه مشاعر روحانية تخفف بها أعباء الحياة، ثم لا تعتقد عليك تكليف العبودية وانقياد الطاعة، فأنت وهواك فيه المركز، وغير ذلك تبع

جاء في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيَمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِواهُما، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ للَّهِ، وَأَنْ يَكْرَه أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ

فالإيمان النافع إذا يستلزم المواقف القلبية الصحيحة، وليس مجرد معرفة لا تثمر عملا ولا تحرك موقفا

فليتفقد العبد إيمانه إذا انتهكت حرمات الله تعالى، وليحرك لسانه بالدعاء والبراءة والدعوة للمواقف الصحيحة حسب استطاعته، وليحضر في قلبه أن الله تعالى يمهل بحلمه ولا تتخلف سننه في استدراج أعدائه والمكر بهم، وأن الأمر كله له، ولا يغتر بمن يتقلب في نعمه ثم يستعملها في انتهاك حرماته، فإنه مغرور ممكور به

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي