رسائل..
6.18K subscribers
143 photos
55 videos
42 files
523 links
السعي طريق الوعي | مقالات * فوائد * صوتيات
موقع يتضمن المواد بطريقة مرتبة: ttangawi.com
Download Telegram
Forwarded from رسائل..
‏من الشعارات التي ترفع في وجه من يستنكر الشهوات المحرمة، شعار كراهية الحياة! فيقولون : أنتم تكرهون الحياة..

وكأن الحياة بعمق معانيها وتعدد أبعادها وخطورة غايتها ومآلاتها اختزلت في الشهوات المحرمة!

والقضية أصلا ليست حبا وكرها بقدر ماهي إدراك لقصر الحياة وطبيعتها كمعبر للدار الآخرة التي هي الحياة الحقيقية !

‏ يريدون أن يعيشوا الحياة ملذات بلا قيود وكأنها هي الغاية، ولا بعث بعد الموت ولا حساب ولا جنة ولا نار..لذلك يكرهون من ينبههم من أوهامهم للحقيقة

‏أوهامهم تلك أوهام لأنهم لايعيشون طيب الحياة تحت ظلال شرعه وفي برد هداه، ويظنون أن الحياة طابت بالشهوات المحرمة التي ينغمسون فيها، بل تخبث!

ثم أليست الحياة هذه تسمى الدنيا؟ ألا تؤمنون بأن الحياة الآخرة هي الحياة الدائمة الحقيقية، كما قال تعالى : {وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} [العنكبوت : 64]، وأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..

فإن أصريتم على رؤية مغايرة للوجود تختزل كل شيء في هذه الحياة وتجعل غايتها التلذذ بالشهوات، فالقضية صارت أعمق وأشد خطرا لأنها تعدت الشهوة للرؤية الوجودية المضادة لما جاء به الدين الحق، وصارت طريقة أخرى.. هي طريقة الذين رضوا بالحياة الدنيا واطمئنوا بها

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} [يونس : 7-8]


#دحض_الأباطيل

https://t.me/ttangawi/655
تأصيل حول الاحتجاج بالمصالح والمفاسد في ارتكاب المخالفات الشرعية 👇🏻

#دحض_الأباطيل
#المصلحة
#رسائل_الوعي
رسائل..
سألت: هل يعني كلامك عن الفلسفة أنها ضد الدين؟ جوابي : أولا بعضهم يدخل في الفلسفة نوعا يسميه الفلسفة الدينية، والدين الصحيح لا يطلق عليه تفلسف، فهو وحي إلهي لا مجرد تفلسف عقلي بشري، وإن كان من جهة محتواه العلمي هو العقلانية بلاشك، وعقلياته أصح العقليات، لكن…
من صميم معنى الإسلام لله أن يُوحد سبحانه بالخضوع والطاعة المطلقة، ولا يُجعل له ندٌ في حكمه وكون شرعه مصدر الأحكام على الأشياء ومرجع معرفة الصواب والخطأ، واستحقاقه للطاعة واختصاص أمره بالإلزام المطلق

ولا يتم هذا الإسلام لله بدون البراءة من ما ينازع هذا الإسلام ويزاحمه، قال تعالى: {ألا له الخلق والأمر} وقال تعالى :{إن الحكم إلا لله}، وقال :{أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}، وقال تعالى : {أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا}

ومَن فَقِه الشريعة وعرف كمالها علم أن اتخاذها مرجعا وحيدا مهيمنا كاف في كل حاجات البشرية لمعرفة الصواب وضبط السلوك وفصل النزاع على الوجه الذي يكون به صلاح الدنيا والآخرة

وقد دخل على كثير من الناس الخلل في هذا الباب مع عولمة الأنماط الغربية في الحياة وتصديرها للأمم، وانضاف لذلك جهل وتقصير في فهم الشريعة وإدراك عظمتها وشمولها، فظن البعض أن المجتمعات تحتاج لغيرها من فلسفة وأخلاقيات فلسفية، وروج بعضهم لذلك بحجة أن فيها ما لا يتعارض مع الشريعة، وهذه شبهة مبنية على ضبابية في الرؤية بهذه المجالات مع قصور في فهم دور الشرع، وسأبين شيئا من ذلك في كل منها:

أما الفلسفة، فهي عقليات ينطلق أصحابها من استبعاد مرجعية الوحي ودخول مجالات الدين بدون الدين! فيتكلمون في قضايا الوجود وطبيعة المعرفة الإنسانية برؤى متنوعة يجمعها جحد الوحي ومحاولة تشكيل الرؤى بعيدا عنه، وتجد عندهم كلاما في توصيف الأفكار وتطوراتها وتوصيف مناهج العلوم، يتضمن استعمالا لعقليات لا تختص بها الفلسفة بل هي مشترك إنساني، فلا معنى لتخصيص الفلسفة بها، وقل مثل ذلك في استعمال مناهج الاستقراء والتحليل والنقد وغيرها من المناهج

وأما الأخلاقيات فهي فرع عن الفلسفة، وتقحم نفسها أيضا في مجال الدين بالحكم على الصواب والخطأ مع استبعاد همينة الدين على ذلك، ومحاولة توظيف الفعل العقلي بصورة مرتبطة بالرؤى الفلسفية المسبقة، وربما تضمّن ذلك بعض ما يؤخذ من الدين، بشرط عدم إعطائه صفة الهيمنة والخضوع له

وفي هذه المجالات ونحوها، نلاحظ أن مرجعية الشريعة سلبت همينتها واستبدلت أو زوحمت بمرجعيات أخرى تنزل منزلة الشرع في أخذ التصورات والأحكام والهمينة، وهذا يتصادم مع مبدأ الإسلام لله وحده، ويكشف عن جهل بشمول الشريعة وكفايتها لمن استعمل العقل الفطري بصورة سليمة، وبذَل الجهد في فهم الواقع والشرع والمطابقة بينهما، وإنما يأتي الخلل من ضعف التسليم لله وضعف الثقة بشرعه مع الكسل والضعف عن خوض غمار الاجتهاد في تلبية حاجات الواقع انطلاقا من الشريعة

وقد خضت تجربة في معالجة إشكاليات الطب التي تتعلق بنهاية الحياة وإيقاف العلاج والامتناع عنه، ورأيت كيف تسيطر الأخلاقيات على المشهد الطبي مع تخبطها وإجمالها القاصر في المعالجات، وأخذت أتلمس كل ما يتصل بالمسائل من أصول الشرع وأحكامه وقواعده ومنهجياته وتصوراته، فأشهد بالله ما وجدت إشكالا إلا والشريعة فيه شافية كافية، غير أن تعقيد الوقائع وقصور المعالجات الفقهية السابقة عن تقديم ما يناسبها من جهد جعل الطريق صعبا، لكن ما وجدت في نهاية المطاف قصورا بالشرع ولا حاجة لغيره، بل وجدت ما يقابله من طرح أخلاقي هزيلا جدا، وأثبت ذلك بالنقد والموازنة ولله الفضل والمنة

فأجزم بالاعتقاد المطابق للتجربة أن الشريعة كافية شافية إذا أعطيت مكانها وحقها، في هذه المجالات وغيرها . والله المستعان

#دحض_الأباطيل
الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه

وقفة مع الخطاب التربوي الاستجدائي (ابني.. بنتي.. لن نفهمكم ولن تفهمونا! ولكن..)

أرى أن هناك طرحا تربويا بات يتكرر ويحتاج لتفكير ونقد، خلاصته توجيه رسائل للأبناء بأنهم في زمن مختلف وأن الآباء لا يفهمونهم وهم لا يفهمون الآباء، ثم بعد تأسيس هذه المقدمة يتم وضع بعض التوجيهات بأسلوب (ولكن..) وكأنه استجداء لهذا الجيل بأن يسمع قليلا رغم كل هذا الاختلاف في الزمن والظروف والفهم!

لنفكر، الإنسان فطريا وجسديا هو الإنسان، وعقله وقدراته على الفهم لا تتغير! ما هو اختلاف الزمن؟ أيام تمر ولا زالت تمر منذ خلق الله أبانا آدم(عليه السلام) ! هذه العوامل لا يمكن أن تمثل اختلافا حقيقيا

الظروف؟ لكل زمان ظروفه ولا زالت الأزمنة تتغير؟ ما الداعي إذا لهذه النظرة الفريدة لزماننا هذا؟

الذي يتغير فعلا هو أن الشر الذي لا يزال يصاول الخير في كل زمان تزايدت وسائله، وتبهرج وتبختر وتظاهر بأنه حقيقة حتمية يصير لها الزمن لا محالة، ولا فائدة من مقاومته، وكل من يحاول ذلك فهو يعيش خارج اللحظة ويحبس نفسه في الماضي!

هي إيديولوجيا تعشعش في البواطن، خلاصتها نظرة كلية للوجود الإنساني بأنه وجود يتطور مع الزمن للأحسن، وتستصحب دوما نظرة دونية لإنسان الماضي، وكأنه كائن أقل تطورا بالضرورة، وكأن البشرية في تطور حتمي كل ما مر الزمن، وكل ما يقدم لها من منتجات هو تطوير للأفضل لا محالة!

وهكذا الإيديولوجيا، رؤية كلية تحاول إدخال كل شيء في إطارها التفسيري بصورة مطلقة، مع شيطنة كل من يخالفها، وبهذا تفرض سيطرة مطلقة على العقول، وتسوق الجماهير، وتتسلط على الأفكار بسطوة سلطوية لا بقوة فكرية حقيقية

إذا فكرت بهذه الطريقة وأعدت قراءة المشهد، فستبدأ في التروي وترتيب قطع الأفكار من جديد، وستتمكن من التقاط أنفاسك مع خفة رهبة هذا التسلط الفكري، وتستعيد جرأتك على مسائلة أسسه والتشكيك في إطلاقه، ثم الصمود أمام طغيانه.

إن النظام الفكري الذي يحق له أن يفسر لنا وجودنا ويرتب لنا أهدافنا ويضع لنا منهجنا في حياتنا بصورة مرجعية مطلقة، لا بد أن يستند إلى العلم المطلق، وحكم من له القوة والملك والهمينة المطلقة، وله العبودية والخضوع والطاعة، رب العالمين، الحي القيوم الذي له الخلق والأمر، الرب العزيز الذي لا يوصل إليه بنقص، هنا تخضع القلوب وتسجد الجباه وتستلهم العقول المرجعيات دون منازعة، ولا شريك له في ذلك سبحانه.

إذا فلا مجال لهذا الاستجداء، ولا لغرس هذه الفجوة الفكرية والعقلية بين الأجيال، فالرب واحد، والحق واحد، والغاية واحدة، والمنهج واحد..

نعم تختلف التحديات وتتزايد الضغوط وتنتشر الشهوات والشبهات، لكن هذه الأمور لا تغير الحقائق بل تستدعي أن تزيد صلابتها، هي حرب تقابل بالتخندق والتزود والصلابة، وقد تستدعي مرونة وتحيزا، لكن في حدود الشرع نفسه، وضمن نظامه التشريعي الحاكم في كل الظروف والأحوال، وضمن فهم للفرق بين الوسائل والمقاصد، ومحال تأثير اختلاف الواقع، ومحال مقاومة ذلك الاختلاف والصمود أمامه، ورفض طغيانه بالمستطاع.

نعم يحتاج الجيل لحكمة وجهد أكثر في الاحتواء، وحجم التحدي يفوق قدرة الآباء في كثير من الأحيان، وهذا ابتلاء يستدعي الصبر والمجاهدة، لا الانهزام وحل المشكلة بمشكلة أكبر، بحيث نغرس في الجيل حتمية وهمية لن تساعده على نقد الانحراف بل ستسهل له قبوله والتعايش معه.

يجب أن يكون خطابنا التربوي واضحا في بيان الحقائق الكبرى، البشرية اليوم يراد لها أن تنحدر في مستنقع الشهوات وأن تقبل عدمية الرؤية الإلحادية وتستدبر الفطرة، وتتقدم في التفاهات بينما يعيش أكثر البشر في الفقر والظلم وتراجع في أساسيات الحياة البشرية.. سردية التقدم وتغير الزمن للأحسن باستدبار الدين مجرد وهم إعلامي كبير وإيدولوجية هشة مهما تبهرجت، والحق لا يُغلب..

والحديث أكبر من هذا المقال وكاتبه، لكن ما قيل يجب أن يقال، والميسور لا يسقط بالمعسور، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

#دحض_الأباطيل
#رسائل_الوعي
#رسائل_الثبات
#رسائل_الصبر
#رسائل_الغربة
Forwarded from رسائل..
عز الستور الضافية

نفسي الفداء لحرة متسامية
بحجاب عزٍ لم تُزِله السامية

لم تلتفت للساقطات تبرجا
أو تنحني للساقطين بهاوية

هي كالصقور على الجبال مكانة
وعن المهانة عينها متجافية

مهما تكدست المخازي روحها
عشقت تفردها لتبقى عالية

عدساتهم والأعطيات تزفها
لمن ارتضت أن تنثني في الفانية

وتجلدت ذات الخمار بسترها
ورجاؤها لعطائها في الباقية

أتلومني أني فديت إباءها
وبرمت من تلك النفوس الغاوية

وتظن أني قد غررت بصورة
شذت وجل نسائنا في عافية

فأمام من كشفت ألوف عشقها
أن تكتسي عز الستور الضافية

بشرى فلا يبدو الضلال بليلة
إلا وشمس الحق تشرق هادية

#شعر
#رسائل_الصبر
#رسائل_الغربة
#رسائل_الثبات
#دحض_الأباطيل
وقفات مع مشكلة غياب عمق وشمول التأصيل الشرعي عند المهتمين بالمجال الفكري (٢/٢)

ولا شك أن الإسلام لم يأت بإهمال تأثير اختلاف الواقع وخصوصياته بإطلاق، ولكنه أيضا لم يعتبرها معيارا بإطلاق، ولذلك شرع الهجرة وأمر بالصبر على الحق والتواصي عليه، فالأمر يحتاج لانضباط في مراعاة أثر ضغط الواقع الذي يستوجب بعض المرونة في أمور دون أمور، ومرجع ذلك لنوع المسائل وحال السائل، لا إلى أحدهما فحسب بحيث يحكم على الآخر بإطلاق في كل مسألة

وبعض هؤلاء - نفع الله بهم وبصرهم بالصواب - يتابعهم الشباب بحماس شديد لما يرون من قدراتهم الجدلية وانتصاراتهم على التيار الإلحادي، وبعض هؤلاء المتابعين لا يروق له إلا جو الإثارة والردود المفحمة، ولا يصبر على البناء المعرفي أيا كان، فينهمك في متابعة الردود أو المناظرات، وبعضهم يشعر مع ذلك بطمأنينة لقوة الإسلام، ثم قد يسمع شبهة ولا يقتنع بردها، فيتحير ويتوه طويلا في ظل عدم وجود منهجية صحيحة ولا معرفة بالمصادر ولا تصور شمولي للبناء المعرفي الشرعي

ويتعدى بعضهم هذه المرحلة إلى مرحلة المحاكاة، فيدخل في نقاشات دون نضج علمي، وربما حاول التعلم بالتركيز على العلوم الإنسانية وقراءة الردود الفكرية، ثم يأخذ في التصدر فيأتي بما لا يحمد، خاصة أن كثيرا من الشباب لا يتحمس للتعلم الشرعي الشمولي، ويريد البقاء في مجال الرد المثير للحماس

ومشكلة هذا الحماس أنه قد يعمي عن قبول النصح، فتجد أن الشاب إذا نصح يقولب الناصح في قوالب تحول دونه ودون استماع نصحه، فهو تلقائيا يصنفه بأنه لا يفقه الواقع ولا يعرف العلوم الإنسانية أو لا يهتم بالرد على شبهات خصوم الإسلام، وهذه الأمور قد تكون موجودة بدرجات متفاوتة في بعض الناصحين، وقد تكون أوهاما، ولكن هي على كل حال لا تمنع سماع النصح وقبوله

وأيضا بعض ما يصنف ضمن فقه الواقع أو العلوم المساندة لتصوره أو تصور مذاهب الخصوم ونقض فلسفاتهم، هي أمور يمكن أن يعلم أصول الانحراف فيها مع التوسع في معرفة الرؤية الإسلامية الصحيحة، وكثير من التوسع الفكري المعاصر يقوم بعكس الأمر، ويتوسع في عرض تلك العلوم والمذاهب بما لا حاجة له أصلا، ولا يتعلق بواقع الشريحة الكبرى من المتأثرين بالانحرافات الفكرية، بل يدخل ضمن الترف الفكري في بعض الأحيان، أو يكون شأنا تخصصيا يناسب أن يدخل فيه بعض المتخصصين ويكفوا فيه غيرهم

وقد درست في بعض البرامج المهتمة بالتحصين الفكري ورد الشبهات، ومارست مئات الحوارات مع الشباب المتأثرين بالموجة التشكيكية، فوجدت تجريبيا أن بعض مقررات هذه البرامج متضخمة في هذه الجوانب ولا يحتاج إليها عند الحوارات بهذه الصورة، وقد تغني أحيانا صفحة واحدة عن أضعافها من الصفحات في مواضيع معينة، خاصة ما يكون من باب تصوير الفلسفات المخالفة وبيان موقف الإسلام منها، فالواجب أن يشرح فيها الموقف الإسلامي بطريقة بنائية تراعي بيان أسس نقض موقف الخصوم بإجمال مناسب، ويكفي هذا في معظم الأحوال!

والحاصل أن ظاهرة الاهتمام بما يعرف بالفكر تحتاج لوقفات، وأظن أن جزءا كبيرا من مسؤولية التصحيح تقع على عاتق من ينشطون في هذا المجال ويجذبون الشباب إليه، وقد يكون الأمر في حق بعضهم مستوفيا شروطه غير مخل بالأولويات، لكن المنجذبين يدخلون في هذا الجو دون وعي بتلك الشروط ودون مراعاة للأولويات، فمن سيأخذ بأيديهم؟

نعم لقد جاءت هذه الموجة الفكرية الشرعية في وقت حرج وأسهمت في كسر كثير من موجات الانحراف الفكري واحتوت كثيرا من الشباب التائه، وليس من العدل أن ينكر الإنسان ذلك أو يقلل منه، لكن ذلك لا يلغي ملاحظة الانحرافات أو القصور أو السلبيات للتوعية بها، ولا يلغي وجوب معرفة نوع الاشتغال العلمي هل هو من باب المقاصد أو الوسائل، وما منزلته عموما؟ وما منزلته بالنسبة لسياقات خاصة؟ فمثل هذا لا غنى عنه لتحقيق التوازن ومراعاة الأولويات، والتواصي به داخل في صميم التواصي بالحق

والله أعلم، نسأله تعالى الهدى والتوفيق لكل خير

#إضاءات_منهجية
#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل

https://t.me/ttangawi
" علينا أن نعتز بديننا ونرفع رؤوسنا به وندرك أننا نتميز به، وأن ذلك التميز يحدث فارقا ضخما بيننا وبين الكفار في أعلى مستويات التصورات والأحكام، ومن أكبر الخطأ أن نحاول أن نعيد قراءة ديننا بطريقة تجعلنا غير مختلفين عنهم، أو أن نتبنى منظومات التصور الخاصة بهم ونحاكم ديننا إليها فنستشكل ونستنكر.. وننسى أن تلك المنظومات اختزالية نسبية اعتباطية غير قائمة على براهين، وأن الأدلة القاطعة تفرض العكس، فعلينا أن نعتز بالدين الحق ونعتنقه مرجعا حاكما على كل شيء "

مقتطف من إضاءة القضية الفارقة، من كتاب :

إضاءات منهجية-ترتيب التفكير بحثا عن اليقين، د طارق عنقاوي، ص٩٣، مركز دلائل

#دحض_الأباطيل
#إضاءات_منهجية
#إضاءات_منهجية
كن واعيا بوعيك!

تتشكل أحيانا ميول قوية في نفوسنا للرفض أو القبول للأفكار، وقد نسير معها ونبني عليها متكاسلين عن التوقف للتساؤل: ما هذا الميول؟ أهو حكم عقلي بني على أساس سليم؟ أو هو شعور نفسي يحتاج لمسائلة أعمق: ما باعثه وما الأفكار الخفية التي تقف وراءه؟

و كثيرا ما نجد بعد الانسياق مع الميول أننا تعجلنا، و أننا لم نكن قد بنينا مواقفنا على أسس سليمة، وربما صعب علينا الاعتراف بذلك، فمنا من يكابر الوقوف والمحاسبة، ومنا من يتشجع ويتواضع ويجاهد نفسه، فيزيد وعيا.

ويكمن الخطر الأكبر في أن الإنسان قد يسيطر عليه الهوى لتبني أفكار واتجاهات، يتطلع فيها إلى مظاهر أنماط من الحياة يهواها، ونتائج يحلم بها، ثم تصبح تلك الأهواء منطلقات لميوله تجاه الأفكار، دون محاولة لتبني التفكير المنهجي الذي ينطلق من أسس ثابتة لمحاكمة ما يكون محلا للنظر بعدل وطلب جاد للصواب

إن الوعي بالوعي أساس في فهم النفس، فأنت لن تستطيع تصحيح وجهتك وأنت لا تدرك أصلا أنك تائه، وأنك تسير حسب ما ترغب لا حسب ما تدل عليه خارطة السير التي وضعت وفق علم بالأماكن والطرق الموصلة، وإذا فرضنا على أحسن الأحوال أن ميولك ترقى إلى أن تكون بوصلة، فإن اندفاعك دون توجيه العلم وحسابات العقل الصحيحة قد يسقطك في حفرة، أو يوقفك دون زاد في مهلكة!

كثير من الجيل الناشئ يميل اليوم ببوصلة مزيفة يعبر عنها أحيانا ب "أحس"، فتطوى عمليات التفكير المبنية على المعطيات الثابتة والمناهج العقلانية، وتتخذ أهواء البشر وفلسفاتهم النسبية محركات لتلك الميول لمجرد انتشارها وتداولها، دون مسائلة لأسسها وفهم لما يلزم منها من ضلال وما تنتهي له من فساد في الدنيا والآخرة

وجزء من حل هذه المعضلة يكمن في الخوف، بإدراك حقيقة الدنيا وحتمية الموت ومصير الآخرة، وهنا تضطر النفس إلى التوقف والتثبت وتتجه للوعي بما يدور فيها للتأكد، فتبدأ سلسلة التصحيح، وأما الأمن والغفلة فمظنة الإهمال ومسايرة السائد من الأفكار غير المبرهنة، لما في ذلك من استراحة من وحشة المخالفة ولوازم الحق التي لا بد من دفعها، فسلعة الله غالية.. وسلعة الله هي الجنة!

#إضاءات_منهجية
#إضاءة_منهجية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل

https://t.me/ttangawi
من أعظم فوائد قراءة السيرة شهود علو الهمة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يظهر ذلك من أولوياتهم وتضحياتهم وما عانوه لنشر الإسلام دون كلل، صابرين على الغربة وضيق العيش والجراح، بل كانوا يعدون ذلك فوزا، فيصيح أحدهم وقد طعن: فزت ورب الكعبة!

والجيل اليوم بحاجة لمعايشة هذه السيرة العظيمة، لكي يدرك حياة الوهم الذي يضخ اليوم في الإعلام ووسائل التواصل وبيئات التفاهة، التي تحاول أن توهمه بحتمية النزول للحضيض وأن هذا هو الخيار الوحيد للحياة الطبيعية لا غير!

فإذا شاهد وشهد بقلبه مشاهد السيرة فقه الحياة الحقيقية وأدرك سخافة الوهم، وأنها قصور من زجاج، تقتات على مسايرة الأمعات لضجيج الضخ المفسد للترهات، ومسيرة السيرة والتاريخ تبين له بالسياق والشواهد حقائق الأمور

ثم تلك السيرة لا تكاد تقف مع مشهد من مشاهدها، إلا وتشهد فيه كمال النبي صلى الله عليه وسلم، ودلائل صدقه المعنوية والحسية الكثيرة، فينبني في قلبك رسوخ الإيمان ويتعالى فيه صرح اليقين، حتى تنظر من فوق وتقول للدون:

فمضيت ثمت قلت: لا يعنيني!

اللهم بصرنا والجيل بالحق وارزقنا اتباعه

#رسائل_الوعي
#رسائل_الغربة
#رسائل_السيرة
#رسائل_الصبر
#دحض_الأباطيل

https://t.me/ttangawi/1525
من سمات العصر عند كثير من الناس دوران الإنسان حول نفسه، وتعليق نجاحه على شهرته أو بروز ذاته بين مجتمعه، والشعور بأنه في معركة لتحقيق ذاته، وكأن الذات شيء متردد بين الوجود والعدم، ويجب خوض الصراع لإثباته عن طريق التمرد على المحيط والتفرد في الشكل والأفكار ومسار الحياة!

في هذه المعركة المصطنعة مع الوهم يخرج كثير من الناس محطما لم يحقق شيئا يذكر يلبي احتياجات نفسه الفطرية، وربما قاده ذلك لمزيد من السخط على السائد والتمرد على المجتمع، فيتحول لمزيد من الشذوذ أو الجريمة أو الانحراف الفكري.. بدلا من العودة لأساس الرؤية الفاسدة للنفس والوجود، والتي تأسست بعيدا عن الفطرة والطبيعة الإنسانية والوحي الذي جاء بصيانة ذلك وتكميله

تغيب في هذه الرؤية البائسة رؤية النفس في موقع العبودية، وتنسمها عبير راحة الطاعة والقرب من خالقها، وتطلعها لسعة الآخرة، وإدراكها لكون الدنيا معبر ووسيلة، وكون البيئة المحيطة مزرعة تستثمر للآخرة، وكون الناس نسيجا هو جزء واحد منه، إذا تكامل معه أدى لمصالح جماعية تنعكس عليه بالعافيه، وإذا مزقه بضرب قيم الأسرة والجماعة المتكاملة لصالح ذاته الأنانية، فسيمرض ويمرض معه

هذا الشقاء ينتج عن التربية البعيدة عن الوحي والمستسلمة للوعي المصنوع في مزابل أفكار الليبرالية الغربية، والإعلام الذي يروج لمفاهيمها وأنماط حياتها المليئة بالمكياج والخاوية من صدق المشاعر، ويأتي في هذا السياق ركام الأوراق المختلط بموضات تطوير الذات (تمريض الذات) من كتب تنمية بشرية وروايات تنطلق من رؤى وأنماط العالم الغربي المثقل بالمعاناة النفسية

وبين هذا وذاك، يشمخ المسلم مستشعرا النعمة، مستيقنا بالحق متجها بعزم لاستصلاح فساد الخلق، وهو يعلم أن الظلام المتراكم لا يقوي على مقاومة شعلة نور منفردة، فكيف بنور الوحي العظيم، فأين من يحمل المشاعل؟ بل أين من يحمل هم نفسه التي سينفرد بها حقا في رحلة الآخرة التي بدأت بولادته وستأخذ مسار اللاعودة في لحظة وفاته.. هناك سيجبر على فردانية ينفرد فيها حتى عن العمل، فقد انتهى وقت الحصاد، وأدرك اللاهث خلف الوهم أن معركته لم تكن مع الآخرين لتحقيق ذاته، بل كانت مع ذاته وهو لا يشعر، وهاهي النتيجة النهائية، وقد رفعت الأقلام وجفت صحف العمل، فاللهم هداك ونصرك!

في هذا المصير، سيعلم من انتصر أنه فهم ذاته حقا ففهم واجبه وأدى مهمته وإن سرى وحيدا لا يشعر به أحد، وسيعلم المنهزم أنه عاش الوهم وصارع السراب حتى أتاه اليقين لينتزعه من بين ضجيج الشهرة والاستعراضات الفارغة إلى هدوء صندوق العمل!
https://t.me/ttangawi/1625

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#رسائل_الجمال
#دحض_الأباطيل
#الفردانية
#تطوير_الذات
#التنمية_البشرية