الطريق إلى ألله
443 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3⃣🌿🌿🌿

▪️لكلّ موجودٍ حيٍّ صحوٌ ومحوٌ.



🖊 هنا يوجد تصحيحٌ أو تعليقٌ على كلام شيخنا الأستاذ (قدّس سرّه). وحاصله أنّ كلّ موجودٍ حيٍّ له محوٌ وله صحوٌ، وله لفٌّ وله نشرٌ. لفّ يعني ‏يجمع، يجمع نفسه. نشر يعني يبسط وجوده. #الإنسان في حالات القبض يجمع نفسه. لا يخصّه، لا يلتفت، أيّ أحدٍ يتكلّم معه لا يردّ عليه، أصلًا لا يردّ عليه، لماذا؟ لأنّه في مقام دفع ‏النّاس، دفع الآخرين، عدم الالتفات إلّا إلى ذاته.
- في #الحيوانات أيضًا نفس الشّيء. ترون بعض الحيوانات، في حالة القبض يجمعون أنفسهم. حتّى #النباتات هكذا، النّباتات أيضًا هكذا. أحيانًا ‏عندهم انبساط، أحيانًا عندهم قبض. هذا يقولون له لفّ. أسماءٌ مختلفة، المحو يعني ماذا المحو؟ يعني فقط يلتفت إلى ذاته، على درجاته، النّاس، الموجودات في التّوجه إلى ذاتها، تختلف الموجودات باختلاف سعتها وضيقها. الإنسان ‏الكامل عندما يلتفت إلى نفسه، أو الإنسان الغير الكامل، إنسان جيد يعني..، هذا توجّهه ومحوه إلى ذاته يختلف عن محو النّباتات والحيوانات والأشخاص العاديّين.
إذن، هناك محوٌ...، في الذّات الأحديّة يقال كلّ الموجودات فانيةٌ في الله، فانيةٌ في الأحد. يعني المقام مقام المحو، كلّ الموجودات تُمحا، تضمحلّ. ‏يعني ماذا تضمحلّ؟ يعني #الذات الأحديّة لا تلتفت إلى شيءٍ إلّا ذاته. لا تنظر إلّا إلى ذاتها. حيث أنّه يلتفت إلى ذاته فكلّ شيءٌ يريد أن يدخل، لا بدّ وأن يخلع ماهيّته وهويته وشؤونه، ‏حتّى يكون مسانخًا مع #عالم_الأحدية ، وحتّى يتمكّن من الدّخول في عالم الأحديّة.
إذن محوٌ، لفٌّ. اللّف في الحقّ تبارك وتعالى لا يُستخدم. للموجودات النّازلة. في الموجودات النّازلة هذا المحو ‏يُتصوّر ويتجلّى بصورة #اللف . نازل بصورة #القبض . أحيانًا بعض الأشخاص لا تستطيع تتجلّى معه أبدًا، أصلاً لا تستطيع أن تنظر إليه.
في الخوف، ‏إذا كان الخوف غالبًا على الإنسان، ما معنى الخوف؟ يعني يلتفت إلى ذاته، يخاف من الخارج، يخاف من الموجودات الخارجيّة. الآن هذه الموجودات الخارجيّة، أيّ شيء كانت؛ الله، الحيوانات، أعداء، بني نوعه، إذا غلب عليه الخوف ‏بلا إشكال فيه القبض.
مرتبةٌ أدقّ من هذا؛ المحو والقبض واللّف يساوق ‏#التنزيه ، يساوق ‏التّنزيه. ينزِّه، ‏الله تبارك وتعالى منزّه عن كلّ شيء، عن كلّ صفة، عن كلّ أحد. لأنّه مشغولٌ بذاته، يرفض كلّ شيء. ولا يستطيع أيّ شيء يتقدّم إليه، لأنّه في حالة #المحو . الآن هذا.. ‏الله تبارك وتعالى محوه لا يمنعه عن صحوه، وصحوه لا يمنعه عن محوه: ( كان اللهُ ولم يكنْ معهُ شيء والآن كما كان )، (كان اللهُ ولم يكنْ معهُ شيء)، حسنًا، ما هذه الموجودات ‏الّتي خلقها الله (والآن كما كان ) لماذا؟ لأنّ محوه لا يمنعه عن الصّحو، وصحوه لا يمنعه عن المحو. ومن هنا #الإمام_الكاظم (عليه السلام) يقول: ( ‏كان اللهُ ولم يكنْ معهُ شيء)‏، أضاف إليه #جنيد_البغدادي (والآن كما كان ) وهذا أيضًا مستنبط بداخله على كلّ تقدير.



▪️إثبات أنّ مقام المحو من لوازم الحياة إضافةً إلى مقام البسط أو الصّحو.



🖊 الله تبارك وتعالى إذا كان في #مقام_المحو ، مقام المحو يقتضي التّنزيه، لا يصل إليه ‏أحد، نعم صح، ثمّ ‏#مقام_الاستغناء ؛
( ‏يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (١٥) سورة فاطر.
- "الْفُقَرَاءُ"، "أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ" إليّ، وأنا الغنيّ، أنا غنيٌّ عنكم، مقام الكبرياء والعظمة. #مقام_الكبرياء والعظمة خاصٌّ بالأحديّة، لأنّه ملتفتٌ إلى ذاته، ولا يستطيع أيُّ أحدٍ أن يتقدّم إليه، أيّ شيء وله الكبرياء والعظمة، #مقام_العظمة ، هذا (‏الَّذِي بَعُدَ فَلا يُرى، وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى، تَبارَكَ وَتَعالى) دعاء الافتتاح.
- هذا #مقام_البسط ، قَرُبَ. يا من ‏"بَعُد"، "بَعُد" تنزيه. "فَلا يُرى"، أين الله؟ لا نستطيع أن نراه، "وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى"،
إذن، هناك...، شيخنا الأستاذ (قدّس سرّه) أشار فقط إلى مقام ‏البسط، ولم يشِر إلى مقام المحو. ومقام المحو أيضًا من لوازم الاحتفاظ ‏بالذات، لأنّ الذّات لها محوٌ ولها صحوٌ. لها قبضٌ ولها بسطٌ، لها تشبيهٌ ولها تنزيهٌ.... الخ، هذا كان من اللّازم أن نبيّنهُ.

(يتبع) ٣
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
4⃣🌿🌿🌿

▪️ الآيات القرآنيّة المتحدّثة عن "الفناء" هي بيانٌ عن "اللّقاء".



🖊 هنا لا بدّ من بيان عدّة أمور، تقدّم سابقًا أنّ لقاء الله عبارة أخرى عن الفناء في الله، وقلنا أنّ الألوهيّة مرتبةٌ نازلةٌ من الأحديّة، وقلنا أنّ الفناء في الألوهيّة عادةً يستلزم الفناء في الأحديّة. ومن هنا كلّ الواصلين إلى #مقام_الخلوص ، الّذي هو مقام الفناء، الله تبارك وتعالى يعبّر عنهم بالعباد، "عبدي" مثل:
- نبيّنا #النبي محمّد (ص):
(وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩) سورة الجنّ.
- #النبي_عيسى (ع)
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- هو فنى في الاسم الله، وحيث أنّه فنى في الاسم الله رغم أنّه وصل إلى المخلَصين، بالنّسبة إلى الأنبياء لو كان من المخلَصين، والمراد من المخلَص لا المخلِص هو الفاني في الحقّ تبارك وتعالى. فلماذا الله لا يعبّر عنه ب"عبد الأحد"؟  يعبّر عنه ب"عبد الله"؟ لأنّ كلّ شخص أصبح عبدًا لله، فهو داخل في #عالم_الأمر وداخل في #مقام_الأحدية ، لأنّ الله مرتبة نازلة في الحقيقة من الأحديّة على ما تقدّم سابقًا.
- وحينئذٍ نقول الآيات الدّالّة على الفناء مثل:
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (٢٧)) سورة  الرّحمٰن
- أو آية:
( ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ(٨٨)) سورة القصص.
- أو آية
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )(١١١) سورة طه.
- كلّ هذه الآيات وهي في مقام الفناء، في الحقيقة بيان اللّقاء، لأنّ لقاء الله...، قلنا أنّ لقاء الله عبارة أخرى عن الدّنوّ والرّؤية والمسانخة، ولقيهُ يعني واجههُ، ومن هنا تسليم الوجه لله عبارة أخرى عن اللّقاء، وليس شيئًا زائدًا عنه.



▪️التّعبير ب"الفناء" في الآيات المباركة صادرٌ عن مقام المحو الإلهيّ والتّعبير ب"اللّقاء" صادر عن مقام الصّحو الإلهيّ.



والسّؤال الأساسيّ: أنّه لماذا هناك عبّر عن هذا المعنى بالفناء؟ وهنا عبّر عنه باللّقاء؟ إذا كان #الفناء و #اللقاء شيئًا واحدًا فلماذا هناك عبّر عن هذا الشّيء الواحد بالفناء
( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ)،
- وهنا عبّر عنه باللّقاء، ما هو السّبب والسّرّ الحقيقيّ وراء هذا المعنى؟ السّرّ واضح!!
- لأنّ الله تبارك وتعالى له محوٌ وله صحوٌ، في حالة #المحو : الله تبارك وتعالى لا ينظر إلّّا إلى ذاته ولا ينظر إلى صفاته وباقي كمالاته.
- وعندما المحو يتحقّق فيه الكبرياء والعظمة، لأنّه فقط يرى نفسه.

نحن أيضًا، "الموجود"، أحيانًا نلتفت إلى وجودنا نرفض كلّ شيء، ونرفض كلّ شيء وما عندنا مزاج أن نرى أحد، ولا نتكلّم مع أحد، ولا نسمع أيّ شيء، فقد نلتفت إلى ذاتنا، هنا مقام الأحديّة، وهنا مقام المحو. وفي مقام المحو، أنا لا ألتفت إلى أيّ شيء، لأنّ كلّ شيء هو معدومٌ أمامي. إذن تلك الآيات صدرت عن مقام المحو الإلهيّ، من مقام المحو، ومن مقام الكبرياء و العظمة:
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ(٨٨)ۚ) .
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(٢٧)).
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ )
- هذا #مقام_المحو .
وأخرى الله تبارك وتعالى، الحقّ، #الأحد ، له #مقام_الصحو ، يلتفت إلى كمالاته، يلتفت إلى  شؤونه، شؤونه رغم أنّه "هو-هو" ولكن باعتبار هو غيره، شؤون الحقّ تبارك وتعالى غير ذاته، حسب...، لا حسب الواقع، حسب التّوجه، ينظر إلى شؤونه وكمالاته، وإذا التفت إلى شؤونه وكمالاته،، ما رابطة هذه #الشؤون معه؟ رابطة #اللقاء ، يكون رابط الصّلة بينهما، هذا الموجود الّذي أنظر إليه على أنّي معه، لأنّ #مقام_البقاء هو #مقام_المعية ، مقتضى #المعية أن يقول:
(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦)  سورة الانشقاق.
أمّا #مقام_الكبرياء والعظمة {لا موجود إلّا الله}، { لا موجود إلّا هو}، {لا هو إلّا هو}، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}.
إذن الفارق، السّبب في الاختلاف في التّعبير بين تلك الآيات، وبين هذه الآيات مصدر هذا التّوجه، مصدر تلك الآيات مقام الكبرياء والعظمة والمحو والفناء والقبض ما شئت فسمِّ، وهذا مصدره مصدر البقاء، مصدر الصّحو، مصدر المعيّة الذّاتية مع كلّ شيء، ومن هنا يكون اللقاء يتكلّمون عنه باللّقاء. وهناك عدّة أمور أخرى إن شاء الله ندرسه حول اللّقاء.


🌿والحمد لله ربّ العالمين🌿
                       
                                         ٤