جماعة الصادعون بالحق
536 subscribers
800 photos
209 videos
7 files
1.84K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
مقتطفات من تراث الصادعون - {4} - التاريخ يُعيد نفسه

لقد عرفت الأرضُ جاهلياتٍ كثيرةٍ على مدارِ التاريخِ البشريِّ، تأتي الرسالةُ من عندِ اللهِ وتقدمُ للناسِ الإسلامَ ممثلًا في العبوديةِ للهِ وحدَه، ثم يطولُ الأمدُ على الجماعةِ المسلمةِ، فترتدَّ إلى الجاهليةِ وتظلَّ كذلك حتى تجيءَ رسالةً جديدةً بالإسلامِ، ثم تعقبُ الإسلامَ جاهليةٌ أخرى، وهكذا؛ هذا هو التفسيرُ الإسلاميُّ للتاريخ.

حينما جاءت الرسالةُ السماويةُ الأخيرةُ، ارتفع لواءُ الإسلامِ عاليًا لأكثرَ من ألفِ عامٍ، ممثلًا في النظامِ الإسلاميِّ، وهو النظامُ الذي يرجعُ الناسُ فيه إلى شريعةِ اللهِ وحدَها، ولا يحكمُ قضاةُ هذه الأمةِ إلا بالشريعةِ الإسلاميةِ في كلِّ أمرٍ من أمورِ الحياةِ، ولا يتحاكمُ الناسُ إلى غير هذه الشريعةِ في شأنٍ من شئونِ المعاشِ.

لقد تَسَرَّبَت الجاهليةُ من جديدٍ، مدفوعةً هذه المرة إلى جانبِ العواملِ الداخليةِ في جسمِ المجتمعِ الإسلاميِّ -بدافعِ الغزوِ الذي مارسَه أعداءُ اﻹسلامِ، والممثَّلُ في تنحيةِ شريعةِ اللهِ عن الحكمِ، وردِّ أمرِ الناسِ إلى الدساتيرِ والقوانينِ التي يصنعُها البشرُ للبشرِ حتى عَمَّت الجاهليةُ وجهَ الأرضِ كلِّها.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#التاريخ_يُعيد_نفسه
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {5} - الهدف العظيم

يجب على الانسانِ أن يبذلَ كلَّ طاقاتِه؛ ليعيشَ مع اللهِ، وليتعرفَ على اللهِ عزَّ وجل. ولكي يمارسَ أمتعَ ما يمكنُ أن يمارسَه مخلوقٌ في هذا الكونِ؛ الحياة مع الله والتعامل مع الله سبحانه.

المطلوبُ من الإنسان المحاولةَ الدائمةَ للوصولِ إلى معرفةِ اللهِ، والتعاملُ مع اللهِ لنكونَ أقدرَ على تحقيقِ المهمةِ التي خلقنا اللهُ من أجلِها، وذلك من خلالِ التفكُّرِ في مخلوقاتِ اللهِ من حولِنا في السمواتِ والأرضِ ومن خلال التفكرِ في أنفسِنا، ومن خلال الحياةِ مع القرآنِ الكريمِ، والحياةِ مع آياتِ اللهِ.

إنَّ القرآنَ لم ينزلْ ليكونَ بركةً فقط، ولكن نزلَ ليكونَ حياةً، ليكونَ صورةً من صورِ أو وسيلةً من وسائلِ الحياةِ مع اللهِ عن قربٍ. والقرآنُ -لأنه كلماتُ اللهِ- فهو يحملُ معاني حقيقةِ الألوهيةِ. فعندما نعيشُ مع القرآنِ فنحنُ نحاولُ العيشَ مع حقيقةِ الألوهيةِ فعلا، وهي أعظمُ حقيقةٍ في الوجود.

لا ينبغي للإنسان أن تشغلَه مكابدةُ الحياةِ في هذه الدنيا عن حقيقةِ الألوهيَّة؛ لأنَّ الحياةَ الدنيا مجردُ حلقةٍ بسيطةٍ بين البدايةِ والنهايةِ، حلقةٍ تحدِّدُ فيها مكانَك في الآخرة، إنها فرصتُك الوحيدةُ، إذا لم تغتنِمْها ضاع كلُّ شيءٍ، ستكون المأساةُ الحقيقيةُ في هذه اللحظاتِ حينما يُقال للإنسانِ لقد انتهى الأمرُ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الهدف_العظيم
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {6} - كيف بدأ الرُسل والأنبياء دعوتهم

كان الرسلُ يدعون أقوامَهم من خلالِ هذا الوضوحِ المُنبَثِّ في هذا الوجودِ كلِّه، من خلالِ النظرِ إلى هذا الكونِ الفسيحِ، ومن خلال النظرِ إلى أنفسِهم والنظرِ إلى الحياةِ، يربطونهم بالألوهيةِ العظيمةِ التي يحسون إزاءَها بالضآلةِ والضعفِ، حيث يحسون بالعظمةِ الإلهيةِ، ثم بعد ذلك يقولون لهم أن اللهَ حرَّمَ عليهم وأحلَّ لهم... وهكذا.

تحاولُ الجاهليَّةُ أن تبرزَ المصطلحاتِ الشكليَّةَ والدعاوَى الشكليَّةَ والمنطقَ العقليَّ في مواجهةِ هذا الحقِّ، وتدَّعي أنها تعرفُ اللهَ وأنها توقِّر اللهَ، بينما واقعُهم يقولُ غيرَ ذلك؛ لأنهم لا يخضعون لله عزَّ وجلَّ، وغالبًا ما تلجأُ الجاهليَّةُ إلى التهديدِ أو المغالطةِ أو الرَّفضِ السلبيِّ، يرفضون بدون دليلٍ حقيقيٍّ.

لا بُدَّ أن تبرُزَ قضيَّةُ الإسلامِ على أنَّها قضيَّةُ التوحيدِ، قضيَّةُ الألوهيَّةِ الواحدةِ. وهي تلك القضيَّةُ التي نريدُ للناسِ أن يفهموها، وأن يعطوا لله الألوهيَّةَ الحقَّةَ والألوهيَّةَ الصحيحةَ، وهكذا ينبغي أن تكونَ هذه القضيَّةُ الأولى واضحةً في عقولِ ونفوسِ من يدعو إلى اللهِ.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#كيف_بدأ_الرسل_والأنبياء_دعوتهم
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {7} - غاية الغايات


إنَّ حُبَّ اللهِ سبحانه وتعالى هو غايةُ الغاياتِ وأروعُ الأمنياتِ، وهذه غايةُ خلقِ الإنسانِ؛ أن يَحي مُحبًّا لربِّه ولسيدِه ولمولاه، وهذا الحبُّ هو أعلى مقاماتِ العبوديَّةِ للهِ ربِّ العالمين، والطريق إلى حب الله سبحانه لا يكون إلا بمعرفته حق المعرفة من خلال أسمائه وصفاته العليا فيفرده سبحانه بالإجلال والتعظيم.


لا يمكنُ أن تكونَ محبةَ اللهِ بدونِ الاتباعِ والطاعةِ، ولقد كان محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - أكثرَ الخلقِ حبًّا لربِّه، ولذلك كان أشغفَهم بدينه وأطوعَهم لسيده، وذلك لأنه عرفَ ربَّه معرفةً صحيحةً وعميقةً، فعاش ذاكرًا لربِّه، متفكرًا فيه، مُؤتَنِساً بمناجاته، فرحًا سعيدًا بالعبوديَّة القانتةِ المُخبِتةِ للهِ ربِّ العالمين. 


والحبُّ الحقيقيُّ للهِ ينتجُ عنه التسليمُ المطلقُ والطاعةُ المطلقةُ والاتباعُ المطلقُ، وحينئذ ستصلحُ الدنيا كلها، وتصلحُ حياتُنا كلُّها؛ لأننا سنسيرُ على المنهجِ الذي اختاره اللهُ لنا ورضيَه لنا، ونصبح في كل لحظةٍ مشتاقين إلى لقاءِ اللهِ، ولا يحبِسُنا عنه مالٌ ولا بنونٌ ولا جاهٌ ولا سلطانٌ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#غاية_الغايات
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {8} - المدخل الصحيح للإسلام

إنَّ المدخلَ الحقيقيَّ لهذا الدينِ الذي أمرَ اللهُ به عبادَه -هو دعوةُ الناسِ إلى العبوديةِ الشاملةِ الكاملةِ للهِ، والخضوعُ المطلقُ له سبحانه في كلِّ شيءٍ، في الأمورِ السياسيةِ والاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ والأخلاقيةِ والتربويةِ، وكلِّ شيءٍ في حياةِ الإنسانِ عقلِه وضميرِه، قلبِه مشاعرِه، وأخلاقِه وسلوكِه، وبيعِه وشراءِه ومعاملاتِه، أكلِه وشربِه ولباسِه، وكلِّ شيءٍ في حياتِه.

حينما ندعو الناسَ إلى الإسلامِ إنما ندعوهم إلى العبوديةِ للهِ ربِّ العالمين، ندعوهم إلى ألوهية اللهِ الواحدةِ؛ ليدخلوا فيها، فإذا كانوا يعترفون أنَّ وراءَ هذا الكونِ قوةً عليا خلقته وأبدعتْهُ، ونظَّمتْهُ وصرَّفتْهُ، وتهيمنُ عليه وتدبِّرُه وترعاه، ينبغي أن يخضعوا لهذا الإلهِ الذي خلقَ وأبدعَ وصوَّرَ، ويأْتَمِرُوا بأمرِه وينتهُوا بنهيه.

إنَّ الإسلامَ هو نظامٌ للحياةِ البشريةِ، ذُو خصائصَ مميَّزةٍ، يقومُ على أساسِ اتباعِ منهجِ اللهِ وحدَه في أوضاعِ الحياةِ كلِّها، سواء أكانَ في مجالِ التصوُّرِ الصحيحِ عن اللهِ عزَّ وجلَّ، أو صَرْفِ جميعِ العباداتِ الظاهرةِ والباطنةِ إليهِ وحدَه بلا شريكٍ، أو بالحكمِ والاحتكامِ إلى ما شرَّعَهُ سبحانَه للناسِ في تصرفاتِهم وأقوالِهم وأفعالِهم ومشاعرِهم ومبادئِهم وقيمِهم.

إنَّ الذين يزعمُون الإسلامَ، والعلماءَ الذين يتخيَّلون أنهم علماءُ بالإسلامِ -يقولون إنَّ الإنسانَ يستطيعُ أن يكون مسلمًا بمجردِ النطقِ "بلا إلهَ إلَّا الله". الأمرُ ليسَ كذلك؛ المقتضى الأول الذي يعطي شهادةَ لا إلهَ إلا الله حقيقتَها هي أن يتبرَّأَ الناسُ من كلِّ معبودٍ إلا الله، ثم يتوجهون بكُلِّيَّتِهِم إلى شريعةِ اللهِ يتبعونَها في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#المدخل_الصحيح_للإسلام
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {9} - علاقة العبد بربه

إنَّ إدراكَ الإنسانِ لمقامِ الألوهيَّةِ، ومعرفَته باللهِ حقَّ المعرفةِ، لا بُدَّ أنْ يُنبتَ الحبَّ العميقَ للهِ سبحانه وتعالى، وما نظنُّ أن مؤمنًا يختارُ الإسلامَ، ويختارُ التوحيدَ، ويؤمنُ بأنَّ اللهَ هو ربُّ السمواتِ والأرضِ، وأنَّ اللهَ هو خالقُه وفاطِرُه؛ ثم لا يحبُّه!

إنَّ معرفةَ المعنى الحقيقيِّ لكلمةِ التوحيدِ "لا إله إلا الله" يَنتُجُ عنه حبُّ هذا الإلهِ العظيمِ، الرحمنِ الرحيمِ، وينتجُ عنه الشعورُ بأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يستحقُّ أن تُبذَل النفسُ في سبيلِه، وألَّا يعيشُ الإنسانُ إلا له، وألَّا يحْيَا إلَّا به. فلا بُدَّ أن يبدأَ طريقُ الإيمانِ بالحبِّ!

إنَّ العبوديةَ هي منتهى الذلِّ والحبِّ، مع منتهى الإجلالِ والتعظيمِ للهِ عزَّ وجلَّ، فلا بُدَّ لكي يؤمنَ الإنسانُ أنْ يُحبَّ الله ويذلَّ نفسَه له، ولا بُدَّ أن يعظِّمَ ويجلَّ اللهَ، لا بُدَّ من المعايشةِ الصادقةِ الطويلةِ والإحساسِ الدائمِ بالفقرِ والذلَّةِ والخوفِ والوجلِ، فالإنسانُ دائمًا يعيشُ مع اللهِ وهو آملٌ أنْ يقبلَه اللهُ عبدًا له.

لا بُدَّ أنْ نتعلَّم كيف يتعاملُ العبدُ مع ربِّه، وكيف يعيشُ حياةً عميقةً مع اللهِ عزَّ وجلَّ، وكيف تكونُ حياتُه كلُّها عبادةً، صلاتُه وصيامُه، ونومُه وصحوُه، وأكلُه وكلامُه، وسعيُه إلى الرِّزقِ، ويحققُ من خلالِها العبوديةَ للهِ سبحانه، بحيثُ لا يكونُ شيئًا في حياةِ الإنسانِ ولحظاتِ حياتِه بعيدًا عن السجودِ الدائمِ للهِ عزَّ وجلَّ!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#علاقة_العبد_بربه
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {10} – بداية التغيير


لكي ينشئَ الإسلامُ الواقعَ الجديدَ الذي ارتضاه اللهُ للبشرِ، ولكي يُغَيِّرَ الواقعَ الجاهليَّ الذي يَعْبُدُ الناسُ فيه بعضُهم بعضًا، ويتخذون إلهَهُم هواهُم فتفسدَ الأرضُ ومن فيها؛ لم يكنْ بُدٌّ أنْ يغيِّر تصوراتِها الجاهليَّة، وينشئَ لها تصورًا آخرَ ربانيَّا، يقومُ عليه واقعَها، أو بتعبيرٍ أصحَّ وأدقَّ؛ ينبثقُ منه واقعُها.


بدايةُ التغييرِ تغييرُ تصوُّرِ الناسِ عن معنى الحياةِ ومعنى الإلهِ، ومعنى العبوديَّةِ. وهذه هي مهمةُ الأنبياءِ، تغييرُ تصوراتِ الناسِ ومفاهيمِهم عن الحقائقِ التي غابتْ عنهم واندرستْ تماما. مهمَّتُهم أنْ يضعُوا تصورًا للحياةِ تقوم عليه الحياةُ، تصورًا صحيحًا تقومُ عليه حياةٌ صحيحةٌ.


في الجاهليةِ المعاصرةِ يتصورُ الناسُ أن التديُّنَ شيءٌ والواقعَ شيءٌ آخرٌ، هم يريدون أن يكونَ الإسلامُ مجردَ علاقةٍ شخصيَّةٍ بالله يُكيفها الفردُ كما يشاء، لا بأسَ مادامَ لم يطالبْ بنظامِ حياةٍ يُقامُ على نظامِ اللهِ وتشريعاتِه، ولا بأس إن كان هو مستديماً فقط على قول "لا إله إلا الله"!! ولا يوجد واقع يُصدِّق تلك الشهادة؛ فالكلمة مفرغة من محتواها ولا تحدث تغييراً في الحياة.


#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#بداية_التغيير
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {11} - إلى أي شيء ندعو الناس


إنَّنا لا ندعُو الناسَ -ابتداءً- إلى أن يحْتَكِموا إلى شرعِ اللهِ، ولا ندعوهم إلى أن يصلُّوا، وإنَّما ندعوهم أولًا أن يعرفُوا اللهَ، وأن يوقِّروا اللهَ، وأن يُجلِّوا اللهَ، وأن يستيقنُوا أنه الواحدُ الأحدُ، الفردُ الصمدُ، الذي ليس كمثلِه شيءٌ، الحيُّ الذي لا يموتُ، الأولُ والآخرُ، والظاهرُ والباطنُ، هذه هي القضيَّةُ؛ يسلموا أنفسَهم إلى الحقِّ الجليلِ أولًا.


نحنُ نقفُ وقفةً صلبةً عند قضيَّةِ "لا إله إلا الله"، نوجِّهُ الناسَ ابتداءً إلى عظمةِ اللهِ وإلى فرديَّتِهِ ووحدانيَّتِه وذاتِه، وأنَّهُ متفرِّدٌ بالعظمةِ والجلالِ، وأنَّ ذاتَه هي الذاتُ التي ليسَ كمثلِها شيءٌ، هو الحيُّ الذي لا يموتُ والكلُّ يموتون، هذه هي القضيَّةُ؛ نريدُ أن نلفِتَ الناسَ للهِ عزَّ وجلَّ أولًا.


القضيَّةُ التي بيننا وبين الناسِ هي قضيَّةُ "لا إله إلا الله"، بجلالِه وعظمتِه وقدرتِه، ثم تنبثِقُ من هذه القضيَّةِ كلُّ القضايا الأخرى، القضيَّةُ التي بيننا وبين الناسِ أن ندعوهم إلى ألوهيَّةِ اللهِ كما ينبغي، ونحنُ لسنا مُطالَبِين بإدخالِ الإيمانِ إلى القلوبِ، أو إجبارِ الناسِ على الإيمانِ والاقتناعِ، ولكنَّ واجبَنا هو البلاغُ المبينُ، ولا يكونُ مُبِينًا حتى يضعَ الأساسَ الصحيحَ لكلِّ شيءٍ بالأسلوبِ الواضحِ البَيِّن. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#إلى_أي_شيء_ندعو_الناس
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون – {12} - الحقيقة المُطلقة المُتفردة

- الحقيقةُ التي تشغلُ الجميعَ وتفرضُ نفسَها على كلِّ إنسانٍ هي: حقيقةُ الألوهيَّةِ، الحقيقةُ المطلقةُ المتفرِّدَةُ بالوجودِ الحقِّ وبالكمالِ، وبالجمالِ والجلالِ، بالدَّيمُومَةِ والأزليَّةِ والأبديَّةِ، وجودُها ذاتيٌّ؛ فهي تقومُ بذاتِها، فهو الحيُّ القيُّوم، الوجودُ صفتُه، ولولاه ما وُجِدَ موجودٌ، الحقيقةُ التي تشغلُ الجميعَ، وتفرضُ نفسَها على كلِّ إنسانٍ؛ المؤمنون والمُشرِكون والمُلحِدون.

- إنَّ حقيقةَ الألوهيَّةِ حقيقةٌ ثقيلةٌ، تُرغِمُ الجميعَ على التفكيرِ فيها، وتدفعُ كلَّ إنسانٍ أن يتَّخذَ منها موقِفًا. ومما لا شَكَّ فيه أنَّ فريقًا من الناسِ يهتدِي إلى الحقِّ في هذه المسألةِ، ويفهمون أبعادَها ومقتضياتِها ويضلُّ الآخرون ضلالاتٍ شتَّى، فاتباعُ هُدى اللهِ، والانشغالُ بحقيقةِ الألوهيَّةِ والتمسُّكُ بها هو الحقُّ، وما دون ذلك هو الباطلُ مهما تعدَّدَت أشكالُه وصورُه.

- نبغي أن تكون قضيَّةُ الألوهيَّةِ هي مدارُ انشغالِنا واهتمامِنا؛ لكي نستطيعَ أن نقومَ بأعباءِ متطلباتِ هذه الحقيقةِ، ونحقِّقَ بهذا سرَّ وجودِنا وغايةَ خلقِنا، ونحقِّقَ بذلك مرادَ الخالقِ العظيمِ فنفوزَ برضوانِ اللهِ وبسعادةِ الدارين، وصحبةِ النبيِّين والصدِّيقِين، والشهداء والصالحين.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الحقيقة_المُطلقة_المُتفردة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {13} - دور الإنسان في الوجود


لقد اختارَ اللهُ برحمتِه من البشرِ رسلًا، أعدَّهم لغايةٍ معيَّنةٍ، وصنعهم على عينِه، واصطنعهم لنفسِه، وكانوا هم مفتاحَ الخيرِ والسعادةِ، ومصدرَ النورِ والإشراقِ في حياةِ البشريَّةِ، إذ أوحى إليهم الخالقُ العظيمُ بالإجاباتِ الوافيةِ لكلِّ ما يتساءلُ عنه الإنسانُ في حدود فهمِه وقدرتِه على الاستيعاب.


لقد أنزلَ اللهُ للبشريَّةِ كتبًا محمَّلَةً بعقائدَ وشعائرَ، وشرائعَ ونظامًا مُحكَما للحياةِ، إذا سارُوا عليه سُعِدوا في دنياهم، وعاشُوا في سلامٍ مع فطرتِهم، ووِفقَ كِيانِهم وخلقتِهم، وانتظمَتْ حياتُهم وعلاقاتُهم، وارتفعُوا إلى قمَّةِ الكمالِ الإنسانيِّ المقدَّرِ لهم في الأرضِ في رفعةٍ وسلامٍ، ورقيٍّ واطمئنانٍ، ولا يحدثُ بينهم صدامٌ، ولا بينَهم وبينَ الكونِ من حولِهم.


أين الإنسانُ وسطَ هذا الإبداعِ الدقيقِ المُذهلِ، وقد خُلِق خلقًا فريدًا وزُوِّدَ بطاقاتٍ متميزةٍ وفُطِرَ بطبيعةٍ خاصَّةٍ مزدوجةٍ مختارةٍ، وأعطاه اللهُ حقَّ الاختيارِ بين طريقين؛ ليكونَ مُكرَّمًا بالإرادةِ المُختارةِ، ويكونَ مسئولًا عن يومه وغَدِهِ من خلال هذا الاختيارِ وهذه الإرادةِ. فكيف يقومُ هذا الإنسانُ بهذه المسؤولية؟ إنَّها أمانةٌ ثقيلةٌ مع ما يحفُّها من التكريم!


ماذا علينا لو عرفنا وأيقنَّا وعِشنا تلك الحقيقةَ كما تستحقُّ، ثمَّ أدركنا كيف ستكون حياتُنا إذا تزيَّنت بروعةِ تلك الحقيقةِ.  وعاشتْ في كنفِ هذه الحقيقةِ العظمى، حقيقةِ "لا إله إلا الله"، فاللهُ الذي خلقَنا وأبدعَنا، وأنعمَ علينا بفضلِه وكرمِه هو الوحيدُ المستحقُّ للعبادةِ والاتباعِ؛ لأنَّ من خلقَ هو الذي يستحقُّ الأمرَ وحدَه. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#دور_الإنسان_في_الوجود
#جماعة_الصادعون_بالحق