جماعة الصادعون بالحق
536 subscribers
800 photos
209 videos
7 files
1.84K links
القناة الرسمية لجماعة الصادعون بالحق
Download Telegram
مقتطفات من تراث الصادعون - {14} - حقيقة التغيير المطلوب


بعضُ العلماءِ الآن - إلا من رحم الله - يُفهِمون الناسَ أنَّهم مؤمنونَ طالما ينطقون بكلمةِ "لا إله إلا الله" فقط؛ حتى ولو لم يُصلُّوا ولم يصومُوا. هذا تحريفٌ خطيرٌ لحقيقةِ الإسلامِ، وكذِبٌ على الله، واستهزاءٌ بدين الله، أن يقولوا كلمةً بلسانِهم ثم يخالفوا مدلولَ هذه الكلمةِ العظيمةِ ومفهومِها ومقتضياتِها في كلِّ شؤونِ حياتِهم؛ فهذا ليس من توقير الله في شيء. 


إن أعظمَ حقٍّ للهِ على عبيدِه أن يعبدُوه، ولا يُشرِكوا به شيئًا، وهذا هو ما دعا إليه الرسلُ جميعًا بقولِهم لأقوامِهم: (اعبدُوا اللهَ ما لكم من إلهٍ غيره). وبمقتضى هذا الحقِّ أن يطيعُوه وحدَه فيما شَرَعَ لهم وأمَرَهم ونَهاهم، وبهذا تترتَّبُ الأمورَ ترتيبًا طبيعيًّا، تعبيدُ الناسِ أولًا، وحينما يُعَبَّدُون للهِ سيكونُوا طائعينَ لأوامرِه عزَّ وجلَّ.


إن أُولَى خصائصِ الألوهيَّةِ هي حقُّ تعبيدِ الناسِ، وتطويعِهم للشرائعِ والأوامرِ. حقُّ إقامةِ النُّظمِ والأوضاعِ والمناهجِ والشرائعَ، والقيمِ والموازينِ، وحَمْلِ الناسِ على اتباعِها. وهذا الحقُّ في جميعِ الأنظمةِ الأرضيَّةِ يدَّعِيهِ بعضُ الناسِ في صورةٍ من الصُّورِ ويرجع الأمر فيه إلى مجموعة من الناس.


يدَّعي بعضُ الناسِ حقَّ الألوهيَّةِ في الأنظمةِ الأرضيَّةِ، وهذه المجموعةُ التي تُخضِعُ الآخرين لأنظمتِها وأوضاعِها ومناهجها وشرائعِها، وقيمِها وموازينِها: هي الأربابُ الأرضيَّةُ التي يتخذُها الناسُ في جميعِ أنظمةِ الأرضِ أربابًا من دونِ اللهِ، ويسمحُون لها بادعاءِ خصائِصِ الألوهيَّةِ والربوبيَّةِ، عن طريقِ السماحِ لها بادَّعاءِ حقِّ التشريعِ للناسِ، ومزاولةِ هذا الحقِّ. 


إنَّ صُلبَ التغييرِ المرادِ تحقيقِه هو الكفرُ بالأربابِ المزيفين في الأرضِ وإفرادُ اللهِ سبحانه بالعبوديَّةِ والطاعةِ والخضوعِ، مع الحبِّ والإجلالِ له جلَّ وعَلا، فالناسُ يعبدُون غيرَ اللهِ حينما يتلقَّون الشرائعَ والأنظمةَ والقوانينَ من غيرِ اللهِ، فهم بهذا يتَّخذون أربابًا من دونِ اللهِ. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#حقيقة_التغيير_المطلوب
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون – {15} - أُفُق الهداية إلى الحق

إنَّ أُفُق الهدايةِ إلى الحق ونور القلب وطمأنينة النفس أفق جميل رحب فسيح. إنَّ اهتداء الإنسان إلى الحقيقة، وتوفيق الله سبحانه له أن يرى الحق حقاً، وأن يرى الباطل باطلاً، ثم تطمئن نفسه، ويشعر بنور الإيمان يملأ قلبه؛ إنَّ هذا أُفُق يَمُنُّ الله عزَّ وجلَّ به على من يشاءُ من عباده.

لقد أعطى اللهُ للإنسان كلَّ وسائلِ البحث عن الحق. فإذا استغلها الإنسان استغلالاً سليماً، مُلتزماً بمنهج الله في طريق المعرفة، وفي طريقة البحث، وفي الالتزام بما أنزله الله من كتب، وبما سنَّهُ الأنبياء من سُنن، وبما دعا إليه أهل الحق، وإذا حاول الإنسان أن يتحرى ويَصدُق ويتعب؛ فلا بد أن يصل إلى الحق.

الذين لا يصلون إلى الحق لابد أن يلوموا أنفسهم ويسألوها: لماذا لم يصلوا إلى الحق؟ والناسُ لا يشعرون حتى وهم على الباطل أنهم على الباطل، وهذا من ابتلاء الله للإنسان؛ يستطيع أن يخدع نفسه بنفسه، وإذا لم يكن مخلصاً زُيِّن له الباطل. فهذا جزاءٌ عادلٌ من الله لما يعرفه من قلب هذا العبد.

إنَّ البحث عن الحق مهمة ضخمة جداً، وعلى الناس أن يبذلوا الجهد من أجلها. والناس للأسف يتعبون من أجل لُعاعاتِ الأرض الفانية بما يهدر كل قواهم، ومستعدون للتضحية براحتهم وكل ما يملكون في سبيل تحقيق أمنية أرضية. ومهما كبرت تلك الأماني في حِسهم فهي فانية ووزنها تافه. ولكنهم -للأسف- لا يفعلون ذلك عندما يريدون أن يعرفوا الحق.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
ُفق_الهداية_إلى_الحق
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {17} - تكريم وتفضيل وشكر

لابد أنْ يَحني الإنسانُ قامتَه وجبهته لله ساجداً ليل نهار. لأنه -وهو المخلوق الطيني- مَحطُّ حبِّ الله، واهتمامِ الله، ورعايةِ الله سبحانه وتعالى. لذلك يبدو الكفر، والفسوق، والعصيان؛ شيء رهيب جداً في مواجهة هذا التكريم، وهذا العطاء الذي مَنَّ الله به على الإنسان.

لقد كرَّم الله الإنسان، وفضَّله على كثير من المخلوقات. وهذا أمر يحتاج منا أن نعيشه ونتأمله كثيراً، وأن نَعيِ تماماً ما يترتب على ذلك من قيام حياتنا كلها على هذا الحق، وأنْ تكون حياتنا كلها مظهراً حقيقياً لشكر الله سبحانه وتعالى على كل هذه النعم، وهذا التكريم والتفضيل.

من متطلبات شكرِ الله على تكريم الإنسان وتفضيله؛ هو التسليم والطاعة والاتباع المُطلق لله سبحانه وتعالى في حياتنا كلها. فالله هو الذي خلق وسخَّر هذا الكون كله لخدمة الإنسان، فينبغي أن يُعبد الله وحده ولا يُشرَك به شيئاً، وأي خروج عن ذلك هو الجحود والنُكران من هذا الإنسان تجاه ربه وخالقه.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#تكريم_وتفضيل_وشكر
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {18} - ألوهية وعبودية

إنَّ تركيز المنهج القرآني والمنهج النبوي على قضية الألوهية والعبودية -وتقديمها على كل شيء، وأنها مناط الكفر والإسلام في هذا الدين- تحتاج منا أن نستوعبها ونفهمها جيداً. هذه القضية لا تريد الجاهلية أن تُقِر بها. وذراري المسلمين لا يستطيعون فهمها وإدراكها.

يَنبني على قضية الألوهية والعبودية أشياء كثيرة جداً، يخاف منها الناس ويتراجعون عن مقتضياتها ومتطلباتها. فيرفضون هذه القضية لأنَّ لها مُتطلبات ذات شأنٍ هائلٍ وكبير. فهم يتصورون أنها ستحرمهم من المُتع، ومن الحريات التي يتصورون أنهم يتمتعون بها. ولهذا السبب فهم يقفون أمام هذا الدين ويحاربونه محاربةً هائلة.

إنَّ المسافة هائلة.. بين حياة بشرية تقوم على أساس العبودية لله وحده، وحياة أخرى تقوم على أساس العبودية للعباد. والمسافة هائلة أيضاً.. بين حياة تقوم على توحيد السلطة التي يتعامل معها الإنسان في سرِّه وجَهرِه وفي دنياه وآخرته، وحياة تقوم على التمزق الذي ينشأ في النفس نتيجة التعامل مع سُلُطاتٍ وأربابٍ متفرقة.

حينما يعيش الإنسان مع الله، يشعر بالتوازن والاستقرار، ويشعر بالطمأنينة والتناسق والتوافق، الذي لا يُحدثه إلا العبودية لإله واحد الذي يستحق العبادة، والذي يَشرُف الإنسان أن يكون عبداً له، وخاضعاً له. بينما الأرباب الأخرى التي تتعبد الناس كلها أرباب تُحقِّر وتُقَلِّل من شأن الإنسان، وتجعله عبداً لكل ما ينبغي أن يكون هو سيداً له.. والفارق بلا شك كبير.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#ألوهية_وعبودية
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {19} - العبودية لله والعبودية للبشر

إنَّ المسافةَ بينَ عُبوديَّةِ البشرِ للبشرِ في كلِّ صورِها وأشكالِهِا، وبين تحرُّرِهِم من هذه العبوديةِ بعبوديتِهِم للهِ وحدَه، مسافةٌ هائلةٌ كبيرة، وهذا الذي لا يدركُهُ الناسُ تمامَ الإدراكِ، فالناسُ -إلا من رحم الله- لا يعرفون روحَ العبوديةِ ولا حقيقة َالألوهية ِولا التغيُّرَ الذي سيطرأُ على حياتِهِمُ حينما يُصبحونَ مسلمينَ على الحقيقةِ.

لابُّدَ أنْ يدركَ الناسُ الفرقَ الهائلَ بينَ الإسلامِ والجاهليةِ، وأنَّ الإسلامَ يختلفُ مع الجاهليةِ في كلِّ شيءٍ، صغيراً كانَ أو كبيراً، وأنَّهُم حينَ يُصبحون مسلمينَ حقاً وواقعاً لابُّدَ أنْ يَشعروا بالتميُّزِ الواضح ِبينَ حياتِهم بالإسلامِ وحياتِهم بالجاهليةِ، فالإسلامُ لا يتماثلُ بأيِّ صورةٍ من الصورِ في أيِّ جزئيةٍ من جزئياتِهِ مع الجاهليةِ.

إنَّ كلَّ جزئيةً مِنْ جزئياتِ المعرفةِ، وجزئياتِ الحركةِ، وجزئياتِ الواقعِ في الاقتصادِ والسياسةِ والحُكمِ والخُلُقِ والسُلوكِ والمعاملاتِ والأدبِ والفنِّ إلى آخرِ جوانبِ الحياةِ الإنسانيةِ؛ تتأثَّرُ تأثراً عميقاً وكلِّياً بمدى إدراكِ الناسِ لهذه الحقيقةِ، حقيقة ِلا إلهَ إلا اللهُ.

إنَّ بيانَ حقيقةِ الإسلامِ يستهدفُ التغييرَ الكُلِيَّ للحياةِ البشريَّةِ، تَصوراتِها وقِيمِها، أنظمتِها وأوضاعِها، شرائعِها وقوانينِها، تشكيلاتِها التنظيميَّةِ في كلِّ حقلٍ من حقولِ الحياةِ. مع تغييرِ أهدافِها وغاياتِها وبواعثِها واهتماماتِها، باعتبارِ أنَّ إنشاءَ واقعٍ جديدٍ، رفيع ٍكريمٍ، نام ٍمتجدد ٍللحياةِ البشريةِ لابُّدَ أنْ يسبقَهُ إنشاءُ تصورٍ جديدٍ للحياةِ يتَّسِمُ بسماتِ الإسلامِ ويصطبغُ بصبغةِ الإسلامِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#العبودية_لله_والعبودية_للبشر
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات تراث الصادعون - {20} - المصدر الصحيح للبلاغ

كانَ القرآنُ الكريم هو مصدرُ البلاغِ في عهدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت أقوالُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعمالِهِ وتقريراتِهِ تشرحُ هذا القرآنَ، فكانت مهمةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي بيانُ القرآنِ، فالقرآنُ كان هو الوسيلةُ، والمصدرُ الوحيدُ في حياةِ البشريةِ كلِّها. والذي أنزلَهُ ربُّ العالمين ليكونَ هو مصدرَ البلاغِ للناسِ أجمعينَ، وكانت السُنَّةُ هي الشارحةُ والمبيِّنَةُ له.

إنَّ الاهتداءَ إلى الحقِّ الصريحِ الذي جاءَ به الأنبياءُ لم يُكْتَب إلا لنماذجٍ قد ملأَ عقولَها وقلوبَها السأمُ والاشمئزازُ مِنَ الجاهلية، ومِنْ ثمّ َفَهُم يبحثون وينتظرون المخرجَ والمُخَلِّصَ، فالذين استجابوا للهِ ورسولِه ِكانوا صنفاً معيناً من الناسِ، ولذلكَ ظلَّ أكثرُ الناسِ لا يُؤمنون.

القلَّةُ التي آمنت هي التي يعلمُ اللهُ أنَّ قلوبَهُم منشغلةٌ بقضيةِ البحثِ عن الحقِ، والاشمئزازِ والضيقِ مما يرونَ حولهم من الظلمِ والضياعِ والانحطاطِ وممارسةِ الشهواتِ الدنيئةِ والسلوكياتِ القذرةِ. فلما جاءَ الإسلامُ؛ رَأَوْا أنَّهُ هو الدينُ الذي ينقذُ البشريةَ من وهدتِها إلى هذه القمةِ السامقةِ، قمةِ الإيمان ِبالحقيقةِ، والطهرِ والنظافةِ، والعدلِ والرحمةِ.

لأنَّ المصدرَ كان هو القرآنَ، وكانت السنةُ تشرحُهُ، وكانت مشاعرُ من يهيئُهُم اللهُ عزَّ وجلَّ لتلقِّي هذا الحقُ مشاعرَ خاصةً مشتاقةً إلى الخروج ِمن الظلماتِ التي كانوا يعيشون فيها، وكانوا يَتَطلَّعُون إلى الحقِّ؛ فحينما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعا بدعوتِهِ الواضحةِ المختصرة ِالبيِّنَةِ الساطعةِ آمنَ به هؤلاءِ الناسُ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#المصدر_الصحيح_للبلاغ
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات تراث الصادعون - {21} - عبودية الكون وعبودية الإنسان

اللهُ سبحانَهُ ذاتٌ متفردةٌ، ليسَ كمثلِهِ شيءٌ، والوجودُ كلُّهُ يدورُ حولَ محورِ التَّعَرُّفِ على هذه الذَّاتِ المتفردَةِ، فلا إلهَ إلاَّ اللهُ تُعَبِّرُ عنْ أنَّهُ لا فِعلَ ولا عملَ ولا شيءَ في حياةِ الكونِ كلِّهِ وليسَ في حياةِ البشرِ فقطْ؛ إلا وهوَ يدورُ حولَ محورِ الألوهيةِ.

حقيقةُ الألوهيةِ هي الحقيقةُ التي ينبغِي أنْ يَحيا بها ولها كُلُّ مخلوقٍ في هذا الكونِ، لا يجوزُ له إلاَّ أنْ تلهجَ حياتُهُ كلُّهَا بأنْ "لا إلهَ إلا اللهُ "، بحيثُ تكونَ كلُّ حركةٍ، وكلُّ تصرفٍ، وكلُّ خاطرٍ، وكلُّ قولٍ، وكلُّ سلوكٍ، وكلُّ شعورٍ، لا بُدَّ أنْ يكونَ لتحقيقِ "لا إلهَ إلا اللهُ".

الكونُ كلُّهُ عابدٌ للهِ عبوديةً صحيحةً تمامًا ماعدا عالمَ الإنسِ والجنِّ الذين أُعطُوا الفرصةَ ليختاروا بأنفسِهم - وهذا نوعٌ من البلاءِ ونوعٌ من التكريمِ أيضاً - فإذا نجحوا في الاختبار كانوا أفضلَ مَنْ فِي الكونِ كلِّهِ حتى الملائكةُ، وإذا سَقطوا كانوا أضلَّ من البهائمِ وأضلَّ حتى من الجمادِ.

الإحساسُ بالعجزِ الإنسانِيِّ أمامَ مقامِ الجلالِ الإلهِيِّ يُوَلِّدُ الشَّوقَ الدائمَ إلى اللهِ ويوَلِّدُ الحركةَ الدائمةَ، والسعيَ الجادَّ لتحقيقِ العبوديةِ الصحيحةِ الكاملةِ لله عزَّ وجلَّ. فهلْ آنَ لنَا أنْ نَعِي ذلكَ، ونَسْعى إليهِ!!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#عبودية_الكون_وعبودية_الإنسان
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {22} - الإنسان بين التكليف والمصير

جنسُ الإنسانِ عمومًا ليس َكغيرِه ِمِنَ المخلوقاتِ، خُلقَ بتكليفٍ خاصٍ من ربِ العالمينَ، حيثُ أنَّهُ تحمَّلَ مسئوليةَ الاختيارِ، ولهذِهِ المسئوليةِ جزاءٌ خطيرٌ، إمَّا أنْ يزيغَ وينحرفَ فيكونَ مصيرُهُ خلودًا في النَّارِ، وإمَّا أنْ يُحسنَ ويُطيعَ ويَتَّبِعَ منهجَ اللهِ، فيكونَ خالدًا في الجنةِ، وهذا يستدعِي منْهُ استعدادًا لمواجهةِ هذا المصيرِ.

حينما يفكِّرُ الإنسان ُكيفَ يكسبُ المالَ، كيفَ يحقِّقُ طموحاتِهِ وآمالَهُ، فهُوَ يفكِّرُ بطريقةٍ تتَّسِمُ إلى حدٍ ما بالمنطقيةِ والمعقوليةِ إلاَّ في أمرِ الآخرةِ فلا ينشغلُ الناسُ بها ولا يُفكرون في مصيرِهِمُ هناكَ، كأنَّهُم كما قالَ اللهُ تعالى عنهُمُ {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر: 19].

أمرُ الإنسانِ في هذهِ الدنيا عجيبٌ، يعيشُ في هذه الظلماتِ التي تَكْتَنِفُ الحياةَ الدنيا، من شهواتٍ وأخطاء ٍوكفرٍ وفسوقٍ وكلِّ ما يمكنُ أنْ يتعرضَ لهُ الإنسان ُإذا لمْ يَسْتَقِمْ على أمرِ اللهِ، فيتقلَّبُ في هذه الدَّيَاجيرِ المظلمةِ، وينسى المصيرَ الدائمَ الخالدَ الذي ينتظرُهُ في الآخرة!!

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#الإنسان_بين_التكليف_والمصير
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {23} - قاعدتان أساسيتان لنظام الحياة {1}

هناكَ دائماً قاعدتانِ اثنتانِ لتصوُّرِ الحياةِ، يقومُ على كلِّ قاعدةٍ نظامٌ للحياة ِخاصٌ بها، القاعدةُ الأولى هي تَفَرُّدُ اللهِ سبحانهُ بالألوهية ِوالربوبيةِ والقَوامة ِوالسلطانِ، والقاعدةُ الثانيةُ هي قاعدةٌ ترفضُ ألوهيةَ اللهِ وربوبيتَهُ وقَوامتَهُ وسلطانه، إمَّا في الوجود ِكلِّهِ بإنكارِ وجودِهِ سبحانَهُ، وإمَّا في شؤونِ الأرضِ وفي حياة ِالنَّاسِ، وهذه هي عبادةُ الطاغوتِ.

قاعدةُ تَفَرُّدِ اللهِ سبحانَهُ بالألوهيةِ والربوبيةِ والقَوامةِ والسلطانِ، يقومُ عليها نظامٌ للحياةِ يتجرَّدُ فيه البشرُ من خصائصِ الألوهيةِ والربوبيةِ والقَوامةِ والسلطانِ ويعترفونَ بها للهِ وحدَهُ، فيتلقَّوْنَ منه التصوُّرَ الاعتقاديَّ، والقيمَ الإنسانيةَ والاجتماعيةَ والأخلاقيةَ والمناهجَ الأساسيةَ للحياةِ الواقعيةِ، وكذلك كافةَ التشريعات والنُظمِ التي تَحْكُم ُهذه الحياةَ، ولا يَتلقَّوْنها من أحدٍ سِواهُ.

لا تتحقَّقُ عبادةُ اللِه سبحانَهُ إلاَّ حينما يتَلقَّى الناسُ كلَّ شيءٍ في حياتِهِمُ مِنَ اللهِ فقط. وحقيقةُ العُبوديَّةِ للهِ سبحانَهُ هي الطاعةُ والخضوعُ للهِ وحدَه مع الحبِّ والتعظيمِ والإجلالِ، فيكون َالإنسانُ عبداً لا يجادلُ سيِّدَهُ ولا يناقشُه ولا يتردَّدُ في طاعتِهِ ولا يضيقُ بطاعتِهِ ولا يتحرَّج ُمن حُكمٍ منْ أحْكامِهِ.

أيُّها الناسُ، ندعوكُم إلى أنْ تكونوا عبيدًا للهِ وحدهُ لا تتلقون في صغيرةٍ ولا كبيرةٍ في حياتِكُم إلاَّ من اللهِ ورسولِهِ سواءً في اعتقادِكُمُ، أو بالتَّقدُّمِ بالشعائرِ وكلِّ أنواعِ الطاعاتِ له سبحانَه ُدون َسواهُ، أو باتِّباع ِما شرَّعهُ لكم من نظمٍ للحياة ِكلِّها صغيرِها وكبيرِها، والتلقِّي في هذا كلِّهِ منه وحدَهُ دونَ غيره.

أيُّها الناسُ إما أنْ تتَّبعوا منهجَ اللهِ راضِينَ مستسلمينَ وإلاَّ فهي المفاصلةُ لدين ِاللهِ والخروجِ عن أمرِهِ لأنَّكُم بذلكَ تكونوا قد خالفتُم ما أمرَ به اللهُ وما جاءَ به جميعُ الرسلِ. هذا لابُّد أنْ يكونَ واضحًا لديكُم. ونحنُ في قمةِ اليقينِ بهذه الحقيقةِ وقمة ِالاعتزازِ بها. وهذه هي القاعدة ُالصحيحةُ الوحيدةُ للحياةِ.

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#قاعدتان_أساسيتان_لنظام_الحياة
#جماعة_الصادعون_بالحق
مقتطفات من تراث الصادعون - {24} - قاعدتان أساسيتان لنظام الحياة {2}


إنَّ إنكارَ ألوهيةِ اللهِ في الأرضِ أو في حياةِ النَّاسِ هو الجاهليةُ بغضِّ النَّظرِ عنِ الأَشْكالِ المختلفةِ، والأوضاعِ المتعددةِ، والأسماءِ المتنوِّعَةِ التِّي يُطلقُها الناسُ على جاهليتِهِم، يُسمُّونَها حكمَ الفردِ، أو حُكمَ الشَّعبِ! يَسمُّونَهَا شيوعيةً، أو رأسماليةً! يُسمُّونَهَا ديموقراطيةً، أو ديكتاتوريةً! يُسمُّونَها أُوتوقراطيةً أو ثيوقراطيةً!


لقد وقعَ بعضُ العلماءِ المسلمينَ - إلا من رحم الله - في خطيئةِ تأييدِهِمُ للديموقراطيةِ وتأييدِهِمُ للاشتراكيةِ، لأنَّهُم لم يفهموا مفهومَ الألوهيةِ الصحيحِ، فهذه كلُّها أشكالٌ مختلفةٌ لحقيقةٍ واحدةٍ. حقيقةِ الخُروجِ عن دينِ اللهِ، وعدمِ اعطاءِ اللهِ حقَّ السلطانِ. يُسمُّونهَا أسماءً شتًّى، لكنْ لا عبرةَ بهذهِ التسمياتِ ولا بتلك َالأشكالِ لأنهَّا جميعاً تَلتقي في القاعدةِ الأساسيةِ، قاعدةُ عبادةُ البشرِ للبشرِ. 


إنَّ العبرةَ في اعتبارِ أيِّ نظامٍ اسلاميِّ أو جاهليٍّ هو الجهةُ التي يصدرُ عنها هذا النظامُ. فإنْ كان َصادرًا عن اللهِ، فهو إسلاميٌ. وإنْ كانَ صادراً عن غيرِ اللهِ، فهو جاهليٌ. وهذا هو مفرقُ الطريقِ بين الجاهليةِ والإسلامِ. في كلِّ وضعٍ وفي كلِّ نظامٍ. دونَ دُخولٍ في جزئياتِ وتفصيلاتِ هذا النظامِ. 

#من_تُراث_الصادعون
#مقتطفات_من_تراث_الصادعون
#قاعدتان_أساسيتان_لنظام_الحياة
#جماعة_الصادعون_بالحق