👆👆 تابع للمنشور السابق

🔖📌#المنشور١٥٢٦

📚📚البداء ومكاشفة الشيخ الأكبر ابن عربي (قدس سره) حول الذبيح عليه السلام (٢)

💠〰💠〰💠

📚السائل:

▫️في تعليقة السيد الخميني على الفصوص و في مقام الرد على الشيخ محي الدين في كون الذبيح إسحاق ينقل كلاماً عن أستاذه الشاه آبادي مضمونه أن المعنى المجرد تمثل للشيخ بصورة إسحاق عليه السلام، فإن المكاشفات تقع مجردة عن الصورة، و لكن الخيال يمثلها بأي صورة شاء بمجرد الملابسة والغالب دخالة المأنوسات والمعتقدات في مثل هذا التمثل.
فما رأيكم بهذا الكلام؟
وما فهمته أنه حتى في المكاشفات المجردة عن الصورة في مقام الرجوع إلى النفس يتصرف بها الانسان وفق ما هو مخزون عنده. وحينئذ كيف يصح الاعتماد التام على مكاشفة غير المعصوم إذا لم يكن لها شاهد واضح من نقل أو عقل؟


📚📚سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️هذا يرجع إلى سعة شاكلة الواصل وضيقها في عالم البقاء بالله أي عالم الصحو، فأحيانا العارف يتلقى الحقيقة هناك، ولكن في النزول لا يستطيع التطبيق بسبب ضيق في الشاكلة يتمثل في الإحاطة بالصورة والمثال،
- ومثله في الأنبياء النبي نوح (عليه السلام) فرغم أنه تلقى المطلب في العوالم الجبروتية، إلا أنه لم يتمكن من تطبيقه في المادة فزعم أن ابنه من أهله.

▪️أيضاً وبالفحص يمكن العثور على أمثاله في حكايات الأنبياء والأولياء،
فالشيء الذي حصل للشيخ الأكبر هو الخلط والاشتباه بين إسحاق وإسماعيل بسبب وحدتهما في العوالم العالية فكلاهما كانا من الأنبياء،
فالاتحاد الروحي بينهما وعدم التمييز بينهما هناك للشيخ الأكبر، سبّب الاشتباه في العوالم النازلة.

▪️وتقدّم سابقاً أن الحقانية في العرفان تختلف عن الحقانية في الفلسفة والمنطق
فإن الحقانية في المنطق مطابقة المعلوم بالذات مع المعلوم بالعرض، سواء كان المعلوم بالعرض الوجود الخارجي أو لوح الواقع الأوسع من الوجود والعدم، حسب تعبير الشهيد الصدر،
▪️وأما في العرفان فعبارة عن مشاهدة الحق في المجالي والمصاديق، والشيخ الأكبر رأى التجلي الأسمائي الخاص في إسحاق عليه السلام، ولم يره في إسماعيل،
ولهذه المشاهدة مبرراتها الأسمائية منها:
- من الممكن أن الشيخ الأكبر رأى المقتضي ولم يشاهد التنجز الخارجي فكان إسحاق في علم الله تعالى قد رشح للفداء ولكن حصل البداء المناسب للقواعد العرفانية.

▪️وأما لماذا الشيخ شاهد المقتضي ولم يرَ التنجز الخارجي فهذا راجع إلى شاكلته. ونفس الشيء نجده عند النبي إبراهيم عليه السلام بالنسبة لأبيه آذر حيث استغفر له، وقد برر القرآن استغفاره لأبيه آذر أنه كان بسبب موعدة وعدها الله لإبراهيم،
- وحينئذ يقع السؤال كيف الله تعالى خالف وعده؟
والجواب أن الله لم يخالف وعده، وإنما تلقي إبراهيم عليه السلام عن وحي الله له أو فقل عن مشاهدته لم يكن تامّاً.

▪️ومن الواضح أن الكل بعد الكدح الشديد يصل إلى لقاء الله تعالى، ويحصل له الفناء في الأحدية، إلا أن الناس يمرون على منازل جلالية وقهرية،
✨"لابثين فيها أحقابا
-  ولكن أحيانا بعض العارفين يشاهد هؤلاء المعذبين في المنازل النازلة، يشاهدهم في الأحدية أو مراتب عالية من الواحدية، فيخلط بين المراتب. فرغم أن مشاهدته صحيحة إلا أنها ليست تامة، وعدم التوازن في مشاهدة كل عين في أطوارها ناشئ من ضيق الشاكلة في عالم الأحدية.

▪️والنفس مرتبة نازلة من الروح ومرآة لها، ومن هنا تنعكس فيها حقائق العوالم الروحانية مناسبة مع طورها النفساني،
ولأجل تطوير تلك الحقائق عند انعكاسها في النفس لا يمكن الاعتماد عليها بشكل مطلق،
فلا بدّ من التبيّن وفقًا للقواعد الموجودة والحاكمة على الأرواح العالية، والنفس بسبب تجردها عن المادة تتمكن من التصرف فيها، فلها حالة الربوبية المجازية الناشئة من غلبة الأنانية.


#النبي_إبراهيم
#الشيخ_الأكبر
#ابن_عربي
#المكاشفات
#الفناء
#الأحدية
#الذبيح     
#النفس
#الروح
#النبي_إسحاق
#النبي_إسماعيل
#الشاكلة
#الأنانية
#الصورة
#الخيال
#الاشتباه
#التجلي_الأسمائي


📚📚والحمد لله ربّ العالمين

٣ صفر الخير ١٤٤٥ هجرية

💠~💠~💠

https://t.me/+h26WwPtDSWQ5MDJi

👆👆 تابع للمنشور السابق

🔖📌#المنشور١٥٢٦

📚📚البداء ومكاشفة الشيخ الأكبر ابن عربي (قدس سره) حول الذبيح عليه السلام (٢)

💠〰💠〰💠

📚السائل:

▫️في تعليقة السيد الخميني على الفصوص و في مقام الرد على الشيخ محي الدين في كون الذبيح إسحاق ينقل كلاماً عن أستاذه الشاه آبادي مضمونه أن المعنى المجرد تمثل للشيخ بصورة إسحاق عليه السلام، فإن المكاشفات تقع مجردة عن الصورة، و لكن الخيال يمثلها بأي صورة شاء بمجرد الملابسة والغالب دخالة المأنوسات والمعتقدات في مثل هذا التمثل.
فما رأيكم بهذا الكلام؟
وما فهمته أنه حتى في المكاشفات المجردة عن الصورة في مقام الرجوع إلى النفس يتصرف بها الانسان وفق ما هو مخزون عنده. وحينئذ كيف يصح الاعتماد التام على مكاشفة غير المعصوم إذا لم يكن لها شاهد واضح من نقل أو عقل؟


📚📚سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️هذا يرجع إلى سعة شاكلة الواصل وضيقها في عالم البقاء بالله أي عالم الصحو، فأحيانا العارف يتلقى الحقيقة هناك، ولكن في النزول لا يستطيع التطبيق بسبب ضيق في الشاكلة يتمثل في الإحاطة بالصورة والمثال،
- ومثله في الأنبياء النبي نوح (عليه السلام) فرغم أنه تلقى المطلب في العوالم الجبروتية، إلا أنه لم يتمكن من تطبيقه في المادة فزعم أن ابنه من أهله.

▪️أيضاً وبالفحص يمكن العثور على أمثاله في حكايات الأنبياء والأولياء،
فالشيء الذي حصل للشيخ الأكبر هو الخلط والاشتباه بين إسحاق وإسماعيل بسبب وحدتهما في العوالم العالية فكلاهما كانا من الأنبياء،
فالاتحاد الروحي بينهما وعدم التمييز بينهما هناك للشيخ الأكبر، سبّب الاشتباه في العوالم النازلة.

▪️وتقدّم سابقاً أن الحقانية في العرفان تختلف عن الحقانية في الفلسفة والمنطق
فإن الحقانية في المنطق مطابقة المعلوم بالذات مع المعلوم بالعرض، سواء كان المعلوم بالعرض الوجود الخارجي أو لوح الواقع الأوسع من الوجود والعدم، حسب تعبير الشهيد الصدر،
▪️وأما في العرفان فعبارة عن مشاهدة الحق في المجالي والمصاديق، والشيخ الأكبر رأى التجلي الأسمائي الخاص في إسحاق عليه السلام، ولم يره في إسماعيل،
ولهذه المشاهدة مبرراتها الأسمائية منها:
- من الممكن أن الشيخ الأكبر رأى المقتضي ولم يشاهد التنجز الخارجي فكان إسحاق في علم الله تعالى قد رشح للفداء ولكن حصل البداء المناسب للقواعد العرفانية.

▪️وأما لماذا الشيخ شاهد المقتضي ولم يرَ التنجز الخارجي فهذا راجع إلى شاكلته. ونفس الشيء نجده عند النبي إبراهيم عليه السلام بالنسبة لأبيه آذر حيث استغفر له، وقد برر القرآن استغفاره لأبيه آذر أنه كان بسبب موعدة وعدها الله لإبراهيم،
- وحينئذ يقع السؤال كيف الله تعالى خالف وعده؟
والجواب أن الله لم يخالف وعده، وإنما تلقي إبراهيم عليه السلام عن وحي الله له أو فقل عن مشاهدته لم يكن تامّاً.

▪️ومن الواضح أن الكل بعد الكدح الشديد يصل إلى لقاء الله تعالى، ويحصل له الفناء في الأحدية، إلا أن الناس يمرون على منازل جلالية وقهرية،
✨"لابثين فيها أحقابا
- ولكن أحيانا بعض العارفين يشاهد هؤلاء المعذبين في المنازل النازلة، يشاهدهم في الأحدية أو مراتب عالية من الواحدية، فيخلط بين المراتب. فرغم أن مشاهدته صحيحة إلا أنها ليست تامة، وعدم التوازن في مشاهدة كل عين في أطوارها ناشئ من ضيق الشاكلة في عالم الأحدية.

▪️والنفس مرتبة نازلة من الروح ومرآة لها، ومن هنا تنعكس فيها حقائق العوالم الروحانية مناسبة مع طورها النفساني،
ولأجل تطوير تلك الحقائق عند انعكاسها في النفس لا يمكن الاعتماد عليها بشكل مطلق،
فلا بدّ من التبيّن وفقًا للقواعد الموجودة والحاكمة على الأرواح العالية، والنفس بسبب تجردها عن المادة تتمكن من التصرف فيها، فلها حالة الربوبية المجازية الناشئة من غلبة الأنانية.


#النبي_إبراهيم
#الشيخ_الأكبر
#ابن_عربي
#المكاشفات
#الفناء
#الأحدية
#الذبيح
#النفس
#الروح
#النبي_إسحاق
#النبي_إسماعيل
#الشاكلة
#الأنانية
#الصورة
#الخيال
#الاشتباه
#التجلي_الأسمائي


📚📚والحمد لله ربّ العالمين

٣ صفر الخير ١٤٤٥ هجرية

💠~💠~💠

https://t.me/+9BqVJ4sqwMxkZTM6

📌🔖#المنشور١١٥١

📚📚 وجود آليّات ممهّدة لقبول التّجلّي الأسمائيّ أو تغييره.

💠~💠~💠

📚📚السّائل.

هناك مطلب لاحظته ولا أعرف هل ملاحظتي في محلّها أم لا، في قولكم "العارف لا يهتمّ بالاستدلال بل يسعى لتعديل التّجلّي الأسمائي" يعني يعدّل الأصل أو المنشأ.
- فهل هناك آليّات لتغيير التّجلّي يعتمدها العارف في تغيير التّجلّي؟
- وهل يمكن تطبيق هذا الأمر على قصّة النّبيّ موسى عليه السّلام عندما قال له الله تبارك وتعالى ((اذْهَبَآ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى))
- وفي ذات السّورة تذكرون أنّه هناك آيات من الله تبارك وتعالى لفرعون، فهل يمكن فهم القول اللّيّن من آليّات تغيير التّجلّي الأسمائيّ لفرعون.
- وفي نفس المضمار توجد أحاديث مثلًا لتفادي الغضب وهي آليّة تعتمد على تغيير الحركة من قيام إلى جلوس أو بالعكس. فهل هذه آليّة من آليّات تغيير التّجلّي الأسمائيّ، وكثير من الرّوايات تحمل هذا المعنى مثلًا الرّوايات الواردة في بعض الأدعية الّتي تأمر بمسك الذّقن والدّعاء أو تحريك الكفّ أو تحريك إصبع المُسبِّحة.

📚📚جواب الشّيخ قاسم حفظه الله تعالى:

▫️ بالتّأکید هناك آلیّات بهذا الصّدد، وأهمّ شيء معرفة شاکلة الشّخص الّذي یرید النّبيّ أو الوليّ تغییر مسیر التّجلّیات عليه، وأنّ هذه الشّاکلة ماذا تقتضي، وماذا تقبل من الأسماء الجزئيّة، أو الکلیّة للتّلبّس بها.

- وهناك آلیّات تمهّد الطّریق لتقبّل الإنسان ظهور بعض الأسماء إلّا أنّ أکثر هذه الأمور مخفیّة عنّا، والله تعالی یلهم أولیاءه بها عند التّنفیذ.

- فکلّ اسم من الأسماء الإلهیّة له أدوات في عالم المادّة والمثال والمعنی تُهيّء الأرضیّة المناسبة للتّجلّي مثل:
((وَ أَوْحَيْنا إِلى‏ مُوسى‏ وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ))(يونس:٨٧)
- فقوله تعالى ((واجعلوا بیوتکم قبلة))، فإنّ هذا العمل یمهّد الطّریق لتجلّي بعض الأسماء أو تشدید التّجلّي أو استمراره، ونظائره کثیرة جدًّا في الآیات والرّوایات.

- فمثلًا ما صلة الإنکار في بني إسرائيل وتحریم کلّ ذي ظفر.. أو حرّمنا علیهم شحومهما...

- وهناك إیضاحات کثیرة متفرّقة في باقي المحاضرات مثل محاضرات الملکوت أو التّوحید الأفعالي وغیرهما.

- ومن الأمثلة أيضًا إطالة الرّکوع مؤثّر جدًّا في إزالة الغضب، فإطالة الرّکوع آلیّة لاستجلاب الرّحمة الإلهیّة إلى الإنسان.

- فالأحکام لیست اعتباریّة وإنّما مرتبة نازلة للأسماء والصّفات، مثلًا: یقول النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ((إنّ سعدًا لغیور وأنا أغیر منه والله أغیر منّا، ومن غیرته حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن)) فأرجع ضرورة الغیرة علی الرّجال باسم الغیور الّذي من الصّفات.

- ومن هنا نقل عن الشّهید الثّاني (ره) أنّه کان یقول لا یکون الفقیه فقیهًا إلّا أن یکون واصلًا إلی الأسماء والصّفات الإلهیّة، ویقصد بذلك تمکّنه من إرجاع الأحکام الشّرعیّة إلی الأسماء والصّفات، واستخراجه للأحکام من بطن الأسماء والصّفات.

- والإمام (علیه السّلام) یستخرج الحکم الشّرعي من بطن الأسماء والصّفات، والفقه الّذي عند الأئمّة علیهم السّلام ليس لازمًا أن یکون مکتوبًا في دفاتر وکتب بل لا يحتاج ذلك لأنّ الإمام (علیه السّلام) واصل إلی تلك المراتب، فبسهولة یتمکّن من الاطّلاع علی الأحکام الشّرعیّة، وإلّا فالإمام الجواد (علیه السّلام)، أو الحجّة (علیه السّلام) کیف یستوعبان کلّ الأحکام الشّرعیّة ولم یبلغ عمرهما عند الإمامة أکثر من خمس سنوات.

- ویمکن استقراء هذه الموارد من الفتوحات المکیّة بحیث یجمع الباحث کلّ هذه الصّغریات فیصیر کتابًا.


#التجلي_الأسمائي
#الفتوحات_المكية
#الأسماء_الجزئية
#الأسماء_الكلية
#الأحكام_الشرعية
#الفقه
#الأئمة
#الأولياء
#الشاكلة
#الأحكام
#الآليات
#الأسماء
#الصفات


📚📚والحمد لله ربّ العالمين.

💠~💠~💠