شوارد الأفكار
12K subscribers
483 photos
14 videos
33 files
255 links
أحاول علمًا أو أموت فأعذرا

nwralyaqen@gmail.com
Download Telegram
حين يسعى الناس للزواج فإنهم يسعون للسعادة والاستقرار وراحة البال، لكنهم يتفاوتون في اختياراتهم بتفاوت الأولويات والمقاصد، ويكون معتاد الناس طلب المال والجمال والكفاءة... فهل لطالبة العلم خصوصية لا تجدها عند غيرها؟

لا شك أنه إذا كان لا بد للمرء من شاغل فإن الانشغال بطلب العلم خير من الأسواق والتفاهات، والتريندات والمسلسلات، وجلسات الغيبة والنميمة، ومن الجميل أن يكون الأزواج متفقين في الغايات متحدين في الوسائل، وإذا كنا في زماننا نحتاج أن تكون الأم المربية للأطفال مثقفةً مدركة للواقع قادرةً على إجابة أسئلة الأطفال، وترسيخ العقيدة وحب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوسهم، فإن طالبة العلم أصلح من غيرها لهذا.

لكن طلب العلم وحده لا يكفي.. لا يكفي لسعادة أسرة، ولا يكفي لصلاح المرء ما لم ينقلب عملًا وإخلاصًا، ويرافقه تزكية وأدب وصحبة، فكما نجد في طلبة العلم سيئ الخلق، بذيء اللسان، ساقط الهمة، رديء المعدن، فكذا نجد في طالبات العلم!

ولأجله لا ينبغي أن يكون الاختيار على أساس طلب العلم فحسب، بل فليطلب الصالحة الحيية الجميلة التي تقر عينه وقلبه، اللطيفة الودود، خفيضة الجناح، طيبة المنبت، الممتلئة حنانًا، فإن اجتمع معه طلب العلم فبها ونعمت، وإلا فإن صلاحها وحنانها كافيان لاستقرار البيت وسعادته.

وينبغي لمن يقدم على الزواج أن يعلم أن الزواج في نفسه شاغل من أطول الشواغل، فلا يكون المرء بعده كما هو قبله، وحظ المرأة من هذا التغير وضيق الوقت أكبر، لذا تكون محاولتها لاستنقاذ العلم عظيمة..!

وفي الواقع فإن الفترة التي تنجب فيها المرأة مستقطعةٌ من حياتها الفردية الخاصة، وعليها أن تدرك هذا وتعي خطورته، وأن تتفهم أنه مؤقت، خاصة لو تكرر الإنجاب بشكل متتال، وليس في هذا إلا الخير؛ لأن بناء طفل سوي في زمننا من أعظم المهام وأخطر الأعمال، فلا عليها إن نسيت الخلاف في ناصب الاسم المتقدم على فعله، أو جهلت دليل الصاحبين في جواز المزارعة.. فإن نجاح المرأة في بيتها هو أعظم النجاحات ثم يتلوه أي شيء آخر، وإذا كنا نتعلم أول ما نتعلم رتب الأحكام ونقضي أعمارنا في فهم ما يُقدَّم من الدليل والقول وما يؤخَّر فإنه أولى بالزوجة الصالحة التي تعلمت أن تطبق هذا في تقديم حسن التبعل وتربية الأبناء على كل ما عداه.

ولا يعني هذا ترك العلم بالكلية، فالصحبة الطيبة، وسماع الدروس المسجلة السلسة، وسماع الحديث الشريف، ومراجعة القرآن، وما أشبه، يعينها جدا ألا تنسى ما هي عليه، حتى إن لم تتمكن من الازدياد.. القضية كلها في الهمة والصدق!

ومما دلت عليه التجارب أن زواج المرأة برجل يسخّف العلم والعلماء، أو يمنعها من الكتاب، أو يعارض سماعها لشيخ بعينه أو لمشايخ مختلفين -وكله مشاهَد- من العلاقات القاطعة عن درب العلم.. نعم، يبقى في النفس ذاك الحنين لأيام مضت، ثم تعود وتنغمس في دنياها، بخلاف الرجل فإنه لا يتأثر بازدراء زوجته وانتقادها للعلم غالبا.

وإن من نعيم الدنيا وهنائها أن يكون الزوجان المحبان النديمان متحاورين في فنون شتى، متشاركين في هموم علمية كبرى؛ فإنه يُذكي محبة العقل المختلف عن كل حب! وإذا أراد الله سعادة امرئ يسر له من يوافقه!

#وجهة_نظر
إذا كان ولوج التراث الإسلامي يحتاج لنفس هادئة وعقل رزين؛ فإن علم الكلام أحوجه للنفس الواسعة التي لا تستبطن حساسية مفرطة تجاه أي قضية، وتقبل الطرح المتناقض والنظر المتباعد، وللتلقي الهادئ بلا تشنج، القادر على احتواء الخلاف، وإدراك منشئه ومرماه.

ومع كون الكلام من أبرز الساحات التي تعترك فيها العقول وتشتبك الأقلام، ويظهر فيه الفرسان على ظهور خيول أدلتهم ينافحون عن قلاع عقائدهم، لكنه يحتاج لمن يستوعب المخالف، ويستطيع سماع الآخر قبل الهيجاء!

من وظائف الشيخ المتكلم -فيما أعتقد- أن يكون قادرًا على سقاية الطالب هذا الهدوء وهذا التقبل، وزرع قواعد النظر السديد والفكر السليم، لا سن أسلحته للردود فحسب، فذاك شأن الهادم لا الباني، والغاية بناء عقل متكلم يبني عقول الناشئة، ويهضم المقولات المختلفة المتناقضة ويعيد توجيه بوصلة الأمة تجاهها، فيسد ثغرة في الحفاظ على الدين.

#وجهة_نظر
#أهل_السنة_والجماعة
#منهجيات
قال رجلٌ لسيدنا إبراهيم النخعي: إن حمادًا [يعني ابن أبي سليمان] قد جلس يفتي!

قال: وما يمنعه وقد سألني عما لم تسألني عن عُشره؟!

فجعل علامةَ تميز تلميذه، واستعداده للتصدّر: حسنَ سؤاله، وسعة الاحتمالات التي كان يفتش عنها، فقد كان منشأ سؤاله العلم.

ذاك أن أسئلة الطالب نوعان:

نوع منشؤه الجهل مركبًا كان أو بسيطًا، أو الخلط الظاهر، أو الاشتباه الواضح، أو الاحتمالات الساذجة -كغالب أسئلة الطلاب اليوم-.

ونوع منشؤه العلم والفهم وترتيب العقل، فيسأل شيخه عما دقّ وخفي، واشتبه على المحقق، واحتاج للبيان.

وعلى كلا التقديرين فالسؤال مفتاح العلم، والشيخ المتمرن يسد بتقريره أغلب الفجوات في ذهن الطالب المبتدي، ويقطع أكثر الأوهام، ويستدرك أهم الإشكالات.

وخلاصة المراد أن أسئلة غالب الطلاب اليوم ليست علامة الفهم التام، بله أهلية التصدر!

#منهجيات
#وجهة_نظر
كان رجلٌ يأتي النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ومعه ابنٌ له، فقال له: أتحبه؟
فقال: يا رسولَ الله.. أحبَّكَ اللهُ كما أحبُّه!!

فانظر أين بلغ حب الفتى من قلب أبيه حتى إنه يطلب للنبي عليه السلام أن يحبه الله تعالى مثله!

وللأسف فإن من التصورات الخاطئة والمنتشرة بين النساء أن الأم تحب أولادها أكثر من أبيهم، ويظهر هذا جليًا في حالات الطلاق، حتى يُخيَّل لها أن الوالد لا يحب أولاده، وأنها أحق بهم لمزيد حبها لهم، وهذا وهم ممزوج بأنانية وسوء تقدير.

نعم.. تختلف طريقة المرأة في التعبير عن حبها لأبنائها وشفقتها عليهم عن طريقة الرجل، وتختلف كذلك طريقة نظرها لمصلحتهم فالغالب فيها قصر النظر وغلبة الخوف وتقديم راحتهم بخلاف أبيهم.

ستمر امرأة من هنا وتأتيني بأمثلة لرجال لا يعطفون على أطفالهم ولا يقدمون لهم شيئًا، وأعرف بمقابله نساء كذلك، لكن هذا جارٍ في أطر اجتماعية وقانونية وعرفية تدفع بكلا الطرفين حال الطلاق لانتهاج أسوأ طريق في الانتقام من خلال أبنائهما، ثم لا أنكر أن في الناس من تطغى أنانيته فيقدم مصالحه على مصالح أطفاله، ويتداخل في الأمر ظروف كثيرة.

وخلاصة ما أريد التعليق عليه أن الطفل محتاج لينشأ نشأة سوية أن يحاط بالذكر والأنثى، ويتعلم منهما، ويقر في نفسه اكتمال صورة الأسرة، فإن فقد أباه أو أمه بوفاة كان على المجتمع المحيط سد هذه الخانة، وإن وقع طلاق كان على الزوجين المنفصلين اختيار أنسب الطرق لاحتواء أطفالهما بعد هذا الصدع الكبير، لا تحميلهم الثمن الباهظ لخطأ لم يرتكبوه!

#وجهة_نظر
شوارد الأفكار
Photo
شيء من مرادي من تصحيح المنطلق والغاية في الزواج:

كثيرًا ما تكون مشكلة الزوجين أنهما ينطلقان من أرضية مختلفة في نظرتهم للدين والدنيا والمال والتربية والعمل والمجتمع والشهرة...إلخ، ومختلفة في الغاية الدينية والدنيوية وفي ترتيب الأولويات.

فإذا انطلقا من دنيا وللدنيا لا يزالون مختلفين متناحرين.. يتقاربان بقدر تحصيل أحدهما لدنيا غيره، ويتنافسان إذا زاحم أحدهما دنيا قرينه، ولا يكون قربهما إلا فناء في فناء، فهو مرتبط بهذه الدنيا!

وإذا انطلقا من نقطة الإيمان بالله والإقرار بالعبودية له، واجتمعا على عمارة الأرض بما يطيقان، واتفقا على غايتهما العظمى وهي رضا الله تعالى، تقاربا كلما ازداد أحدهما عبودية لله، وتعاونا على زيادة التقوى والثبات على الصلاح، فقربهما خلود مرتبط بالآخرة الباقية!

وليس أشقى من زوجين ينطلق أحدهما من دنيا لدنيا، والآخر من عبودية لآخرة. كان الله لهما!

فإذا كانت المرأة اليوم تسعى للزواج لتتم به مظهرها الاجتماعي وتريد منه السفر والمتعة والسهر والأثاث والحلي والزينة والسيارات... -والاستهلاك لا نهاية له- فكيف تحدثها عن طاعة الزوج وهي لا تريد منه إلا دنياها!!

أعتقد أننا بحاجة لتصحيح مفهوم الحياة والغاية منه قبل هذا.

#الأسرة
#وجهة_نظر
منصة جديدة= وقت مهدور جديد، وليس فيها جديد!

ندور في جميع الوسائل حول المواضيع والردود والنقاشات والفوائد نفسها، وما فاتك منها فهو خير.

إن كان ثمة شيء يُنتفع به فصحبةُ صالح، وحوارُ عاقل، وكتابُ نبيهٍ، وذكرُ مختَلٍ بنفسه.. "إلا ذكر الله وما والاه وعالمًا أو متعلمًا".

#وجهة_نظر
الذين يظنون المال يشتري كل شيء أيتوقعون أنه يشتري برَّهم لأهاليهم أيضًا!

هل يكفي سيدةً أرهقتها الأيام وأفنت زهرة شبابها أن يؤتى لها بمن تخدمها وهي وحيدة؟ هل يكفي الرجلَ العجوز الوحيد أن يؤانسه ممرض مرتين في اليوم ليشرف على أدويته وغذائه؟ ثم يزجي أحدهم وقته بالانتظار والتسويف أنه سيأتي أبناؤه وأحفاده إليه ولو نصف ساعة!

سيطرت الفردية، واستشرت الأنانية، وتفككت الأسرة الكبيرة، وساد حال من البغض والتنكر بين الأهل لم نشهده قبل عقود، ثم نشأ جيل على هدف واحد هو تحقيق انتصاراته الشخصية ونجاحاته الباهرة ليرمي خلف ظهره أسرته، ويكتفي بإرسال المال -هذا إن فعل-!

ماذا بقي من قيم مجتمعاتنا لم تسلبه العولمة!

#واقع
#وجهة_نظر
صدر كتاب ترجمة ابن تيمية قريبًا، فقامت قناة بتصويره ورفعه قبل مضي أسبوع من طرحه في السوق!!

إذا كان لا بد لنا من بقاء صناعة الكتاب، فيجب الأخذ على يد من يعجّل بتدمير دور الطباعة بهذه الطريقة!

لا أملك دار نشر، وأعلم أن كثيرًا منهم تجار، وأتكئ على مصورات الكتب في كثير من الأحوال، لكن التعجيل برفع الكتاب للانترنت سيجعل المشتغلين بالصناعة مرهقين ماديًا.

والإنصاف يقتضي ألا تُرفع قبل مضي مدة كافية تعوض بها الدور تكاليفها، وإلا أحجموا عن هذا كله!

#وجهة_نظر
التعليق على الكتب المحققة فنٌّ يدل على حنكة المحقق ووعيه بالكتاب، وبمصنفه، وغايته، والفئة التي يستهدفها من الطلبة، فليس القصد ملء الهوامش بالمعلومات الكثيرة بلا منهج جامع، ولا التوثيق من السابق واللاحق بأدنى مناسبة.

وانظر -مثلًا- كتاب أصول الدين للإمام جمال الدين الغزنوي (٥٩٣هـ) -معيد درس الكاساني وتلميذه المقرّب- كم أثقله الدكتور بكلام لا يجمعه نسق، ولا يفيد في إدراك مراد الإمام ومذهبه إفادة جلية، مع ظنه أن الغزنوي استمد كتابه من شرح العقائد النسفية المتأخر عنه قرنين!

ولو كان لي أن أصطلح لهؤلاء المحققين اسمًا لدعوتهم: "الحشوية" ووجه التسمية ظاهر!

#وجهة_نظر
#حشوية_المحققين
#منهجيات
مما لاحظته مؤخرًا أن وسائل الترفيه ومظان الترويح عن النفس صارت من أبواب النزاعات بين الزوجين وداخل الأسر!

لم تعد النزهة السورية المعتادة التي كانوا يسمونها (السيران) كافية أو جميلة؛ لأن الاستثمار دخل في المتعة، وتحولت طريقة الفرنسيين في المقاهي، والأمريكيين في المجمعات التجارية، والإيطاليين في المطاعم غاية المنى.
وصارت المقاهي التقليدية أو الحدائق الطبيعية مملة وللناس "البيئة".

ثم غدت فكرة السفر أصيلة في الترفيه، فكل سنة لا سفر فيها لمكان جديد فهي سنة بائسة، وعلينا أن نجمع المال كالأوروبيين طول العام لننفقه في رحلة واحدة لبلد جديد، ونوثق هذا في انستا.

وللأسف فهؤلاء إذا صارحوك علمتَ أنهم لا يجدون السعادة إلا ويرافقها الملل، ولا يرجعون من نزهتهم إلا بفقد الشغف؛ لأن الروح ما سُقيت بلقاء الأحبة، أو اجتماع الناس الظرفاء، أو باندماج مع الطبيعة، بل انتقلت من أبنية اسمنتية لأخرى إضاءتها مبهرة أكثر!

نحن اليوم أسرى الحواس، أسرى الصورة، ولست أدعو لما قالته ميسون زوجة سيدنا معاوية بعد أن دخلت دمشق، لكن أدعو أن نروح عن أنفسنا بما هو لها سعادة، لا بصور مستجلبة تصبغنا جميعًا بلون واحد لا يشبهنا!

#منهجيات
#وجهة_نظر
ولا عيب في قراءة كتبنا التراثية إلا أنها تحجز القارئ عن استساغة شيء مما يُكتب هنا وهناك!

#منهجيات
#وجهة_نظر
لعله لم يصب التراث بنكبة أكبر من تصييره سببَ شهادةٍ جامعية، حتى امتُهنت الكتب العظيمة مقطّعة مجزأة بين أيدي طلبة لا يستطيعون في كثير من الأحوال الارتقاءَ لها، مع تحكيم الاعتبارات الأكاديمية، والتضييقات المؤسساتية زمانًا وأسلوبًا، وصارت عقول كبار الأئمة على موائد القص واللصق حسب أمزجة المشرفين!

وللأسف فإن الأصل في التحقيق الجامعي للمخطوطات الرداءة حتى يثبت العكس!

#وجهة_نظر
الفرق بين الحياة التي نريدها أو نرجوها وبين الواقع الذي تفرضه علينا الدنيا = كاف للرغبة في الآخرة، والسعي للفوز فيها.

#وجهة_نظر