قناة آثار وفوائد
908 subscribers
268 photos
96 files
179 links
حساب يُعنى بنشر الأحاديث والآثار الموقوفة والمقطوعة وفوائد علمية من كلام الأئمة.
ليس كل ما يُنشر أقف عليه بنفسي ولكن أستفيد من غيري.
https://twitter.com/athar_fawaid
Download Telegram
قال #ابن_القيم في ((مدارج السالكين)) :

قوله: (وأن لا ترد على عدوك حقا).

أي لا تصح لك درجة التواضع حتى تقبل الحق ممن تحب وممن تبغض، فتقبله من عدوك كما تقبله من وليك، وإذا لم ترد عليه حقه فكيف تمنعه حقا له قبلك؟ بل حقيقة التواضع أنه إذا جاءك قبلته منه، وإذا كان له عليك حق أديته إليه، فلا تمنعك عداوته من قبول حقه، ولا من إيفائه إياه.
﴿إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ﴾ [الشعراء ٨٩]

قال #ابن_القيم :

اختلفت عبارات الناس في معنى القلب السليم، والأمر الجامع لذلك:

أنه الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره.

فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله فسلم في محبته مع تحكيمه لرسوله في خوفه ورجائه والتوكل عليه، والإنابة إليه، والذل له، وإيثار مرضاته في كل حال، والتباعد من سخطه بكل طريق. وهذا هو حقيقة العبودية التي لا تصلح إلا لله وحده.

فالقلب السليم: هو الذي سلم من أن يكون لغير الله فيها شركة بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى: إرادة، ومحبة وتوكلا، وإنابة، وإخباتا، وخشية، ورجاء. وخلص عمله وأمره كله لله، فإن أحب أحب في الله، وإن بغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكم لكل من عدا رسول الله ﷺ، فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء به وحده، دون كل أحد في الأموال والأعمال: من أقوال القلب، وهي العقائد.

وأقوال اللسان، وهي الخبر عما في القلب وأعمال القلب وهي الإرادة والمحبة والكراهية وتوابعها، وأعمال الجوارح، فيكون الحكم عليه في ذلك كله دقّة وجلّه لما جاء به الرسول ﷺ.

إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان - ط عطاءات العلم ١/‏١٠ — ابن القيم (ت ٧٥١)

#آية_وتفسير
نزول الرب تبارك وتعالى لأهل الجنة.

قال
#ابن_القيم: هذا حديث كبير عظيم الشأن، رواه أئمة السنة وتلقوه بالقبول وجمّل به الشافعيّ مسنده...وقال:...هو قرّة لعيون أهل الإيمان، وشجيّ في حلوق أهل التعطيل والبهتان، رواه الشافعيّ في مسنده مُجملا به كتابه...ورواه أئمة السنة له مُقرّين وعلى من أنكره منكرين.
وقال (
ابن القيم) : صححه جماعة من الحفاظ، وقال: هذا حديث محفوظ...
#ابن_القيم : الكل يدعي أن صريح #العقل معه 👆
عقد #ابن_القيم في ((عدّة الصابرين وذخيرة الشاكرين)) فصلا :

‌‌الباب الخامس والعشرون في بيان الأمور المضادة للصبر والمنافية له والقادحة فيه

أورد تحته :

قال عبد اللَّه بن أحمد: قال لي أبي في مرضه الذي تُوفي فيه: أخرج إلى كتاب عبد اللَّه بن إدريس فأخرجت الكتاب، فقال: أخرج أحاديث ليث بن أبي سليم فأخرجت أحاديث ليث، فقال: اقرأ عليّ حديث ليث. قال: قلت لطلحة: إن طاووسًا كان يكره الأنين في المرض، فما سُمع له أنين حتى مات. فما سمعت أبي أنَّ في مرضه ذلك إلى أن توفي !

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (9/ 183)، عن عبد اللَّه بن أحمد به.

#أحمد_بن_حنبل
#مناقب
في الجزع عند المصيبة

قال أبو الحسن المدائني (ت ٢٢٤ هـ) كما في ((التعازي 27)) له :

مات الحسن بن الحصين -أبو عبيد الله بن الحسن- وعبيد الله يومئذٍ قاضٍ على البصرة وأميرٌ. فكثر من يعزيه، فتذاكروا ما يتبين به جزع الرجل من صبره، فأجمعوا على أنه إذا ترك شيئاً كان ‌يصنعه ‌فقد ‌جزع.

وأورده #ابن_القيم في عدّة الصابرين وقد استفدته منه.
ومما ذكره #ابن_القيم من الآثار في «عدّة الصابرين ط.عطاءات العلم» تحت باب:

[بيان الأمور المضادة للصبر والمنافية له والقادحة فيه]

وقال ثابت: أصيب عبد الله بن مطرف بمصيبة فرأيته (١) أحسن شيء شارة وأطيبه ريحًا، فذكرت له ما رأيت منه، فقال: تأمرني يا أبا محمد أن أستكين للشيطان، وأريه أنه قد أصابني سوء، والله يا أبا محمد لو كانت لي الدنيا كلها ثم أخذها مني، ثم سقاني شربة يوم القيامة ما رأيتها ثمنًا لتلك الشربة (٢).

___
(١) أي رأى مطرفًا، والد عبد الله الذي أصيب بمصيبة، وتلك المصيبة هي موت ابنه عبد الله.
(٢) رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (٧/ ٢٤٤)، وأبو نعيم في «حلية الأولياء» (٢/ ١٩٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» رقم (١٠١٧٠)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٨/ ٣١٩)، وابن الجوزي في «الثبات عند الممات» ص٣٩.
قال #ابن_القيم :

ولا تَستصعِبْ مخالفةَ الناس والتحيُّز إلى الله ورسوله ولو كنتَ وحدك؛ فإن الله معك، وأنت بعينه وكَلاءتِه وحفظِه لك، وإنما امتحن يقينَك وصبَرك.

وأعظم الأعوان لك على هذا بعد عون الله التجردُ من الطمع والفزع؛ فمتى تجرَّدتَ منهما هان عليك التحيُّزُ إلى الله ورسوله، وكنتَ دائمًا في الجانب الذي فيه الله ورسوله، ومتى قام بك الطمع والفزعُ فلا تَطمَعْ في هذا الأمر، ولا تُحدِّثْ نفسَك به.


الفوائد لابن القيم - ط عطاءات العلم ١/‏١٦٨ — ابن القيم (ت ٧٥١)
قال #ابن_القيم :

لذة العلم لذة عقلية روحانية من جنس لذة الملائكة،

ولذة شهوات الأكل والشراب والنكاح لذة حيوانية يشارك الإنسان فيها الحيوان،

ولذة الشر والظلم والفساد والعلو في الأرض شيطانية يشارك صاحبها فيها إبليس وجنوده.

وسائر اللذات تبطل بمفارقة الروح البدن، إلا لذة العلم والإيمان، فإنها تكمل بعد المفارقة...

فمن طلب اللذة العظمى، وآثر النعيم المقيم، فهو في العلم والإيمان اللذين بهما كمال سعادة الإنسان.

وأيضا؛ فإن تلك اللذات سريعة الزوال، وإذا انقضت أعقبت هما وغما وألما يحتاج صاحبها أن يداويه بمثلها دفعا لألمه، وربما كان معاودته لها مؤلما له كريها إليه، لكن يحمله عليه مداواة ذلك الغم والهم.

فأين هذا من لذة العلم، ولذة الإيمان بالله، ومحبته، والإقبال عليه، والتنعم بذكره؟! فهذه هي اللذة الحقيقية.


[مفتاح دار السعادة]
قال #ابن_القيم في ((مفتاح دار السعادة)) - باختصار -

ذكر أصناف حملة العلم الذين لا يصلحون لحمله، وهم أربعة:

أحدهم: من ليس هو بمأمون عليه، وهو الذي أوتي ذكاء وحفظا، ولكن مع ذلك لم يؤت زكاء؛ فهو يتخذ العلم الذي هو آلة الدين آلة الدنيا، يستجلبها به، ويتوسل بالعلم إليها، ويجعل البضاعة التي هي متجر الآخرة متجر الدنيا، وهذا غير أمين على ما حمله من العلم، ولا يجعله الله إماما فيه قط؛ فإن الأمين هو الذي لا غرض له ولا إرادة لنفسه إلا اتباع الحق وموافقته، فلا يدعو إلى قيام رياسته ولا دنياه.
وهذا الذي قد اتخذ بضاعة الآخرة ومتجرها متجرا للدنيا قد خان الله وخان عباده وخان دينه، فلهذا كان غير مأمون عليه.

الصنف الثاني من حملة العلم: المنقاد له، الذي لم يثلج له صدره، ولم يطمئن به قلبه، بل هو ضعيف البصيرة فيه، لكنه منقاد لأهله.
وهذه حال أتباع الحق من مقلديهم، وهؤلاء وإن كانوا على سبيل نجاة فليسوا من دعاة الدين، وإنما هم من مكثري سواد الجيش، لا من أمرائه وفرسانه.

الصنف الثالث: رجل نهمته في نيل لذته، فهو منقاد لداعي الشهوة أين كان، ولا ينال درجة وراثة النبوة مع ذلك، ولا ينال العلم إلا بهجر اللذات وتطليق الراحة.

فإن العلم صناعة القلب وشغله؛ فما لم يتفرغ لصناعته وشغله لم ينلها، وله وجهة واحدة؛ فإذا وجهت وجهته إلى اللذات والشهوات انصرفت عن العلم.

ومن لم تغلب لذة إدراكه للعلم وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه لم ينل درجة العلم أبدا، فإذا صارت شهوته في العلم ولذته في إدراكه رجي له أن يكون من جملة أهله.

ولذة العلم لذة عقلية روحانية من جنس لذة الملائكة، ولذة شهوات الأكل والشراب والنكاح لذة حيوانية يشارك الإنسان فيها الحيوان، ولذة الشر والظلم والفساد والعلو في الأرض شيطانية يشارك صاحبها فيها إبليس وجنوده.

الصنف الرابع: من حرصه وهمته في جمع الأموال وتثميرها وادخارها، فقد صارت لذته في ذلك، وفني بها عما سواه، فلا يرى شيئا أطيب له مما هو فيه، فأين هذا ودرجة العلم؟!

فهؤلاء الأصناف الأربعة ليسوا من دعاة الدين، ولا من أئمة العلم، ولا من طلبته الصادقين في طلبه، ومن تعلق منهم بشيء منه فهو من المتسلقين عليه، المتشبهين بحملته وأهله، المدعين لوصاله، المبتوتين من حباله.
وفتنة هؤلاء فتنة لكل مفتون؛ فإن الناس يتشبهون بهم؛ لما يظنون عندهم من العلم، ويقولون: «لسنا خيرا منهم، ولا نرغب بأنفسنا عنهم»؛ فهم حجة لكل مفتون، ولهذا قال فيهم بعض الصحابة الكرام: «احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل؛ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون».

رابط الفصل
قال #ابن_القيم

فانظر إلى الآخرة كأنّها رأي عين، وتأمَّلْ حكمة الله سبحانه في الدارين، تعلَمْ حينئذ علمًا يقينًا لا شكّ فيه أنّ الدنيا مزرعةُ الآخرة وعنوانُها وأنموذجُها، وأنّ منازل الناس فيها في السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان والعمل الصالح وضدّهما. وبالله التوفيق.

الداء والدواء = الجواب الكافي - ط عطاءات العلم ١/‏٢٨٦ — ابن القيم (ت ٧٥١)
فصل: من أضرار المعاصي للعبد في دينه ودنياه وآخرته←فصل: تفاوت العقوبات بتفاوت درجات الذنوب
وقال #ابن_القيم: (من علاماتِ السَّعادةِ والفلاحِ أنَّ العبدَ كُلَّما زيدَ في عِلمِه زيدَ في تواضُعِه ورحمتِه، وكلَّما زيدَ في عَمَلِه زيدَ في خوفِه وحَذَرِه، وكلَّما زيدَ في عُمُرِه نَقَص من حرصِه، وكلَّما زيدَ في مالِه زيدَ في سخائِه وبَذلِه، وكلَّما زيدَ في قَدْرِه وجاهِه زيدَ في قُربِه من النَّاسِ وقضاءِ حوائِجِهم والتَّواضُعِ لهم.

وعلاماتُ الشَّقاوةِ أنَّه كلَّما زيدَ في عِلمِه زيدَ في كِبرِه وتِيهِه، وكلَّما زيدَ في عَمَلِه زيدَ في فَخرِه واحتقارِه للنَّاسِ وحُسنِ ظَنِّه بنفسِه، وكلَّما زيدَ في عُمُرِه زيدَ في حِرصِه، وكلَّما زيدَ في مالِه زيدَ في بخلِه وإمساكِه، وكلَّما زيدَ في قَدرِه وجاهِه زيدَ في كِبرِه وتِيهِه. وهذه الأمورُ ابتلاءٌ من اللَّهِ وامتحانٌ يبتلي بها عبادَه فيَسعَدُ بها أقوامٌ ويشقى بها أقوامٌ)
.

[الفوائد صـ155]

انظر أيضا 👇🏼
‌‌أقوال السلف والعلماء في التواضع

#التواضع
﴿إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير﴾ [فصلت: ٤٠]

قال ابن القيم :

معرفة الإلحاد في أسمائه حتى لا يقع فيه، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

والإلحاد في أسمائه هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذٌ من الميل كما يدل عليه مادته "ل ح د"فمنه: اللحد وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط، ومنه: الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل.

قال ابن السكيت: "الملحد المائل عن الحق المدخل فيه ما ليس منه" ومنه: الملتحد وهو مفتعل من ذلك.

وقوله تعالى: {وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً} أي: من تعدل إليه، وتهرب إليه، وتلتجئ إليه، وتبتهل إليه فتميل إليه عن غيره. تقول العرب التحد فلان إلى فلان إذا عدل إليه.

إذا عرفت هذا فالإلحاد في أسمائه أنواعٌ - وذكر منها - :

ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها؛ كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنَّها ألفاظٌ مجردةٌ لا تتضمن صفات ولا معاني، فيطلقون عليه اسم السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم والمريد، ويقولون: لا حياة له ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا إرادة تقوم به، وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلًا وشرعًا ولغة وفطرة، وهو يقابل إلحاد المشركين؛ فإنَّ أولئك أعطوا أسمائه وصفاته لآلتهم وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها فكلاهما ملحدٌ في أسمائه.

ثم الجهمية وفروخُهُم متفاوتون في هذا الإلحاد فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب. وكل من جحد شيئًا مما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فقد ألحد في ذلك فليستقل أو ليستكثر.

[ فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى صـ46]

#ابن_القيم #الجهيمة #الأشاعرة #الأباضية #الماتريدية #المفوضة
قال #ابن_القيم في ((مختصر الصواعق ١٣٨١/٤) وهو يتكلم عن القرآن وأنه كلام الله، ثم قارنَ بين قول #الأشاعرة و #المعتزلة ، وأن حقيقة قول الأشاعرة في القرآن الذي بين أيدينا أنه مخلوق قال :

(فتأمل هذه الأخوّة بين هؤلاء (الأشعرية) وبين المعتزلة الذين اتفق السلف على تكفيرهم، وأنهم زادوا على المعتزلة في التعطيل).

مستفاد من حاشية الرد على الجهمية للدارمي بتحقيق أبي عبدالله عادل آل حمدان.

#الجهمية
﴿واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين۝ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون﴾ [الأعراف: ١٧٥-١٧٦]

قال السمعاني (٤٨٩ هـ) :
وَهَذِه أَشد آيَة فِي حق الْعلمَاء، وقلما يخلوا عَن أحد هذَيْن عَالم من الركون إِلَى الدُّنْيَا، ومتابعة الْهوى.

وقال ابن القيم - باختصار - :

فَشَبَّهَ سُبْحانَهُ مَن آتاهُ كِتابَهُ وعَلَّمَهُ العِلْمَ الَّذِي مَنَعَهُ غَيْرَهُ، فَتَرَكَ العَمَلَ بِهِ، واتَّبَعَ هَواهُ وآثَرَ سَخَطَ اللَّهِ عَلى رِضاهُ، ودُنْياهُ عَلى آخِرَتِهِ، والمَخْلُوقَ عَلى الخالِقِ؛ بِالكَلْبِ...وَفِي تَشْبِيهِ مَن آثَرَ الدُّنْيا وعاجِلَها عَلى اللَّهِ والدّارِ الآخِرَةِ مَعَ وُفُورِ عِلْمِهِ بِالكَلْبِ في حالِ لَهَثِهِ سِرٌّ بَدِيعٌ، وهو أنَّ هَذا الَّذِي حالُهُ ما ذَكَرَهُ اللَّهُ مِن انْسِلاخِهِ مِن آياتِهِ واتِّباعِهِ هَواهُ إنّما كانَ لِشِدَّةِ لَهَفِهِ عَلى الدُّنْيا لِانْقِطاعِ قَلْبِهِ عَنْ اللَّهِ والدّارِ الآخِرَةِ فَهو شَدِيدُ اللَّهَفِ عَلَيْها.

#آية_وتفسير
#ابن_القيم
«العلمَ بالله أصلُ كلِّ علم، وهو أصلُ علم العبد بسعادته وكماله ومصالح دنياه وآخرته، والجهلُ به مستلزمٌ للجهل بنفسه ومصالحها وكمالها وما تزكو به وتفلحُ به، فالعلمُ به سعادةُ العبد، والجهلُ به أصلُ شقاوته».

- #ابن_القيم ، مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عطاءات العلم (١/‏٢٣٩)

من قناة | آدم بن محمد المالكي
قال #ابن_القيم :

للقلب سِتَّة مَوَاطِن يجول فِيهَا لَا سَابِع لَهَا

ثَلَاثَة سافلة ، وَثَلَاثَة عالية

فالسافلة : دنيا تزين لَهُ ، وَنَفس تحدثه ، وعدو يوسوس لَهُ

فَهَذِهِ مَوَاطِن الْأَرْوَاح السافلة الَّتِي لَا تزَال تجول فِيهَا

وَالثَّلَاثَة الْعَالِيَة : علم يتَبَيَّن لَهُ ، وعقل يرشده ، وإله يعبده

والقلوب جوّالة فِي هَذِه المواطن 


[ الفوائد ص 99 ]
‏﴿إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم﴾ [يوسف ١٠٠]

قال #ابن_القيم رحمه الله تعالى:

فأخبر أنه يلطف لما يريده فيأتي به بطرق خفية لا يعلمها الناس، واسمه اللطيف يتضمن علمه بالأشياء الدقيقة وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية ومنه التلطف.

[شفاء العليل صـ٣٤]
﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَ ٰ⁠لِكَ فَلۡیَفۡرَحُوا۟ هُوَ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ﴾ [يونس ٥٨]

قال #ابن_القيم :

وقد دارت أقوال السلف على أن فضل الله ورحمته: الإسلام والسنة، وعلى حسب حياة القلب يكون فرحه بهما، وكلما كان أرسخ فيهما كان قلبه أشد فرحًا، حتى إن القلب ليرقص فرحًا ــ إذا باشر روح السنة ــ أحزن ما يكون الناس، وهو ممتلئ أمنًا أخوف ما يكون الناس.

فإن السنة حصن الله الحصين، الذي من دخله كان من الآمنين، وبابه الأعظم الذي من دخله كان إليه من الواصلين.

اجتماع الجيوش الإسلامية - ط عطاءات العلم ١/‏١٠ — ابن القيم (ت ٧٥١)