الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الخامسة عشر
.
💔 إلى اللقاء أيها الصراط ،،
___________________________

《 الوداع .. الوداع .. أيها اللقاء ! 》


الليلة الأخيرة بقرب سيد الأوصياء (ع) ولم تكن كباقي
الليالي فهي لحظات وفراق يدمي القلب فهذا زوج الزهراء
سأبتعد عنه اليوم وأسأل المولى أن لا تكون الأخيرة فكان الوداع فجراً مع أنغام العصافير وأشجان المساء الذي سيختفي ويغزوه الصباح ولن يترك من خيوطه حتى خيط سواد ، فدخلت إلى الحضرة الشريفة وأنا أصرخ بشكل مجنون اللهم لا تجعله آخر العهد مني وقبلت تلك العتبة الطاهرة وكأنها خاطبتني وقالت :

هنيئاً مريئاً فأنت قريباً من زوار الجنة، والتصقت بأحد الأبواب وصرت أنادي المولى أمير الكونين (ع) كيف ترضى .. ؟ زينب تسبى .. ! في هذه اللحظات وجدت نفسي معلقاً على شباك يبكي كربلاء ويناغيني بتغريد حزين سأكون معكم أيها الأحباب ،

هنا استمعت إلى صوت اخترق الجدران و أصَمَّ الآذان وكأنه جبرائيل وميكائيل يخاطبون الأمير .. أيها العظيم إن الموكب النوراني استعد للرحيل فهذا أخيك الرسول الأمين ينادي لنرحل ونصير إلى قبر ابني العزير ، لحظة التصاق أطراف فمي بذاك الشباك المطهر شعرت بقبلة عانقتني وكأني تخبرني .. إطبع هذه القُبلة هناك أيضاً على أرض طحنت فيها الأجساد، فكانت لي لحظات مناجاة مع رب السماء وبعدما خرجت لاعطي لغيري المجال وكتبت في الصحن المقدس ..

وأخيراً ..

عانقت شُبّاك الطود العظيم ..

وسافرت عبر العصور ..

وأخبرني أيضاً ذاك العصفور ..

تعال أيها السفير ..

لتُقَبِّل قبر والد العفير ..

نعم كتبت في السابق ..

[ السلام على السر الكبير ] ..

و أنا أمشي على مكان مشى فيه الأمير ..

آه كم أنت قاتلة ..

أيتها السيوف الظالمة ..

ابنة علي غير نائمة ..

وعلي قتل في النجف ..

بيد الشقي القاتلة ..

بحب النائم شجاعة في السرير ..

وصاحب ليلة الهرير ..

ومن ابنه ذبيح ..

أتوجه غداً مع المسير ..

إلى قبلة العاشقين ..

ونور عقول العارفين ..

وضياء السالكين ..

ووالد زين العابدين ..

والقتيل من سلالة ياسين..

نور عيني وحبيب قلبي ..

سيدي أبي عبدالله الحسين (ع) ..

إليك يا من سباياه سيقت في البراري ..

و رأسه أدير في أوج العوالي ..

إليك يا حسين أشد رحالي ..

وأركب ظهور آمالي ..

أما الآن أيها الأمير ..

أما الآن فإنني ماض إلى كربلاء ..

إلى حسينك المظلوم ..

فإلى لقاء ليس ببعيد ..

فإنني بقربك سعيد ..

وبعدها أصبحت الأفكار كلها تقول بأني مودع هذا الأمير
(ع) فأصبح لزاماً علي أن أتكلم مع الإمام (ع) بطريقة المودع الراغب في العودة إلى هذا القصر العملاق، فقلت : «اللهم لا تجعله آخر العهد منا» ، وخرجت ووجهي مستقبل ذلك الشُبّاك الذي لم أرَ له مثيلاً قط و قبِّلت تلك العتبة المقدسة .. صرت فجأة خارج النطاق ، وبعيداً عن مفاهيم الحياة .. إنني الآن سأصير إلى كربلاء ! ، بلا خوف ولا عناء .. فأنا على يقين بأن معي علياً والزهراء والملائكة والأنبياء (ع) .
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السادسة عشر
.
💚 العشق والمسير ،، ___________________

《 عرفت أن يوم الأربعين هو يوم
تجديد العهد مع الحسين (ع) 》


بعد ثوان قليلة من وداع الأمير (ع) ، تجهزت للرحلة الأكبر في العالم وهي التي تسير فيها الملايين من البشر على الأقدام و من مختلف البقاع .. ! تناولت وجبة الافطار وأنا على أمل أن يكون المسير ذا روحانية كبيرة ذلك لانه مسير إلى سيد الشهداء (ع) ..
الآن أصبحت مستعداً للرحيل إلى تلك الأرض المقدسة .

انطلقت المواكب قبلنا بيوم كامل فأصبح لزاماً علينا
أن نقطع مسافة أربعين كيلو متراً بالسيارة والأربعين كيلو متراً المتبقية سيراً على الأقدام للوصول إلى أرض كربلاء ، إنني الآن في سيارة صغيرة مجتمع من الأصدقاء في الرحلة وأستمع إلى كلمات قصيدة «أخاف من أعوفك بعد ما أشوفك» وأنا أرتجف وقد شعرت أن من كان بجانبي قد أحي بهيبة الموقف ففضل الصمت قليلاً وكانت حالة الترقب لديه كبيرة لما ستؤول إليه حالة هذا الفتى الذي بات من الوضح بأنه مجنون بعشق الحسين (ع) ، بعدها كان لسائق السيارة رأي آخر فلقد ادار الــ[الكاسيت] فدخل في مسامعي صوت الرادود [حمزة الصغير] وهو يقول «سدوا الماي الماي .. يا ضوا عيوني» وأنا أطير كطائر مكسور الجناح، إلى ذلك النهر الذي منع عن آل البيت وأنظره وهو خجل يبكي ويقول : "ألا لعنة الله على أعداء أهل بيت النبوة " .. في لحظة ما دخل طيف إلى الحافلة التي كنت جالساً فيها وكان لونه أسود مُحمَرَّاًمن وهو ينادي " لو قطعوا أرجلنا واليدين، نأتيك زحفاً سيدي يا حسين "، وإذا بخبر يقول : « استشهد أربعة أشخاص في الطريق إلى كربلاء على أيدي أهل الإرهاب » ، هنا عرفت أنها روح أحدهم وهو لا يهاب اللحظات وقد غدا في عالم الأطياف يسير بلا خوف أو وجل مع الملائكة والمؤمنين من الجن قاصدين جميعاً زيارة المولى أبي عبد الله (ع) و علمت أيضاً أن الموت لا يمنع أحداً من الزيارة.

نزلنا من السيارة فور وصولنا إلى منطقة النزول التي
اتفقنا عليها مسبقاً، وتجمعنا وهنا نشرت رايتنا التي خط عليها بلون الدماء السائلات "يا حسين" وكانت خضراء اللون تترقب ظهور مهدي هذه الأمة (عج) لتعلن له الولاء أيضاً، وقد ارتفعت إلى السماء بأيدي الزوار الشرفاء وأعلنت صيحة الانطلاق والتي كانت لحظة الإنقطاع الى الحسين وآله (ع) ، وكانت الصيحة " اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم " مدوية ولها من المعاني الكثيرة التي يمكن للإنسان أن يعيها في تلك اللحظة، فمن المعاني البسيطة التي

ظهرت أمامي في أولى خطواتي بأن هذا السير مع ملايين
البشر وأطنان أوزانهم المختلفة التي تحملها هذه الصحاري ما هو إلا صورة من صور العشق الذي اعتنقه عشاق الحسين (ع) ، وفهمت في هذه الأثناء بأن السعي إلى كربلاء هو سبيل الحياة " عن مثنى الحناط ، عن أبي الحسن الأول (ع) قال :

من أتى الحسين (ع) عارفاً بحقه غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر " (1)

كما إن السعي طريقة من طرق مواساة الآل النازحين عن الأوطان ، ومسير مع الآل إلى المدفونين بلا أكفان، أنزلت رأسي وأنا أخطو خطواتي احتراماً لمقدم الزهراء (ع) في هذا المسير ، فلقد شعرت بأنها تسير مع الهاشميات العائدات إلى كربلاء من الشامات ، نعم أخذتني أقدامي إلى ما هو أبعد من المسير بين الحشود المليونية أخذتني أقدامي إلى ساكن التربة الزاكية وصاحب القبة السامية الذي طهره الجليل وناغاه في المهد ميكائيل، إلى هناك في أول الخطوات كنت أطير بسرعة وبنعومة الحرير ، رفعت رأسي مرات قليلات وكانت لرؤية تلك الرايات التي أعلنت عدم الخنوع والخضوع لأي من الأدعياء وأولاد اللعناء، والتي قد ارتفعت لتزيين الطريق المؤدي إلى كربلاء وإشهار الولاء وهي ترفرف بالحق وتصرخ معنا "لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين " .

فصرت أنظر لحظةً يميناً ولحظةً شمالاً أبحث عن ذلك

الموكب الطاهر أبحث عن أطفال يلوذون بنساء مسبيات
وعليل عظيم يسير في الصحراء وحيداً مقيداً ! ، أبحث عن موكب خرج لرحلة تُسَمّى "رحلة احقاق حق" .. ، وذكرت في تلك الثواني المعدودات بعض الحروف والكلمات التى كتبتها في صغري .. ____________________________

(1) كامل الزيارات ، ص ١٥٢ .
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.

🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
تابع للحلقة 16

رحلة إحقاق حق ..

اطفال ، نساء

رجال ، محاربون

وصلوا إلى أرض دموية

سألوا عنها ، فقيل كربلاء أي كرب وبلاء

فجأة .. انشقت السماء

تفجرت العيون

سبحت الأجسام في محيط الدماء

سيف ملقى ..

جسد مدمى ..

أشلاء مقطعة ..

آه .. آه

إلى أين ستصل القافلة ؟!

و فجأة ماتت طفلة ؟!

بكاء .. وعويل

صراخ .. ونحيب

ذهول .. وجراح

يا الله .. الى متى سنستمر في الطريق ؟!

متى سنصل عند الحاكم

لا انسى في الطريق

إذ عيَّرونا بمصاب الرأس

و ذكَّرونا بالمحراب

و لم ينسوا الباب

و في المقدمة رأس الظامي

و من خلفنا كفّا الساقي

في جامعهم ..

خطب الإمام الهمام

اين صاحب الرأس (الضرغام)

في جمع أولئك الطّغام

بلسان القرآن

فبهت النشوان

فأمر برفع الأذان

ولم يأن الأوان

ولكن الإمام زلزل منهم الأركان

وكيف لا .. ؟

فهو من بيت حكمة ..

ومهبط الوحي ..

ومختلف الملائكة ..

هو زين العباد ..

هو علي السجاد ..

رجعنا إلى موطن الأجساد

فرأينا جسداً وسط الميدان

ملقى عليه طفل

وآخر ملقىً

هناك أم ثكلى على جانب النهر

.. ها هنا اختل الميزان ! ...

آلآم

مزقت عيون الشمس

دمرت ضياء الأقمار

وصلنا إلى الديار

هيجان .. إعصار

طوفان .. زلزال

ذاك ما لقيناه ! ..

من بعيد - أم - قادمة

حولها ملائكة باكية

سألت عن ابنها

فأخبرها بشر عن مصارع أبناء

سقطت حين علمت

بنبأ العمود

قالت لم اسأل بني الأربعة

بل عن ابن أبي تراب ؟

قيل لها قتل وسقط في البيداء

دوي .. بركان

تجمعت السماء لتخفي ما جرى

ولكنها أبت .. إلا أن تصب دماء

إتجهت - الأم - إلى الدار

إلتقت سيدة الأحزان

وبدأن بالتذكر

- إتهام بالهجر وطغيان -

- ضلع كُسِرَ خلف الباب -

- رأس فلق في المحراب -

- كبد لُفِظَ على التراب -

- أصحاب ذكروا الرحمن -

- شهم قاتل الفرسان -

- طفل سقط على الرمضاء -

- رأس .. كفان .. وعيون .. ودماء -

- رأس محمول -

- جسد ملقى -

- بدن مسلوب -

- خنصر مبتورة -

- محمل هز العروش -

وهذا كله

لأجل رضا الرحمن

و هل تصدق ؟

... إنها

رحلة إحقاق حق

ولكنها

ضُرِّجَت بدماء الشهداء !!
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.

🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السابعة عشر
.
.
🌻صور من لغة المسير ،، _______________________

《 فاطمة .. مرت من هنا .. 》

الطريق عبارة عن شريط يستعرض الكثير من المواقف
التي لا يمكن أن تراها إلا في هذا الطريق العظيم، ففي هذه اللحظات... إكتشفت أن هذا المسيريعزف لحن عشاق
للرحمن لا للدنيا أو لرضا أي إنسان ..

أولى الصور التي بانت في الأفق فور وقوفنا للتزود من الماء مرور موكب لتمثيل حال السبايا .. هنا أهرقت الماء من فمي ! وصارت عيناي تنظران إلى سكينة والرباب وزينب (ع) و هن يُضرَبن بيد الأشقياء اللعناء ، وأمامهم الرؤوس المشالات يلوح بها أمام بنات الزهراء (ع)،

هنا نظرت الكوفة ولحظة الدخول إلى أرض الغدر وقرب قصر الإمارة عندما رمي رأس مولاي الحسين (ع) بحجر لعين من امرأة ملعونة أسقطت النور إلى الأرض فتركت في قلب زينب جرحاً باقياً في الدهور .. فور رجوع خيالي من الكوفة نظرت إلى الموكب ، آه .. آه ..

لم أجد طفلة صغيرة تكنى برقية بين هذا الموكب الجليل الحزين لكنني شاهدت رداءً ملطخاً بالدماء بيد زين العباد (ع) يحمله وهو يبكي وعمته زينب الكبرى (ع)

تناجي الحسين (ع) وتقول : العذر .. العذر .. يا شقيق فؤادي فها أنا ذا عائدة اليك ولقد حافظت على الأطفال وكما أوصيتني يا نور عيني ولكني ولكني فقدت مني طفلة حبها في القلوب عظيم .. فقدتها في الأحزان والآلام في خربة الشام ودفنتها هناك فبقيت معنا طيفا لا يزول .

و أجمل الصور التي ارتسمت أمام عيني هي صورة أب
يسير في هذا المسعى العملاق الى كربلاء وبيده طفله الصغير بلا تعب أو خوف أو حتى كلام ، فحتى الطفل الصغير يناجي نفسه بــ لطميات مشهورة للكثير من الرواديد وكأنه يواسي إمامنا الباقر (ع) في هذا المسير وشاهدت أباه يمسح بيده على رأسه ، هنا أغمضت عيني وسافرت لأنظر حميدة بنت مسلم وهي تقول للحسين(ع) لِمَ عَمَّاه! تمسح على رأسي كما يُمسَح على رؤوس الأيتام.. ؟

فكان جواب الحسين (ع) دمعة سُكِبَت لتخلد ذكرى اليتم والأيتام في مسير كربلاء، إن هذا الوالد كان يسير بشوقه إلى أرض الموت إلى أرض كربلاء، وفي جزء من الثانية أحس الطفل بالتعب وا لإعياء فرفعه أبوه على ظهره وقال :

[ ابني أقلك شي هاي اولاد الحسين (ع) ما شالوهم مثل ما آني شايلك هنا ، لا بابا هُمَّهنا ضربوهم طول الطريق ]

بكت عيناي بلا أي سابق إنذار فهذا الأب قد نعى الحسين (ع) وآله بالتفاتته هذه ! ، ..

الكلمات تقف وتعجز عن وصف هذا الغرس الثقافي
للابن من قبل أبيه المشتاق،

وصورة أخرى من صور الموكب

البشري الذي يسير إلى أصحاب الرؤوس المفرقة عن الأبدان، هي صورة أم عرفت معنى أن تكون من زوار الحسين (ع) في الأربعين، فهي تمشي وتخاف أن يضيع ابنها الصغير بين هذه الحشود المليونية فقررت ربط يدها بقماش أخضر اللون تعبيراً عن الولاء لراية العباس (ع) وكان طوله معقولاً بحيث إن تعب الولد الصغير فإنه يخفف من سرعة سيره من دون أن يضيع من أمه ..

و حقاً كم هو كبير قلب الأم أن يكون في العراء يقطع السير في الصحراء وهو ما لقيه وكابده علي والزهراء وكانت بينهم تلك الحوراء (ع) لكم هو عظيم هذا الإحساس والشعور ..

أحسست بأن السعي إلى كربلاء هو مأمن للقلب من كل داء، وهناك صورة أشجت قلبى كثيراً وأحسست معها بأهمية هذا النداء " لبيك يا حسين " لمن يعيش العزاء في أيامه..

نعم إن الحسين (ع) خالد بإرادة الرحمن ذي الجلال والسلطان ولن يقهر زواره طغيان حكام الزمان أو حتى جور البشر وظلم الإنسان ،

صورة مبكية أخرى رأيتها وهي أم أخرى تسير بما هو دون الحذاء وكنت أسمع وقعه على الأرض تارة وصوت سحبه عليها تارة أخرى فكان هذا الصوت يدمر عقلي فعجزت عن التفكير وجعلت أصرخ .. يا حسين .. وهذه الأم تمسك بيدها حبلاً طويلاً ومتيناً وخلفها طفل صغير جداً جعل من سلة الفاكهة مركبة سريعة له ! ، ومعه راية صغيرة كتب عليها « لبيك ياحسين»، حقاً كم هو العشق مجنون وهؤلاء جميعهم فُتنوا في الحسين (ع) وهو جنون مستحب في نظري وعقلائي جداً

وأصبح لدي يقين في أن من لا يجن في الحسين (ع) هو إنسان لم يفقه أجمل وأرقى و أجَلّ معاني العشق والحب والهوى.

و كانت هناك صورة لها وقع ذو رنين وصدى يصل إلى
سماء كربلاء، وهي صورة موكب لايضم أحداً من الرجال
وإنما هو موكب للنساء يسير وينادي « يا زينب .. يا زينب» ..

كانت هناك حالة حزينة جداً في تلك اللحظات فهذه النسوة مشين من أرض النجف إلى كربلاء حوالي الثمانين كيلومتراً بلا كلل أو حتى خوف أو بحث عن رجال تحميهن في الطريق ..

فقط كانوا يسرن بعشق زينب الحوراء (ع)، وهذا ما جعل هذا الموج يبكي وهو يمشي .. ما هي كربلاء ! ، إلى الآن لم أستوعب كمية العشق الممزوجة بالهواء الذي نستنشقه فالمناظر هنا تضج بالكبرياء وهي لا تنضب وتسقي حتى ماء الحياة ! ، فهي حقاً مفعمة بالحب والعطاء من وحي أبي الأحرار (ع) .
.
#يتبع
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثامنة عشر
.
.
🌤 في الصباح ،، ___________________

《 القبور صارت خالية ..
فالكل متجه إلى كربلاء 》


مع صوت الأذان كانت صلاة الصبح ذات روعة لا متناهية قد خرجت عن قوانين البشر لأنها قانون إلهي رباني،

فخرجنا من تلك الخيام مهرولين .. فاليوم هو اليوم الموعود اليوم سألتقي كربلاء، لكن ! وبعد ساعات معدودات - كان جميع من يمشي في هذا المسير وكما عهدتهم مشتاقين إلى كربلاء ومتعطشين للقاء بتلك الأراضي،

وأنا في ذلك الطريق سألت أحدهم سؤالاً ويبدو أنني قد سحقت قلبه فقلت عجبت لمن لا يبكي زينباً .. ؟لأني كنت أستمع إلى قصيدة فيها ذكر زينب (ع) فدمعت عيناي فسألني أحد الساعين ولماذا البكاء ! فبعد قليل سنصل إلى موطن الإباء .. !

وددت لو أشرح له ولكن الدمع لم يُعنّي على ذلك فتركت الإجابة بين يديه ! وتركت تلك الدمعة لتحاكيه وتخاطبه وتخبره بما جرى على تلك الأرضي التي سقيت بالدماء ..

وهنا كان الموعد مع التوقف الأخير لصلاتي الظهر والعصر وتناول الغداء وبعدها نكون قد دخلنا إلى مواطن المجدلين في الفلوات .. وفي هذه الأثناء كانت صورة أخرى من صور الولاء لشهيد الشهداء (ع) ..

شاهدت أطفالاً نذروا أنفسهم ليريحوا اقدام الساعين إلى كربلاء وذلك بتقديم خدمة الــ[مساج] او التدليك للأقدام بمختلف انواع الدهون الطبية التي وفرها لهم الأطباء، حقاً لقد كانت منظراً عجيباً خدمتهم هذه !

ولم أسمح لنفسي إلا أن أسجل هذا الأمر في مذكراتي وذلك للتأريخ ليعرف كم هو فخر وشرف أن يكون الإنسان زائراً للحسين (ع) في الأربعين ، وكم من البشر يمنون أنفسهم بأن يكونوا خداماً لخدمة الحسين (ع) لينالوا تلك المنزلة العظيمة التي يلقاها هؤلاء الزوار ،

بعدها كنت أمشي وأردد " كل قطرة دم بشرياني تهتف بسمك يا حسين، روحي شلون تظل بجسمي من أذكر جسمك يا حسين، جسمي مو أغلى من جسمك، دمي مو أغلى من دمك يا حسين " ، وكنت في بعض الأحيان أصرخ دون أن ازعج مَن حولي بهذا الصراخ ! ..
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_التاسعة عشر
.
🍂 وصلت موطن البكاء ،، ______________________

《 سليل النفوس الطاهرات ،
ساجد جنب الفرات 》


دخلت ارضاً يقال لها كربلاء، كيف عرفت ! .. فقط نظرت
إلى الوجوه الباكيات فعرفت بأنني صرت في موطن البكاء والدماء ، وفور دخولي إلى تلك الأراضي سمعت نداء لم أكن قد سمعته في الطريق قبيل الدخول إلى كربلاء ! ،

سمعت نداءاً يعلو السماء ويردد " حي على خير العمل أيها النبلاء " ، وإلى الآن لا أعرف مصدر هذا النداء فلا مذياع أو سماعات كانت تصدح بمثل هذا القول ولكنني سمعته ! .. وهنا بدأت بترديد القصيدة الشهيرة ..

جينا ننشد كربلاء مضيعينها
بيها زينب قالو ميسرينها

جينا ننشد كربلاء مضيعينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها

يسروها و لا لها واحد فزع
شال حادي ضعونها بساع و قطع

جينا ننشد وين أبو فاضل وقـع
ما تدلونا الشريعة وينها

بس أشوفه و العتب مني يزود
و أدري ابو فاضل على النخوة يجود

عذرة حـقه يـقول مـقطوع الزنود
حال ملـك الموت بينه و بينها

جينا ننشد كربلاء عليها العتب
نـقول هاي رجال و تدور الغلب

حرمة زينب بأيش مطلوبه بذنب
فوق قتل حسين و مسلبينها

أرد انشدك كربلاء عن النزيل
شلون ضعن الحرم شال بلا دليل

ﭼـان قلتيلي يعاونه العليل
بالمرض مشدوه وينه و وينها

أرد انشدك هم صدق بالشام عيد
و حطو بطشت الذهب راس الشهيد

و من نشد زينب بديوانه يزيد
قاعده لو واقفة مخلينها

جينا ننشد عالعليل من انولة
فوق ضعف المرض هلبلوى ابتلى

ليش ما غاصت بأهلها كربلاء
من قطع بالسيف راس حسينها

جينا ننشد كربلاء و زين العباد
الروس شالوها و بـقت بس الأجساد

شلون جسمك سيدي من المرض باد
ما حصل واحد حظى بتـكفينها


عن عبدالله بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :

إن لزوار الحسين بن علي (ع) يوم القيامة فضلاً على الناس، قلت : وما فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً ، وسائر الناس فى الحساب والموقف(1)

كان لهذه الكلمات صدى بين الجموع التي أمشي بينها وكانوا يرددون بلا تعب أو إعياء « جينا ننشد كربلا »

وكان هذا النداء هو نداء الحرية ونداء الرغبة في اللقاء ونداء لحسين الذي لا يعلوه نداء . ___________________________

(1)كامل الزيارات / ص 148
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_العشرون
.
💙 وطن التضحية ،، ____________________

《 أنا مفتون بذلك البكاء .. 》


كنت أمشي مع الجمع ولا أعرف متى سألتقي بتلك القبة
الذهبية التي تحتها جسد العباس (ع) أو تلك القبة الذهبية الأشد حزناً والتي تحتها مهوى جسد الحسين (ع) وموطنه،

فلا أنا أعرف ! ولا من يعرف يرضى أن يتكلم !

فالجميع حفاة الآن يمشون وتلك الأحمال [الحقائب] على ظهورهم وهم لا يشعرون بها فبعد قليل سيكون اللقاء بسيد الشباب والشجعان ؛ بالعباس (ع) أو الحسين (ع) ، مشيت في زقاق صغير وضيق وبعدها عبرت شارعاً كبيراً وكنت أعتقد بأني الآن سأرى إحدى القباب ولكنني إلى الآن لم أشاهد شيئاً فصرت أبحث وأنظر الجميع يمشي ويبكي ، أجل .. فهذه الأرض جرت فيها الويلات وعلت الآهات على آل الأئمة السادات ففي هذه الأرض داست الخيل صدر القرآن ! ، وفجأة ودون سابق إنذار توقفت الجموع أمامي وأنا أسير لعقلي وأفكاري .. أمشي معهم وكأني شخص حكم عليه بالبكاء مدى الدهر في هذه البقاع .. هنا خرجنا من زقاق صغير ضيق ودخلنا في شارع رحب برحابة الفضاء وإذا بِعَينَيَّ تلتصقان بقبة تعانق السماء والطيور تقبلها وتحوم حولها بكل وفاء هنا توقفت لحظات ثم هويت خارّاً ساجداً لله تعالى شكراً ؛ وأنا عاشق تلك اللحظة في التأريخ ..

تلك اللحظة التي نظرت فيها إلى قبة العباس (ع) ؛ فطبعت قبلة على تلك الأرض لتسجل لي بأني قبلتها من أول نظرة وكم افتخرت الأرض بأن هنالك من قبلها وفي قلبه نداء [ لبيك عباس ]وبدأت مخاطباً سيدي ومولاي وأميري علي بن أبي طالب (ع) فأنا أعلم أنه معي في تلك الأثناء واللحظات العظيمة التي سلبت مني كل الأفكار وأخبرته بمقالة العباس

" العلم عالقاع يا حيدر يبويه ومنك أتعذر" وها أنا أشاهد تلك الراية التي لا تعرف الانحناء ولكنها سقطت لتسجل أعظم ملحمة في تاريخ الرايات وحكاية لا تعرف الذل والهوان من أجل رضا الرحمن، وبدأت بالمناجاة مع العباس وأنا أسأله .. أين هي الآن زينب .. ؟ ألم تصل إليك أيها العباس .. ؟ وبدأت بالانحناء في المسير لأني الآن صرت ممن مشى على أرض كربلاء ! ، لَكَم كانت ثقيلة تلك الخطوات فكنت أشعر بثقل الأكوان على ظهري وكأن العالم قد بدأ بالتباطئ هنا ليسجل الزمان بأني وصلت إلى الحلم الكبير ..

وصلت إلى كربلاء .. ورأيت قبة العباس (ع) ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الواحدة والعشرون
.
💦 الوضوء ،، ______________________________

《 وتوضأت من الدموع على الحسين !》

وصلت إلى الفندق لأرمي ما أحمل من أثقال على ظهري

وأغتسل غسلاً تشهد لي به الأنبياء، فأنا الذي قررت زيارة

العباس (ع) ، وإلى الآن لم أنظر إلى قبة سيد الشهداء (ع)،

ولكني سأزور مقطوع الكفوف وأخاه قطيع الوتين، بعد ثوان ..

وتوضأت وهنا تذكرت ، أن الحسين (ع) توضأ بالدماء

وغسل بالجراح، والعباس (ع) قرر الوضوء ولكن بلا كفين

ولا عينين بل بقلب ورئتين، حين نادى : أخي يا حسين ..

كان النداء كفيلاً بتغسيله من الدماء.. فخرست أصوات

السيوف وخبت نشوة الأعداء فور سماعهم لهذا النداء ! ،

كنت أقطن في فندق يطل على قبة العباس (ع) من جهة

باب العلقمي، وكان اسم هذا الفندق [قربة العباس (ع)]

ولهذا الاسم معي حكاية بكاء فور وقوفي أمام أبوابه

لألاقي أبواب سيد التضحيات ، وتم تفتيشي لأكون خالياً

من المواد المفجرة ولكن المفتش لمس قلبي ؛ ذاك المفتون

بالدخول إلى هذا المكان المقدس ولامس بقية أجزاء

جسدي المترقبة الوالهة وشعر بذاك الحرمان الذي خطته

يد الزمان ، فقرر المفتش الإسراع بعد أن نظر إلى بريق

عيني المتوهج فى وجهه .. فقال بكل هدوء : أسألك

الدعاء .. وفور أن هممت بالدخول إلى الحرم العطشان ! ،

صافحت الأبواب ووقفت وقفة العبد الذليل الخاضع

للمولى العزيز الجليل ، وسلمت على أحد عباده المخلصين

الذين أفنوا حياتهم رغبة في رضا الرب الكريم ، وكان

للماء كبرياء شاهدته ونطقت به عيناي في ذلك الحرم

المهيب .. ودخلت إلى موطن العز والكبرياء ...
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثانية والعشرون
.
🕌 حرم راية الأنبياء ،،
________________________

《 راية تناقلتها الأجيال و سيرفعها
صاحب الزمان (عج) 》


" السلام على العبد الصالح " دخلت قصر العباس بن علي
بن أبي طالب (ع) .. وصرت مع جميع الأنبياء والملائكة والأتقياء، أخذتني الرجفة وقرأت إذن الدخول والزيارة وهممت بالدخول لملامسة ضريح قطيع الكفين، ولا أنسى حينها إذ أمطرت السماء وبكت معي وبدأنا بتغسيل الجراحات ؛ تارة دمعي يجري وأخرى السماء تجيب ! ،

وقفت مع الحشود المليونية بانتظار رؤية ذاك الشباك الطاهر وفور ما رأيته وإذا بجسدي يرتجف ويسقط على الأرض ليقدم قربان البكاء .. وكان عليَّ أن أملأ تلك القربة التي حملها فسقطت مع اللواء ببعض من دموع الولاء، وفجأة وقفت قرب الباب الذي سيدخلني لألامس ذاك القبر الطاهر وبدأت الحشود تصرخ " لبيك يا عباس .. لبيك يا عباس ..لبيك يا عباس " دون توقف وبصرخات يُسمع من خلالها صوت الدموع والصلاة !،

حقاً كان سحراً ليس بغامض فهذا هو قاضي الحاجات ومفرج الكربات وهو ابن سيد. الوصيين وأمير المؤمنين (ع) ولم يزل هذا النداء يدوي ؛ فور أن دخلنا العتبة المقدسة أصبح النداء مع الملايين " واويلي على العباس .. واويلي على العباس "

وهنا لم أتمالك نفسي فبدأت بالصراخ وكانت الكلمات تخرج دون أي إذن أو حتى اختيار فهي تخرج لأجل ذلك الإنسان فقط ، وحاولت الوصول لألامس قبر الوفاء ، وفجأة وأنا مملوء بالبكاء والعويل والنحيب وقف رجل أمامي وفتح الطريق لأعانق الشباك وكان يهمس في أذني :

خذ حاجاتك الآن ، وعندها تذكرت أمي وأبي وأخوتي واثنين من الأحباب فقط وقد أحسست بأنه قد تم الاختيار وفي منتصف البكاء والخطابات تذكرت حاجة سألنيها أحد الأصدقاء فهو زوج لم يُرزَق بأبناء فقلت للسَّقّاء إن حاجته في يدك أيها المعطاء، ولازلت ملاصقاً للشباك وأنظر القبر بعيني وأذرف تلك الدموع بلا رقيب يقتطع تلك اللحظات ؛ و هنا صرخت بنداء " يا عباس جيب الماي لسكينة "

وفي هذه اللحظة صار الجميع يردد نفس النداء ! ، وصارت سكينة محور الأملاك وشاهدت الحرم يهتز وكأن العباس (ع) يرغب بالخروج ليأتي إليها بالماء ولكن كيف ؟! إنه بلا كفين ! .. ،

وبعدها شعرت بالإختناق وأصبحت لدي رغبة في البكاء في إحدى الزوايا منعزلاً وحيداً دون هؤلاء البشر ، فظهر لي نفس الرجل ؛ ذاك الذي أدخلني فدفعني بكفه لأصل إلى موقع الخروج من الحرم ! ،

وإلى الأن أنا أرتجف من تلك اللحظات ومن ذاك الإنسان .. فإنني لم أشاهده بعدها في الحرم أو حتى إلى جانب الجدران ! ،

وقررت الصلاة لأنه قد دخل وقت صلاتي المغرب والعشاء وكان للصلاة هناك جمال ليس له مثيل ، ولم أنسَ أم البنين (ع) ؛ قاضية الحاجات وعاشقة الحوراء والزهراء...
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثالثة والعشرون
.
🍂 زحف ،، _____________________

《 أيا زينبُ كيف هو السعي
بين العباس والحسين .. ؟ 》

خرجت من أحد الأبواب ونظرت وإذا بِقُبَّةِ مَنْ بَكَت عليه
السيوف وغنت غناء العاشقين " لبيك يا حسين " وهنا شعرت بأن للبكاء نغمة خاصة في لفظة " حسين "، فخررت ساجداً باكياً مبتهلاً شاكراً لله تعالى أن مَنَّ عَلَيَّ بزيارة مولاي الحسين (ع) لألامس قبره الشريف ،

وأكملت سجودي بالزحف مع بعض الزاحفين إلى القبر الشريف وموطن الجسم السليب والشيب الخضيب والثغر
المقروع بالقضيب ، هنا في هذا المكان ركضت زينب (ع)
بين العباس (ع) والحسين (ع) .. أجل .. الحسين الذي في كل حرف من حروف اسمه وكل قطرة من قطرات دمه أنشودة خلود أبدية ، فور سقوطي للزحف تذكرت الأطفال الذين زحفوا ليصلوا إلى جسد الحسين (ع) بين طعنات الرماح وضرب السيوف وهجوم الأعداء ، هنا سُجِّلَت أروع ملاحم الوفاء لأبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .. حقاً لا أتمكن من وصف تلك اللحظات .. زحف يَتَرَنَّم بالبكاء والدماء، و خَدٌ تريب يواسي الخدور المحروقات للنساء الطاهرات ؛ لقد
عفرت وجهي وجلدي الناعم بتلك الأرض ؛ فهذه الأرض هي التي عانقت دماء الشهداء وسيدها ساكن كربلاء ، هنا عرفت حقاً كيف مشت زينب (ع) من العباس إلى الحسين ومن الحسين إلى العباس ؛ لقد كانت تسقط وتنهض لتصل إلى العشق ولا أدري كيف كانت الطاهرة العالمة تتمكن من الوصول !

فأنا السليم المعافى الصغير تعبت في منتصف الطريق ؛ ولقد كنت أستمع إلى صنوف النعي التي جعلتني أتوقف لحظات لأجدد النحيب والصراخ !

وقبل وصولي إلى بوابة جنة السماء ، وعرش الله وروضة الأنبياء في الجنان سألت الرحمن أن يجعلني ممن يضجون ويبكون على الحسين (ع)

أما زينب (ع) فهي العظيمة والمرأة الكبيرة التي لها أبناء شهداء وأخوة قُطِّعَت أوصالهم في البيداء ؛ تلاحقها ألسنة النيران وتحوم حولها الخيول وتتلوى عليها السياط وتسمع صراخ النساء وعويل الأيتام و تُقَلِّب طرفها فلا ترى لها ناصراً ولا معيناً سوى الله ..

« يا ساعد الله قلبك يا زينب » .. وفور الوصول ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba