الطريق إلى التوبة
5.99K subscribers
10.2K photos
388 videos
243 files
5.34K links
قد تركتُ الكُلَّ ربّي ماعداك
ليس لي في غربةِ العمر سِواك...
حيثُ ما أنتَ فـ أفكاري هُناك..
قلبي الخفاقُ أضحۍ مضجعك..
في حنايا صدري أُخفي موضعك..

اي استفسار او ملاحظة ارسلها حصرا على هذا البوت

@altaubaa_bot

فهرس القناة
https://t.me/fhras_altauba
Download Telegram
فور توقفنا لإقامة صلاتي الظهر والعصر كنا قد قررنا أن
نتناول وجبة الغداء والراحة إلى يوم غد لنكمل المسير ونصل إلى كربلاء المقدسة، فكنت حزيناً بعض الشيء لأن الجمع لا يمكنه المواصلة لأكسب بعض الدقائق الجميلة في كربلاء،

لكنني خضعت لأوامر المجموعة وأصبحت جالساً أراقب
المواكب التي تمر على موكبنا بعد الفراغ من وجبة الغداء المعدة من أجل زوار أبي عبد الله الحسين (ع) وبعد الصلاة، وكان للنوم نصيب لراحة الأبدان وبعد ذلك دخل وقت صلاة المغرب

والعشاء فصلينا وتناولنا وجبة العشاء التي كانت سريعة جداً وبعدها دخل وقت النوم ! ، كان الوقت في هذه الرحلة يمشي بسرعة كبيرة جداً لا يمكن وصفها، ولكنني قررت بنفسي أن اقتطع بعض الدقائق من وقت نومي ونهضت خارجاً من الخيام وإذا بالمطر يغزو الأرض وهو رحمة من رب السماء وذلك لأن الهواء كان محملاً ببعض التراب ولكن المطر قال كلمته العليا وغسل الأجواء ، وحقاً تجلت هيبة المطر في ليل المسير واكتشفت أن كل الطرق تؤدي إلى كربلاء وهذا المطر هو لإعانة [المشاية] للوصول إلى موطن العشاق حقاً مميزة كانت وعظيمة تلك الليلة فعرفت فيها أن الصحراء أيضاً تبكي الحسين (ع) بأنين وإلتزام وتعلق بأقدام الزوار لتعانق تلك الأراضي المقدسة نعم إن رمال الصحراء تنتقل من الديار كما نحن ننتقل ولكن ..

لها طريقتها الخاصة بها، ورغم وجود الجموع في الصباح الباكر إلا أن في المساء كانت هناك جموع صغيرة تمشي تحت المطر بطريقة لا يفارقها الوقار فشعرت حينها بأن
الدمع قد قرر التحرر من مآقيه .. إن هذه القفار حقاً ملهمة وهي مسلوبة الأفراح ومليئة بالأتراح، وهنا في هذه اللحظات وقبل أن أقرر العودة إلى الخيام لأنال القسط الذي سمحت لنفسي أن آخذه، من النوم، سافرت في عالم الخيال قليلاً وشاهدت موكباً بهياً يسافر معنا ويحلق فوق الغيوم الباكيات ومعهم ثوب المجد المدمى و خنصر لجسد لم ينحَنِ للطغيان ، ‏و هذا الموكب يمارس كل الشعائر أيضاً فأراهم لاطمين باكين مغبرة رؤوسهم يمشون الى كربلاء ولكن في طريق السماء ! وأحسست بأن هذا هو حج العاشقين والناسكين والعارفين، كلهم متجهون إلى من الشفاء في ترتبه واستجابة الدعاء تحت قبته ..

دخلت الخيمة وكلي هم وحزن .. كيف سأنام هذه الليلة ..؟ لا أدري ولكنني أعرف بأن البكاء أخذ مني إذناً للدخول الى قلبي بسرعة تفوق سرعة الضوء والصوت ، و هنا سمعت كلمة ! « أتنام في الخيام ، والسبايا تشتكي الآلام ! » هذه الكلمة جعلت وسادتي تبتل من فيض الدموع فبنت لا أعرف إن كنت نائماً على وسادة أم على سطح بحر هائج ؟! ، فذكر السبايا جعل مني شخصاً مزعجاً في وقت النوم ولم أجد من يعينني في هذه اللحظات على هذا البكاء غير زينب والزهراء (ع)
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثامنة عشر
.
.
🌤 في الصباح ،، ___________________

《 القبور صارت خالية ..
فالكل متجه إلى كربلاء 》


مع صوت الأذان كانت صلاة الصبح ذات روعة لا متناهية قد خرجت عن قوانين البشر لأنها قانون إلهي رباني،

فخرجنا من تلك الخيام مهرولين .. فاليوم هو اليوم الموعود اليوم سألتقي كربلاء، لكن ! وبعد ساعات معدودات - كان جميع من يمشي في هذا المسير وكما عهدتهم مشتاقين إلى كربلاء ومتعطشين للقاء بتلك الأراضي،

وأنا في ذلك الطريق سألت أحدهم سؤالاً ويبدو أنني قد سحقت قلبه فقلت عجبت لمن لا يبكي زينباً .. ؟لأني كنت أستمع إلى قصيدة فيها ذكر زينب (ع) فدمعت عيناي فسألني أحد الساعين ولماذا البكاء ! فبعد قليل سنصل إلى موطن الإباء .. !

وددت لو أشرح له ولكن الدمع لم يُعنّي على ذلك فتركت الإجابة بين يديه ! وتركت تلك الدمعة لتحاكيه وتخاطبه وتخبره بما جرى على تلك الأرضي التي سقيت بالدماء ..

وهنا كان الموعد مع التوقف الأخير لصلاتي الظهر والعصر وتناول الغداء وبعدها نكون قد دخلنا إلى مواطن المجدلين في الفلوات .. وفي هذه الأثناء كانت صورة أخرى من صور الولاء لشهيد الشهداء (ع) ..

شاهدت أطفالاً نذروا أنفسهم ليريحوا اقدام الساعين إلى كربلاء وذلك بتقديم خدمة الــ[مساج] او التدليك للأقدام بمختلف انواع الدهون الطبية التي وفرها لهم الأطباء، حقاً لقد كانت منظراً عجيباً خدمتهم هذه !

ولم أسمح لنفسي إلا أن أسجل هذا الأمر في مذكراتي وذلك للتأريخ ليعرف كم هو فخر وشرف أن يكون الإنسان زائراً للحسين (ع) في الأربعين ، وكم من البشر يمنون أنفسهم بأن يكونوا خداماً لخدمة الحسين (ع) لينالوا تلك المنزلة العظيمة التي يلقاها هؤلاء الزوار ،

بعدها كنت أمشي وأردد " كل قطرة دم بشرياني تهتف بسمك يا حسين، روحي شلون تظل بجسمي من أذكر جسمك يا حسين، جسمي مو أغلى من جسمك، دمي مو أغلى من دمك يا حسين " ، وكنت في بعض الأحيان أصرخ دون أن ازعج مَن حولي بهذا الصراخ ! ..
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_التاسعة عشر
.
🍂 وصلت موطن البكاء ،، ______________________

《 سليل النفوس الطاهرات ،
ساجد جنب الفرات 》


دخلت ارضاً يقال لها كربلاء، كيف عرفت ! .. فقط نظرت
إلى الوجوه الباكيات فعرفت بأنني صرت في موطن البكاء والدماء ، وفور دخولي إلى تلك الأراضي سمعت نداء لم أكن قد سمعته في الطريق قبيل الدخول إلى كربلاء ! ،

سمعت نداءاً يعلو السماء ويردد " حي على خير العمل أيها النبلاء " ، وإلى الآن لا أعرف مصدر هذا النداء فلا مذياع أو سماعات كانت تصدح بمثل هذا القول ولكنني سمعته ! .. وهنا بدأت بترديد القصيدة الشهيرة ..

جينا ننشد كربلاء مضيعينها
بيها زينب قالو ميسرينها

جينا ننشد كربلاء مضيعينها
جينا ننشد كربلاء مضيعينها

يسروها و لا لها واحد فزع
شال حادي ضعونها بساع و قطع

جينا ننشد وين أبو فاضل وقـع
ما تدلونا الشريعة وينها

بس أشوفه و العتب مني يزود
و أدري ابو فاضل على النخوة يجود

عذرة حـقه يـقول مـقطوع الزنود
حال ملـك الموت بينه و بينها

جينا ننشد كربلاء عليها العتب
نـقول هاي رجال و تدور الغلب

حرمة زينب بأيش مطلوبه بذنب
فوق قتل حسين و مسلبينها

أرد انشدك كربلاء عن النزيل
شلون ضعن الحرم شال بلا دليل

ﭼـان قلتيلي يعاونه العليل
بالمرض مشدوه وينه و وينها

أرد انشدك هم صدق بالشام عيد
و حطو بطشت الذهب راس الشهيد

و من نشد زينب بديوانه يزيد
قاعده لو واقفة مخلينها

جينا ننشد عالعليل من انولة
فوق ضعف المرض هلبلوى ابتلى

ليش ما غاصت بأهلها كربلاء
من قطع بالسيف راس حسينها

جينا ننشد كربلاء و زين العباد
الروس شالوها و بـقت بس الأجساد

شلون جسمك سيدي من المرض باد
ما حصل واحد حظى بتـكفينها


عن عبدالله بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :

إن لزوار الحسين بن علي (ع) يوم القيامة فضلاً على الناس، قلت : وما فضلهم ؟ قال : يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاماً ، وسائر الناس فى الحساب والموقف(1)

كان لهذه الكلمات صدى بين الجموع التي أمشي بينها وكانوا يرددون بلا تعب أو إعياء « جينا ننشد كربلا »

وكان هذا النداء هو نداء الحرية ونداء الرغبة في اللقاء ونداء لحسين الذي لا يعلوه نداء . ___________________________

(1)كامل الزيارات / ص 148
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_العشرون
.
💙 وطن التضحية ،، ____________________

《 أنا مفتون بذلك البكاء .. 》


كنت أمشي مع الجمع ولا أعرف متى سألتقي بتلك القبة
الذهبية التي تحتها جسد العباس (ع) أو تلك القبة الذهبية الأشد حزناً والتي تحتها مهوى جسد الحسين (ع) وموطنه،

فلا أنا أعرف ! ولا من يعرف يرضى أن يتكلم !

فالجميع حفاة الآن يمشون وتلك الأحمال [الحقائب] على ظهورهم وهم لا يشعرون بها فبعد قليل سيكون اللقاء بسيد الشباب والشجعان ؛ بالعباس (ع) أو الحسين (ع) ، مشيت في زقاق صغير وضيق وبعدها عبرت شارعاً كبيراً وكنت أعتقد بأني الآن سأرى إحدى القباب ولكنني إلى الآن لم أشاهد شيئاً فصرت أبحث وأنظر الجميع يمشي ويبكي ، أجل .. فهذه الأرض جرت فيها الويلات وعلت الآهات على آل الأئمة السادات ففي هذه الأرض داست الخيل صدر القرآن ! ، وفجأة ودون سابق إنذار توقفت الجموع أمامي وأنا أسير لعقلي وأفكاري .. أمشي معهم وكأني شخص حكم عليه بالبكاء مدى الدهر في هذه البقاع .. هنا خرجنا من زقاق صغير ضيق ودخلنا في شارع رحب برحابة الفضاء وإذا بِعَينَيَّ تلتصقان بقبة تعانق السماء والطيور تقبلها وتحوم حولها بكل وفاء هنا توقفت لحظات ثم هويت خارّاً ساجداً لله تعالى شكراً ؛ وأنا عاشق تلك اللحظة في التأريخ ..

تلك اللحظة التي نظرت فيها إلى قبة العباس (ع) ؛ فطبعت قبلة على تلك الأرض لتسجل لي بأني قبلتها من أول نظرة وكم افتخرت الأرض بأن هنالك من قبلها وفي قلبه نداء [ لبيك عباس ]وبدأت مخاطباً سيدي ومولاي وأميري علي بن أبي طالب (ع) فأنا أعلم أنه معي في تلك الأثناء واللحظات العظيمة التي سلبت مني كل الأفكار وأخبرته بمقالة العباس

" العلم عالقاع يا حيدر يبويه ومنك أتعذر" وها أنا أشاهد تلك الراية التي لا تعرف الانحناء ولكنها سقطت لتسجل أعظم ملحمة في تاريخ الرايات وحكاية لا تعرف الذل والهوان من أجل رضا الرحمن، وبدأت بالمناجاة مع العباس وأنا أسأله .. أين هي الآن زينب .. ؟ ألم تصل إليك أيها العباس .. ؟ وبدأت بالانحناء في المسير لأني الآن صرت ممن مشى على أرض كربلاء ! ، لَكَم كانت ثقيلة تلك الخطوات فكنت أشعر بثقل الأكوان على ظهري وكأن العالم قد بدأ بالتباطئ هنا ليسجل الزمان بأني وصلت إلى الحلم الكبير ..

وصلت إلى كربلاء .. ورأيت قبة العباس (ع) ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الواحدة والعشرون
.
💦 الوضوء ،، ______________________________

《 وتوضأت من الدموع على الحسين !》

وصلت إلى الفندق لأرمي ما أحمل من أثقال على ظهري

وأغتسل غسلاً تشهد لي به الأنبياء، فأنا الذي قررت زيارة

العباس (ع) ، وإلى الآن لم أنظر إلى قبة سيد الشهداء (ع)،

ولكني سأزور مقطوع الكفوف وأخاه قطيع الوتين، بعد ثوان ..

وتوضأت وهنا تذكرت ، أن الحسين (ع) توضأ بالدماء

وغسل بالجراح، والعباس (ع) قرر الوضوء ولكن بلا كفين

ولا عينين بل بقلب ورئتين، حين نادى : أخي يا حسين ..

كان النداء كفيلاً بتغسيله من الدماء.. فخرست أصوات

السيوف وخبت نشوة الأعداء فور سماعهم لهذا النداء ! ،

كنت أقطن في فندق يطل على قبة العباس (ع) من جهة

باب العلقمي، وكان اسم هذا الفندق [قربة العباس (ع)]

ولهذا الاسم معي حكاية بكاء فور وقوفي أمام أبوابه

لألاقي أبواب سيد التضحيات ، وتم تفتيشي لأكون خالياً

من المواد المفجرة ولكن المفتش لمس قلبي ؛ ذاك المفتون

بالدخول إلى هذا المكان المقدس ولامس بقية أجزاء

جسدي المترقبة الوالهة وشعر بذاك الحرمان الذي خطته

يد الزمان ، فقرر المفتش الإسراع بعد أن نظر إلى بريق

عيني المتوهج فى وجهه .. فقال بكل هدوء : أسألك

الدعاء .. وفور أن هممت بالدخول إلى الحرم العطشان ! ،

صافحت الأبواب ووقفت وقفة العبد الذليل الخاضع

للمولى العزيز الجليل ، وسلمت على أحد عباده المخلصين

الذين أفنوا حياتهم رغبة في رضا الرب الكريم ، وكان

للماء كبرياء شاهدته ونطقت به عيناي في ذلك الحرم

المهيب .. ودخلت إلى موطن العز والكبرياء ...
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثانية والعشرون
.
🕌 حرم راية الأنبياء ،،
________________________

《 راية تناقلتها الأجيال و سيرفعها
صاحب الزمان (عج) 》


" السلام على العبد الصالح " دخلت قصر العباس بن علي
بن أبي طالب (ع) .. وصرت مع جميع الأنبياء والملائكة والأتقياء، أخذتني الرجفة وقرأت إذن الدخول والزيارة وهممت بالدخول لملامسة ضريح قطيع الكفين، ولا أنسى حينها إذ أمطرت السماء وبكت معي وبدأنا بتغسيل الجراحات ؛ تارة دمعي يجري وأخرى السماء تجيب ! ،

وقفت مع الحشود المليونية بانتظار رؤية ذاك الشباك الطاهر وفور ما رأيته وإذا بجسدي يرتجف ويسقط على الأرض ليقدم قربان البكاء .. وكان عليَّ أن أملأ تلك القربة التي حملها فسقطت مع اللواء ببعض من دموع الولاء، وفجأة وقفت قرب الباب الذي سيدخلني لألامس ذاك القبر الطاهر وبدأت الحشود تصرخ " لبيك يا عباس .. لبيك يا عباس ..لبيك يا عباس " دون توقف وبصرخات يُسمع من خلالها صوت الدموع والصلاة !،

حقاً كان سحراً ليس بغامض فهذا هو قاضي الحاجات ومفرج الكربات وهو ابن سيد. الوصيين وأمير المؤمنين (ع) ولم يزل هذا النداء يدوي ؛ فور أن دخلنا العتبة المقدسة أصبح النداء مع الملايين " واويلي على العباس .. واويلي على العباس "

وهنا لم أتمالك نفسي فبدأت بالصراخ وكانت الكلمات تخرج دون أي إذن أو حتى اختيار فهي تخرج لأجل ذلك الإنسان فقط ، وحاولت الوصول لألامس قبر الوفاء ، وفجأة وأنا مملوء بالبكاء والعويل والنحيب وقف رجل أمامي وفتح الطريق لأعانق الشباك وكان يهمس في أذني :

خذ حاجاتك الآن ، وعندها تذكرت أمي وأبي وأخوتي واثنين من الأحباب فقط وقد أحسست بأنه قد تم الاختيار وفي منتصف البكاء والخطابات تذكرت حاجة سألنيها أحد الأصدقاء فهو زوج لم يُرزَق بأبناء فقلت للسَّقّاء إن حاجته في يدك أيها المعطاء، ولازلت ملاصقاً للشباك وأنظر القبر بعيني وأذرف تلك الدموع بلا رقيب يقتطع تلك اللحظات ؛ و هنا صرخت بنداء " يا عباس جيب الماي لسكينة "

وفي هذه اللحظة صار الجميع يردد نفس النداء ! ، وصارت سكينة محور الأملاك وشاهدت الحرم يهتز وكأن العباس (ع) يرغب بالخروج ليأتي إليها بالماء ولكن كيف ؟! إنه بلا كفين ! .. ،

وبعدها شعرت بالإختناق وأصبحت لدي رغبة في البكاء في إحدى الزوايا منعزلاً وحيداً دون هؤلاء البشر ، فظهر لي نفس الرجل ؛ ذاك الذي أدخلني فدفعني بكفه لأصل إلى موقع الخروج من الحرم ! ،

وإلى الأن أنا أرتجف من تلك اللحظات ومن ذاك الإنسان .. فإنني لم أشاهده بعدها في الحرم أو حتى إلى جانب الجدران ! ،

وقررت الصلاة لأنه قد دخل وقت صلاتي المغرب والعشاء وكان للصلاة هناك جمال ليس له مثيل ، ولم أنسَ أم البنين (ع) ؛ قاضية الحاجات وعاشقة الحوراء والزهراء...
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الثالثة والعشرون
.
🍂 زحف ،، _____________________

《 أيا زينبُ كيف هو السعي
بين العباس والحسين .. ؟ 》

خرجت من أحد الأبواب ونظرت وإذا بِقُبَّةِ مَنْ بَكَت عليه
السيوف وغنت غناء العاشقين " لبيك يا حسين " وهنا شعرت بأن للبكاء نغمة خاصة في لفظة " حسين "، فخررت ساجداً باكياً مبتهلاً شاكراً لله تعالى أن مَنَّ عَلَيَّ بزيارة مولاي الحسين (ع) لألامس قبره الشريف ،

وأكملت سجودي بالزحف مع بعض الزاحفين إلى القبر الشريف وموطن الجسم السليب والشيب الخضيب والثغر
المقروع بالقضيب ، هنا في هذا المكان ركضت زينب (ع)
بين العباس (ع) والحسين (ع) .. أجل .. الحسين الذي في كل حرف من حروف اسمه وكل قطرة من قطرات دمه أنشودة خلود أبدية ، فور سقوطي للزحف تذكرت الأطفال الذين زحفوا ليصلوا إلى جسد الحسين (ع) بين طعنات الرماح وضرب السيوف وهجوم الأعداء ، هنا سُجِّلَت أروع ملاحم الوفاء لأبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) .. حقاً لا أتمكن من وصف تلك اللحظات .. زحف يَتَرَنَّم بالبكاء والدماء، و خَدٌ تريب يواسي الخدور المحروقات للنساء الطاهرات ؛ لقد
عفرت وجهي وجلدي الناعم بتلك الأرض ؛ فهذه الأرض هي التي عانقت دماء الشهداء وسيدها ساكن كربلاء ، هنا عرفت حقاً كيف مشت زينب (ع) من العباس إلى الحسين ومن الحسين إلى العباس ؛ لقد كانت تسقط وتنهض لتصل إلى العشق ولا أدري كيف كانت الطاهرة العالمة تتمكن من الوصول !

فأنا السليم المعافى الصغير تعبت في منتصف الطريق ؛ ولقد كنت أستمع إلى صنوف النعي التي جعلتني أتوقف لحظات لأجدد النحيب والصراخ !

وقبل وصولي إلى بوابة جنة السماء ، وعرش الله وروضة الأنبياء في الجنان سألت الرحمن أن يجعلني ممن يضجون ويبكون على الحسين (ع)

أما زينب (ع) فهي العظيمة والمرأة الكبيرة التي لها أبناء شهداء وأخوة قُطِّعَت أوصالهم في البيداء ؛ تلاحقها ألسنة النيران وتحوم حولها الخيول وتتلوى عليها السياط وتسمع صراخ النساء وعويل الأيتام و تُقَلِّب طرفها فلا ترى لها ناصراً ولا معيناً سوى الله ..

« يا ساعد الله قلبك يا زينب » .. وفور الوصول ..
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
وبعد أن ذبت في الشباك وغصت في محيط القبر واحتضنت تلك اللحظات واللقطات فصرت أنا والقبر وبقية الأملاك ؛ هنا رقصت العيون و رددت نشيد البقاء ولحنته بلحن البكاء " يا حسين "

ولا أزال أطوف حول القبر الشريف ثم أسقطت نفسي عليه بكل هدوء وأحسست بأنه لا يمكن لمسي الآن من قبل جميع من يضج ‎ ‏
‎ ‏
‎ ‏

بالبكاء والصراخ والنحيب حول قبر الحسين الحبيب ؛ بل
وحتى الأصوات أصبحت ضعيفة جداً ولا يمكنها التوغل
لتحتل جزءاً من سمعي وكان كل ما يلتف حولي ينادي معي..

يا حسين ويستنهض المسجى أمامه، وفي لحظة ما خرجت من بين تلك القطع الحديدية والتي تسمى شباكاً لأصير بين الجموع المحتشدة التي تصرخ وتنادي لبيك يا حسين ..

وفجأة قرروا تجديد الولاء عند جسد ابن الزهراء، فرددوا " أبد والله يا زهراء ما ننسى حسينا "وأنا كنت أضج معهم بذلك النداء ولكنني أحب كلمة (عهد) بدلاً من (أبد) فكان لي ما اردت وأصبحت ممن عاهد الزهراء (ع) تحت قبة تجتمع فيها الأنبياء (ع)

و رددت ذاك النداء بفنون الكلام وكأن هذا النداء ترتيل قرآن مجيد على لسان عاشق قديم ! ، وما إن حان وقت الخروج وإذا بي أقف مكان دفن الرأس المفصول عن البدن ! ، وفي تلك اللحظات صرت أنوح وألعن شمراً لعناً وبيلاً ، ولا أقف عند هذا الحد بل وأردد .. حيدر..  حيدر..

ووقفت ثابتاً بجانب حائط صغير والدمع يتلألأ من كل العيون الباكية وكأنه بلور بل ألماس من الماء المسال لأجل قربان السماء، هنا عرفت بأني أقف في قلعة البكاء مع سر من أسرار النوح والعزاء،

فبدأت بسرد الهموم المترامية والتي تكالبت علي في الحياة و لكني توقفت فور ما ذكرت هموم سكينة وهي تضرب فور السقوط على جسد أبيها، هنا كان للدمع حرارة جعلت أحد الزوار يأخذ دمعاً أريق على خدي ويضعه على وجهه .. فصدمني ! ، وقلت في نفسي " أي حسين

أنت يا حسين " فحتى الدمع المراق لأجلك يتبرك به الزوار فما أجَلَّك يا حسين وما أعظمك فإني لم أشاهد في حياتي زواراً أوفى من زوارك سيدي يا أبا عبد الله الحسين .. فعليك السلام أبداً سرمداً ،

بعدها خرجت لأصلي بضع ركعات وأحسست
بأني مهموم فشرعت مجدداً لأشارك مَن ينعى الحسين (ع) وصرت ساجداً أشكر الحسين (ع) على الدعوة الخاصة هذه..

ولم أزل ساجداً حتى دخلت المواكب بتلك الهيبة وتلك
الأصوات العملاقة التي تهتف بمختلف ألحان البكاء ..

لم أكن أشعر بالوقت ابداً في هذه اللحظات ؛ وعيناي بعد أن شاهدت قبر الدماء صارت تأبى إلا أن تتلون باللون القاني إلى أن قالت الألوان بأسرها : ما أجملك من لون فالدماء منك والحب منك ! وما أقسى حياتك فلقد صرت سواء مع ذلك اللون الذي تلون به جسد ابن بنت رسول الله (ص) ! ، ورأيت بعين القلب ذلك السهم المثلث ذا الشعب الثلاث ؛ الذ ي توغل في أحشاء الكريم ابن الكريم الحسين بن علي (ع) ورأيت أيضاً دماً يفور كالميزاب ورأيت وجهاً ملطخاً بالدماء ينادي [ هكذا أكون حتى
ألقى الله وجدي رسول الله (ص) وأنا مخضب بدمي وأقول : يا جدي قتلني فلان وفلان ](ا)،

وهنا في هذه اللحظة شاهدت هلال بن نافع (لع) يقول : " كنت واقفاً نحو الحسين وهو يجود بنفسه ، فوالله ما رأيت قتيلاً قط مضمخاً بدم أحسن منه وجهاً ولا نوراً ، وقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله ! " ..،

هناك في كربلاء تشعر أن كل الكائنات تتمتم معك ولا تهدأ ليل نهار فهي تعيش في محيط عرف عبر العصور والأزمان بأنه محيط قتل الحسين (ع) ؛

" محيط أما من مغيث يغيثنا ؟ .. اما من ذاب يذرب عن حرم رسول الله "(2)، فلا يمكنك الهدوء وعدم الإصغاء لجميع تلك الأصوات التي تتردد في كل لحظة وتهمس في أذن كل زائر في كل ثانية ودون توقف على مدار الساعة. __________________________

(١) الإمام الحسين : استراتيجية وموقف : محمد باقر : ص 187 : طبعة دار العلوم.

(2) اللهوف على قتل الطفوف : ابن طاووس : ص 57.
.

🔴 نكمل ?? رأيكم يهمنا
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.

🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_الخامسة والعشرون
.
.
🌿 تقبيل السيوف ،، _______________________________

《 السلام على من قَبَّلَتهُ السيوف وعانقته
السهام وغدا محراباً لِساجِدَةِ الضُّبا 》


فور الخروج من جوار القبر المضاء بالبكاء والدماء وجدت
نفسي بقرب قبر حفيد الإمام الكاظم (ع) وهو السيد ابراهيم المجاب، ولكن ما إن قررت الخروج وجدت غرفة مضاءة بلون أحمر قاني وبها نوع من المشاعر الحزينة الخضيبة بالدماء ..

دخلت وإذا بالجنون يبدأ وبالصراخ يعلو وبخدمة الحرم الشريف يدخلون وإذا بي أنا أندب " يا حسين " فهذه هي الصخرة التي نُحِرَ عليها خامس أهل العبا وسيد الإباء ..

رفض قلبي الا أن تسكب ها هنا الدمعات وتعلو الصيحات فهذه الصخرة شهدت حَزَّ نحر الحسين بالظُّبا وهنا سمح التأريخ لنفسه أن يسجل كيف ضربت زينب وهنا أصبح رأس الحسين الشهيد فوق سن الرمح منصوباً وهنا صارت الرباب تبكي وتئن، وهنا هبطت الأشهب الدامية لتعزي العترة الطاهرة .. هنا أصبحت لا أسمع ولا أفهم ولا أعي ! ؛

بل صرت لا أرى إلا ألواناً من المصاب .. وفوراً شعرت بدخول سيد المحراب (ع) ورأيته في خيالي ممسكاً

بطرف من ثياب ويمسحه بتلك الصخرة التي شربت أطهر الدماء فقد وربي كنت أشاهد عروق الدماء التي حُفِرَت رغبة في الخلود مع اسم الحسين (ع) ابن أطيب الأنساب وأشرفها ابن فاطم والكرار وجده النبي الأعظم المختار ؛ الذي جاء الى الطف بانحناء وانكسار ، فهذا حبيبه وفرخه وسبطه وريحانته مقتول ظلماً وطغيانا ً..

لقد كانت تلك الثياب مضرجة بالدماء وهي تعانق الصخرة ؛ وبدت وكأنها تصرخ فشعرت من ذلك بحرقة وحرارة شديدة فشاركتهما بالصراخ وحملني الخدام إلى
خارج تلك الغرفة بعد أن صرت أصرخ بصوت عال قد يكون مزعجاً هناك ! ، فقد كنت أردد كل ما حفظته من نعي وكلمات لأعزي بها صاحب الزمان (عج) ، وأكثر تلك القصائدالتي كانت تتجول معي في تلك الغرفة ..

غَـريـباً أرى يا غَريبَ الطُفوفِ - تَوَسُّدَ خَدَّيْكَ كُثْبانَها
مُـصـابٌ أطـاشَ عُقولَ الأنامِ - جَميعاً وَحيَّرَ أذْهانَها

تَـرَكْـتُ حَـشاكَ وسُلْوانَها - فَخَلّي حَشايَ وأحْزانَها
قَـدْ إسـتَوْطَنَ الهَمُّ قَلْبي فَعْفْتُ - لَكَ الغانِياتِ وَأوْطانِها

أفِـقْ لَـسْتَ أوَّلَ مَنْ لامَني - عَلى وَصْلِ نَفْسِيَ تِحْنانَها
فَـكَـمْ لِـيَ قَـبْلَكَ لَوّامَةٌ - تَشاغَلْتُ مُطَرِحـاً شانَها

والكثير الكثير غير هذه الكلمات ؛ ولكن هذه الكلمات كانت ترن رنين الأجراس في عقلي فكيف توسد خد الحسين (ع) على هذه الصخرة ! وكيف تمكن الدعي ابن الدعي أن
يفعل فعلته الشنعاء ! ، حقاً لا أعلم .. ؟

ولا يسعني الشرح أو حتى الوصف أوحتى أن أسافر بخيالي القاصر ! وهذا العشق الإلهي ليس بفعل عاطفي ؛ بل هو فعل ناجم عن عقيدة فطرية راسخة تقول :

بأن الحسين سيد شباب أهل الجنة قد قتل بطريقة شنيعة فأحد اللعناء رماه بحجر وآخر بسهم وآخر قد حَزَّ وريده ! ، ولعين وطىء صدره الشريف بالأعوجية ؛ وهي من تلك الخيول التي لا ترى ما أمامها.. حقاً ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba
الطريق إلى التوبة
Photo
#جئتكــ
#الحلقة_السادسة والعشرون
.
.
💐 شيخ الأنصار و أنصار الحق ،، __________________________

《 إنَّ رب الكون قد أوحى لهم
[ زلزلوا كربلاء زلزالها ] 》


حبيب ..شيخ عرف معنى " عشق الحسين " فكما يقال إن
حبيب بن مظاهر الأسدي انتقل من دياره إلى الكوفة ليكون بجانب أمير المؤمنين (ع) والحسن (ع) والحسين (ع) حبيبه فكان دوماً ينادي الحسين (ع) بــ حبيبي حسين ..

وهنا وقفت أمام شباكه لأنظر إلى شموخ المسنين في كربلاء ؛ وهو الإنسان الأكبر سناً في عرصات كربلاء وهو المقاتل الشرس الذي دافع عن ابو خير الأوصياء (ع) ، فقلت : " يا حبيب بن مظاهر قوم شيل العلم واظهر "

هنا حاولت البحث عن قبر الأنصار ، ولكني لم أجدهم في مكان هنا ، فسألت أحد خدمة الحرم الشريف فقال لي إنهم بجانب مولاي الحسين أبي عبد الله (ع) فعدت أدراجي ودخلت مجدداً لأزور هؤلاء الأنصار واذا بهم في زاوية الحرم ولهم شباك واحد قد كتبت فوقه جميع الأسماء ؛ حقاً هم أناس عشقت آجالها ورب الكون قد أوحى لها هم قوم خلقوا شهداء

وغدا صوت عابس يرن في أذني " حب الحسين أجنني " ، هنا بدأت بترديد قصيدة أحب أن أسمعها في لحظات مثل هذه :

ثم جاء الشاكري عابس وهو ينادي

بحسين قد جننت وبه هام فؤادي

ورمى السيف ببأس قاصداً نحو الأعادي

كلما يرمى بسهم يتقيه بالأيادي

واعتلى صوت الوريد

لا حياة للعبيد

سوف نمضي ثم نحيا سعداء

كربلاء

نحن جئنا للفداء

و هتقنا بالدماء

سوف نغدو من ضحايا

كربلاء

حقاً هم خير أصحاب عرفهم الزمان فهم المصداق الأتَمُّ
لقول سيدهم : " لا أعرف أصحاباً أوفى من أصحابي " وهذه الكلمة قد أصبحت وسام فخر على صدر الزمان وهالة نور على جبين التأريخ وإن أبى ؛ فهذه الأمور لا يتدخل فيها المجانين كأمثالي ليحيوها أو يعطوها هيبة ؛ بل هي الهيبة .. وهي العظمة .. وهي الحياة.
.
.
#حسين_المتروك
#تصميم_خدمة_قبسات_الاسلامية
#لا_نجيز_حذف_الحقوق
.
🍃قناة الطريق الى التوبة🍃
http://tlgrm.me/altauba