4⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸انكبّت الأميرة مليكة عند قدمي الزهراء (عليها السلام).. وتعلّقت بها وبكت وكانت كلها رجاء أن ترى نور وجه زوجها الإمام العسكري (عليه السلام)..
🔹هنالك رقّت لها السيدة الزهراء (عليها السلام) فهي هبطت من السماء إلى الأرض في مهمة خاصة بشأنها.. ولا بدّ أن تؤدّيها لها.. فخاطبتها بحنان الأمومة:
➖إن ملتِ إلى رضا الله ورضا المسيح ومريم عنك.. وزيارة ابني أبي محمد إياك، فقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
🔸السيدة مريم (عليها السلام) كانت بجوار السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تقرّها على كلامها وتهز رأسها توافقها على مقالتها.. ومن ثم تومئ للأميرة أن أقرّي بما قالت وتشهّدي الشهادتين..
🔹تقول الأميرة المقدّسة عليها السلام:
فلمّا تكلمتُ بهذه الكلمة ضمّتني سيدة النساء إلى صدرها، وطيّبت نفسي وقالت:
➖ الآن توقعي زيارة ابني أبي محمد إياك.. فإني منفذته إليك..
فانتبهتُ وأنا أتوقع لقاء أبي محمد (عليه السلام) وأقول واشوقاه إلى لقاء أبي محمد..!
🔸مضت ساعات هذا النهار متباطئة.. الوقت امتنع أن يمضي.. هي كانت تريد أن تغفو للحظة لترى نور وجه ذلك الإمام المقدّس.. إلى أن جاء الليل أخيراً وهناك عندما ذهبت في نوم عميق والروح تجرّدت عن الجسد... هناك رأت حبيبها..!
🔹لم يكن حبّها له ككل الحب.. بل كان حباً نقيّاً ملائكيّاً.. أرادت لروحها العروج إلى حيث عرش الطهارة والكمال..
وها قد منّ الله عليها بعد أن أسلمت فرأته وأسعد فؤادها بقوله:
➖ إذ قد أسلمت فإني زائرك كل ليلة، إلى أن يجمع الله شملنا في العيان...!
🔸وهكذا كان.. صارت تحن الأميرة لغروب كل يوم كما تحن الطيور لأعشاشها.. وكان (عليه السلام) يؤنسها برؤيته فما قطع الامام (عليه السلام) عنها زيارته بعد ذلك..
بل كانت تراه كل ليلة في رؤياها عندما تخلد إلى النوم..
🔹لم يكن حبها له حبا عادياً كحب البشر للبشر.. بل كان حبّاً من نوع آخر.. إنه حبّ ملكوتي تتصل فيه الروح بالروح.. تماماً كحبّ فاطمة وعلي.. وحبّ محمد وخديجة (عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم)..
🔸وهكذا استمر الامام (عليه السلام) في رؤاها كل ليلة ودام الأمر زمناً طويلاً.. إلى أن أتت تلك الليلة التي لم تنساها طوال حياتها حين أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بقرب وقت الإلتقاء عياناً في عالم اليقظة، لا النوم !
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
🔸انكبّت الأميرة مليكة عند قدمي الزهراء (عليها السلام).. وتعلّقت بها وبكت وكانت كلها رجاء أن ترى نور وجه زوجها الإمام العسكري (عليه السلام)..
🔹هنالك رقّت لها السيدة الزهراء (عليها السلام) فهي هبطت من السماء إلى الأرض في مهمة خاصة بشأنها.. ولا بدّ أن تؤدّيها لها.. فخاطبتها بحنان الأمومة:
➖إن ملتِ إلى رضا الله ورضا المسيح ومريم عنك.. وزيارة ابني أبي محمد إياك، فقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله..
🔸السيدة مريم (عليها السلام) كانت بجوار السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تقرّها على كلامها وتهز رأسها توافقها على مقالتها.. ومن ثم تومئ للأميرة أن أقرّي بما قالت وتشهّدي الشهادتين..
🔹تقول الأميرة المقدّسة عليها السلام:
فلمّا تكلمتُ بهذه الكلمة ضمّتني سيدة النساء إلى صدرها، وطيّبت نفسي وقالت:
➖ الآن توقعي زيارة ابني أبي محمد إياك.. فإني منفذته إليك..
فانتبهتُ وأنا أتوقع لقاء أبي محمد (عليه السلام) وأقول واشوقاه إلى لقاء أبي محمد..!
🔸مضت ساعات هذا النهار متباطئة.. الوقت امتنع أن يمضي.. هي كانت تريد أن تغفو للحظة لترى نور وجه ذلك الإمام المقدّس.. إلى أن جاء الليل أخيراً وهناك عندما ذهبت في نوم عميق والروح تجرّدت عن الجسد... هناك رأت حبيبها..!
🔹لم يكن حبّها له ككل الحب.. بل كان حباً نقيّاً ملائكيّاً.. أرادت لروحها العروج إلى حيث عرش الطهارة والكمال..
وها قد منّ الله عليها بعد أن أسلمت فرأته وأسعد فؤادها بقوله:
➖ إذ قد أسلمت فإني زائرك كل ليلة، إلى أن يجمع الله شملنا في العيان...!
🔸وهكذا كان.. صارت تحن الأميرة لغروب كل يوم كما تحن الطيور لأعشاشها.. وكان (عليه السلام) يؤنسها برؤيته فما قطع الامام (عليه السلام) عنها زيارته بعد ذلك..
بل كانت تراه كل ليلة في رؤياها عندما تخلد إلى النوم..
🔹لم يكن حبها له حبا عادياً كحب البشر للبشر.. بل كان حبّاً من نوع آخر.. إنه حبّ ملكوتي تتصل فيه الروح بالروح.. تماماً كحبّ فاطمة وعلي.. وحبّ محمد وخديجة (عليهم جميعاً أفضل الصلاة والتسليم)..
🔸وهكذا استمر الامام (عليه السلام) في رؤاها كل ليلة ودام الأمر زمناً طويلاً.. إلى أن أتت تلك الليلة التي لم تنساها طوال حياتها حين أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بقرب وقت الإلتقاء عياناً في عالم اليقظة، لا النوم !
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
5⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸لقد آن الأوان لخلاص هذه الأميرة الطاهرة من هذا القصر الذي يسجن أرواح القديسين... ما إن أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بذلك حتى لم تحملها أرضها من السعادة.. وكادت أن تغادر نومتها لشدة السرور... لكن مهلاً مهلاً يا مليكة ! لا تذهبي قفي قليلاً.. وكأني به أخذ يخاطبها..
🔹أراد إخبارها أنها على مفترق طريق قد يغيّر مجرى حياتها وللأبد.. وأن لذاك ثمناً.. فهل هي مستعدة للتضحية وراضية من عميق قلبها ؟؟
🔸وكأني به لتهيئتها أخذ يحدّثها عن تضحيات آل محمد عليهم السلام.. وصبرهم.. تحدث لها عن أميرات آل محمد (عليهن السلام)... عن فاطمة الزهراء (عليها السلام).. عن صبرها وتضحيتها حيث كسر ضلعها وهتك سترها وأسقط جنينها...
🔹مهلاً مهلاً يا مليكة ! تعالي أحدثك عن السيدة زينب (عليها السلام).. آه آه من صبر زينب.. وتضحية زينب.. وآلام زينب.. لم يشهد التاريخ أختاً جثث على ركبتيها ووضعت كفيها تحت جسد أخيها المقطع، ثم رمت بطرفها إلى السماء تخاطب ربها راضية... 《اللهمّ تقبّل منا هذا القربان》
🔸آه يا زينب كم تلوعت بمصاب الفراق.. والأسر والسبي.. كم تحمل قلبك أنت وبقية الاميرات.. تعالي يا مليكة أحدثك عن سكينة وأم كلثوم ورقية الصغيرة الشهيدة.. وبقية نساء كربلاء (عليهن السلام).. تعالي أخبرك كيف أسروهن وكيف سيقت سبايا آل بيت محمد.. قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن.. يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد... ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والشريف والوضيع والدنيء والرفيع...
🔹وكأني بالأميرة المقدسة لما سمعت بذلك جثث على الأرض وقبضتها بكلتا كفيها.. وأخذت تذرف دموع الحسرة على مصابهن..
🔸نعم يا مليكة ! هكذا كان قدر القديسات الطاهرات من آل محمد.. فهل أنت مستعدة لسلوك هذا الطريق..؟
🔹فابدت استعداداً لتتأسى بالطاهرات من آل محمد (عليهن السلام).. حينها أخبرها بما سيجري عليها من صعوبات ومصائب ومحن..
🔸فحدّثها وقال لها إن جدّها سيسيّر جيوشاً لقتال المسلمين يوم كذا.. فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم.. مع عدة من الوسائط من طريق كذا...
🔹لم تكن رحلتها من اجل لقاء الإمام العسكري (عليه السلام) وتأدية الرسالة التي أناطها الله بها فقط... بل إن الامام (عليه السلام) بأمره إياها بالرحيل استبق الأحداث التي كانت ستجري على عائلتها.. واستنقذها من النكبة التي كانت ستحلّ عليها.. إذ تم الإنقلاب على جدّها وقتله فيما بعد وانتهى حكم سلالتها...
🔸وهكذا امتثلت الأميرة لما قاله لها الإمام العسكري (عليه السلام) فكان أن وقع جميع ما حدّثها به.. إذ أن جدّها ملك الروم جهّز جيشاً جراراً من جنده ومقاتليه.. وقاد بنفسه حملة الحروب تلك.. وقد كان من عاداتهم في حروبهم الطويلة والكبيرة ان يأخذوا معهم بعض نسائهم وجواريهم..
🔹فهيئت هذه الحرب الفرصة للأميرة مليكة (عليها السلام) وأمكنتها من اللحاق مع وصيفاتها خلف جيش جدّها..
🔸وها قد بدأت أعظم رحلة في حياتها.. رحلة اللقاء بإمام زمانها..
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
🔸لقد آن الأوان لخلاص هذه الأميرة الطاهرة من هذا القصر الذي يسجن أرواح القديسين... ما إن أخبرها الإمام العسكري (عليه السلام) بذلك حتى لم تحملها أرضها من السعادة.. وكادت أن تغادر نومتها لشدة السرور... لكن مهلاً مهلاً يا مليكة ! لا تذهبي قفي قليلاً.. وكأني به أخذ يخاطبها..
🔹أراد إخبارها أنها على مفترق طريق قد يغيّر مجرى حياتها وللأبد.. وأن لذاك ثمناً.. فهل هي مستعدة للتضحية وراضية من عميق قلبها ؟؟
🔸وكأني به لتهيئتها أخذ يحدّثها عن تضحيات آل محمد عليهم السلام.. وصبرهم.. تحدث لها عن أميرات آل محمد (عليهن السلام)... عن فاطمة الزهراء (عليها السلام).. عن صبرها وتضحيتها حيث كسر ضلعها وهتك سترها وأسقط جنينها...
🔹مهلاً مهلاً يا مليكة ! تعالي أحدثك عن السيدة زينب (عليها السلام).. آه آه من صبر زينب.. وتضحية زينب.. وآلام زينب.. لم يشهد التاريخ أختاً جثث على ركبتيها ووضعت كفيها تحت جسد أخيها المقطع، ثم رمت بطرفها إلى السماء تخاطب ربها راضية... 《اللهمّ تقبّل منا هذا القربان》
🔸آه يا زينب كم تلوعت بمصاب الفراق.. والأسر والسبي.. كم تحمل قلبك أنت وبقية الاميرات.. تعالي يا مليكة أحدثك عن سكينة وأم كلثوم ورقية الصغيرة الشهيدة.. وبقية نساء كربلاء (عليهن السلام).. تعالي أخبرك كيف أسروهن وكيف سيقت سبايا آل بيت محمد.. قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن.. يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد... ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والشريف والوضيع والدنيء والرفيع...
🔹وكأني بالأميرة المقدسة لما سمعت بذلك جثث على الأرض وقبضتها بكلتا كفيها.. وأخذت تذرف دموع الحسرة على مصابهن..
🔸نعم يا مليكة ! هكذا كان قدر القديسات الطاهرات من آل محمد.. فهل أنت مستعدة لسلوك هذا الطريق..؟
🔹فابدت استعداداً لتتأسى بالطاهرات من آل محمد (عليهن السلام).. حينها أخبرها بما سيجري عليها من صعوبات ومصائب ومحن..
🔸فحدّثها وقال لها إن جدّها سيسيّر جيوشاً لقتال المسلمين يوم كذا.. فعليك باللحاق به متنكرة في زي الخدم.. مع عدة من الوسائط من طريق كذا...
🔹لم تكن رحلتها من اجل لقاء الإمام العسكري (عليه السلام) وتأدية الرسالة التي أناطها الله بها فقط... بل إن الامام (عليه السلام) بأمره إياها بالرحيل استبق الأحداث التي كانت ستجري على عائلتها.. واستنقذها من النكبة التي كانت ستحلّ عليها.. إذ تم الإنقلاب على جدّها وقتله فيما بعد وانتهى حكم سلالتها...
🔸وهكذا امتثلت الأميرة لما قاله لها الإمام العسكري (عليه السلام) فكان أن وقع جميع ما حدّثها به.. إذ أن جدّها ملك الروم جهّز جيشاً جراراً من جنده ومقاتليه.. وقاد بنفسه حملة الحروب تلك.. وقد كان من عاداتهم في حروبهم الطويلة والكبيرة ان يأخذوا معهم بعض نسائهم وجواريهم..
🔹فهيئت هذه الحرب الفرصة للأميرة مليكة (عليها السلام) وأمكنتها من اللحاق مع وصيفاتها خلف جيش جدّها..
🔸وها قد بدأت أعظم رحلة في حياتها.. رحلة اللقاء بإمام زمانها..
#يتبع
#الأميرة_المقدسة
@altauba
6⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸كان قلب الأميرة المقدسة يسبقها شوقاً للقاء الإمام العسكري (عليه السلام).. كانت تعلم جيداً أنه لا بد لها أن تعمل بوصيته..
🔹أخفت الأميرة شخصيتها وتخفّت بلباس الجواري والإماء.. وخلطت نفسها معهم.. وبدّلت اسمها من مليكة إلى 《نرجس》 مخافة ان تُعرف.. ثم سلكت الطريق الذي أرشدها إليه الإمام (عليه السلام)..
🔸وبعد أن سارت في ذلك الطريق.. وقعت عليها طلائع جيش المسلمين وأسرتها في منطقة تقع في أعالي نهر الفرات...
🔹سيقت الأميرة مليكة أسيرة مع سبايا الروم.. وجرت الأقدار كما أخبرها الإمام (عليه السلام).. فوصلت مع بقية السبايا إلى سوق النخاسين حيث يباع العبيد والإماء وأسارى الحروب في ذلك الزمن..
🔸ولكن هيهات إنها مليكة القداسة والطهارة.. فلقد امتنعت عن العرض أمام المشترين.. وكذا عن السفور خلافاً لبقية السبايا من الروم.. بل ظلّت تلبس لباساً ساتراً محتشماً هناك في ذاك السوق حيث لا يباع إلا البشر..
🔹غضب النخاس بائع الإماء من تصرفها وامتناعها عن العرض..واخذ يضربها.. فأخذت تبكي وتقول بلسانها الرومي واهتك ستراه.. واهتك ستراه.. ولكن هوّن عليها المصاب ذكر مصائب آل بيت رسول الله.. فخلطت دموع الألم بدموع اللوعة والحسرة على مصابهم..
🔸هناك في أعالي الفرات أركبت الأميرة المقدسة قارب السبي وسارت المراكب في النهر.. وكأني بها اضطربت قليلاً.. فهي بين يدي أعداء أغراب لا يرحمون.. ولربما وضعت مع وصيفاتها داخل أقفاص 💔..
🔹فكأني بها أمسكت بكلتي يديها المرتعشتين بعض أعواد تلك الأقفاص الخشبية وأخذت تنظر من خلالها.. تتأمل طريقها، لعلها تجد ما يسكّن روعتها.. لقد كان نهاراً مفعماً بالمغامرات والمخاطر والمتاعب والآلام..
🔸بالأمس كانت ابنة الملك المدلّلة.. وها هي اليوم أسيرة تتجرع مرارة الذل وتقلّب الأحوال... فقدر العظماء يكرر نفسه على مدى الأزمان.. يتبدل الأشخاص لكنه هو هو.. فعجباً لقد أشبهت قصتها قصة النبي الذي اصبح عزيزاً لمصر... فكان لا بدّ لها من النهر كما كان لا بدّ ليوسف (عليه السلام) من البئر... ولا بد لها أن تباع في سوق النخاسين كما بيع نبي الله يوسف (عليه السلام) في سوق العبيد..
🔹ولكن ما كان يهدئ من روع الأميرة أنها كلما شعرت بالآلام والصعوبات أحست أن إمام زمانها (عليه السلام) حاضر معها.. مطّلع على حالها.. يراها ويسمع حتى همسات قلبها..
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸كان قلب الأميرة المقدسة يسبقها شوقاً للقاء الإمام العسكري (عليه السلام).. كانت تعلم جيداً أنه لا بد لها أن تعمل بوصيته..
🔹أخفت الأميرة شخصيتها وتخفّت بلباس الجواري والإماء.. وخلطت نفسها معهم.. وبدّلت اسمها من مليكة إلى 《نرجس》 مخافة ان تُعرف.. ثم سلكت الطريق الذي أرشدها إليه الإمام (عليه السلام)..
🔸وبعد أن سارت في ذلك الطريق.. وقعت عليها طلائع جيش المسلمين وأسرتها في منطقة تقع في أعالي نهر الفرات...
🔹سيقت الأميرة مليكة أسيرة مع سبايا الروم.. وجرت الأقدار كما أخبرها الإمام (عليه السلام).. فوصلت مع بقية السبايا إلى سوق النخاسين حيث يباع العبيد والإماء وأسارى الحروب في ذلك الزمن..
🔸ولكن هيهات إنها مليكة القداسة والطهارة.. فلقد امتنعت عن العرض أمام المشترين.. وكذا عن السفور خلافاً لبقية السبايا من الروم.. بل ظلّت تلبس لباساً ساتراً محتشماً هناك في ذاك السوق حيث لا يباع إلا البشر..
🔹غضب النخاس بائع الإماء من تصرفها وامتناعها عن العرض..واخذ يضربها.. فأخذت تبكي وتقول بلسانها الرومي واهتك ستراه.. واهتك ستراه.. ولكن هوّن عليها المصاب ذكر مصائب آل بيت رسول الله.. فخلطت دموع الألم بدموع اللوعة والحسرة على مصابهم..
🔸هناك في أعالي الفرات أركبت الأميرة المقدسة قارب السبي وسارت المراكب في النهر.. وكأني بها اضطربت قليلاً.. فهي بين يدي أعداء أغراب لا يرحمون.. ولربما وضعت مع وصيفاتها داخل أقفاص 💔..
🔹فكأني بها أمسكت بكلتي يديها المرتعشتين بعض أعواد تلك الأقفاص الخشبية وأخذت تنظر من خلالها.. تتأمل طريقها، لعلها تجد ما يسكّن روعتها.. لقد كان نهاراً مفعماً بالمغامرات والمخاطر والمتاعب والآلام..
🔸بالأمس كانت ابنة الملك المدلّلة.. وها هي اليوم أسيرة تتجرع مرارة الذل وتقلّب الأحوال... فقدر العظماء يكرر نفسه على مدى الأزمان.. يتبدل الأشخاص لكنه هو هو.. فعجباً لقد أشبهت قصتها قصة النبي الذي اصبح عزيزاً لمصر... فكان لا بدّ لها من النهر كما كان لا بدّ ليوسف (عليه السلام) من البئر... ولا بد لها أن تباع في سوق النخاسين كما بيع نبي الله يوسف (عليه السلام) في سوق العبيد..
🔹ولكن ما كان يهدئ من روع الأميرة أنها كلما شعرت بالآلام والصعوبات أحست أن إمام زمانها (عليه السلام) حاضر معها.. مطّلع على حالها.. يراها ويسمع حتى همسات قلبها..
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
7⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸في تلك الليلة بسرّ من رأى.. سمع 《بشر الأنصاري》 صوت قرع الباب.. ذهب مسرعاً فإذا برسول الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام).. يدعوه لزيارة الإمام (عليه السلام).. ويا له من طلب ماذا فعل بقلب بشر..! وهل هناك أجمل من هذا الشعور أن يدعوك إمام زمانك لرؤيته..
🔹لبس بشر ثيابه وخطواته تتسابق للوصول إلى الإمام (عليه السلام).. إلى أن وصل إليه ودخل عليه.. كان الإمام الهادي (عليه السلام) يحدّث ابنه أبا محمد وأخته السيدة حكيمة (عليهما السلام) من وراء الستر.. جلس بشر بين يدي الإمام (عليه السلام) بكل أدب وسلّم عليه..
🔸فقال له الإمام (عليه السلام): 《يا بشر، إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت...》 آه لهذه الكلمات ماذا فعلت بقلب بشر.. كأني به لولا أنه لم يشأ مقاطعة الإمام (عليه السلام)..أراد أن ينحني على يديه باكياً ويقبلهما ويقول أنا خادمكم يا مولاي..
🔹أكمل الإمام عليه السلام كلامه فقال: 《وإني مزكيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها.. بسرّ أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة..》
🔸كان بشر يسمع كل كلمة يتفوه بها الإمام (عليه السلام) وكلّه حرص على طاعته والعمل بأوامره..
🔹فكتب الإمام (عليه السلام) كتاباً بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج صرّة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً فقال: 《خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا.. فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق.. فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك؛ إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا..》
🔸وهكذا أخبره الإمام (عليه السلام) بكل التفاصيل التي سيشاهدها وأطلعه على مهمّته.. كانت كلمات الإمام (عليه السلام) كافية أن يبذل بشر جهده لطاعة إمامه وتنفيذ الوصية على أكمل وجه..
🔹ودّع بشر الامام الهادي (عليه السلام) وقفل راجعاً الى داره.. لم يغزو النوم عينيه تلك الليلة.. كان بشر في سباق مع قارب الأميرة أيهما يسبق ؟ فشدّ رواحله سريعاً وانطلق مسرعاً مع خيوط الفجر الأولى نحو بغداد...
🔸كان بشر قلقاً مخافة أن يكون مقصراً أو يفشل في مهمته.. ولكن لم يكن يعلم أي أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة قد حمّله إياها الإمام (عليه السلام).. لم يكن يعلم أن هذه المهمّة متعلقة بمن ستكون أم القائم المهدي المنتظر من آل محمد (عليهم السلام) !
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸في تلك الليلة بسرّ من رأى.. سمع 《بشر الأنصاري》 صوت قرع الباب.. ذهب مسرعاً فإذا برسول الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام).. يدعوه لزيارة الإمام (عليه السلام).. ويا له من طلب ماذا فعل بقلب بشر..! وهل هناك أجمل من هذا الشعور أن يدعوك إمام زمانك لرؤيته..
🔹لبس بشر ثيابه وخطواته تتسابق للوصول إلى الإمام (عليه السلام).. إلى أن وصل إليه ودخل عليه.. كان الإمام الهادي (عليه السلام) يحدّث ابنه أبا محمد وأخته السيدة حكيمة (عليهما السلام) من وراء الستر.. جلس بشر بين يدي الإمام (عليه السلام) بكل أدب وسلّم عليه..
🔸فقال له الإمام (عليه السلام): 《يا بشر، إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت...》 آه لهذه الكلمات ماذا فعلت بقلب بشر.. كأني به لولا أنه لم يشأ مقاطعة الإمام (عليه السلام)..أراد أن ينحني على يديه باكياً ويقبلهما ويقول أنا خادمكم يا مولاي..
🔹أكمل الإمام عليه السلام كلامه فقال: 《وإني مزكيك ومشرّفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة في الموالاة بها.. بسرّ أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة..》
🔸كان بشر يسمع كل كلمة يتفوه بها الإمام (عليه السلام) وكلّه حرص على طاعته والعمل بأوامره..
🔹فكتب الإمام (عليه السلام) كتاباً بخط رومي ولغة رومية، وطبع عليه بخاتمه، وأخرج صرّة صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً فقال: 《خذها وتوجه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة كذا.. فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا، وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق.. فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك؛ إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا..》
🔸وهكذا أخبره الإمام (عليه السلام) بكل التفاصيل التي سيشاهدها وأطلعه على مهمّته.. كانت كلمات الإمام (عليه السلام) كافية أن يبذل بشر جهده لطاعة إمامه وتنفيذ الوصية على أكمل وجه..
🔹ودّع بشر الامام الهادي (عليه السلام) وقفل راجعاً الى داره.. لم يغزو النوم عينيه تلك الليلة.. كان بشر في سباق مع قارب الأميرة أيهما يسبق ؟ فشدّ رواحله سريعاً وانطلق مسرعاً مع خيوط الفجر الأولى نحو بغداد...
🔸كان بشر قلقاً مخافة أن يكون مقصراً أو يفشل في مهمته.. ولكن لم يكن يعلم أي أمانة عظيمة ومسؤولية كبيرة قد حمّله إياها الإمام (عليه السلام).. لم يكن يعلم أن هذه المهمّة متعلقة بمن ستكون أم القائم المهدي المنتظر من آل محمد (عليهم السلام) !
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
8⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸وصل بشر في الوقت المحدد إلى سوق النخاسين.. أخذ يراقب البائعين واحدًا تلو الآخر إلى أن وصل إلى المسمّى عمر بن يزيد النخاس.. وقف بيعيداً يراقب الأحداث كما أمره بذلك الإمام الهادي (عليه السلام)..
🔹لم يطل الأمر كثيراً لإكتشاف من هي التي أرسله الإمام (عليه السلام) من أجلها.. إنها الوحيدة المتمسكة بسترها، العفيفة التي لا ترضى أن يقترب منها أحد من المبتاعين.. لم يرى بشر في حياته أمة بهذه العفة والحشمة..! إنها حقاً قديسة..!
🔸إقترب بشر قليلاً.. كان أحد المبتاعين مستعداً لدفع مبلغ ثلاثمائة دينار من أجلها وقد زاده العفاف فيها رغبة.. فسمعها بشر وهي تجيبه بالعربية: 《لو برزت في زي سليمان، وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك..! 》
🔹تعجب بشر من أمرها كثيراً.. إقترب ذلك النخاس منها وقد أعياه امتناعها قائلاً: 《فما الحيلة ولا بد من بيعك ؟؟》.. فأجابته: 《ولما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه و إلى أمانته وديانته..؟!》
🔸كانت الأحداث تجري كما أخبره الإمام الهادي (عليه السلام) حرفياً.. حتى الحوار الذي كان يدور في ذلك الموقف لم يزد حرفاً واحداً أو ينقص عما أخبره به الإمام الهادي (عليه السلام).. في تلك اللحظة حان دور بشر.. توكل على الله وتقدّم نحو ذلك النخاس.. ثم قال له:
《إن معي كتابا ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف فيه كرمه ووفاه ونبله وسخاءه.. فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه.. فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك..》
🔹لم يكن بيد ذلك النخاس حيلة وقد أعجزته هذه الامة العفيفة فقدم لها الكتاب لتقرأه.. وما إن نظرت فيه حتى بكت بكاء شديداً.. وسط ذهول بشر وذلك النخاس من تصرفها هذا..! أصرّت نرجس بشدة أن يبيعها النخاس لصاحب هذا الكتاب..!
🔸لم يكن بيد النخاس حيلة سوى الإمتثال لطلبها.. واستقر الأمر في ثمنها على المبلغ الذي أرسله الإمام الهادي (عليه السلام) مع بشر في الصرة الصفراء.. استوفى النخاس المبلغ.. وتسلّم بشر منه الجارية وهي ضاحكة مستبشرة..!
🔹كل ذلك حصل وبشر ما زال مذهولاً من تصرفها هذا.. إلى أن أخرجت من جيبها الكتاب الذي خطّه الإمام (عليه السلام) وأخذت تقبّله وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها.. لم يستطع بشر الصبر عند ذلك وقال متعجباً من تصرفها:
➖ أتقبّلين كتاباً لا تعرفين صاحبه ؟!
عند ذلك قالت له وقد اطمأنت أن هذا الشيخ الكبير من ثقات الإمام (عليه السلام):
➖ أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء ! أعرني سمعك، وفرّغ لي قلبك..!
أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم !
أمي من ولد الحواريين، تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون ! أنبئك العجب العجيب..!
🔸وهكذا أخذت تروي له قصّتها منذ أن أراد جدّها تزويجها من ابن أخيه.. وكيف انهار العرش مرتين.. وكيف خطبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من المسيح ووصيّه شمعون.. وكيف رأت السيدة الزهراء والسيدة مريم (عليهما السلام) وأسلمت..
🔹كان بشر مذهولاً من عظمة هذه السيدة ومن عظمة تلك الأحداث، إلى أن أخبرته عن زيارة الإمام العسكري (عليه السلام) لها في كل ليلة، وأنها أتت إلى هذا المكان عملاً بأمره.. وكيف أخبرها عن كل الأحداث التي ستحصل معها إلى أن يشتريها بشر من ذلك النخاس..!
🔸اغرورقت عينا بشر بالدموع.. فقالت له:
➖ ما شعر أحد بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس..!
🔹هنا شعر بشر بعظمة تلك المسؤولية التي يحملها وعرف أنها أمانة ثقيلة جداً.. وأن الإمام الهادي (عليه السلام) قد استودعه أخطر الأسرار.. خصوصاً أن الطريق إلى سامراء (عاصمة الدولة العباسية آنذاك) كان مليئا بالعساكر وجلاوزة بني العباس.. وإن انكشاف شخصية مليكة حفيدة ملك الروم.. يعتبر جائزة كبرى لخليفة بني العباس..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸وصل بشر في الوقت المحدد إلى سوق النخاسين.. أخذ يراقب البائعين واحدًا تلو الآخر إلى أن وصل إلى المسمّى عمر بن يزيد النخاس.. وقف بيعيداً يراقب الأحداث كما أمره بذلك الإمام الهادي (عليه السلام)..
🔹لم يطل الأمر كثيراً لإكتشاف من هي التي أرسله الإمام (عليه السلام) من أجلها.. إنها الوحيدة المتمسكة بسترها، العفيفة التي لا ترضى أن يقترب منها أحد من المبتاعين.. لم يرى بشر في حياته أمة بهذه العفة والحشمة..! إنها حقاً قديسة..!
🔸إقترب بشر قليلاً.. كان أحد المبتاعين مستعداً لدفع مبلغ ثلاثمائة دينار من أجلها وقد زاده العفاف فيها رغبة.. فسمعها بشر وهي تجيبه بالعربية: 《لو برزت في زي سليمان، وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك..! 》
🔹تعجب بشر من أمرها كثيراً.. إقترب ذلك النخاس منها وقد أعياه امتناعها قائلاً: 《فما الحيلة ولا بد من بيعك ؟؟》.. فأجابته: 《ولما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه و إلى أمانته وديانته..؟!》
🔸كانت الأحداث تجري كما أخبره الإمام الهادي (عليه السلام) حرفياً.. حتى الحوار الذي كان يدور في ذلك الموقف لم يزد حرفاً واحداً أو ينقص عما أخبره به الإمام الهادي (عليه السلام).. في تلك اللحظة حان دور بشر.. توكل على الله وتقدّم نحو ذلك النخاس.. ثم قال له:
《إن معي كتابا ملصقاً لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي، ووصف فيه كرمه ووفاه ونبله وسخاءه.. فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه.. فإن مالت إليه ورضيته، فأنا وكيله في ابتياعها منك..》
🔹لم يكن بيد ذلك النخاس حيلة وقد أعجزته هذه الامة العفيفة فقدم لها الكتاب لتقرأه.. وما إن نظرت فيه حتى بكت بكاء شديداً.. وسط ذهول بشر وذلك النخاس من تصرفها هذا..! أصرّت نرجس بشدة أن يبيعها النخاس لصاحب هذا الكتاب..!
🔸لم يكن بيد النخاس حيلة سوى الإمتثال لطلبها.. واستقر الأمر في ثمنها على المبلغ الذي أرسله الإمام الهادي (عليه السلام) مع بشر في الصرة الصفراء.. استوفى النخاس المبلغ.. وتسلّم بشر منه الجارية وهي ضاحكة مستبشرة..!
🔹كل ذلك حصل وبشر ما زال مذهولاً من تصرفها هذا.. إلى أن أخرجت من جيبها الكتاب الذي خطّه الإمام (عليه السلام) وأخذت تقبّله وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها.. لم يستطع بشر الصبر عند ذلك وقال متعجباً من تصرفها:
➖ أتقبّلين كتاباً لا تعرفين صاحبه ؟!
عند ذلك قالت له وقد اطمأنت أن هذا الشيخ الكبير من ثقات الإمام (عليه السلام):
➖ أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء ! أعرني سمعك، وفرّغ لي قلبك..!
أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم !
أمي من ولد الحواريين، تنسب إلى وصيّ المسيح شمعون ! أنبئك العجب العجيب..!
🔸وهكذا أخذت تروي له قصّتها منذ أن أراد جدّها تزويجها من ابن أخيه.. وكيف انهار العرش مرتين.. وكيف خطبها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من المسيح ووصيّه شمعون.. وكيف رأت السيدة الزهراء والسيدة مريم (عليهما السلام) وأسلمت..
🔹كان بشر مذهولاً من عظمة هذه السيدة ومن عظمة تلك الأحداث، إلى أن أخبرته عن زيارة الإمام العسكري (عليه السلام) لها في كل ليلة، وأنها أتت إلى هذا المكان عملاً بأمره.. وكيف أخبرها عن كل الأحداث التي ستحصل معها إلى أن يشتريها بشر من ذلك النخاس..!
🔸اغرورقت عينا بشر بالدموع.. فقالت له:
➖ ما شعر أحد بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك، وذلك باطلاعي إياك عليه، ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت: نرجس..!
🔹هنا شعر بشر بعظمة تلك المسؤولية التي يحملها وعرف أنها أمانة ثقيلة جداً.. وأن الإمام الهادي (عليه السلام) قد استودعه أخطر الأسرار.. خصوصاً أن الطريق إلى سامراء (عاصمة الدولة العباسية آنذاك) كان مليئا بالعساكر وجلاوزة بني العباس.. وإن انكشاف شخصية مليكة حفيدة ملك الروم.. يعتبر جائزة كبرى لخليفة بني العباس..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
9⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸زاد خوف بشر بعدما علم حقيقة الأميرة، من أن يتسرّب خبر وقوعها في الأسر.. فخبر بهذه الخطورة والحجم لا يمكن ضبطه أو ستره مدة طويلة.. إذ ستبدأ الألسن بتناقله حتى يصل إلى بلاد العرب وعاصمتهم..
🔹وقد زاد قلق بشر من أن تبوح بعض جواري الأميرة المقدسة اللواتي خرجن برفقتها ووقعن في الأسر معاً بشخصية الأميرة الحقيقية. وذلك تحت ضغط الإكراه أو الطمع لنيل الحظوة عند سادتهن الجدد.. مما يعني إنقلاب الأوضاع رأساً على عقب في مملكة بني العباس بحثاً عنها..
🔸فكانت همّة بشر الأنصاري أن يقطع سريعاً أي أثر لها مع سوق النخاسين، المكان الذي اشترى منه الأميرة، كيلا يستدل أحد عليها في أي جهة سارت أو إلى أي بلدة ذهبت.. ولذا خرج مع هذا الثقل العظيم مسرعاً من بغداد ناحية سامراء كي يوصل وديعته بكل حفظ وصون..
🔹وهكذا إلى أن أوصل تلك الأمانة إلى الإمام الهادي (عليه السلام).. كان السرور يملأ قلب الأميرة.. فقد وصلت إلى حيث كانت تحنّ روحها منذ سنين طويلة.. وصلت إلى كنف آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله).. وصلت إلى ذلك الحبيب المقدّس الذي ما غاب عنها ليلة واحدة طيلة هذه السنوات من الصبر..
🔸دخلت نرجس على مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) فاستقبلها استقبال الأب العطوف الرحيم على ابنته.. وقال لها:
➖ كيف أراك الله عزّ الإسلام وذلّ النصرانية، وشرف أهل بيت محمد صلّى الله عليه وآله ؟
➖ كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟
➖ فإني أريد أن أكرمك.. فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم ؟ أم بشرى لك فيها شرف الأبد ؟
➖ بل البشرى !
🔹قال (عليه السلام):
➖ فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً..
➖ ممن؟
➖ ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله) له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية ؟
➖ من المسيح ووصيّه !
➖ فممن زوّجك المسيح ووصيّه ؟
➖ من ابنك أبي محمد..!
➖ فهل تعرفينه ؟
➖وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء أمه (عليها السلام) !
🔸فقال عند ذلك أبو الحسن (عليه السلام) لخادمه: ادع لي أختي حكيمة..
فلما دخلت عليه قال (عليه السلام) لها: هاهيه..! هاهيه..!
🔹فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها (عليه السلام): يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم عليه السلام..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸زاد خوف بشر بعدما علم حقيقة الأميرة، من أن يتسرّب خبر وقوعها في الأسر.. فخبر بهذه الخطورة والحجم لا يمكن ضبطه أو ستره مدة طويلة.. إذ ستبدأ الألسن بتناقله حتى يصل إلى بلاد العرب وعاصمتهم..
🔹وقد زاد قلق بشر من أن تبوح بعض جواري الأميرة المقدسة اللواتي خرجن برفقتها ووقعن في الأسر معاً بشخصية الأميرة الحقيقية. وذلك تحت ضغط الإكراه أو الطمع لنيل الحظوة عند سادتهن الجدد.. مما يعني إنقلاب الأوضاع رأساً على عقب في مملكة بني العباس بحثاً عنها..
🔸فكانت همّة بشر الأنصاري أن يقطع سريعاً أي أثر لها مع سوق النخاسين، المكان الذي اشترى منه الأميرة، كيلا يستدل أحد عليها في أي جهة سارت أو إلى أي بلدة ذهبت.. ولذا خرج مع هذا الثقل العظيم مسرعاً من بغداد ناحية سامراء كي يوصل وديعته بكل حفظ وصون..
🔹وهكذا إلى أن أوصل تلك الأمانة إلى الإمام الهادي (عليه السلام).. كان السرور يملأ قلب الأميرة.. فقد وصلت إلى حيث كانت تحنّ روحها منذ سنين طويلة.. وصلت إلى كنف آل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله).. وصلت إلى ذلك الحبيب المقدّس الذي ما غاب عنها ليلة واحدة طيلة هذه السنوات من الصبر..
🔸دخلت نرجس على مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) فاستقبلها استقبال الأب العطوف الرحيم على ابنته.. وقال لها:
➖ كيف أراك الله عزّ الإسلام وذلّ النصرانية، وشرف أهل بيت محمد صلّى الله عليه وآله ؟
➖ كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني؟
➖ فإني أريد أن أكرمك.. فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم ؟ أم بشرى لك فيها شرف الأبد ؟
➖ بل البشرى !
🔹قال (عليه السلام):
➖ فأبشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً..
➖ ممن؟
➖ ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله) له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية ؟
➖ من المسيح ووصيّه !
➖ فممن زوّجك المسيح ووصيّه ؟
➖ من ابنك أبي محمد..!
➖ فهل تعرفينه ؟
➖وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء أمه (عليها السلام) !
🔸فقال عند ذلك أبو الحسن (عليه السلام) لخادمه: ادع لي أختي حكيمة..
فلما دخلت عليه قال (عليه السلام) لها: هاهيه..! هاهيه..!
🔹فاعتنقتها طويلاً وسرّت بها كثيراً، فقال لها (عليه السلام): يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم عليه السلام..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
0⃣1⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸وهكذا اصطحبت السيدة حكيمة إلى بيتها الأميرة الطاهرة وهما مسرورتان مستبشرتان.. وقد كان من أهداف الإمام الهادي (عليه السلام) في إخراجها من منزله إلى منزل أخته السيدة حكيمة (عليها السلام)، إضافة لتهيئتها للإقتران المقدس أن يقطع أثرها عن الآخرين ويكتم أمرها..
🔹وهكذا كان.. عاشت الأميرة المقدسة (عليها السلام) برهة من الزمن في منزل أخت الإمام الهادي (عليه السلام) ولم يعرف الآخرون حقيقة هويتها غير أنها جارية مكرمة من جاريات السيدة حكيمة (عليها السلام)..
🔸ومرت الأيام تطوي ولضرب من الحكمة لم يلتقي بها الامام العسكري (عليه السلام)، فالظروف المتوترة والقاهرة تقتضي ذلك.. والسيدة حكيمة (عليها السلام) قائمة على تعليم هذا الملاك الطاهر الفرائض والاحكام والسنن وآداب العشرة وفق تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) حتى استكملت المدة..
🔹وبعد مضي برهة من الزمن في يوم ما قام الامام الحسن العسكري (عليه السلام) بزيارة عمّته السيدة حكيمة حيث تعيش الأميرة المقدسة في سترها..
🔸هو لم يشأ المخالفة على أبيه فإلى ذلك الوقت لم يأته إذن من والده في لقاء السيدة نرجس ومن أُعدت أن تكون زوجة له.. ولكن شاءت الاقدار شيئاً آخر إذ صدف في زيارته لعمّته أن التقى الأميرة المتخفية بجلباب الجواري والإماء وجهاً لوجه ولأول مرة وبلا اتفاق عرفته وعرفها..
🔹وقد حصل ذلك اللقاء بمحضر السيدة حكيمة (عليها السلام) هناك قال الامام (عليه السلام):
《إنا معاشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة يا عمة.. ما نظري إلا أتعجب مما لله فيها من إرادته وخيرته..! سيخرج منها ولد كريم على الله عزّ وجلّ.. الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً..!》
🔸هنا قد امتلأ قلب السيدة حكيمة شوقاً أن تكحل عينيها برؤية القائم من آل محمد (عليهم السلام) فستأذنته في إرسالها إليه.. فقال الإمام العسكري (عليه السلام):
《استأذني في ذلك أبي (عليه السلام)》
🔹لبست السيدة حكيم (عليها السلام) ثيابها وذهبت إلى منزل أخيها الإمام الهادي (عليه السلام) فلما دخلت عليه تبسّم فسلّمت وجلست.. فبدأها (عليه السلام) وقال: 《يا حكيمة..! جئت تستأذنيني في أمر الصبيّة.. ابعثي بها يا حكيمة ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد.》
فقالت السيدة حكيمة (عليها السلام) مبتسمة:
《يا سيدي.. ! على هذا قصدتك على أن استأذنك في ذلك..》
فصار الامام الهادي (عليه السلام) يتكلم معها بعطف الأخوة.. 《يا مباركة..! إنّ الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً》
🔸وكأي أحد يعيش ظرف السيدة نرجس (عليها السلام) ليس من الرشد بمكان ان يعلن جهاراً عن هذا الإقتران المبارك.. كيف ذاك والإمام الهادي (عليه السلام) قد ابعدها عن بيته في نفس ليلة وصولها إلى سامراء كي لا يصل خبر الجارية الجديدة لأسماع الطغاة فيتساءلون من أين شريت؟ وكيف؟ مما يفتح الباب عن أصولها وبالتالي انكشاف شخصها شيئاً فشيئاً..
وكذلك لإبعاد خطر القتل عنها وعن الإمام العسكري (عليه السلام).. لأن بني العباس كانوا يريدون أن يقضوا على قائم آل محمد (عجّل الله تعالى فرجه) قبل ولادته..! فكان من سداد الرأي عدم إعلان هذا الزواج على رؤوس الخلق..
🔸وهكذا شهد هذا الزواج المبارك أهل البيت (عليهم السلام)، وأفواج الملائكة وهم يستبشرون بأن زمان ولادة قائم آل محمد (عجّل الله تعالى فرجه) أصبح قريباً..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸وهكذا اصطحبت السيدة حكيمة إلى بيتها الأميرة الطاهرة وهما مسرورتان مستبشرتان.. وقد كان من أهداف الإمام الهادي (عليه السلام) في إخراجها من منزله إلى منزل أخته السيدة حكيمة (عليها السلام)، إضافة لتهيئتها للإقتران المقدس أن يقطع أثرها عن الآخرين ويكتم أمرها..
🔹وهكذا كان.. عاشت الأميرة المقدسة (عليها السلام) برهة من الزمن في منزل أخت الإمام الهادي (عليه السلام) ولم يعرف الآخرون حقيقة هويتها غير أنها جارية مكرمة من جاريات السيدة حكيمة (عليها السلام)..
🔸ومرت الأيام تطوي ولضرب من الحكمة لم يلتقي بها الامام العسكري (عليه السلام)، فالظروف المتوترة والقاهرة تقتضي ذلك.. والسيدة حكيمة (عليها السلام) قائمة على تعليم هذا الملاك الطاهر الفرائض والاحكام والسنن وآداب العشرة وفق تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) حتى استكملت المدة..
🔹وبعد مضي برهة من الزمن في يوم ما قام الامام الحسن العسكري (عليه السلام) بزيارة عمّته السيدة حكيمة حيث تعيش الأميرة المقدسة في سترها..
🔸هو لم يشأ المخالفة على أبيه فإلى ذلك الوقت لم يأته إذن من والده في لقاء السيدة نرجس ومن أُعدت أن تكون زوجة له.. ولكن شاءت الاقدار شيئاً آخر إذ صدف في زيارته لعمّته أن التقى الأميرة المتخفية بجلباب الجواري والإماء وجهاً لوجه ولأول مرة وبلا اتفاق عرفته وعرفها..
🔹وقد حصل ذلك اللقاء بمحضر السيدة حكيمة (عليها السلام) هناك قال الامام (عليه السلام):
《إنا معاشر الأوصياء لسنا ننظر نظر ريبة يا عمة.. ما نظري إلا أتعجب مما لله فيها من إرادته وخيرته..! سيخرج منها ولد كريم على الله عزّ وجلّ.. الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً..!》
🔸هنا قد امتلأ قلب السيدة حكيمة شوقاً أن تكحل عينيها برؤية القائم من آل محمد (عليهم السلام) فستأذنته في إرسالها إليه.. فقال الإمام العسكري (عليه السلام):
《استأذني في ذلك أبي (عليه السلام)》
🔹لبست السيدة حكيم (عليها السلام) ثيابها وذهبت إلى منزل أخيها الإمام الهادي (عليه السلام) فلما دخلت عليه تبسّم فسلّمت وجلست.. فبدأها (عليه السلام) وقال: 《يا حكيمة..! جئت تستأذنيني في أمر الصبيّة.. ابعثي بها يا حكيمة ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد.》
فقالت السيدة حكيمة (عليها السلام) مبتسمة:
《يا سيدي.. ! على هذا قصدتك على أن استأذنك في ذلك..》
فصار الامام الهادي (عليه السلام) يتكلم معها بعطف الأخوة.. 《يا مباركة..! إنّ الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً》
🔸وكأي أحد يعيش ظرف السيدة نرجس (عليها السلام) ليس من الرشد بمكان ان يعلن جهاراً عن هذا الإقتران المبارك.. كيف ذاك والإمام الهادي (عليه السلام) قد ابعدها عن بيته في نفس ليلة وصولها إلى سامراء كي لا يصل خبر الجارية الجديدة لأسماع الطغاة فيتساءلون من أين شريت؟ وكيف؟ مما يفتح الباب عن أصولها وبالتالي انكشاف شخصها شيئاً فشيئاً..
وكذلك لإبعاد خطر القتل عنها وعن الإمام العسكري (عليه السلام).. لأن بني العباس كانوا يريدون أن يقضوا على قائم آل محمد (عجّل الله تعالى فرجه) قبل ولادته..! فكان من سداد الرأي عدم إعلان هذا الزواج على رؤوس الخلق..
🔸وهكذا شهد هذا الزواج المبارك أهل البيت (عليهم السلام)، وأفواج الملائكة وهم يستبشرون بأن زمان ولادة قائم آل محمد (عجّل الله تعالى فرجه) أصبح قريباً..!
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
1⃣1⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸مضت أيام منذ خروج السيدة نرجس (عليها السلام) من بيت السيدة حكيمة (عليها السلام) فلم تطق السيدة حكيمة فراقها.. فأخذت تتردد عليها فهي كانت لها بمثابة البنت الأنيسة لأمها.. أضف إلى ذلك أنها كانت تجلّها وتقدّسها تقديساً في غاية العظمة، لمكانتها من الله تعالى ومن أهل البيت (عليهم السلام).. ولأن الله تعالى جعلها مستودعاً لحجّته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).. فلذا لم تترك زيارتها بل كانت ترتاد منزل ابن أخيها دوماً للقائها، وللإطلاع على أحوال هذا الملاك الطاهر..
🔹كان قلق بني العباس كبير جداً من الإمام الثاني عشر (عليه السلام) خوفاً على ملكهم.. ولأنه هو الإمام المعدّ لازالة الجور والطغيان.. لذلك تكاثرت مؤامرات هؤلاء الطغاة ضد أهل بيت النبوة، وتكاثرت مكائدهم على ذرية محمد (صلوات الله عليهم).. واحتدّ ظلم بني العباس وتعسّفهم..
🔸كان للإمام الهادي (عليه السلام) ولد غير الإمام العسكري (عليه السلام) هو السيد محمد المعروف بسبع الدجيل (عليه سلام الله).. وقد توهّم بنو العباس أنه الإمام الذي سيلي الإمام الهادي (عليه السلام)..فانصبّ جهد الظلمة نحو السيد محمد (عليه السلام) وامتدّت عناصر الإجرام ودسّت له السمّ في طعامه.. فاستشهد (سلام الله عليه).. 💔
🔹وهكذا افتدى السيد محمد (عليه السلام) أخاه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بنفسه وعرضها للمخاطرة حتى استشهد في سبيل الحفاظ عليه.. فظنّ بنو العباس أنهم بقتلهم للسيد محمد (عليه السلام) قد أحبطوا مشروع الإمامة ووأدوا الإمام الثاني عشر وهو لا يزال في صلب ابيه.. وهكذا وقعوا في الوهم وابتعدوا وغفلوا عن الامام الحقيقي أي الامام العسكري (عليه السلام).. وهم لم يعلموا أن الله بالغ أمره وأن ذاك النور لا زال قائماً في صلب أبيه الامام الحسن العسكري (عليه السلام).. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..!
🔸وهكذا ابتعد الخطر مرحليّاً عن الأميرة المقدسة والإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والدي الإمام المهدي مخلّص آخر الزمان (عجّل الله تعالى فرجه).. لكن الأعين الآثمة لم تبرح عن الامام الهادي (عليه السلام)... ازداد خوفها بعد رؤية تلك الوجوه من الوجهاء والكبار وقد التفّوا حوله حين استشهاد ابنه السيد محمد (عليه السلام).. اذاً فهو يشكل خطراً عليهم ما دام حراً طليقاً فلا بدّ من بثّ الرعب لتشتيت محبيه وشيعته.. فاقتحم الجلاوزة بيت الامام الهادي (عليه السلام) تكراراً وسحب مخفوراً مراراً لمجلس السلطان العباسي إمعاناً في أذيّته ومعاداته الى أن قرر الخليفة العباسي إنهاء حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام)ّ وتصفيته فاستشهد مسموماً ورحلت روحه إلى بارئها.. 💔
🔹وهنا ظنّ الخليفة العباسي أنه ارتاح من هاجس الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الأبد.. وأنه سيتمتع بسلطته بلا منازع.. لكن وصل له خبر كان كالصاعقة عليه.. الإمام الحادي عشر لم يكن السيد محمد سبع الدجيل بل هو الحسن العسكري ! هو الإمام بعد أبيه الإمام الهادي (عليه السلام).. والإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) سيكون من نسله !!
اللهمّ العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.. 💔
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸مضت أيام منذ خروج السيدة نرجس (عليها السلام) من بيت السيدة حكيمة (عليها السلام) فلم تطق السيدة حكيمة فراقها.. فأخذت تتردد عليها فهي كانت لها بمثابة البنت الأنيسة لأمها.. أضف إلى ذلك أنها كانت تجلّها وتقدّسها تقديساً في غاية العظمة، لمكانتها من الله تعالى ومن أهل البيت (عليهم السلام).. ولأن الله تعالى جعلها مستودعاً لحجّته (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).. فلذا لم تترك زيارتها بل كانت ترتاد منزل ابن أخيها دوماً للقائها، وللإطلاع على أحوال هذا الملاك الطاهر..
🔹كان قلق بني العباس كبير جداً من الإمام الثاني عشر (عليه السلام) خوفاً على ملكهم.. ولأنه هو الإمام المعدّ لازالة الجور والطغيان.. لذلك تكاثرت مؤامرات هؤلاء الطغاة ضد أهل بيت النبوة، وتكاثرت مكائدهم على ذرية محمد (صلوات الله عليهم).. واحتدّ ظلم بني العباس وتعسّفهم..
🔸كان للإمام الهادي (عليه السلام) ولد غير الإمام العسكري (عليه السلام) هو السيد محمد المعروف بسبع الدجيل (عليه سلام الله).. وقد توهّم بنو العباس أنه الإمام الذي سيلي الإمام الهادي (عليه السلام)..فانصبّ جهد الظلمة نحو السيد محمد (عليه السلام) وامتدّت عناصر الإجرام ودسّت له السمّ في طعامه.. فاستشهد (سلام الله عليه).. 💔
🔹وهكذا افتدى السيد محمد (عليه السلام) أخاه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بنفسه وعرضها للمخاطرة حتى استشهد في سبيل الحفاظ عليه.. فظنّ بنو العباس أنهم بقتلهم للسيد محمد (عليه السلام) قد أحبطوا مشروع الإمامة ووأدوا الإمام الثاني عشر وهو لا يزال في صلب ابيه.. وهكذا وقعوا في الوهم وابتعدوا وغفلوا عن الامام الحقيقي أي الامام العسكري (عليه السلام).. وهم لم يعلموا أن الله بالغ أمره وأن ذاك النور لا زال قائماً في صلب أبيه الامام الحسن العسكري (عليه السلام).. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..!
🔸وهكذا ابتعد الخطر مرحليّاً عن الأميرة المقدسة والإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والدي الإمام المهدي مخلّص آخر الزمان (عجّل الله تعالى فرجه).. لكن الأعين الآثمة لم تبرح عن الامام الهادي (عليه السلام)... ازداد خوفها بعد رؤية تلك الوجوه من الوجهاء والكبار وقد التفّوا حوله حين استشهاد ابنه السيد محمد (عليه السلام).. اذاً فهو يشكل خطراً عليهم ما دام حراً طليقاً فلا بدّ من بثّ الرعب لتشتيت محبيه وشيعته.. فاقتحم الجلاوزة بيت الامام الهادي (عليه السلام) تكراراً وسحب مخفوراً مراراً لمجلس السلطان العباسي إمعاناً في أذيّته ومعاداته الى أن قرر الخليفة العباسي إنهاء حياة الإمام علي الهادي (عليه السلام)ّ وتصفيته فاستشهد مسموماً ورحلت روحه إلى بارئها.. 💔
🔹وهنا ظنّ الخليفة العباسي أنه ارتاح من هاجس الإمام المهدي (عليه السلام) إلى الأبد.. وأنه سيتمتع بسلطته بلا منازع.. لكن وصل له خبر كان كالصاعقة عليه.. الإمام الحادي عشر لم يكن السيد محمد سبع الدجيل بل هو الحسن العسكري ! هو الإمام بعد أبيه الإمام الهادي (عليه السلام).. والإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه) سيكون من نسله !!
اللهمّ العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.. 💔
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
2⃣1⃣ #الأميرة_المقدسة
🔸أخذ السلطان العباسي يطلب أثر ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) كما كان يطلب فرعون أثر ولادة نبي الله موسى (عليه السلام).. وقد جند الجواسيس لتتبع أحوال الإمام العسكري (عليه السلام)..
🔹هذا ما جعل السيدة حكيمة (عليها السلام) تكون حذرة عند زيارتها لابن أخيها خوفاً عليهما.. ولذا خففت من زيارتها لبيتهما مع ما بها من شوق وحنين إليهما..
🔸عام مضى على شهادة الإمام الهادي (عليه السلام) والسلطان العباسي لم يكلّ ولم يملّ في تتبعه لأخبار أي مولود جديد في بيت الإمام العسكري (عليه السلام).. ولكن لم يكن لديه أي مؤشرات على ذلك.. لأن الإمام العسكري (عليه السلام) ضرب طوقاً شديداً من الكتمان على شخص الأميرة المقدّسة، وعمد إلى تبديل إسمها عدة مرات للتمويه على الأعداء.. وحفاظاً عليها، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً..
🔹إلى أن أرسل الإمام العسكري (عليه السلام) يوماً لعمته السيدة حكيمة (عليها السلام) يطلب منها أن تزوره.. وكانت تصادف ليلة النصف من شعبان فأعرب عن رغبته أن تجعل إفطارها عنده في تلك الليلة..
🔸وصلت السيدة حكيمة إلى بيت ابن أخيها وكلها شوق لرؤيتهما.. وجعلت افطارها عندهما.. وعندما همّت بالإنصراف فاجأها الإمام العسكري (عليه السلام) بقوله:
《لا يا عمّتنا بيتي الليلة عندنا.. فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزّ وجلّ.. الذي يحيي الله عزّ وجلّ به الارض بعد موتها.》
🔹أذهلها الإمام (عليه السلام) بكلامه.. فقساوة الظروف الأمنية تعاكس مثل هذا توقع..! فهذه بشارة نذرت حياتها وهي تعيش منتظرة لها.. تعدّ الليالي والأيام من أجلها.. هي كانت تعلم أن نرجس (عليها السلام) هي أم الموعود، فقالت مندهشة: 《ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل..!》
فأجابها الامام الحسن العسكري (عليه السلام): 《من نرجس لا من غيرها !》
🔸أخذت تنظر إلى السيدة نرجس (عليها السلام) وتسبّح الله في قلبها.. يا لقدرة الله سبحانه وتعالى كيف أخفى حملها..! إنها آية عظيمة من آيات الله تعالى تخشع لها القلوب.. عند ذلك اقترب الإمام العسكري (عليه السلام) منها وقال:
《اذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل.. لأن مثلها مثل أم موسى (عليه السلام) لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها.. لأن فرعون كان يشقّ بطونه الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى (عليه السلام)..》
وجاء الوقت الموعود... ❤️
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
🔸أخذ السلطان العباسي يطلب أثر ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) كما كان يطلب فرعون أثر ولادة نبي الله موسى (عليه السلام).. وقد جند الجواسيس لتتبع أحوال الإمام العسكري (عليه السلام)..
🔹هذا ما جعل السيدة حكيمة (عليها السلام) تكون حذرة عند زيارتها لابن أخيها خوفاً عليهما.. ولذا خففت من زيارتها لبيتهما مع ما بها من شوق وحنين إليهما..
🔸عام مضى على شهادة الإمام الهادي (عليه السلام) والسلطان العباسي لم يكلّ ولم يملّ في تتبعه لأخبار أي مولود جديد في بيت الإمام العسكري (عليه السلام).. ولكن لم يكن لديه أي مؤشرات على ذلك.. لأن الإمام العسكري (عليه السلام) ضرب طوقاً شديداً من الكتمان على شخص الأميرة المقدّسة، وعمد إلى تبديل إسمها عدة مرات للتمويه على الأعداء.. وحفاظاً عليها، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً..
🔹إلى أن أرسل الإمام العسكري (عليه السلام) يوماً لعمته السيدة حكيمة (عليها السلام) يطلب منها أن تزوره.. وكانت تصادف ليلة النصف من شعبان فأعرب عن رغبته أن تجعل إفطارها عنده في تلك الليلة..
🔸وصلت السيدة حكيمة إلى بيت ابن أخيها وكلها شوق لرؤيتهما.. وجعلت افطارها عندهما.. وعندما همّت بالإنصراف فاجأها الإمام العسكري (عليه السلام) بقوله:
《لا يا عمّتنا بيتي الليلة عندنا.. فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزّ وجلّ.. الذي يحيي الله عزّ وجلّ به الارض بعد موتها.》
🔹أذهلها الإمام (عليه السلام) بكلامه.. فقساوة الظروف الأمنية تعاكس مثل هذا توقع..! فهذه بشارة نذرت حياتها وهي تعيش منتظرة لها.. تعدّ الليالي والأيام من أجلها.. هي كانت تعلم أن نرجس (عليها السلام) هي أم الموعود، فقالت مندهشة: 《ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل..!》
فأجابها الامام الحسن العسكري (عليه السلام): 《من نرجس لا من غيرها !》
🔸أخذت تنظر إلى السيدة نرجس (عليها السلام) وتسبّح الله في قلبها.. يا لقدرة الله سبحانه وتعالى كيف أخفى حملها..! إنها آية عظيمة من آيات الله تعالى تخشع لها القلوب.. عند ذلك اقترب الإمام العسكري (عليه السلام) منها وقال:
《اذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل.. لأن مثلها مثل أم موسى (عليه السلام) لم يظهر بها الحبل، ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها.. لأن فرعون كان يشقّ بطونه الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى (عليه السلام)..》
وجاء الوقت الموعود... ❤️
#يتبع
╭┅━.✨🕊✨•━┅╮
T.me/altauba
╰┅━•🍃🌷🍃•━┅╯
﷽
حال المؤمنين في عصر الغيبة
▫️حال العلماء في غيبته :
ورد عن الإمام الهادي (عليه السلام) :
◄ "لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم #الأفضلون عند الله عز وجل"*(1)
#يتبع
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
🍃✨
حال المؤمنين في عصر الغيبة
▫️حال العلماء في غيبته :
ورد عن الإمام الهادي (عليه السلام) :
◄ "لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم #الأفضلون عند الله عز وجل"*(1)
#يتبع
#اللهم_عجل_لوليك_الفرج
🍃✨