نصير عواد : ساعة الانتخابات العراقيّة لا تدق للجميع
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد دعونا نسبق الاحداث بخطوة ونقول ان الكثير من اليساريّين والمدنيّين والديموقراطيّين العراقيّين ما زالوا يشكّكون بخطوات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "الترقيعيّة" وبعضهم يحضّر من الآن للتشكيك بالانتخابات القادمة وفرش الأرضية لمقاطعتها، وسوف لن يغلب أحدا في البحث عن المبرّرات التي خلّفتها العمليّة السياسيّة الطائفيّة، تؤكد شكوكه ودعوته للمقاطعة. فبالنظر إلى ما حدث في الدورات الانتخابيّة السابقة، لا غرابة في ان تكون الدورة القادمة مشابهة لها، أو أسوَأ منها، خصوصا وان حظوظ المال السياسيّ والسلاح المنفلت، إضافة إلى الجهل المتفشي بالبلد منذ عقود، ما زالت داعمة لنتائج اية انتخابات قادمة، تقودها وتسيطر على مفوضيتها ذات الأحزاب التي سبق لها ان اجترحت ثقافة سياسيّة مقيتة قائمة على الاستقطاب الطائفيّ، سعت عبرها إلى رشوة فقراء العراق وشراء أصواتهم وصمتهم. وفي ظل هذا الوضع المرتبك سياسيّا وأمنيّا واقتصاديّا، وفي ظل فقدان الثقة المتزايد بين المواطن وبين المؤسّسات السياسيّة والدينيّة والقانونيّة، يتساءل المواطن عن جدوى المشاركة في الانتخابات؛ لِمَن يصوت في غياب البديل؟ وهل الخط الثاني او الثالث للسياسيّين هما أفضل حالا ممن سبقوهم؟ أم ينبغي المقاطعة والجلوس على الطل أعوام أخرى للتفرج على احفاد "بريمر" وهم يغيرون جلودهم ويفعلون ما يشاؤون؟ هذه الأسئلة، وغيرها كثير، تدور في ذهن المواطن بعد ان امست العمليّة السياسيّة الطائفيّة غير قادرة على إنتاج الحلول لمشكلات العراق المتفاقمة، ووضعت المواطن في حالةِ امتحانٍ دائم، فرص الفشل فيه أكثر من فرص النجاح. على الجهة الأخرى للأزمة، لا وجود لمقدمات ثوريّة لتغيير جذري للأوضاع بالعراق، بعد ان تم تقويض الحياة السياسيّة طوال نصف قرن. ولا توجد ظروف مهيئة لتغييرٍ فوقيّ عبر انقلاب عسكريّ، بعد انتشار السلاح وتكاثر الفصائل المسلّحة. ولا توجد قناعة بالتغييرات التي تأتي من خلف الحدود، بعد ان أدت كلها إلى إضعاف وتدمير البلد. وبالتالي ليس لدينا سوى عملية سياسيّة طائفيّة مُهلْهلة، وديموقراطيّة صورية وضع أسسها المحتل، تسمح بهامشٍ ضعيف للوطنيّين العراقيّين بأحداث تغيير بسيط يُلهيهم عما هم فيه. بعيدا عن المزاح، أعلن قادة أحزاب السلطة بالعراق انهم يدعمون الانتخابات ومطالب المتظاهرين في العمل وتحسين مستوى المعيشة وإعادة هيبة الدولة، في لفتة لا يمكن وصفها من دون ابتسامة صغيرة. الطبقة السياسيّة العراقيّة، الّتي تعوّل على ضعف ذاكرة العراقيّين، لم تكتفِ بالترحيب بالانتخابات، بل ذهبت للمزايدة؛ بعضهم يريدها انتخابات "مبكرة" والبعض الآخر يريدها "أبكر" في حين انهم يضمرون مواقف غير معلنة يتم تداولها خلف الأبواب المغلقة تناقض ذلك الترحيب، مواقف مغلفة بحجج عدم اكتمال قانون الانتخابات وبغياب التعداد السكانيّ وبانفلات السلاح، وغيرها من الحجج والعراقيل التي هم سببها بالأساس. إن السطو بهذه الطريقة الهزليّة على معاناة العراقيّين ومطالب المتظاهرين ودماء الشهداء يشير إلى ضحالة ما نحن فيه، فهذه النخب الحاكمة كانت حتى الامس القريب تسخر من المتظاهرين وتكيل لهم تهم العمالة والشذوذ، وتنشر بينهم مجموعات لنشر الفوضى، وتعمل على اصطياد الناشطين منهم. على ما يبدو إن نجاح التظاهرات في الصمود واسقاط حكومة عادل عبد المهدي الذيليّة وتحقيق بعض المطالب صنع لها آباء كثر، يتماهون مع خطابها ويدعمون مطالبها، لا حبا بها واحتراما لشهدائها، ولكنهم يناورون لغرض اختراق صفوفها استعدادا للانتخابات القادمة. إنّ ترحيب احزاب السلطة المزيف بتحديد تاريخ الانتخابات القادمة يحتوي مخاوفهم من فقدان ......
#ساعة
#الانتخابات
#العراقيّة
#للجميع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688269
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد دعونا نسبق الاحداث بخطوة ونقول ان الكثير من اليساريّين والمدنيّين والديموقراطيّين العراقيّين ما زالوا يشكّكون بخطوات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "الترقيعيّة" وبعضهم يحضّر من الآن للتشكيك بالانتخابات القادمة وفرش الأرضية لمقاطعتها، وسوف لن يغلب أحدا في البحث عن المبرّرات التي خلّفتها العمليّة السياسيّة الطائفيّة، تؤكد شكوكه ودعوته للمقاطعة. فبالنظر إلى ما حدث في الدورات الانتخابيّة السابقة، لا غرابة في ان تكون الدورة القادمة مشابهة لها، أو أسوَأ منها، خصوصا وان حظوظ المال السياسيّ والسلاح المنفلت، إضافة إلى الجهل المتفشي بالبلد منذ عقود، ما زالت داعمة لنتائج اية انتخابات قادمة، تقودها وتسيطر على مفوضيتها ذات الأحزاب التي سبق لها ان اجترحت ثقافة سياسيّة مقيتة قائمة على الاستقطاب الطائفيّ، سعت عبرها إلى رشوة فقراء العراق وشراء أصواتهم وصمتهم. وفي ظل هذا الوضع المرتبك سياسيّا وأمنيّا واقتصاديّا، وفي ظل فقدان الثقة المتزايد بين المواطن وبين المؤسّسات السياسيّة والدينيّة والقانونيّة، يتساءل المواطن عن جدوى المشاركة في الانتخابات؛ لِمَن يصوت في غياب البديل؟ وهل الخط الثاني او الثالث للسياسيّين هما أفضل حالا ممن سبقوهم؟ أم ينبغي المقاطعة والجلوس على الطل أعوام أخرى للتفرج على احفاد "بريمر" وهم يغيرون جلودهم ويفعلون ما يشاؤون؟ هذه الأسئلة، وغيرها كثير، تدور في ذهن المواطن بعد ان امست العمليّة السياسيّة الطائفيّة غير قادرة على إنتاج الحلول لمشكلات العراق المتفاقمة، ووضعت المواطن في حالةِ امتحانٍ دائم، فرص الفشل فيه أكثر من فرص النجاح. على الجهة الأخرى للأزمة، لا وجود لمقدمات ثوريّة لتغيير جذري للأوضاع بالعراق، بعد ان تم تقويض الحياة السياسيّة طوال نصف قرن. ولا توجد ظروف مهيئة لتغييرٍ فوقيّ عبر انقلاب عسكريّ، بعد انتشار السلاح وتكاثر الفصائل المسلّحة. ولا توجد قناعة بالتغييرات التي تأتي من خلف الحدود، بعد ان أدت كلها إلى إضعاف وتدمير البلد. وبالتالي ليس لدينا سوى عملية سياسيّة طائفيّة مُهلْهلة، وديموقراطيّة صورية وضع أسسها المحتل، تسمح بهامشٍ ضعيف للوطنيّين العراقيّين بأحداث تغيير بسيط يُلهيهم عما هم فيه. بعيدا عن المزاح، أعلن قادة أحزاب السلطة بالعراق انهم يدعمون الانتخابات ومطالب المتظاهرين في العمل وتحسين مستوى المعيشة وإعادة هيبة الدولة، في لفتة لا يمكن وصفها من دون ابتسامة صغيرة. الطبقة السياسيّة العراقيّة، الّتي تعوّل على ضعف ذاكرة العراقيّين، لم تكتفِ بالترحيب بالانتخابات، بل ذهبت للمزايدة؛ بعضهم يريدها انتخابات "مبكرة" والبعض الآخر يريدها "أبكر" في حين انهم يضمرون مواقف غير معلنة يتم تداولها خلف الأبواب المغلقة تناقض ذلك الترحيب، مواقف مغلفة بحجج عدم اكتمال قانون الانتخابات وبغياب التعداد السكانيّ وبانفلات السلاح، وغيرها من الحجج والعراقيل التي هم سببها بالأساس. إن السطو بهذه الطريقة الهزليّة على معاناة العراقيّين ومطالب المتظاهرين ودماء الشهداء يشير إلى ضحالة ما نحن فيه، فهذه النخب الحاكمة كانت حتى الامس القريب تسخر من المتظاهرين وتكيل لهم تهم العمالة والشذوذ، وتنشر بينهم مجموعات لنشر الفوضى، وتعمل على اصطياد الناشطين منهم. على ما يبدو إن نجاح التظاهرات في الصمود واسقاط حكومة عادل عبد المهدي الذيليّة وتحقيق بعض المطالب صنع لها آباء كثر، يتماهون مع خطابها ويدعمون مطالبها، لا حبا بها واحتراما لشهدائها، ولكنهم يناورون لغرض اختراق صفوفها استعدادا للانتخابات القادمة. إنّ ترحيب احزاب السلطة المزيف بتحديد تاريخ الانتخابات القادمة يحتوي مخاوفهم من فقدان ......
#ساعة
#الانتخابات
#العراقيّة
#للجميع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688269
الحوار المتمدن
نصير عواد - ساعة الانتخابات العراقيّة لا تدق للجميع
نصير عواد : -الحزبيّة- وتظاهرات تشرين
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد إنّ النظر لتظاهرات تشرين كما هي، لا كما تراها وتريدها الأحزاب السياسيّة، هو موضوع مقالنا. فمن خصائص هذه التظاهرات ان لا أحد، فرد أو مجموعة او حزب، زعم تنظيمها او قيادتها. وكل الذي نعرفه ان ثمة شباب من أصحاب الشهادات خرجوا يبحثون عن عمل، عاونتهم شرائح شبابية مهمشة تبحث عن دور لها وعن معنى لحياتها، ثم وقفت إلى جانبهم فئات من المثقفين والوطنيين الذين ملّوا وقوفهم شهودا على خراب بلدهم. كل هؤلاء تجمهروا في ساحة التحرير، قبل ان يصلوا إلى سوح أخرى، بلا حزب يمثلهم ولا ناطق رسميّ يلقي بياناتهم ولا قناة فضائيّة تنقل أخبارهم. كان تجمهرهم اشبه بردِ فعل على سياسة الخراب والنهب والتجهيل التي مارستها حكومات ما بعد الاحتلال، طالبوا بحقوق بسيطة في العمل والخدمات والحياة الكريمة، ولكن بعد ان وُوجهوا بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع، سقط فيها شهداء وجرحى، انتقلوا من رد الفعل إلى الفعل، أغلقوا الشوارع ونصبوا الخيام وتسلحوا بوعي وعناد مخزونيّن في الذاكرة العراقيّة. فبعد عجز الحكومات العراقيّة عن توفير الأمن والازدهار، وفشل الأحزاب السياسيّة في التقليل من خيبة العراقييّن من العملية السياسيّة الطائفية التي صنعها الاحتلال، لم يتبقَ للمواطنين سوى العودة إلى ذاتهم والبحث عن صيغِ جديدةِ لمواجهة الفوضى والعنف السائدين بالبلد. ولكن انبثاق التظاهرات من الشارع لا من الحزب، من المواطن لا من السياسيّ، هو الذي أربك المعادلة السياسيّة المتوافقة شكليّا، ودفع احزاب الحكومة للبحث عن طرق اسكاتها وقمعها وشرائها. في حين بقيت الأحزاب المعارضة للحكومة متردّدة، وغير قادرة على التخلص من فكرة (ان الشباب غير ناضجين بما فيه الكفاية لقيادة تظاهرات) وانه لا بد من الاستعانة بالآباء وبالخبرات القديمة. في حين ان التظاهرات الشعبيّة المعبرة عن حاجات الناس اليوميّة لا يمكن على الدوام صنعها بمزاج هذا الحزب أو طلب من ذاك، وهذا هو طابع تظاهرات تشرين. ولو كان للأحزاب السياسيّة دور في التنظيم المسبق لتظاهرات تشرين، لاتخذت التظاهرات على الأرض أسلوبا وشكلا آخرين. فالأحزاب الإسلاميّة التي لها أذرع مسلحة لها أسلوب في تنظيم التظاهرات، ولليساريين والمدنيين خبرتهم وأسلوبهم في الدعوة للتظاهر، وللمستقلين والعاطلين والمهمشين الذين اهلكهم الفقر والبطالة كذلك لهم اسلوبهم الجماهيريّ المختلف. ولذلك فإن غياب "الحزب" السياسيّ عن قيادة تظاهرات تشرين، والذي دفع الكثير من الحريصين للخوف عليها من التراجع والضعف، أثبت هو الآخر خطله، بعد ان بانت التظاهرات المجتمعيّة انها أكثر جدوى من التظاهرات الحزبيّة، وأثبتت ان الوعي السياسيّ يكمن في روح المعاناة، وان الشارع العراقيّ أكثر حيوية من احزابه السياسيّة، وانه قادر على الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها المواجهات اليوميّة، إن كان ذلك في التعامل مع القنابل المسيلة للدموع أو معالجة الجرحى أو جمع أزبال سوح التظاهر أو صياغة الشعارات والمواقف السياسيّة. بكلام آخر ان مشروعية تظاهرات تشرين جاءت من دعم فئات وشرائح اجتماعيّة واسعة لها، ولم تأتِ بقرار من حزب أو بفتوى من مراجع دين أو بقرار من جهات رسمية عليا، الامر الذي جعلها عصية على الجميع. ولذلك ألتف حولها كثيرون، وصار يحق للوطنيّين العراقيّين في شتى أصقاع الأرض ان يساندوها ويفخروا بها، وأن يروا في فعل الشباب بسوح التظاهر رائعا وعظيما، بعد ان أعاد لهم الأمل بوطن حر، وأشار إلى ان تضحيات العراقييّن لم تذهب سدى. لقد خرج التشرينيون لمواجهة سبعة عشر عام من الفساد والخراب، كسروا حاجز الخوف وأذابوا كتلة الخنوع المتخثرة في ذاكرة الناس، وحققوا إنجازات كب ......
#-الحزبيّة-
#وتظاهرات
#تشرين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696585
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد إنّ النظر لتظاهرات تشرين كما هي، لا كما تراها وتريدها الأحزاب السياسيّة، هو موضوع مقالنا. فمن خصائص هذه التظاهرات ان لا أحد، فرد أو مجموعة او حزب، زعم تنظيمها او قيادتها. وكل الذي نعرفه ان ثمة شباب من أصحاب الشهادات خرجوا يبحثون عن عمل، عاونتهم شرائح شبابية مهمشة تبحث عن دور لها وعن معنى لحياتها، ثم وقفت إلى جانبهم فئات من المثقفين والوطنيين الذين ملّوا وقوفهم شهودا على خراب بلدهم. كل هؤلاء تجمهروا في ساحة التحرير، قبل ان يصلوا إلى سوح أخرى، بلا حزب يمثلهم ولا ناطق رسميّ يلقي بياناتهم ولا قناة فضائيّة تنقل أخبارهم. كان تجمهرهم اشبه بردِ فعل على سياسة الخراب والنهب والتجهيل التي مارستها حكومات ما بعد الاحتلال، طالبوا بحقوق بسيطة في العمل والخدمات والحياة الكريمة، ولكن بعد ان وُوجهوا بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع، سقط فيها شهداء وجرحى، انتقلوا من رد الفعل إلى الفعل، أغلقوا الشوارع ونصبوا الخيام وتسلحوا بوعي وعناد مخزونيّن في الذاكرة العراقيّة. فبعد عجز الحكومات العراقيّة عن توفير الأمن والازدهار، وفشل الأحزاب السياسيّة في التقليل من خيبة العراقييّن من العملية السياسيّة الطائفية التي صنعها الاحتلال، لم يتبقَ للمواطنين سوى العودة إلى ذاتهم والبحث عن صيغِ جديدةِ لمواجهة الفوضى والعنف السائدين بالبلد. ولكن انبثاق التظاهرات من الشارع لا من الحزب، من المواطن لا من السياسيّ، هو الذي أربك المعادلة السياسيّة المتوافقة شكليّا، ودفع احزاب الحكومة للبحث عن طرق اسكاتها وقمعها وشرائها. في حين بقيت الأحزاب المعارضة للحكومة متردّدة، وغير قادرة على التخلص من فكرة (ان الشباب غير ناضجين بما فيه الكفاية لقيادة تظاهرات) وانه لا بد من الاستعانة بالآباء وبالخبرات القديمة. في حين ان التظاهرات الشعبيّة المعبرة عن حاجات الناس اليوميّة لا يمكن على الدوام صنعها بمزاج هذا الحزب أو طلب من ذاك، وهذا هو طابع تظاهرات تشرين. ولو كان للأحزاب السياسيّة دور في التنظيم المسبق لتظاهرات تشرين، لاتخذت التظاهرات على الأرض أسلوبا وشكلا آخرين. فالأحزاب الإسلاميّة التي لها أذرع مسلحة لها أسلوب في تنظيم التظاهرات، ولليساريين والمدنيين خبرتهم وأسلوبهم في الدعوة للتظاهر، وللمستقلين والعاطلين والمهمشين الذين اهلكهم الفقر والبطالة كذلك لهم اسلوبهم الجماهيريّ المختلف. ولذلك فإن غياب "الحزب" السياسيّ عن قيادة تظاهرات تشرين، والذي دفع الكثير من الحريصين للخوف عليها من التراجع والضعف، أثبت هو الآخر خطله، بعد ان بانت التظاهرات المجتمعيّة انها أكثر جدوى من التظاهرات الحزبيّة، وأثبتت ان الوعي السياسيّ يكمن في روح المعاناة، وان الشارع العراقيّ أكثر حيوية من احزابه السياسيّة، وانه قادر على الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها المواجهات اليوميّة، إن كان ذلك في التعامل مع القنابل المسيلة للدموع أو معالجة الجرحى أو جمع أزبال سوح التظاهر أو صياغة الشعارات والمواقف السياسيّة. بكلام آخر ان مشروعية تظاهرات تشرين جاءت من دعم فئات وشرائح اجتماعيّة واسعة لها، ولم تأتِ بقرار من حزب أو بفتوى من مراجع دين أو بقرار من جهات رسمية عليا، الامر الذي جعلها عصية على الجميع. ولذلك ألتف حولها كثيرون، وصار يحق للوطنيّين العراقيّين في شتى أصقاع الأرض ان يساندوها ويفخروا بها، وأن يروا في فعل الشباب بسوح التظاهر رائعا وعظيما، بعد ان أعاد لهم الأمل بوطن حر، وأشار إلى ان تضحيات العراقييّن لم تذهب سدى. لقد خرج التشرينيون لمواجهة سبعة عشر عام من الفساد والخراب، كسروا حاجز الخوف وأذابوا كتلة الخنوع المتخثرة في ذاكرة الناس، وحققوا إنجازات كب ......
#-الحزبيّة-
#وتظاهرات
#تشرين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696585
الحوار المتمدن
نصير عواد - -الحزبيّة- وتظاهرات تشرين
نصير عواد : الاحتفاء بيوم -النصير الشيوعيّ- أم الاشتغال على تاريخه؟
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد بسبب الظروف المعقدة التي تعيشها الحركات الثورية المسلّحة فإنها احيانا تكون مجهولة البدايات ومعروفة النهايات. وأن تجربة الأنصار الشيوعيّين بجبال كوردستان العراق لا تذهب بعيدا عن ذلك، وهناك الكثير من الروايات والغموض حول بدايات الحركة الأولى عام (1963) والحركة الثانية عام (1979). وبما اننا لم نزامن الحركة الأولى فنستطيع باختصار الحديث عن الحركة الثانية، والتأكيد على انه ليس ثمة يوم محدّد لصعود المقاتلين الجبل والاعلان عن بداية نضالهم ضد الديكتاتورية، وأن يوم بناء أول موقع او قاعدة لهم لا يعني بأي حال من الاحوال هو يوم بداية الحركة. فالبدايات كانت معقدة وضبابية، وان الالتحاق بحركة الانصار كان على شكل افراد ومجموعات صغيرة، على فترات متباعدة، لا يوجد في كثير منها تنظيم او ترتيب، خصوصا بين القادمين من داخل الوطن. أدى ذلك إلى ان يقع الكثير منهم بأيدي أجهزة الديكتاتور، وتصفيتهم لاحقا. بشكل متأخر ظهرت الكثير من روايات المقاتلين التي تتحدث عن البدايات، فيها خلافات على الأيام والأسماء والامكنة، وفيها اتفاقات على تأسيس القواعد الأولى. ولذلك تجد الانصار يستذكرون أيامهم وشهدائهم حسب المناسبات والاحداث، الأمر الذي صوّرها أحيانا اشبه بكتابات المواسم والمناسبات. والملفت انه حتى اجتماع الّلجنة المركزيّة للحزب الشيوعيّ العراقيّ (أوائل تشرين الأول من عام 1981) الذي أقر فيه "الكفاح المسلّح" أسلوبا للنضال، وشرح فيه الأسباب التي دفعته لحمل السلاح، لم يتوقف عند البدايات. فلقد مضى يومذاك أكثر من عامين على صعود المقاتلين الجبل، شكّلوا فيها فصائلهم وخاضوا معاركهم. يومها تهكم أحدهم قائلا ان (الأنصار صعدوا الجبل فلحق بهم قادتهم). أردنا القول، بعد هذه المقدمة السريعة، لسنا بحاجة إلى الاحتفاء بيوم "النصير الشيوعيّ" فلقد سئمنا كثرة الاحتفالات والمناسبات، لم يبقَ الكثير منّا أحياء، نحاول جاهدين الدفاع عن تاريخنا وشهدؤنا. فالأجيال الجديدة لا تستطيع تصوّر الظروف التي كابدها الأنصار الشيوعيّين قبل وبعد صعودهم الجبل، وبقي ذلك موضع أسئلة عندهم، فمن أين لهم فرحة الاحتفاء بــ" يوم النصير الشيوعيّ". الأجيال القديمة التي عايشت التجربة، ولم تتفاعل معها لأسباب شخصيّة او سياسيّة، استمرت تطرح أسئلة تلبس لبوس المنطق والحرص، في حين انها تحمل في دخيلتها التشكيك، وتكشف عن نسيان أصحابها الظروف المعقدة التي دفعت الوطنين إلى صعود الجبل وحمل السلاح ضد سلطة الديكتاتور. حتى ان هناك الكثير من اليساريّين افتقدوا الواقعيّة، واستمروا أعواما طويلة يغلفون شكوكهم واسئلتهم الفاسدة بسيلوفان الوطنيّة للنيل من التجربة. بل ذهب البعض منهم إلى اتهام الأنصار الشيوعيين بالــ"الخيانة الوطنية" بسبب عدم وقوفهم إلى جانب ديكتاتور العراق في حربه مع إيران، على الرغم من ان الديكتاتور بدأ حربه ضد القوى الوطنيّة العراقيّة قبل ان يعلن حربه على إيران. والمؤلم ان بعض هذه الشكوك والاتهامات والاسئلة يتلقفها آخرون لا علم لهم بأسرار وحروب تلك الأيام، ويتعاملون معها كمعلومات سياسيّة ووقائع تاريخيّة لا غبار عليها.الأنصار الشيوعيّين في كل مرحلة يواجهون خصوم من نوع مختلف، ولا أظن الدعوة للاحتفاء بــيوم "النصير الشيوعيّ" ستنجو من السهام والطعون. سبق لديكتاتور العراق ان وضعهم في درج الخيانة والتآمر والعصيان، ملأ فيهم السجون والمقابر والمنافي. الأحزاب السياسيّة المتواجدة بالجبل هي الأخرى تعاملت مع الأنصار الشيوعيّين كمنافس ينبغي اضعافه والتعتيم عليه، وتصفيته إنْ تطلب الامر. اليساريون بدورهم ما انفكوا يثيرون أسئلة حول صحة رفع الشيوع ......
#الاحتفاء
#بيوم
#-النصير
#الشيوعيّ-
#الاشتغال
#تاريخه؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709528
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد بسبب الظروف المعقدة التي تعيشها الحركات الثورية المسلّحة فإنها احيانا تكون مجهولة البدايات ومعروفة النهايات. وأن تجربة الأنصار الشيوعيّين بجبال كوردستان العراق لا تذهب بعيدا عن ذلك، وهناك الكثير من الروايات والغموض حول بدايات الحركة الأولى عام (1963) والحركة الثانية عام (1979). وبما اننا لم نزامن الحركة الأولى فنستطيع باختصار الحديث عن الحركة الثانية، والتأكيد على انه ليس ثمة يوم محدّد لصعود المقاتلين الجبل والاعلان عن بداية نضالهم ضد الديكتاتورية، وأن يوم بناء أول موقع او قاعدة لهم لا يعني بأي حال من الاحوال هو يوم بداية الحركة. فالبدايات كانت معقدة وضبابية، وان الالتحاق بحركة الانصار كان على شكل افراد ومجموعات صغيرة، على فترات متباعدة، لا يوجد في كثير منها تنظيم او ترتيب، خصوصا بين القادمين من داخل الوطن. أدى ذلك إلى ان يقع الكثير منهم بأيدي أجهزة الديكتاتور، وتصفيتهم لاحقا. بشكل متأخر ظهرت الكثير من روايات المقاتلين التي تتحدث عن البدايات، فيها خلافات على الأيام والأسماء والامكنة، وفيها اتفاقات على تأسيس القواعد الأولى. ولذلك تجد الانصار يستذكرون أيامهم وشهدائهم حسب المناسبات والاحداث، الأمر الذي صوّرها أحيانا اشبه بكتابات المواسم والمناسبات. والملفت انه حتى اجتماع الّلجنة المركزيّة للحزب الشيوعيّ العراقيّ (أوائل تشرين الأول من عام 1981) الذي أقر فيه "الكفاح المسلّح" أسلوبا للنضال، وشرح فيه الأسباب التي دفعته لحمل السلاح، لم يتوقف عند البدايات. فلقد مضى يومذاك أكثر من عامين على صعود المقاتلين الجبل، شكّلوا فيها فصائلهم وخاضوا معاركهم. يومها تهكم أحدهم قائلا ان (الأنصار صعدوا الجبل فلحق بهم قادتهم). أردنا القول، بعد هذه المقدمة السريعة، لسنا بحاجة إلى الاحتفاء بيوم "النصير الشيوعيّ" فلقد سئمنا كثرة الاحتفالات والمناسبات، لم يبقَ الكثير منّا أحياء، نحاول جاهدين الدفاع عن تاريخنا وشهدؤنا. فالأجيال الجديدة لا تستطيع تصوّر الظروف التي كابدها الأنصار الشيوعيّين قبل وبعد صعودهم الجبل، وبقي ذلك موضع أسئلة عندهم، فمن أين لهم فرحة الاحتفاء بــ" يوم النصير الشيوعيّ". الأجيال القديمة التي عايشت التجربة، ولم تتفاعل معها لأسباب شخصيّة او سياسيّة، استمرت تطرح أسئلة تلبس لبوس المنطق والحرص، في حين انها تحمل في دخيلتها التشكيك، وتكشف عن نسيان أصحابها الظروف المعقدة التي دفعت الوطنين إلى صعود الجبل وحمل السلاح ضد سلطة الديكتاتور. حتى ان هناك الكثير من اليساريّين افتقدوا الواقعيّة، واستمروا أعواما طويلة يغلفون شكوكهم واسئلتهم الفاسدة بسيلوفان الوطنيّة للنيل من التجربة. بل ذهب البعض منهم إلى اتهام الأنصار الشيوعيين بالــ"الخيانة الوطنية" بسبب عدم وقوفهم إلى جانب ديكتاتور العراق في حربه مع إيران، على الرغم من ان الديكتاتور بدأ حربه ضد القوى الوطنيّة العراقيّة قبل ان يعلن حربه على إيران. والمؤلم ان بعض هذه الشكوك والاتهامات والاسئلة يتلقفها آخرون لا علم لهم بأسرار وحروب تلك الأيام، ويتعاملون معها كمعلومات سياسيّة ووقائع تاريخيّة لا غبار عليها.الأنصار الشيوعيّين في كل مرحلة يواجهون خصوم من نوع مختلف، ولا أظن الدعوة للاحتفاء بــيوم "النصير الشيوعيّ" ستنجو من السهام والطعون. سبق لديكتاتور العراق ان وضعهم في درج الخيانة والتآمر والعصيان، ملأ فيهم السجون والمقابر والمنافي. الأحزاب السياسيّة المتواجدة بالجبل هي الأخرى تعاملت مع الأنصار الشيوعيّين كمنافس ينبغي اضعافه والتعتيم عليه، وتصفيته إنْ تطلب الامر. اليساريون بدورهم ما انفكوا يثيرون أسئلة حول صحة رفع الشيوع ......
#الاحتفاء
#بيوم
#-النصير
#الشيوعيّ-
#الاشتغال
#تاريخه؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709528
الحوار المتمدن
نصير عواد - الاحتفاء بيوم -النصير الشيوعيّ- أم الاشتغال على تاريخه؟
نصير عواد : السرديّة الانصاريّة 3 نون الحكايّة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد لم نرَ مدوّنا ركب عربته وطاف في الشتات يجمع شهادات الأنصار الشيوعيّين وذكّرياتهم عن تجربة ناصعة ودامية جرت تفاصيلها في جبال كوردستان العراق (1979-1989) ولم نسمعْ عن مؤسسةٍ وطنيّة بادرت لعملٍ بحثيّ حوّل حقيقة ما حدث، والوقوف عند الأسباب التي دفعت الألاف من الشباب لحمل السلاح والاعتصام بالجبال. ففي العراق صار من المفروغ منه أن يجتر الضحايّا قصصهم، يروُونها لبعضهم البعض، في حين يلتزم القتلة وأمراء الحرب الصمت، والانشغال بتدوين التاريخ الرسميّ للأحداث. ولذلك، وحتى لا يتراكم غبار النسيان على الأسماء والاحداث، بادر الأنصار أنفسهم، نساء ورجال، إلى تدوين تجربتهم. بما لها وما عليها. يُعدّ حضور المرأة في جبال كوردستان، من كافة مدن العراق وأطيافه، جزء من خصوصية حركة الأنصار الشيوعيّين، فلقد كان وجودها مع المقاتلين يُثير الدهشة عند الأحزاب القوميّة الكورديّة، وبين القرويين الذين اعتادوا تنميط المرأة وفق تقاليدهم. ولكن سرعان ما اعتاد الجميع على وجود النصيرات بينهم، وتعلموا النظر إليهن بالــ"الشروال" الفضفاض، يتجولن مع المفارز في القرى الجبليّة. في يومياتها تقول ابتسام كاظم- ام نصار (رجال القرى خافوا لا يصير تمرد من النساء القرويات عندما نتوزع على بيوت القرية، نصيرتين مع نصير) هنّ قليلات، كملح الطعام، لكن بسبب طبيعتهن وقدراتهن حقّقن حضورا لافتا. ومثلما كان لهن دور بالجبل، في العمل والحراسة والطبخ والخروج في المفارز القتالية، صار لهن دور بالمنفى في الكتابة وحضور النشاطات الأنصارية. وحتى لا نبالغ بالقول فإن قلّة الكتابة النسويّة عن حركة الأنصار الشيوعيّين تماشت مع قلّة أعدادهن بالجبل، وصعوبة ظروفهن الحياتيّة. إذ لا يمكن التهوين من المتاعب التي تعانيها النصيرة، إنْ كان ذلك على مستوى المعاناة الشخصيّة في استحضار وجوه الشهداء والمعارك، او امتحان الذاكرة في استحضار أحداث مرّت عقود على وقوعها، او الاستعانة بالأنصار المنتشرين بالمنافي لسد النقص الحاصل برواية الحادثة. فالأنصار الشيوعيّين من طينة الناس الذين لا يلهون باستعادة الذكّريات واحصاء عدد الشهداء، ويرون في الكتابة عن ذلك عزاء مقبول، يشعرهم بان لديهم ما يفعلوه بما تبقى لهم من أعوام. المتتبّع لكتابات الأنصار سيجد ان اغلبها حكي مكتوب لمناضلين لم يضعوا تقنية الكتابة في سلّم أولوياتهم، جرى فيها التركيز على السياسيّ والعسكريّ، والتاريخيّ احيانا. وهذا ليس حكرا على حركة الأنصار الشيوعيّين، فالمعروف عن حركات المقاومة المسلّحة في العالم افتقادها لترف جماليّات الكتابة، وانشغالها بقسوة الاحداث وحقائقها على الارض. النصيرة "ابتسام كاظم-أم نصار" تبدأ الحلقة الأولى من يومياتها بجملة (اكيد انا لست بكاتبه بس فقط حبيت ألقي نظره عن تجربه خاضها الحزب الشيوعي العراقي) من الواضح ان "ابتسام كاظم" لا تبحث عن حيّز تثبت فيه ذاتها وجدارتها، فلقد سبق لها ان اثبتت ذلك بالجبل، ولكنها تريد ان تدلي بدلوها بحركة مسلّحة دامت عشر سنين، سقط فيها مئات الشهداء والجرحى. ومن الحلقة الأولى سلّطت الضوء على البدايات الصعبة التي واجهت عشر نساء في طريق عودتهن للوطن، قادمات من لبنان، بعد دورة تدريب سريعة على استخدام السلاح. "أم نصار" تكتب بتلقائية، على إيقاع واحد، بلغة خالية من الشكوى والسلبية، ومليئة بالمعلومات والاسماء والامكنة التي تمد القارئ برسم صورة لحياة الأنصار. عنوان الــ"يوميات" هنا قد تنقصه الدقة بسبب العامل الزمني، فزمن وقوع الحوادث يبتعد عشرات الأعوام عن زمن توثيقها، اتكأت فيه الكاتبة إلى ذاكرتها، وليس إلى دفتر يومياتها، في استحضار الوجو ......
#السرديّة
#الانصاريّة
#الحكايّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717842
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد لم نرَ مدوّنا ركب عربته وطاف في الشتات يجمع شهادات الأنصار الشيوعيّين وذكّرياتهم عن تجربة ناصعة ودامية جرت تفاصيلها في جبال كوردستان العراق (1979-1989) ولم نسمعْ عن مؤسسةٍ وطنيّة بادرت لعملٍ بحثيّ حوّل حقيقة ما حدث، والوقوف عند الأسباب التي دفعت الألاف من الشباب لحمل السلاح والاعتصام بالجبال. ففي العراق صار من المفروغ منه أن يجتر الضحايّا قصصهم، يروُونها لبعضهم البعض، في حين يلتزم القتلة وأمراء الحرب الصمت، والانشغال بتدوين التاريخ الرسميّ للأحداث. ولذلك، وحتى لا يتراكم غبار النسيان على الأسماء والاحداث، بادر الأنصار أنفسهم، نساء ورجال، إلى تدوين تجربتهم. بما لها وما عليها. يُعدّ حضور المرأة في جبال كوردستان، من كافة مدن العراق وأطيافه، جزء من خصوصية حركة الأنصار الشيوعيّين، فلقد كان وجودها مع المقاتلين يُثير الدهشة عند الأحزاب القوميّة الكورديّة، وبين القرويين الذين اعتادوا تنميط المرأة وفق تقاليدهم. ولكن سرعان ما اعتاد الجميع على وجود النصيرات بينهم، وتعلموا النظر إليهن بالــ"الشروال" الفضفاض، يتجولن مع المفارز في القرى الجبليّة. في يومياتها تقول ابتسام كاظم- ام نصار (رجال القرى خافوا لا يصير تمرد من النساء القرويات عندما نتوزع على بيوت القرية، نصيرتين مع نصير) هنّ قليلات، كملح الطعام، لكن بسبب طبيعتهن وقدراتهن حقّقن حضورا لافتا. ومثلما كان لهن دور بالجبل، في العمل والحراسة والطبخ والخروج في المفارز القتالية، صار لهن دور بالمنفى في الكتابة وحضور النشاطات الأنصارية. وحتى لا نبالغ بالقول فإن قلّة الكتابة النسويّة عن حركة الأنصار الشيوعيّين تماشت مع قلّة أعدادهن بالجبل، وصعوبة ظروفهن الحياتيّة. إذ لا يمكن التهوين من المتاعب التي تعانيها النصيرة، إنْ كان ذلك على مستوى المعاناة الشخصيّة في استحضار وجوه الشهداء والمعارك، او امتحان الذاكرة في استحضار أحداث مرّت عقود على وقوعها، او الاستعانة بالأنصار المنتشرين بالمنافي لسد النقص الحاصل برواية الحادثة. فالأنصار الشيوعيّين من طينة الناس الذين لا يلهون باستعادة الذكّريات واحصاء عدد الشهداء، ويرون في الكتابة عن ذلك عزاء مقبول، يشعرهم بان لديهم ما يفعلوه بما تبقى لهم من أعوام. المتتبّع لكتابات الأنصار سيجد ان اغلبها حكي مكتوب لمناضلين لم يضعوا تقنية الكتابة في سلّم أولوياتهم، جرى فيها التركيز على السياسيّ والعسكريّ، والتاريخيّ احيانا. وهذا ليس حكرا على حركة الأنصار الشيوعيّين، فالمعروف عن حركات المقاومة المسلّحة في العالم افتقادها لترف جماليّات الكتابة، وانشغالها بقسوة الاحداث وحقائقها على الارض. النصيرة "ابتسام كاظم-أم نصار" تبدأ الحلقة الأولى من يومياتها بجملة (اكيد انا لست بكاتبه بس فقط حبيت ألقي نظره عن تجربه خاضها الحزب الشيوعي العراقي) من الواضح ان "ابتسام كاظم" لا تبحث عن حيّز تثبت فيه ذاتها وجدارتها، فلقد سبق لها ان اثبتت ذلك بالجبل، ولكنها تريد ان تدلي بدلوها بحركة مسلّحة دامت عشر سنين، سقط فيها مئات الشهداء والجرحى. ومن الحلقة الأولى سلّطت الضوء على البدايات الصعبة التي واجهت عشر نساء في طريق عودتهن للوطن، قادمات من لبنان، بعد دورة تدريب سريعة على استخدام السلاح. "أم نصار" تكتب بتلقائية، على إيقاع واحد، بلغة خالية من الشكوى والسلبية، ومليئة بالمعلومات والاسماء والامكنة التي تمد القارئ برسم صورة لحياة الأنصار. عنوان الــ"يوميات" هنا قد تنقصه الدقة بسبب العامل الزمني، فزمن وقوع الحوادث يبتعد عشرات الأعوام عن زمن توثيقها، اتكأت فيه الكاتبة إلى ذاكرتها، وليس إلى دفتر يومياتها، في استحضار الوجو ......
#السرديّة
#الانصاريّة
#الحكايّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717842
الحوار المتمدن
نصير عواد - السرديّة الانصاريّة(3) نون الحكايّة
نصير عواد : صورة السياسيّ في روايات سلام إبراهيم
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد يعنُّ لبعضنا وضع نفسه جنب شخوص سلام إبراهيم الروائيّة، ليس اعجابا او تَعجّبا، بقدر ما هو تجاور بالتجارب والمصائر في فترات زمنية معينة. فلقد تعرّف بعضنا على أنفسهم في رواياته، وتعرّف آخرون على حلقاتٍ من العنف والتهديد والتهجير دمغت النصف الثاني من القرن الفائت، ولكن في الحالين لا يستطيع القارئ العيش في رواياته باسترخاء دائم، بسبب ان موضوعاته في حالة تصادم مع السائد، لا تميل للغموض ولا تترك بياضا بين السطور؛ ينتقد فيها السلطة لقسوتها، والأحزاب السياسيّة لفشلها، والمجتمع الأهلي لتساهله في خراب قيّمه. بل حتى وهو يتناول هذه المسميّات نجده لا تفتر شهيته عن كشف المستور عند أقرب أصدقائه، جيرانه، رفاقه بالسلاح.. تبدو معها الاحداث أحيانا وكأنها تحقق حضورها ليس فقط بسبب واقعيتها وغرابتها بل كذلك بسبب احتكاكها بالحميم والسري لشخوصه. والملفت ان هذا الاحتكاك المباشر، والقاسي أحيانا، لا يثلم العلاقة الحميمة بين المؤلف وشخوصه من السياسييّن، فهو أحبهم واختلف معهم ودفن بعضهم بيديه. وهذا التناقض البيّن بين المواجهة وبين الحميمية في العلاقة مع السياسيّ، ووضع ذلك في دائرة سردية متماسكة، يُعد أحد خصائص روايات سلام إبراهيم. فهو حين يخلع صفات مهينة بحق السياسيّ نجده لا يتنكر لتاريخه النضالي، ساردا المخاطر والمشاهد الدرامية في حياته؛ صموده بالسجن، شجاعته بالمعارك. فالحديث عن (الطهر القامع) الذي يحيّر المناضل بين أفكاره العظيمة وبين حاجاته الجسديّة، يستدعي شكلا روائيّا مختلفا يسهم في خلق وعي اجتماعيّ يعيد النظر بالقداسة الموهومة التي حفظتها الذاكرة الشفاهيّة للمناضل السياسيّ. بالعراق، وفي ظل تدهور المشاريع السياسيّة والوطنيّة، بدت الرواية أكثر قدرة على تناول المشكل، ووسيلة ناجعة لتوثيق حياة الناس، من دون الذهاب إلى امتلاك البدائل والقدرة على التغيّير الملموس، فذلك بحاجة إلى فترات زمنية وإلى إمكانات ماديّة، وغير ماديّة، هي ليست في متناول لا الرواية ولا الروائييّن. لا جدال في ان انتعاش الرواية العراقيّة، كتابة وقراءة، يشير في أحد وجوهه إلى تطور أساليبها وموضوعاتها، بعد ان كانت في فترات سابقة جنسا أدبيا عاديا يأتي بعد أجناس أخرى، ولكن هذا لا يقلل من حقيقة ان الحالة السياسيّة المشوهة بالعراق، التي تعود بالمجتمع إلى قبائلهِ وطوائفه عند كل أزمة، ساهمت أكثر من غيرها في أنعاش الرواية العراقيّة وفي ظهور جيل روائي جديد لم يطِل الوقوف متفرجا او ينشغل فقط بالأساطير والرموز والشكل الجمالي للكتابة، على الرغم من أهمية ذلك، وكان لابد من الخوض في لب المشكلات الاجتماعيّة-السياسيّة والكتابة بوضوح عن الحروب والفقر والعنف الاعمى الذي ساد بالبلد. ونستطيع القول ان سلام إبراهيم، المثقلة كتاباته بالهم العراقيّ، هو عينة مثالية لما ذهبنا إليه، بعد ان صيّر حياته المريرة موضوع رواياته. فهو لم يعِش فترات قاسية من طفولته أو شبابه، هو عاش حياة قاسية بمجملها، أوصلته لما هو عليه؛ مباشر، متهكّم، عاري، تنزلق لغته المبلّلة إلى تضاريس لم يصلها كثيرا ضوء الشمس، تستفز القارئ أحيانا وترفع حاجبيّه بحثا عن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الشجاعة وبين الوقاحة. قد تكون الأسئلة التي يطرحها "إبراهيم" ليست جديدة لكن خطابه الفكري هو الجريء بشكل كاف في مجتمعات منغلقة تنصح بالسكوت على البلوى، سرعان ما اصطدم بمؤسسات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة كانت تحد من حريته، الأمر الذي أدى إلى صعوبة هضم موضوعاته عند شرائح كثيرة مستهم عن قرب. إنّ الخروج على الجميع، اشخاص وأحزاب واعراف وقوانين، كان ضروريا للكاتب بعد انهيار المثال وتر ......
#صورة
#السياسيّ
#روايات
#سلام
#إبراهيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723996
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد يعنُّ لبعضنا وضع نفسه جنب شخوص سلام إبراهيم الروائيّة، ليس اعجابا او تَعجّبا، بقدر ما هو تجاور بالتجارب والمصائر في فترات زمنية معينة. فلقد تعرّف بعضنا على أنفسهم في رواياته، وتعرّف آخرون على حلقاتٍ من العنف والتهديد والتهجير دمغت النصف الثاني من القرن الفائت، ولكن في الحالين لا يستطيع القارئ العيش في رواياته باسترخاء دائم، بسبب ان موضوعاته في حالة تصادم مع السائد، لا تميل للغموض ولا تترك بياضا بين السطور؛ ينتقد فيها السلطة لقسوتها، والأحزاب السياسيّة لفشلها، والمجتمع الأهلي لتساهله في خراب قيّمه. بل حتى وهو يتناول هذه المسميّات نجده لا تفتر شهيته عن كشف المستور عند أقرب أصدقائه، جيرانه، رفاقه بالسلاح.. تبدو معها الاحداث أحيانا وكأنها تحقق حضورها ليس فقط بسبب واقعيتها وغرابتها بل كذلك بسبب احتكاكها بالحميم والسري لشخوصه. والملفت ان هذا الاحتكاك المباشر، والقاسي أحيانا، لا يثلم العلاقة الحميمة بين المؤلف وشخوصه من السياسييّن، فهو أحبهم واختلف معهم ودفن بعضهم بيديه. وهذا التناقض البيّن بين المواجهة وبين الحميمية في العلاقة مع السياسيّ، ووضع ذلك في دائرة سردية متماسكة، يُعد أحد خصائص روايات سلام إبراهيم. فهو حين يخلع صفات مهينة بحق السياسيّ نجده لا يتنكر لتاريخه النضالي، ساردا المخاطر والمشاهد الدرامية في حياته؛ صموده بالسجن، شجاعته بالمعارك. فالحديث عن (الطهر القامع) الذي يحيّر المناضل بين أفكاره العظيمة وبين حاجاته الجسديّة، يستدعي شكلا روائيّا مختلفا يسهم في خلق وعي اجتماعيّ يعيد النظر بالقداسة الموهومة التي حفظتها الذاكرة الشفاهيّة للمناضل السياسيّ. بالعراق، وفي ظل تدهور المشاريع السياسيّة والوطنيّة، بدت الرواية أكثر قدرة على تناول المشكل، ووسيلة ناجعة لتوثيق حياة الناس، من دون الذهاب إلى امتلاك البدائل والقدرة على التغيّير الملموس، فذلك بحاجة إلى فترات زمنية وإلى إمكانات ماديّة، وغير ماديّة، هي ليست في متناول لا الرواية ولا الروائييّن. لا جدال في ان انتعاش الرواية العراقيّة، كتابة وقراءة، يشير في أحد وجوهه إلى تطور أساليبها وموضوعاتها، بعد ان كانت في فترات سابقة جنسا أدبيا عاديا يأتي بعد أجناس أخرى، ولكن هذا لا يقلل من حقيقة ان الحالة السياسيّة المشوهة بالعراق، التي تعود بالمجتمع إلى قبائلهِ وطوائفه عند كل أزمة، ساهمت أكثر من غيرها في أنعاش الرواية العراقيّة وفي ظهور جيل روائي جديد لم يطِل الوقوف متفرجا او ينشغل فقط بالأساطير والرموز والشكل الجمالي للكتابة، على الرغم من أهمية ذلك، وكان لابد من الخوض في لب المشكلات الاجتماعيّة-السياسيّة والكتابة بوضوح عن الحروب والفقر والعنف الاعمى الذي ساد بالبلد. ونستطيع القول ان سلام إبراهيم، المثقلة كتاباته بالهم العراقيّ، هو عينة مثالية لما ذهبنا إليه، بعد ان صيّر حياته المريرة موضوع رواياته. فهو لم يعِش فترات قاسية من طفولته أو شبابه، هو عاش حياة قاسية بمجملها، أوصلته لما هو عليه؛ مباشر، متهكّم، عاري، تنزلق لغته المبلّلة إلى تضاريس لم يصلها كثيرا ضوء الشمس، تستفز القارئ أحيانا وترفع حاجبيّه بحثا عن الخيط الرفيع الذي يفصل بين الشجاعة وبين الوقاحة. قد تكون الأسئلة التي يطرحها "إبراهيم" ليست جديدة لكن خطابه الفكري هو الجريء بشكل كاف في مجتمعات منغلقة تنصح بالسكوت على البلوى، سرعان ما اصطدم بمؤسسات اجتماعيّة وسياسيّة ودينيّة كانت تحد من حريته، الأمر الذي أدى إلى صعوبة هضم موضوعاته عند شرائح كثيرة مستهم عن قرب. إنّ الخروج على الجميع، اشخاص وأحزاب واعراف وقوانين، كان ضروريا للكاتب بعد انهيار المثال وتر ......
#صورة
#السياسيّ
#روايات
#سلام
#إبراهيم
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723996
الحوار المتمدن
نصير عواد - صورة السياسيّ في روايات سلام إبراهيم
نصير عواد : شيوعيّو الداخل شيوعيّو الخارج
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد ظننّا، لسذاجتنا، ان مصطلح الداخل-الخارج قد انتهت مدة صلاحيته، أو على الأقل تراجع حضوره نتيجة احزان وكوارث متلاحقة ما انفكت تُلهي العراقييّن وتُنسيهم ما حدث بالأمس القريب، لحين سماع أصوات لمناضلين في حزبٍ مشهود له بالوطنيّة والأمميّة، تلهج بثنائية "شيوعيّو الداخل-شيوعيّو الخارج". المعروف عن مصطلح "الداخل-الخارج" الذي جرى ربطه على عجالة بأشخاصٍ قد غادروا العراق نتيجة الحروب والحصار، كانت جذوره قد نشأت زمن الديكتاتور كجزء من سياسة اجتثاث الأحزاب الوطنيّة وتعطيل الحياة السياسيّة في العراق، عمد يومها إلى ابتكار أساليب مخابراتيّة ودعائيّة لمتابعة وتشويه المعارضة السياسيّة بالشتات، ولكن دخول الاحتلال وتدمير الدولة العراقيّة، ولجوء المواطنين إلى قبائلهم وطوائفهم، هو الذي أطلق العنان للمغامرين وأمراء الحرب في ان يعيثوا بالبلد ويعيدوا إنتاج "الثنائيّة" ويشحنوها بأوهام وانفعالات ووسائل الغاء للآخر. كان التيار الصدريّ هو أول من ركب موجة "الداخل-الخارج" بعد عام على سقوط الصنم، فلقد كان الصدريون يرون أنفسهم أصلاء، ذاقوا اهوال القمع والحصار والحروب ولم يتركوا بلدهم العراق، في حين غادر الآخرون إلى إيران، عاشوا حياة جيدة هناك، أو على الأقل هي أفضل بكثير من حياتهم، وحين عادوا من الخارج صار لهم أسما كبيرا (المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة) وحضور سياسيّ وإعلاميّ مؤثر، بالإضافة إلى قوة تسليحيّة هائلة تكفلت بها إيران. تحت يافطة "الداخل-الخارج" شهد الشارع النجفيّ يومذاك صراعات واتهامات كان يطلقها أحدهم ضد الآخر عند كل مواجهة مسلّحة بينهما؛ الصدريون يلعنون المجلسييّن ويطلقون تهم الخيانة والعمالة بحقهم، في حين يرد الأخيرين عليهم بتهم الانحراف واللصوصيّة، ويعيروهم بأن جل مقاتليهم هم ضباط بعثيون ورجال أمن سابقون. كان التطاحن من أجل المكاسب والنفوذ بين الأحزاب الإسلاميّة قد لبس اثواب دينيّة وسياسيّة، كان فيه تعبير "الداخل-الخارج" رش للرماد في عيون البسطاء ودفعهم لقتال أبناء جلدتهم، وفي ذات الوقت تعطيل للسؤال؛ ما الذي يدفع أولاد مراجع دين كبار، جدهم رسول الله، لأذلال أحدهما الآخر، عبر مواجهات مسلّحة تسيل فيها دماء الأبرياء في الشوارع وداخل الاضرحة المقدسة؟ الإسلاميون ليسوا هم فقط من غادر العراق هربا من سيف الديكتاتور، فلقد غادر قبلهم وبعدهم الكثير من المثقّفين، نفيا او هجرة، إلى دول الجوار وبلدان الّلجوء البعيدة، استمر فيه أغلب منتوجهم الثقافيّ عن العراق والعراقييّن، حاملين وطنهم بين جناحيهم وهو يتنقلون من بلد إلى آخر. ولكن عندما تتناسل الأزمات في بلد، من دون تغيير حقيقيّ، فإن الخراب سيعم كل مناحي الحياة، منها الثقافية، وستجد ثنائيّة "الداخل-الخارج" مساحة للظهور وتصفية الحسابات، لتكون وسيلة أخرى من وسائل تقسيم المجتمع إلى طوائف وقوميّات وأعراق. لكن مناوشات المثقّفين، والحق يقال، كانت أكثر رحمة في صفحاتها، وانشغلت بالتشكيك والتخوين والسخرية، من دون اللجوء للتهديد والسلاح، كما هو حاصل عند الأحزاب الطائفيّة. الكثير من المثقّفين يدركون جيدا حقيقة ان المنتج الثقافيّ بحاجة إلى خبرات وأعوام قد لا يكون توصيف الجغرومكاني حاسما في جودته، ويدركون أيضا ان ثنائيّة "الداخل-الخارج" فقاعة لا تعطل المشترك الثقافيّ العميق الجذور، ولكن الذي لم يدركوه بعمق هو إن تفضيل أحدهما على الآخر، لأسباب شخصيّة او سياسيّة او طائفيّة، يُعد سقطة مؤلمة، إذا لم تسِئ للثقافة العراقيّة فهي قطعا لا تخدمها. وقد لا نأتي بجديد في قولنا ان الكثير من المثقّفين العراقييّن الذي عادوا إلى قبائلهم، والذين اكتشفوا متأخر ......
#شيوعيّو
#الداخل
#شيوعيّو
#الخارج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728228
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد ظننّا، لسذاجتنا، ان مصطلح الداخل-الخارج قد انتهت مدة صلاحيته، أو على الأقل تراجع حضوره نتيجة احزان وكوارث متلاحقة ما انفكت تُلهي العراقييّن وتُنسيهم ما حدث بالأمس القريب، لحين سماع أصوات لمناضلين في حزبٍ مشهود له بالوطنيّة والأمميّة، تلهج بثنائية "شيوعيّو الداخل-شيوعيّو الخارج". المعروف عن مصطلح "الداخل-الخارج" الذي جرى ربطه على عجالة بأشخاصٍ قد غادروا العراق نتيجة الحروب والحصار، كانت جذوره قد نشأت زمن الديكتاتور كجزء من سياسة اجتثاث الأحزاب الوطنيّة وتعطيل الحياة السياسيّة في العراق، عمد يومها إلى ابتكار أساليب مخابراتيّة ودعائيّة لمتابعة وتشويه المعارضة السياسيّة بالشتات، ولكن دخول الاحتلال وتدمير الدولة العراقيّة، ولجوء المواطنين إلى قبائلهم وطوائفهم، هو الذي أطلق العنان للمغامرين وأمراء الحرب في ان يعيثوا بالبلد ويعيدوا إنتاج "الثنائيّة" ويشحنوها بأوهام وانفعالات ووسائل الغاء للآخر. كان التيار الصدريّ هو أول من ركب موجة "الداخل-الخارج" بعد عام على سقوط الصنم، فلقد كان الصدريون يرون أنفسهم أصلاء، ذاقوا اهوال القمع والحصار والحروب ولم يتركوا بلدهم العراق، في حين غادر الآخرون إلى إيران، عاشوا حياة جيدة هناك، أو على الأقل هي أفضل بكثير من حياتهم، وحين عادوا من الخارج صار لهم أسما كبيرا (المجلس الأعلى للثورة الإسلاميّة) وحضور سياسيّ وإعلاميّ مؤثر، بالإضافة إلى قوة تسليحيّة هائلة تكفلت بها إيران. تحت يافطة "الداخل-الخارج" شهد الشارع النجفيّ يومذاك صراعات واتهامات كان يطلقها أحدهم ضد الآخر عند كل مواجهة مسلّحة بينهما؛ الصدريون يلعنون المجلسييّن ويطلقون تهم الخيانة والعمالة بحقهم، في حين يرد الأخيرين عليهم بتهم الانحراف واللصوصيّة، ويعيروهم بأن جل مقاتليهم هم ضباط بعثيون ورجال أمن سابقون. كان التطاحن من أجل المكاسب والنفوذ بين الأحزاب الإسلاميّة قد لبس اثواب دينيّة وسياسيّة، كان فيه تعبير "الداخل-الخارج" رش للرماد في عيون البسطاء ودفعهم لقتال أبناء جلدتهم، وفي ذات الوقت تعطيل للسؤال؛ ما الذي يدفع أولاد مراجع دين كبار، جدهم رسول الله، لأذلال أحدهما الآخر، عبر مواجهات مسلّحة تسيل فيها دماء الأبرياء في الشوارع وداخل الاضرحة المقدسة؟ الإسلاميون ليسوا هم فقط من غادر العراق هربا من سيف الديكتاتور، فلقد غادر قبلهم وبعدهم الكثير من المثقّفين، نفيا او هجرة، إلى دول الجوار وبلدان الّلجوء البعيدة، استمر فيه أغلب منتوجهم الثقافيّ عن العراق والعراقييّن، حاملين وطنهم بين جناحيهم وهو يتنقلون من بلد إلى آخر. ولكن عندما تتناسل الأزمات في بلد، من دون تغيير حقيقيّ، فإن الخراب سيعم كل مناحي الحياة، منها الثقافية، وستجد ثنائيّة "الداخل-الخارج" مساحة للظهور وتصفية الحسابات، لتكون وسيلة أخرى من وسائل تقسيم المجتمع إلى طوائف وقوميّات وأعراق. لكن مناوشات المثقّفين، والحق يقال، كانت أكثر رحمة في صفحاتها، وانشغلت بالتشكيك والتخوين والسخرية، من دون اللجوء للتهديد والسلاح، كما هو حاصل عند الأحزاب الطائفيّة. الكثير من المثقّفين يدركون جيدا حقيقة ان المنتج الثقافيّ بحاجة إلى خبرات وأعوام قد لا يكون توصيف الجغرومكاني حاسما في جودته، ويدركون أيضا ان ثنائيّة "الداخل-الخارج" فقاعة لا تعطل المشترك الثقافيّ العميق الجذور، ولكن الذي لم يدركوه بعمق هو إن تفضيل أحدهما على الآخر، لأسباب شخصيّة او سياسيّة او طائفيّة، يُعد سقطة مؤلمة، إذا لم تسِئ للثقافة العراقيّة فهي قطعا لا تخدمها. وقد لا نأتي بجديد في قولنا ان الكثير من المثقّفين العراقييّن الذي عادوا إلى قبائلهم، والذين اكتشفوا متأخر ......
#شيوعيّو
#الداخل
#شيوعيّو
#الخارج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=728228
الحوار المتمدن
نصير عواد - شيوعيّو الداخل شيوعيّو الخارج!
نصير عواد : طبعات العنف العراقيّ
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد انتجت الحالة السياسيّة بالعراق، من بين ما انتجت، شرائح اجتماعيّة تعاني من متلازمة (الجهل-العنف) منفصلة عن عواقب افعالها. تأتيها الأوامر من فوق، فتقتل من دون الشعور بالذنب والندم، يرافق ذلك شعور قانع بانها تنفذ الأوامر، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما حدث. وهذه المتلازمة التي تعطل مبدأ المسؤوليّة عند الأفراد، ستعطل في طريقها الضمير والقيم والمقدسات. وتجعل من قتل النفس، التي حرم الله إلا بالحق، أصغر الصغائر. وأحيانا تصور قتل الآخر المختلف دينيّا او عرقيّا او سياسيّا كنوع من البطولة والتقرب لرب العالمين. فـــ "عدالة السماء" عند المصابين بهذه المتلازمة مقدمة على قوانين الدولة وأعراف المجتمع، وعندها الذين يُقتلون باسم الرب هم ليسوا شهداء، محرومون من جنة الله وعطفه، يدعم ذلك خطاب دينيّ بلا ملامح، يأتي على المواطن ويبرّر للسّلطان. كانت الحكومات المتعاقبة قد اقترفت أخطاء جسيمة في قمعها لشيعة العراق ودفعها لعقود صوب الهامش، فذلك صنع بينهم اجيالا قليلة التعليم والمعرفة، يجري بسهولة اشعال عواطفهم وتوظيفها لأغراض قد لا تصب في مصلحتهم. فيهم الفرد المهمّش يجري شحنه بمصطلحات الطاعة والبطولة والمظلوميّة، وفي حمله السلاح ومساهمته في النشاط الجماعي سيشعر بأن شخصيته تُبعث من جديد، فثقافة القطيع تعطي شعورا بالقوة والاعتداد بالنفس من دون أسس معرفية، الأمر الذي ينتج مقاتلين يتصفون بصفات القطيع، مشحونة رؤوسهم بالثأر والسخط والماضي البعيد، تتداخل فيها (أنبل المشاعر واسوء الغرائز) كما يقول سيجموند فرويد. ووسط هذا الركام من الفوضى والعنف علينا ان لا نكتفي فقط بألقاء اللوم على دول الجوار والغرب الرأسماليّ فيما انتهى إليه العراق من خراب، في حين توجد جيوش من المحبطين والمهمّشين في الاحياء الفقيرة وعند أطراف المدن، لم تعمل الدولة على تعليمهم وتشغيلهم وتوفير الخدمات لهم. إنّ وجود تفاوتات بين العنف الشخصيّ، كالسرقة والشتيمة والاعتداء.. وبين العنف الممنهج الذي تمارسه أحزاب ومنضمات، لا يقلل من حقيقة انهما معا يهددان الامن والاستقرار في المجتمع، وإن كان ذلك لأسباب واهداف مختلفة. وسوف لن نتوقف عند الجرائم الناتجة عن طابع شخصيّ او تفريغ لحالة مرضية، فما يهمنا هو العنف الفرديّ الممنهج، المرتبط بمجموعة سياسيّة، والذي قد يتحوّل إلى إرهاب. فهناك الكثير من الجرائم السياسيّة بالعراق أُوكلت لأفراد تعساء، عندهم نداءات الدفاع عن الدين والمذهب مسموعة وجاذبة للانخراط في مجموعات مسلّحة، مستقلة ماليّا وتنظيميّا، لها من يمثلها بالحكومةِ والبرلمان. إن مأسسة العنف، ثم تبريره سياسيّا ودينيّا، سيؤدي بالتدريج إلى اشاعته بالمجتمع، وسيؤثر بالضرورة على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعيّة، وبالتالي افساح المجال للأفراد في ان يأخذوا دورهم فيه، إذ لا يوجد ما يضمن بقاء الفرد متفرجا إلى ما لا نهاية. العراقيون، أفراد وجماعات، يدركون جيدا ان العنف الذي لوث حياتهم قديم ومتراكم، نحتت كلماته من التاريخ البعيد ومن حروب الديكتاتور، ولم يكن النظام الجديد الذي سنّه دستور "بول بريمر" المحاصصاتي سوى طبعة أخرى من العنف، بعد ان ألغى مؤسسات الدولة وخلق الفرقة بين اعراقها واقوامها، وأطلق العنان لفوضى مجتمعيّة أدت إلى نشوء العشرات من التيارات المسلّحة التي جعلت من العنف ضرورة حياتية لاستمرارها وأثبات وجودها في الشارع. وفي نظرة عامة على هذه التيارات سنرى هشاشتها التنظيميّة وكيف أن أي خلاف داخليّ سينتج تيارا مسلّحا جديدا أكثر قسوة، سنرى بغضها للدولة ومؤسساتها وفي ذات الوقت افتقادها لأية رؤية أو مشروع سياسيّ لحل مشاكل المجتمع. تيار ......
#طبعات
#العنف
#العراقيّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731753
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد انتجت الحالة السياسيّة بالعراق، من بين ما انتجت، شرائح اجتماعيّة تعاني من متلازمة (الجهل-العنف) منفصلة عن عواقب افعالها. تأتيها الأوامر من فوق، فتقتل من دون الشعور بالذنب والندم، يرافق ذلك شعور قانع بانها تنفذ الأوامر، وأنها لا تتحمل مسؤولية ما حدث. وهذه المتلازمة التي تعطل مبدأ المسؤوليّة عند الأفراد، ستعطل في طريقها الضمير والقيم والمقدسات. وتجعل من قتل النفس، التي حرم الله إلا بالحق، أصغر الصغائر. وأحيانا تصور قتل الآخر المختلف دينيّا او عرقيّا او سياسيّا كنوع من البطولة والتقرب لرب العالمين. فـــ "عدالة السماء" عند المصابين بهذه المتلازمة مقدمة على قوانين الدولة وأعراف المجتمع، وعندها الذين يُقتلون باسم الرب هم ليسوا شهداء، محرومون من جنة الله وعطفه، يدعم ذلك خطاب دينيّ بلا ملامح، يأتي على المواطن ويبرّر للسّلطان. كانت الحكومات المتعاقبة قد اقترفت أخطاء جسيمة في قمعها لشيعة العراق ودفعها لعقود صوب الهامش، فذلك صنع بينهم اجيالا قليلة التعليم والمعرفة، يجري بسهولة اشعال عواطفهم وتوظيفها لأغراض قد لا تصب في مصلحتهم. فيهم الفرد المهمّش يجري شحنه بمصطلحات الطاعة والبطولة والمظلوميّة، وفي حمله السلاح ومساهمته في النشاط الجماعي سيشعر بأن شخصيته تُبعث من جديد، فثقافة القطيع تعطي شعورا بالقوة والاعتداد بالنفس من دون أسس معرفية، الأمر الذي ينتج مقاتلين يتصفون بصفات القطيع، مشحونة رؤوسهم بالثأر والسخط والماضي البعيد، تتداخل فيها (أنبل المشاعر واسوء الغرائز) كما يقول سيجموند فرويد. ووسط هذا الركام من الفوضى والعنف علينا ان لا نكتفي فقط بألقاء اللوم على دول الجوار والغرب الرأسماليّ فيما انتهى إليه العراق من خراب، في حين توجد جيوش من المحبطين والمهمّشين في الاحياء الفقيرة وعند أطراف المدن، لم تعمل الدولة على تعليمهم وتشغيلهم وتوفير الخدمات لهم. إنّ وجود تفاوتات بين العنف الشخصيّ، كالسرقة والشتيمة والاعتداء.. وبين العنف الممنهج الذي تمارسه أحزاب ومنضمات، لا يقلل من حقيقة انهما معا يهددان الامن والاستقرار في المجتمع، وإن كان ذلك لأسباب واهداف مختلفة. وسوف لن نتوقف عند الجرائم الناتجة عن طابع شخصيّ او تفريغ لحالة مرضية، فما يهمنا هو العنف الفرديّ الممنهج، المرتبط بمجموعة سياسيّة، والذي قد يتحوّل إلى إرهاب. فهناك الكثير من الجرائم السياسيّة بالعراق أُوكلت لأفراد تعساء، عندهم نداءات الدفاع عن الدين والمذهب مسموعة وجاذبة للانخراط في مجموعات مسلّحة، مستقلة ماليّا وتنظيميّا، لها من يمثلها بالحكومةِ والبرلمان. إن مأسسة العنف، ثم تبريره سياسيّا ودينيّا، سيؤدي بالتدريج إلى اشاعته بالمجتمع، وسيؤثر بالضرورة على حياة الناس وعلاقاتهم الاجتماعيّة، وبالتالي افساح المجال للأفراد في ان يأخذوا دورهم فيه، إذ لا يوجد ما يضمن بقاء الفرد متفرجا إلى ما لا نهاية. العراقيون، أفراد وجماعات، يدركون جيدا ان العنف الذي لوث حياتهم قديم ومتراكم، نحتت كلماته من التاريخ البعيد ومن حروب الديكتاتور، ولم يكن النظام الجديد الذي سنّه دستور "بول بريمر" المحاصصاتي سوى طبعة أخرى من العنف، بعد ان ألغى مؤسسات الدولة وخلق الفرقة بين اعراقها واقوامها، وأطلق العنان لفوضى مجتمعيّة أدت إلى نشوء العشرات من التيارات المسلّحة التي جعلت من العنف ضرورة حياتية لاستمرارها وأثبات وجودها في الشارع. وفي نظرة عامة على هذه التيارات سنرى هشاشتها التنظيميّة وكيف أن أي خلاف داخليّ سينتج تيارا مسلّحا جديدا أكثر قسوة، سنرى بغضها للدولة ومؤسساتها وفي ذات الوقت افتقادها لأية رؤية أو مشروع سياسيّ لحل مشاكل المجتمع. تيار ......
#طبعات
#العنف
#العراقيّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731753
الحوار المتمدن
نصير عواد - طبعات العنف العراقيّ
نصير عواد : العنف المتبادل يُبطل الاختلاف
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد عندما التف حبْل المشّنقة حوّل رقبة ديكتاتور العراق السابق، وتطايرت الهتافات والّلعنات في ارجاء المكان الذي شيّده هو للتخلص من معارضيه، كانت هناك رغبة دفينة عند بعض مَن حضروا المشهد في الحصول على ذلك الحبْل، حتى لو كان "نجسا" وملطخا بالدماء. فالنفوس الغاصة بالحزن والثأر تسعى إلى امتلاك وسائل وتَبنّي رموز تعبر عن سخطها وغضبها، وليس لديها الوقت للتفكير في احترام عدوّها، وتجنب الإساءة لرجلٍ ذاهب للموت. وبما ان الذين حضروا الحفلة كثر، من مشارب سياسيّة واجتماعيّة متنوّعة، لها ايماءاتها واشاراتها في المكان، فإن تلك الرغبة البدائيّة استدعت فكرة تقطيع الحبْل وتقاسمه بين ضحايّا الديكتاتور، منعا لخلاف جديد بينهم. فكلُ مَنْ حضر المشهد ظنّ انه الاحق بالــ "الحبْل" وانه مختلف عن الآخرين، في حين ان نزعة الانتقام الجماعيّ التي سادت المكان هي التي ساوت بينهم وأقنعتهم بصيغة التقاسم. وغَنيٌّ عن القول هي صيغة فوضوية، عبّرت عن عنفٍ جماعيّ لا يخلو من دلالات ووظائف سياسيّة مستقبليّة، خصوصا وأن هناك جهات تتابع المشهد وتعمل على ضبط إيقاعه من المقاعد الخلفية في موقع الإعدام. تقاسم "الحبْل" في فعله المباشر كان اجماع الجالسين في القاعة على تحميل الديكتاتور مسؤولية ما حدث لهم ولعوائلهم من معاناة، وفي ذات الوقت ادانة للمرحلة التي كان يمثلها. وفي فعله غير المباشر اشار إلى ان المعركة لم تنتهِ بعد، حتى بعد شنق الديكتاتور، وأن النزاع أبعد من خصمين محدّدين، وما تقاسم الحبْل سوى دلالة على تقاسم الغنائم وتقاسم أرث الديكتاتور وترك الباب مفتوحا على المجهول. بالطبع للقارئ ان يقدّر التأثير الذي مارسته نزعة الانتقام على الجمهور الغاضب، وكم حوى "الحبْل" من مهيّجات للعنف، غالبا ما تكون معدية في أمكنة مغلقة شُيّدت خصيصا للقتل والتعذيب. ولكن الهياج الذي ساد قاعة الإعدام، من على الكراسي التي صُفت على عجل، كان على علاقة بيّنة بالمقدس، تجلى في الهتافات باسم السيد "الصدر" وفي تكرار الصلعمة وفي ذكر أسماء الضحايا. على الجهة الأخرى نرى الديكتاتور غالبا ما يحمل قرآنه بيمينه، بعد ان كان يحمل بندقيته، يحاول جاهدا قراءة ما حفظ من آيات الاستغفار عن الفظائع التي ارهقت كاهله، والتطهر من الدماء التي أراقها في طول البلاد وعرضها. اختلاف المواقع هذا، بين الديكتاتور وضحايّاه، ممسوك بخيط دينيّ رفيع يلطّف العنف ويبرره بالحديث عن عنف خيّر وعنف شر، وأن الأول يُمارس لأبعاد خطر الثاني، وذلك للتهوين من حقيقة ان العنف هو العنف، وأن أيّا مَنْ يمارسه لا ينجو منه. لنتأمل المشهد مرة أخرى؛ في القاعةِ رجل وحيد مقيّد قرب حبْل المشنقة، والجلادين من حوّله، اصطف قدامه جمهور مختنق بالأحزان والذكريات يجهر باللعنات والهتافات والنظرات المتشفية. مشهد تحيلنا تفاصيله إلى ثقافات بدائيّة عن عمليات رجم وتعازيم جماعيّة كنّا نقرا عنها في الكتب، حتى اننا لا ندري كيف تمت السيطرة على الجمهور الغاضب داخل القاعة المغلقة؟ وما الذي حال بينهم وبين الهجوم على المشنوق وتقطيعه لأشفاء غليلهم؟ ولذلك نستطيع التخمين ان تنظيم العنف داخل القاعة لم يكن سهلا، صنع ذلك رغبة تقطيع الحبل وتقاسمه، أبدالا لرمز تقطيع جسد الديكتاتور. صحيح ان "القضاء" أصدر قراره بإعدام طاغية يحمل شرورا يصعب عدّها، منحت العراق أربعة عقود من القتل والتدمير والتهجير، ولكن على الأرض حدثت مظاهر قتل جماعيّ للرجل، خلا من الحرمة والاحترام لكل الأعراف والتقاليد، أرادوا فيها قتله معنويّا وإنسانيّا قبل ان يقتله حبْل المشنقة، أرادوا قتله ليحلوا مكانه. الأمر الذي وضعهم في موقف يستحيل معه الاث ......
#العنف
#المتبادل
#يُبطل
#الاختلاف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740365
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد عندما التف حبْل المشّنقة حوّل رقبة ديكتاتور العراق السابق، وتطايرت الهتافات والّلعنات في ارجاء المكان الذي شيّده هو للتخلص من معارضيه، كانت هناك رغبة دفينة عند بعض مَن حضروا المشهد في الحصول على ذلك الحبْل، حتى لو كان "نجسا" وملطخا بالدماء. فالنفوس الغاصة بالحزن والثأر تسعى إلى امتلاك وسائل وتَبنّي رموز تعبر عن سخطها وغضبها، وليس لديها الوقت للتفكير في احترام عدوّها، وتجنب الإساءة لرجلٍ ذاهب للموت. وبما ان الذين حضروا الحفلة كثر، من مشارب سياسيّة واجتماعيّة متنوّعة، لها ايماءاتها واشاراتها في المكان، فإن تلك الرغبة البدائيّة استدعت فكرة تقطيع الحبْل وتقاسمه بين ضحايّا الديكتاتور، منعا لخلاف جديد بينهم. فكلُ مَنْ حضر المشهد ظنّ انه الاحق بالــ "الحبْل" وانه مختلف عن الآخرين، في حين ان نزعة الانتقام الجماعيّ التي سادت المكان هي التي ساوت بينهم وأقنعتهم بصيغة التقاسم. وغَنيٌّ عن القول هي صيغة فوضوية، عبّرت عن عنفٍ جماعيّ لا يخلو من دلالات ووظائف سياسيّة مستقبليّة، خصوصا وأن هناك جهات تتابع المشهد وتعمل على ضبط إيقاعه من المقاعد الخلفية في موقع الإعدام. تقاسم "الحبْل" في فعله المباشر كان اجماع الجالسين في القاعة على تحميل الديكتاتور مسؤولية ما حدث لهم ولعوائلهم من معاناة، وفي ذات الوقت ادانة للمرحلة التي كان يمثلها. وفي فعله غير المباشر اشار إلى ان المعركة لم تنتهِ بعد، حتى بعد شنق الديكتاتور، وأن النزاع أبعد من خصمين محدّدين، وما تقاسم الحبْل سوى دلالة على تقاسم الغنائم وتقاسم أرث الديكتاتور وترك الباب مفتوحا على المجهول. بالطبع للقارئ ان يقدّر التأثير الذي مارسته نزعة الانتقام على الجمهور الغاضب، وكم حوى "الحبْل" من مهيّجات للعنف، غالبا ما تكون معدية في أمكنة مغلقة شُيّدت خصيصا للقتل والتعذيب. ولكن الهياج الذي ساد قاعة الإعدام، من على الكراسي التي صُفت على عجل، كان على علاقة بيّنة بالمقدس، تجلى في الهتافات باسم السيد "الصدر" وفي تكرار الصلعمة وفي ذكر أسماء الضحايا. على الجهة الأخرى نرى الديكتاتور غالبا ما يحمل قرآنه بيمينه، بعد ان كان يحمل بندقيته، يحاول جاهدا قراءة ما حفظ من آيات الاستغفار عن الفظائع التي ارهقت كاهله، والتطهر من الدماء التي أراقها في طول البلاد وعرضها. اختلاف المواقع هذا، بين الديكتاتور وضحايّاه، ممسوك بخيط دينيّ رفيع يلطّف العنف ويبرره بالحديث عن عنف خيّر وعنف شر، وأن الأول يُمارس لأبعاد خطر الثاني، وذلك للتهوين من حقيقة ان العنف هو العنف، وأن أيّا مَنْ يمارسه لا ينجو منه. لنتأمل المشهد مرة أخرى؛ في القاعةِ رجل وحيد مقيّد قرب حبْل المشنقة، والجلادين من حوّله، اصطف قدامه جمهور مختنق بالأحزان والذكريات يجهر باللعنات والهتافات والنظرات المتشفية. مشهد تحيلنا تفاصيله إلى ثقافات بدائيّة عن عمليات رجم وتعازيم جماعيّة كنّا نقرا عنها في الكتب، حتى اننا لا ندري كيف تمت السيطرة على الجمهور الغاضب داخل القاعة المغلقة؟ وما الذي حال بينهم وبين الهجوم على المشنوق وتقطيعه لأشفاء غليلهم؟ ولذلك نستطيع التخمين ان تنظيم العنف داخل القاعة لم يكن سهلا، صنع ذلك رغبة تقطيع الحبل وتقاسمه، أبدالا لرمز تقطيع جسد الديكتاتور. صحيح ان "القضاء" أصدر قراره بإعدام طاغية يحمل شرورا يصعب عدّها، منحت العراق أربعة عقود من القتل والتدمير والتهجير، ولكن على الأرض حدثت مظاهر قتل جماعيّ للرجل، خلا من الحرمة والاحترام لكل الأعراف والتقاليد، أرادوا فيها قتله معنويّا وإنسانيّا قبل ان يقتله حبْل المشنقة، أرادوا قتله ليحلوا مكانه. الأمر الذي وضعهم في موقف يستحيل معه الاث ......
#العنف
#المتبادل
#يُبطل
#الاختلاف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=740365
الحوار المتمدن
نصير عواد - العنف المتبادل يُبطل الاختلاف
نصير عواد : دور الرجاء في صناعة المزارات الوهميّة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد كل شيء عند المتديّن ينطوي على سر، على قدرة ربانيّة تجعل الحجر مزارا والحيوان شفيعا، فمن يؤمن بالغيب لا حدود لمخيّلته في إنتاج طقوس ورموز وشعائر تعمّق إيمانه، وتعينه في تحمّل صعوبات الحياة اليوميّة. وهو، المتديّن، لن يعاني كثيرا في استحضار الشواهد والحوادث من المصادر التاريخيّة التي تؤكد طقوسه ورموزه، فمنذ القِدم كان لظواهر الطبيعة ومفرداتها قداسة بدائيّة، تُشفي وتُطهّر وتُخلّد الأرواح، استلهم منها الأوائل اساطيرهم وحكايّاتهم، ثم ارتبطت تلك الظواهر بالأديان، وبعدئذ ارتبطت بالطوائف، وهي في طريقها إلى ان تكون مهزلة يتنكر لها حتى اصحابها. فالطقوس والرموز والمزارات كغيرها من نشاطات الإنسان، تارة تتعقلن وتارة أخرى تتعفن وتغيب، لتحل محلها مزارات أخرى تداوي علل أخرى.على العموم بالإمكان النظر إلى كل الموجودات على ان لها أصلا مقدسا، يتماشى مع طقوس وشعائر تختلف من بلد إلى آخر ومن دين إلى آخر، بل تختلف تفاصيلها أحيانا في الملة الواحدة، وهو ما أدى إلى تنوّع صور المقدس، فتارة يتجلى بالنبات وتارة أخرى بالحيوان وثالثة بعالم الأموات والقبور. وهناك الكثير من الأضرحة والمزارات الوهمية بالعراق انتجتها مبادرات فردية، بسبب حلم او نداء او مخيّلة ناشطة، حوّلتها الزيارات اليوميّة إلى ممارسة عباديّة جماعيّة؛ مزار لعلاج الأمراض وآخر للرزق وثالث للنجاح ورابع.. وخامس، فالمزار الوهمي تنتعش مكانته في تراجع اعمال العقل وفي تأزم حاجات الناس وانسداد أبواب الأمل. والمتتبع لظاهرة المزارات الوهميّة بالعراق سيجد ان عامة الفقراء والمحتاجين هم الذين اشادوها وعلقوا عليها نذورهم ورجائهم، وأحاطوها بالقصص والكرامات، وما يتفق عليه العامة يكون مقبولا حتى لو انتجته مخيّلة فرد معزول سمع صوتا مناديا في المنام. ولا ندلي بجديد في القول ان ظاهرة المزارات الوهميّة انتشرت في أماكن معيّنة، بين تجمعات مذهبيّة في وسط وجنوب العراق، تعاني أشد أنواع الفقر والاهمال. ومن ينتمون لبيئة واحدة، ويعانون ذات المعاناة، تنتشر الاوهام بينهم كالعدوى. اغلب هذه المزارات تناثرت على الطرق الخارجيّة والارياف البعيدة، اتخذت لها أسماء مذهبيّة وقبب شيدها أصحابها على عجل، تجاوزت فيها مزارات بنات "الحسن" فقط العشرات، مع انه لا توجد وثائق او مصادر تؤكد ان للــ"الحسن بن علي" كل هذه الذرية. الشائع عن هذه المزارات انها دكاكين للتكسب، من مهامها صنع الرجاء والوهم عند المساكين بعد ان نشفت في البيت والشارع؛ مزار متخصص بالعقم وآخر بمرض السرطان وثالث بجمع المال.. أما المواطن العراقي فهو بطبيعته طيب القلب وسريع التصديق، وما ان يتم الحديث بخشوع عن المزار، واستحضار بضعة أسماء واحداث من الماضي البعيد تثير الحزن في المخيّلة، حتى يُهدم جدار الشك عنده، وتتفتح اسارير وجهه. وبمرور الأيام ومع تزايد النذور والخيوط الخضر "العلگ" سيكتسب المزار غموضا وقوة، إلى جانب حكايات عن العاقر التي حملت وعن المريض الذي شُفيّ وعن الغائب الذي عاد. واللافت ان انتشار المزارات الوهمية هو في حالة تكاثر وتحوّل مرتبط بحاجات الناس اليوميّة، قد يتراجع فيه دور مزار لإفساح المجال لمزار آخر يلبي حاجات أخرى، الأمر الذي أدى إلى غياب إحصائية نهائيّة لعدد هذه المزارات. ولو عاينا حجم المزارات الوهميّة بالعراق فسوف نصاب بالعجب، بعد ان تجاوزت اعدادها (3000) مزار، لم توافق فيها الأمانة العامة للمزارات الشيعيّة سوى على (170) مزار. ذلك يشير إلى ان وجود أضرحة أئمة آل البيت في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء، وما تمارسه من دور مهيمن من الناحية التاريخيّة والعاطفيّة على الشارع العراقي، ......
#الرجاء
#صناعة
#المزارات
#الوهميّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742220
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد كل شيء عند المتديّن ينطوي على سر، على قدرة ربانيّة تجعل الحجر مزارا والحيوان شفيعا، فمن يؤمن بالغيب لا حدود لمخيّلته في إنتاج طقوس ورموز وشعائر تعمّق إيمانه، وتعينه في تحمّل صعوبات الحياة اليوميّة. وهو، المتديّن، لن يعاني كثيرا في استحضار الشواهد والحوادث من المصادر التاريخيّة التي تؤكد طقوسه ورموزه، فمنذ القِدم كان لظواهر الطبيعة ومفرداتها قداسة بدائيّة، تُشفي وتُطهّر وتُخلّد الأرواح، استلهم منها الأوائل اساطيرهم وحكايّاتهم، ثم ارتبطت تلك الظواهر بالأديان، وبعدئذ ارتبطت بالطوائف، وهي في طريقها إلى ان تكون مهزلة يتنكر لها حتى اصحابها. فالطقوس والرموز والمزارات كغيرها من نشاطات الإنسان، تارة تتعقلن وتارة أخرى تتعفن وتغيب، لتحل محلها مزارات أخرى تداوي علل أخرى.على العموم بالإمكان النظر إلى كل الموجودات على ان لها أصلا مقدسا، يتماشى مع طقوس وشعائر تختلف من بلد إلى آخر ومن دين إلى آخر، بل تختلف تفاصيلها أحيانا في الملة الواحدة، وهو ما أدى إلى تنوّع صور المقدس، فتارة يتجلى بالنبات وتارة أخرى بالحيوان وثالثة بعالم الأموات والقبور. وهناك الكثير من الأضرحة والمزارات الوهمية بالعراق انتجتها مبادرات فردية، بسبب حلم او نداء او مخيّلة ناشطة، حوّلتها الزيارات اليوميّة إلى ممارسة عباديّة جماعيّة؛ مزار لعلاج الأمراض وآخر للرزق وثالث للنجاح ورابع.. وخامس، فالمزار الوهمي تنتعش مكانته في تراجع اعمال العقل وفي تأزم حاجات الناس وانسداد أبواب الأمل. والمتتبع لظاهرة المزارات الوهميّة بالعراق سيجد ان عامة الفقراء والمحتاجين هم الذين اشادوها وعلقوا عليها نذورهم ورجائهم، وأحاطوها بالقصص والكرامات، وما يتفق عليه العامة يكون مقبولا حتى لو انتجته مخيّلة فرد معزول سمع صوتا مناديا في المنام. ولا ندلي بجديد في القول ان ظاهرة المزارات الوهميّة انتشرت في أماكن معيّنة، بين تجمعات مذهبيّة في وسط وجنوب العراق، تعاني أشد أنواع الفقر والاهمال. ومن ينتمون لبيئة واحدة، ويعانون ذات المعاناة، تنتشر الاوهام بينهم كالعدوى. اغلب هذه المزارات تناثرت على الطرق الخارجيّة والارياف البعيدة، اتخذت لها أسماء مذهبيّة وقبب شيدها أصحابها على عجل، تجاوزت فيها مزارات بنات "الحسن" فقط العشرات، مع انه لا توجد وثائق او مصادر تؤكد ان للــ"الحسن بن علي" كل هذه الذرية. الشائع عن هذه المزارات انها دكاكين للتكسب، من مهامها صنع الرجاء والوهم عند المساكين بعد ان نشفت في البيت والشارع؛ مزار متخصص بالعقم وآخر بمرض السرطان وثالث بجمع المال.. أما المواطن العراقي فهو بطبيعته طيب القلب وسريع التصديق، وما ان يتم الحديث بخشوع عن المزار، واستحضار بضعة أسماء واحداث من الماضي البعيد تثير الحزن في المخيّلة، حتى يُهدم جدار الشك عنده، وتتفتح اسارير وجهه. وبمرور الأيام ومع تزايد النذور والخيوط الخضر "العلگ" سيكتسب المزار غموضا وقوة، إلى جانب حكايات عن العاقر التي حملت وعن المريض الذي شُفيّ وعن الغائب الذي عاد. واللافت ان انتشار المزارات الوهمية هو في حالة تكاثر وتحوّل مرتبط بحاجات الناس اليوميّة، قد يتراجع فيه دور مزار لإفساح المجال لمزار آخر يلبي حاجات أخرى، الأمر الذي أدى إلى غياب إحصائية نهائيّة لعدد هذه المزارات. ولو عاينا حجم المزارات الوهميّة بالعراق فسوف نصاب بالعجب، بعد ان تجاوزت اعدادها (3000) مزار، لم توافق فيها الأمانة العامة للمزارات الشيعيّة سوى على (170) مزار. ذلك يشير إلى ان وجود أضرحة أئمة آل البيت في كربلاء والنجف وبغداد وسامراء، وما تمارسه من دور مهيمن من الناحية التاريخيّة والعاطفيّة على الشارع العراقي، ......
#الرجاء
#صناعة
#المزارات
#الوهميّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742220
الحوار المتمدن
نصير عواد - دور الرجاء في صناعة المزارات الوهميّة
نصير عواد : صفحات هدم الذاكرة العراقيّة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد تدمير الوثائق والآثار والمعابد والمتاحف عنف من نوع مختلف، خال من القتل والسجن والتعذيب، يهدف إلى تدمير الإرث الإنسانيّ والثقافيّ للشعوب. عنف مقصود، موجه ضد المجتمع قبل الفرد، سبق ان اعتبرته القوانين الدوليّة جرائم تنطوي تحت بند "حروب الإبادة البشريّة". هذا التدمير، الذي يصاحبه الوجع دوما، ليس فقط من صنع الطغاة والمتطرفين ودعاة الحروب، فلقد تنوّعت وسائل التدمير مع تعقيدات الصراع، أمست فيها حتى الحلول المعماريّة التي تعقب الحروب أو تزامن الصراعات غالبا ما تشكّل قطيعة مع تاريخ المكان الثقافيّ والاجتماعيّ. وأي مواطن عراقيّ يعود لألبوم صوره وإلى الروايّات القديمة سيلمس حجم التغييرات المكانيّة التي حصلت لبلده، وخصوصا في المدن الكبيرة والمختلطة. تغييرات لم تكن نتيجة تطورات اقتصاديّة وتجاريّة بقدر ما هي تغييرات قسريّة انتجها العنف المتفشي بالبلد. المدن الكبيرة التي كانت تُبعد الفقراء إلى الأطراف أمست خربة من الداخل، وازدحمت احيائها الشعبيّة وسط فوضى عمرانيّة صاخبة. ومن يتجوّل في العاصمة بغداد ستطالعه شوارعها التي بدت بلونها الاسمنتيّ دون ذاكرة، غابت الحدائق قدام البيوت وحلت محلها بيوتات وجدران سميكة وابواب حديدية لصد خطر مفترض، وانتشرت ظاهرة السراديب والممرات السريّة في العمارات الحديثة لزيادة فرص الأمان، وتغيّرت اسماء الشوارع وامتلأت الساحات العامة بصور الشهداء والضحايا. أما مؤسسات الدولة الرسميّة فصار يُراعى في تشيّيدها عنصر الأمن قبل أي شيء آخر، غالبا ما تُقام الحواجز حولها وتُغلق الشوارع القريبة منها. هذه الظواهر المشوّهة، متعمدة أم غير متعمدة، لا تعزّز الذّاكرة الاجتماعيّة، وستؤثر لا محالة على سلوك الناس ومزاجهم وكلامهم وأغانيهم وخط سيرهم المعتاد، وستزيد من جرعة العنف المتفشي بالمكان. في التاريخ قد تعمد دول وجيوش غازية إلى تدمير المعالم الحضاريّة والإنسانيّة للدول التي تحاربها، فلقد فعل ذلك المغول ببغداد وفعلها الأوربيون عند وصولهم سواحل أمريكا وفعلتها النازيّة الألمانيّة ببلدان أوربا في الحرب العالميّة الثانيّة وفعلها الاحتلال الأمريكي للعراق في تدميره للآثار ونهبه للمتحف العراقيّ في مثال حيّ ما زلنا نعيش اخباره الساخنة، ولكن الغريب في الأمر هو أن تعمد الطوائف والمجموعات الساكنة في رقعةٍ واحدة إلى تحطيم الحواضر الثقافيّة لبعضها البعض، كجزء من الصراع الدائر بينهم على السلطة والنفوذ، وما جرى بالموصل وسنجار والمناطق الغربية.. نماذج مؤلمة لذلك الصراع. إنّ اجبار الأيزيديّين على ترك منازلهم في (سنجار، كوجو، بعشيقة، بحزاني..) وتدمير المعابد القديمة والمباني الأثريّة، والاعتداء على كرامة الأهالي، ليس نتيجة عرضية في فكر تنظيم "داعش" لبناء الدولة المزعومة بقدر ما هو سلوك مرتبط بعقائد غارقة في عمق الثقافة الدينيّة الاقصائيّة التي لا تستطيع الوجود من دون محو الوجه الحضاريّ والإنسانيّ للآخر المختلف. كان قتل الرجال واستعباد النساء وهدم المباني وتكفير "الأصنام" والمعابد عملية مقصودة لغرض إضعاف ذاكرة الأيزيديين وإلغاء هويتهم. نصف مدينة "سنجار" دمرته العمليات القتاليّة، وكان يُعاد تدميره كلما تجدّد القصف والقتال، مبررين ذلك بقدسية القضية التي تسمح بنسبة معيّنة من الخسائر. وإذا كان من الممكن إعادة بناء البيوت والشوارع فكيف تُعاد الحياة للمعابد التي هُدمت والآثار التي هُربت والوثائق التي أُحرقت، كيف يُعاد بناء المواطن الأيزيديّ الذي كان يُقتل لأسباب غير واضحة إن كانت دينيّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة. لقد ظنّ الايزيديون، لطيبة قلوبهم وقلّة حيلتهم، انهم بمأمن في ابت ......
#صفحات
#الذاكرة
#العراقيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743752
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد تدمير الوثائق والآثار والمعابد والمتاحف عنف من نوع مختلف، خال من القتل والسجن والتعذيب، يهدف إلى تدمير الإرث الإنسانيّ والثقافيّ للشعوب. عنف مقصود، موجه ضد المجتمع قبل الفرد، سبق ان اعتبرته القوانين الدوليّة جرائم تنطوي تحت بند "حروب الإبادة البشريّة". هذا التدمير، الذي يصاحبه الوجع دوما، ليس فقط من صنع الطغاة والمتطرفين ودعاة الحروب، فلقد تنوّعت وسائل التدمير مع تعقيدات الصراع، أمست فيها حتى الحلول المعماريّة التي تعقب الحروب أو تزامن الصراعات غالبا ما تشكّل قطيعة مع تاريخ المكان الثقافيّ والاجتماعيّ. وأي مواطن عراقيّ يعود لألبوم صوره وإلى الروايّات القديمة سيلمس حجم التغييرات المكانيّة التي حصلت لبلده، وخصوصا في المدن الكبيرة والمختلطة. تغييرات لم تكن نتيجة تطورات اقتصاديّة وتجاريّة بقدر ما هي تغييرات قسريّة انتجها العنف المتفشي بالبلد. المدن الكبيرة التي كانت تُبعد الفقراء إلى الأطراف أمست خربة من الداخل، وازدحمت احيائها الشعبيّة وسط فوضى عمرانيّة صاخبة. ومن يتجوّل في العاصمة بغداد ستطالعه شوارعها التي بدت بلونها الاسمنتيّ دون ذاكرة، غابت الحدائق قدام البيوت وحلت محلها بيوتات وجدران سميكة وابواب حديدية لصد خطر مفترض، وانتشرت ظاهرة السراديب والممرات السريّة في العمارات الحديثة لزيادة فرص الأمان، وتغيّرت اسماء الشوارع وامتلأت الساحات العامة بصور الشهداء والضحايا. أما مؤسسات الدولة الرسميّة فصار يُراعى في تشيّيدها عنصر الأمن قبل أي شيء آخر، غالبا ما تُقام الحواجز حولها وتُغلق الشوارع القريبة منها. هذه الظواهر المشوّهة، متعمدة أم غير متعمدة، لا تعزّز الذّاكرة الاجتماعيّة، وستؤثر لا محالة على سلوك الناس ومزاجهم وكلامهم وأغانيهم وخط سيرهم المعتاد، وستزيد من جرعة العنف المتفشي بالمكان. في التاريخ قد تعمد دول وجيوش غازية إلى تدمير المعالم الحضاريّة والإنسانيّة للدول التي تحاربها، فلقد فعل ذلك المغول ببغداد وفعلها الأوربيون عند وصولهم سواحل أمريكا وفعلتها النازيّة الألمانيّة ببلدان أوربا في الحرب العالميّة الثانيّة وفعلها الاحتلال الأمريكي للعراق في تدميره للآثار ونهبه للمتحف العراقيّ في مثال حيّ ما زلنا نعيش اخباره الساخنة، ولكن الغريب في الأمر هو أن تعمد الطوائف والمجموعات الساكنة في رقعةٍ واحدة إلى تحطيم الحواضر الثقافيّة لبعضها البعض، كجزء من الصراع الدائر بينهم على السلطة والنفوذ، وما جرى بالموصل وسنجار والمناطق الغربية.. نماذج مؤلمة لذلك الصراع. إنّ اجبار الأيزيديّين على ترك منازلهم في (سنجار، كوجو، بعشيقة، بحزاني..) وتدمير المعابد القديمة والمباني الأثريّة، والاعتداء على كرامة الأهالي، ليس نتيجة عرضية في فكر تنظيم "داعش" لبناء الدولة المزعومة بقدر ما هو سلوك مرتبط بعقائد غارقة في عمق الثقافة الدينيّة الاقصائيّة التي لا تستطيع الوجود من دون محو الوجه الحضاريّ والإنسانيّ للآخر المختلف. كان قتل الرجال واستعباد النساء وهدم المباني وتكفير "الأصنام" والمعابد عملية مقصودة لغرض إضعاف ذاكرة الأيزيديين وإلغاء هويتهم. نصف مدينة "سنجار" دمرته العمليات القتاليّة، وكان يُعاد تدميره كلما تجدّد القصف والقتال، مبررين ذلك بقدسية القضية التي تسمح بنسبة معيّنة من الخسائر. وإذا كان من الممكن إعادة بناء البيوت والشوارع فكيف تُعاد الحياة للمعابد التي هُدمت والآثار التي هُربت والوثائق التي أُحرقت، كيف يُعاد بناء المواطن الأيزيديّ الذي كان يُقتل لأسباب غير واضحة إن كانت دينيّة أو اجتماعيّة أو سياسيّة. لقد ظنّ الايزيديون، لطيبة قلوبهم وقلّة حيلتهم، انهم بمأمن في ابت ......
#صفحات
#الذاكرة
#العراقيّة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743752
الحوار المتمدن
نصير عواد - صفحات هدم الذاكرة العراقيّة
نصير عواد : معتدلو -الشيعة- بالعراق
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد يبدو غير متسقا، وسط الانفلات الطائفيّ الحاصل بالعراق، ظهور شخصيّات "شيعيّة" تحمل لقبا دينيّا واجتماعيّا تتحدث عن العدالة الاجتماعيّة والعيش المشترك، ولم تكتفِ بالصوم والصلاة كي تكون فاعلة في مجتمعها. فالمشاكل التي تصنعها التطورات الحياتيّة ليست دينيّة فقط، خصوصا في بلدٍ مشحون بالتعقيدات والتطورات العاصفة كالعراق، كان في فيه التحوّل بعد سقوط الديكتاتور قد أطاح بكل المشاريع الايدولوجيّة وقلب الكثير من المفاهيم والقيم، ووضع الجميع في موقف لم يألفوه من قبل، من بينهم رجال الدين الذين انخرطوا في السياسة والمغانم. مِن المتدينين مَن أدار ظهره لتاريخ من المظلوميّة وانفصل تماما عن القضايا التي تخص الوطن والمواطن، ومنهم من سكت على ما يحدث واكتفى بالاحاديث الخاصة في التعبير عن موقفه، في حين سُمع صوت "قلّة" معتدلة في مواجهة كل ذلك، إذ لابد هناك مَن يقول للعراقيّين إن مَن يعبث بالدوّلة العراقيّة هم ليسوا شيعة العراق، بل احزابهم الإسلاميّة ونخبهم السياسيّة. وحتى لا نبدأ مقالنا بالمبالغة فإن هؤلاء الذين تجمع بينهم العمامة، سوداء او بيضاء، هم قلّة غير متجانسة فكريّا كحال النخب العراقيّة الأخرى. لم يتوهموا بتغيير جذري في العملية السياسيّة، وفي ذات الوقت لم يتركوا الساحة لأصحاب الصوت العالي، وبقوا ناقدين ومدافعين عن طائفتهم بطرق بعيدة عن الشحن والتغليب والتحريض. لبعضهم منطلقات دينيّة صرف ولبعضهم الآخر منطلقات إصلاحيّة ووطنيّة اقتربت في اكثر من موقع من طروحات اليسارييّن والاشتراكييّن. وفي نظرة سريعة على الخارطة السياسيّة سنجد ان هذه الـــ "قلّة" هم أفراد غير تابعين لمؤسسة أو حزب، ولا يبحثون عن مكان لهم في المشهد السياسيّ، وهم حتى الآن لم يدخلوا جوقة المتزاحمين على السلطة والنفوذ، ويحاولون جاهدين الحديث من داخل الطائفة عن الظواهر المهلكة التي انتجتها العملية السياسيّة. وبما انهم "قلّة" فإن الحديث من داخل الطائفة وفر لهم في البداية حماية شكليّة سمحت بالخروج على الحيز الضيق للطائفة باتجاه المفاهيم الإنسانيّة العامة، حماية سرعان ما أطاح بها اشتداد الصراع وافتضاح أسرار اللعبة. في الواقع هناك الكثير من شيعة العراق لهم مواقف وطنيّة مشرّفة، استنكروا فيها سياسات الأحزاب الإسلاميّة، ووقفوا ضد الاحتلال والتدخلات الخارجيّة، ولكن حديثنا هو عن المعمّمين والمتنورين منهم، الذين وقفوا إلى جانب شعبهم ولم يعطوا مشروعية للحكومات التي أعقبت سقوط الصنم مثل ( أحمد القبانجي الذي عاش في إيران وقاتل في صفوف جيشها ضد دولته العراق، وأياد جمال الدين الذي عاش وتعلّم في مدينة قم الإيرانيّة، وأحمد الحسني البغدادي الذي عارض الاحتلال ولجأ إلى سوريا، والشيخ جواد الخالصي وغالب الشابندر.. وغيرهم من الوطنيّين والمعتدلين الإسلامييّن الذين ما زالوا يواجهون صعوبات في ابداء الرأي. فبعد سقوط الديكتاتور خرج العراقيون للمساهمة في المرحلة الجديدة، يحدوهم الأمل في بناء وطن جديد، ولكن في اشتداد الصراع وتفاقم الفرز الطائفيّ قفز إلى الواجهة أصحاب الخطاب الطائفيّ المأزوم، في حين تراجع إلى الخلف أصحاب الرأي والاعتدال منهم، ووجدوا أنفسهم معزولين وغير مؤثرين، وأن حياتهم في خطر، وبالتالي عليهم البحث عن أساليب عمل تحفظ حياتهم وفي ذات الوقت تساعدهم في التخفيف من انزلاق الشيعة إلى مهاوي الطائفيّة والعنصريّة. مواجهة هذه "القلّة" للمشروع الطائفيّ عبر استراتيجيّات فكريّة ودينيّة متنورة بدت "ليّنة" من الظاهر في حين هي شكّلت خطرا داخليّا مضاعفا على الأحزاب الطائفيّة، الأمر الذي ادى إلى تهميشهم واعتقالهم وتشويه سمعتهم ووضعه ......
#معتدلو
#-الشيعة-
#بالعراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746555
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد يبدو غير متسقا، وسط الانفلات الطائفيّ الحاصل بالعراق، ظهور شخصيّات "شيعيّة" تحمل لقبا دينيّا واجتماعيّا تتحدث عن العدالة الاجتماعيّة والعيش المشترك، ولم تكتفِ بالصوم والصلاة كي تكون فاعلة في مجتمعها. فالمشاكل التي تصنعها التطورات الحياتيّة ليست دينيّة فقط، خصوصا في بلدٍ مشحون بالتعقيدات والتطورات العاصفة كالعراق، كان في فيه التحوّل بعد سقوط الديكتاتور قد أطاح بكل المشاريع الايدولوجيّة وقلب الكثير من المفاهيم والقيم، ووضع الجميع في موقف لم يألفوه من قبل، من بينهم رجال الدين الذين انخرطوا في السياسة والمغانم. مِن المتدينين مَن أدار ظهره لتاريخ من المظلوميّة وانفصل تماما عن القضايا التي تخص الوطن والمواطن، ومنهم من سكت على ما يحدث واكتفى بالاحاديث الخاصة في التعبير عن موقفه، في حين سُمع صوت "قلّة" معتدلة في مواجهة كل ذلك، إذ لابد هناك مَن يقول للعراقيّين إن مَن يعبث بالدوّلة العراقيّة هم ليسوا شيعة العراق، بل احزابهم الإسلاميّة ونخبهم السياسيّة. وحتى لا نبدأ مقالنا بالمبالغة فإن هؤلاء الذين تجمع بينهم العمامة، سوداء او بيضاء، هم قلّة غير متجانسة فكريّا كحال النخب العراقيّة الأخرى. لم يتوهموا بتغيير جذري في العملية السياسيّة، وفي ذات الوقت لم يتركوا الساحة لأصحاب الصوت العالي، وبقوا ناقدين ومدافعين عن طائفتهم بطرق بعيدة عن الشحن والتغليب والتحريض. لبعضهم منطلقات دينيّة صرف ولبعضهم الآخر منطلقات إصلاحيّة ووطنيّة اقتربت في اكثر من موقع من طروحات اليسارييّن والاشتراكييّن. وفي نظرة سريعة على الخارطة السياسيّة سنجد ان هذه الـــ "قلّة" هم أفراد غير تابعين لمؤسسة أو حزب، ولا يبحثون عن مكان لهم في المشهد السياسيّ، وهم حتى الآن لم يدخلوا جوقة المتزاحمين على السلطة والنفوذ، ويحاولون جاهدين الحديث من داخل الطائفة عن الظواهر المهلكة التي انتجتها العملية السياسيّة. وبما انهم "قلّة" فإن الحديث من داخل الطائفة وفر لهم في البداية حماية شكليّة سمحت بالخروج على الحيز الضيق للطائفة باتجاه المفاهيم الإنسانيّة العامة، حماية سرعان ما أطاح بها اشتداد الصراع وافتضاح أسرار اللعبة. في الواقع هناك الكثير من شيعة العراق لهم مواقف وطنيّة مشرّفة، استنكروا فيها سياسات الأحزاب الإسلاميّة، ووقفوا ضد الاحتلال والتدخلات الخارجيّة، ولكن حديثنا هو عن المعمّمين والمتنورين منهم، الذين وقفوا إلى جانب شعبهم ولم يعطوا مشروعية للحكومات التي أعقبت سقوط الصنم مثل ( أحمد القبانجي الذي عاش في إيران وقاتل في صفوف جيشها ضد دولته العراق، وأياد جمال الدين الذي عاش وتعلّم في مدينة قم الإيرانيّة، وأحمد الحسني البغدادي الذي عارض الاحتلال ولجأ إلى سوريا، والشيخ جواد الخالصي وغالب الشابندر.. وغيرهم من الوطنيّين والمعتدلين الإسلامييّن الذين ما زالوا يواجهون صعوبات في ابداء الرأي. فبعد سقوط الديكتاتور خرج العراقيون للمساهمة في المرحلة الجديدة، يحدوهم الأمل في بناء وطن جديد، ولكن في اشتداد الصراع وتفاقم الفرز الطائفيّ قفز إلى الواجهة أصحاب الخطاب الطائفيّ المأزوم، في حين تراجع إلى الخلف أصحاب الرأي والاعتدال منهم، ووجدوا أنفسهم معزولين وغير مؤثرين، وأن حياتهم في خطر، وبالتالي عليهم البحث عن أساليب عمل تحفظ حياتهم وفي ذات الوقت تساعدهم في التخفيف من انزلاق الشيعة إلى مهاوي الطائفيّة والعنصريّة. مواجهة هذه "القلّة" للمشروع الطائفيّ عبر استراتيجيّات فكريّة ودينيّة متنورة بدت "ليّنة" من الظاهر في حين هي شكّلت خطرا داخليّا مضاعفا على الأحزاب الطائفيّة، الأمر الذي ادى إلى تهميشهم واعتقالهم وتشويه سمعتهم ووضعه ......
#معتدلو
#-الشيعة-
#بالعراق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746555
الحوار المتمدن
نصير عواد - معتدلو -الشيعة- بالعراق
نصير عواد : محترفو المعارضة
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد الشائع في البيئة السياسيّة المضطربة إنّ أيّة فكرة جديدة او مخالفة للسائد سيتم وضعها في خانة المعارضة، وسيحمل مصطلح "المعارضة" دلالات سلبية حتى لو كان اصحابه يمارسون أدوارا إيجابية ولديهم حجج وأدلة دامغة. في المشهد السياسيّ العراقيّ، بعد تسعة عشر عاما على سقوط الديكتاتور، لا يمكننا الحديث عن معارضة حقيقية ومنظمة، ولا الحديث عن دولة مؤسسات قادرة على تنظيم العمل السياسيّ بالبلد، وما زالت النخب العراقيّة تخوض في عملية سياسيّة من صنع الاحتلال، انتجت أحزاباً حاكمة وأخرى "معارضة" تعمل وتفكر ضمن العملية السياسيّة الطائفيّة، الأمر الذي أدى إلى نشوء وعي جديد معارض للسلطة ومتشكك بالأحزاب ورافض لصيغ الالتزام السياسيّ، يصب في خانة الفوضى والليبراليّة. المعارضون الجدد إشكاليون، ليس فقط بسبب غموضهم وغيابهم عن الواجهات الرسميّة بل كذلك بسبب موضوعاتهم وقدراتهم على إنتاج ونشر افكارهم الرافضة لكل ما هو موجود على الساحة العراقيّة من أسماء وعناوين. هذه المعارضة نشأت خارج دائرة الاملاءات الحزبية، يغلب عليها الطابع الفرديّ، عمودها الفقري من المثقفين والكتّاب والسياسييّن الذين يعارضون اليسار واليمين، المقدّس والدنيوي، ويضعون مشاكل المجتمع في مقدمة أولوياتهم، إلى جانب رغبة قوية في إعادة العراق إلى سالف عهده وعنفوانه. هذه الاستقلاليّة ساعدت "المعارض" بالبقاء وسط الصراع، والاشتغال عند الخطوط التي تفصل بين الأحزاب المتدافعة، ينشط فرديّا عند هامش خطر قد يحدد فيها موقف او كلمة مصيره. على الرغم من ان الموضوع العراقيّ هو المفضّل لدى هذا "المعارض" إلا أنه لا يالو جهدا في دعم القضية الفلسطينية، ويقف ضد الحرب الظالمة باليمن، وتمتد اهتماماته أحيانا إلى أمريكا اللاتينيّة وقضايّا العالم الملحة، وخلف كلّ ذلك تستقر فكرة ثابتة في رأسه مفادها أن كلّ ما يحدث من اضطرابات سببه الغرب الامبريالي وذيوله.إنّ أغلب "المعارضين" موضوع مقالنا هم من مستويات علميّة وثقافيّة جيدة، لكثير منهم دراسات وكتب منشورة، ويتمتعون بقدرات على التحليل والنقد جاذبة للعامة، إضافة إلى تجارب سياسيّة خائبة مع الاحزاب التي كانوا يعملون فيها، تركت في أرواحهم جروحا لا تمحى. وهناك الكثير من الأسماء التي يمكن إيرادها ولكنها ستكون حقل ألغام. أردنا القول ان الأحزاب اليساريّة التي واجهت الحكومات السابقة، والتي قاتلت وسُجنت وشُردت، هي أساس هذه "المعارضة" وتاريخها البعيد، ولكن بعد سقوط الصنم وتصدع القيّم تحوّل كثير منهم إلى ليبرالييّن ومتطرفين وفوضوييّن وعدمييّن. صحيح ان آراء هؤلاء المعارضين تشكّل قطيعة مع السائد من أحزاب وسياسات وأسماء، ولكن في نظرة عامة على خطاباتهم سنجدها لا تخلو من والأفكار والمصطلحات التي كانت تتسلح بها تلك الأحزاب، وسنجد عند كل "معارض" بقايّا رومانسيّة ليسارية النصف الثاني من القرن الفائت. إنّ التغييرات الحادة التي حصلت بالعراق، إلى جانب التراجع البيّن للأيدولوجيّات الكلاسيكيّة، أدى إلى اختلاف "المعارضة" الجديدة عما سبقها من معارضات وتكتلات حدثت في الماضي، ولكنها في الواقع امتداد لها، وإنْ كانت بتوليفة صلدة ومعاندة، تعاني ظلم ذوي القربى، وتفتقد مساحة الحوار والتراجع التكتيكي عن مواقفها، وهو ما جعلها لا تذهب بعيدا عن الأطر التي خرجت عليها. هذه الخلفية اليساريّة والوطنيّة لـ"المعارض" ساهمت في ان يضع الشرائح الفقيرة في سلم أولوياته ويقدم نفسه كجزء منها، وان يستخدم أسلوبا مألوفا في الحوار معها من دون ان يتكلم باسمها، فلقد ساعدته خبراته السابقة في تقديم نفسه كشكل من اشكال الحضور الثقافيّ-السياسيّ القريب من ه ......
#محترفو
#المعارضة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747971
#الحوار_المتمدن
#نصير_عواد الشائع في البيئة السياسيّة المضطربة إنّ أيّة فكرة جديدة او مخالفة للسائد سيتم وضعها في خانة المعارضة، وسيحمل مصطلح "المعارضة" دلالات سلبية حتى لو كان اصحابه يمارسون أدوارا إيجابية ولديهم حجج وأدلة دامغة. في المشهد السياسيّ العراقيّ، بعد تسعة عشر عاما على سقوط الديكتاتور، لا يمكننا الحديث عن معارضة حقيقية ومنظمة، ولا الحديث عن دولة مؤسسات قادرة على تنظيم العمل السياسيّ بالبلد، وما زالت النخب العراقيّة تخوض في عملية سياسيّة من صنع الاحتلال، انتجت أحزاباً حاكمة وأخرى "معارضة" تعمل وتفكر ضمن العملية السياسيّة الطائفيّة، الأمر الذي أدى إلى نشوء وعي جديد معارض للسلطة ومتشكك بالأحزاب ورافض لصيغ الالتزام السياسيّ، يصب في خانة الفوضى والليبراليّة. المعارضون الجدد إشكاليون، ليس فقط بسبب غموضهم وغيابهم عن الواجهات الرسميّة بل كذلك بسبب موضوعاتهم وقدراتهم على إنتاج ونشر افكارهم الرافضة لكل ما هو موجود على الساحة العراقيّة من أسماء وعناوين. هذه المعارضة نشأت خارج دائرة الاملاءات الحزبية، يغلب عليها الطابع الفرديّ، عمودها الفقري من المثقفين والكتّاب والسياسييّن الذين يعارضون اليسار واليمين، المقدّس والدنيوي، ويضعون مشاكل المجتمع في مقدمة أولوياتهم، إلى جانب رغبة قوية في إعادة العراق إلى سالف عهده وعنفوانه. هذه الاستقلاليّة ساعدت "المعارض" بالبقاء وسط الصراع، والاشتغال عند الخطوط التي تفصل بين الأحزاب المتدافعة، ينشط فرديّا عند هامش خطر قد يحدد فيها موقف او كلمة مصيره. على الرغم من ان الموضوع العراقيّ هو المفضّل لدى هذا "المعارض" إلا أنه لا يالو جهدا في دعم القضية الفلسطينية، ويقف ضد الحرب الظالمة باليمن، وتمتد اهتماماته أحيانا إلى أمريكا اللاتينيّة وقضايّا العالم الملحة، وخلف كلّ ذلك تستقر فكرة ثابتة في رأسه مفادها أن كلّ ما يحدث من اضطرابات سببه الغرب الامبريالي وذيوله.إنّ أغلب "المعارضين" موضوع مقالنا هم من مستويات علميّة وثقافيّة جيدة، لكثير منهم دراسات وكتب منشورة، ويتمتعون بقدرات على التحليل والنقد جاذبة للعامة، إضافة إلى تجارب سياسيّة خائبة مع الاحزاب التي كانوا يعملون فيها، تركت في أرواحهم جروحا لا تمحى. وهناك الكثير من الأسماء التي يمكن إيرادها ولكنها ستكون حقل ألغام. أردنا القول ان الأحزاب اليساريّة التي واجهت الحكومات السابقة، والتي قاتلت وسُجنت وشُردت، هي أساس هذه "المعارضة" وتاريخها البعيد، ولكن بعد سقوط الصنم وتصدع القيّم تحوّل كثير منهم إلى ليبرالييّن ومتطرفين وفوضوييّن وعدمييّن. صحيح ان آراء هؤلاء المعارضين تشكّل قطيعة مع السائد من أحزاب وسياسات وأسماء، ولكن في نظرة عامة على خطاباتهم سنجدها لا تخلو من والأفكار والمصطلحات التي كانت تتسلح بها تلك الأحزاب، وسنجد عند كل "معارض" بقايّا رومانسيّة ليسارية النصف الثاني من القرن الفائت. إنّ التغييرات الحادة التي حصلت بالعراق، إلى جانب التراجع البيّن للأيدولوجيّات الكلاسيكيّة، أدى إلى اختلاف "المعارضة" الجديدة عما سبقها من معارضات وتكتلات حدثت في الماضي، ولكنها في الواقع امتداد لها، وإنْ كانت بتوليفة صلدة ومعاندة، تعاني ظلم ذوي القربى، وتفتقد مساحة الحوار والتراجع التكتيكي عن مواقفها، وهو ما جعلها لا تذهب بعيدا عن الأطر التي خرجت عليها. هذه الخلفية اليساريّة والوطنيّة لـ"المعارض" ساهمت في ان يضع الشرائح الفقيرة في سلم أولوياته ويقدم نفسه كجزء منها، وان يستخدم أسلوبا مألوفا في الحوار معها من دون ان يتكلم باسمها، فلقد ساعدته خبراته السابقة في تقديم نفسه كشكل من اشكال الحضور الثقافيّ-السياسيّ القريب من ه ......
#محترفو
#المعارضة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=747971
الحوار المتمدن
نصير عواد - محترفو المعارضة