Forwarded from ام تقي
☘☘☘4⃣
■الاتّجاه الثّالث: اتجاه العرفاء وأهل السلوك:
🖊الاتّجاه الثّالث اتّجاه العرفاء اتّجاه أهل السّلوك بشكلٍ عامّ الموجودات #الرّوحانيّة الخارجة عن نطاق الحسّ، أو الّذين هم موجودين في الحسّ، ولكن بعناية الله تبارك وتعالى جاوزوا #الحسّ، ودخلوا في عوالم أخرى، ورأوا هذه العوالم، وصاروا في هذه العوالم، وأصبحوا، وسَرَوْا في هذه العوالم،واتّحدوا في هذه العوالم هؤلاء يحصل لهم العلم #الحضوريّ بالأشياء الخارجة عنهم، يعني ماذا ؟ يعني الأشياء الخارجة عنهم تصبح بمنزلة #جوارحهم تنفذ فيهم كالماء الّذي ينفذ في الأرض، روحه،نفسه، تنفذ في هذه الأشياء، فيحصل لها العلم الحضوريّ ؛ لأنّ هذا الشّيء يصبح جزءًا منه، بل ليس جزءًا منه بل يصبح#"هو" بسبب الاتّحاد، فكلّ #الملائكة(عليهم السّلام) كلّ #الأنبياء الواصلين إلى مقام #التّوحيد، أو دون التّوحيد في المنازل والمقامات النّازلة تكون معلوماتهم معلومات حضوريّة وليست حصوليةً.
■المسوغ لتمكن الانسان من الحصول على العلم الحضوريّ بالواقع الموضوعيّ:
🖊كيف يمكن للإنسان أن يحصل له العلم #الحضوريّ بالشّيء الخارج عنه، فهذا الشّيء الخارج عنه هو خارج عنه؟ كيف يصبح متّحدًا معه؟
🖊الجواب: الإنسان مرتبة نازلة عن الحقائق، عن الموجودات الأخرى وهذا مبرهن في الفلسفة المتعالية تحت عنوان :#المعلول مرتبة نازلة من العلّة، ومعنى: مرتبة نازلة من العلّة: يعني المعلول متّحد معه، ولكن مرتبة نازلة منه مثل:قوى الانسان المتعددة، كقوّة #الخيال،
وقوّة #الوهم، فهذه القوى موجودة فينا ومتّحدة معنا ولكن ليست كلنا من هنا قيل في المنظومة((النّفسُ فِي وحَدتِها كلَّ القوى...وفعْلَهُ فِي فَعلِهَا قدْ انَطَوى))، فنحن عندنا حيثيات متعددة منها: قوّة #الخيال، فنركّب، ونستطيع نرىالأشياء، ونأخذ الجامع عنها باسم الكلّيّ، ونرفض الأشياء الّتي تحسب متخالفات(المتناقضات)،فمثلا من: زيد، وعمر، وخالد، وبكر يحصل عندناكلّيّ الإنسان.
■الانسان يتصل بالواقع الخارجي بوساطة اتصاله بعلته التي بدورها تكون علة لباقي الموجودات فيتم الاتصال بوساطة العلة بين الانسان والواقع الخارجي أو الموجودات الخارجية:
🖊 الانسان له صلة بهذه الحقيقة (علته)وليس له صلة بهذا الشّيء الخارجيّ، ولكن له صلة بهذه الحقيقة .
■اتصال الانسان بعلته من خلال الابتعاد عن القيود المادية والمسانخة مع علته:
🖊إذا كان الانسان بعيدًا عن القيود المادّيّة يستطيع الاتّصال بتلك الحقيقة #(علته)الّتي فوقه ويستطيع أن يتحد معها ومعنى الاتحاد معها: إن الانسان مرتبة نازلة منها ولكن عندما يكون الانسان بعيدًا عن المادّة #فكريًّا، #قلبيًّا، #نفسيًّا أصبح متّحدًاومتّسعًا بسعة(علته)، عندما أصبحت متّسعًابسعته و(هو)أي: و(علته)عندها العلم الحضوريّبباقي الأشياء، وأنا(الانسان) أصبحت مرآةًلها (لعلته)، وفانيًا في علته، فهذه الأشياء(الخارجية، أو قل الموجودات الخارجية) ببركة صلتي بهذه الحقيقة#(بعلتي) تصبح الاشياء الخارجية (او قل الواقع الموضوعي) حاضرًا عندي(يعني بالعلم الحضوري) ؛ لأنّه متحّد معي وأنا متّحد معه هذا الاتّحاد ليس هذا الاتّحاد الّذي الحلول وكذا هذا الّذي يقولون: يعني: مرتبة نازلة منه أنا رقيقة منه،فإذن بهذه الرّقيقة يمكنني أن أحصل على العلم #الحضوريّ بذاك الشّيء، فاني أنا فاني في الشّيء الّذي باقي الأشياء فانيةٌ فيه، فببركة فنائي فيه أحصل على العلم الحضوري يعني تحضر باقي الأشياء عندي.
🖊إذن بهذا المعنى نحن نستطيع القول بأنّ هناك اتّجاه ثالث لتفسير العلم بالواقع الموضوعي : فالشّيء الخارج عنّا، والّذي تعتبرونه علمًاحصوليًّا، ومعلومًا بالعرض يكون معلومًابالذّات(بالعلم الحضوري)، فالصّورة الذّهنيّة موجودة فيك هذا المعلوم تسمونه بالعرض لكن: هذا المعلوم بالعرض بسبب صلتي بمنْ هو أقوى منّي(علتي) يكون حاضرًا لديّ، وهذا وفقًا للحكمةالمتعالية يمكن تخريج هذا المعنى.
......................يتبع
■الاتّجاه الثّالث: اتجاه العرفاء وأهل السلوك:
🖊الاتّجاه الثّالث اتّجاه العرفاء اتّجاه أهل السّلوك بشكلٍ عامّ الموجودات #الرّوحانيّة الخارجة عن نطاق الحسّ، أو الّذين هم موجودين في الحسّ، ولكن بعناية الله تبارك وتعالى جاوزوا #الحسّ، ودخلوا في عوالم أخرى، ورأوا هذه العوالم، وصاروا في هذه العوالم، وأصبحوا، وسَرَوْا في هذه العوالم،واتّحدوا في هذه العوالم هؤلاء يحصل لهم العلم #الحضوريّ بالأشياء الخارجة عنهم، يعني ماذا ؟ يعني الأشياء الخارجة عنهم تصبح بمنزلة #جوارحهم تنفذ فيهم كالماء الّذي ينفذ في الأرض، روحه،نفسه، تنفذ في هذه الأشياء، فيحصل لها العلم الحضوريّ ؛ لأنّ هذا الشّيء يصبح جزءًا منه، بل ليس جزءًا منه بل يصبح#"هو" بسبب الاتّحاد، فكلّ #الملائكة(عليهم السّلام) كلّ #الأنبياء الواصلين إلى مقام #التّوحيد، أو دون التّوحيد في المنازل والمقامات النّازلة تكون معلوماتهم معلومات حضوريّة وليست حصوليةً.
■المسوغ لتمكن الانسان من الحصول على العلم الحضوريّ بالواقع الموضوعيّ:
🖊كيف يمكن للإنسان أن يحصل له العلم #الحضوريّ بالشّيء الخارج عنه، فهذا الشّيء الخارج عنه هو خارج عنه؟ كيف يصبح متّحدًا معه؟
🖊الجواب: الإنسان مرتبة نازلة عن الحقائق، عن الموجودات الأخرى وهذا مبرهن في الفلسفة المتعالية تحت عنوان :#المعلول مرتبة نازلة من العلّة، ومعنى: مرتبة نازلة من العلّة: يعني المعلول متّحد معه، ولكن مرتبة نازلة منه مثل:قوى الانسان المتعددة، كقوّة #الخيال،
وقوّة #الوهم، فهذه القوى موجودة فينا ومتّحدة معنا ولكن ليست كلنا من هنا قيل في المنظومة((النّفسُ فِي وحَدتِها كلَّ القوى...وفعْلَهُ فِي فَعلِهَا قدْ انَطَوى))، فنحن عندنا حيثيات متعددة منها: قوّة #الخيال، فنركّب، ونستطيع نرىالأشياء، ونأخذ الجامع عنها باسم الكلّيّ، ونرفض الأشياء الّتي تحسب متخالفات(المتناقضات)،فمثلا من: زيد، وعمر، وخالد، وبكر يحصل عندناكلّيّ الإنسان.
■الانسان يتصل بالواقع الخارجي بوساطة اتصاله بعلته التي بدورها تكون علة لباقي الموجودات فيتم الاتصال بوساطة العلة بين الانسان والواقع الخارجي أو الموجودات الخارجية:
🖊 الانسان له صلة بهذه الحقيقة (علته)وليس له صلة بهذا الشّيء الخارجيّ، ولكن له صلة بهذه الحقيقة .
■اتصال الانسان بعلته من خلال الابتعاد عن القيود المادية والمسانخة مع علته:
🖊إذا كان الانسان بعيدًا عن القيود المادّيّة يستطيع الاتّصال بتلك الحقيقة #(علته)الّتي فوقه ويستطيع أن يتحد معها ومعنى الاتحاد معها: إن الانسان مرتبة نازلة منها ولكن عندما يكون الانسان بعيدًا عن المادّة #فكريًّا، #قلبيًّا، #نفسيًّا أصبح متّحدًاومتّسعًا بسعة(علته)، عندما أصبحت متّسعًابسعته و(هو)أي: و(علته)عندها العلم الحضوريّبباقي الأشياء، وأنا(الانسان) أصبحت مرآةًلها (لعلته)، وفانيًا في علته، فهذه الأشياء(الخارجية، أو قل الموجودات الخارجية) ببركة صلتي بهذه الحقيقة#(بعلتي) تصبح الاشياء الخارجية (او قل الواقع الموضوعي) حاضرًا عندي(يعني بالعلم الحضوري) ؛ لأنّه متحّد معي وأنا متّحد معه هذا الاتّحاد ليس هذا الاتّحاد الّذي الحلول وكذا هذا الّذي يقولون: يعني: مرتبة نازلة منه أنا رقيقة منه،فإذن بهذه الرّقيقة يمكنني أن أحصل على العلم #الحضوريّ بذاك الشّيء، فاني أنا فاني في الشّيء الّذي باقي الأشياء فانيةٌ فيه، فببركة فنائي فيه أحصل على العلم الحضوري يعني تحضر باقي الأشياء عندي.
🖊إذن بهذا المعنى نحن نستطيع القول بأنّ هناك اتّجاه ثالث لتفسير العلم بالواقع الموضوعي : فالشّيء الخارج عنّا، والّذي تعتبرونه علمًاحصوليًّا، ومعلومًا بالعرض يكون معلومًابالذّات(بالعلم الحضوري)، فالصّورة الذّهنيّة موجودة فيك هذا المعلوم تسمونه بالعرض لكن: هذا المعلوم بالعرض بسبب صلتي بمنْ هو أقوى منّي(علتي) يكون حاضرًا لديّ، وهذا وفقًا للحكمةالمتعالية يمكن تخريج هذا المعنى.
......................يتبع
Forwarded from ام تقي
🌿🌿🌿🌿4⃣
_هذا شيء غريب يعني: الإنسان هو من "روح الله" يعني باطن "الله". يعني: من #صقع_الذّات_الرّبوبية، صقع الذّات الإلهيّة، الألوهيّة ((فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ))، فالخلافة الواقعيّة الحقّة، وتعلّم الحقّ بالعلم #الحضوريّ، والنّفخ من روحه تدلّ على تلك المظهريّة التّامّة والقرب الرّوحانيّ الكامل.
■المستوى الثاني: إن الملائكة نظروا في استدلالهم على الأفعال من الصّفات ولم ينظروا إلى الذات:
🖊 السؤال: الملائكة كيف حكموا على آدم (عليه السلام) قبل أن يقوم أبنائه بالجناية، وسفك الدّماء وكذا أليس هذا من الحكم قبل وقوع الجريمة؟ كيف عرفوا؟ وكيف حكموا؟ ((قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ))، فهذا المسكين ما فعل شيء، فكيف الملائكة حكموا عليه؟
🖊الجواب:
أولا. الانسان في عالم المادة يستدل بالافعال على الصفات:
_ إنّ الأفعال مرآة للأسماء، وللصّفات، أو قل الأفعال مرآة للصّفات نحن بسبب ضيقنا لانعرف صفات النّاس، ولا نعرف صفات الآخرين إلّا من خلال أفعالهم هو صنع كذا، هو قال كذا، هو تكلّم هكذا، هو مشى هكذا كذا، فنقيس الأقيسة، فنقول هو حتمًا مثلا: يعادني؛ لأنّه فعل كذا، فعل كذا، فنستدلّ بالأفعال على الصّفات لماذا؟ لأنّنا مقيّدين بالمادّة.
_ثانيا. الملائكة والاولياء الذين تجاوزوا عالم المادة يستدولون بالصفات على الافعال:
🖊أمّا الملائكة، أو الأولياء، أو الّذين خرجوا من المادّة بالعكس يستدلّون من الصّفات على الأفعال فمثلا يقولون: هذا الشّخص بهذه الصّفة حتمًا يصنع كذا، حتمًا يفعل كذا؛ لأنّهم متصلين مباشرة بالصّفات، فالملائكة عندما نظروا إلى آدم ليس مسألة أنّهم رأوا المستقبل بل إنّهم استدلّوا من صفات آدم؛ لأنّه مخلوق من التّراب، ومن السّفل، ومن الظّلمة، ومن الطّين، ومن الماء، والحرارة، والهواء، فحتمًا يصنع كذا، فهم نظروا إلى الصّفات صحّ؟ و الله تبارك وتعالى ماذا قال لهم؟ الله تعالى قال يا ملائكتي صحّ أنتم تستدلّون بصفاته على أفعاله، ولكن أنتم ما تعرفون ذاته؛ لأنّ الصّفات مرتبة نازلة من الذّات.
_ثالثا. الأنبياء و الائمة والأولياء الكملون الواصلون إلى مقام الذات يستدلون من الذات على الصفات:
🖊 الأولياء الكمّلون الواصلون إلى مقام الذّات الّذين أفنوا كلّ شيء منهم في الذّات الإلهيّة ولم يبقَ منهم شيء، هؤلاء من الذّات يستدلّون على الصّفات، فأنتم أيها الملائكة من الصّفات تستدلّون على الأفعال لذا قال تعالى((إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)) أنا أتكلّم عن #المقام_الأوْلَي، المقام الأرفع، أنا أتكلّم عن #الذّات ماهي الذّات؟ الأعيان الثّابتة الموجودة في الذّات الإلهيّة الّتي تعتبر بلا حدود، تعتبر شؤونا ألوهيّة، شؤونا ربوبيّة، شؤون الحقّ، الأعيان الثّابتة، أعيان كلّ شيء كلّها ثابتة، و واضحة، وموجودة في الحقّ من دون أن يكون هناك تركيب، ومن دون أن تكون هذه الأعيان موجودات في الحقّ بماهياتهم؟ لا ليسوا بماهياتهم، والملائكة لم يصلوا إلى هذا المستوى، لم يصلوا إلى عالم الأعيان الثّابتة للموجودات لذا قال تعالى((إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) هذا هو السّبب .
■صفات الأولياء أوسع من صفات الملائكة لسعة ذاتهم في الذّات الإلهيّة:
🖊لحدّ الآن نحن وصلنا إلى هذا المعنى المأخوذ من قوله تعالى
((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا))(الاسراء:44)، فكلّ الأشياء تسبح في الآية المباركة، وفي آية أخرى الله تبارك وتعالى يقول في سورة أخرى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ))( الحج:18) يقول تعالى ((يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ)) إذن هناك في الآية السابقة يقول تعالى((يُسَبِّحُ)) هنا ((يَسْجُدُ))، فكلّ مخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى هو موجود في الحقّ بعبارة أخرى: هذا المخلوق موجود بالحقّ بلا قيود من دون أيّ حدٍّ مثل البحر بلا تشبيه هذا البحر مليء بالمليارات من القطرات، والذّرات من الماء، فالماء عندما يدخل في البحر يفقد تعيّنه هذه القطرة لها تعيّن، وزن، حجم، طول، عرض كلّ شيء عندما يقع في البحر خلص انتهى لا تستطيع تشير إليها هذه القطرة أين القطرة؟ سؤالي هذه القطرة موجودة في البحر؟ أين موجودة أين؟ ما تستطيع تشير إليها، كلّ الموجودات هكذا، هؤلاء يسمّونهم بالأعيان الثّابتة هذا يريد يطلع من البحر يخرج من البحر يُخلق عندما يُخلق من أين يُخلق؟ من الذّات الرّبوبيّة ينفصل من دون أن تكون الذّات الإلهيّة مركبةً منه هو يطلع منه ينفصل عنه بالوهم بالفكر، إذن مرَّ على الذّات بعد الذّات
.......يتبع
_هذا شيء غريب يعني: الإنسان هو من "روح الله" يعني باطن "الله". يعني: من #صقع_الذّات_الرّبوبية، صقع الذّات الإلهيّة، الألوهيّة ((فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ))، فالخلافة الواقعيّة الحقّة، وتعلّم الحقّ بالعلم #الحضوريّ، والنّفخ من روحه تدلّ على تلك المظهريّة التّامّة والقرب الرّوحانيّ الكامل.
■المستوى الثاني: إن الملائكة نظروا في استدلالهم على الأفعال من الصّفات ولم ينظروا إلى الذات:
🖊 السؤال: الملائكة كيف حكموا على آدم (عليه السلام) قبل أن يقوم أبنائه بالجناية، وسفك الدّماء وكذا أليس هذا من الحكم قبل وقوع الجريمة؟ كيف عرفوا؟ وكيف حكموا؟ ((قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ))، فهذا المسكين ما فعل شيء، فكيف الملائكة حكموا عليه؟
🖊الجواب:
أولا. الانسان في عالم المادة يستدل بالافعال على الصفات:
_ إنّ الأفعال مرآة للأسماء، وللصّفات، أو قل الأفعال مرآة للصّفات نحن بسبب ضيقنا لانعرف صفات النّاس، ولا نعرف صفات الآخرين إلّا من خلال أفعالهم هو صنع كذا، هو قال كذا، هو تكلّم هكذا، هو مشى هكذا كذا، فنقيس الأقيسة، فنقول هو حتمًا مثلا: يعادني؛ لأنّه فعل كذا، فعل كذا، فنستدلّ بالأفعال على الصّفات لماذا؟ لأنّنا مقيّدين بالمادّة.
_ثانيا. الملائكة والاولياء الذين تجاوزوا عالم المادة يستدولون بالصفات على الافعال:
🖊أمّا الملائكة، أو الأولياء، أو الّذين خرجوا من المادّة بالعكس يستدلّون من الصّفات على الأفعال فمثلا يقولون: هذا الشّخص بهذه الصّفة حتمًا يصنع كذا، حتمًا يفعل كذا؛ لأنّهم متصلين مباشرة بالصّفات، فالملائكة عندما نظروا إلى آدم ليس مسألة أنّهم رأوا المستقبل بل إنّهم استدلّوا من صفات آدم؛ لأنّه مخلوق من التّراب، ومن السّفل، ومن الظّلمة، ومن الطّين، ومن الماء، والحرارة، والهواء، فحتمًا يصنع كذا، فهم نظروا إلى الصّفات صحّ؟ و الله تبارك وتعالى ماذا قال لهم؟ الله تعالى قال يا ملائكتي صحّ أنتم تستدلّون بصفاته على أفعاله، ولكن أنتم ما تعرفون ذاته؛ لأنّ الصّفات مرتبة نازلة من الذّات.
_ثالثا. الأنبياء و الائمة والأولياء الكملون الواصلون إلى مقام الذات يستدلون من الذات على الصفات:
🖊 الأولياء الكمّلون الواصلون إلى مقام الذّات الّذين أفنوا كلّ شيء منهم في الذّات الإلهيّة ولم يبقَ منهم شيء، هؤلاء من الذّات يستدلّون على الصّفات، فأنتم أيها الملائكة من الصّفات تستدلّون على الأفعال لذا قال تعالى((إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)) أنا أتكلّم عن #المقام_الأوْلَي، المقام الأرفع، أنا أتكلّم عن #الذّات ماهي الذّات؟ الأعيان الثّابتة الموجودة في الذّات الإلهيّة الّتي تعتبر بلا حدود، تعتبر شؤونا ألوهيّة، شؤونا ربوبيّة، شؤون الحقّ، الأعيان الثّابتة، أعيان كلّ شيء كلّها ثابتة، و واضحة، وموجودة في الحقّ من دون أن يكون هناك تركيب، ومن دون أن تكون هذه الأعيان موجودات في الحقّ بماهياتهم؟ لا ليسوا بماهياتهم، والملائكة لم يصلوا إلى هذا المستوى، لم يصلوا إلى عالم الأعيان الثّابتة للموجودات لذا قال تعالى((إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) هذا هو السّبب .
■صفات الأولياء أوسع من صفات الملائكة لسعة ذاتهم في الذّات الإلهيّة:
🖊لحدّ الآن نحن وصلنا إلى هذا المعنى المأخوذ من قوله تعالى
((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا))(الاسراء:44)، فكلّ الأشياء تسبح في الآية المباركة، وفي آية أخرى الله تبارك وتعالى يقول في سورة أخرى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ))( الحج:18) يقول تعالى ((يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ)) إذن هناك في الآية السابقة يقول تعالى((يُسَبِّحُ)) هنا ((يَسْجُدُ))، فكلّ مخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى هو موجود في الحقّ بعبارة أخرى: هذا المخلوق موجود بالحقّ بلا قيود من دون أيّ حدٍّ مثل البحر بلا تشبيه هذا البحر مليء بالمليارات من القطرات، والذّرات من الماء، فالماء عندما يدخل في البحر يفقد تعيّنه هذه القطرة لها تعيّن، وزن، حجم، طول، عرض كلّ شيء عندما يقع في البحر خلص انتهى لا تستطيع تشير إليها هذه القطرة أين القطرة؟ سؤالي هذه القطرة موجودة في البحر؟ أين موجودة أين؟ ما تستطيع تشير إليها، كلّ الموجودات هكذا، هؤلاء يسمّونهم بالأعيان الثّابتة هذا يريد يطلع من البحر يخرج من البحر يُخلق عندما يُخلق من أين يُخلق؟ من الذّات الرّبوبيّة ينفصل من دون أن تكون الذّات الإلهيّة مركبةً منه هو يطلع منه ينفصل عنه بالوهم بالفكر، إذن مرَّ على الذّات بعد الذّات
.......يتبع