إذا لم تخرق من نفسك العادات، وتمزق منها ثياب الإرادات، لا تدرك مذاق السادات المرتقين منابر السيادات. ولا تظن أن مجرد الذكر والأوراد والعبادات التي صارت من جملة العادات تكفي في المجاهدات والمكابدات. ومن هنا قال بما معناه بعض السادات: إذا صارت العبادة عادة لم تفدك إفادة موجبة للترقي في درج السعادة. وسبب ذلك دخول النفس فيها؛ لأنها صارت من مألوفاتها، حتى إذا تركها صاحبها تطلبها منه ولم ترض إلا بقراءتها عليه. وعلامة حصول ثمرة الأوراد كثرة الواردات؛ فمن لا ورد له لا وارد له، ومن لا واردات له لا ثمرة عنده، ومن لا ثمرة عنده لأوراده لا غذاء فيها لروحه، فهو كمن يتغذى بالسراب يظنه الشراب، فلا يغنيه من ظمأ.

جعل الله في قلب العارف كنز العلم بالله ، فشهد لله بما شهد به الحق لنفسه من أنه لا إله إلا الله ، ونفى هذه المرتبة عن كل ما سواه ، فقال:
{شَهِدَ اللهُ أنَّهُ لا إلهَ إلَّا هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأولُو العلمِ}
فجعلها كنزاً في قلوب العلماء بالله ، ولما كانت كنزاً لذلك لا تدخل في الميزان يوم القيامة، وما يظهر لها عين إلا في الكثيب الأبيض يوم الزَّور.
ويظهر جسمها ، وهو النطق بها لصاحب السجلات، يوضع له  في ميزانه التلفظ بها إذ لم يكن له خير غيرها ، فما يزن ظاهرها شيء ،
فأين أنت من روحها ومعناها؟
فهي كنز مدخر أبداً دنيا وآخرة ، وكل ما ظهر في الأكوان والأعيان من الخير فهو من أحكامها وحقها.
يَقُولُ العارف بالله مُحَمَّدٍ أبو المَواهِبِ الشَّاذِلِيُّ:
الأستاذُ:
مَن وَهَبَ المَواهِبَ، وأرَاحَ مِنْ تَعَبِ المكاسِبْ.
الأستاذُ:
أكمَلُ مِنْ الشِّيخِ في الأحوالِ،وأعلى مِنْهُ بِالمعارفِ وَالأقوالِ
الأستاذُ:
مَن جمعَ دِينَ الأنبياءِ، وَتدبيرَ الأطبَّاءِ، وَسِياسَةَالمُلُوكِ،وافتقرَ لِغِنَاهُ الغَنِيُّ وَالصَّعلُوكُ
الأستاذُ:
لهُ تصريفُ التَّمكِينِ،وإيضاحُ النَّبِيِّينِ
الأستاذُ:
من كَمَّلَ الدوائرَ وانطَوَى في نشرِهِ الأوائِلُ والأواخِرُ
الأستاذُ:
عَالِمٌ مُطلَقٌ،وَسَيِّدٌ سَنَدٌ مُحَقَّقٌ

الأستاذُ:
في الأخلاقِ حَبيبُ الخَلَّاقِ،فلهذا كُلُّ أستاذ شَيخ ولا ينعكس
الأستاذُ:
مَرتَبةٌ رُوحيةٌ خَاصَّةٌ بِالشِّيخِ الكَامِلِ الَّذِي ذَابَ بكُليَّتهِ،ذَاتَاً وصِفَاتاً وَأفعالاً،في النُّورِ الأعظَمِ
وَهُوَ شَيخُ  الطَّريقِ فِي زَمَانِهِ أي رئيسُ الدولةِ الرُّوحيَّةِ،وهو الوَحِيدُ في عصرهِ القَادرُ على استنبَاطِ طُرق  جديدة تُوصِلُ سَالِكيها إلى اللّٰهِ تَعَالى بِمَا يَرَاهُ مناسِبَاً لِزَمَانِهِ.
قَالَ عَبْدُ اللّٰهِ بِنْ الْمُبَارَكِ رَحِمَهُ اللّٰهُ تَعَالَى : 
سَخَاءُ النَّفسِ عَمَّا فِي أيدِي النَّاسِ
أفضَلُ مِنْ سَخَاءِ النَّفسِ بِالبَذلِ

سألوا الشيخ ذا النون المصري رحمه الله تعالى  يوماً :
ماذا تعمل يا ذا النون؟
قال :منذ أربعين سنة وأنا أعمل بواباً...
فقالوا : وأين محل عملك يا ذا النون؟
قال : أقف على باب قلبي ما أدخلت فيه أحداً إلا الله ...

6⃣🌿🌿🌿

▪️كفالة النّبيّ زكريّا (ع) وخدمته للسّيّدة مريم (ع) جعل بينهما سنخيّة سمحت له الاستمداد من باطنها.

✨✨✨✨✨

🖊 قلنا أنّ النّبيّ زكريّا (ع) استمدّ من روحانيّة السّيّدة مريم (ع). وبسبب هذه الرّوحانيّة هو طلب من الله أن يرزقهُ ولدًا، فأعطاه الله النّبيّ يَحْيَىٰ(ع)، أعطاه. لماذا الله تبارك وتعالى استجاب؟ وكيف روحانيّة السّيّدة مريم (ع) أثّرت في النّبيّ زكريّا (ع)؟
- لأنّه خدمها، خدم مريم (ع). الخدمة، بسبب الخدمة، صارت سنخيّة بين الخادم والمخدوم، وهذه المعنويّة، وهذه الرّوحانيّة تسرّبت من السّيّدة مريم (ع) إلى النّبيّ زكريّا (ع) بسبب الخدمة.
➖ ومن هنا #الحافظ_الشيرازي الآن ما كان عندي وقت ابحث عن بعض الأشعار، الّتي خلاصة هذه الأشعار، والأبيات أنّ خدمة أهل المعرفة، خدمة أهل الطّريق، خدمة أحباب الله، خدمة سلّاك الله في الحقيقة كنزٌ، وفي الحقيقة كيمياءٌ:

🔹 دريغ و درد که تا اين زمان ندانستم
که کيمياي سعادت رفيق بود رفيق

➖ تعريب سماحة الشّيخ قاسم الطّهراني حفظه الله تعالى:

🔅 من المزيّف والمخزي أنّي لم أعرف لحد الآن
إنّ إكسير سعادة الحياة هو الرّفيق ثم الرّفيق

🔹 تا ز میخانه و می نام و نشان خواهد بود
سر ما خاک ره پیر مغان خواهد بود

➖ تعريب سماحة الشّيخ قاسم الطّهراني حفظه الله تعالى:

🔅 ما دام هناك اسم وعلامة للخمر ولبيت الخمّار
تكون رؤوسنا على تراب الطّريق الّذي يمرّ عليه شيخ الطّريقة

➖ نبيّنا، #النبي محمّد (ص)، بين أصحابه منْ خدمهُ أكثر؟ أمير المؤمنين، #الأمير (ع). كان عمرهُ أربعة عشر سنة، خدم النّبيّ محمّد (ص)، خدمهُ إلى آخر حياة النّبيّ (ص). هذه الخدمة، بالإضافة إلى أمور أخرى، نحن لا ننكره -الباطن والشّاكلة، شاكلة الأمير (ع) تختلف عن باقي الشّواكل- ولكن خدمهُ، خدمهُ، خدمهُ، هذه المعنويّة، هذه الرّوحانيّة تأتي إليه، تجذب. بالخدمة يصبح الخادم عين المخدوم، فيستفيد من روحانيّتهِ، من باطنهِ.
- ومن هنا نرى #السيد_الحداد (قدّس سرّه) كان خادمًا للقاضي (قدّس سرّه). كان يشتغل بشغلٍ جدًّا عنيف وصعب. في كربلاء الحرارة عادةً خمسين درجة، أو خمسة وخمسين درجة، بجانب النّار يشتغل، ليس بالشّتاء!!! بالصّيف. يشتغل لأنّه كان حدّاد يعني دائمًا، ويتعرّق ويتحمّل من العذاب، ويحصل على مقدار بسيط من الأموال. وكان يأخذ هذه الأموال يأخذ حصّتهُ، ويأخذ لأستاذه #السيد_القاضي (قدّس سرّه). يذهب إلى النّجف، ويذهب إلى بيت السّيّد القاضي (قدّس سرّه) بالظّهر، وحرارة النّجف -هذه قصّة مشهورة عنه- رأى السّيّد غير موجود، جلس خارج الباب في هذا الطّقس الحارّ، ومعهُ قليل أموال بسيطة من كدّ اليد، ليس ب "التلفون"، ليس بالهاتف، ليس بالتّعاملات والمعاملات "بساعة يربح عشرة مليون، يعطي للسّيّد القاضي (قدّس سرّه) مليون مثلًا!!!! لا، ليس هكذا!!! انتظر حتّى يخرج السّيّد، وبسبب شدّة التّعب نام وغفل. فالسّيّد القاضي (قدّس سرّه) جاء ورأى السّيّد الحدّاد (قدّس سرّه) عند الباب جالسًا ونائمًا، ورحّب به، شيءٌ بسيطٌ مثلًا، هذا الّذي أتى به من كربلاء إلى السّيّد القاضي (قدّس سرّه) ممكن ليوم واحد لا يكفيه، شيءٌ رمزيٌّ. ولكن خدمهُ بهذه الخدمة، والباقون يأتون ويذهبون جيّد، يستفيدون، يستفيدون بخلوص وأدب وكذا.. وكذا، ولكن هذا يختلف عن الآخرين.
➖ الأمير (ع)، الّذي في كلّ الحروب، كان يقدّم نفسه بكامل حياته، ويفني حياته للنّبيّ (ص)، هل هو مساوٍ مع ذاك، مع فلان وفلان!!!، لا أبد!!! ،في الأخذ والعطاء يختلفون نهائيًّا. إذن هكذا كان، هذه سلسلة هكذا.

(يتبع) ٦

7⃣🌿🌿🌿

▪️في السّلوك مراحل يجب اجتيازها والله تعالى لا يعطي الصّكّ الأبيض لأحد حتّى لأنبيائه.

✨✨✨✨✨✨✨✨

🖊 وكذلك، سيّدنا الأستاذ #السيد_الطهراني (قدّس سرّه)، كان بطهران، ما كان عندهُ أموال، ما كان عنده شيء من الأموال. السّيّد الحدّاد (قدّس سرّه) يرسل له رسالة من كربلاء، "نحن شيئًا قليلًا عندنا ديون وكذا وكذا". متى يرسل الرّسالة؟ في الوقت الّذي كان ما عنده أموال، ما عنده أموال. الوقت الّذي عنده أموال لا يرسل رسالة. هذا تربية إلهيّة، والسّيّد يجمع من هنا وهنا.

➖ أتذكّر قصّة: #الشيخ_الأنصاري (قدّس سرّه) كان عنده مشاكل في حياته. والسّيّد الطّهراني (قدّس سرّه) أيضًا كان في همدان. جاء أحد يشتري سجادهُ، يعني "فرشهُ". أحدهم جاء وسمع من النّاس الاعتياديّين، سمع الشّيخ يريد أن يبيع فرشه، بدأ يضرب على رأسه هذا الفرش تالف، هذا كذا.. وكذا..، حتّى يشتريه بأنقص شيء، الشّيخ الأنصاري ( قدّس سرّه) لم يبعه بخسارة، حتّى الرجل، حتّى يأتي سمسار يأخذ كذا، السّيّد الطّهراني ( قدّس سرّه) مع الشّيخ الأنصاري ( قدّس سرّه) ذهبوا إلى الصّلاة. بالرّجوع، السّيّد الطّهراني (قدّس سرّه) كان يتفكّر ماذا يصنع؟ بدأ يتفكّر أبيع سجّادي في الغرفة الكذائيّة، أبيع كذا.. وكذا في طهران، اضبط الأموال لأستاذي. بمجرّد أن خطر هذا الخاطر وبدأ يتفكّر.. ويتفكّر بكذا، الشّيخ الأنصاري (قدّس سرّه) قال "توقّف سيد محمد حسين، لا تتفكّر بهذه الأمور"، لا.. لا أبد من دون أن يتكلم بهذا، هو يعرف، يفهم القصّة.

🖊 على كلّ تقدير، الخدمة...، بعض المشايخ، مثلًا #السيد_جمال_الكلبيكاني (قدّس سرّه) هو أيضًا كان من العرفاء، وكان تلميذ #السيد_أحمد_الكربلائي (قدّس سرّه). السّيّد أحمد الكربلائيّ (قدّس سرّه) في أواخر حياته كان مُقعدًا، يعني ما كان يستطيع أن يمشي. وفي النّجف الطّقس كان حارًّا، النّاس يعيشون في السّراديب. (أنا كنت يومًا في أحد سراديب النّجف، في أحد المدارس، ذهبنا ونمنا، لأنّه في الخارج كان الطّقس جدًّا حارّ). كان يحملهُ -السّيّد جمال-، كان يحمل أستاذه وينزل، وينزل الدّرج ليس عشرة، بل عشرين، ثلاثين درجة، حتّى يصل إلى الأسفل (السّرداب)، يبقى حتّى العصر. بالعصر يحملهُ مرّة أخرى إلى فوق. لا يوم.. يومين.. ثلاثة أيّام...كل الأيّام هكذا، كان يخدمهُ. هذا بشوقٍ وَوَلَهٍ.

➖ نرجع إلى النّبيّ زكريّا (ع). كفّلها زكريّا (ع)، كفّلها يعني ماذا؟ يعني ضبّط كلّ أمورها، هو نبيٌّ، يا الله أنا نبيٌّ، ما هذه الأمور؟!!
- أنا أتذكّر قبل كم يوم رأيت صورة، (هذا، أرسلتُه إلى أحد الإخوة)، هذا الشّخص ما هو؟ هذا الشّخص مهندس، مهندس يعني (مختصّ) للتّعرف على ميزان الخسارة الّتي توجّهت إلى هذا البيت. توجد بيوت في السّيل خسرت عشرين بالمئة، ثلاثين بالمئة، أربعين بالمئة، حسنًا. جيّد، هذا الشّخص يريد يأتي ويرى هذه البيوت. هذه البيوت يوجد وحل، يوجد تراب، يوجد ماء، والنّاس يمشون ولكن إلى هنا لا بدّ أن تدخل في الوحل. هو أجلّ من أن يمشي هكذا، جلس على كرسيٍّ خاصٍّ، يجرّهُ أربعة أشخاص، إلى كلّ باب يفتحون له الباب، يدخل، حتّى لا يقع عليه ولا أي قطرة من هذا الوحل، ومن هذا التّراب، يرى هذا البيت، النّاس مساكين يريدون أن يضبطوا بيوتهم، ماذا يصنعون؟ كتب أحد تحته "يا رحمة لفرعون"، هذا الاستكبار، هذا النّوع من الاستكبار الّذي نشاهده في هذا الشّخص، هذا ليس له قيمة، موظّف في منظّمة كذا.. هكذا، يعني لو كان هو رئيسًا للحكومة ماذا يصنع؟ لو كانت مرتبته أعلى ماذا يصنع؟ على كلّ تقدير.
➖ النّبيّ زكريّا (ع) لم يقل "يا الله أنا نبيٌّ اِئتُوا بأشخاصٍ أنا أعظهم، أنا أتكلّم معهم، وأوصلهم إلى الجنّة. لا، كفّل، صار مأمورًا بتضبيط السّيّدة مريم (ع). خدمة، خدم السّيّدة مريم (ع)، عندما خدم السّيّدة مريم (ع) استفاد من روحانيّة السّيّدة مريم (ع). بشكلٍ غير مباشرٍ، بشكلٍ غير شعوريٍّ، من دون تضبيط الأمور من قبل، تنسيق الأمور من قبل. (يعني السّيّدة مريم (ع) تقول له تعال ضبّط أموري، حتّى إن شاء الله اضبط لك بعض الأمور!!! لا يوجد هكذا شيء).
➖ #الأمير (ع) عندما كان يدخل في المهالك للحفاظ على النّبيّ (ص)، وللدّفاع عن النّبيّ (ص)، ما كان النّبيّ (ص) يقول يا علي! اذهب هذه اللّيلة بدل عنّي هنا أنا اضبط لك شيء وكذا، لا يوجد هذا، يا رسول الله يوجد فيه موت؟ نعم ممكن فيه موت، أيّ شيء ممكن، الله تبارك وتعالى، لا يصدر، لا يعطي الصّكّ الأبيض، حتّى مع أنبيائه، حتّى يتجاوز هذه المراحل، تكون روحهُ بيدهِ، على كفّهِ، بسرعة، أشاروا، هو يقدّم نفسهُ، لا أنّه ينتظر، وإذا أنا آتي، إذا أصنع هذا ماذا تعطيني؟!!


(يتبع) ٧

المحاضرة ٧٩
محاضرة ١٩ شعبان ١٤٤٠
لسماحة الشّيخ قاسم الطّهراني حفظه الله تعالى

🌿المحاضرة التّاسعة والسّبعون🌿
🌿محاضرة ١٩ شعبان ١٤٤٠🌿

▪️العنوان الرّئيسيّ:

 ▫️إثبات مظهريّة النّبيّ يَحْيَىٰ (ع) للاسم الحيّ في طول مظهريّة النّبيّ عيسى (ع) له.

▪️نقاط البحث:

▫️نبوّة ‏النّبيّ هارون (ع) في طول نبوّة النّبيّ موسى (ع) ومُكمّلةٌ ‏لرسالتهِ ولنبوّته.

▫️تأثُّر النّبيّ زكريّا (ع) من باطن السّيّدة مريم (ع) وعينها الثّابتة بوصفها أمًّا للنّبيّ عيسى (ع) واتّصالها بروح القدس.

▫️الاستدلال على وجود مسانخة بين النّبيّ يَحْيَىٰ (ع) وبين النّبيّ عيسى (ع).

▫️أوجه المشابهة بين النّبيّين عيسى ويحيى عليهما السّلام في مظهريّتهما لكلٍّ من الاسم السّلام والاسم الحيّ .

▫️كفالة النّبيّ زكريّا (ع) وخدمته للسّيّدة مريم (ع) جعل بينهما سنخيّة سمحت له الاستمداد من باطنها.

▫️في السّلوك مراحل يجب اجتيازها والله تعالى لا يعطي الصّكّ الأبيض لأحد حتّى لأنبيائه.

▫️إجابة دعاء النّبيّ زكريّا عليه السّلام جاءت بعد خدمته الكثيرة للسّيّدة مريم عليها السّلام.

https://t.me/joinchat/UYI5naxwcZ4zDwcj

ٱحذَرْ أَيُّهَا ٱلسَّالِكُ أَنْ تَجمَعَ ٱلنِيَّةَ فِي مُجَاهَدَةِ ٱلنَّفسِ وَتَزكِيَتِهَا وَتَركِ مَألُوفَاتِهَا سَبِيلاً لِصُدُورِ خَوَارِقِ ٱلعَادَاتِ عَلَىٰ يَدَيكَ فَتَقِفَ عِندَهَا وَيَنقَطِعَ سَيرُكَ وَتَتَدَنَّىٰ أحوَالُكَ وَتَصِيرَ مُستَدرَجاً بِهَا وَيَدخُلَ عَلَيكَ ٱلغُرُورُ وَٱلرِّيَاءُ فَإيَّاكَ أَنْ تَقِفَ وَتَلتَفِتَ عِندَمَا يَلُوحُ لَكَ مِنَ ٱلبَارِقَاتِ وَٱلإشرَاقَاتِ فَإِنَّهَا كُلُّهَا قَوَاطِعٌ تَقطَعُكَ عَنْ مَطلُوبِكَ لِأَنَّ وُقُوفَ هِمَّةِ ٱلسَّالِكِ عِندَ كَونٍ مِنَ ٱلأكوَانِ هُوَ ٱنقِطَاعُهُ عَنِ ٱلسَّيرِ وَٱلتَّرَقِي فَحَقَائِقُ ٱلأَشيَاءِ وَمَعَانِيهَا إِنَّمَا هِيَ فِتنَةٌ فَلَا يَنبَغِي للسَّالِكِ أَنْ يَقِفَ عِندَهَا بَلْ أَنْ يَتَفَكَّرَ مِنْ خِلَالِهَا فِي عَظَمَةِ تَجَلِّي ٱلخَالِقِ فِيهَا وَلْيَشكُرِ ٱللَّـهَ تَعَالَىٰ عَلَىٰ أَنَّهَا جَرَتْ عَلَىٰ يَدَيهِ مِنْ غَيرِ حَولٍ وَلَا قُوَّةٍ مِنهُ وَلْيَعتَقِدْ أَنَّهَا ٱمتِحَانٌ لَهُ فَمَنْ ظَلَّتْ هِمَّتُهُ إِلَىٰ مَقصُودِهِ نَجَا مِنهَا وَمَنِ ٱلتَفَتَ إِلَيهَا ٱفتَتَنَ بِهَا وَضَاعَ حَظُّهُ مِنَ ٱلسَّيرِ وَٱلسُّلوكِ فَمَنْ كُوشِفَ بِشَيءٍ مِنْ هَذِهِ ٱلأَشيَاءِ وَهُوَ فِي بِدَايَةِ ٱلسُّلُوكِ كَانَ مُتَعَرِّضاً لِلعَطَبِ وَٱلقَطِيعَةِ إِلَّا أَنْ تَدَارَكَهُ ٱلألطَافُ ٱلإلَهِيَّةُ مِنَ ذَلِكَ ٱلٱبتِلَاءِ وَقَدْ لَا يَحصُلُ لِبَعضِ ٱلسَّالِكِينَ مِثلَ تِلكَ ٱلخَوَارِقِ وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِصِدقِ تَوَجُّهِهِ إِلَىٰ ٱللَّـهِ تَعَالَىٰ وٱعلَمْ أَنَّ أعظَمَ مَا يَكُونُ لِلسَّالِكِ فِي سُلُوكِهِ أَنْ تَتَبَدَّلَ أوصَافُهُ ٱلذَّمِيمَةُ بِأوصَافِ مَولَاهُ ٱلحَمِيدَةِ ٱلَّتِي تُنجِيهِ مِنَ ٱلمَهَالِكِ لِأَنَّ ٱلمَقصُودَ مِنْ هَذَا ٱلسُّلُوكِ هُوَ ٱلوُصُولُ إِلَىٰ مَلِكِ ٱلمُلُوكِ وَٱلوُصُولُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِرَفعِ ٱلحُجُبِ وَٱلحُجُبُ فِي ٱلحَقِيقَةِ هِيَ عَدَمُ ٱلمُنَاسَبَةِ بَينَ ٱلطَّالِبِ وَٱلمَطلُوبِ فَتَبدِيلُ ٱلصِّفَاتِ تُقَرِّبُ ٱلمُنَاسَبَةَ فَٱجتَهِدْ فِي تَبدِيلِ ٱلأوصَافِ وٱلأخلَاقِ فَٱلجَمَالُ ٱلمُطلَقُ لَا يُشَاهَدُ إِلَّا بِتَحقِيقِ ٱلمُنَاسَبَةِ فَبَدِّلِ ٱلشِّبَعَ بِٱلجُوعِ وَٱلنَّومَ بِٱلسَّهَرِ وَٱلكَلَامَ بِٱلصَّمتِ وَٱلعِزِّ وٱلتَّكَبُّرَ بِٱلذُّلِ وَٱلٱفتِقَارِ لِكَيْ تَقتَرِبَ مِنْ ٱلصِّفَاتِ ٱلمَلَكِيَّةِ فَأضدَادُهَا مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلحَيَوَانِيَّةِ هِيَ ٱلحَاجِبَةُ لِلعَبدِ وَٱلمَرتَبَةُ ٱلإِنسَانِيَّة مُتَوَسِّطَةٌ بَينَهُمَا فَكُنْ مُتَوَسِّطاً فِي طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ وَنَومِكَ لِكَيْ تَصِلَ إِلَىٰ ٱلمَرتَبَةِ ٱلإِنسَانِيَّةِ فَكُلَّمَا تَقَابَلَتْ مِرآةُ عُبُودِيَّتِكَ بِمرآةِ رُبُوبِيَّتِهِ تَعَالَىٰ كُلَّمَا كَسَاكَ مِنْ صِفَاتِهَا وَأَوصَافِهَا فَأكمَلُ ٱلكَمَالِ كَونُ ٱلعَبدِ فِي أَعلَىٰ مَرَاتِبِ ٱلعُبُودِيَّةِ فَحَافِظْ عَلَىٰ مَقَامِكَ فِي مَرتَبَةِ ٱلنَّفسِ ٱلمُلهَمَةِ وَٱبقَ مُرَاقِباً لَهَا لِكَيْ لَا تَأخُذَكَ بَعِيداً عَنِ ٱلحَقِّ تَعَالَىٰ وَٱبقَ مُجَاهِداً لَهَا لِتَرتَقِيَ عَنْ ذَلِكَ ٱلمَقَامِ وَيَتَوَاصَلَ سَيرُكَ إِلَىٰ مُبتَغَاكَ  .

قال القطب الشعراني رضي الله عنه
من فوائد النسبة العامة أن المنتسب يكون كالحلقة في السلسلة لا يتحرك في أمر إلا تحركت السلسلة كلها معه إلى مولانا رسول الله ﷺ ، بخلاف غير المنتسب فإنه يتحرك وحده ويسكن وحده "

🅰 كان العارف بالله السيد كمال الموسوي الشيرازي قدس سره يقول: إن الظلمات والعتمة التي يورثها العرفان النظري والعلمي ليس أقل من الظلمات التي تورثها العلوم الظاهرية الأخرى.
https://t.me/Mo3arab
🅱 يقول العارف آية الله الشيخ قاسم الطهراني أعزنا الله بعزه: والسبب في ذلك حالة الإشباع الكاذبة التي تحصل لدى العارف بالعرفان النظري حيث يخلط بين المفهوم والمصداق ويتوهم أن فهم مسألة عرفانية يساوي الوصول إليه عمليا.
https://t.me/Mo3arab

حُكِي عَنِ  العارف بالله السِّري السقطي رَحِمَهُ اللهُ تعالى أَنَّهُ قرئ بَيْنَ يَدَيهِ :
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا } [الإسراء: 45]
فَقَالَ السِّريُّ لأَصْحَابهِ : أتدرُون مَا هَذَا الحِجَابُ؟ هَذَا حِجَابُ الغِيرَةِ وَلَا أحَدَ أغيَرَ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعنَى قَوْلَهُ هَذَا حِجَابُ الغِيرةِ، يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يجعل الكَافِرِينَ أهلَاً لمَعرِفَةِ صِدْقِ الدِّيْنِ.
من أجمل ما قيل في التقوى
التَّقوى شُهُودُ الحَقِّ بنعتِ التَفرُّدِ ، فلا يُشابُ تقرُّبَكَ بملاحظةِ أحدٍ ، ولاتأخذ عِوضَاً على عَمَلٍ من بَشْرٍ.
أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
قَولُهُ تَعَالَى: {وَأنْ لَيْسَ لِلِإنسَانِ إلَّا مَاسَعَى} أي: لَيسَت الصُّورَةُ الإنسَانِيَّةُ إلَّا مَا سَعَت مِن الأعمَالِ الزَّكِيَّةِ عَنْ الرِّيَاءِ وَالسُّمعَةِ يَؤُولُ ثَوَابُهَا إلَيهَا مِن دَرَجَاتِ الجِنَانِ. أمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِفَضلِ اللّٰهِ وَجُودِهِ مِنْ مُشَاهَدَتِهِ وَقُربَتَهِ فَهُوَ الرُّوحُ الرُّوحَانِي الَّذِي فِي تِلْكَ الصُّورَةِ ، وَأنَّهَا إذَا استَوفَتْ بِمَقَامِ دَرَجَاتِ الجِنَانِ التَّي جَزَاءُ أعمَالِهَا أيضَاً تَمَتَّعَت  بِمَا يَجِدُ رُوحُهُ مِن فَضْلِ اللّٰهِ مِن كَشفِ مُشَاهَدَتِهِ وَدَوَامِ وِصَالِهِ، وَأيضَاً: أي لَيسَ لِلإِنسَانِ إلَّا مَايَلِيقُ بِالإنسَانِ مِنْ الأعمَالِ. وَأمَّا الفَضلُ وَالمُشَاهَدَةِ وَالقُربَةِ للّٰهِ يُؤتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ، فَإذَا وَصَلَ إلَى مُشَاهَدَةِ اللّٰهِ وَتَمَتَّعَ بِهَا فَلِيسَ لَهُ ذَلِكَ،إنَّمَا ذَلِكَ لِلّٰهِ وَإن كَانَ هُوَ مُتَمَتِّعَاً بِهَا. وأيضَاً :لَيسَ كُلُّ عَمَلٍ لِلإِنسَانِ ، إِنَّمَا بَعضُهَا لِلّٰهِ مِثْلُ الصَّومِ ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّومُ لِي وَأنَا أجزِي بِهِ فَذَلِكَ لِلّٰهِ ، لَا لِلإِنسَانِ، وَثَوَابُهُ فَضلُ اللّٰهِ ، وَذَلِكَ رُؤيَتُهُ ، وَهِيَ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ ، وَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَبقَى قَدْرُ سِعَايَاتِ أهلِ الكَونِ وَتَصدِيقُ ذَلِكَ قَولُهُ: {وَأنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرَى} أي: سَوفَ يَعرِفُ أنَّ سَعيِهِ فِي جَلَالِ عِزَّتِهِ، وَمَا اختَارَ لَهُ فِي الأزَلِ مِن كَشفِ جَمَالِهِ لَيْسَ بِشْيٍء، لِأنَّ الحَادِثَ لَا وَزنَ لَهُ عِنْدَ القَدِيمِ سُبحَانَهُ، ثُمَّ زَادَ فَضلَهُ بِأنْ يُؤتِيْهِ فَوقَ مَا كَانَ فِي سَعيِهِ:{ثُمَّ يُجزَاهُ الجَزَاءَ الأوفَى}فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ هِذِهِ العِلَلِ وَعَنْ الأعمَالِ وَالثَّوَابِ وَالدَّرجَاتِ يَتَبَاهَى الكُلُّ عِنْدَ بُرُوزِ أنوَارِ وُجُودِهِ وَجَلَالِهِ بِقَولِهِ:{إنَّ إلَى رَبِّكَ المُنْتَهَى} ثُمَّ وَصَفَ نَفْسَهَ بَأنَّهُ أضحَكَ وَأبكَى بِطُلُوعِ صُبْحِ جَمَالِهِ العَاشِقِيْنَ، وَأبكَى بِظُهُورِ شَمْسِ ذَاتِهِ العَارِفِيْنَ ، يَبْكُونَ عَلَيهِ مِنْهُ بِفُقدَانِ الكُلِّ، لأنَّهُمْ يَعرِفُونَهَ بِامتِنَاعِهِ عَنْ إدرَاكِهِم وَعَنْ تَقصِيرِهِمْ أيضَاً فِيْ طَلَبِ مَعرِفَتِهِم بِرَبِّهِم وَ قِلَّةِ مَعرِفَتِهِم بِوُجُودِ رَبِّهِم ، وَذَلِكَ عِندَ كَشْفِ المُعَايَنَةِ
أضحَكَ المَستَأنِسِينَ بِنَرجِسِ مَوَدَّتِهِ وَيَاسَمِينَ قُربَتِهِ وَطِيبِ جَمَالِهِ، وَأبكَى المُشتَاقِينَ بِظُهُورِ عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ.

من أقوال العارف بالله الشيخ صالح الجعفري رضى الله عنه.
اعلم أيها المريد وفقنا الله وإياك أن كمالات النفس لا تتناهى وعيوبها لا تنحصر وغاية التربية السلوكية في الطريق الى الله هى إخراج المريد من نفسه الأمارة الظلمانيه والوصول بها إلى النفس الراضيه المرضيه وبين هذه وتلك مراحل ومخاطر لا ينجو المريد من فتنتها إلا إذا ألزم نفسه متابعة شيخه العارف الذى يأمره بالتخلي عن كل خلق دنى والتحلي بكل خلق سنى..

أبيات الشيخ قاسم الطهراني(دامت توفيقاته)بحق رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله)؛
السلام عليك يا رسول الله
هر كس به كوى حضرت احمد رسيده است
قطعا حجاب صورت ومعنى دريده است
آن ذره اى كه مهر محمد بر او فتاد
بى شك خداى را به خداوند ديده است
هر كس بسوى رحمت حق گشته رهسپار
حتما نداى حمد محمد شنيده است
هر كس كه گشت مست جمال محمدى
دامان خود زهر دو جهان دركشيده است
روز الست هر كه بشد مست عشق او
از خير وشر هر دو جهان او رهيده است
آنكس رسد به حضرت جانان كه پشت او
در خدمت محمد وآلش خميده است

الترجمة؛

الترجمة؛
كل من وصل الى ديار النبي أحمد(صلى الله عليه وآله)
بالتأكيد قد خرق حجاب الصورة والمعنى معا.
الذرة التي طلعت عليها شمس النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
بالتاكيد رأت الله تبارك وتعالى بواسطة الله تعالى((لأن النبي مظهر الحق بالفتح والمظهر بالفتح متحد مع المظهر بالضم))
كل من سار نحو رحمة الله تعالى
بالتاكيد استمع نداء حمد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) فالتف حول لواء حمده.
كل من سكر من جمال النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
قد طهر ثيابه من قيود الدنيا والآخرة.
كل من سكر يوم ألست بربكم من خمرة غرامه
قد جاوز من خير الدنيا والاخرة ومن شرهما.
ووصال الحق تعالى لن يتم الا لمن اصبح ظهره كحرف الدال منكسرا جراء خدمته وخدمة آله عليهم السلام.

١٧ ربيع الاول ١٤٤٤ المشهد الرضوي على ثاويه آلاف التحية والثناء

ظهر الإله عَلَىٰ الخلائق دائماً
ما بيـن تشبيهٍ وتنزيهٍ مثير

كم بيـن من قد شُكَّ في إسلامه
وبيـن من قيل هو الحي القدير

في الذات ممسوس عليٌّ في الأزل
أي: كان مصحوباً مع الحق الخبير

فاق العُلى في المجد والعزّ الـ
عليّ في كل إقليم هو نعم الأمير

ولقد تجلى الحقُّ فيه بكامل الـ
أسماء والأوصاف والشأن الكبير

ليس الأقلَّ من الجبال ولا من الشـ
ـجر الَّذِي نادى: أنا الحقُّ البصيرُ

هو نقطة البا للوجود ولو أذن
لأبانَ أسراراً معبّأة بالضمير

هو برزخ بيـن الإله وخلقه
فإلى الصعود إِلَىٰ النزول هو المشير

هو مظهر للروح، أي: روح القدس
فإليه كل الخلق كدحاً سَيَصِير

صار الوليُ قُبيل خِلقة آدمَ
ومرافقٌ مع كل أصناف البشير

كل الوجودِ رهيـنُ جودِ جنابِهِ
وتَصَدَّقَ الخاتمْ ركوعَ عَلَىٰ الفقير

نادَ الحبيبَ بصوتِ حيدر مرةً
فوق العروش وفوق ذي القوس الأخير

أنت الجنان ولا نريد سواك يا
من يُقسم الأرزاق والعَيْشَ القرير