الطريق إلى ألله
445 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
4⃣🌿🌿🌿

▪️ الآيات القرآنيّة المتحدّثة عن "الفناء" هي بيانٌ عن "اللّقاء".



🖊 هنا لا بدّ من بيان عدّة أمور، تقدّم سابقًا أنّ لقاء الله عبارة أخرى عن الفناء في الله، وقلنا أنّ الألوهيّة مرتبةٌ نازلةٌ من الأحديّة، وقلنا أنّ الفناء في الألوهيّة عادةً يستلزم الفناء في الأحديّة. ومن هنا كلّ الواصلين إلى #مقام_الخلوص ، الّذي هو مقام الفناء، الله تبارك وتعالى يعبّر عنهم بالعباد، "عبدي" مثل:
- نبيّنا #النبي محمّد (ص):
(وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩) سورة الجنّ.
- #النبي_عيسى (ع)
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- هو فنى في الاسم الله، وحيث أنّه فنى في الاسم الله رغم أنّه وصل إلى المخلَصين، بالنّسبة إلى الأنبياء لو كان من المخلَصين، والمراد من المخلَص لا المخلِص هو الفاني في الحقّ تبارك وتعالى. فلماذا الله لا يعبّر عنه ب"عبد الأحد"؟  يعبّر عنه ب"عبد الله"؟ لأنّ كلّ شخص أصبح عبدًا لله، فهو داخل في #عالم_الأمر وداخل في #مقام_الأحدية ، لأنّ الله مرتبة نازلة في الحقيقة من الأحديّة على ما تقدّم سابقًا.
- وحينئذٍ نقول الآيات الدّالّة على الفناء مثل:
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (٢٧)) سورة  الرّحمٰن
- أو آية:
( ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ(٨٨)) سورة القصص.
- أو آية
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )(١١١) سورة طه.
- كلّ هذه الآيات وهي في مقام الفناء، في الحقيقة بيان اللّقاء، لأنّ لقاء الله...، قلنا أنّ لقاء الله عبارة أخرى عن الدّنوّ والرّؤية والمسانخة، ولقيهُ يعني واجههُ، ومن هنا تسليم الوجه لله عبارة أخرى عن اللّقاء، وليس شيئًا زائدًا عنه.



▪️التّعبير ب"الفناء" في الآيات المباركة صادرٌ عن مقام المحو الإلهيّ والتّعبير ب"اللّقاء" صادر عن مقام الصّحو الإلهيّ.



والسّؤال الأساسيّ: أنّه لماذا هناك عبّر عن هذا المعنى بالفناء؟ وهنا عبّر عنه باللّقاء؟ إذا كان #الفناء و #اللقاء شيئًا واحدًا فلماذا هناك عبّر عن هذا الشّيء الواحد بالفناء
( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ)،
- وهنا عبّر عنه باللّقاء، ما هو السّبب والسّرّ الحقيقيّ وراء هذا المعنى؟ السّرّ واضح!!
- لأنّ الله تبارك وتعالى له محوٌ وله صحوٌ، في حالة #المحو : الله تبارك وتعالى لا ينظر إلّّا إلى ذاته ولا ينظر إلى صفاته وباقي كمالاته.
- وعندما المحو يتحقّق فيه الكبرياء والعظمة، لأنّه فقط يرى نفسه.

نحن أيضًا، "الموجود"، أحيانًا نلتفت إلى وجودنا نرفض كلّ شيء، ونرفض كلّ شيء وما عندنا مزاج أن نرى أحد، ولا نتكلّم مع أحد، ولا نسمع أيّ شيء، فقد نلتفت إلى ذاتنا، هنا مقام الأحديّة، وهنا مقام المحو. وفي مقام المحو، أنا لا ألتفت إلى أيّ شيء، لأنّ كلّ شيء هو معدومٌ أمامي. إذن تلك الآيات صدرت عن مقام المحو الإلهيّ، من مقام المحو، ومن مقام الكبرياء و العظمة:
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ(٨٨)ۚ) .
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(٢٧)).
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ )
- هذا #مقام_المحو .
وأخرى الله تبارك وتعالى، الحقّ، #الأحد ، له #مقام_الصحو ، يلتفت إلى كمالاته، يلتفت إلى  شؤونه، شؤونه رغم أنّه "هو-هو" ولكن باعتبار هو غيره، شؤون الحقّ تبارك وتعالى غير ذاته، حسب...، لا حسب الواقع، حسب التّوجه، ينظر إلى شؤونه وكمالاته، وإذا التفت إلى شؤونه وكمالاته،، ما رابطة هذه #الشؤون معه؟ رابطة #اللقاء ، يكون رابط الصّلة بينهما، هذا الموجود الّذي أنظر إليه على أنّي معه، لأنّ #مقام_البقاء هو #مقام_المعية ، مقتضى #المعية أن يقول:
(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦)  سورة الانشقاق.
أمّا #مقام_الكبرياء والعظمة {لا موجود إلّا الله}، { لا موجود إلّا هو}، {لا هو إلّا هو}، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}.
إذن الفارق، السّبب في الاختلاف في التّعبير بين تلك الآيات، وبين هذه الآيات مصدر هذا التّوجه، مصدر تلك الآيات مقام الكبرياء والعظمة والمحو والفناء والقبض ما شئت فسمِّ، وهذا مصدره مصدر البقاء، مصدر الصّحو، مصدر المعيّة الذّاتية مع كلّ شيء، ومن هنا يكون اللقاء يتكلّمون عنه باللّقاء. وهناك عدّة أمور أخرى إن شاء الله ندرسه حول اللّقاء.


🌿والحمد لله ربّ العالمين🌿
                       
                                         ٤
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
5⃣🌿🌿🌿

▪️النبي آدم (ع) مظهر لكل الأسماء بما فيها المعيّة الذاتيّة.



٣- ▪️ الخطوة الثالثة:

🖊 في الحقّ تبارك وتعالى، تقدّم في الحقّ تبارك وتعالى، في #الذات_الإلهية ، الذات الأحدية، مقامان، لا نقول مقامان بمعنى التركيب، لا نقول أن هناك حيثيتان، لا!!. الله تبارك وتعالى له #المحو وله #الصحو ، العارف يفنى ثم يبقى. يفنى في الحقّ، عندما يفنى في الحقّ يعني ماذا؟ يعني تخلع عنه كل تعيناته، كل مميزاته، كل حدوده ورسومه، هذا مقام المحو، #مقام_الفناء . ثم بعد هذا، هذا المقام، المرتبة النازلة منه #التنزيه، الله منزه عن هذا.. الله منزه عن هذا...، منزه، منزه، ….. هذا هو مقام #الفناء، في عالم الأحدية يصير محو، في المراتب النازلة يصير تنزيه.
يوجد شيء آخر #البقاء، #عالم_الصحو ، ما معنى عالم الصحو؟ نستجير بالله نُشبّه؛ مرّةً أنا أنظر إلى نفسي من دون أيّ إضافة، من دون أيّ شيء، من دون أيّ كمال، أنظر فقط إلى نفسي، بالفكر أو بالمراقبة أو بالشهود، فأرى نفسي، أرى نفسي فارغةً عن كل شيء، هذا مقام المحو، في هذه الحالة حتى أنتَ تنسى نفسك!! لأنك إذا تشعر بنفسك هذا نوع من التعين. تفقد نفسك، تفقد نفسك يعني شعورك بنفسك ينتهي.
وأخرى أنظر إلى نفسي، كأنه فيها كل الكمالات،و #الصفات والحقائق، ولكن كلها قائمة بي ليست من الخارج، هذا #مقام_الصحو ، هذا مقام #المعية_الذاتية ، ذاتي مع كل الموجودات، ولا يوجد خارج عني، لا يوجد عالم خارج عني، #مقام_البقاء يعني مقام المعيّة الذاتيّة، ومن مقام المعيّة الذاتيّة والصحو المرتبة النازلة منهُ #التشبيه، التشبيه "هو-هو"؟!!  لا. "هو معكم أين ما كنتم":
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ(٤) ) سورة الحديد
هو مع كل شيء، هذه هي المعيّة الذاتيّة، المعيّة الذاتية تقدّم في المباحث السابقة بالتفصيل، المعيّة الذاتيّة للحقّ تبارك وتعالى، لا تنكشف، لم تنكشف إلّا لنبينا #مقام_الصلوح، في مقام الصلوح #النبي_محمد (ص) في هذه الدنيا، هذا المقام وصل إليه بنحو الحال، لا بنحو الملكة، في الآخرة يكون بنحو الملكة والمقام، كل هذه المباحث تقدمت بالتفصيل.

الآن نريد أن نستخدمه هنا؛ مَظهرية النبي آدم (ع) للأحدية، مَظهرية لأي شيء؟ مَظهر للمحو؟ أو مَظهر للصحو؟ أو كليهما؟؟ لكن في هذا المقام المحو لا يمنع عن الصحو، والصحو لا يمنع عن المحو، والجامع بينهما الله تبارك هو المسيطر والجامع، هذه الأمور نحن ننتزع من الحقّ تبارك وتعالى الصحو والمحو وهذه الأمور وإلّا لا يوجد حيثيات مختلفة في الحقّ وإلّا يلزم التركيب المستحيل، حسناً.
معيّة الحقّ هذا أيضاً درسناه سابقاً بالتفصيل، معيّة الحقّ مع الموجودات أعظم أسمائه تعالى، لأن هذه المرتبة الحقّ تبارك وتعالى مع كل شيء، النبي (ص) هو أيضاً يكون مع كل شيء، في الدنيا... #النبي_إبراهيم (ع) تقدّم أنه في الدنيا لم يكنْ لم يصل إلى هذا المستوى.
(وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(١٢٢)) سورة النحل
- أو #النبي_يوسف (ع)
(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)) سورة يوسف
- يعني لم يكنْ من الصالحين، الصلوح هنا يختلف عن الصلوح بالعمل #الصلوح_الذاتي ، الصلوح فوق #عالم_الخلوص هذا أيضاً بحثناه سابقاً .
النتيجة آدم (ع) هو مَظهر لكل الأسماء منها #المعية_الذاتية ، صح المعيّة الذاتية ليست إسماً، ولكن يوجد في الأسماء، في مرتبة الخلق، شيءٌ يرجع هذا الشيء، هذا الاسم، ما شئت فسمِّ، هذا الاسم يرجع إلى المعيّة الذاتيّة في عالم الأحدية، يعني أصله هذا. آدم مَظهرٌ، مظهر لهذا.




(يتبع)                         ٥