الطريق إلى ألله
426 subscribers
2.89K photos
705 videos
2.96K files
2.45K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
4⃣🌿🌿🌿

▪️فقط النّبيّ (ص) وصل إلى مقام الصّلوح أي المعيّة الذّاتيّة الإلهيّة على نحوٍ إجماليٍّ في الدّنيا وتفصيليٍّ في الآخرة.



🖊 ومن هنا يأتي دور عالم آخر باسم #عالم_الصلوح . في "عالم الصّلوح" هذه العين الثّابتة الّتي فنتْ في الحقّ تبارك وتعالى، وتخلّت عن حدودها وماهيّاتها، هذه العين الثّابتة لو اتّسعت بسعة الله، بسعة الحقّ بالنّحو الأتمّ، هذا الموجود في الحقيقة أصبح مظهرًا مِن مظاهر عالم الصّلوح. ولكنّ هذه الحالة لا تتأتّى لكلِّ أصحاب #الفناء . فأصحاب الفناء في الله تبارك وتعالى كثيرون، مِن الأنبياء والأولياء. وفي كلّ هؤلاء، وبين كلِّ هؤلاء حسب ما نجدهُ في القرآن والرّوايات فقط نبيّنا (ص) هو الواصل إلى مقام الصّلوح في هذه الدّنيا إجمالًا، وفي الآخرة تفصيلًا. لأنّ مقام الصّلوح عبارةٌ عن المعيّة الذاتيّة للحقّ مع كلِّ الأعيان الموجودة في عالم الأحديّة. معيّة مع كلِّ هذه الأشياء بالتّفصيل هذا خاصٌّ بالله.
كلُّ أحدٍ يدْخل في #عالم_الأحدية ، "صح" أنّه صار عارفًا واصلًا، ولكن لهُ حدودٌ!! "حدودٌ" لا!! انخلط للحدود، لهُ شاكلة خاصّة:
( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ (٨٤)) سورة الإسراء.
- هذا تصريحٌ قرآنيٌّ بهذا المعنى، ولكن بعض #الشواكل هي مستعدّةٌ وقابلةٌ لكي تكون مظهرًا ل #المعية_الذاتية الإلهيّة، الله تبارك وتعالى:
( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ(٤)) سورة الحديد.
- هذه المعيّة ليست معيّةً جسميّةً، أو مثاليّةً أو ملكوتيّةً، أو جبروتيّةً فقط، هذه المعيّة معيّةٌ ذاتيّةٌ، الله مع كلّ شيءٍ بذاتهِ، يعني في ذاتِ كلِّ شيء، ليس خارجاً عن الذّات، عن ذات الأشياء.
- (داخلٌ في الأشياء لا بالممازجة، وخارجٌ عنها لا بالمضادّة ) كلام #الأمير (ع)،
- إذن له معيّةٌ ذاتيّةٌ مع كلِّ شيء، هذه المعيّة الذّاتيّة خاصّةٌ بنبيّنا إجمالًا في هذه الدّنيا، وبه تفصيلًا في #عالم_الآخرة .



▪️ إشارة ذيل الآية المباركة "قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" إلى عالم الأحديّة لأنّ الغيوب عبارةٌ أخرى عن الخزائن.



نحن نشاهد في، نقرأ في سورة المائدة، في أواخر سورة المائدة عن #النبي_عيسى (ع) الآية:
( يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) (١٠٩) سورة المائدة.
- اليوم الّذي، #يوم_القيامة الله تبارك وتعالى يجمع، يجمع كلَّ الناس، كلَّ الموجودات، ولكن عند حفلة خاصّة بأنبيائه ورُسُلِهِ "فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ" عندما أنتم أبلغتم رسالاتي؟ أصحابكم، أتباعكم ماذا كان موقفهم؟ مواقفهم أمامكم؟ هذا السّؤال.
- الجواب: "قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ". بالحقيقة هؤلاء ماذا قالوا؟ ماذا قصدوا؟ كيف كان موقفهم، "صح" نحنُ شاهدنا عنهم أشياء، ولكن حقيقة هذه الأشياء نحن لا علم لنا، هنا يشيرون إلى عالم الأحديّة، "عَلَّامُ الْغُيُوبِ" #الغيوب عبارةٌ أخرى عن #الخزائن ، الغيوب عبارةٌ أخرى عن الخزائن، بدليل كما تقدّم من #العلامة_الطباطبائي (قدّس سرّه) أنّه أثبت:
( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ(٥٩)) سورة الأنعام.
- تعلّق العلم ب #عالم_الغيب ، ب "مَفَاتِحُ الْغَيْبِ" تعلّق ب "هو" يعني بالذّات. يعني هذه #الشؤون الموجودة المتحقّقة في عالم الأمر، الغيب.."مَفَاتِحُ الْغَيْبِ" درسنا هذا سابقًا. هنا الغيب كلُّ الغيب، جنس الغيب، فيشمل الغيوب، لأنّ "مَفَاتِحُ الْغَيْبِ" العلّامة الطّباطبائي (قدّس سرّه) أثبت أنّهُ نفس الخزائن، الخزائن عبارةٌ أخرى عن الغيوب، لأنّ كلَّ خزينةٍ لها خزينةٌ خلفها، كلُّ الأشياء هي خزائن، حتّى يصل إلى خزينة الخزائن الّتي هي في عالم الأحديّة.
الآن هنا:
( قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) "عَلَّامُ الْغُيُوبِ" يُشير إلى عالم الأحديّة، لماذا الأنبياء تكلّموا بهذا الكلام في عالم القيامة؟ لأنّ هؤلاء، هنا لا يقول الله تبارك وتعالى، لا يقول أنّهُ اخترنا بعض الرُّسُلَ (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ) كلُّ الرُّسُلِ يجمعهم، الواصلون إلى الأحديّة مثل النّبيِّ عيسى (ع)، عندما الله تبارك وتعالى يسأله نفس السّؤال يقول:
( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦)) سورة المائدة.
- أنا لا أعرف ماذا يجري في نفسك؟ "فِي نَفْسِكَ"يعني ماذا؟ يعني في عالم الأحديّة، أنا ما عندي المعيّة، ما عندي المعيّة الذاتيّة مع كلِّ الموجودات، حتّى أفهم.
- إذن "أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" أنت تعرف!! لأنّ عندك المعيّة الذاتيّة مع كلِّ شيء. فبسبب المعيّة الذاتيّة أنت تعرف كلُّ استعدادات الموجودات والأعيان المتحقّقة في عالم الأمر، هذا النّبيّ عيسى (ع) يقول.

(يتبع) ٤