الطريق إلى ألله
391 subscribers
2.74K photos
657 videos
2.88K files
2.27K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from ام تقي
🌿🌿🌿3⃣

■في قصّة الملائكة الله تبارك وتعالى كان يريد يخلق آدم. الملائكة قالوا: لماذا تخلق آدم؟ هذا الآدم يصنع كذا، يفعل كذا، يفسد في الأرض، فالله تبارك وتعالى عرض على الملائكة أسمائه، ولم يستطيعوا أن يجيبوا، فأجاب آدم (عليه السّلام) فقال تعالى((فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ))
🖊إذن السّماوات والأرض لها "غيب". السّماوات، والأرض لها جانب #غيبي غير ما نراه، أو في سورة هود قال تعالى ((وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ))(هود:123) يعني يوجد للسّماوات، والأرض ظاهرٌ نشاهده، ولهما غيبٌ وكما قال ((بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ)) في الآية السابقة هنا يقول ((لِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ)) فقوله ((لله)) إذ استعمل كلمة ((الله)) دون غيرها من اسماء، فما قال للرّب بل استعمل الاسم الجامع وقال ((لله)) يعني يريد ((هو)) في الحقيقة.
مفاد ذيل الآية((وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ "وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُ")) مثل مفاد ذيل الآية((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ "وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ")) بقرينة كلمة #"ٱلْأَمْر":
وكلمة أخرى، أوجملة أخرى وهي قوله تعالى ((وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ)) تذكّروا هذه الآية ((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) هنا أيضًا الله تبارك وتعالى يقول ((وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُ)) "ٱلْأَمْر" المقصود ليس الأمر التّشريعيّ بل المقصود عالم الأمر قال تعالى ((لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ))(الأعراف:54)
إذ يوجد عالم #الخلق، ويوجد عالم الأمر، إذن هذه كلمة "ٱلْأَمْر"((وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُ))"ٱلْأَمْر" يشيرإلى عالم الأمر، وليس إلى عالم الخلق، فإذن هذه المسألة إنّ "الغيب" هنا المقصود منه الواجهة الّتي تلي الحقّ ليس الواجهة الّتي تلي الخلق بقرينة كلمة "ٱلْأَمْر" أيضًا يعني مفادها مثل مفاد ((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)).
عالم الأمر هو العالم الإلهيّ الذّاتيّ:
وعالم الامر يوجد عالم الخلق ولكن عالم الأمر عالم مختلف وقد اختلف فيه. نحن قلنا توجد مصطلحات مختلفة مثلًا: ما دون الله هو عالم الخلق يعني كلّ الأسماء عالم الخلق، يقولون كلّ #الأسماء الإلهيّة إلّا الأسماء الذّاتيّة_ الأسماء الذّاتيّة_ عالم الجبروت، باقي الأسماء لعالم الخلق بشكلٍ عامّ، والبعض يقولون بشكلٍ عامّ الأسماء كلّها عالم الخلق، وعالم الأمر العالم الإلهيّ الذّاتيّ، ولكن بعض الأسماء ذاتيّة للحقّ تبارك وتعالى العلم، القدرة، الحياة هذه الثّلاثة ذاتيّة في الحقّ.
🖊 المسألة تختلف باختلاف النظر فإذا نظرنا للذات الأحدية تكون هي عالم الأمر وإذا تم النظر إلى الاسماء الذاتية الثلاث باعتبارها تابعة للأحدية أو قريبة من الأحدية، فتلحق بعالم الأمر إلا أن التحقيق ماتم ذكره في محاضرات الأحدية إذ اثبتت إن الأحدية هو عالم الأمر.
اشارة "لله" و "لَهُۥ" في الآيات المباركات إلى "هو" يعني الذّات #الأحديّة: في قوله تعالى((وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُ))( النحل:77) إذن السّماوات والأرض لها جانبٌ #غيبي، وجانبٌ #ظاهريّ، الجانب الظّاهريّ الشّيء الّذي نحن نشاهده السّماوات، والأرض.
الله يقول هذه السّماوات والأرض الآن الّذي تشاهدونه له غيب وهذا الغيب لي.
قال تعالى((قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ ۖ لَهُۥ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ))( الكهف:26)، فمرّة يقول "لله" ومرّة يقول "لَهُۥ"،"لَهُۥ" يعني الضمير الهاء وفي الحالتين يشير إلى "هو" يعني الذّات الإلهيّة(الأحدية)، فالله الاسم الجامع لكلّ الصّفات الإلهيّة.
الآيات الأخرى التي ذكر فيه الغيب قال تعالى((إِنَّ ٱللَّهَ عَٰلِمُ غَيْبِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ))( فاطر:38).
وقال تعالى((إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))(الحجرات:18).
وقال تعالى((وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ))( النمل:75).
إذن المعنى المتحصل: إنّه يوجد في السّماء والأرض غائبة شيءٌ يغيب عنّا حتّى في الأرض الّتي نشاهدها توجد أشياء غائبة عنّا ((وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)) هذا "الغيب" يكون في "الكتاب المبين" هذا بعد ندرس "الكتاب المبين" ماذا؟
................... يتبع