الطريق إلى ألله
445 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
📌🔖#المنشور٩٥٦

📚📚حقيقة الظاهر والباطن وإطلاقاتهما..

💠~~~~~~💠~~~~~~💠

📚📚السائل.


في إحدى محاضرات الأحدية ارجعتم الإسم الظاهر والباطن إلى الأحدية لكن في شرح المشكلات الجيلي يرجع الإسم الظاهر والباطن إلى الواحدية لا إلى الأحدية فما رأي جنابكم؟


📚📚سماحة الشيخ قاسم حفظه الله تعالى..

🖋للظاهر والباطن إطلاقات ومنها الإطلاق بلحاظ الأحدية والإطلاق بلحاظ الواحدية، وقد صرح القرآن بأنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن فنسبهما إلى هو أي الأحدية، ومعنى نسبة الباطن إلى الأحدية مقام المحو والعز ومعنى نسبة الظاهر إلى الأحدية مقام الصحو وقد وضحنا ذلك تفصيلا في محاضرات الأحدية. والعارف الجيلي (قدس سره) عندما ينسب الظاهر والباطن إلى الواحدية بقصد منه الإطلاق الثاني لا الأول
والظاهر والباطن المنسوبان إلى الأحدية خارجان عن الأسمية وحدودها لأن الأحدية لاتقبل الأسماء بحدودها إذن هما من الشؤون الأحدية والمراد من الظهور هناك إتساع وامتداد نطاق الأحدية والمراد من الباطن عدم التفات الذات الى كمالاته.

#الظاهر #الباطن
#الإطلاقات #الأحدية
#الواحدية #الأول
#الآخر #الحدود
#الأسماء #الشؤون
#الظهور #الإتساع
#الذات #الكملات
#مقام_الصحو
#مقام_المحو
#مقام_العز
#العارف_الجيلي

📚📚والحمد لله رب العالمين.

💠~~~~~~💠~~~~~💠
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3️⃣🌿🌿🌿

▪️ الواحديّة تاليةٌ تِلو الأحديّة وتشتمل على الكثرة الأسمائيّة.



🖊 إذن؛ العوالم الماديّة، المثاليّة، الملكوتيّة، كلّها مضمحلّةٌ في اسم "الواحد". إذن الواحد يشبه الاسم "الأحد". لماذا "يشبه"؟ ليس هو؟ لأنّ فيه كثرةٌ، كثرتان، لأنّه على كلّ تقدير، في مرتبةٍ نازلةٍ من الأحديّة، الواحد بعد الأحد، إذن افتُرِض فيه إضافةً إلى الأحدية، شيءٌ زائدٌ، أيّ شيء تقولون، على كلّ تقدير، مرتبةٌ نازلة.
- بهذا الاعتبار، صارت الواحديّة تاليةً تِلوَ الأحديّة، فهي تشتمل على الكثرة الأسمائيّة "الواحد"، بخلاف ‏الأحديّة، ولكن في نفس الوقت لا تطلب موجودًا، ولا شيئًا آخر في تحقّقها. ‏فالموضوع لهذه الأسماء يرتفع ويفنى في نفس السّالك. هذا واحديّة.
فكما قلنا للواحديّة اعتباران:
- الاعتبار الأوّل: يعني كلّ ما دون الأحديّة.
- الاعتبار الثّاني: اعتبار خاصّ. يعني واحد يكون ‏عبد الواحد، عبد الواحد يعني مظهرًا للواحد، (عبد الأحد، لا) مظهرًا للواحد. هذا أيضًا ‏مقامٌ رفيعٌ، قريبٌ إلى الأحديّة، وإلى الله. حسنًا.



▪️اقتضاء الكثرة الأسمائيّة في الرّبوبيّة.



🖊 ‏أمّا الرّبوبيّة: #الربوبية دائمًا بحاجة إلى ربّ ومربوب. فيه جانب الكثرة. فليست الرّبوبيّة مثل الأحديّة ولا الواحديّة. لأنّك في مقام التّصوّر، تحتاج إلى افتراض مربوبٍ.
- إذن الرّبوبيّة تقتضي تحقّق العالم، لو لم يكن هناك عالمٌ، لم يكن هناك مجالٌ للرّبوبيّة. لو لم يكن هناك عالمٌ، لم يكن هناك مجالٌ للرّبوبيّة. إذن الرّبوبيّة متمحّضةٌ في الكثرة الأسمائيّة.



▪️الألوهيّة في تجلّيها هي الخلق لكنّ الكثرة لا تمنعها عن الوحدة.



🖊 أمّا الألوهيّة: الله. #الألوهية صح!! بحاجةٍ إلى مألوه. الألوهية بحاجةٍ إلى مألوه، يعني اثنين. ولكن في خصوص الألوهيّة، الألوهيّة أي اسم الجلالة، اسم الجلالة يحتوي على معنًى؛ وهو أنّ الوحدة لا تمنعهُ عن الكثرة، والكثرة لا تمنعهُ عن الوحدة. يعني ماذا؟ يعني كلّ العوالم مألوهةٌ بالقياس إلى الألوهيّة. ‏صحّ، هذا الكلام متين. معناه أنّه، تجلّي الألوهيّة، أنّ في تجلّي الألوهيّة ‏ليس إلّا الحقّ، وصورته ‏الخلق. والصّورة ليست شيئًا مقابل الحقيقة، ‏صورتهُ. ليس مقابِلَهُ. وما يقال أنّ "الخلق هو الحقّ مع القيود"، يقصد به عالم الألوهيّة، لا عالم الأحديّة. هذا الّذي يتكلمون عنه في كثير من المباحث العرفانيّة، والمباحث الفلسفيّة، يقصد به هذا المعنى. لأنّ الألوهيّة رغم أنّها بحاجةٍ إلى مألوه، ‏إلّا أنّ المألوه مألوهٌ، ‏ليس إلّا صورةً للإله. صورةٌ للإله، يعني (هو، هو)، بالاعتبار.
- إذن، بهذا المعنى، ‏يشبه قريبًا للأحديّة ‏في #عالم_البقاء . لا في #عالم_الفناء . يعني ‏الأحديّة في عالم الصحو، في #مقام_الصحو . يعني ‏الحقّ محيطٌ من جميع شؤونهِ في نفس أنّه ليس إلّا "هو"، و #الشؤون ليست إلّا " #هو "، لأنّ الشّؤون ‏فانيةٌ في الأحد، ‏وليس لها وجودٌ استقلاليٌّ، لأنّ الشّؤون قد خلعت ‏ماهيّاتها، وخلعت حدودها، ورسومها. ‏نفس الشّيء قولوا في الله تبارك وتعالى.
- ‏ولكن مع التفات إلى أنّ الله -اسم الجلالة- في نفس وحدتهِ ‏يكشف إجمالًا عن المألوه. والمألوه ليس إلّا الإله. ولكن في تقسيم العالم؛ بعالم الأمر، وعالم الخلق. عالم الخلق شيءٌ مقابل عالم الأمر، له وجودٌ، هذا الوجود ظلّيٌّ، بعد البحث والمشاهدة ‏والمكاشفة، نلتفت إلى أنّ الموجودات ‏ليست إلّا "هو"، هذا شيءٌ آخر. ولكن في البداية الخلق يختلف عن الحقّ.
- إذن "الله" بحاجة إلى مألوه، ولكن قصّة اسم ‏الجلالة، يختلف عن باقي الأسماء، مثل القادر والمتكلّم... الخ، هذه الأمور ندرسها حتّى نصل إلى الاسم الحيّ، نحن نريد نصل إلى الاسم الحيّ.. حسنًا!!

كما قلنا أنّ الخلق...، ما يقال أنّ "الخلق هو الحقّ بلا قيود" إشارةٌ إلى التّجلّي الألوهيّ. ‏أمّا الرّبوبيّة فقد تقدّم أنّ الرّبوبيّة بحاجةٍ إلى مربوب، ‏والمربوب ليس ظلًّا، موجودٌ. ومن هنا، #النبي_موسى (ع) عندما طلب من الله "ربِّ أرني"، (رَبِّ أَرِنِي)، رَبِّ، رَبِّ، الله تبارك وتعالى يقول "لَن تَرَانِي". أنت تطلبني باسم الرّبّ، و اسم الرّبّ لا يستطيع يوصلك ‌‏إلى الأحديّة. وبين الرّبّ وبين الأحديّة ‏بونٌ شاسع، على قول النُّحات.

(يتبع) ٣
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
4⃣🌿🌿🌿

▪️ الآيات القرآنيّة المتحدّثة عن "الفناء" هي بيانٌ عن "اللّقاء".



🖊 هنا لا بدّ من بيان عدّة أمور، تقدّم سابقًا أنّ لقاء الله عبارة أخرى عن الفناء في الله، وقلنا أنّ الألوهيّة مرتبةٌ نازلةٌ من الأحديّة، وقلنا أنّ الفناء في الألوهيّة عادةً يستلزم الفناء في الأحديّة. ومن هنا كلّ الواصلين إلى #مقام_الخلوص ، الّذي هو مقام الفناء، الله تبارك وتعالى يعبّر عنهم بالعباد، "عبدي" مثل:
- نبيّنا #النبي محمّد (ص):
(وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (١٩) سورة الجنّ.
- #النبي_عيسى (ع)
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- هو فنى في الاسم الله، وحيث أنّه فنى في الاسم الله رغم أنّه وصل إلى المخلَصين، بالنّسبة إلى الأنبياء لو كان من المخلَصين، والمراد من المخلَص لا المخلِص هو الفاني في الحقّ تبارك وتعالى. فلماذا الله لا يعبّر عنه ب"عبد الأحد"؟  يعبّر عنه ب"عبد الله"؟ لأنّ كلّ شخص أصبح عبدًا لله، فهو داخل في #عالم_الأمر وداخل في #مقام_الأحدية ، لأنّ الله مرتبة نازلة في الحقيقة من الأحديّة على ما تقدّم سابقًا.
- وحينئذٍ نقول الآيات الدّالّة على الفناء مثل:
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (٢٧)) سورة  الرّحمٰن
- أو آية:
( ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ(٨٨)) سورة القصص.
- أو آية
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )(١١١) سورة طه.
- كلّ هذه الآيات وهي في مقام الفناء، في الحقيقة بيان اللّقاء، لأنّ لقاء الله...، قلنا أنّ لقاء الله عبارة أخرى عن الدّنوّ والرّؤية والمسانخة، ولقيهُ يعني واجههُ، ومن هنا تسليم الوجه لله عبارة أخرى عن اللّقاء، وليس شيئًا زائدًا عنه.



▪️التّعبير ب"الفناء" في الآيات المباركة صادرٌ عن مقام المحو الإلهيّ والتّعبير ب"اللّقاء" صادر عن مقام الصّحو الإلهيّ.



والسّؤال الأساسيّ: أنّه لماذا هناك عبّر عن هذا المعنى بالفناء؟ وهنا عبّر عنه باللّقاء؟ إذا كان #الفناء و #اللقاء شيئًا واحدًا فلماذا هناك عبّر عن هذا الشّيء الواحد بالفناء
( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ)،
- وهنا عبّر عنه باللّقاء، ما هو السّبب والسّرّ الحقيقيّ وراء هذا المعنى؟ السّرّ واضح!!
- لأنّ الله تبارك وتعالى له محوٌ وله صحوٌ، في حالة #المحو : الله تبارك وتعالى لا ينظر إلّّا إلى ذاته ولا ينظر إلى صفاته وباقي كمالاته.
- وعندما المحو يتحقّق فيه الكبرياء والعظمة، لأنّه فقط يرى نفسه.

نحن أيضًا، "الموجود"، أحيانًا نلتفت إلى وجودنا نرفض كلّ شيء، ونرفض كلّ شيء وما عندنا مزاج أن نرى أحد، ولا نتكلّم مع أحد، ولا نسمع أيّ شيء، فقد نلتفت إلى ذاتنا، هنا مقام الأحديّة، وهنا مقام المحو. وفي مقام المحو، أنا لا ألتفت إلى أيّ شيء، لأنّ كلّ شيء هو معدومٌ أمامي. إذن تلك الآيات صدرت عن مقام المحو الإلهيّ، من مقام المحو، ومن مقام الكبرياء و العظمة:
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ(٨٨)ۚ) .
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(٢٧)).
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ )
- هذا #مقام_المحو .
وأخرى الله تبارك وتعالى، الحقّ، #الأحد ، له #مقام_الصحو ، يلتفت إلى كمالاته، يلتفت إلى  شؤونه، شؤونه رغم أنّه "هو-هو" ولكن باعتبار هو غيره، شؤون الحقّ تبارك وتعالى غير ذاته، حسب...، لا حسب الواقع، حسب التّوجه، ينظر إلى شؤونه وكمالاته، وإذا التفت إلى شؤونه وكمالاته،، ما رابطة هذه #الشؤون معه؟ رابطة #اللقاء ، يكون رابط الصّلة بينهما، هذا الموجود الّذي أنظر إليه على أنّي معه، لأنّ #مقام_البقاء هو #مقام_المعية ، مقتضى #المعية أن يقول:
(يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦)  سورة الانشقاق.
أمّا #مقام_الكبرياء والعظمة {لا موجود إلّا الله}، { لا موجود إلّا هو}، {لا هو إلّا هو}، {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}.
إذن الفارق، السّبب في الاختلاف في التّعبير بين تلك الآيات، وبين هذه الآيات مصدر هذا التّوجه، مصدر تلك الآيات مقام الكبرياء والعظمة والمحو والفناء والقبض ما شئت فسمِّ، وهذا مصدره مصدر البقاء، مصدر الصّحو، مصدر المعيّة الذّاتية مع كلّ شيء، ومن هنا يكون اللقاء يتكلّمون عنه باللّقاء. وهناك عدّة أمور أخرى إن شاء الله ندرسه حول اللّقاء.


🌿والحمد لله ربّ العالمين🌿
                       
                                         ٤
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
 1⃣🌿🌿🌿

#المحاضرة_٩١

🖊 محاضرة ١٤ شهر رمضان ١٤٤٠هـ
🖊 لسماحة الشّيخ قاسم الطّهراني (أدام الله فيضه)

أعوذُ باللهِ من الشّيطان الرّجيم
بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّيّبين الطّاهرين.

▪️ العنوان الرّئيسيّ:

"تسليم الوجه" مساوق للقاء الله وبيان أسباب "وجوب" الاعتقاد بلقاء الله تعالى و"استحسان" تسليم الوجه له تعالى استنادًا على النّصّ القرآنيّ.





▪️ لقاء الله تعالى يشمل كلّ التّجلّيات الإلهيّة سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.



🖊 كان الكلام في #لقاء_الله وقلنا لا بدّ من الالتفات إلى عدّة نقاط:
- الأوّل: لماذا أحيانًا الله تبارك وتعالى يعبّر عن حالة #الفناء في الله بلقاء الله، وأخرى بالفناء، والهلاك. فقلنا أنّ الله تعالى عندما يعبّر عن تلك الحالة، يعني عن التّجلّيات الذّاتيّة للحقّ تبارك وتعالى، عندما يعبّر عنها بالفناء، هذا ناشئٌ من #مقام_المحو ، وعندما يعبّر عن ذلك باللّقاء هذا ناشئٌ من #مقام_الصحو .
- كلام أحد الحضور : الشّيخ الجواد يقول الفناء ليس بمعنى الاندكاك، بمعنى عدم الرّؤية.
- كلام الأستاذ: نعم. على كلّ تقدير، لماذا هنا يعبّر بالهلاك؛
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ (٨٨)) سورة القصص.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(٢٧)) سورة الرّحمن.
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )(١١١)) سورة طه.
- وأخرى يعبّر عن نفس الشّيء باللّقاء بعد أن اتّضح بالمباحث السّابقة أنّ لقاء الله هو نفس الفناء، وهو نفس الهلاك، وهو نفس خضوع الوجوه "لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ". هذا درسناه في المجلس السّابق.

هنا ندرس مسألة أخرى، وهي؛ هناك تعبيرٌ في القرآن عن الفناء ب #تسليم_الوجه، تسليم الوجه لله، وصار هذا -تسليم الوجه لله- من خصائص بعض الأنبياء عليهم السّلام، وحرّض عليه القرآن لبعض المؤمنين، وفي نطاقٍ خاصّ، يعني يمدح بعض المؤمنين لأنّهم يبتغون... لأنّهم بعملهم هذا يسلّمون في الحقيقة وجههم:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)) سورة النّساء.
- كلام أحد الحضور: هل الجبروت يعني؟
- جواب الأستاذ: الآن نأتي، لله لا!!! وجه الله هو الجبروت، وجهه لله، يسلّم وجهه لله يعني الفناء، الآن هذا ندرسه.
هنا بالمقارنة بين آيات اللّقاء، وبين آيات تسليم الوجه لله تبيّن لنا:
- أنّ اللقاء، لقاء الله تعالى، يشمل كلّ التجلّيات الإلهيّة، سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مراتب نازلة من التّجلّيات الصّفاتيّة؛ وهي مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.
#عالم_القيامة أيضًا تجلٍّ لله، ولكن لبعض مراتب الله، ليس التّجلّي هناك تجليًّا ذاتيًّا، وإنّما تجلٍّ دون عالم الصّفات، لأنّ عالم الصّفات عالم الجبروت، تجلٍّ ملكوتيٌّ. لأنّ عالم القيامة عالم التّجرّد عن الصّورة بالكامل، التّجرّد المحض، التّجرّد المحض للرّوح وللنّفس. على كلّ تقدير، آيات اللّقاء تشمل كلّ التّجلّيات.



▪️وجود دلالة التزاميّة على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله تعالى في الآيات المتحدّثة عن اللّقاء وذمّ من ينكرونه.



وأمّا آيات تسليم الوجه لله هو خصوص الفناء في الله تعالى، لماذا تقولون هذا الكلام؟ لأنّ هناك آياتٌ كثيرةٌ تذمّ المنكرين للقاء الله، وتذمّ الّذين لا يرجون لقاءه، وهذه الآيات تصفهم بأنّهم من الظّالمين، وأنّهم كذا...وكذا. وأنّهم لا يؤمنون بالله.
ولكن بالنّسبة إلى تسليم الوجه لله، لم نجد آية تذمّ الذّين لم يسلّموا وجههم لله. وبالنّسبة إلى تسليم الوجه لله، الآيات لا تأمر بالتّسليم لوجه الله، بل تحضّ وترغّب وتحرّض.
إذن الآيات الّتي تدلّ...، الآيات الواردة بشأن لقاء الله، تلك الآيات في الحقيقة لها دلالة التزاميّة؛ بأنّه يجب عليكم التّوجه إلى لقاء الله أو فقل الاعتقاد بلقاء الله، وعدم إنكار لقاء الله، هناك أمرٌ. لأنّ الله تبارك وتعالى يذمّ الّذين ينكرون لقاءه، يذمّهم. إذن يذمّهم بشدّة يكون اللّسان لسان المعاقبة، قرأنا هذه الآيات سابقًا، مجموع هذه الآيات يوضّح بالالتزام، تدلّ بالالتزام على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله، وقلنا أنّ لقاء الله عنوان عامّ يشمل كلّ التّجلّيات.

(يتبع)            ١
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
4⃣🌿🌿🌿

▪️اعتبار ذيل الآية المباركة "أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد" بمثابة العلة لتحقق صدر الآية "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ".



🖊 وشيء أهم من هذا، الله تبارك وتعالى يذكر  هذه الآية ثم يعقّبهُ
(أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣) سورة فصلت.
- هذه الآية المتأخرة بمنزلة العلّة ل
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ  ۗأَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣) سورة فصلت.
- هذه علّة فلنتكشف العلّة. هنا "سَنُرِيهِمْ" عن طريق دلالة المعلول على العلّة، الله تبارك وتعالى يبدأ ببيان المطالب:
- ولكن هنا "أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ"يأتي من فوق إلى التحت (الأسفل)، هذا ويقال برهان الصِّدِّيقِينَ مثلاً، يوجد تقريرات مختلفة في بيان برهان الصِّدِّيقِينَ، الفلاسفة يقولون، نحن ما يخصنا الآن المصطلحات.



▪️شهود الحق تعالى للأشياء عبارة عن مقام المعية الذاتية حيث جميع الموجودات شؤون ذاتية للحق جلّ وعلا.



درسنا سابقاً في الآية المباركة:
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ (١٨)) سورة آل عمران
- أن شهود الحقّ يختلف عن شهودنا. شهود الحقّ تبارك وتعالى للأشياء، عبارة عن معيّته مع الأشياء. ومعيّة الحقّ تبارك وتعالى مع الأشياء معية ذاتية. صح هناك معيّة علمية، الله محيط بكل شيء، الله عليم بكل شيء، الله كذا.... وكذا، كلّ هذه الإحاطات والسيطرات والمعيّات في طول #المعية_الذاتية ، والمعيّة الذاتية موطنها #عالم_البقاء بالله.
- فالأشياء فانية في الله، بعد، باقية بالله،  #مقام_الصحو ، باقية بالله، يعني الله مع كل الأشياء. "هو داخل في الأشياء لا بالممازجة وخارج عنها لا بالمضادة".
- ينتقل الله تبارك وتعالى إلى مقام المعيّة الذاتية "شَهِدَ اللهُ"، الله شهيد، الذات شهيد، في مقام الذات، لا توجد إثنينية، فمعيّة الحقّ يكون مع الحقّ، وهذه الموجودات هناك، شؤون ذاتية للحقّ تبارك وتعالى، كل الموجودات. وعلى أساس أن الحقّ تبارك وتعالى هو نفسه مع نفسه، فهذه الأشياء التي نراها هي موجودة هناك لا بهوياتها، لا بحدودها، لا برسومها، حتى لا يأتي التركيب بهذه الكلمات التافهة التي يتكلمون عنها... لا الاتّحاد، لا الحلول، لا توجد هذه الأمور.

(يتبع)                       ٤
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
5⃣🌿🌿🌿

▪️النبي آدم (ع) مظهر لكل الأسماء بما فيها المعيّة الذاتيّة.



٣- ▪️ الخطوة الثالثة:

🖊 في الحقّ تبارك وتعالى، تقدّم في الحقّ تبارك وتعالى، في #الذات_الإلهية ، الذات الأحدية، مقامان، لا نقول مقامان بمعنى التركيب، لا نقول أن هناك حيثيتان، لا!!. الله تبارك وتعالى له #المحو وله #الصحو ، العارف يفنى ثم يبقى. يفنى في الحقّ، عندما يفنى في الحقّ يعني ماذا؟ يعني تخلع عنه كل تعيناته، كل مميزاته، كل حدوده ورسومه، هذا مقام المحو، #مقام_الفناء . ثم بعد هذا، هذا المقام، المرتبة النازلة منه #التنزيه، الله منزه عن هذا.. الله منزه عن هذا...، منزه، منزه، ….. هذا هو مقام #الفناء، في عالم الأحدية يصير محو، في المراتب النازلة يصير تنزيه.
يوجد شيء آخر #البقاء، #عالم_الصحو ، ما معنى عالم الصحو؟ نستجير بالله نُشبّه؛ مرّةً أنا أنظر إلى نفسي من دون أيّ إضافة، من دون أيّ شيء، من دون أيّ كمال، أنظر فقط إلى نفسي، بالفكر أو بالمراقبة أو بالشهود، فأرى نفسي، أرى نفسي فارغةً عن كل شيء، هذا مقام المحو، في هذه الحالة حتى أنتَ تنسى نفسك!! لأنك إذا تشعر بنفسك هذا نوع من التعين. تفقد نفسك، تفقد نفسك يعني شعورك بنفسك ينتهي.
وأخرى أنظر إلى نفسي، كأنه فيها كل الكمالات،و #الصفات والحقائق، ولكن كلها قائمة بي ليست من الخارج، هذا #مقام_الصحو ، هذا مقام #المعية_الذاتية ، ذاتي مع كل الموجودات، ولا يوجد خارج عني، لا يوجد عالم خارج عني، #مقام_البقاء يعني مقام المعيّة الذاتيّة، ومن مقام المعيّة الذاتيّة والصحو المرتبة النازلة منهُ #التشبيه، التشبيه "هو-هو"؟!!  لا. "هو معكم أين ما كنتم":
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ(٤) ) سورة الحديد
هو مع كل شيء، هذه هي المعيّة الذاتيّة، المعيّة الذاتية تقدّم في المباحث السابقة بالتفصيل، المعيّة الذاتيّة للحقّ تبارك وتعالى، لا تنكشف، لم تنكشف إلّا لنبينا #مقام_الصلوح، في مقام الصلوح #النبي_محمد (ص) في هذه الدنيا، هذا المقام وصل إليه بنحو الحال، لا بنحو الملكة، في الآخرة يكون بنحو الملكة والمقام، كل هذه المباحث تقدمت بالتفصيل.

الآن نريد أن نستخدمه هنا؛ مَظهرية النبي آدم (ع) للأحدية، مَظهرية لأي شيء؟ مَظهر للمحو؟ أو مَظهر للصحو؟ أو كليهما؟؟ لكن في هذا المقام المحو لا يمنع عن الصحو، والصحو لا يمنع عن المحو، والجامع بينهما الله تبارك هو المسيطر والجامع، هذه الأمور نحن ننتزع من الحقّ تبارك وتعالى الصحو والمحو وهذه الأمور وإلّا لا يوجد حيثيات مختلفة في الحقّ وإلّا يلزم التركيب المستحيل، حسناً.
معيّة الحقّ هذا أيضاً درسناه سابقاً بالتفصيل، معيّة الحقّ مع الموجودات أعظم أسمائه تعالى، لأن هذه المرتبة الحقّ تبارك وتعالى مع كل شيء، النبي (ص) هو أيضاً يكون مع كل شيء، في الدنيا... #النبي_إبراهيم (ع) تقدّم أنه في الدنيا لم يكنْ لم يصل إلى هذا المستوى.
(وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(١٢٢)) سورة النحل
- أو #النبي_يوسف (ع)
(تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)) سورة يوسف
- يعني لم يكنْ من الصالحين، الصلوح هنا يختلف عن الصلوح بالعمل #الصلوح_الذاتي ، الصلوح فوق #عالم_الخلوص هذا أيضاً بحثناه سابقاً .
النتيجة آدم (ع) هو مَظهر لكل الأسماء منها #المعية_الذاتية ، صح المعيّة الذاتية ليست إسماً، ولكن يوجد في الأسماء، في مرتبة الخلق، شيءٌ يرجع هذا الشيء، هذا الاسم، ما شئت فسمِّ، هذا الاسم يرجع إلى المعيّة الذاتيّة في عالم الأحدية، يعني أصله هذا. آدم مَظهرٌ، مظهر لهذا.




(يتبع)                         ٥
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3️⃣🌿🌿🌿

▪️ الواحديّة تاليةٌ تِلو الأحديّة وتشتمل على الكثرة الأسمائيّة.



🖊 إذن؛ العوالم الماديّة، المثاليّة، الملكوتيّة، كلّها مضمحلّةٌ في اسم "الواحد". إذن الواحد يشبه الاسم "الأحد". لماذا "يشبه"؟ ليس هو؟ لأنّ فيه كثرةٌ، كثرتان، لأنّه على كلّ تقدير، في مرتبةٍ نازلةٍ من الأحديّة، الواحد بعد الأحد، إذن افتُرِض فيه إضافةً إلى الأحدية، شيءٌ زائدٌ، أيّ شيء تقولون، على كلّ تقدير، مرتبةٌ نازلة.
- بهذا الاعتبار، صارت الواحديّة تاليةً تِلوَ الأحديّة، فهي تشتمل على الكثرة الأسمائيّة "الواحد"، بخلاف ‏الأحديّة، ولكن في نفس الوقت لا تطلب موجودًا، ولا شيئًا آخر في تحقّقها. ‏فالموضوع لهذه الأسماء يرتفع ويفنى في نفس السّالك. هذا واحديّة.
فكما قلنا للواحديّة اعتباران:
- الاعتبار الأوّل: يعني كلّ ما دون الأحديّة.
- الاعتبار الثّاني: اعتبار خاصّ. يعني واحد يكون ‏عبد الواحد، عبد الواحد يعني مظهرًا للواحد، (عبد الأحد، لا) مظهرًا للواحد. هذا أيضًا ‏مقامٌ رفيعٌ، قريبٌ إلى الأحديّة، وإلى الله. حسنًا.



▪️اقتضاء الكثرة الأسمائيّة في الرّبوبيّة.



🖊 ‏أمّا الرّبوبيّة: #الربوبية دائمًا بحاجة إلى ربّ ومربوب. فيه جانب الكثرة. فليست الرّبوبيّة مثل الأحديّة ولا الواحديّة. لأنّك في مقام التّصوّر، تحتاج إلى افتراض مربوبٍ.
- إذن الرّبوبيّة تقتضي تحقّق العالم، لو لم يكن هناك عالمٌ، لم يكن هناك مجالٌ للرّبوبيّة. لو لم يكن هناك عالمٌ، لم يكن هناك مجالٌ للرّبوبيّة. إذن الرّبوبيّة متمحّضةٌ في الكثرة الأسمائيّة.



▪️الألوهيّة في تجلّيها هي الخلق لكنّ الكثرة لا تمنعها عن الوحدة.



🖊 أمّا الألوهيّة: الله. #الألوهية صح!! بحاجةٍ إلى مألوه. الألوهية بحاجةٍ إلى مألوه، يعني اثنين. ولكن في خصوص الألوهيّة، الألوهيّة أي اسم الجلالة، اسم الجلالة يحتوي على معنًى؛ وهو أنّ الوحدة لا تمنعهُ عن الكثرة، والكثرة لا تمنعهُ عن الوحدة. يعني ماذا؟ يعني كلّ العوالم مألوهةٌ بالقياس إلى الألوهيّة. ‏صحّ، هذا الكلام متين. معناه أنّه، تجلّي الألوهيّة، أنّ في تجلّي الألوهيّة ‏ليس إلّا الحقّ، وصورته ‏الخلق. والصّورة ليست شيئًا مقابل الحقيقة، ‏صورتهُ. ليس مقابِلَهُ. وما يقال أنّ "الخلق هو الحقّ مع القيود"، يقصد به عالم الألوهيّة، لا عالم الأحديّة. هذا الّذي يتكلمون عنه في كثير من المباحث العرفانيّة، والمباحث الفلسفيّة، يقصد به هذا المعنى. لأنّ الألوهيّة رغم أنّها بحاجةٍ إلى مألوه، ‏إلّا أنّ المألوه مألوهٌ، ‏ليس إلّا صورةً للإله. صورةٌ للإله، يعني (هو، هو)، بالاعتبار.
- إذن، بهذا المعنى، ‏يشبه قريبًا للأحديّة ‏في #عالم_البقاء . لا في #عالم_الفناء . يعني ‏الأحديّة في عالم الصحو، في #مقام_الصحو . يعني ‏الحقّ محيطٌ من جميع شؤونهِ في نفس أنّه ليس إلّا "هو"، و #الشؤون ليست إلّا " #هو "، لأنّ الشّؤون ‏فانيةٌ في الأحد، ‏وليس لها وجودٌ استقلاليٌّ، لأنّ الشّؤون قد خلعت ‏ماهيّاتها، وخلعت حدودها، ورسومها. ‏نفس الشّيء قولوا في الله تبارك وتعالى.
- ‏ولكن مع التفات إلى أنّ الله -اسم الجلالة- في نفس وحدتهِ ‏يكشف إجمالًا عن المألوه. والمألوه ليس إلّا الإله. ولكن في تقسيم العالم؛ بعالم الأمر، وعالم الخلق. عالم الخلق شيءٌ مقابل عالم الأمر، له وجودٌ، هذا الوجود ظلّيٌّ، بعد البحث والمشاهدة ‏والمكاشفة، نلتفت إلى أنّ الموجودات ‏ليست إلّا "هو"، هذا شيءٌ آخر. ولكن في البداية الخلق يختلف عن الحقّ.
- إذن "الله" بحاجة إلى مألوه، ولكن قصّة اسم ‏الجلالة، يختلف عن باقي الأسماء، مثل القادر والمتكلّم... الخ، هذه الأمور ندرسها حتّى نصل إلى الاسم الحيّ، نحن نريد نصل إلى الاسم الحيّ.. حسنًا!!

كما قلنا أنّ الخلق...، ما يقال أنّ "الخلق هو الحقّ بلا قيود" إشارةٌ إلى التّجلّي الألوهيّ. ‏أمّا الرّبوبيّة فقد تقدّم أنّ الرّبوبيّة بحاجةٍ إلى مربوب، ‏والمربوب ليس ظلًّا، موجودٌ. ومن هنا، #النبي_موسى (ع) عندما طلب من الله "ربِّ أرني"، (رَبِّ أَرِنِي)، رَبِّ، رَبِّ، الله تبارك وتعالى يقول "لَن تَرَانِي". أنت تطلبني باسم الرّبّ، و اسم الرّبّ لا يستطيع يوصلك ‌‏إلى الأحديّة. وبين الرّبّ وبين الأحديّة ‏بونٌ شاسع، على قول النُّحات.

(يتبع) ٣
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3️⃣🌿🌿🌿

▪️ الواحديّة تاليةٌ تِلو الأحديّة وتشتمل على الكثرة الأسمائيّة.



🖊 إذن؛ العوالم الماديّة، المثاليّة، الملكوتيّة، كلّها مضمحلّةٌ في اسم "الواحد". إذن الواحد يشبه الاسم "الأحد". لماذا "يشبه"؟ ليس هو؟ لأنّ فيه كثرةٌ، كثرتان، لأنّه على كلّ تقدير، في مرتبةٍ نازلةٍ من الأحديّة، الواحد بعد الأحد، إذن افتُرِض فيه إضافةً إلى الأحدية، شيءٌ زائدٌ، أيّ شيء تقولون، على كلّ تقدير، مرتبةٌ نازلة.
- بهذا الاعتبار، صارت الواحديّة تاليةً تِلوَ الأحديّة، فهي تشتمل على الكثرة الأسمائيّة "الواحد"، بخلاف ‏الأحديّة، ولكن في نفس الوقت لا تطلب موجودًا، ولا شيئًا آخر في تحقّقها. ‏فالموضوع لهذه الأسماء يرتفع ويفنى في نفس السّالك. هذا واحديّة.
فكما قلنا للواحديّة اعتباران:
- الاعتبار الأوّل: يعني كلّ ما دون الأحديّة.
- الاعتبار الثّاني: اعتبار خاصّ. يعني واحد يكون ‏عبد الواحد، عبد الواحد يعني مظهرًا للواحد، (عبد الأحد، لا) مظهرًا للواحد. هذا أيضًا ‏مقامٌ رفيعٌ، قريبٌ إلى الأحديّة، وإلى الله. حسنًا.



▪️اقتضاء الكثرة الأسمائيّة في الرّبوبيّة.



🖊 ‏أمّا الرّبوبيّة: #الربوبية دائمًا بحاجة إلى ربّ ومربوب. فيه جانب الكثرة. فليست الرّبوبيّة مثل الأحديّة ولا الواحديّة. لأنّك في مقام التّصوّر، تحتاج إلى افتراض مربوبٍ.
- إذن الرّبوبيّة تقتضي تحقّق العالم، لو لم يكن هناك عالمٌ، لم يكن هناك مجالٌ للرّبوبيّة. لو لم يكن هناك عالمٌ، لم يكن هناك مجالٌ للرّبوبيّة. إذن الرّبوبيّة متمحّضةٌ في الكثرة الأسمائيّة.



▪️الألوهيّة في تجلّيها هي الخلق لكنّ الكثرة لا تمنعها عن الوحدة.



🖊 أمّا الألوهيّة: الله. #الألوهية صح!! بحاجةٍ إلى مألوه. الألوهية بحاجةٍ إلى مألوه، يعني اثنين. ولكن في خصوص الألوهيّة، الألوهيّة أي اسم الجلالة، اسم الجلالة يحتوي على معنًى؛ وهو أنّ الوحدة لا تمنعهُ عن الكثرة، والكثرة لا تمنعهُ عن الوحدة. يعني ماذا؟ يعني كلّ العوالم مألوهةٌ بالقياس إلى الألوهيّة. ‏صحّ، هذا الكلام متين. معناه أنّه، تجلّي الألوهيّة، أنّ في تجلّي الألوهيّة ‏ليس إلّا الحقّ، وصورته ‏الخلق. والصّورة ليست شيئًا مقابل الحقيقة، ‏صورتهُ. ليس مقابِلَهُ. وما يقال أنّ "الخلق هو الحقّ مع القيود"، يقصد به عالم الألوهيّة، لا عالم الأحديّة. هذا الّذي يتكلمون عنه في كثير من المباحث العرفانيّة، والمباحث الفلسفيّة، يقصد به هذا المعنى. لأنّ الألوهيّة رغم أنّها بحاجةٍ إلى مألوه، ‏إلّا أنّ المألوه مألوهٌ، ‏ليس إلّا صورةً للإله. صورةٌ للإله، يعني (هو، هو)، بالاعتبار.
- إذن، بهذا المعنى، ‏يشبه قريبًا للأحديّة ‏في #عالم_البقاء . لا في #عالم_الفناء . يعني ‏الأحديّة في عالم الصحو، في #مقام_الصحو . يعني ‏الحقّ محيطٌ من جميع شؤونهِ في نفس أنّه ليس إلّا "هو"، و #الشؤون ليست إلّا " #هو "، لأنّ الشّؤون ‏فانيةٌ في الأحد، ‏وليس لها وجودٌ استقلاليٌّ، لأنّ الشّؤون قد خلعت ‏ماهيّاتها، وخلعت حدودها، ورسومها. ‏نفس الشّيء قولوا في الله تبارك وتعالى.
- ‏ولكن مع التفات إلى أنّ الله -اسم الجلالة- في نفس وحدتهِ ‏يكشف إجمالًا عن المألوه. والمألوه ليس إلّا الإله. ولكن في تقسيم العالم؛ بعالم الأمر، وعالم الخلق. عالم الخلق شيءٌ مقابل عالم الأمر، له وجودٌ، هذا الوجود ظلّيٌّ، بعد البحث والمشاهدة ‏والمكاشفة، نلتفت إلى أنّ الموجودات ‏ليست إلّا "هو"، هذا شيءٌ آخر. ولكن في البداية الخلق يختلف عن الحقّ.
- إذن "الله" بحاجة إلى مألوه، ولكن قصّة اسم ‏الجلالة، يختلف عن باقي الأسماء، مثل القادر والمتكلّم... الخ، هذه الأمور ندرسها حتّى نصل إلى الاسم الحيّ، نحن نريد نصل إلى الاسم الحيّ.. حسنًا!!

كما قلنا أنّ الخلق...، ما يقال أنّ "الخلق هو الحقّ بلا قيود" إشارةٌ إلى التّجلّي الألوهيّ. ‏أمّا الرّبوبيّة فقد تقدّم أنّ الرّبوبيّة بحاجةٍ إلى مربوب، ‏والمربوب ليس ظلًّا، موجودٌ. ومن هنا، #النبي_موسى (ع) عندما طلب من الله "ربِّ أرني"، (رَبِّ أَرِنِي)، رَبِّ، رَبِّ، الله تبارك وتعالى يقول "لَن تَرَانِي". أنت تطلبني باسم الرّبّ، و اسم الرّبّ لا يستطيع يوصلك ‌‏إلى الأحديّة. وبين الرّبّ وبين الأحديّة ‏بونٌ شاسع، على قول النُّحات.

(يتبع) ٣