الطريق إلى ألله
445 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
 1⃣🌿🌿🌿

#المحاضرة_٩١

🖊 محاضرة ١٤ شهر رمضان ١٤٤٠هـ
🖊 لسماحة الشّيخ قاسم الطّهراني (أدام الله فيضه)

أعوذُ باللهِ من الشّيطان الرّجيم
بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّيّبين الطّاهرين.

▪️ العنوان الرّئيسيّ:

"
تسليم الوجه" مساوق للقاء الله وبيان أسباب "وجوب" الاعتقاد بلقاء الله تعالى و"استحسان" تسليم الوجه له تعالى استنادًا على النّصّ القرآنيّ.




▪️ لقاء الله تعالى يشمل كلّ التّجلّيات الإلهيّة سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.



🖊 كان الكلام في #لقاء_الله وقلنا لا بدّ من الالتفات إلى عدّة نقاط:
- الأوّل: لماذا أحيانًا الله تبارك وتعالى يعبّر عن حالة #الفناء في الله بلقاء الله، وأخرى بالفناء، والهلاك. فقلنا أنّ الله تعالى عندما يعبّر عن تلك الحالة، يعني عن التّجلّيات الذّاتيّة للحقّ تبارك وتعالى، عندما يعبّر عنها بالفناء، هذا ناشئٌ من #مقام_المحو ، وعندما يعبّر عن ذلك باللّقاء هذا ناشئٌ من #مقام_الصحو .
- كلام أحد الحضور : الشّيخ الجواد يقول الفناء ليس بمعنى الاندكاك، بمعنى عدم الرّؤية.
- كلام الأستاذ: نعم. على كلّ تقدير، لماذا هنا يعبّر بالهلاك؛
(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ (٨٨)) سورة القصص.
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ(٢٧)) سورة الرّحمن.
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )(١١١)) سورة طه.
- وأخرى يعبّر عن نفس الشّيء باللّقاء بعد أن اتّضح بالمباحث السّابقة أنّ لقاء الله هو نفس الفناء، وهو نفس الهلاك، وهو نفس خضوع الوجوه "لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ". هذا درسناه في المجلس السّابق.

هنا ندرس مسألة أخرى، وهي؛ هناك تعبيرٌ في القرآن عن الفناء ب #تسليم_الوجه، تسليم الوجه لله، وصار هذا -تسليم الوجه لله- من خصائص بعض الأنبياء عليهم السّلام، وحرّض عليه القرآن لبعض المؤمنين، وفي نطاقٍ خاصّ، يعني يمدح بعض المؤمنين لأنّهم يبتغون... لأنّهم بعملهم هذا يسلّمون في الحقيقة وجههم:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)) سورة النّساء.
- كلام أحد الحضور: هل الجبروت يعني؟
- جواب الأستاذ: الآن نأتي، لله لا!!! وجه الله هو الجبروت، وجهه لله، يسلّم وجهه لله يعني الفناء، الآن هذا ندرسه.
هنا بالمقارنة بين آيات اللّقاء، وبين آيات تسليم الوجه لله تبيّن لنا:
- أنّ اللقاء، لقاء الله تعالى، يشمل كلّ التجلّيات الإلهيّة، سواء الذّاتيّة أو الصّفاتيّة أو مراتب نازلة من التّجلّيات الصّفاتيّة؛ وهي مرتبة القيامة الكبرى الآفاقيّة أو الأنفسيّة.
#عالم_القيامة أيضًا تجلٍّ لله، ولكن لبعض مراتب الله، ليس التّجلّي هناك تجليًّا ذاتيًّا، وإنّما تجلٍّ دون عالم الصّفات، لأنّ عالم الصّفات عالم الجبروت، تجلٍّ ملكوتيٌّ. لأنّ عالم القيامة عالم التّجرّد عن الصّورة بالكامل، التّجرّد المحض، التّجرّد المحض للرّوح وللنّفس. على كلّ تقدير، آيات اللّقاء تشمل كلّ التّجلّيات.



▪️وجود دلالة التزاميّة على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله تعالى في الآيات المتحدّثة عن اللّقاء وذمّ من ينكرونه.



وأمّا آيات تسليم الوجه لله هو خصوص الفناء في الله تعالى، لماذا تقولون هذا الكلام؟ لأنّ هناك آياتٌ كثيرةٌ تذمّ المنكرين للقاء الله، وتذمّ الّذين لا يرجون لقاءه، وهذه الآيات تصفهم بأنّهم من الظّالمين، وأنّهم كذا...وكذا. وأنّهم لا يؤمنون بالله.
ولكن بالنّسبة إلى تسليم الوجه لله، لم نجد آية تذمّ الذّين لم يسلّموا وجههم لله. وبالنّسبة إلى تسليم الوجه لله، الآيات لا تأمر بالتّسليم لوجه الله، بل تحضّ وترغّب وتحرّض.
إذن الآيات الّتي تدلّ...، الآيات الواردة بشأن لقاء الله، تلك الآيات في الحقيقة لها دلالة التزاميّة؛ بأنّه يجب عليكم التّوجه إلى لقاء الله أو فقل الاعتقاد بلقاء الله، وعدم إنكار لقاء الله، هناك أمرٌ. لأنّ الله تبارك وتعالى يذمّ الّذين ينكرون لقاءه، يذمّهم. إذن يذمّهم بشدّة يكون اللّسان لسان المعاقبة، قرأنا هذه الآيات سابقًا، مجموع هذه الآيات يوضّح بالالتزام، تدلّ بالالتزام على ضرورة الاعتقاد بلقاء الله، وقلنا أنّ لقاء الله عنوان عامّ يشمل كلّ التّجلّيات.

(يتبع)            ١
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
2⃣🌿🌿🌿

▪️عدم وجود دلالة التزاميّة على وجوب تسليم الوجه لله تعالى في الآيات واقتصار لسانها على استحسانه والحضّ عليه.



ومن هنا إنكار القيامة، إنكار للقاء الله:
( مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٥)) سورة العنكبوت.
- الآية تشير إلى يوم القيامة. يعني هناك أيضًا مرتبةٌ من مراتب اللّقاء. فاللّقاء -لقاء الله- عنوانٌ شاملٌ لأنواعٍ من التّجلّيات، ومنها #المعاد أيضًا، لأنّ المعاد أيضًا فيه:
( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢)) سورة الفجر.
- لا تأتي الأحديّة، ولكن يأتي، يظهر، #مقام_الربوبية ، ومقام الرّبوبيّة من الأسماء الإلهيّة (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) إلى غير ذلك.
إذن هناك أمرٌ تشريعيٌّ بالتّوجّه...، بالاعتقاد بلقاء الله. ولكن هذا الأمر لم نجده في مسألة تسليم الوجه لله تعالى. لم ترِد آيةٌ تدلّ على أنّه يجب عليكم تسليم وجوهكم لله تعالى، بل لسان الآيات، لسان الاستحسان؛ جيّد، عملٌ جيّد، حسنًا.


▪️عدم وجود دلالة التزاميّة في القرآن على وجوب تسليم الوجه لله تعالى راجعٌ لتابعيّة أحكام التشريع لعالم التكوين خاصة لناحية اختلاف الشواكل وضعفها لدى الناس.



🖊 كيف نحن نوفّق بين هذين المطلبين:
أما قلتم أنّ لقاء الله هو نفس #الفناء ، أما قلتم أنّ تسليم الوجه لله هو نفس #اللقاء ، وهو نفس الفناء، فلماذا هناك يوجد أمرٌ بالالتزام على الاعتقاد بلقاء الله، وهنا لا يوجد أمر؟
والسّبب كامنٌ في مسألة هامّة؛ وهي أنّ الأحكام الشّرعيّة دائمًا في طول عالم التّكوين، #التشريع دائمًا في طول #التكوين ، لأنّ الموجودات...، الإنسان بشكلٍ عامٍّ، تختلف طبائعها وشاكلتها. شاكلة الموجودات بشكلٍ عامٍّ والإنسان بشكلٍ خاصٍّ، تختلف بينهم.
فبعض الأشخاص بسبب ضعف في شاكلتهم، هم لا يستطيعون أن يفهموا كلّ شيء في هذه الحياة الدّنيا، ولا يستطيعون أن يعملوا ويقوموا ببعض الأعمال، تكوينًا هم هكذا لماذا؟ لأنّ عينهم الثّابتة في #عالم_الأحدية ضعيفة، نازلة، محدودة، لها قيود، هم لا يستطيعون.



▪️ ضرورة الاعتقاد بأصل لقاء الله ولو "إجمالًا" وتجلّي الله القيامتيّ لأنّ إنكاره يسبّب عدم إمكانية السّير بعد الموت.



- إذن الأمر، وتشريع أحكام شاقّة بالنّسبة إليهم، وتحميل ما لا يتحمّلونه هذا غير صحيحٍ، لأنّ التّشريع دائمًا في طول التّكوين، هم تكوينًا لا يستطيعون أن يصلوا إلى لقاء الله في هذه الدّنيا. إذن الأمر بهؤلاء، الله يأمرهم حتمًا، حتمًا، أنتم يجب أن تسعوا نحو لقاء الله، هذا لا يمكن! صحّ! شيءٌ واحدٌ يمكن يأمرهم بالاعتقاد بلقاء الله، يأمرهم بأن يقبلوا، أن يرجوا لقاء الله. ولكن الاعتقاد شيء والعمل شيء آخر، الاعتقاد أمرٌ سهل، أي أحد يستطيع أن يعتقد إمّا إجمالًا أو تفصيلًا، حتّى الذين لا يعرفون ما هي حقيقة اللّقاء، بالإمكان أن يعتقدوا به إجمالًا. ولكن لا يستطيع كلّ أحدٍ يمشي ويسلك الطّريق الّذي...، هذا الطّريق يوصله في هذه الدّنيا إلى اللّقاء، لقاء الله والفناء في الله. لأنّ الناس كلّهم ليسوا مجبولين على هذا الأمر في هذه الدّنيا. نعم، كلّ النّاس، كلّ الموجودات بعد خمسين ألف سنة يصلون إلى الله تعالى:
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)) سورة المعارج.
- الملائكة ، عالم #الملائكة ، من الأسفل احسب أنت هذا، ألف سنة...
(وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (٤٧)) سورة الحجّ.
- ألف سنة، وخمسين ألف سنة، يصير ستّين ألف سنة. بعد ستّين ألف سنة هذا الموجود -الإنسان- يصل إلى مقام الفناء ومقام الأحديّة. ولكن في هذه الدّنيا، هذا الإنسان الّذي لا يستطيع ولم يكتب له، بسبب ضيق شاكلته وعينه الثّابتة لا معنى لتوجّه الأمر إليه بالنّسبة إلى.. "عليك كذا...وكذا".
- ومن هنا المقدار الّذي نريده منك الاعتقاد بلقاء الله، أصل لقاء الله إجمالًا. لأنّك لو أنكرت هذا، فهذا يسبّب أن لا تستطيع أن تمشي بعد الموت:
( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٧٢)) سورة الإسراء.
- ولكن عليك أن تعتقد بالتّجلّي الآخر لله، التّجلّي القيامتيّ لله، ممكن يستطيع هذا الإنسان يصل إلى التّجلّيات الصّفاتيّة، فالله يأمره بهذا. ولكن.. ومن هنا لم نرَ أمرًا بهذا الأمر بشأن ضرورة التّوجّه عمليًّا نحو لقاء الله، ولكن نرى استحسان #تسليم_الوجه .


(يتبع)                 ٢
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
3⃣🌿🌿🌿

▪️ذكر مسألة تسليم الوجه فقط بالنّسبة للنّبيّ محمّد (ص) والنّبيّ إبراهيم (ع) في القرآن باعتبار سيرهما كان بالسّلوك لا بالجذبة والقرآن كان في مورد بيان خصائصهما (ع) دون غيرهما من الأنبياء.



🖊  #النبي_إبراهيم (عليه السلام) يقول:
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ (٧٩) ) سورة الأنعام.
- نبيّنا #النبي_محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول:
(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ واللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٢٠)) سورة آل عمران.
- ينقل عن هؤلاء، ولكن بالنّسبة للأنبياء نحن نرى هذا التّسليم، هذا تسليم الوجه خاصٌّ بالنّبيّ إبراهيم (ع) وبنبيّنا. باقي الأنبياء ورد بشأن بعضهم أنّهم صاروا مخلَصين، وبالتّالي وصلوا إلى الفناء الإلهيّ. ولكن مسألة #تسليم_الوجه ، لم يذكر؟ والسّبب في ذلك، أحد الأسباب، أن هذين النّبيّين، النّبيّ إبراهيم  والنّبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان تسليمهم للوجه معناه أنّهم سلكوا طريقة السّلوك، لا طريقة الجذبة، "إنّي أسلمت وجهي"، "أسلمتُ" يعني بالسّلوك، أنا حاولتُ، أنا جاهدتُ، أنا عملتُ، أنا فعلتُ هذا.... وهذا..
ولكن #النبي_عيسى (عليه السّلام) لم يكن هكذا:
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- ولادته كانت ولادة أمريّة، وبالتّبع كانت طريقته طريقة الجذبة، لا السّلوك. ومن هنا لا معنى لأن يقول النّبيّ عيسى (عليه السّلام) "أسلمت وجهي لله" متى أسلمت أنت؟...
(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (٣٠)) سورة مريم.
- أنا ولد، صبي، متولّد، يوم.. يومين... " إِنِّي عَبْدُ اللهِ" أنا واصل إلى هذه المرتبة، إذن لا يوجد مجال للسّلوك، طريقته طريقة الجذبة.
- كلام أحد الحضور: عفوًا كلمة "آتَانِيَ" يدلّ على أنّه ما كان عنده سلوك "آتَانِيَ" هو المجيء السّهل، الله أعطاه هو لم يجتهد، لم يحاول حتّى يصل.
- كلام الأستاذ: "آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" كيف يعني يمكن هذا الصّبيّ ،صبيّ، يصل إلى هذا المستوى؟!! بالسّلوك لا يمكن، لأنّه لازم هذا الشّخص يفهم ويدرك ويجاهد، هذا بخلاف نبيّنا وبخلاف النّبيّ إبراهيم. "أسلمت وجهي" إذن هذا أحد الأسباب لهذا الأمر.
فالنّاس، قلنا النّاس مختلفون في هذا المعنى. فالله تبارك وتعالى هنا ذكر بعض خصائص هذين النّبيّين. ثمّ يأتي إلى باقي الأشخاص يعني غير الأنبياء، فيتكلّم عنهم بهذا الشّكل يقول:
(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) (١١٢)) سورة البقرة.
- هنا لا توجد دلالة للآية على لزوم أن يكون الإنسان... يجب على الإنسان أن يسلم وجهه، بدأ بالمدح...
(بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
- هذا أيضًا، وضّحنا سابقًا تسليم الوجه لله عبارة أخرى عن تسليم حقيقته، تقديم حقيقته التّجاوز عن كلّ ماهيّاته، وهو مساوق للفناء هذا درسناه سابقًا.
وكذلك:
(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (١٢٥)) سورة النّساء.
- هنا الله تبارك وتعالى يقول في مقام المدح لمنْ أسلم وجهه لله، "ومن أحسن دينًا"، يعني دين هذا الشّخص دين جيّد لماذا؟ لأنّ الهدف الأساس لكلّ الأديان هو الوصول إلى الأحديّة، والّذي أسلم وجهه لله هو من أحسن دينًا.
- كلام أحد الحضور: الدّين هو البرنامج؟
- كلام الأستاذ: البرنامج، حسنًا.

(يتبع)                ٣
Forwarded from قناة الأسئلة والأجوبة (2)
📌🔖#المنشور٣

📚📚 1⃣ وصول النبي آدم (ع) يفهم بالدلالة الالتزامية وباقي الأنبياء بالدلالة المطابقية:

💠~💠~💠~

📚📚 السائل:

▫️مسألة فناء آدم عليه السلام. هل لا يوجد أي دليل في القرآن؟
▫️أو هناك دليل على العدم؟


📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️ الموجود فقط مسألة سجدة الملائكة والتي هي بمعنى فناء الأسماء في آدم، إذ الملائكة مظاهر للأسماء الكلية.


📚📚 السائل:

▫️ألا يمكن اعتبار هذه السجدة بمعنى فناء جميع الأسماء الكلية؟


📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️قطعا بهذا المعنى، وهو أن المسجود له واصل إلى هذه المرتبة، وإلا لکان سجود الأسماء الكلية لا معنى له.


📚📚 السائل:

▫️هل يمكن أن يقال بأنه عندما يكون المسجود له واصلاً إلى جميع الأسماء الكلية يكون مظهراً للاسم الشريف الله؟


📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️بما أن الاسم الله برزخ بين الأحدية والواحدية فهو مظهر للأحد،
وبما أنه أنزل مرتبة من مراتب الأحدية،
فهو أيضًا يعتبر داخلاً ضمن الأحدية، نقطة الوحدة بين الأحدية و الواحدية.

📚📚 السائل:

▫️بهذا الاعتبار و مع ملاحظة الخلقة الأمرية لآدم عليه السلام وجعل الخلافة له وتعليمه جميع الاسماء، هل يمكن أن يقال بأنه كان واصلاً إلى الفناء؟


📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني.(حفظه الله تعالى):

▪️نعم، و لكن قد يوجد مشكلة في هذا الكلام وهي أن السجود كان لآدم النوعي لا لآدم الشخصي (أبو البشر)، وظاهر الآيات وإن كان يتكلم حول الشخص إلا أن مشاهدات أهل الباطن وبعض الروايات تشير إلى أنه كان للنوع.

📚📚 السائل:

▫️لما عرض آدم عليه السلام الأسماء على الملائكة تعجبوا و الله سبحانه و تعالى قال:
((إني أعلم غيب السماوات و الارض))
▫️فنسب وأرجع هذه الأسماء التي هي غيب السماوات والأرض إلى الأحدية.
▫️فهل كان آدم عليه السلام واصلاً وتعليم الأسماء وعرضها على الملائكة معناه طلوع الطور الأسمائي في ذاته وعلى الملائكة؟


📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️((فلما أنبأهم بأسمائهم ))
تثبت الوصول إلى الاسم الجامع الذي هو الله.

📚📚 السائل:

▫️ألا يمكن أن يشمل كليهما؟
يعني آدم النوعي الذي أدلته ثابتة في محلها وأيضا آدم الشخصي؟


📚📚سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️لا بد من الأخذ بظواهر القرآن.
القرآن ظاهره "الشخصي" وبعض الروايات ظاهرها "النوعي"، ويمكن الجمع بين القرآن و الروايات.


📚📚 السائل:

▫️في المحاضرات ذكرتم عدة مرات أن الوصول إلى اسم الله هو مقام العبودية لله.
▫️وهذا الوصول بمعنى الوصول إلى باطن اسم الله الذي هو الأحدية.
▫️ هل هذا المطلب صحيح بملاحظة وصول آدم عليه السلام إلى اسم الله؟
إذا كان كذلك يثبت وصول آدم إلى الفناء.


📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني ( حفظه الله تعالى):

▪️نعم، باعتبار أن الله داخل في الأحدية، يعني برزخ بين الأحدية و الواحدية،
فهو (الله) مرتبة نازلة للمعية الذاتية التي هي الصحو وفي البرزخ أيضا هو (الله) حاوٍ للأحدية إجمالاً، ولو لم يكن كذلك لم يكن برزخ،
- ولكن هذا النوع من الفناء يختلف عن الفناء الذي كان حاصلا للرسول صلى الله عليه وآله وأتباعه الذي هو عبارة عن المحو في الأحدية.
- ولذا بناءً على الآيات لا يمكن القول بأن آدم عليه السلام كان متمحضا في الأحدية، بخلاف باقي الأنبياء الذين يثبت القرآن وصولهم إلى الفناء.
فتسليم الوجه الذي هو عبارة عن الفناء الكامل كان ثابتاً للنبي صلى الله عليه وآله ولإبراهيم عليه السلام.
- ف"عبد الله" وإن كانت دالة إجمالا على الفناء بالتقريب المتقدم، إلا أن تسليم الوجه دلالتها أقوى، و كذلك آية:
((إنما يبايعون الله))
حيث عبرت عنه صلى الله عليه و آله بالله ولم تعبر عنه بعبد الله.
- وكلمة الخلوص أيضا لها دلالة على الفناء.
- بالنسبة لآدم عليه السلام التعبير لم يأتِ ب (عبد الله) و المخلَص و بتسليم الوجه.
وصول آدم عليه السلام يفهم بالدلالة الالتزامية ووصول بقية الأنبياء بالدلالة التضمنية أو المطابقية ،
- وهذا ينبغي أن يضاف إلى القسم من المحاضرات المتعلق بآدم عليه السلام.


📚📚 السائل:

▫️عدم وجود تعابير مثل عبد الله والمخلَص و تسليم الوجه بالنسبة لآدم عليه السلام معناه أنه لم يكن متمحضاً في الأحدية؟

📚📚 سماحة الشيخ قاسم الطهراني (حفظه الله تعالى):

▪️هكذا يمكن أن يفهم.
- فالجمع بين الآيات و الروايات، أنه الآيات تثبت الفناء الإجمالي وغير المتمحض و هذا يناسب آدم الشخصي
و الروايات تثبت الفناء الكامل و التمحض في الأحدية وهذا يناسب آدم النوعي.


#آدم_النوعي  #الأنبياء
#النبي_آدم     #الأسماء
#الفناء           #السجود
#الأحدية       #الملائكة  
#الواحدية     #نقطة_الوحدة
#الصحو         #تسليم_الوجه
#المحو          #المعية_الذاتية
#عبد_الله

📚📚والحمد لله رب العالمين.

💠~💠~💠
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
1️⃣🌿🌿🌿

#المحاضرة_٣٩
🖋المحاضرة ٤ ذو الحجة ١٤٣٩
🖋لسماحة الشيخ قاسم الطهراني (أدام الله فيضه)

🌟بسم الله الرحمن الرحيم🌟
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين

▪️العنوان الرئيسي:
إثبات وجود عالم الأمر بالاستدلال القرآني



▪️استدراك على الدلائل القرآنية السابقة على وصول جميع أنبياء أولي العزم (ع) إلى الأحدية باستثناء النبي نوح (ع) ويضاف إليهم النبي يوسف وآدم (ع).




🖋 كان الكلام في الجلسات السابقة، حول الواصلين إلى #التوحيد_الذاتي ، من الأنبياء عليهم السلام. فذكرنا عدّة أنبياء، وأثبتنا من القرآن الكريم وصولهم إلى مرتبة #الفناء_الذاتي ، وهم:
النبي آدم عليه السلام، وفقاً للآية ٣١ من سورة البقرة :
👈🏻 {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
وكذلك نبينا صلّى الله عليه وآله وسلّم وفقاً لما جاء في سورة الجن، حيث أنّ الله تبارك وتعالى سمّاه عبداً لله، "عبد الله" وكذلك الآية المباركة:
👈🏻{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي }
وكذلك النبي عيسى عليه السلام، وفقاً للآية :
👈🏻{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}
وكذلك:
👈🏻{مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ}
وكذلك النبي يوسف عليه السلام، حيث وصفه الله تبارك وتعالى بأنه كان مخلَصاً، وجاء في آية أخرى :
👈🏻{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}
حيث أنه يطلب اللّحوق بمقام #الصلوح ، وهذا المقام، مقامٌ بعد الفناء، فهو كان في الفناء، وإلا لكان يطلب الفناء.
وكذلك النبي إبراهيم عليه السلام
👈🏻{وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}
مما يدل على أنّه كان في هذه الدنيا، واصلاً إلى مقام #الخلوص . وآيات أخرى حوله، أنّه كان أسلم وجهه لله، و #تسليم_الوجه بمعنى إلغاء كل الخصائص و #العبودية المحضة، و#الفناء_الكلي .
وبالنسبة إلى النّبي موسى عليه السلام، ذكرنا أنّه يمكن الاستدلال على وصوله إلى مقام الأحدية قوله تعالى أولاً
👈🏻﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾
الله تبارك و تعالى يقول ابتعدوا عن نفسي! عن ذاتي! يعني أنتم لا تستطيعون أن تقتربوا إليّ، إلى ذاتي! وفي نفس الوقت، يقول حول النبي موسى (ع)
👈🏻{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي}
وهذا معناه، يعني اصطنعتك لذاتي، وهذا يعني أنّه خارج عن قاعدة
👈🏻﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾
يعني هو يستطيع يصل، بل هو واصل، لأنّه "اصطنعتك لنفسي"! لذاتي!
🖋ومن بركات #السيدة_المعصومة (سلام الله عليها)، أننا في حرمها الشريف كنا نقرأ سورة مريم، فوصلنا إلى الآية المباركة:
👈🏻{وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً}
سورة مريم الآية "٥١"
فهذا دليل واضح على أنّه كان واصلاً إلى هذا المقام.
بقي من بين الأنبياء، #شيخ_الأنبياء ، وهو النّبي نوح (ع) ،لم نظفر على آية تدلّ على وصوله إلى مقام #الأحدية، وممكن روايات بهذا الصدد، ولكن الآيات قاصرة، أو نحن أفهامنا قاصرة.
🖋وعلى كل تقدير هذا كان استدراك لما تقدم في الأبحاث السابقة ونرجع إلى مسألة إثبات عالم الأمر.


((يتبع)) ١