الطريق إلى ألله
445 subscribers
2.98K photos
733 videos
2.98K files
2.52K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً (زهراء)
4⃣🌿🌿🌿

▪️مرورٌ على ما سبق من إيضاح معنى كلٍّ من الصحو والمحو واختلاف مسمياتهما بحسب كل عالم من العوالم الوجودية



🖊 كان كلامنا في المجلس السابق حول أن كل عين من #الأعيان لها حالة #المحو ولها حالة #الصحو . نسميه حالة، والحالة صفة، والقصة أكبر وأرفع من قصة #الصفات ، لأن الأعيان متحققة في #عالم_الأحدية في #عالم_الأمر موجودة هناك بالفعل، لا بالشأن، كما يقوله المشاء، بالفعل موجودة، وإذا كانت موجودة فهي تارةً تلتفت إلى ذاتها فقط، من دون النظر إلى كمالاتها ومواصفاتها فهذا هو #المحو، يعني تصبح هذه العين فانيةً في وجودها فقط، ما تنظر إلى غيرها، ولا ترى غيرها ولا ترى غيرها فقط، "هو".
ومن هنا يقولون أحدية الشيء، أحدية الذات، أحدية هذا الشيء، أحديته يعني هذا الشيء الذي يميزهُ عن الأغيار، فهو في واقعه لا يرى غيراً لنفسها، حتى كمالاتها لا تنظر إلى هذه الكمالات. وأخرى له حالة الصحو، وحالة الصحو عبارةٌ عن أن هذه العين تنظر إلى ذاتها وكمالاتها معاً، وتلتفت إلى كمالاتها:
- الأول #عالم_الفناء
- والثاني #عالم_البقاء . أسماء مختلفة!!، وعند #النزول في كل مرتبة من مراتب #العوالم_النازلة يسمّون هذا المحو، وهذا الصحو، أو فقل هذا الفناء وهذا البقاء بأسماء مختلفة؛ #التنزيه و #التشبيه ، #اللف و #النشر ، #القبض و #البسط ، #الخوف و  #الرجاء ، #النفي و #الإثبات هذا كله حسب المنازل، هذه العين تتصف بهذه الأمور، هذا ذكرناه سابقاً، في المجلس السابق.



▪️استدراكًا على ما سبق بيان أن  تسبيح الموجودات دليلٌ على وجود حالة الإدراك والفهم فيها.



🖊 الآن نريد نوضح ثلاثة مطالب متصلة بذلك المطلب كأنه استدراك وإيضاح لذلك المطلب :

المطلب الأول : هناك آيات قرآنية متعددة وروايات كثيرة، ومشاهدات كثيرة من أهل المعرفة كلها تقول وتنادي بأعلى الصوت؛ بأن كل موجودٍ له فهم وشعور وإدراك، كل موجود، لا يوجد شيء في العالم إلّا في كل #المراتب_الوجودية ، له إدراك :
( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤٤)) سورة الإسراء
- كل الموجودات يسبّحون، إذا يسبّحون، حتماً عندهم إدراك، حتماً عندهم فَهْم :
(يُسَبِّحُ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (١)) سورة الجمعة
- "يُسَبِّحُ للهِ" يعني عندهم إدراك، عندهم فهم، شعور، نعم ( #الإدراك ) الإدراكات مختلفة، يوجد اختلاف في الإدراكات والمعارف. ولكن في أصل الإدراكات كلها مشتركة، كل #الموجودات مشتركة، هذا المطلب الأول، وهناك روايات كثيرة وهناك آيات كثيرة، لأننا لا نريد الخوض في المطلب جعلنا هذا الأمر أمراً مسلّماً ومفروغاً عنه، ننتقل إلى المطلب الثاني.



▪️بيان أن وجود الإدراك في طول وجود الذات التي من لوازم وجودها التفاتها إلى ذاتها إجمالاً وتفصيلاً.



المطلب الثاني:
ثاني شيء #التسبيح دائماً و #الإدراك دائماً في طول وجدان #الذات للذات. لأن مرتبة الإدراك مرتبة #الأسماء والصفات،  و #الصفات مرتبة نازلة عن الذات، فهذا الموجود إذا يدرك شيئاً، وعلى أساس هذا الإدراك يسبح الله تبارك وتعالى، إذن إدراكه في طول وجدانه لذاته، لو لم يجد ذاته بذاته لما حصلت له حالة الإدراك، الموجود الذي ليس له وجدان ذاته، أكيد لا تصل النوبة إلى الأسماء والصفات وباقي الأشياء. إذن إثبات أو فقل الاعتقاد بإدراك الموجودات، "لعلهم ينطقون"، لهم النطق يعني لهم إدراك، ولهم بالإضافة إلى الإدراك قدرة بيان ونقل ما أدركوه، النطق هذا...حسناً. هذا الموجود له أن يدرك ذاته قطعاً،
إذن كل موجودٍ له التفاتٌ إلى ذاته سواء شعر أم لم يشعر، ومن هنا قالوا إن الاعتقاد، اعتقاد كل موجودٍ بذاته من #اللوازم_الذاتية للذات، يعتبرونه من اللوازم، ليس من مقوماته، لأن الأسماء والصفات ليست من مقومات الذات، ولكن من لوازم الذات. يعني تُنتزع هذه المطالب من الذات دائماً، لا أنه مرّة هكذا.. ومرّة لا. ومن هنا يعتبرونه باللسان المنطقي والفلسفي من لوازم الذات.
- والموجودات في إدراك هذا المعنى لهم مراتب، الذات الواسعة وجوداً التفاتها إلى ذاتها يختلف عن التفات الموجود الذي لم يمتلك وجوداً واسعاً، وإنما وجوده وجود ضيق. إذن التفاته إلى ذاته تابع لسعة ذاته وشدته هذا أيضاً مطلب. وكل موجودٍ له أن يجد ذاته مرّةً بنحو #الإجمال وأخرى بنحو #التفصيل . يجد نفسه مع قطع النظر عن كمالاته، أو فقط ينظر إلى ذاته، وأخرى يلتفت إلى كمالات ذاته، من صفاته، من حالاته، تارة يلتفت إلى هذا.. هذا أيضاً شيء.

(يتبع)                          ٤