1️⃣🌿🌿🌿
 
#المحاضرة_٨٢

🖊 محاضرة ٢ رمضان ١٤٤٠هـ
🖊 لسماحة الشّيخ قاسم الطّهراني (أدام الله فيضه)

أعوذُ باللهِ من الشّيطان الرّجيم
✨بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّيّبين الطّاهرين.
 
▪️العنوان الرّئيسيّ:

وجود كثرةٍ لكلّ موجودٍ في عالمه متناسبةٌ مع ذاك العالم والمقصود من فناء الموجودات فناء وجهها الخلقيّ لا الأمريّ.

✨✨✨✨✨✨✨

🖊 أبياتٌ راقيةٌ لسليمان بن علي #التلمساني وهو من تلامذة #الشيخ_الأكبر #ابن_عربي . وكذلك من تلامذة الشّيخ صدر الدّين #القونوي ، وله ديوانٌ، وله شرحٌ على فصوص الحكم، وفّقنا الله تعالى في الماضي بتحقيق شرحه على الفصوص، إلّا أنّه لم يطبع. وكذلك وفّقنا الله لتخريج ديوانه ومستعدّ للطّبع والنّشر.

🔅 دُمُوعِي أَبَتْ إِلّا انْسِكَابًا لَعَلَّهَا
بِمَكْنُونِ حُبِّي عِنْدَ خِلِّيَ تَشْهَدُ

🔅 دَنَوْتُ فَأَقْصَانِي فَعُدْتُ فَرَدَّنِي
فَلاَ هُوَ يُدْنِينِي وَلاَ أَنَا أَبْعُدُ

🔅 دُهِيتُ بِفُقْدانٍ لِمَنْ قَدْ وَجَدْتُهُ
فَلاَ مَدْمَعٌ يَرْقَى وَلاَ وَجْدَ يُخمَدُ

🔅 دَبِيبُ الهَوىَ بَيْنَ الضُّلُوعِ مُؤَجَّجُ
لَهِيبُ اشْتيِاقٍ فِيه لِلقْلَبِ مَورِدُ

🔅 دَعَانِي فَمَنْ ذَاقَ الهَوىَ ثُمَّ لَمْ يَنَلْ
وِصَالَ حَبِيبٍ كَيْفَ لاَ يَتَنَهَّدُ

🔅 دَعَاوي الأَسَى عِنْدي عَلَيْكَ صَحِيحَةٌ
فَقَلْبِيَ خَفَّاقٌ وَجَفْنِي مُسَهَّدُ

🔅 دَمِي بِكَ مَسْفُوكٌ وَدَمْعِي بَسَفْكِهِ
فَيَصْلُحُ قَلْبِي فِيكَ مِنْ حَيْثُ يَفْسُدُ

🔅 دَفَائِنُ حُبٍّ فِي لُحُودِ جَوَانِحِ
لَهَا بِكَ حَشْرٌ كُلَّ يَوْمٍ وَمَوْعِدُ

🔅 دُجَايَ إِذَا وَاصَلْتَ يَوْمٌ مُؤَبَّدٌ
وَيَوْمِي إِذَا أَبْعَدْتَ لَيْلُ مُسَرْمَدُ

🔅 دُنُوُّكَ أَقْصَى مَا أُحِبُّ وَأَشْتَهِي
فَإِنْ نِلْتُهُ فَهْوَ النَّعيِمُ المُخَلَّدُ

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

▪️ اختلاف وجه الشّيء باختلاف ما يقابله في نفس عالمه.

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

🖊 هناك تكملةٌ للمحاضرة السّابقة، وقد قلنا أنّ وجه كلّ شيءٍ هو ما تقابلهُ الأشياء للتّعرّف عليه. وقلنا أنّ وجه كلّ شيءٍ يختلف باختلاف #الأطوار_الوجودية . فالوجه، في #عالم_المادة للشّيء يختلف عن #الوجه الّذي هذا الشّيء يمتلكهُ في #عالم_المثال . وكذلك في #عالم_القيامة ، وكذلك في #العوالم الفوقانيّة والعالية.
➖ هنا نريد نوضّح مطلباً آخر؛ وهو أنّ وجه الشّيء في نفس عالمهِ لا بالنّسبة إلى العوالم الأخرى. في نفس عالمهِ يختلف باختلاف الأشخاص الّذين هم يقابلونهُ ويرونهُ. كيف؟ مثلًا المائز بين هذا الإنسان وذاك الإنسان هو وجههُ وصورته. صح! بهذا نحن نستطيع ونتمكّن من التّمييز بين هذا وذاك. عندما أنتم تدخلون، تخرجون من المملكة، ثم تعودون إلى المملكة، هذا الشّرطيّ الّذي على الحدود يرى "الباسبورت" الخاصّ بكم، جواز السّفر، ينظر مرّة إليكم وينظر إلى هذه الصّورة (فيه)، مطابقٌ معهُ أهلًا وسهلًا.
➖ ولكن هناك طرق أخرى للتّمييز أيضًا مثل ماذا؟ مثل البَنَانَ.
✨ (بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (٤)) سورة القيامة.
- لا يوجد في العالم إنسانٌ يكون بَنَانَهُ مثل الآخر تمامًا، ممكن مشابه، ولكن لا يوجد عينه تمامًا. ومن هنا جعلوا بصمة الإصبع طريقةً للتّمييز والتّعرف على الأشخاص. إذن بالنّسبة إلى بعض الأشخاص هذا البنان، هذه البصمة، هو المائز، لا الوجه. لا الوجه. بل توجد أشياء أخرى أيضًا، مثل العين، بالعين أيّ أحد....، عندهم أجهزة بالخارج، في أوروبا، ومن غير أوروبا أيضًا عندهم أجهزة، أيّ أحد يأتي يصوّرون "العِنبيّة"، يأخذون له صورة. ولا يوجد في العالم شخصٌ تكون عِنبيّتهُ، عينهُ مساوقة وعين الآخر. يوجد تمايز، بهذا يميّزون. إذن المائز عند هؤلاء ليست الصّورة ولا بصمة الإبهام، شيء آخر.
➖ بل شيء آخر ، يميّزون بين الأشخاص عن طريق (DNA الحمض النّوويّ) شيء للعظام، يأخذون قطعةً من العظام، ويقولون عظم كلّ أحد يختلف عن الآخر، فيقولون هذا الولد أكيد لهذا الشّخص، أو ليس لهذا الشّخص، لأنّ كلّ أحد يمتلك عظمًا خاصًّا، وعظامًا خاصّةً تختلف عن الآخرين. بل أكثر من هذا، ب "السّبيرم"، بالمنيّ، من ذرّات المنيّ يميّزون بين هذا وهذا، هذا المنيّ ليس قطرة أقلّ، أصلًا لا يمكن الإشارة إليه، بل بالمكبّرات يمكن ملاحظته، هذا السّبيرم الصّغير، "الجين" هذا، "جين" هذا يختلف عن الآخر. وبهذا، شيءٌ غريبٌ يتكوّن إنسانٌ مثل أبيه أو جدّه بهذا الشّيء، يعني كلّ شيء، وجههُ لسانهُ حركاتهُ، بل أخلاقهُ، روحانيّاتهُ، معنويّاتهُ موجودة في هذا الشّيء، الّذي لا نستطيع نشاهده إلّا بمكبّرات الصّورة، يعني "ميكروسكوب" (المجهر).

(يتبع) ١