الطريق إلى ألله
418 subscribers
2.88K photos
703 videos
2.95K files
2.44K links
للتواصل مع أدمين @harba110
Download Telegram
Forwarded from قناة محاضرات الأحدية صوتاً وكتابةً ٢
 1⃣🌿🌿🌿
#المحاضرة_١٠٠
🖊 محاضرة ٢ شوال ١٤٤٠هـ
🖊سماحة الشّيخ قاسم الطهراني (أدام الله فيضه)
أعوذُ باللهِ من الشّيطان الرّجيم
بسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطّيبين الطّاهرين.

▪️العنوان الرّئيسيّ: 

رؤية الآيات الأنفسية وشرطها.




🔆أبيات للشيخ محمد بن سليمان بن علي #التلمساني المعروف ب #الشاب_الظريف

🔆 وِصَالُكَ أَنْهَى مَطْلَبِي وَمُرَادِي
      وَحُسْنُكَ أَبْهَى مَرْتَعِي وَمَزادِي

🔆 ودُونَكَ لَوْ وَافَيْتُ رَبْعَكَ زَائِراً
      خِطابُ جِدَالٍ فِي خُطُوبِ جِلَادِ

🔆 حَبيبي لَقَدْ رَوَّيْتَ عَيْنِي بِدَمْعِهَا
      وَغَادَرْتَ قَلْبِي لِلتَّصبّرِ صَادِي

🔆 وَنَقَّصْتَ في حَظِّي كَمَا زِدْتَ فِي الهَوَى
      صدُودِيَ يَا كُلَّ المُنَى وبُعَادِي

🔆 فَوَاللهِ لَمْ أُطْلِقْ لِغَيْرِكَ مُهْجَتِي
      غَرَاماً وَلَمْ أَمْنَحْ سِوَاكَ وِدَادِي

🔆 بِعَيْشِكَ نَبِّهْ نَاظِريكَ لَعلَّها
      تَرُدُّ عَلَى طَرْفِي لَذِيذَ رُقَادِي

🔆 إِلى اللهِ أَشْكُو فِي الغَرامِ مُحَجَّباً
      بِقَلْبِي فَلا تَلْقَاهُ عَيْنِي بَادِي

🔆 أُحَاذِرُ طولاً مِنْ ذُؤَابةِ شَعْرِهِ
      فَقَدْ وَصَلتْ مِنْ قَدِّهِ لفُؤَادِي



▪️الحكمة الإلهية في عدم إراءة الله تعالی الآيات الأنفسية للکل.



🖊كان الكلام في الآية المباركة:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣)) سورة فصلت.
- الظاهر من هذه الآية المباركة، "سَنُرِيهِمْ"، أنه هناك آيات لله تبارك وتعالى أخفاها على عباده، ومن لوازم هذه #الآيات إذا رآها الإنسان أن يتحقّق له شهود ومعاينة ولقاء الحقّ تبارك وتعالى. "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا"، يعني الآن هذه الآيات غير موجودة، ليست موجودة لدى الناس، الناس الآن لا يستطيعون يرون، "سَنُرِيهِمْ". إذن هذه الآيات التي لحدّ الآن الله تبارك وتعالى أرانا، ورأيناها، هذه الآيات أحيانًا توجب الإيمان بالله وشهوده، وأحياناً ما تستلزم هذا.
ولكن هناك آيات آفاقية وآيات أنفسية، إذا الله تبارك وتعالى يُريها لنا، لا محالة، لا يوجد طريق، لا يوجد مفرّ إلّا حصول معاينة الله تبارك وتعالى، وشهود أحدية الحقّ وانبساط نوره في كل الموجودات، "حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ"، هذا هو الظاهر من الآية.
هناك إشكال، سؤالٌ: إذا الله تبارك وتعالى لا يُرينا هذه الآيات الآفاقية والأنفسية التي هذه الآيات تتبع الإيمان الشهودي بالله، فما ذنبنا؟ الله دائماً يقول لماذا ما آمنتم ؟ لماذا كذا.. لماذا كذا؟ أعذبكم.. أنتم كذا... حسناً حبيبي يا الله! أرنا هذه الآيات حتى نحن يحصل لنا #الاطمئنان ، تنتهي القصة!! لماذا أنت تدّخر وتخفي وتخبئ هذه الآيات عنّا، بعد تحاكمنا! وتقول لماذا أنت ما فعلت كذا؟ لماذا كذا؟ من أول الأمر أرنا هذه الآيات حتى يكون إيماننا مثل إيمان النبي (ص)، "سَنُرِيهِمْ"، بعد حين، بعد فترة ليس معلومًا متى، نُريكم هذه الآيات... حتى يتبين لكم أني أنا الحقّ، حسناً الآن بيّن لنا... هذا هو الإشكال، ما جوابه؟ كيف نرد على هذا الإشكال؟
جوابه واضح: جوابه أنه، عدم إراءة الحقّ تبارك وتعالى لهذه الآيات لا يعني عدم توجّه المسؤولية، وعدم توجّه السؤال إلينا. من قبيل :
( إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ (١١)) سورة الرعد.
- هذا التغيير صح، الله لا يُري، الآن لا يُرينا هذا، لماذا لا يُرينا؟ لأننا لسنا مستعدين،،، ولكن هذا الخطاب، خطاب للكل وليس..  يعني هناك أشخاص مستعدون الله تبارك وتعالى الآن يُريهم، ولكن بشكل عام كل الناس ليسوا مستعدين، وقابلين، ومتهيئين لمشاهدة هذه الآيات. إذن النقص فيكم، لماذا الله يؤخّر في إراءة هذه الحقائق، في إراءة هذه الآيات التي،،، هذه الآيات إذا نراها بسرعة يحصل لنا الشهود التوحيدي بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى. لأننا لسنا مستعدين لهذا الأمر، لأننا مشغولين بالمادة.
أما الذين هم مستعدون فهذا الخطاب لا يشملهم. "سَنُرِيهِمْ"!!! لا!!! أريناهم، لأنهم مستعدون، والجواد... والله تبارك وتعالى جوادٌ ويستحيل عليه البخل وهو ليس بخيل، إذا كان عندكم استعداد، استعدادات لتلقّي هذه الآيات، الله بسرعة ينزله ويعطيك. فالسبب في التأخير ليس هو الله، السبب في التأخير أنفسنا، ونحن السبب في التأخير بعدم #المجاهدة ، بعدم تصفية الضمير، بعدم تصفية #القلب ، فحينئذٍ هذه #الآيات الله تبارك وتعالى لا يرسلها إلينا، ولا يُرينا، لأنه حكيم، ويعرف أن هذه الآيات لا يفيدنا، ويزيد... بل وتزيد هذه الآيات فينا، تزيد فينا كفراً ونفاقاً، لأننا غير مستعدين، ولكن على الطول حسناً.

(يتبع)                     ١