تأملات قرآنية 😷
12.4K subscribers
3.16K photos
4 files
2.92K links
قناة تختص بنشر التأملات القرآنية لزيادة ثقافة الوعي القرآني
Download Telegram
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

يحتاج مجتمعنا ليكون مستقراً فكرياً - بالدرجة الأساس - وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً الى رمز يُحتذى به في كل جانب نريد الاستقرار فيه وعدم الاضطراب ، وأن يكون هناك إتِّباع من قبل الآخرين لهذا الرمز كإتباع الكواكب للشمس ، أينما يجري ويتجه يجري الأتباع معه من دون بلبلة أو اعتراض أو ضوضاء .
وهنا اختيار الرمز يجب أن يكون وفق ضوابط وليس بشكل عشوائي وفقاً لأهواء معينة ، فيجب أن يكون هذا الرمز وفق التقدير الإلهي ، وليكون إتباع هذا الرمز إتباعاً بلا نقاشٍ فلا بد أن يكون مُعيناً بالإسم بحيث لا يكون خلافاً عليه ( ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد ) أو من يُعيّنُه المعُيَّنُ بالإسم كالأوصياء ، وأحياناً يتطلب الأمر تعييناً بالأوصاف ، كما في حالة الفقهاء إذ وصفوا بأنهم ( ورثة الأنبياء ) و (أمناء الرسل) ، ولكنهم لا يحملون نفس رمزية المعُيَّنين بالإسم وإنما بدرجة أقل .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

إن استقرار أي بلد يعتمد على مدى قدرة المعنيين وأصحاب القرار فيه على تقدير الأمور ، وهذا غير متاح لكل من هبّ ودبّ لأنه يتطلب رؤية بعيدة المدى لتكون تلك الأمور في محلها مُقدَّرة تقديراً صحيحاً وبأفضل النتائج ، عندها يكون هذا البلد كالشمس بين باقي البلدان.
ولتحقيق هذا الأمر لا بد أن يتمتع من يقدّر هذه الأمور بصفات أساسية منها العزة والعلم ، فالعزةُ تحرّك صاحبَ القرار - الذي يقدّر الأمور - نحو الاستقرار باعتباره من مقومات العزة والقوة والمنَعَة ، إضافة الى أن تقدير الأمور عامل مهم من عوامل العزة ، فمن لا يهمه من أين يأكل لا يهتم من يعطيه الأكل .
أما العلم فلا يمكن بدونه تقدير الأمور والاستقرار لأنه مفتاحُهما ، فبالعلم تُعرَف مقادير الأمور وأسس الاستقرار من الناحيتين النظرية والعملية .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

لتقدير الأمور على المستوى الاجتماعي عدة تطبيقات ومصاديق ، منها الاقتصاد ، فالدول التي تمتلك اقتصاداً قوياً تكون دولة قوية وعزيزة بدرجة من الدرجات أو على الأقل أقوى وأعز من الدول التي يكون اقتصادها أضعف ، وما أصبحت تلك الدول قوية لولا دور علمائها الذين وضعوا أسس تقدير الأمور المعاشية لأبناء بلدهم ، فكان الأمر سهلاً ويسيراً لأصحاب القرار وقادة البلد .
ومن المؤسف أن نرى الدول الإسلامية إما ضعيفة اقتصادياً وبالتالي غير عزيزة تستجدي دعم باقي الدول بما فيها الدول المعادية للإسلام ، أو قوية من الناحية الاقتصادية إلا أنها غير عزيزة أيضاً لأن اقتصادها تطور بسواعد معادية للإسلام ، وهنا يأتي دور العلم والعلماء المسلمين لوضع آليات لتقدير الأمور تجعل بلدانهم عزيزة سواء كان من خلال الاقتصاد أم من غيره .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

يُعتَبر الإنسان الحكيم رمزاً مميزاً كالشمس يُحتذى به ، فهذا الإنسان جرى ويجري ويبقى يجري حتى يستقر عند الحكمة ، فمن خلالها يمكنه تقدير أموره وجعل كل شيء في موضعه ، وبسببها يكون الإنسان عزيزاً عليماً ، عزيزاً لأنه يستغني بالحكمة عن الناس ، بل الناس يحتاجونه ، وعليماً لأنه يعلم مستقره وهدفه وغايته ، فلا يتخبط يميناً وشمالاً ، ويعلم أن سعادة البشر في الحكمة وتقدير الأمور بمقاديرها ، فيكون كريماً من دون أن يكون بخيلاً أو مسرفاً ، وشجاعاً من دون أن يكون جباناً أو متهوراً ، وزاهداً من دون أن يكون كَلّاً على غيره ، وغنياً من دون أن ينشغل بالدنيا عن آخرته ، يعمل لآخرته كأنه يعيش أبداً ، ويعمل لدنياه كأنه يموت غداً ، فيربح الدنيا والآخرة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

قد لا يختلف اثنان أن العلم من عوامل العزة والقوة ، فالعالم من حيث الأساس يكون عزيزاً ، وإن لم يكن عزيزاً فوصفه بالعالِم يكون محل استغراب .
ولكن إذا حللنا الواقع فإن العالِم يكون عزيزاً وقوياً بشرط ، وهو أن لا يكون ضعيفاً أمام نفسه الأمارة بالسوء أو بأيدي المتنفذين والمتسلطين وأصحاب رؤوس الأموال ، فأغلب من يُطلَق عليهم (علماء) هم غير عزيزين حتى وإن كانت نتاجاتهم لامعة ومميزة كالشمس ، لأن هذه النتاجات سلاح ذو حدين ، حدٌ يقود الإنسان والمجتمع الى الاستقرار أو على الأقل عدم الاضطراب ، والحد الآخر يعمل بالعكس ، وللأسف فإن أغلب المنتجات العلمية التي تطوّرَ العالَمُ بها كان العلماء الذين ساهموا في وضع أسس تصنيعها أُسراء بأيدي أصحاب النفوذ والمال ، بدليل أنهم يبيعون خبراتهم وبراءات اختراعهم لمن يدفع أكثر حتى لو استخدمت ابتكاراتهم في قتل البشر وإضلال وإذلال الناس ، لذا جاء التوصيف القرآني للعالم ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

على الإنسان الذي يطمح أن يكون رقماً مهماً في معادلة الحياة الدنيا ( والآخرة أيضاً ) أن يضع له هدفاً ثابتاً وواضحاً ، ويجري جرياً نحوه بعد أن يضع له خطة ( علمية وعملية ) مدروسة للوصول الى هذا الهدف ، فذلك تقدير العزيز العليم جل وعلا ليكون الإنسان عزيزاً ، ولا يكفي أن يسير سيراً إلا أن يضطر الى ذلك ، لأن السير لا يناسب الأهداف السامية ، والركض قد يعتبر من التهور فتضيع الخطة الموضوعة والهدف المنشود ، أما الجري فيمثل التأني والحكمة من دون تهاون في تحقيق الهدف ولا تهور واندفاع يحرم الطامح من بلوغ ما يطمح ، ولا يعني أن يكون الجري على وتيرة واحدة حتى لو كانت الظروف ضاغطة وغير مؤاتية ، إذ يتطلب تقدير الأمور بشكل حكيم وتكون سرعة الجري وفقها .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)

إن أهداف الإنسان التي يطمح الى تحقيقها ويجري من أجل الوصول إليها ينبغي أن تكون وفق التقدير الإلهي ، تقدير عزيزٍ عليمٍ ، كي يكون - هذا الإنسان - عزيزاً ذا منهج علمي وإسمٍ لامعٍ كالشمس من بين الناس ، وبالتالي فإن كثيراً من الأهداف التي يسعى لها البعض لا بد من شطبها لأنها لا تتوافق مع التقدير الإلهي ، لأنها لا تُحقِّق العزةَ للطامح ولم تكن وفق مبادئ علمية ، إضافة الى أنها لا تجعله مميزاً بين أقرانه ، كأن يطمح البعض بأن يكون مُغنّياً مثلاً ، فأي عزة يجلبها الغناء ؟! وأي أسس علمية بُني عليها هذا الطموح ؟! وأي تميزٍ يحصل عليه من خلاله ؟! بل حتى لو كان الطموح هو الوصول الى وظائف اجتماعية محترمة كالطبيب أو المهندس أو المدرس أو ما شابه ، فأي من هذه الوظائف لا تحقق العزة في النفس ولم تُبنَ وفق أسس علمية فهي مرفوضة ، أما إذا لم تجعله مميزاً معطاءاً ذا قيمة علمية واجتماعية فالرفض يكون مؤكداً .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)

هناك دورة لكثير من الأشياء ، ويمكن للإنسان أن يستفيد منها ، فللماء مثلاً دورة في هذه الحياة تساعد على ديمومته وانتفاع المخلوقات منه ، وللقمر دورة أيضاً ، فكل شهر يتجدد ظهور القمر ولكن بمنازل مختلفة وفق تقدير إلهي ، ويظهر بأشكال متعددة ، فيبدأ هلالاً قد لا نكاد نراه بشكل واضح لضعفه ، ثم يكبر فيكون بدراً يزيّن السماء بنوره حتى أصبح مثلاً للجمال والنورانية ، ثم يصغر من جديد ليعود كالعرجون (العذق اليابس المقوس) القديم .
وهذه الدورة القمرية التي تتكرر يمر بها تقريباً كل إنسان ولكن من دون تكرار ، فيبدأ ضعيفاً يجذب الأنظار رغم ضعفه مثل الهلال ، ثم يكبر حتى يكون شاباً في قمة جماله كالبدر ، وهنا عليه أن يكون معطاءاً للآخرين منيراً دربهم عندما يحل الظلام ، لأنها فترة محدودة وسينتهي به الأمر ليرجع ضعيفاً يقل الاهتمام به عندما يقترب من الشيخوخة .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)

قدّر الله تعالى أن ينزل القمر بمنازل وأشكال مختلفة ، فيبدأ بالظهور كهلال وتبدأ الأشهر القمرية معه ، ورغم ضعفه الى درجة عدم قدرة الكثيرين على رؤيته إلا أنه محط اهتمام من قبل المؤمنين ، لأن رؤيته تعني بدء شهر جديد أو سنة جديدة ، وهذا الشهر يمكن أن يكون منطلقاً لمضمار للتسابق نحو التكامل والتقرب الى الله سبحانه ، سواء كان الشهر الذي بدأ موسم حزنٍ كشهري محرم وصفر أو موسم عبادة كشهر رمضان وذي الحجة أو موسم فرح وأعياد كشهر شوال ، فكلها ميادين للسباق بين المؤمنين لبلوغ أهداف مختلفة .
وهنا درس مهم لنا وهو أن الضعف ( الضعف الظاهري والشكلي ) لا يعني بالضرورة نهاية الحياة او الانطواء والانزواء ، فيمكن أن يكون محط اهتمام الناس إن أحسنّا استثماره وجعلنا حاجاتهم مرتبطة بنا .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views
#تأملات_قرآنية من #سورة_يس

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)

هناك عدة دروس يمكن الاستفادة منها عند النظر الى القمر ومنازله وأشكاله وأوضاعه ، فمثلاً الانتقال من الهلال الى البدر يُمثّل الانتقال من ضعفٍ الى قوة كانتقال الانسان من مرحلة الطفولة الى مرحلة الشباب ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ) ، والانتقال من البدر الى الهلال يُمثّل الانتقال من قوة الى ضعف ، كانتقال الانسان من مرحلة الشباب الى مرحلة الشيخوخة ( ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة ) ، وإن كان هذا الانتقال من حال الى حال يتكرر شهرياً عند القمر فإنه يتكرر باللحظات عن جنس الإنسان .
وبعد أن أعطى الله تعالى الإنسان جاذبية في طفولته تجعل الناس تهتم به رغم ضعفه ( كالهلال في بداية عمره ) فإنه سبحانه يفّوض الإنسان عندما يقوى ليكون جذاباً للآخرين باستثمار طاقاته قبل أن يهرم ويكون كالعرجون القديم .

* مشاركتها ثواب لنا ولكم

https://twitter.com/quraan_views