في قوله تعالى: ﴿وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون﴾
قال الحسن البصري رحمه الله: "خسر عبد لا يكون حظه من كتاب الله إلا التكذيب".
[تفسير الطبري]

قوله تعالى : {تكاد تميز من الغيظ} يعني تتقطع وينفصل بعضها من بعض ; قاله سعيد بن جبير . وقال غيره: تتفرق من شدة الغيظ على أعداء الله تعالى . وقيل : من الغيظ أي من الغليان . وأصل " تميز " تتميز .
(تفسير القرطبي)

قيل: أن السمك لا رئة له، كما أن الفرس لا طحال له، والجمل لا مرارة له، والنعامة لا مخ لها .

حياة الحيوان للدميري

قال هارون الحمال: حدثنا محمد بن أبي كبشة، قال:
كنت في سفينة، فسمعت هاتفا يقول: لا إله إلا الله، كذب المريسي على الله.
ثم عاد الصوت يقول: لا إله إلا الله، على ثمامة والمريسي لعنة الله.
قال: ومعنا رجل من أصحاب المريسي في المركب، فخر ميتا.

تاريخ بغداد

قال العجلي: رأيت بشرا المريسي- عليه لعنة الله- مرة واحدة. شيخا قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيء باليهود.
وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع؟ ثم قال: لا يرحمه الله، ولقد كان فاسقا. (تاريخ بغداد)

قال ثمامة المعتزلي المتكلم:
عدت رجلا، وتركت حماري على بابه، ثم خرجت، فإذا صبي راكبه، فقلت: لم ركبته بغير إذني؟
قال: خفت أن يذهب.
قلت: لو ذهب، كان أهون علي.
قال: فهبه لي، وعد أنه ذهب، واربح شكري.
فلم أدر ما أقول . [السير]

كان بعض السلف يقول: "أي دين أي دين لو كان له رجال؟ !".

السير

أرى في بعض المساجد -لاسيما مساجد العامة- زهدا في الحرص على الصف الأول والمسابقة إليه والمبادرة عند الدخول في المسجد ، وهذا تقصير وجهل بما يترتب عليه وما أخبر عنه النبي ﷺ .

ومنهم من يبدأ صفا في الصلاة قبل إتمام الأول ، وقد قال نبينا ﷺ : "أتموا الصف الأول ثم الذي يليه".

تارك الصلاة لا تحل ذبيحته ولا صيده .

ثمامة بن أشرس أحد رءوس المعتزلة والقائلين بخلق القرآن:
نقل عنه المبرد أنه قال :
(خرجت إلى المأمون، فرأيت مجنونا شد، فقال: ما اسمك؟
قلت: ثمامة.
فقال: المتكلم؟
قلت: نعم.
قال: جلست على هذه الآجرة، ولم يأذن لك أهلها.
فقلت: رأيتها مبذولة.
قال: لعل لهم تدبيرا غير البذل، متى يجد النائم لذة النوم؟
إن قلت: قبله، أحلت، لأنه يقظان.
وإن قلت: في النوم، أبطلت، إذ النائم لا يعقل.
وإن قلت: بعده، فقد خرج عنه، ولا يوجد شيء بعد فقده.
قال: فما كان عندي فيها جواب).
اهـ من السير

أي أن هذا المتفلسف سلط الله عليه هذا المعتوه المتحامق -والذي حاله أحسن من ثمامة- ، حيث رد عليه تنطعه وتشدقه في الكلام والشقاشق التي لا تنفع أهلها بل تضرهم بمثل هذا السؤال الذي أعجزه .
وأقول والله أعلم أن مراد المعتوه أن يبين له أن الكلام هذا هو محصله فراغ وضياع ونهايته حيرة ، وأن أفعال الله التي لم ندرك ماهيتها والحكمة منها يجب فيها التسليم وعدم الخوض، والله أعلم.

قال ابن عثيمين: وليعلم أيضا أن تارك الصلاة إذا مات على ترك الصلاة فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالرحمة ولا تناله شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

شرح الرياض

وقال العثيمين: يجب على من مات عنده ميت وهو لا يصلي أن يبعده عن مدافن المسلمين ولا يحل له أن يقدمه للمسلمين ليصلوا عليه وهو يعلم أنه مات لا يصلى أبدا فإن فعل فهو مسيء إلى المسلمين والمسلمون ليس عليهم إثم لأنهم ما علموا .

في إقامة الحدود زواجر، وفي هجر المبتدعة والعصاة والفساق عبرة لأشكالهم، ولو أقيمت الحدود؛ وزجر أهل الباطل وهجروا لارتدع كثير، وانخنس شرير.

من وصايا بعضهم التي نقلها السلف: انظر لا تطفئ المصباح في بيتك فيدخل اللصوص بيتك.
أي: نور بيتك بذكر الله عز وجل. اهـ

المجالسة للدينوري

قال الشاعر:

فهبني مسيئا كالذي قلت ظالما ... فعفو جميل كي يكون لك الفضل
فإن لم أكن للعفو أهلا لسوء ما ... أتيت به جهلا فأنت له أهل

[بهجة المجالس]

أفاد ابن عثيمين في شرح الرياض أن قاطع الصلاة إذا مات لا يدفن مع المسلمين ولا يكفن، بل يُرمى في ثيابه ويوارى في التراب.

ومما ينسب إلى عمرو بن العاص:
وبعض انتقام المرء يزري بعقله ... وإن لم يقع إلا بأهل الجرائم
وذكر ذنوب الوغد ترفع ذكره ... فدعه صريع النوم تحت القوادم

[بهجة المجالس]

{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة}

اختلف المفسرون في الحفدة، فقال عبد الله بن مسعود: هم أختان الرجل على بناته. وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: هم ولد الرجل وولد ولده. وروي عنه أنهم بنو امرأة الرجل من غيره، وسموا حفدة لتحفدهم في الخدمة وسرعتهم في العمل، ومنه قولهم : "وإليك نسعى ونحفد" أي نسرع إلى العمل بطاعتك.

[أدب الدنيا للماوردي]

وقد يصير للصهر بين الاثنين ألفة بين القبيلتين وموالاة بين العشيرتين. حكي عن خالد بن يزيد بن معاوية أنه قال: كان أبغض خلق الله عز وجل إلي آل الزبير حتى تزوجت منهم أرملة فصاروا أحب خلق الله عز وجل إلي.

[بهجة المجالس]

فإن كان عقد النكاح لأجل المال وكان أقوى الدواعي إليه، فالمال إذا هو المنكوح فإن اقترن بذلك أحد الأسباب الباعثة على الائتلاف جاز أن يلبث العقد وتدوم الألفة فإن تجرد عن غيره من الأسباب وعري عما سواه من المواد فأخلق بالعقد أن ينحل وبالألفة أن تزول، لا سيما إذا غلب الطمع وقل الوفاء؛ لأن المال إن وصل إليه فقد ينقضي سبب الألفة به.

الماوردي في أدب الدنيا