قول النبي عليه الصلاة والسلام: «اعتدلوا في السجود»
أي: اجعلوه سجودا معتدلا، لا تهصرون فينزل البطن  على الفخذ، والفخذ على الساق، ولا تمتدون أيضا؛ كما يفعل بعض الناس إذا سجد يمتد حتى يقرب من الانبطاح، فهذا لا شك أنه من البدع، وليس بسنة، فما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، ولا عن الصحابة ـ فيما نعلم ـ أن الإنسان يمد ظهره في السجود، إنما مد الظهر في حال الركوع. أما السجود فإنه يرتفع ببطنه ولا يمده.

العثيمين / الشرح الممتع

تحسين العبارة يلعب دورا كبيرا في التأثير:

فقد يكون الخطاب أو الخبر بعبارتين مختلفتين عن الحدث نفسه يختلف تأثيره،
ومن ذلك قول وحشي للنبي ﷺ حين سأله : " أنت قتلت حمزة ؟ " فقال وحشي : (قد كان من الأمر ما بلغك).

ومن ذلك ما ذكر عن رجل رأى رؤيا أنه سقطت أسنانه فسأل عنها معبرا، فقال له: (يموت أصدقاؤك الذين في سِنّك). فحزن لذلك، وسأل عنها معبرا آخر، فقال له المعبر: (تعيش بعد أقرانك) ، فارتاح لذلك،
مع أن التعبير مؤداه واحد، لكن حسن التعبير من الحكمة.

الأولى أن يأخذ المصلي لقدميه مكانا مساويا لقامته، وهو من حسن الاستواء في الصلاة الذي أمرنا به، فلا يقرب رجليه من بعضهما، ولا يزيد على قدر عرض قامته.
وكلا الأمرين: تقريب القدمين وأخذ مسافة أكبر: مزعج للمصلي الذي بجانبه، وتذهب معه سنة المحاذاة، والله أعلم.

فرق بين العِدّة والعُدّة!

العُدّة : بضم العين، وتشديد الدال: كل ما يستعان به لحوادث الدهر من مال وسلاح.

[الإعلام لابن الملقن]


والعِدَّة: بكسر العين وتشديد الدال، مأخوذة من "العَدَد"، وهي المدة التي تتربص بها المرأة عن التزويج بعد الفراق.

[توضيح الأحكام]

وهكذا : العِدَّة الجماعة.

(وَالْعِدَةُ) بكسر العين وتخفيف الدال، الْوَعْدُ .

[مختار الصحاح]

قال علي بن الجهم:

وعاقبة الصبر الجميل جميلة ... وأحسن أخلاق الرجال التفضل

ولا عار إن زالت عن الحر نعمة ... ولكن عارا أن يزول التجمل

أدب الدنيا

قوله تعالى:﴿وَاذكُرِ اسمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّل إِلَيهِ تَبتيلًا﴾
روى ابن جرير عن ابن عباس قال: أي أخلص له إخلاصا.
قال البغوي: وقيل معناه : انقطع إليه في العبادة انقطاعا، وهو الأصل في الباب . اهـ

عن إبراهيم - النخعي - قال: «لا بأس إذا مات الرجل أن يؤذن صديقه، إنما كانوا يكرهون أن يطاف به في المجالس، "أنعي فلانا" كفعل الجاهلية».

رواه عبد الرزاق في المصنف وسنده صحيح.

قال إسماعيل بن يزيد:

أحب الفتى ينفي الفواحشَ سمعُه ... كأَنَّ به عن كل فاحشة وقرا

سليم دواعي الصدر لا باسطا يدا ... ولا مانعا خيرا ولا قائلا هُجرا

إذا ما أتت من صاحبٍ لك زلة ... فكن أنت محتالا لزلته عذرا

غنى النفس ما يكفيك من سدّ فاقة ... فإن زاد شيئا عاد ذاك الغنى فقرا

[المجالسة وجواهر العلم]

حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عق عن نفسه بعد النبوة" .

رواه عبد الرزاق في المصنف عن عبد الله بن محرر، عن قتادة، عن أنس به.

حسنه الألباني في الصحيحة (٢٧٢٦) بمجموع طرقه وقال :
وأما الحافظ ابن حجر فقد تناقض كلامه في هذا
الحديث تناقضا عجيبا، فهو تارة يقويه وتارة يضعفه في المكان الواحد! ..

ثم توسع في بيان ذلك. ثم قال:
وقد ذهب بعض السلف إلى العمل به، فروى
ابن أبي شيبة في " المصنف عن محمد بن سيرين قال: " لو أعلم أنه لم يعق عني لعققت عن نفسي ".

وإسناده صحيح إن كان أشعث الراوي له عن
ابن سيرين هو ابن عبد الله الحداني أو ابن عبد الملك الحمراني، وكلاهما بصري ثقة. وأما إن كان ابن سوار الكوفي فهو ضعيف، وثلاثتهم رووا عن ابن سيرين، وعنهم حفص - وهو ابن غياث - وهو الراوي لهذا الأثر عن أشعث! .

وذكر ابن حزم في " المحلى من طريق الربيع بن صبيح عن الحسن البصري: " إذا لم يعق عنك، فعق عن نفسك وإن كنت رجلا ". وهذا إسناد حسن. اهـ

الصحيحة [506/6]

سئل مالك، عن شاة تردت، فكسرت، فأدركها صاحبها، فذبحها، فسال الدم منها، ولم تتحرك، فقال مالك : إن كان ذبحها، ونفسها يجري، وهي تطرف؛ فليأكلها.

[الموطّأ : 1411]

عن مالك، أنه سمع بعض أهل العلم يقولون في البازي والعقاب والصقر، وما أشبه ذلك : أنه إذا كان معلما يفقه كما تفقه الكلاب المعلمة، فلا بأس بأكل ما قتلت مما صادت إذا ذكر اسم الله على إرسالها.

(الموطأ : 1423)

الإيلاء من الزوجة هو أن يخلف أن لا يقربها، وحدّ المدة أربعة أشهر لا زيادة على ذلك، فإن رجع وإلا وجب طلاقها، ولا يجوز ظلمها .

ليس لسجود السهو بعد السلام تشهد.

شيخ الإسلام / مجموع الفتاوى ج٢٣ ص٥١

وإن نسي سجود السهو؛ سجد ولو طال الفصل وتكلم أو خرج من المسجد . وهو رواية عن أحمد.

شيخ الإسلام / الفتاوى الكبرى 341/5

رجّح شيخ الإسلام : أنه إن ضاق الوقت عن فعل الفائتة والحاضرة؛ قدم الحاضرة ثم يقضي الفائتة.

انظر شرح العمدة ٢ /٢٤٥

{تربص أربعة أشهر}
التربّص : التأنّي والتأخر ، مقلوب التصبر .

تفسير القرطبي

عناوين أئمتنا القدامى لمصنفاتهم فوائد وحكم بمفردها، مثل:
(بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع) للكاساني.
و (اقتضاء العلم العمل) للخطيب.
و (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) لشيخ الإسلام.
و (فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب) لابن المرزبان.
و (فضل علم السلف على علم الخلف) لابن رجب.
و (زاد المعاد في هدي خير العباد) لابن القيم.

وغيرها كثير .

قال سبحانه: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ﴾ الآية

قال القرطبي: وحكى الطبري عن جماعة أن التفضيل هو أن يأكل بيده وسائر الحيوان بالفم.
قال: وقال الضحاك : كرمهم بالنطق والتمييز . اهـ

وهذا لا شك نوع من التكريم، وإلا فالآية أعم.

#تدبر

قوله سبحانه: ﴿وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ﴾ الآية

قال القرطبي بعد أن ذكر أقوالا متعددة عن المفسرين في الذي كرم الله به بني آدم، ثم قال:
(والصحيح الذي يعول عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف ، . وبه يعرف الله ويفهم كلامه ، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله ; إلا أنه لما لم ينهض بكل المراد من العبد بعثت الرسل وأنزلت الكتب . فمثال الشرع الشمس ، ومثال العقل العين ; فإذا فتحت وكانت سليمة رأت الشمس وأدركت تفاصيل الأشياء . وما تقدم من الأقوال بعضه أقوى من بعض .
وقد جعل الله في بعض الحيوان خصالا يفضل بها ابن آدم أيضا ; كجري الفرس وسمعه وإبصاره ، وقوة الفيل وشجاعة الأسد وكرم الديك . وإنما التكريم والتفضيل بالعقل كما بيناه . والله أعلم ).
اهـ

قوله تعالى : {ولقد كرّمنا بني آدم} إلى قوله: {ورزقناهم من الطيبات}

يعني لذيذ المطاعم والمشارب .
قال مقاتل : السمن والعسل والزبد والتمر والحلوى ، وجعل رزق غيرهم ما لا يخفى عليكم من التبن والعظام وغيرها .

#تفسير_القرطبي