🌱 في أن تكون قابلًا كُلَّ صورةٍ 🌱 :
رفضُ الشيء يقترنُ عند الكثيرين
بمَحوِ وُجودِهِ من الأساس..
بنفيِهِ ونفيِ أنّ لهُ حقّا في الوجودِ. بالنُّكرانِ.
وحجبِهِ عن البصر والبصيرة..
يُستنـكَرُ
أن لهُ مساحة أو حيّزًا خاصًّا به، واسما في اللُّغةِ يُشار بِـهِ إليهِ ..
فإذا ( تَمثَّلو ) العالَمَ كان العالمُ المُتَمثّلُ خُلُوًّا منهُ، فسُمِّيٙ عالما مثاليًّا.
وإذا ( تصوَّروا ) حجبوا اللّون الخاص بِهِ من صُورِ أذهانهم ..
••
لابــن عربي مقولةٌ قرأتها مرة في رواية #موت_صغير لمحمد حسن علوان،
مفادُها أن المُريدَ لا ينالُ وصل خالقهِ وكشفَهُ وهدايتهُ، ولا يكونُ قلبُه طاهرًا إلا في حالةِ كان قابلًا لكُلّ صورةٍ ..
استنكرتُ الأمرَ حين قرائتي له : كيف نقبلُ كلَّ الصور وفيها الحقُّ والباطلُ ؟
لكنّ المعنى في الجملة كان مُستفِزّا بحيثُ أنني دونَ وعي كنت أستحضرُهُ في مواقفَ عِدَّةً بعد ذلك وأحقق في صلاحيته من عدمها.. وعلى مدى ثلاث أشهرٍ لاقى المعنى قبولًا نسبيا عندي
وكونت عنه فهمًا خاصًّا
حتى إنتهيتُ إلى هذه الخاطرة.
فرُبّما الخللُ هنا هو في رؤيتِنا للفظِ الرّفضِ وتفسيرنا لِمعنى القُبولِ.
وقد يكونُ ما بين هذينِ القُطبين المتنافرين بحرًا من المعاني التي لم نصِل إليها بعدُ
والتي اختصرتها عقولنا وبسّطتها في شكلِ المفارقة بين القطبينِ الأقدمِ تاريخيا
وهما الوجودُ والعدمُ
وإلى التفسيرِ الفلسفي الأبسطِ؛
فأصبح الرفضُ: نفيٙ الوُجودِ
والقُبولُ: إقرارا بالوجودِ وإيمانًا به.
••
هل أنَّ في رفضِنا شيئًا من رفضِ إبليسَ الأَوَّلِ؟ وأول رفضٍ مُذ تمّتْ الخليقة ؟
هل كان رفضُ إبليس السُّجودَ لبشرٍ تعبيرًا ما لرفضِهِ أن البشر موجودون من الأساس وأن الله خلق أمثالهم ؟
كلا، فقد كان شاهدا لعمليةِ الخلق، وهو أعجزُ من أن ينكرَ ما كان شاهدا عليه.
لم يكُن رفضُ ابليس نفيا للوُجودِ بِقدرِ ما كان استخفافا واحتقارًا لهُ ..
وبناءً على عُلُوِّهِ في ميزانِ نفسهِ على خلقٍ ووجودٍ من طين..
فكيف يخفِضُ له نفسهُ طوعًا ؟
ابليس بهذا المعنى لم يكُن قابلا لصورة سُجوُدِ الأفضلِ لمن هو دونَهُ.
وهكذا فإن رفضنا نحنُ البشر أسْقَمُ أصلاً وأفقرُ معنًى حتى من رفض إبليسَ ذاتهِ، ذاك أنّهُ يتدخَّلُ في الموجوداتِ ويُقرر بمثالياتهِ حقّها من عدمه ! ويسحبُ من أصولها صفة (المخْلوقِ من اللّه) ..
إن رفضًا كهذا، زِد لَهُ قُدرةً ما على التدخُّلِ والفعل في الأشياءِ، وتمكينا ذاتيًّا فيها، أو رُبما فهمًا سقيما لكوننا الخلفاء في الأرضِ،
تراهُ يتحوَّلُ إلى إقصاء وتصفيةٍ بكل السبُلِ الممكنة..
وفي أقصى صُوَرِه يستحيلُ مُسيغا لزهقِ الأرواحِ ..
#أرأيت
#ابن_عربي
#سنن
رفضُ الشيء يقترنُ عند الكثيرين
بمَحوِ وُجودِهِ من الأساس..
بنفيِهِ ونفيِ أنّ لهُ حقّا في الوجودِ. بالنُّكرانِ.
وحجبِهِ عن البصر والبصيرة..
يُستنـكَرُ
أن لهُ مساحة أو حيّزًا خاصًّا به، واسما في اللُّغةِ يُشار بِـهِ إليهِ ..
فإذا ( تَمثَّلو ) العالَمَ كان العالمُ المُتَمثّلُ خُلُوًّا منهُ، فسُمِّيٙ عالما مثاليًّا.
وإذا ( تصوَّروا ) حجبوا اللّون الخاص بِهِ من صُورِ أذهانهم ..
••
لابــن عربي مقولةٌ قرأتها مرة في رواية #موت_صغير لمحمد حسن علوان،
مفادُها أن المُريدَ لا ينالُ وصل خالقهِ وكشفَهُ وهدايتهُ، ولا يكونُ قلبُه طاهرًا إلا في حالةِ كان قابلًا لكُلّ صورةٍ ..
استنكرتُ الأمرَ حين قرائتي له : كيف نقبلُ كلَّ الصور وفيها الحقُّ والباطلُ ؟
لكنّ المعنى في الجملة كان مُستفِزّا بحيثُ أنني دونَ وعي كنت أستحضرُهُ في مواقفَ عِدَّةً بعد ذلك وأحقق في صلاحيته من عدمها.. وعلى مدى ثلاث أشهرٍ لاقى المعنى قبولًا نسبيا عندي
وكونت عنه فهمًا خاصًّا
حتى إنتهيتُ إلى هذه الخاطرة.
فرُبّما الخللُ هنا هو في رؤيتِنا للفظِ الرّفضِ وتفسيرنا لِمعنى القُبولِ.
وقد يكونُ ما بين هذينِ القُطبين المتنافرين بحرًا من المعاني التي لم نصِل إليها بعدُ
والتي اختصرتها عقولنا وبسّطتها في شكلِ المفارقة بين القطبينِ الأقدمِ تاريخيا
وهما الوجودُ والعدمُ
وإلى التفسيرِ الفلسفي الأبسطِ؛
فأصبح الرفضُ: نفيٙ الوُجودِ
والقُبولُ: إقرارا بالوجودِ وإيمانًا به.
••
هل أنَّ في رفضِنا شيئًا من رفضِ إبليسَ الأَوَّلِ؟ وأول رفضٍ مُذ تمّتْ الخليقة ؟
هل كان رفضُ إبليس السُّجودَ لبشرٍ تعبيرًا ما لرفضِهِ أن البشر موجودون من الأساس وأن الله خلق أمثالهم ؟
كلا، فقد كان شاهدا لعمليةِ الخلق، وهو أعجزُ من أن ينكرَ ما كان شاهدا عليه.
لم يكُن رفضُ ابليس نفيا للوُجودِ بِقدرِ ما كان استخفافا واحتقارًا لهُ ..
وبناءً على عُلُوِّهِ في ميزانِ نفسهِ على خلقٍ ووجودٍ من طين..
فكيف يخفِضُ له نفسهُ طوعًا ؟
ابليس بهذا المعنى لم يكُن قابلا لصورة سُجوُدِ الأفضلِ لمن هو دونَهُ.
وهكذا فإن رفضنا نحنُ البشر أسْقَمُ أصلاً وأفقرُ معنًى حتى من رفض إبليسَ ذاتهِ، ذاك أنّهُ يتدخَّلُ في الموجوداتِ ويُقرر بمثالياتهِ حقّها من عدمه ! ويسحبُ من أصولها صفة (المخْلوقِ من اللّه) ..
إن رفضًا كهذا، زِد لَهُ قُدرةً ما على التدخُّلِ والفعل في الأشياءِ، وتمكينا ذاتيًّا فيها، أو رُبما فهمًا سقيما لكوننا الخلفاء في الأرضِ،
تراهُ يتحوَّلُ إلى إقصاء وتصفيةٍ بكل السبُلِ الممكنة..
وفي أقصى صُوَرِه يستحيلُ مُسيغا لزهقِ الأرواحِ ..
#أرأيت
#ابن_عربي
#سنن
"الصبرُ إن لم تشتكي فيه إلى الله لا يُعوَّلُ عليهِ" _ ابن عربي
والنّأيُ إن لم يشتكِي فيهِ المُشتاقُ لوعتهُ لا يُعوَّلُ عليهِ...
لا تصمُتْ وإن كان صوتك أنينًا غير مسموعٍ!
ولا تُخرِس شُعورك فما كانَ الذَّنبُ يوما ما تشعُرُ!
لا تُرخِصْ عذابك، ولا تستلذَّهُ نكاية بنفسك، ولا تتعوَّدْ اكتوائك فيغدُو جِلدُك أصَمًّا!
لا تتعوّدهُ!
#ابن_عربي #مقتبس #في_استنطاق_الداء
والنّأيُ إن لم يشتكِي فيهِ المُشتاقُ لوعتهُ لا يُعوَّلُ عليهِ...
لا تصمُتْ وإن كان صوتك أنينًا غير مسموعٍ!
ولا تُخرِس شُعورك فما كانَ الذَّنبُ يوما ما تشعُرُ!
لا تُرخِصْ عذابك، ولا تستلذَّهُ نكاية بنفسك، ولا تتعوَّدْ اكتوائك فيغدُو جِلدُك أصَمًّا!
لا تتعوّدهُ!
#ابن_عربي #مقتبس #في_استنطاق_الداء