أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ
ليسَ أبغضُ إلى قلبي من شيءٍ كإفراغِ الموجوداتِ من معانيها ! بعضُها -من جــلالِـهـا- توضعُ نصبَ العينِ والقلبِ والرّوحِ، يطوفُ الفكْرُ حولها طواف المُتعبّدينَ؛ يتبيّنُ في سِعةِ بُحورِها وعمق دلالاتِهَا.. يتلقّفُ خيوطَ النّورِ التي يتقرَّبُ بها ومن خلالها…
يكادُ يكونُ فعلُ التّعلـُمِ طوافًا رمزيًّا حول صرحِ الفكرةِ، دورانا لا منتهيا حول المِحورِ،
وكل دوْرةٍ في الطواف،
نقطة بدايتها تسليمٌ وسجودُ عقلٍ "لا أعلمُ" وشرط اكتمالها كل مرّةٍ صِدقُ السّعيِ.
#أرأيت
وكل دوْرةٍ في الطواف،
نقطة بدايتها تسليمٌ وسجودُ عقلٍ "لا أعلمُ" وشرط اكتمالها كل مرّةٍ صِدقُ السّعيِ.
#أرأيت
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
• والعِلمُ برهن لنا كيف أنّ مِخيالَ الطّبيعة أعظمُ وأوسعُ من خيالِ الإنسانِ بأشواطٍ. وعلى سبيلِ الذِّكرِ، أيهما أحقُّ بالعَجبِ؟ : أن نكون جميعا أقواما عالقين شطرهم رأسا على عقبٍ بفعل جذبٍ غامضٍ، في سطحِ كرةٍ دوارةٍ لفّافةٍ تتأرجحُ في الفضاء منذ بلايين السنين.. أم أن نكون محمولين على ظهرِ فيلٍ يركبُ سلحفاة ضخمةً تسبحُ بنا جميعا في بحرٍ ليس ذي قاعٍ؟ •
#فاينمان #مقتبس | مترجم بتصرّف
#فاينمان #مقتبس | مترجم بتصرّف
Forwarded from أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ (منالـ الشعباني)
لا يكونُ خيالُ الإنسانِ ورُؤياهُ لذاته ومُحيطِه أفضل من واقِعه ولحظته الراهنة،
ولا يكون تدبيرُهُ لنفسِهِ بأيِّ حالٍ أفضل من تدبير ربِّهِ لهُ..
و«لا بديلٙ لنا عن تدبيرهِ»:
ليس لأنّه لزامٌ علينا، وأننا لا نقوى لهُ تبديلاً، بل من باب أنه الأحكمُ تقديرا والأجلُّ أصلا والأتقنُ صُنعًا، من بابِ أنَّهُ آيةٌ في الجمالِ والإعجازِ!
يقولُ العمري شيئا يجانبُ هذا في شيفرة بلال مفاده أنّ الأمنيات وسقف الخيال البشري المزيّن بنجومٍ تضيء ألوانا، يخطفان اللُّبَّ ويفتُنان الفِكرَ.. لكن! الواقع، الواقع! دائما أجمل وأهمُّ!!!
وفِتنةُ الخيالِ تكمُنُ في خروجِهِ عن المألوفِ، وحقيقةُ المألوفِ أنهُ -وإن ألفتهُ النفسُ- تماما كالمحارة منغلِقٌ على الدُّرِّ من الحُسنِ والعجبِ..
فإذا تمسّك الناظرُ بجهله وأعمى بصيرتهُ ولم يبحث في الأعماقِ والبواطِنِ والمعاني أصابهُ سُؤمُ التَّعوُّدِ ومللُ التِّكرارِ، وفُتِنَ بالركيكِـ أو الطفيفِ من الخيالِ.
إنَّ التّخيُّل والتمني وسليلهما الدُّعاءُ، مراكبُ سعيٍ، ومعاول بناءٍ ومواهبُ إبداعٍ ومحركاتُ إحسانٍ. لكنها دائما تنطلقُ من أرضِ الواقع وتبني عليهِ.
وإدراكُ هذا لا يعني أن نبتر الخيالَ ونحُدَّهُ، أو أن نوقف الدُّعاء. بل هو يحمي ملَـكات الإنسان من العبث أو أن تُستخدمَ في هدمِ سلامة النّفسِ، وهو بذلك يحميها من التّلفِ.
#في_تشخيص_الدواء #أرأيت #سنن
ولا يكون تدبيرُهُ لنفسِهِ بأيِّ حالٍ أفضل من تدبير ربِّهِ لهُ..
و«لا بديلٙ لنا عن تدبيرهِ»:
ليس لأنّه لزامٌ علينا، وأننا لا نقوى لهُ تبديلاً، بل من باب أنه الأحكمُ تقديرا والأجلُّ أصلا والأتقنُ صُنعًا، من بابِ أنَّهُ آيةٌ في الجمالِ والإعجازِ!
يقولُ العمري شيئا يجانبُ هذا في شيفرة بلال مفاده أنّ الأمنيات وسقف الخيال البشري المزيّن بنجومٍ تضيء ألوانا، يخطفان اللُّبَّ ويفتُنان الفِكرَ.. لكن! الواقع، الواقع! دائما أجمل وأهمُّ!!!
وفِتنةُ الخيالِ تكمُنُ في خروجِهِ عن المألوفِ، وحقيقةُ المألوفِ أنهُ -وإن ألفتهُ النفسُ- تماما كالمحارة منغلِقٌ على الدُّرِّ من الحُسنِ والعجبِ..
فإذا تمسّك الناظرُ بجهله وأعمى بصيرتهُ ولم يبحث في الأعماقِ والبواطِنِ والمعاني أصابهُ سُؤمُ التَّعوُّدِ ومللُ التِّكرارِ، وفُتِنَ بالركيكِـ أو الطفيفِ من الخيالِ.
إنَّ التّخيُّل والتمني وسليلهما الدُّعاءُ، مراكبُ سعيٍ، ومعاول بناءٍ ومواهبُ إبداعٍ ومحركاتُ إحسانٍ. لكنها دائما تنطلقُ من أرضِ الواقع وتبني عليهِ.
وإدراكُ هذا لا يعني أن نبتر الخيالَ ونحُدَّهُ، أو أن نوقف الدُّعاء. بل هو يحمي ملَـكات الإنسان من العبث أو أن تُستخدمَ في هدمِ سلامة النّفسِ، وهو بذلك يحميها من التّلفِ.
#في_تشخيص_الدواء #أرأيت #سنن
`` لا يبدو سُقُوطُ الأشياء أمامنا مُدهِشاً مَثلاً رغمَ أنهُ بالمِثلِ حركةٌ لِلجَمَاداتِ، ولا يُغير في الأمرِ عُلُو السقوطِ ولا شدتُهُ.. لكن ما إن نرى مغناطيساً يرفعُ إبرةً حتى يختَلِفَ الأمرُ.
ومردُّ ذلِكـَ طبعًا هو التَّعَوُّدُ لا سِواه.
نحنُ أسرى الجاذبية المُؤبدون فيها، نُعارِكُها كل يومٍ وكل ساعةٍ وفي كل نفَسٍ وكل حركةٍ،
ولأجلِ ذلكـ فقد عميت أبصارُنا عن غرابتها وغرابة الأشياء الساقطة من حولنا.
أما المغناطيس فلا هو أسيرنا ولا نحن أسراه، وعلاقتُنا معهُ علاقةُ صداقةٍ وزيارات مُتقطعةٍ..
وكمن يزورُ غِبًّا فيزدادُ حُبًّا فدهشتُنا صوبهُ يصعبُ أن تموتَ وعليه فإن مُحاولاتِ فهمِهِ وفكِّـ طلسمه استمرت زمناً طويلا. ``
| بلال عوني • سلسلة اسطرلاب
ومردُّ ذلِكـَ طبعًا هو التَّعَوُّدُ لا سِواه.
نحنُ أسرى الجاذبية المُؤبدون فيها، نُعارِكُها كل يومٍ وكل ساعةٍ وفي كل نفَسٍ وكل حركةٍ،
ولأجلِ ذلكـ فقد عميت أبصارُنا عن غرابتها وغرابة الأشياء الساقطة من حولنا.
أما المغناطيس فلا هو أسيرنا ولا نحن أسراه، وعلاقتُنا معهُ علاقةُ صداقةٍ وزيارات مُتقطعةٍ..
وكمن يزورُ غِبًّا فيزدادُ حُبًّا فدهشتُنا صوبهُ يصعبُ أن تموتَ وعليه فإن مُحاولاتِ فهمِهِ وفكِّـ طلسمه استمرت زمناً طويلا. ``
| بلال عوني • سلسلة اسطرلاب
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
هذا رابط لأحد أفضل المعاجم التي وجدتها إلى حدّ هذه اللحظة، معجم الدوحة التاريخي.. الجميل أنه يرصدُ أولى الاستعمالات المدوّنة للكلمات المبحوث عنها ويمكن استخدامه بالبحث عن الجذر وتصفّح المعاني المختلفة واقتباساتها الأدبية أو الدينيّة.
#اليوم_العالمي_للغة_العربية
www.dohadictionary.org/
هذا رابط لأحد أفضل المعاجم التي وجدتها إلى حدّ هذه اللحظة، معجم الدوحة التاريخي.. الجميل أنه يرصدُ أولى الاستعمالات المدوّنة للكلمات المبحوث عنها ويمكن استخدامه بالبحث عن الجذر وتصفّح المعاني المختلفة واقتباساتها الأدبية أو الدينيّة.
#اليوم_العالمي_للغة_العربية
www.dohadictionary.org/
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية معجم يسجل تاريخ استعمالات ألفاظ اللغة العربية بدلالاتها الأولى، وتاريخ تحولاتها البنيوية والدلالية، مع تحديد مستعمليها، وتعزيز ذلك بالشواهد الموثقة.
وما الأسئلة إلا روح الوجود، بالسؤالِ بدأت المعرفة وبه عرف الإنسان ما الإنسان..
| يوسف زيدان بتصرّف
#مقتبس
| يوسف زيدان بتصرّف
#مقتبس
بعضُ مفاتيح تصفّح القناة:
لطالما أعجبتُ بقدرة التلڨرام على تنظيمِ وترتيبِ الأفكار، وأعتبرهُ من بين كل التطبيقات دُرْجِي المفضّل الذي لا تضيعُ فيه أشيائي وذاكرتي ونصوصي.. يكفي أن أفتحه وأتبع الكلمات المفاتيح التي أرفقها بعلامة #هاشتاڨ حتى أجد الفكرة حاضرة أو أبنيها بعد زمن من تجميعها وترتيبها هُنا. ولذلك سأشارك معكم بعض العلامات المفاتيح التي وضعتها على النصوص ومنها مقاصدها ومعانيها وأهدافها، وتيسيرا للانتفاع بها.
#مقتبس : للاقتباسات والمختارات
#شعر : للأشعار المختارة
•
#من_وحي_صورة : ما أوحتهُ صورة ما للقلم أن يكتُب.
•
#جدوى : مددٌ روحيٌّ يجيب عن ذاك السؤال الأزليّ 'لماذا أنا هنا؟'
•
الثنائيّ الذي لا ينفكُّ أوله عن ثانيه:
#في_استنطاق_الداء
#في_تشخيص_الدواء
وهي لحونٌ لاستنطاق الألمِ أو الأعراض للوصول إلى أصل الداء، تمهيدا للعلاج.
•
#سنن : قراءةٌ في ثوابت الكونِ وهويته وقوانينه التي جعله الله بها سائرًا وبناءٌ لأوتاد الروحِ.
•
#أرأيت : إشارةٌ لإعادةِ النظر في مدلولٍ ما، وحثٌّ على البحث في دلالته.
•
#لحون_القلب : عزفٌ فريدٌ لأهله ممن سكنوا القلبَ حُبًّا أو صداقةً وممن علموه هذه المعاني على جلالها وصدقها.
•
#لحون : عزفٌ للوجودِ لم يكتمل بعد
•
#شكوى : استلهمتها من مقولة ابن عربي "الصبر إن لم تشكُ فيه إلى الله لا يعول عليه" ولحاجة الإنسان أن يشكو لمن يحبّ حبّه وصدق فؤادهُ، ولأن للشكوى أدبا وجمالا.
•
#أدب : في الأدب المحتجب بداخلِ الفكر والحرف والموقف.
#نقول : ترجمات في علم النفس والفلسفة واللاهوت وغير ذلك من حكمة العجم
t.me/m4nal | أرأيت ثَمَّ رأَيْتَ
لطالما أعجبتُ بقدرة التلڨرام على تنظيمِ وترتيبِ الأفكار، وأعتبرهُ من بين كل التطبيقات دُرْجِي المفضّل الذي لا تضيعُ فيه أشيائي وذاكرتي ونصوصي.. يكفي أن أفتحه وأتبع الكلمات المفاتيح التي أرفقها بعلامة #هاشتاڨ حتى أجد الفكرة حاضرة أو أبنيها بعد زمن من تجميعها وترتيبها هُنا. ولذلك سأشارك معكم بعض العلامات المفاتيح التي وضعتها على النصوص ومنها مقاصدها ومعانيها وأهدافها، وتيسيرا للانتفاع بها.
#مقتبس : للاقتباسات والمختارات
#شعر : للأشعار المختارة
•
#من_وحي_صورة : ما أوحتهُ صورة ما للقلم أن يكتُب.
•
#جدوى : مددٌ روحيٌّ يجيب عن ذاك السؤال الأزليّ 'لماذا أنا هنا؟'
•
الثنائيّ الذي لا ينفكُّ أوله عن ثانيه:
#في_استنطاق_الداء
#في_تشخيص_الدواء
وهي لحونٌ لاستنطاق الألمِ أو الأعراض للوصول إلى أصل الداء، تمهيدا للعلاج.
•
#سنن : قراءةٌ في ثوابت الكونِ وهويته وقوانينه التي جعله الله بها سائرًا وبناءٌ لأوتاد الروحِ.
•
#أرأيت : إشارةٌ لإعادةِ النظر في مدلولٍ ما، وحثٌّ على البحث في دلالته.
•
#لحون_القلب : عزفٌ فريدٌ لأهله ممن سكنوا القلبَ حُبًّا أو صداقةً وممن علموه هذه المعاني على جلالها وصدقها.
•
#لحون : عزفٌ للوجودِ لم يكتمل بعد
•
#شكوى : استلهمتها من مقولة ابن عربي "الصبر إن لم تشكُ فيه إلى الله لا يعول عليه" ولحاجة الإنسان أن يشكو لمن يحبّ حبّه وصدق فؤادهُ، ولأن للشكوى أدبا وجمالا.
•
#أدب : في الأدب المحتجب بداخلِ الفكر والحرف والموقف.
#نقول : ترجمات في علم النفس والفلسفة واللاهوت وغير ذلك من حكمة العجم
t.me/m4nal | أرأيت ثَمَّ رأَيْتَ
أرأيتَ ثمَّ رَأَيْتَ pinned «بعضُ مفاتيح تصفّح القناة: لطالما أعجبتُ بقدرة التلڨرام على تنظيمِ وترتيبِ الأفكار، وأعتبرهُ من بين كل التطبيقات دُرْجِي المفضّل الذي لا تضيعُ فيه أشيائي وذاكرتي ونصوصي.. يكفي أن أفتحه وأتبع الكلمات المفاتيح التي أرفقها بعلامة #هاشتاڨ حتى أجد الفكرة حاضرة أو…»
ترتدي أيامنا هذه أثوابا كثيرةً،
ففي الظاهر، هي نهاياتُ أشياءَ وبداياتُ أشياءَ أُخرى، ويُقالُ أنها لهذا السّبب أو لذاكـَ أيّامُ أعيادٍ..
وفي الباطنِ ليسَ الجديدُ بها سوى زيادةً في الأرقامِ التي ندونها وتراجُعًا في بقية الأعمارِ التي نعدّها..
محطاتُ تغييرٍ، بدون تغيير.
فلا هي محطاتٌ، ولا السائرُ يتوقفُ، ولا حركة تخبو.
فكلّا؛
لم يخرُج الزمن عن صمته حتى يعلن لنا أنه أمْدَدَ عُمر الوُجود سنة أخرى، ولا أسمعنا الكونُ الخبر بالنيابة عنه لنطمئنَّ..
ولكنّ دويا ما لطبول تقرعها أيادي البشر، بإيقاع يعُـمُّ الأجواء عموم فناء البشر، يطول أركان الأرض في عناد ويُراد منهُ أن سنة ميلادية أخرى على وشك الولادة.
خليفة الله على الأرض يعتلي المنصة، يقول خطابا مضمونهُ أن الأرض لن تتوقف في هذه اللحظة المصطفاة الفاصلة ما بين دورتينِ.
بيد أنها مذ وجدها لم يسبق أن توقفت في أي لحظة، ولم تميز خلال دورانها أي نقطة عن سابقتها أو تلك التي تليها.
وإذا كان لدورانها في الأثير نقطة بداية فهي لم تبح بها لنا بعد: '' كل أجزاء الزمن سواسية في حكم أجزاء الزمن''
ولكن قرع الطبول مسترسل لا يتوقف، لامُبالٍ لحقائق الوجود اللامنتهي؛
إن البشر قارعوا هذي الطبول منتهون ولا بد للبشر كي يحتملوا عمر الوجود من الذكرى!
..
تسيرُ الفُلكُ دونَ توقُّفٍ، دونَ مللٍ،
بانتظام نبضِ العالمِ مذعنة لأمرِ خالقها..
ويسيرُ البشرُ،
ثُمّ تتعثّرُ الخطى أو تتثاقلُ، أو تتململُ وتضيقُ ذرعًا برتابَةِ المُضِيِّ الكونِيِّ فتتوقَّفُ، فرادى أو جماعاتٍ، بقافلةٍ أو بدونها، وتفترشُ المحطّاتِ وتحتسي الذّكرى وتراجِعُ الأسماءَ والدلالات.
ها نحنُ نصنعُ الرّموزَ ونكسوهَا معنى؛
فتقترنُ النّهاياتُ بالخوفِ وتقترنُ البداياتُ بالأملِ وتتقلب ما بينهما فصول النفس.
هاهو ذا ماردُ الزّمنِ كما رسمتهُ ريشة الخيال الجمعيّ، ينتفضُ من سباته الذي يدوم 356 يوما أبداً، أيقظهُ تزاور الشّمس واكتمال الطّواف..
يتمطى ثم يسحبُ برأتيه اللتين تسعان الكون بما فيهِ نفسًا جديداً لعام جديدٍ،
غير عابئٍ بالرّياحِ التي يحرّكُها في أشرعة أنفسنا الضئيلة وعتوٍّها!
فنحتاجُ مرساةً لتثبّتُنا، ونحتاجُ الذاكرة والتكرارَ والذكرى،
ونحتاجُ جاذبيّتها التي تنسينا دورانها.
ونحتاجُ قوالبنا التي تضمّنا وتلملمُ ذواتنا وتمنعها من الضّياعِ والعبثِ.
وكم نخشى.. أن تقتلعنا رياحُ التغييرِ أو أن يمحو الزمن في مروره أجزاءً منا،
ترتدي أيامنا هذه أثوابًا كثيرة،
نُلبسها إيّاها ثُمّ نتعلّقُ بأطرافها،
ولا يعلَقُ بأيامنا هذه حقّا سوى حقيقتها، لا يعلمُ مداها غيرُ خالقها وحده..
#سنن #أرأيت
#2020
ففي الظاهر، هي نهاياتُ أشياءَ وبداياتُ أشياءَ أُخرى، ويُقالُ أنها لهذا السّبب أو لذاكـَ أيّامُ أعيادٍ..
وفي الباطنِ ليسَ الجديدُ بها سوى زيادةً في الأرقامِ التي ندونها وتراجُعًا في بقية الأعمارِ التي نعدّها..
محطاتُ تغييرٍ، بدون تغيير.
فلا هي محطاتٌ، ولا السائرُ يتوقفُ، ولا حركة تخبو.
فكلّا؛
لم يخرُج الزمن عن صمته حتى يعلن لنا أنه أمْدَدَ عُمر الوُجود سنة أخرى، ولا أسمعنا الكونُ الخبر بالنيابة عنه لنطمئنَّ..
ولكنّ دويا ما لطبول تقرعها أيادي البشر، بإيقاع يعُـمُّ الأجواء عموم فناء البشر، يطول أركان الأرض في عناد ويُراد منهُ أن سنة ميلادية أخرى على وشك الولادة.
خليفة الله على الأرض يعتلي المنصة، يقول خطابا مضمونهُ أن الأرض لن تتوقف في هذه اللحظة المصطفاة الفاصلة ما بين دورتينِ.
بيد أنها مذ وجدها لم يسبق أن توقفت في أي لحظة، ولم تميز خلال دورانها أي نقطة عن سابقتها أو تلك التي تليها.
وإذا كان لدورانها في الأثير نقطة بداية فهي لم تبح بها لنا بعد: '' كل أجزاء الزمن سواسية في حكم أجزاء الزمن''
ولكن قرع الطبول مسترسل لا يتوقف، لامُبالٍ لحقائق الوجود اللامنتهي؛
إن البشر قارعوا هذي الطبول منتهون ولا بد للبشر كي يحتملوا عمر الوجود من الذكرى!
..
تسيرُ الفُلكُ دونَ توقُّفٍ، دونَ مللٍ،
بانتظام نبضِ العالمِ مذعنة لأمرِ خالقها..
ويسيرُ البشرُ،
ثُمّ تتعثّرُ الخطى أو تتثاقلُ، أو تتململُ وتضيقُ ذرعًا برتابَةِ المُضِيِّ الكونِيِّ فتتوقَّفُ، فرادى أو جماعاتٍ، بقافلةٍ أو بدونها، وتفترشُ المحطّاتِ وتحتسي الذّكرى وتراجِعُ الأسماءَ والدلالات.
ها نحنُ نصنعُ الرّموزَ ونكسوهَا معنى؛
فتقترنُ النّهاياتُ بالخوفِ وتقترنُ البداياتُ بالأملِ وتتقلب ما بينهما فصول النفس.
هاهو ذا ماردُ الزّمنِ كما رسمتهُ ريشة الخيال الجمعيّ، ينتفضُ من سباته الذي يدوم 356 يوما أبداً، أيقظهُ تزاور الشّمس واكتمال الطّواف..
يتمطى ثم يسحبُ برأتيه اللتين تسعان الكون بما فيهِ نفسًا جديداً لعام جديدٍ،
غير عابئٍ بالرّياحِ التي يحرّكُها في أشرعة أنفسنا الضئيلة وعتوٍّها!
فنحتاجُ مرساةً لتثبّتُنا، ونحتاجُ الذاكرة والتكرارَ والذكرى،
ونحتاجُ جاذبيّتها التي تنسينا دورانها.
ونحتاجُ قوالبنا التي تضمّنا وتلملمُ ذواتنا وتمنعها من الضّياعِ والعبثِ.
وكم نخشى.. أن تقتلعنا رياحُ التغييرِ أو أن يمحو الزمن في مروره أجزاءً منا،
ترتدي أيامنا هذه أثوابًا كثيرة،
نُلبسها إيّاها ثُمّ نتعلّقُ بأطرافها،
ولا يعلَقُ بأيامنا هذه حقّا سوى حقيقتها، لا يعلمُ مداها غيرُ خالقها وحده..
#سنن #أرأيت
#2020
https://www.instagram.com/p/B6hzwPbgRTs/?igshid=21g6umrekhl
أشرق جلال ربّي سبحانه تعالى وتكبّر
أشرق جلال ربّي سبحانه تعالى وتكبّر
Instagram
Babak Tafreshi
The sunrise of Thursday December 26 from the Middle East was unlike others. I went to the coast of Oman to document this annular solar eclipse, a ring of fire which continued to Pakistan, across the Indian Ocean to India, Sri Lanka, Malaysia, Indonesia, Singapore…
ولعلَّ أبلغَ ما نتعلَّمه من دروس هذه الحياة ويرسخُ فينا بمرور السّنوات هو أن نهتمَّ؛ أكان ما نصُبُّ اهتمامنا فيه فكرا أو لغة أو فنا أو علما أو حقيقة أو هندسة أو بشرا.. أن نحمل الهمَّ..
كقطع صغيرة نجمّعُها من إدراكٍ لحقيقة أوسع وأشملَ؛ هي أن مسيرنا هذا بكلِّ ما يتضمَّنه، كله دونما استثناء، يستحقُّ العناء وأننا -فِعلاً- لم نخلق عبثًا.
{ أفحسِبْتُم أنّما خلقناكُم عبثًا وأنّكم إلينا لا تُرْجَعُونَ } _المؤمنون_115
#آية #جدوى
كقطع صغيرة نجمّعُها من إدراكٍ لحقيقة أوسع وأشملَ؛ هي أن مسيرنا هذا بكلِّ ما يتضمَّنه، كله دونما استثناء، يستحقُّ العناء وأننا -فِعلاً- لم نخلق عبثًا.
{ أفحسِبْتُم أنّما خلقناكُم عبثًا وأنّكم إلينا لا تُرْجَعُونَ } _المؤمنون_115
#آية #جدوى
«أورثتني وجعَ الغيابِ، فكُلّ ما
بي من محطّاتِ انتظارٍ مُتعَبةْ
للشَّوقِ في روحي صَهيلٌ لاهبٌ
كصهيلِ خيلِ الفاتحينَ بقُرطُبَةْ»
| عمر عنّاز
#شعر
بي من محطّاتِ انتظارٍ مُتعَبةْ
للشَّوقِ في روحي صَهيلٌ لاهبٌ
كصهيلِ خيلِ الفاتحينَ بقُرطُبَةْ»
| عمر عنّاز
#شعر
Forwarded from اقْــــرأْ
° الإنسان عاجزٌ عن رؤية العدم الذي أتى منهُ كعجزه عن رؤية اللانهائية التي وضع بداخلها °
Incognito | p1 #David_eagleman
#english_book
#مترجم
Incognito | p1 #David_eagleman
#english_book
#مترجم