جمالِ خیال
287 subscribers
584 photos
127 videos
104 files
206 links
🖋 علوم اسلامی | تاریخ | نقد



🆔 @jamalekhial
Download Telegram
#پست_تخصصی
#نکات_ادبی
#بلاغت #ادعیه



💠شرح قسمتی از دعای مکارم الاخلاق





✳️وَ عَمِّرْني ما كانَ عمري بِذْلَةً في طاعَتِكَ، فإذا كانَ عُمْري مَرْتَعاً لِلشَّيْطانِ فَاقْبِضْني إلَيْكَ



❇️ عمّره اللّه يعمره- من باب قتل- و عمّره تعميرا: أبقاه، و العمر بالضمّ و بضمّتين و بالفتح: الحياة.
و ما: مصدريّة زمانيّة، أي: نائبة عن الزمان المفهوم من المقام لا دالة عليه بذاتها، و إلاّ لكانت اسما و لم تكن مصدريّة.
و الأصل عمّرني مدّة كون عمري بذلة، فحذف الظرف و خلفته «ما» وصلتها، كما جاء في المصدر الصريح نحو: جئتك صلاة العصر، و آتيك قدوم الحاجّ.

و البذلة بالكسر على وزن سدرة: ما يمتهن و لا يصان من الثياب في الخدمة، و الفتح فيها لغة.
قيل: و هي هنا استعارة للعمر، شبّه الحياة المصروفة في طاعة اللّه بالثوب المستعمل في الخدمة، بجامع الامتهان و الابتذال، فاستعار لها لفظ البذلة، و هي استعارة مطلقة لكنها في غاية الحسن، لغرابة التشبيه فيها.
و الفاء: عاطفة بمعنى ثمّ.

و إذا: ظرف مستقبل متضمّن معنى الشرط، خافض لشرطه أعني الجملة الفعليّة بعده، منصوب بجوابه عند الجمهور.
و رتعت الماشية ترتع رتعا- من باب نفع- و رتوعا: رعت كيف شاءت، و جاءت و ذهبت في المرعى، و المرتع بالفتح: موضع الرتوع. و هو مستعار للعمر المصروف في طاعة الشيطان، باعتبار كونه مباحا مطلقا له، يضلّه و يغويه فيه كيف شاء، كالمرتع المباح للماشية الذي ترعى فيه كيف شاءت، و هي استعارة تبعيّة.

قلت: و الذي عليه المحقّقون أن ليس شي‏ء من البذلة و المرتع في مثل هذا المقام استعارة، بل هو تشبيه بليغ حذفت أداته لقصد المبالغة.

و الفاء من قوله: «فإذا»: رابطة في للجواب.

و قبضه اللّه- من باب ضرب-: أماته، و عدّاه ب «إلى» لتضمينه معنى الرجع، أي: اقبضني راجعا إيّاي إليك.


و أعلم أنّ قوله: «فإذا كان عمري مرتعا للشيطان» من باب التعبير بالفعل عن مشارفته، و التقدير: فإذا شارف عمري أن يكون مرتعا للشيطان فاقبضني، ليصحّ وقوع القبض قبل سبق المقت و استحكام الغضب جزاء، لانتفاء القبض قبلهما بعد كون العمر مرتعا للشيطان. قال بعضهم: و في هذا الفصل من الدعاء دلالة على أنّ العمر قد ينقص و يزيد بالدعاء و غيره، من صلة الرحم و قطيعتها و الصدقة و نحو ذلك


📗رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين ؛ ج‏3 ؛ ص311




کانال ادبیات عرب🔻
@ArabicLiterature