شوارد الأفكار
12K subscribers
483 photos
14 videos
33 files
255 links
أحاول علمًا أو أموت فأعذرا

nwralyaqen@gmail.com
Download Telegram
فإن قلت: كيف دعوا اللَّه بإنجاز ما وعد، واللَّه لا يخلف الميعاد؟

قلت: معناه طلب التوفيق فيما يحفظ عليهم أسباب إنجاز الميعاد.
أو هو باب من اللجأ إلى اللَّه والخضوع له، كما كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يستغفرون مع علمهم أنهم مغفور لهم، يقصدون بذلك التذلل لربهم والتضرع إليه، واللجأ الذي هو سيما العبودية.

#تفسير
#زمخشريات (13)
فإن قلت: قد حرم عليهم أكل مال اليتامى وحده، ومع أموالهم، فلمَ ورد النهي عن أكله معها؟

قلت: لأنهم إذا كانوا مستغنين عن أموال اليتامى بما رزقهم اللَّه من مال حلال- وهم على ذلك يطمعون فيها- كان القبح أبلغ، والذم أحق!

ولأنهم كانوا يفعلون كذلك، فنعي عليهم فعلهم وسُمِّع بهم؛ ليكون أزجر لهم.

#تفسير
#زمخشريات (14)
والصاحب بالجنب: هو الذي صحبك بأن حصل بجنبك:

إما رفيقًا في سفر
وإما جارًا ملاصقًا
وإما شريكًا في تعلُّم علم أو حرفة
وإما قاعدًا إلى جنبك في مجلس أو مسجد أو غير ذلك، من أدنى صحبة التأمت بينك وبينه.

فعليك أن ترعى ذلك الحق ولا تنساه، وتجعله ذريعة إلى الإحسان.

وقيل: الصاحب بالجنب: المرأة.

#تفسير
#زمخشريات (15)
قال الزجاج: الصعيدُ وجه الأرض ترابًا كان أو غيره، وإن كان صخرًا لا تراب عليه لو ضرب المتيمم يده عليه ومسح لكان ذلك طهوره.
وهو مذهب أبي حنيفة رحمة اللَّه عليه.

فإن قلت: فما يصنع بقوله تعالى في سورة المائدة: (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ) أي: بعضه، وهذا لا يتأتى في الصخر الذي لا تراب عليه؟

قلت: قالوا: إنّ «من» لابتداء الغاية.

فإن قلت: قولهم: إنها لابتداء الغاية قول متعسّف، ولا يفهم أحد من العرب من قول القائل: مسحت برأسه من الدهن ومن الماء ومن التراب، إلا معنى التبعيض.

قلت: هو كما تقول، والإذعان للحق أحق من المراء!

قال الطيبي: وقد أنصف المصنف من نفسه في هذه المسألة، وهو حنفي!

#منهجيات
#تفسير
#زمخشريات (16)
"جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول"

ولم يقل: واستغفرت لهم، وعدل عنه إلى طريقة الالتفات؛ تفخيمًا لشأن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتعظيمًا لاستغفاره، وتنبيهًا على أن شفاعة مَن اسمه الرسول من اللَّه بمكان!

#تفسير
#زمخشريات (17)
فإن قلت: لم ذكر الولدان؟

قلت: تسجيلًا بإفراط ظلمهم، حيث بلغ أذاهم الولدان غير المكلفين، إرغامًا لآبائهم وأمهاتهم، ومبغضةً لهم لمكانهم، ولأن المستضعفين كانوا يشركون صبيانهم في دعائهم استنزالًا لرحمة اللَّه بدعاء صغارهم الذين لم يذنبوا، كما فعل قوم يونس.

#تفسير
#زمخشريات (18)
لوجدتم فيه اختلافًا كثيرًا:

لكان الكثير منه مختلفًا متناقضًا قد تفاوت نظمُه وبلاغته ومعانيه:
فكان بعضه بالغًا حدَّ الإعجاز، وبعضه قاصرًا عنه يمكن معارضته.
وبعضه إخبارًا بغيب قد وافق المخبَرَ عنه، وبعضه إخبارًا مخالفًا للمخبَر عنه.
وبعضه دالًّا على معنى صحيح عند علماء المعاني، وبعضه دالًّا على معنى فاسد غير ملتئم.
فلما تجاوَبَ كلُّه بلاغةً معجزةً فائتةً لقوى البلغاء، وتناصَرَ صحةَ معانٍ وصدقَ إخبار، عُلم أنه ليس إلا من عند قادرٍ على ما لا يقدر عليه غيرُه، عالمٍ بما لا يعلمه أحدٌ سواه.

#تفسير
#زمخشريات (19)
فإن قلت: معلومٌ أن القاعدَ بغير عذر والمجاهدَ لا يستويان، فما فائدة نفي الاستواء؟

قلت: معناه الإذكار بما بينهما من التفاوت العظيم والبون البعيد، ليأنَفَ القاعدُ، ويترفَّعَ بنفسه عن انحطاط منزلته، فيهتزَّ للجهاد ويرغبَ فيه وفي ارتفاع طبقته، ونحوُه: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) أريد به التحريك من حمية الجاهل وأنفته ليُهابَ به إلى التعلم، ولينهض بنفسه عن صفة الجهل إلى شرف العلم!

#تفسير
#زمخشريات (20)
"وكفى بهذه الآية ناعيةً على الناس ما هم فيه من قلة الحياء والخشية من ربهم، مع علمهم -إن كانوا مؤمنين- أنهم في حضرته لا سترةَ ولا غفلةَ ولا غيبةَ، وليس إلا الكشف الصريح والافتضاح".

قال الطيبي: يعني أن هذه الآية، وإن نزلت في شأن طعمة وبني ظفر، لكن العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب!

فعلى العاقل أن يعتبر بمضمونها، لا سيما المؤمن ويجتنب عن قلة الحياء وقلة خشية من علمه أنه في حضرته، فأوقع قوله: "إن كانوا مؤمنين" اعتراضًا بين الفعل ومعموله؛ تشديدًا وتغليظًا.

#تفسير
#زمخشريات (21)
فإن قلت: كيف شبَّهَ الواحدَ بالجميع وجعل حكمَه كحكمهم؟
قلت: لأن كل إنسان يُدلي بما يُدلي به الآخر من الكرامة على الله وثبوت الحرمة، فإذا قُتِلَ فقد أُهِينَ ما كَرُمَ على الله وهُتِكت حرمته، وعلى العكس، فلا فرقَ إذًا بين الواحد والجميع في ذلك.

فإن قلت: فما الفائدة في ذكر ذلك؟
قلت: تعظيمُ قتلِ النفس وإحيائها في القلوب؛ ليشمئزَّ الناسُ عن الجسارة عليها، ويتراغبوا في المحاماة على حرمتها؛ لأن المتعرِّضَ لقتل النفس إذا تصور قتلها بصورة قتل الناس جميعًا عَظُمَ ذلك عليه فثبَّطه، وكذلك الذي أراد إحياءها.

#تفسير
#زمخشريات (22)
فإن قلت: قد ذُكِرت جماعة [الله ورسوله والذين آمنوا] فهلا قيل: إنما أولياؤكم؟

قلت: أصل الكلام: إنما وليكم اللَّه، فجعلت الولاية للَّه على طريق الأصالة، ثم نُظِم في سلك إثباتها له إثباتُها لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، والمؤمنين على سبيل التبع، ولو قيل: "إنما أولياؤكم اللَّه ورسوله والذين آمنوا" لم يكن في الكلام أصل وتبع!

#تفسير
#زمخشريات (23)
(لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ) كأنهم جُعِلوا آثَمَ من مرتكبي المناكير؛ لأن كلَّ عاملٍ لا يسمى صانعًا، ولا كلُّ عملٍ يسمى صناعةً حتى يتمكن فيه ويتدرّب وينسب إليه!
وكأنَّ المعنى في ذلك أن مُواقِعَ المعصيةِ معه الشهوةُ التي تدعوه إليها، وتحمله على ارتكابها، وأما الذي ينهاه فلا شهوةَ معه في فعل غيره، فإذا فرَّطَ في الإنكار كان أشدَّ حالًا من المواقع!

قال الطيبي: يعنى أنه لمَّا عبَّر عن الواقع المذموم من مرتكبي المناكير بالعمل في قوله: (لَبِئْسَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)، وعبَّر عن ترك الإنكار عليهم حيث ذمَّه بالصناعة في قوله: (لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ) كان هذا الذم أشد، لأنه جعل المذموم عليه صناعة لهم وللرؤساء، وحرفة لازمة هم فيها أمكن من أصحاب المناكير في أعمالهم. وهذا مراده واللَّه أعلم.

#تفسير
#أهل_العلم
#زمخشريات (24)
فإن قلت: فهلا قيل: (لَيَمَسَّنَّهمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ)!

قلت: في إقامة الظاهر مقام المضمر فائدة؛ وهي تكرير الشهادة عليهم بالكفر في قوله: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا).
وفي البيان فائدة أخرى؛ وهي الإعلام في تفسير {والذين كفروا منهم} أنهم بمكان من الكفر.
والمعنى: ليمسنّ الذين كفروا من النصارى خاصة عَذابٌ أَلِيمٌ.

#تفسير
#زمخشريات (25)
علَّلَ سهولة مأخذ النصارى وقرب مودّتهم للمؤمنين بِأَنَّ منهم قسيسين ورهبانًا أي: علماء وعبادًا، وأنهم قوم فيهم تواضع واستكانة ولا كبر فيهم، واليهود على خلاف ذلك.

وفيه دليلٌ بَيِّنٌ على أنّ التعلمَ أنفعُ شيء، وأهداه إلى الخير، وأدلُّه على الفوز حتى علم القسيسين.

#طلب_العلم
#تفسير
#زمخشريات (26)
"والحمد لله رب العالمين" إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة، وأنه من أجلّ النعم وأجزل القسم.

#تفسير
#زمخشريات (27)
فإن قلت: أما كفى قوله: {ما عليك من حسابهم من شيء}، حتى ضُمَّ إليه: {وما من حسابك عليهم من شيء}؟

قلت: قد جُعلت الجملتان بمنزلة جملة واحدة، وقصد بهما مؤدى واحد، وهو المعنى في قوله: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، ولا يستقل بهذا المعنى إلا الجملتان جميعًا، كأنه قيل: لا تؤاخذ أنت ولا هم بحساب صاحبه.

وقيل: الضمير للمشركين، والمعنى: لا يؤاخذون بحسابك ولا أنت بحسابهم، حتى يهمك إيمانهم ويحرّك الحرص عليه إلى أن تطرد المؤمنين.

#تفسير
#زمخشريات (28)
السائحون: الصائمون شُبّهوا بذوي السياحة في الأرض في امتناعهم من شهواتهم.
وقيل: هم طلبة العلم يسيحون في الأرض يطلبونه في مظانه.

#تفسير
#زمخشريات (29)
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}.

ومعنى أمر السماء والأرض بالإتيان وامتثالهما: أنه أراد تكوينَهما، فلم يمتنعا عليه، ووُجِدَتا كما أرادهما، وكانتا في ذلك كالمأمور المطيع إذا ورد عليه فعل الآمِرِ المُطاع، وهو من المجاز الذي يسمى التمثيل، ويجوز أن يكون تخييلًا...

فإن قلت: ما معنى طوعًا أو كرهًا؟
قلت: هو مثل للزوم تأثير قدرته فيهما، وأن امتناعَهما من تأثير قدرته محالٌ، كما يقول الجبار لمن تحت يده: لتفعلنَّ هذا شئتَ أو أبيتَ، ولتفعلنّه طوعًا أو كرهًا.

#زمخشريات
قال الزمخشري: النهي متناول للانحطاط في هواهم، والانقطاع إليهم، ومصاحبتهم، ومجالستهم، وزيارتهم، ومداهنتهم، والرضا بأعمالهم، والتشبه بهم، والتزَيي بزيهم، ومدّ العين إلى زهرتهم، وذكرهم بما فيه تعظيم لهم. وتأمّل قوله: "وَلا تَرْكَنُوا" فإن الركون هو الميل اليسير.

قال البيضاوي: ولعل الآية أبلغ ما يتصور في النهي عن الظلم والتهديد عليه!

#تفسير
#فهم
#زمخشريات
"ولقد برّأ اللهُ تعالى أربعةً بأربعة:
برَّأ يوسف بلسان الشاهد {وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها}.
وبرَّأ موسى من قول اليهود فيه بالحجر الذي ذهب بثوبه.
وبرّأ مريم بإنطاق ولدها حين نادى من حجرها: {إنى عبد الله}.
وبرّأ عائشة بهذه الآيات العظام* في كتابه المعجز المتلوّ على وجه الدهر، مثل هذه التبرئة بهذه المبالغات!

فانظر كم بينها وبين تبرئة أولئك! وما ذاك إلا لإظهار علوّ منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتنبيه على إنافة محل سيد ولد آدم، وخيرة الأوّلين والآخرين، وحجة الله على العالمين.

ومن أراد أن يتحقق عظمة شأنه صلى الله عليه وسلم، وتقدّم قدمه، وإحرازه لقصب السبق دون كل سابق، فليتلقَّ ذلك من آيات الإفك، وليتأمّل كيف غضب الله في حرمته، وكيف بالغ في نفى التهمة عن حجابه".

*يعني ما نزل من آيات الإفك في سورة النور.

#زمخشريات
#فهم