شوارد الأفكار
12.7K subscribers
537 photos
15 videos
33 files
263 links
أحاول علمًا أو أموت فأعذرا

nwralyaqen@gmail.com
Download Telegram
فإن قلت: وصف العذاب بالإحاطة أبلغ، أم وصف اليوم بها؟
قلت: بل وصف اليوم بها؛ لأن اليوم زمان يشتمل على الحوادث، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذَّب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه.

قال الطيبي: وهذا في الكناية قريب من قوله:
إن السماحةَ والمروءةَ والندى
في قبّةٍ ضُربت على ابن الحَشرَجِ

فإن كون هذه الصفات في قبة نحو كون العذاب في اليوم، وكون اليوم محيطًا للمعذب نحو كون القبة مضروب على ابن الحشرج.
فأما إذا وصف العذاب بالإحاطة لا يكون هذا المعنى، غايته أن يكون استعارة مفيدة أن المعذبين لا يفوتونه!

#بلاغة
#تفسير
#زمخشريات (11)
فإن قلت: هلا قيل: يقدم قومه فيوردهم، ولمَ جيء بلفظ الماضي؟

قلت: لأن الماضي يدل على أمر موجود مقطوع به، فكأنه قيل: يقدمهم فيوردهم النار لا محالة!

#تفسير
#زمخشريات (12)
وهذا تحذير من وخامة عاقبة الظلم لكل أهل قرية ظالمة من كفار مكة وغيرها، بل لكل من ظَلَمَ غيرَه أو نفسه بذنب يقترفه.
فعلى كل من أذنب أن يحذر أخذ ربه الأليم الشديد، فيبادر التوبة ولا يغتر بالإمهال.


قال الرازي الإمام: ولا ينبغي أن يظن أن هذه الأحكام مختصة بأولئك المتقدمين؛ لأنه تعالى لما حكى أحوال المتقدمين قال: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة" فبيَّن أن كل من شارك أولئك المتقدمين في فعل ما لا ينبغي، فلا بد وأن يشاركهم في ذلك الأخذ الأليم الشديد!

نسأل الله العافية!

#تفسير
#زمخشريات (13)
فإن قلت: كيف استجاز لهم يعقوب عليه السلام اللعب؟

قلت: كان لعبهم الاستباق والانتضال، ليَضرَوا [ليعودوا] أنفسهم بما يحتاج إليه لقتال العدو لا للهو، بدليل قوله: إنا ذهبنا نستبق، وإنما سموه لعبًا؛ لأنه في صورته.

#تفسير
#زمخشريات (14)
اعتذر إليهم بشيئين:
أحدهما: أن ذهابهم به ومفارقته إياه مما يحزنه؛ لأنه كان لا يصبر عنه ساعة.
والثاني: خوفه عليه من عدوة الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم ولعبهم، أو قلَّ به اهتمامهم ولم تصدق بحفظه عنايتُهم.

فإن قلت: قد اعتذر إليهم بعذرين، فلمَ أجابوا عن أحدهما دون الآخر؟
قلت: هو الذي كان يغيظهم ويذيقهم الأمرَّين، فأعاروه آذانًا صمًّا، ولم يَعبَئوا به.

#تفسير
#زمخشريات (15)
فإن قلت: نزول السجن مشقة على النفس شديدة، وما دعونه إليه لذة عظيمة، فكيف كانت المشقة أحبّ إليه من اللذة؟

قلت: كانت أحبَّ إليه وآثَرَ عنده نظرًا في حسن الصبر على احتمالها لوجه الله، وفي قبح المعصية، وفي عاقبة كل واحدة منهما، لا نظرًا في مشتهى النفس ومكروهها.

#تفسير
#زمخشريات (16)
من الجاهلين: من الذين لا يعملون بما يعلمون؛ لأنّ من لا جدوى لعلمه فهو ومن لا يعلم سواء.

#تفسير
#أهل_العلم
#زمخشريات (17)
فيه أنّ العالم إذا جُهلت منزلته في العلم فوصف نفسه بما هو بصدده- وغرضه أن يُقتَبَسَ منه ويُنتَفَعَ به في الدين- لم يكن من باب التزكية!

#فهم
#تفسير
#زمخشريات (18)
إنما تأنَّى وتثبَّت في إجابة الملك، وقدّم سؤال النسوة ليظهر براءة ساحته عما قُرِفَ به [اتُّهم] وسجن فيه؛ لئلا يتسلق به الحاسدون إلى تقبيح أمره عنده، ويجعلوه سُلَّمًا إلى حطِّ منزلته لديه، ولئلا يقولوا: ما خلد في السجن سبع سنين إلا لأمر عظيم وجرم كبير حق به أن يسجن ويعذب ويستكف شرّه.

وفيه دليل على أنّ الاجتهاد في نفي التهم واجبٌ وجوبَ اتّقاء الوقوف في مواقفها!

#تدبر
#تفسير
#زمخشريات (19)
وإنما نهاهم أن يدخلوا من باب واحد؛ لأنهم كانوا ذوي بهاء وشارةٍ حسنة، اشتَهرَهُم أهلُ مصر بالقربة عند الملك والتكرمة الخاصة التي لم تكن لغيرهم، فكانوا مظنةً لطموح الأبصار إليهم من بين الوفود، وأن يشار إليهم بالأصابع.
ويقال: هؤلاء أضياف الملك، انظروا إليهم ما أحسنَهم من فتيان، وما أحقَّهم بالإكرام، لأمر مّا أكرمهم الملك وقرّبهم وفضَّلهم على الوافدين عليه، فخاف لذلك أن يدخلوا كوكبة واحدة، فيُعَانوا لجمالهم وجلالة أمرهم في الصدور، فيُصيبهم ما يسوؤهم.
ولذلك لم يوصهم بالتفرق في الكرّة الأولى؛ لأنهم كانوا مجهولين مغمورين بين الناس.

#تفسير
#زمخشريات (20)
[كان سيدنا يعقوب قد فقد يوسف لما ذهبوا به، ثم فقد بنيامين في مصر، ثم احتبس الأخ الكبير الذي قال: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي}، فكيف قال سيدنا يعقوب: يا أسفى على يوسف دون الآخَرَين؟]

يقول الزمخشري:
فإن قلت: كيف تأسف على يوسف دون أخيه ودون الثالث، والرزء الأحدث أشدّ على النفس وأظهر أثرًا؟

قلت: هو دليل على تمادي أسفه على يوسف، وأنه لم يقع فائتٌ عندَه موقعَه، وأنّ الرزء فيه مع تقادم عهده كان غضًّا عنده طريًّـا.
وَلَمْ تُنْسِنِى أَوْفَى الْمُصِيبَاتِ بَعْدَهُ*

ولأنّ الرزء في يوسف كان قاعدة مصيباته التي ترتبت عليها الرزايا في ولده، فكان الأسف عليه أسفًا على من لحق به!

*تتمة البيت: ولكنَّ نَكْأَ القرح بالقرح أوجعُ!😢

#تفسير
#زمخشريات (21)
أي كاستجابة الماءِ مَنْ بَسَطَ كفّيه إليه يطلب منه أن يبلغ فاه، والماء جمادٌ لا يشعر ببسط كفيه، ولا بعطشه وحاجته إليه، ولا يقدر أن يجيب دعاءه ويبلغ فاه، وكذلك ما يدعونه جماد لا يحس بدعائهم ولا يستطيع إجابتهم ولا يقدر على نفعهم.

وقيل: شُبِّهوا في قلة جدوى دعائهم لآلهتهم بمن أراد أن يغرف الماء بيديه ليشربه، فبسطهما ناشرًا أصابعه، فلم تلقَ كفاه منه شيئًا ولم يبلغ طلبته من شربه.

#تفسير
#زمخشريات (22)
ما أمر الله به أن يوصل من الأرحام والقرابات.

ويدخل فيه وصل قرابة رسول الله وقرابة المؤمنين الثابتة بسبب الإيمان {إنما المؤمنون إخوة} بالإحسان إليهم على حسب الطاقة، ونصرتهم، والذب عنهم، والشفقة عليهم، والنصيحة لهم، وطرح التفرقة بين أنفسهم وبينهم، وإفشاء السلام عليهم، وعيادة مرضاهم، وشهود جنائزهم.

ومنه مراعاة حق الأصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر، وكل ما تعلق منهم بسبب، حتى الهرة والدجاجة!

#تفسير
#زمخشريات (23)
فإن قلت: كأنهم كانوا على ملتهم حتى يعودوا فيها!

قلت: معاذ الله، ولكن العود بمعنى الصيرورة، وهو كثير في كلام العرب كثرةً فاشيةً لا تكاد تسمعهم يستعملون صار، ولكن عاد: ما عدت أراه، عاد لا يكلمني، ما عاد لفلان مال.

أو خاطبوا به كل رسول ومن آمن به، فغلَّبوا في الخطاب الجماعة على الواحد.

#تفسير
#زمخشريات (24)
فإن قلت: لم كتب «الضعفؤا» بواو قبل الهمزة؟

قلت: كتب على لفظ من يفخم الألف قبل الهمزة فيميلها إلى الواو.
ونظيره «علمؤا بنى إسرائيل».

#الرسم_العثماني
#زمخشريات (25)

وردَّ ذلك الجعبري قائلًا: إنه ليس من لغة العرب ولا حاجة للتوجيه بذلك؛ لأن الرسم سنة متبعة!
{فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء}

فإن قلت: أي فرق بين "مِن" في {مِن عذاب الله} وبينه في {مِن شيء}؟

قلت: الأولى للتبيين، والثانية للتبعيض، كأنه قيل: هل أنتم مغنون عنا بعض الشيء الذي هو عذاب الله.

ويجوز أن تكونا للتبعيض معًا، بمعنى: هل أنتم مغنون عنا بعض شيء هو بعض عذاب الله، أي: بعض بعض عذاب الله!

#تفسير
#حروف_المعاني
#زمخشريات (26)
فإن قلت: علام انتصب سرًا وعلانيةً؟

قلت: على الحال، أي: ذوي سرِّ وعلانية، بمعنى: مسرين ومعلنين.

أو على الظرف، أي وقتَي سر وعلانية.

أو على المصدر، أي: إنفاق سر وإنفاق علانية، المعنى: إخفاء المتطوع به من الصدقات والإعلان بالواجب.

#تفسير
#زمخشريات (27)
فإن قلت: كيف طابق الأمر بالإنفاق وصفَ اليوم بأنه لا بيع فيه ولا خلال؟

قلت: من قِبَلِ أن الناس يخرجون أموالهم في عقود المعاوضات، فيعطون بدلًا ليأخذوا مثله، وفي المكارمات ومهاداة الأصدقاء ليستجروا بهداياهم أمثالها أو خيرًا منها.

وأما الإنفاق لوجه الله خالصًا، كقوله: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} فلا يفعله إلا المؤمنون الخلَّص، فبعثوا عليه ليأخذوا بدله في يوم لا بيع فيه ولا خلال، أي: لا انتفاع فيه بمبايعة ولا بمخالَّة، ولا بما ينفقون به أموالهم من المعاوضات والمكارمات، وإنما ينتفع فيه بالإنفاق لوجه الله.

#تفسير
#زمخشريات (28)
فإن قلت: أيُّ فرق بين قوله: "اجعل هذا بلدًا آمنًا"، وبين قوله: "اجعل هذا البلد آمنًا"؟

قلت: قد سأل في الأول أن يجعله من جملة البلاد التي يأمن أهلها ولا يخافون، وفي الثاني أن يخرجه من صفة كان عليها من الخوف إلى ضدها من الأمن، كأنه قال: هو بلد مخوف، فاجعله آمنًا.

#تفسير
#زمخشريات (29)
أفئدة من الناس: أفئدة من أفئدة الناس.

و"مِن" للتبعيض، ويدل عليه ما روي عن مجاهد: لو قال: "أفئدة الناس" لزحمتكم عليه فارس والروم. 
وقيل: لو لم يقل: "من" لازدحموا عليه حتى الروم والترك والهند.

#تفسير
#زمخشريات (30)
#حروف_المعاني