روي عن ابن الماجشون (٢١٣هـ): كانوا يقولون:

«لا يكون فقيهًا في الحادث من لم يكن عالمًا بالماضي».

#منهجيات
#التراث

قبل زمان ليس ببعيد لم يكن أشقى على الباحث من سعيه وراء نسخة مخطوطة يبذل فيها الأموال، ويتلف في انتظارها الأوقات، ويهدر ماء الوجه في التزلف لمن يأتيه بها، وقد صرنا الآن لما صرنا إليه من قرب المأخذ ويسر الوصول إلى كثير من المكتبات النفيسة.. والحمد لله.

ولكن لما كان طبع البشر أنه يهون في أعينهم كل دانٍ قريب سهل المنال، وتستصغر النفوس ما كان تحت سلطانها وقدرتها وطال مكثه عندها حتى ألفته = أخشى أن يزدري الطلاب هذا التراث العظيم والكنوز الثمينة فلا يقدرونها حق قدرها، ولا يؤدونها أمانات قيّمة للأجيال التالية، ولا يخرجونها كما يليق بها، فتكون سبيلًا جديدًا لنيل الدنيا والشهادات نزداد بها بعدًا عن تراث الأمة، وسبيل نهضتها، ونعجز عن فهمه كما ينبغي.

#التراث_ليس_للشهادات.

يكاد ينعقد الإجماع أن تحقيق التراث* ليس مما يُجنى منه المال، وأن الجهد المبذول في تحقيق حرف منه أو سطر لا يوازيه بَدَل، وأن الدراهم المعدودات ثمن بخس للوقت والعمر والأنفاس المنطوية في هذا العمل.. لكنّ محبيه الراغبين في خدمته يذلّ لهم كل عسير، وتحلو لهم كل مشقة، فإن اجتمع للمحقق الإتقان والإخلاص وترك الحسد والأدب مع السلف فقد عظُمَ حاله وكمُلَ شأنه.

*المراد التحقيق العلمي الرصين، أما المتاجرة بالتراث فشأن آخر.

#منهجيات
#التراث

اعتنى الملا القاري في شرحه للمشكاة بجمع نسخ صحيحة للكتاب مقروءة على المشايخ الكبار، وكذلك فعل في المصادر الرافدة، وهذا ديدن العلماء في التأليف وسبيلهم في التدقيق؛ ففي تراثنا للحرف مكانة، وللنقطة قيمة، وكم تنازع العلماء في ضبط كلمة فجاء منه كثرة المعاني المحتملة.

ولو اطلع الذين يهاجمون #التراث على الجهود المبذولة حول نصوص الوحيين، في كل مجال، لعجبوا من جهلهم الكبير!

#منهجيات
#أهل_العلم
#التصنيف