أَبُو عُمَيْر - عِمْرَان الزُبَيْدي
13K subscribers
452 photos
175 videos
19 files
262 links
اثبتوا فالحق جلي
Download Telegram
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

الحمد لله أما بعد:

في هذا المقطع الذي اشتهر للأسف الشيخ وليد إسماعيل ينفي أن النبي ﷺ مات مقتولا ويقول لا يجوز، وهذا غلط غفر الله له، فقد ثبت في الحديث والأثر أن النبي ﷺ مات مقتولا شهيدا بسبب السم، وقد قُتل أنبياء كثر من قبله كما جاء في القرآن بل ثبت أن يحيى بن زكريا عليهما السلام قُطع رأسه فلا إشكال في أن يقتل النبي ﷺ حتى يقال لا يجوز! بلى هو جائز ولا إشكال.

• قال أحمد في مسنده (4139): حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل قتلا، أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل، وذلك أن الله عز وجل جعله نبيا، واتخذه شهيدا. قال -أي الأعمش-: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا يرون ويقولون: إن اليهود سموه وأبا بكر رضي الله عنه.

إسناده صحيح، وفيه تصريح من ابن مسعود أن النبي ﷺ مات مقتولا، وكان ذلك بسبب سم اليهودية.

• قال البخاري في صحيحه (4428): وقال يونس، عن الزهري، قال عروة، قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: "يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم".

وهذا معلق ولكن البخاري جزم به ولم يورد ما يخالفه فهو يقول به ويصححه، وروي موصولا، ثم قد ثبت من رواية الزهري من وجه آخر متصل صحيح:

• قال أبو داود في سننه (4513): حدثنا مخلد بن خالد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه، أن أم مبشر قالت للنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه: ما يتهم بك يا رسول الله، فإني لا أتهم بابني شيئا، إلا الشاة المسمومة التي أكل معك بخيبر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وأنا لا أتهم بنفسي إلا ذلك، فهذا أوان قطعت أبهري ".
ثم صححه أبو داود.

ويوجد شاهد مرسل في الباب عن أبي سلمة، أخرجه الدارمي في مسنده (68)، وأبو داود في سننه (4512)، وغيرهم.

والله أعلم

#تنبيهات
#نصيحة
قول المفتونين: نشاهد المنكرات للاستمتاع ولا نتأثر

هذه الكلمة ونحوها مثل قولهم: التكرار لا يعني القبول.
وقولهم: كثرة المساس لا يعني موت الإحساس.
تقال كثيرا من الناس اليوم الذين يشاهدون المسلسلات والأفلام والأنمي والألعاب ونحوها، ثم تجدهم أول المتأثرين وأول من قبلها وأول من مات إحساسهم! بل كثرة مشاهدة الباطل تذهب معرفة الحق من القلب كما جاء عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله: « كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب ». رواه أبو نعيم في الحلية (٢٢/٨).

وهذا من تلبيس إبليس عليهم، واتباعهم للهوى إذ لو لم يكن متأثرا لأنكرها وابتعد عنها كما المؤمنين، ولكن لما نفى تأثره وأصر على المشاهدة عُلم متأثر ومتعلق بها على الحقيقة حتى يخدع نفسه الدنيئة "يطبط عليها طبطبة ناعمة كما يقال" فيبرر لها معصية الله عز وجل ومشاهدة وسماع الأباطيل والمنكرات حتى الشرك والكفر! حتى لا يشعر بالذنب، وهذا هو حال الواقع في الفتنة الذي وصفه حذيفة رضي الله عنه!

• قال عبد الرزاق في تفسير (٣٥٣٨): عن معمر، عن سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: « إن الفتنة تعرض على القلب كما تعرض الحصير، فمن أشربها قلبه كانت في قلبه نكتة سوداء، ومن أنكرها قلبه كانت في قلبه نكتة بيضاء، حتى يصير الناس أو يكونوا على قلبين، قلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة أبدا، وقلب منكوس أسود مرباد، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا ».

ويظن بجهله أنه لا يتأثر، والواقع مكذب لهذا فتجد من يقول هذه الكلمات في بادئ أمره ينكر المنكرات بشكل شديد وينتقد الأعمال التي أدخلت هكذا أمور لاسيما الفحش والكفر، ثم تدريجا تجد إنكاره قل وقل حتى صار لا يبدي أي ردة فعل تجاه المنكرات فأصبح متصالحا معها والعياذ بالله، وهذا هو الران الذي وصفه الله عز وجل!

قال تعالى: ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾.
• قال الترمذي في سننه (٣٣٣٤): حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله ﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾.
هذا حديث حسن صحيح.

وهذا صدقا حال كثير ممن يشاهد المسلسلات والأفلام ونحوها من منتجات الكفار، حتى أن أحدهم وهو من أمثلهم طريقة لما أنكر وانتقد الشذوذ خرج بعضهم وصار ينكر عليه ويدافع عن الـشـذوـذ بحجة أنه موجود قديما في المسلسلات! فتأملوا إلى أين صار حالهم ونعوذ بالله ممن صار أمره هكذا ونسأل الله العافية.

واختم بما قاله محيي الدين ابن النحاس في تنبيه الغافلين (١/‏١٠٥): « قد تقوم كثرة رؤية المنكرات مقام ارتكابها في سلب القلب نور التمييز والإنكار، لأن المنكرات إذا كثر على القلب ورودها وتكرر في العين شهودها ذهبت عظمتها من القلوب شيئا فشيئا، إلى أن يراها الإنسان فلا يخطر بباله أنها منكرات، ولا يميز بفكره أنها معاصي لما أحدث تكرارها من تأليف القلب لها.
ولقد حكى أبو طالب المكي عن بعضهم أنه مر يوما في السوق فرأى بدعة فبال الدم من شدة إنكاره لها بقلبه، وتغير مزاجه لرؤيتها، فلما كان اليوم الثاني مر فرآها، فبال دما صافيا، فلما كان اليوم الثالث مر بها فرآها فبال بوله المعتاد. لأن حدة الإنكار التي أثرت في البدن ذلك الأثر ذهبت، فعاد المزاج إلى حالة الأولى، وصارت البدعة كأنه مألوفة عنده معروفة، وهذا أمر مستقر، لا يمكن جحوده، والله أعلم.
ولهذا كان الإمام العارف أبو الحسن الزيات يقول: والله لا أبالي بكثرة المنكرات والبدع، وإنما أخاف من تأنيس القلب بها، لأن الأشياء إذا توالت مباشرتها أنست بها النفوس، وإذا أنست النفوس بشيء قل أن تتأثر به ».

#الأمر_بالمعروف_والنهي_عن_المنكر
#أهل_السوء
#نصيحة