الدُّرّ النَّثِير
24.4K subscribers
2.51K photos
659 videos
307 files
504 links
Download Telegram
إنما وُضِعَتِ التراجِم لتعريفِ المناصب، فمَن عُرِفَت رُتْبَتُه كانت الترجمةُ له تكلُّفًا، غير مفيدةٍ في ذاته، ومَن جُهِلَت رُتْبَتُه لَزِمَ عند ذِكره الإتيانُ بما يُشعِر بِرُتْبَتِه، ومِن هذه القاعدة جاز أن يقال: روى أبو بكر، وقال عمر، وعَمِل عثمان، وسَمِع عليّ، وكان ابن المسيِّب، وأخبَر ابن سيرين، وقال الحَسن، وذهب مالك، وحُكِيَ عن الجنيد إلى غير ذلك، والله أعلم.


قواعد التصوف للشيخ زرُّوق.
Forwarded from كتب المعقولات (هەنگاو عثمان)
في ترتيب المَدارك للقاضي عياض: قال بَكر بن سليمان الصَّوَّاف: دخَلْنا على مالك في الليلة التي قُبِض فيها فقلنا له: يا أبا عبد الله كيف تَجِدُك؟!

فقال: ما أدري ما أقول لكم، إلا أنكم ستُعايِنون غدًا من عفو الله ما لم يكن في حساب.

اللهم اعفُ عنا وتجاوَزْ عن خطايانا.
Forwarded from عبد الله الـغِـزِّي (عبد الله بن عبد العزيز الـغِــزِّي)
التأليف يمر بثلاث مراحل:

(التدوين)، (التحرير)، (التحكيم).

<فدون> كل ما لديك من معلومات وآراء، ثم <حررها> وأحسن في صياغة أفكارك ووحد منهجك وطريقتك في الكتابة، ثم <حاكم> كل ما كتبته وأورد عليه الاعتراضات والإشكالات كأنك تنقض كتابًا لخصم.

https://t.me/al_ghizzi
"وذلك أنّه لا يتأثرُ بالفراقِ إلا أهلُ النفوسِ الكريمة، ألا ترى أنّك لو ربطتَ حمارًا بجانب فرسًا، ثمّ فرقتَ بينهما فإن الحمار لا يتأثر ولكن الفرس تكثرُ الحنين".
ـــــــــــــــــــــــــــ
[العود الهندي، السيد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف، ( ٢/٣٠)]
ولمْ أحكِ في حبّيكِ حالي تبرُّماً
بها لاضطِرابٍ، بل لتَنفِيسِ كُربَتي
ويَحسُنُ إظهارُ التّجلّدِ للعِدَى
ويقبحُ غيرُ العجزِ عندَ الأحبَّة ِ
وكُلّ أذًى في الحبّ مِنك إذا بَدا
جعلتُ لهُ شُكري مكانَ شكيَّتي.

- ابن الفارض -
فَلَمّا رآني العاذِلون مُتَيَّما
كَئيباً بِمَن أَهوى وَعَقليَ ذاهِبُ
رَثَوْا لي وَقالوا كُنتَ بِالأَمس عاقِلا
أَصابَتكَ عَينٌ ؟! قُلتُ عَينٌ وَحاجِبُ
" ومَنْ لا يُحِبُّ العلمَ فلا خيرَ فيه ، ولا يكن بينك وبينه معرفةٌ ولا صداقةٌ" .

من وصية الإمام الشافعي لتلميذه إسماعيل بن يحيى.
والوصْلُ حظٌّ رفيعٌ ، ومرتبةٌ سَرِيَّة ، ودرجةٌ عالية ، وسعدٌ طالع ، بل هو الحياةُ المُجدَّدة والعيشُ السَّنِيّ ، والسُّرور الدائم ، ورحمةٌ من الله عظيمة .

ولولا أنَّ الدنيا مَمَرّ ، ومِحْنةٌ وكَدَر ، والجنّة دارُ جزاءٍ وأمانٍ من المَكاره - لقلنا إنَّ وَصْلَ المحبوب هو الصَّفاءُ الذي لا كَدَر فيه ، والفَرَحُ الذي لا شَائبةَ ولا حُزنَ معه ، وكمالُ الأماني ، ومُنتهى الأراجي .

ولقد جَرَّبْتُ اللَّذَّاتِ على تَصَرُّفِها ، وأدركتُ الحُظوظَ على اختلافها ، فما للدُّنُوِّ من السُّلطان ، ولا المال المستفاد ، ولا الوجود بعد العدم ، ولا الأَوْبَة بعد طُولِ الغيبة ، ولا الأمن بعد الخوف ، ولا التَّرَوُّح على المال - من المَوْقِع في النَّفس ما للوصل ، ولا سيما بعد طول الامتناع ، وحلول الهجر ، حتى يَتأجَّجَ عليه الجَوى ، ويَتَوقَّد لهيبُ الشوق ، وتتَضَرَّم نارُ الرجاء.

[ ابن حزم ]
" ولا ينبغي أن يكون حظُّك من ممارسة الفقه أنْ يتميَّزَ لك السُّنّة عن الفرضِ فلا يَعْلَقُ بفهمك من أوصافِ السُّنّة إلا أنه يجوز تركُها فتتركُها، فإن ذلك يضاهي قولَ الطبيب : إن فَقء العين لا يُبطل وجود الإنسان ... فهكذا ينبغي أن تَفْهم مراتبَ السُّنن والهيئات والآداب .... ".

[ الإمام الغزالي ]
(وبالجملة ظهور كرامات الأولياء يكاد يلحق بظهور معجزات الأنبياء، وإنكارها ليس بعجيب من أهل البدع والأهواء؛ إذ لم يشاهدوا ذلك من أنفسهم قط، ولم يسمعوا به من رؤسائهم الذين يزعمون أنهم على شيء مع اجتهادهم في أمور العبادات واجتناب السيئات، فوقعوا في أولياء الله تعالى أصحاب الكرامات، يمزقون أديمهم ويمضغون لحومهم، لا يسمّونهم إلا باسم الجهلة المتصوفة، ولا يعدّونهم إلا في عداد آحاد المبتدعة، قاعدين تحت المثل السائر: "أوسعتهم سبًّا وأودوا بالإبل"، ولم يعرفوا أن مبنى هذا الأمر على صفاء العقيدة ونقاء السريرة واقتفاء الطريقة واصطفاء الحقيقة).

السعد التفتازاني

#منهجيات
#أهل_السنة_والجماعة
" الطبع مجبول على إنكار غير الحاضر ، ولو كان للجنين عقل لأنكر إمكان وجود إنسان في متسع الهواء ".

[ الإمام الغزالي ].
" من غلب عليه عشق نزّل كل ما يسمعه عليه ، سواء كان اللفظ مناسبا له أو لم يكن ؛ إذ ما من لفظ إلا ويمكن تنزيله على معان بطريق الاستعارة .
فالذي يغلب على قلبه حب الله - تعالى - يتذكر بسواد الصدغ مثلا ظلمة الكفر ، وبنضارة الخد نور الإيمان ، وبذكر الوصال لقاء الله تعالى ، وبذكر الفراق الحجاب عن الله تعالى في زمرة المردودين ، وبذكر الرقيب المشوش لروح الوصال عوائق الدنيا وآفاتها المشوشة لدوام الأنس بالله تعالى ، وهو لا يحتاج في تنزيل ذلك عليه إلى استنباط وتفكر ومهلة ، بل تسبق المعاني الغالبة على القلب إلى فهمه مع اللفظ ".

[ الإمام الغزالي ].

وبهذا ينكشف سر ما استعمله بعض أكابر شعراء الصوفية من التورية عن المعاني الإيمانية بألفاظ أهل العشق، والله أعلم.
فائدة
_______

يجوز أن تقول: كان زيد أصبح صائما، فجملة " أصبَح صائما" خبر كان .. ولا يجوز عكس ذلك، فلا يقال: أصبح زيد كان قائما.

وقد وجَّهَه الدماميني بأنَّ " كان " تدلُّ على كونٍ مطلق، وأخواتها تدل على كون مُقيَّد، ففي وقوعها خبرا لــ"كان" فائدة جديدة ، فجاز الإخبار، بخلاف العكس، لعدمِ تَجَدُّد الفائدة التي تدل عليه " كان " في ضمن الكون المُقيَّد الذي تدل عليه أخواتها.
- إنَّ هذه المرتبة من التوحيد، وهو توحيد الأفعال، أَوَّل فتوحاتِ السالكين إلى الله تعالى، ومِن نتائج هذه المرتبة: التوكُّل، وهو أنْ تَكِلَ الأمورَ كُلَّها إلى الفاعل الحقيقي، وتَثِقَ بعنايته وجُودِه.

- وثانيها مرتبة توحيد الصفات، وهو أنْ يَرى كل قُدرة مُستغرَقة في قدرته الشاملة، وكلَّ عِلم مُضْمَحِلًّا في عِلمه الكامل، بل يرى كلَّ كمالٍ لَمْعةً مِن عُكوس أنوار كماله، كما أن الشمس إذا تَجَلَّتْ وانتشرَت أضواؤها على الأعيان، فالذي لا يتحقَّق عليه جَلِيَّةُ الحال ربّما يَعتقد أن الأعيان مُشارِكة للشمس في النور، لكن المُتبصّر يَعلم أن تلك الأنوار بأسرِها نورُ الشمس، ظهرَتْ عليها بحسبِ قابليّتها ومناسبتها إياها، وهذه المرتبة أعلى من الأولى، ومُستلزمة لها.

- وثالِثُها مَرتبة توحيد الذات، وهناك تَنمحِي الإشارة، وتَنطمِس العبارة، ولا أجِد مِن الوقت المساعِد للخوض فيها، فإنه بحرٌ عميق، فيكفي في تحقيق هذه المرتبة الكلماتُ الخمس المأثورة عن أمير المؤمنين ويَعسُوب المُوحّدين علي بن أبي طالب عليه السلام، في جواب كميل بن زياد، صاحب سِرّه، وقابِل جُودِه وبِرّه، فَلْينظُر المتبصّر فيه بنظرٍ دقيق، ويتفكَّر بفكرٍ عميق، تتجلّى عليه أنوار التحقيق.

المحقق جلال الدين الدَّوَّانيّ تــ918هــ
فلو دَاوَاكَ كلُّ طبيبِ أرضٍ
بغيرِ كلامِ ليلَى ما شَفَاكا.
ذَكر النحويّون أنَّ العَلم يُوصَف ولا يُوصَف به، أمَّا وصفُه فلوقوع الشركة فيه، قال أبو الفتح ابن جني: ولهذا لا يُوصَف العَلم الذي لا شِركة فيه، كالفرزدق.

وقال المراغي: وهذا سهو منه، لأن الصفة قد تكون على سبيل التأكيد، ولأن " الله" سبحانه وتعالى لم يُسَمَّ أحد به مع أنه قد وُصِف، فجواز وصفِه مع عدمِ وصفِ الفرزدق غَباوَة وقِلَّةُ فطنةٍ ودِين. 😅

قال ابنُ إيَاز البغدادي: مُراد أبي الفتح أنه لا يُوصَف العلم الذي لا شِركة فيه بوصفٍ فارِق، وأمَّا على طريق التوكيد فيجوز، وأمَّا وصفُ اسم الله تعالى فإنه للثناء والمدح، لا لإزالة الاشتراك، فأيُّ شيء يلزم على ذلك من قلة الدين، والمراغي توهَّم غيرَ ما ذكرتُه.
ومن أوصافه- صلى الله عليه وسلم - ما رواه البيهقي والبزَّار من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - " وإذا ضَحِك -صلى الله عليه وسلم- يتلألأ في الجُدُر".

قال الزرقاني: " الجُدر -بضم الجيم والدال- جمع جِدار، وهو الحائط، أي: يُشرِق نُورُه عليها إشراقًا كإشراق الشمس عليها".

يعني عندما يضحك صلى الله عليه وسلم تنعكس أنوار وجهه الشريف على الحِيطان، كما ينعكس نور الشمس عليها.