استنبط العلماء من حديث المعراج فقها كثيرا، وحِكما ومعاني عظيمة، ومما استوقفَهم فيه مراجعةُ سيدنا موسى عليه السلام لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن الصلوات الخمسين، وطلبُه منه أن يرجع إلى ربه فيسأله التخفيف مرارا، ففعل صلى الله عليه وسلم.
فقال العلماء إن في هذا دليلا على أن مَن طلَب من الله تعالى حاجةً فقضاها له فلا يستحي من أن يطلب غيرَها، فإن الطمع في فضل الله مشروع، ولا حرَج فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم طلَب من ربه التخفيف مرات فأجابه، وبهذا تعلم ما في قول بعض الناس: يا رب أنا مش عايز إلا أن تحقق لي كذا وكذا، أو كل ما أطلبه كذا، فإن عِظم السؤال من عظمة المسؤول، فاطلب، وتمنَّ على ربك، ولا تخش من ذي العرش إقلالا، فهو الكريم المنان، يحب أن يسأله عبده الشيء الحقير والجليل.
وبعض العارفين أخذ من هذا الحديث معنى أدقّ من هذا، وهو أن النعمة الكبرى على العبد هي في نفس سؤال الرب، ومن لم يرَ في النعمة إلا قضاء الحاجة فذلك واقفٌ مع حظّ من الحظوظ لم يُنقَل عنه إلى ما هو فوقه، فإلهام الله لعبده اللجوء إليه ومناجاته علامة على إرادة القرب، وقضاءُ الحاجة تابعٌ لهذا المعنى، والله أعلم.
فقال العلماء إن في هذا دليلا على أن مَن طلَب من الله تعالى حاجةً فقضاها له فلا يستحي من أن يطلب غيرَها، فإن الطمع في فضل الله مشروع، ولا حرَج فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم طلَب من ربه التخفيف مرات فأجابه، وبهذا تعلم ما في قول بعض الناس: يا رب أنا مش عايز إلا أن تحقق لي كذا وكذا، أو كل ما أطلبه كذا، فإن عِظم السؤال من عظمة المسؤول، فاطلب، وتمنَّ على ربك، ولا تخش من ذي العرش إقلالا، فهو الكريم المنان، يحب أن يسأله عبده الشيء الحقير والجليل.
وبعض العارفين أخذ من هذا الحديث معنى أدقّ من هذا، وهو أن النعمة الكبرى على العبد هي في نفس سؤال الرب، ومن لم يرَ في النعمة إلا قضاء الحاجة فذلك واقفٌ مع حظّ من الحظوظ لم يُنقَل عنه إلى ما هو فوقه، فإلهام الله لعبده اللجوء إليه ومناجاته علامة على إرادة القرب، وقضاءُ الحاجة تابعٌ لهذا المعنى، والله أعلم.
(وأعتقد أن مثل هذه النصوص مبالغ فيها، بخصوص تأثير ابن تيمية في القرون اللاحقة، وفي الواقع: فلم يكن له سوى تأثير محدود في الوسط السني غير الحنبلي، وذلك حتى القرن التاسع عشر الميلادي!
وعلى سبيل المثال: فإنه لا يوجد أي دليل على انحسار علم الكلام السني بعد تلك الانتقادات التي وجهها له ابن تيمية؛
بل على العكس من ذلك، فإننا نجد التأثير الهائل للمؤلفات العقدية لكل من:
عضد الدين الإيجي (١٣٥٥م)، وسعد الدين التفتازاني (١٣٩٠م)، والسيد الشريف الجرجاني (١٤١٣م)، ومحمد بن يوسف السنوسي (١٤٩٠م)، وجلال الدين الدواني (١٥٠١م)، وإبراهيم اللقاني (١٦٣١م)..
إذ كانت مؤلفاتهم حاضرة عند طلاب العلم في شتى الأرجاء، من المغرب إلى الهند، حتي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي،
أي: إلى ما بعد عصر ابن تيمية.
كما ظل المنطق: مادة أساسية ورئيسة في مناهج التعليم عند علماء السنة، حتى العصر الحديث.
وليس هناك من دليل، يبين تراجع هذه المكانة التي احتلها المنطق، نتيجة لذلك الهجوم الذي شنه ابن تيمية عليه!
ولقد كان تأثير ابن عربي في الأوساط السنية العلمية؛ قد بلغ ذروته في الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر، إلى القرن الثامن عشر الميلادي؛ إذ نجد أن هناك أعلامًا مرموقين قد تصدوا للدفاع عن ابن عربي، وبعضهم اعتنق أفكاره صراحة، ودافع عن وحدة الوجود التي قام بها ابن عربي،
ومن هؤلاء:
جلال الدين السيوطي (١٥٠٥م)، وزكريا الأنصاري (١٥١٩م)، وكمال باشا زاده (١٥٣٤م)، وعبد الوهاب الشعراني (١٥٦٥م)، وابن حجر الهيتمي (١٥٦٦م)، وعبد الرؤوف المناوي (١٦٢٢م)، وإبراهيم الكوراني (١٦٩١م)، وعبد الغني النابلسي (١٧٣١م)، وأبو سعيد الخادمي (١٧٦٣م).
ومما تجدر الإشارة إليه: أن المتأخرين من المدافعين عن فكرة وحدة الوجود= لم يلتفتوا إلى نقد ابن تيمية لهذه الفكرة، في حين ركزوا على تفنيد ودحض تلك الانتقادات المستقلة والمهمة التي أثارها كل من التفتازاني وعلاء الدين البخاري (١٤٣٨م)!
فالقول بأن ابن تيمية له تأثير مباشر ومهم في التاريخ الديني الإسلامي السني= قول لا يتفق -ببساطة- مع ما يتوفر لدينا من أدلة من القرون الخمسة، وهي المرحلة التي تبدأ من وفاته إلى غاية ظهور الإصلاح السني في العصر الحديث).
من بحث الدكتور خالد الرويهب، ضمن كتاب: "ابن تيمية وعصره".
https://t.me/Rwaq_manhaji
وعلى سبيل المثال: فإنه لا يوجد أي دليل على انحسار علم الكلام السني بعد تلك الانتقادات التي وجهها له ابن تيمية؛
بل على العكس من ذلك، فإننا نجد التأثير الهائل للمؤلفات العقدية لكل من:
عضد الدين الإيجي (١٣٥٥م)، وسعد الدين التفتازاني (١٣٩٠م)، والسيد الشريف الجرجاني (١٤١٣م)، ومحمد بن يوسف السنوسي (١٤٩٠م)، وجلال الدين الدواني (١٥٠١م)، وإبراهيم اللقاني (١٦٣١م)..
إذ كانت مؤلفاتهم حاضرة عند طلاب العلم في شتى الأرجاء، من المغرب إلى الهند، حتي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي،
أي: إلى ما بعد عصر ابن تيمية.
كما ظل المنطق: مادة أساسية ورئيسة في مناهج التعليم عند علماء السنة، حتى العصر الحديث.
وليس هناك من دليل، يبين تراجع هذه المكانة التي احتلها المنطق، نتيجة لذلك الهجوم الذي شنه ابن تيمية عليه!
ولقد كان تأثير ابن عربي في الأوساط السنية العلمية؛ قد بلغ ذروته في الفترة الممتدة من القرن الخامس عشر، إلى القرن الثامن عشر الميلادي؛ إذ نجد أن هناك أعلامًا مرموقين قد تصدوا للدفاع عن ابن عربي، وبعضهم اعتنق أفكاره صراحة، ودافع عن وحدة الوجود التي قام بها ابن عربي،
ومن هؤلاء:
جلال الدين السيوطي (١٥٠٥م)، وزكريا الأنصاري (١٥١٩م)، وكمال باشا زاده (١٥٣٤م)، وعبد الوهاب الشعراني (١٥٦٥م)، وابن حجر الهيتمي (١٥٦٦م)، وعبد الرؤوف المناوي (١٦٢٢م)، وإبراهيم الكوراني (١٦٩١م)، وعبد الغني النابلسي (١٧٣١م)، وأبو سعيد الخادمي (١٧٦٣م).
ومما تجدر الإشارة إليه: أن المتأخرين من المدافعين عن فكرة وحدة الوجود= لم يلتفتوا إلى نقد ابن تيمية لهذه الفكرة، في حين ركزوا على تفنيد ودحض تلك الانتقادات المستقلة والمهمة التي أثارها كل من التفتازاني وعلاء الدين البخاري (١٤٣٨م)!
فالقول بأن ابن تيمية له تأثير مباشر ومهم في التاريخ الديني الإسلامي السني= قول لا يتفق -ببساطة- مع ما يتوفر لدينا من أدلة من القرون الخمسة، وهي المرحلة التي تبدأ من وفاته إلى غاية ظهور الإصلاح السني في العصر الحديث).
من بحث الدكتور خالد الرويهب، ضمن كتاب: "ابن تيمية وعصره".
https://t.me/Rwaq_manhaji
Telegram
الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف الشيخ د. محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).
قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
لا يَرِد الشرعُ بما يُخالف العقل، لكنه قد يَرِد بما يقصُر العقلُ عن الاستقلال بإدراكه، فإن العقل مثلا لا يستقلُّ بإدراكِ كون الطاعات سببًا للسعادة في الآخرة، وكون المعاصي سببًا للشقاوة، لكنه لا يقضي باستحالته أيضا ... ومن لم يُفرِّق بين ما أحالَه العقل وبين ما لا يَنالُه العقل فهو أخسُّ من أن يُخاطَب.
- الإمام الغزالي -
- الإمام الغزالي -
إنَّ ألطافَ إلـــهي
عند كَــربي المُتناهِي
هِيَ كانت نِعمَ جــاهي
وإذا ما صِرتُ ساهي
لِيَ قالت خَلِّ عــَنْكَ
لا تُدبّــِر لك أمــرًا
تَلْــقَ بعد العُسر يسرا
وارقُبِ الألطافَ صَبـْرا
حيث قالت لك جـَهرا
أنا أولَــى بك مِـنْكـَا.
_ من تاريخ الجبرتي_
عند كَــربي المُتناهِي
هِيَ كانت نِعمَ جــاهي
وإذا ما صِرتُ ساهي
لِيَ قالت خَلِّ عــَنْكَ
لا تُدبّــِر لك أمــرًا
تَلْــقَ بعد العُسر يسرا
وارقُبِ الألطافَ صَبـْرا
حيث قالت لك جـَهرا
أنا أولَــى بك مِـنْكـَا.
_ من تاريخ الجبرتي_
قُدّر في علم الله الأزليّ القديم أنه سيفرض على أمة نبيّه صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة، وكان من الممكن أن يُعلمه بذلك من أول الأمر في رحلة المعراج، ولكنه - والله أعلم- أراد أن يُظهر لنا مزيد شرف هذا النبي المكرَّم ومدَى إدلاله على الله وحُبّ الله له، فجعلها خمسين، ثم حمَله على أن يطلب التخفيف، فيجيبه، ثم يطلب فيجيبه، فقضى له في كل مرة حاجة، حتى وصلت إلى خَمس، واستحيا صلى الله عليه وسلم أنْ يطلب تخفيفا آخر، وصادَف استحياؤه ما ثبَت في عِلم الله من الأزل، فدلَّ على مزيد علوّ هذا النبي عند ربه، وعلى مزيد كرم الربوبية، حيثُ لا ضجرَ ولا إملال، من تكرار السؤال.
(كل من كان أغوص نظرًا، وأدق فكرًا، وأكثر إحاطة بالأصول والفروع، وأتم وقوفًا على شرائط الأدلة= كانت الإشكالات عنده أكثر.
أما المُصِرُّ على الوجه الواحد طول عمره في المباحث الظنية بحيث لا يتردد فيه= فذاك لا يكون إلا من جمود الطبع، وقلة الفطنة، وكلال القريحة، وعدم الوقوف على شرائط الأدلة والاعتراضات).
الإمام الفخر الرازي في (المحصول).
https://t.me/Rwaq_manhaji
أما المُصِرُّ على الوجه الواحد طول عمره في المباحث الظنية بحيث لا يتردد فيه= فذاك لا يكون إلا من جمود الطبع، وقلة الفطنة، وكلال القريحة، وعدم الوقوف على شرائط الأدلة والاعتراضات).
الإمام الفخر الرازي في (المحصول).
https://t.me/Rwaq_manhaji
Telegram
الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف الشيخ د. محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي).
قناة خاصة بالمنشورات والدروس المنهجية، المتعلقة بمنهج التفقه وطلب العلم على الطريقة المعروفة عند أهل العلم، والجادة المسلوكة عبر القرون.
Forwarded from د. لؤي الخليلي الحنفي🔻 (د. لؤي الخليلي الحنفي)
قال شيخي زاده صاحب مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر في جواز استخلاف الخطيب لغيره في الجمعة: إنَّ الاستخلاف جائز مطلقًا في زماننا لأنه وقع في تاريخ خمس وأربعين وتسعمائة إذن عام وعليه الفتوى.
قال ابن عابدين معلقًا: لَعَلَّ الْمُرَادَ فَتْوَى أَهْلِ زَمَانِهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ تَصْحِيحًا مُعْتَبَرًا؛ إذْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ التَّصْحِيحِ. اهـ
فتأمل يا رعاك الله في أهل التصحيح والترجيح من أغبياء زماننا من الأكاديميين وطلبة الدراسات العليا.
قال ابن عابدين معلقًا: لَعَلَّ الْمُرَادَ فَتْوَى أَهْلِ زَمَانِهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ تَصْحِيحًا مُعْتَبَرًا؛ إذْ لَيْسُوا مِنْ أَهْلِ التَّصْحِيحِ. اهـ
فتأمل يا رعاك الله في أهل التصحيح والترجيح من أغبياء زماننا من الأكاديميين وطلبة الدراسات العليا.
Forwarded from كتب المعقولات (هەنگاو عثمان)
فائدة المنطق
والمنطق يصلح لأبناء الملوك الذين يتوقع منهم أن يصيروا ملوكا، لا ليتعلموا منه الإقترانيات الشرطية ولوازم المتصلات، بل ليعرفوا الصناعات الخمس، ويقدروا على مخاطبة كل صنف من الناس بما يليق بحالهم، على ما قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
فالحكمة لمن يطيق البرهان، والموعظة الحسنة لمن لا يطيقه، والجدل للمقاومة لمن ينتصب للمعاندة.
القطب الشيرازي، شرح حكمة الإشراق.
🌹@kobPDF🌹
والمنطق يصلح لأبناء الملوك الذين يتوقع منهم أن يصيروا ملوكا، لا ليتعلموا منه الإقترانيات الشرطية ولوازم المتصلات، بل ليعرفوا الصناعات الخمس، ويقدروا على مخاطبة كل صنف من الناس بما يليق بحالهم، على ما قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
فالحكمة لمن يطيق البرهان، والموعظة الحسنة لمن لا يطيقه، والجدل للمقاومة لمن ينتصب للمعاندة.
القطب الشيرازي، شرح حكمة الإشراق.
🌹@kobPDF🌹
في المنع من الفتيا
منع شيخ الإسلام تقي الدين السبكي أربعة فقهاء من الفتوى سنة 754 هـ
وكان أحدهم أفتى بفتوى باطلة ، وكَذْلَكَ عليه ثلاثة آخرون أي: كتبوا تحت فتواه : "وكذلك نقول"
فقال الشيخ رحمه الله بعد أن فنّد كلامه وعدد غلطاته في فتواه :
" وإن كان لا يدري ما يقول؛ فكان ينبغي أن يكف فالغلطات سبع، والثلاثة المكذلكون عليه واقعون في ذلك؛ فمنعت الأربعة من الفتوى ، وأنا أعتقد أني نفعتهم بذلك، وأنهم لا بد أن يحمدوني على ذلك: إما في الدنيا، وإما في الآخرة لأني أرحتهم من ورطات يقعون فيها: دنيوية وأخروية، وليس لهم في ذلك فائدة لا دنيوية ولا أخروية، ولا يفوتهم بإمساكهم عن الفتيا دنيا، ولا هم ممن يُقصد للفتوى حتى يقال: إنهم يبقى عليهم غضاضة ونقص بين الناس"
ثم ختم كلامه بحكمة نافعة فقال :
" والعاقل إنما يسعى تكرمة لمعاش أو صلاحًا لمعاد؛ فترك ما سوى هذين راحة"
نقلا عن الدكتور سامح غريب حفظه الله.
منع شيخ الإسلام تقي الدين السبكي أربعة فقهاء من الفتوى سنة 754 هـ
وكان أحدهم أفتى بفتوى باطلة ، وكَذْلَكَ عليه ثلاثة آخرون أي: كتبوا تحت فتواه : "وكذلك نقول"
فقال الشيخ رحمه الله بعد أن فنّد كلامه وعدد غلطاته في فتواه :
" وإن كان لا يدري ما يقول؛ فكان ينبغي أن يكف فالغلطات سبع، والثلاثة المكذلكون عليه واقعون في ذلك؛ فمنعت الأربعة من الفتوى ، وأنا أعتقد أني نفعتهم بذلك، وأنهم لا بد أن يحمدوني على ذلك: إما في الدنيا، وإما في الآخرة لأني أرحتهم من ورطات يقعون فيها: دنيوية وأخروية، وليس لهم في ذلك فائدة لا دنيوية ولا أخروية، ولا يفوتهم بإمساكهم عن الفتيا دنيا، ولا هم ممن يُقصد للفتوى حتى يقال: إنهم يبقى عليهم غضاضة ونقص بين الناس"
ثم ختم كلامه بحكمة نافعة فقال :
" والعاقل إنما يسعى تكرمة لمعاش أو صلاحًا لمعاد؛ فترك ما سوى هذين راحة"
نقلا عن الدكتور سامح غريب حفظه الله.
" يبعُدُ عادةً أن يكون الراجِحُ هو ما ذهَبَ إليه الأقلُّ النادِر ".
الحافظ العلائي.
الحافظ العلائي.
"مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفقِّههُ في الدِّينِ"
يقتضي أن كلَّ مَن يُفقِّهه الله في الدين فقد أراد به الخير، وينعكس بالنقيض الموافق إلى قولنا: كل من لم يُفقِّهه الله في الدين فهو لم يُرِد به الخير.
العلّامة أبو عليّ اليُوسي ( ١١٠٢ )
يقتضي أن كلَّ مَن يُفقِّهه الله في الدين فقد أراد به الخير، وينعكس بالنقيض الموافق إلى قولنا: كل من لم يُفقِّهه الله في الدين فهو لم يُرِد به الخير.
العلّامة أبو عليّ اليُوسي ( ١١٠٢ )
فائدة:
كثير من الناس يُعبّرون بلفظ " الشّرِكة " في حد الكُلّي، فيقولون: هو ما يَقبل الشّرِكة، فأُورِد عليهم نحو " زيد " وغيره من الجزئيات؛ فإنه يَقبل الشركة في مدلوله؛ بالأبُوّة إن كان أبا، والبُنوّة إن كان ابنًا، وبالمِلك إن كان مملوكا.
والحق أن الاعتراض على لفظِ الشركة بما سبق ناشئ عن عدم معرفة المقصود بها هاهنا، لأن المقصود بها هاهنا أن يكون ذلك المدلول بحيث يَحصل في أفراد متعددة، كحصول مدلول الإنسان في زيد، وخالد، وغيرهما، ولا شك أن مدلول زيد ليس بحاصل في المِلكية، ولا في الأبوة، ولا البُنوّة، بل هي أوصاف وعوارض تَعرِض له، فلا شركة فيه، والله أعلم.
أبو علي اليوسي تــ١١٠٢هــ.
كثير من الناس يُعبّرون بلفظ " الشّرِكة " في حد الكُلّي، فيقولون: هو ما يَقبل الشّرِكة، فأُورِد عليهم نحو " زيد " وغيره من الجزئيات؛ فإنه يَقبل الشركة في مدلوله؛ بالأبُوّة إن كان أبا، والبُنوّة إن كان ابنًا، وبالمِلك إن كان مملوكا.
والحق أن الاعتراض على لفظِ الشركة بما سبق ناشئ عن عدم معرفة المقصود بها هاهنا، لأن المقصود بها هاهنا أن يكون ذلك المدلول بحيث يَحصل في أفراد متعددة، كحصول مدلول الإنسان في زيد، وخالد، وغيرهما، ولا شك أن مدلول زيد ليس بحاصل في المِلكية، ولا في الأبوة، ولا البُنوّة، بل هي أوصاف وعوارض تَعرِض له، فلا شركة فيه، والله أعلم.
أبو علي اليوسي تــ١١٠٢هــ.
من شواهد النحو :
*************
هَوِيتُكِ حتَّى كَادَ يَقْتُلُني الهَوَى ..
وَزُرْتُكِ حتَّى لاَمَني كلُّ صَاحِبِ
وَحتَّى رَأى مِنِّي أدَانِيكِ رِقَّةً ...
عَلَيْهِمْ ولوْلاَ أنْتِ مَا لانَ جَانِبِي
ألاَ حبَّذَا لَوْمَا الْحَيَاءُ وَرُبّما ...
مَنَحْتُ الهَوَى مَنْ لَيْسَ بالمُتَقارِب.
*************
هَوِيتُكِ حتَّى كَادَ يَقْتُلُني الهَوَى ..
وَزُرْتُكِ حتَّى لاَمَني كلُّ صَاحِبِ
وَحتَّى رَأى مِنِّي أدَانِيكِ رِقَّةً ...
عَلَيْهِمْ ولوْلاَ أنْتِ مَا لانَ جَانِبِي
ألاَ حبَّذَا لَوْمَا الْحَيَاءُ وَرُبّما ...
مَنَحْتُ الهَوَى مَنْ لَيْسَ بالمُتَقارِب.