الدُّرّ النَّثِير
27.8K subscribers
2.65K photos
690 videos
309 files
516 links
Download Telegram
الدُّرّ النَّثِير
Video
" أقولها لكم تحدثا بنعمة الله تعالى، أنا حينما كنت طالبا نسخت بيدي هذه ما يزيد على عشرة آلاف صفحة من كتب أصول الفقه، من الكتب التي لم تطبع، وقرأت كل كتب الأصول التي بين يدينا، وحققت كتاب المنخول للإمام الغزالي، وكان عمري ٢٧ سنة، ولست نادما على حرف منه، بل أنا مستغرب من نفسي، كيف كنت أستطيع أن أكتب هذه الكتابة في تلك السن المبكرة، وأكتب في موسوعة الفقه الإسلامي: الفقه الشافعي وفقه الخلاف، كتبت حتى الآن أكثر من سبعين مجلدا، من المجلدات الكبيرة.

وأنا أقول اليوم - وإياكم أن تظنوا أني أقولها تواضعا، وإنما أقولها حقيقة- : اللهم إنك تعلم أني لا أدعي أني فقيه، اللهم إنك تعلم أني لا أدعي أني أصولي، وإنما قرأت بعض كتب العلم، فصرت أستطيع أن أحل إشكالها.

وأما أنا اليوم والله أكسر الهاء حتى تعلموا صدق يميني، أنا
اليوم أتعلم، وأسأل الله ألا يميتني حتى أتعلم،

ولكنني حينما أجد بعض الناس يدعون العلم والمعرفة والاجتهاد يصير شيء في قلبي وفي نفسي، لا أستطيع أن أعلمه بأنه لا يعلم، لا سيما إذا ادعى الاجتهاد، لأن دعواه عريضة جدا، وفصاحتي وقدرتي الكلامية لا تكفي لإقناعه، لأنه خرج عن طوق الإقناع".

العلامة الفقيه الأصولي الشيخ محمد حسن هيتو.
وكتاب جوهرة الأصول وتذكرة الفحول للشيخ أحمد بن محمد بن الحسن الرَّصّاص المتوفى سنة 656هـ هو مِدْرَس الزَّيدِيّة ومُعتَمدهم في عِلم أصول الفقه.

_ ابن الوزير اليماني _
وليس كلُّ مَن قَرأ النحوَ والأدبَ صَنَّفَ مِثلَ "الكَشَّاف"، ولا كلُّ مَن قَرأ الأصولَ والجَدل رَكِبَ بحرَ الدقائق الرَّجَّاف:

وما كلُّ دارٍ أقفَرَتْ دارُ عَزَّةٍ
ولا كلُّ بيضاءِ الترائبِ زينبُ.

فإذا تقرَّر أن المواهب الربانية لا تنتهي عند حَدّ، والعطايا اللدنية لا تَقِف على مقدار- لم يَحسُن من العاقل أن يَقطَع على الخَلق بتعسيرِ ما الله قادرٌ على تيسيره، بل لا يَلِيق منه أن يَقطَع بتعسيرِ ما لم يَزلِ الله سبحانه يُيسّره لكثيرٍ مِن خَلقه، فيقنِّط لكلامه طامِعًا، ويُحجِّر من فضلِ الله واسعا، ويُفَتِّر بتخذيله هِمّةً ناشطة، ويفلُّ بتقنيطه عزيمةً قاطعة، بل يُخلِّي بين الناس وهِمَمهم وطَمَعهِم في فضلِ الله عليهم، حتى يَصِل كل أحدٍ إلى ما قسَمه الله له من الحظِّ في الفهم والعلم وسائر أفعال الخير، وهذا مما لا يَحتاج إلى حِجَاج، ولا يفتقر إلى لَجاج.

_ ابن الوزير اليماني _
ابن الوزير اليماني: "وتحصُل بكثرةِ الإصغاء إلى الشُّبَه شُكوكٌ تُشبِه شكوك المُوَسوَسِين في الطهارة".

اللهم ثَبّتنا على الإيمان بك، وتوفّنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير مُبدّلين ولا مُغيّرين.
الحنفية دخلوا كابُول 😁
هذه الصورة منتشرة في الفيس بوك، أودّ فقط التنبيه إلى أن الطالب الذي كان في الصف الأول الابتدائي في هذه الفترة كان عمره ١٤ سنة، وليس ٦ سنوات كما يُتوهّم، وقبل أن يلتحق بالأزهر كان يتعلم القراءة والكتاب ومبادئ الحساب ويحفظ القرآن الكريم كاملا، كل هذا قبل أن يبلغ ١٤ سنة، وعندما يصل لسن ١٤ يكون في أولى ابتدائي لمدة ٤ سنوات، ثم يدخل القسم الثانوي لمدة ٥ سنوات، ثم يدخل الجامعة، ولم يكن هناك وجود للمرحلة الإعدادية.
الدُّرّ النَّثِير
هذه الصورة منتشرة في الفيس بوك، أودّ فقط التنبيه إلى أن الطالب الذي كان في الصف الأول الابتدائي في هذه الفترة كان عمره ١٤ سنة، وليس ٦ سنوات كما يُتوهّم، وقبل أن يلتحق بالأزهر كان يتعلم القراءة والكتاب ومبادئ الحساب ويحفظ القرآن الكريم كاملا، كل هذا قبل أن…
حدّثني أحد مشايخي رحمه الله أنه حينما التحق بالابتدائية الأزهرية في أوائل الخمسينيات كان يوجد مدرّس في المعهد لتحفيظ ألفية ابن مالك، للتحفيظ فقط من غير شرح، كل وظيفته أن يحفّظهم كل عام مائتي بيت من الألفية، وبعد إنهاء النظم كاملا يشرعون في شرحه في السنوات اللاحقة، وأما بقية المتون فكانوا يحفظونها بالتوازي مع تلقّي الشرح، وكان مدرّسو المعاهد آنذاك علماء بحق وأهل إتقان وإمعان، وحدّثني عن شيخه عبد اللطيف أنه كان مكتبة متحركة في سائر العلوم، وأنه كان يقول لهم: لو مُحِيَ ابن عقيل والأشموني وابن هشام وكتب الحنفية من الوجود لأمليتُها من ذهني، رحمهم الله ورضي عنهم.

أما الخيام فإنها كخيامهم
وأرى نساء الحيّ غير نسائها.
جديد توزيعات دار السلام، وهو شرح حَسن نفيس على ألفية ابن معطٍ لإمام كبير شهير من أئمة العربية، وقد صدَرت له من قبل طبعة أو طبعتان، وهذه آخرها، والحمد لله على فضله.
" وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ".

قال الإمام الطوفي:

" فيه أنَّ مُعارَضة الفاسد بالفاسد لا تنفع، لأنهم لمَّا سمعوا قوله عز وجل:" فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون" تأسَّى البعض بالبعض، فبيَّن لهم فسادَ ذلك التأسّي، وأنه غير نافع، إذ ألَمُ الغَير لا يُخفّف ألمَ النفس، وهكذا فساد حُجة أحد الخَصمين لا يقتضي فساد حجة الآخر، وإنما تنفع الحجة ويصح المعنى فيها بصحتها، لا معنى في غيرها يفسدها، نعم قد تُستعمَل مُعارَضة الفاسد بالفاسد في الجَدل، دفعا لشر الخصم وتسلُّطِه" انتهى.

ولذلك يقول الإمام الرازي: "إن الإنسان قد يستدلُّ في مسألةٍ في إثبات طرفٍ أو نفي طرفٍ منها وهو يعتقد بطلانها مذهبا وعقيدة، ويجادل فيها أبلغَ ما يكون من المجادَلة، بل وكذلك يكون أبدا ، وإنَّ أحد المتجادِلَينِ قد ينصرُ ما يعتقد فساده ، ولا يطلب به علما ولا ظنًّا بما ينصرُه ، وإنما قصدُه : إفساد قول مُفاوِضه ومُجادِله، وإبطالُ وضعِه عليه؛ لا سيما في المسائل العقلية "انتهى.

ولهذا فإن فهم مذاهب العالم واستنتاج آرائه ونسبة الأقوال إليه لا ينبغي أن يؤخذ من مناظراته، أو ردوده على خصومه، لاحتمال أن يقع في كلامه شيء من هذا دون أن يقصد أن يجعله قولا له، وكذلك لا تؤخذ من فتاواه، لأن الاستثناء والقيود يجري فيها كثيرا، نظرا لطبيعة الحال والزمان والمكان، ولعل عدم الانتباه لهذا المعنى هو الذي يؤدي إلى اختلاف الناس في تعيين مذهب بعض الأئمة في آحاد القضايا.
والطريق الصحيح السالم من هذا التردد إنما هو في التصانيف المستقلة، والأجوبة الواضحة، وما يلقيه العالم في درسه، وما ينقله عنه طلابه الملازمون له العارفون به، والله أعلم.
ولا يَكفُر أحدٌ من أهل القِبلة إلا بما فيه نفيُ الصانع القادر العليم، أو شِرك، أو إنكارٌ للنُّبوة، أو إنكارُ ما عُلم ضرورةً مجيئه صلى الله عليه وسلم به، أو إنكارٌ لِمُجمَع عليه، كاستحلال المُحرَّمات التي أُجمِع على حُرمتِها، فإن كان ذلك المُجمَع عليه مما عُلم ضرورةً من الدين فذاك ظاهر، داخلٌ فيما تقدَّم ذِكره، وإلا فإن كان إجماعا ظنيـًّا فلا كُفرَ بمخالفته، وإن كان قطعيًّا ففيه خلاف، وأما ما عدا ذلك فالقائل به مبتدع غير كافر.

المواقف مع الشرح.
الدُّرّ النَّثِير
Photo
ترجمه إلى العربية مُلا خسرو محمد بن فرامُرز الرومي الحنفي تــ885 هـ وطُبع الجزء الأول منه بتحقيق الدكتور حسن الشافعي حفظه الله وأمتع بحياته
" كل فريقٍ وإن بالغ في ملازمة الظواهر فهو مضطرٌّ إلى التأويل، إلا أن يجاوز الحدّ في الغباوة والتجاهل، فيقول مثلا: الحَجر الأسود يمين الله تحقيقا... ومَن ينتهي إلى هذا الحد من الجهل فقد انخَلع عن غريزة العقل".

- الإمام الغزالي-
ولا ينبغي أن تظنَّ أن التكفير ونفْيَه ينبغي أن يُدرَك قطعًا في كل مقام، بل التكفير حُكم شرعيّ يَرجِع إلى إباحة المال وسفكِ الدم، والحُكمِ بالخلود في النار، فمأخذُه كمأخذِ سائر الأحكام الشرعية، فتارةً يُدرَك بيقين، وتارة بظنٍّ غالب، وتارةً يُترَدَّد فيه. ومهما حصل تردُّد، فالتوقُّفُ فيه عن التكفير أولى، والمبادرة إلى التكفير إنما تَغلِبُ على طباع من يَغلِب عليهم الجَهل.

- الإمام الغزالي-
التأويل معناه صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر إلى الذهن إلى معنى آخر مناسب للمقام، وشرطه أمران:

- وجود الدليل الصارف عن الظاهر، فلا يُعدل عن الأصل إلا بدليل.

- وصحة الحمل على المعنى المصروف إليه في لسان العرب.

وبفقدان هذين الأمرين يصير صرف اللفظ عن ظاهره غير جائز، بل يصير كُفرا، وبه خرَجت الباطنية والإسماعيلية من الدين رأسا، وهذا هو الفرق بين تأويلات أهل السنة وتأويل أهل البدع والإلحاد، فإنهم يدّعون لكثير من الظواهر معاني باطنة لا موجِب لها ولا شاهد لها من كلام العرب، بل هو العبث واتباع الأهواء.
فائدة
_________

الفرق بين " البسملة" و" التسمية " من وجهين:

1 - أنَّ البسملة عبارة عن قولك" بسم الله الرحمن الرحيم " والتسمية عبارة عن ذِكر الله بأيِّ لفظٍ كان، فبينهما عموم وخصوص مُطلَق، فكل بسملة تسمية، من غير عكس.

2 - البسملة مصدر منحوت على وزن " فَعْلَلَة " والتسمية مصدر لــ" سَمَّى" على وزن: تَفْعِلَة.
واعلم أن أعظَم مخلوق وأحقَره، وكذا أكثر مخلوق وأقلُّه، يستويان في قُدرة الله تعالى، فليس خَلقُ الأحقَر والأقلّ أهونَ عليه من خَلق الأعظم والأكثر، قال تعالى " وما أمرُنا إلا واحدةٌ كلمحٍ بالبَصر " قال البيضاوي: في اليُسر والسُّرعة، وقال تعالى:" إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " فظهَر أن مدار كون الأشياء على قول " كُن " فلا يُتصوَّر الفرق بين تكوين العظيم والحقير، والكثير والقليل " ما خلقكم ولا بعثُكم إلا كنفسٍ واحدة ".

ساجقلي زاده تــ١١٤٥هـ
هذا يومٌ اجتمعَت فيه مناسبتان متضادتان، كل واحدة منهما تقتضي شعورا خلاف ما تقتضيه الأخرى.

- أما الأولى فإنه يوم نجَّى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون وجنوده، وصامَه رسول الله صلى الله عليه وسلم حمدًا لله وشُكرًا على نجاة أخيه، وجعلَه ظَرفا للفرحة، وموعدا للتوسعة على الأهل، وإدخالِ البهجة والسرور عليهم.

- وهو أيضا يوم مُنِيَت فيه هذه الأمة المسكينة بدمِ ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبه وسيّد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين رضي الله عنه، وبَقِيَ هذا الحَدث الفظيع الجَلل في تاريخها سُبَّة عار لا يمحوه تبدُّلُ الأيام، ونقطة سوداء لا يُنسِيها اختلاف الليل والنهار، وإنْ نحمَد فإنا نحمد الله سبحانه وتعالى على أن طهَّر أيدينا من الولوغ في دمائه الزكية الطاهرة، فأخَّر وجودنا عن تلك الفتنة الصعيبة، ونسأله أن يَعصِم ألسنتنا كذلك عن الخوض دفاعا وتأييدا لأهل البغي والفسق والفجور الذين قتلوه وآذوه ومثّلوا به وفتكوا بآل بيته الأطهار، وكيف لا وإنَّ الخوضَ على هذا النحو يؤذي جدَّه صلى الله عليه وسلم في قبره، كما آذاه وأحزَنه في حياته لمَّا أُخِبر بوقوعه، وقد صحَّ عن إبراهيم النَّخعي أنه كان يقول: " لو كنتُ فيمن قاتَل الحسينَ ثم دخلتُ الجنة، لاستحييتُ أن أنظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حياءً منه".
غير أن المؤمن الحصيف ما ينبغي أن يَجعل هذا اليوم موعدًا للعويل، والصُّراخ، والبكاء، والندبة، والنحيب؛ فيشابه أهلَ البدع والضلال، فإنه لا يُعرَف في الإسلام تجديد الأحزان، وإن في ذلك مخالفةً لِما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم من كونه يوم بهجةٍ وتوسعة.

وإنما ينتبه العاقل إلى تحصيل المعاني النافعة من ثورته وخروجه رضي الله عنه المتفق على صحّته ومشروعيته، تلك المعاني التي تصلح نهجا في الحياة لا يحيد المرء عنه، ونبراسا في زمن الغواية يُستضاء به، وميزانا صحيحا لكشف أهل الدعوى ومعرفة حقائق النفوس.

ففي ذِكرى الحسين تذكير بوجوب الثبات على المبدأ الحق مهما عظُمت المُغرِيات، وتكاثرت الدواهي والمُهلِكات.

وفي ذكرى الحسين تأكيد على وجوب الاستمساك بالشرف وتثبيتٌ لمعاني التضحية والمروءة والرجولية والفتوة والبطولة.

وفي ذِكرى الحسين رمزٌ لرفض الظلم والاستبداد والقهر والطغيان، الذي إن تغيَّرتْ أسماؤه الظاهرة لم تتبدل حقائقه البغيضة الزائفة.

وفي ذِكرى الحسين تأكيد على وجوب الإنكار على أهل الفساد والبغي مهما كلَّف ذلك من ثمن، وأنَّ قولَ الحق له أهله العاملون الصادقون لا الثرثارون الكذّابون، وعند صليل الزَّيف يَصدُق الابتلا.

وفي ذكرى الحسين تصريح بقبح المجرمين الظالمين الفاسدين، وأنَّ رغَد العيش إنْ غرَّهم اليوم فلن يرحمهم التاريخ والحقائق غدًا، وإن ربك لبالمرصاد.

وهكذا ترى في استنطاق الحوادث دروسا مفيدة هي أولى بالانتباه إليها والتحقُّق بها من الانتحاب والنشيج، وشقّ الصدور وضربِ الظهور.

وسلام الله على أبي عبد الله الحسين في العالمين.
ومعرفة ما يَقبل التأويل وما لا يَقبله ليس بالهَيِّن، بل لا يَستقِلُّ به إلا الماهر الحاذق في علم اللغة، العارفُ بأصل اللغة، ثم بعادة العرب في الاستعمال، وفي استعارتها وتجوُّزها ومنهاجها في ضربِ الأمثال.

- الإمام الغزالي-