((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
34.7K subscribers
19K photos
3.98K videos
3.13K files
13.6K links

نستقبل مشاركاتكم وملاحظاتكم وأسالتكم على البوت التالي ⬇️
@Sbqat23_bot
Download Telegram
.
.
#هذا_البوح_الحزين يوقظ في خاطري أبياتا للشاعر أحمد شوقي يقول فيها":

لَيسَ اليَتِيمُ مَنِ انتَهى أَبَوَاهُ مِـــن
هَمِّ الْحَياةِ وَخَلَّفَاهُ ذَليـــلا

فَأَصابَ بِالدُّنيا الحَكيمَةِ مِنهُما
وَبِحُسنِ تَرْبِيَةِ الزَمَانِ بَديـلا

إِنَّ اليَتِيمَ هُوَ الذي تلقي لَهُ
أُمَّا تَخَلَّت أَو أَبا مَشغولا

#وأم أخرى تشكو بشكوى أخرى؛ لتمثل لنا صورة أخرى لبعض الأمهات؛ تقول: «عندما أعود إلى البيت من عملي] منهكة لا أسمع إلا أمي أريد كذا، وأمي حدث لي كذا وغيرها من الشكاوى والتعليقات التي تؤكد المثل الشعبي : إذا شفت أمي شفت همي، أشعر أنني مضغوطة وعاجزة عن فعل أي شيء، ولكني أحبهم، ومستعدة أن أقدم لهم حياتي».

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الثالث
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..
هذا الشعور بالعجز لا ينبغي لأم تحب أولادها كل هذا الحب، وهي التي يقول فيها الشاعر اللبناني أحمد تقي الدين:

الأم مدرسة البنين وحسبهم
أن يعتدوا من ثديها المهراق

هي تُرضع الأجسام والأرواح ما
في صدرها من صحة وخلاق

فإذا هي انحطت فنش خامل
وإذا ارتقت .. بشر بنشء راقي

الطفل مثل الشمع لدن فاطبعي
يا أُم فيـــه محاسن الأخــــــلاق


#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الثالث
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#ربما تغبط (أم) أضنتها التربية (أما) تهمل أولادها؛ لأنها مرتاحة البدن، ولكني أظنُّ أنها رأتها هنا من الداخل؛ كيف أنها معذبة الروح، وإن أبدت أمام جليساتها راحتها وتنعمها؛ لأنها أحست بعدم قيمتها في نفسها.

#ولكل أم أضع هذه الأحرف المضيئة لرجل عُرف بأنه جعل حياته كلها في خدمة دينه ووطنه والعمل الخيري، وكل الأحد عشر رجلا وامرأة الذين ربَّتهم (نورة العضيب الشارخ) كذلك، يقول الدكتور محمد السلومي: «لقد كانت الوالدة مدرسة الحياة لي شخصيا، شعر الناس بهذا أم لم يشعروا، فأنا أولا وآخرا نتاج تربية نفسية واجتماعية حصرية للوالدين لم تكن المؤثرات الخارجية من إعلام وتعليم ذاتَ أثر كبير فيه؛ مقارنة بمدرسة (البيت) (مدرسة الحياة) (مدرسة الصبروالكفاح).

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الثالث
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
#قراءة_في_كتاب
#اصنعيني_يا_أماه
تأليف:
د خالد سعود الحليبي
سلسلة من القصص والوقائع والنماذج العليا تقربنا ممن نحب وتضيف إلى أهدافنا في تربية أولادنا أهدافاً عليا أخرى، وتجعل ما كنا نراه تاريخاً أو خيالاً واقعاً ملموساً يمكننا الوصول إليه.
انتظروناااا على قناتكم
يوم الاثنين والخميس أن شاءالله
https://t.me/algwere
..

#بوح_البنوة_المعذبة.

اسمعي أنين الأبناء وهم تحت ضغط الأم الغضوب، فربما استحى ابنك منك فلم يبح لك بذلك، يقول أحدهم: «مللت من بيتي وأسرتي بسبب والدتي، فكثيرا ما تغضب مني بسبب أو بدون سبب، ليس مني فقط بل مع جميع العائلة، حتى مع الخدم، مللت وأنا أتحمل هذه المرأة لدرجة أصبحت أنظر أنها أم بالاسم فقط؛ لا . حنان ولا حب.. بل أوامر فقط. إن اتصلت بي نظرت شاشة جوالي بتشاؤم، ويأتيني الهم مباشرة، بل إني لأبكي أحيانا إذا ذكر لي أصحابي البيت، لا تكاد تُقَبّلني إلا في السنة مرة ثم أحس في داخلي أن القبلة ستتحول إلى صراخ وغضب، وإن كلمتها لا تنظر إلي، مللتُ كثرة التحمل، وبعض من إخوتي يشكون المصيبة نفسها، إنها تعطي إرشادات لصديقاتها في التعامل مع أبنائهن؛ وهي لا تتعامل بمثل هذي الإرشادات، حدث أن فكرتُ مرةً وأنا في صغري في الانتحار بسبب هذه المرأة، لا أدري ماذا أفعل ..

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#واسمعي أنين البنات؛ تقول إحداهن: «حكايتي في أمي التي تكره البنات وتعاملنا معاملة سيئة وتعامل الأولاد معاملة أحسن بكثير؛ فهي تكرهنا لدرجة أنها تتمنى لنا الموت دائما، وتدعو علينا أن ربنا يأخذنا، أنا لم أر أما في أمهات صديقاتي تعاملهن مثل معاملة أمي لي ولأختي، نشرب مرارا، وكأن لنا ذنبا في أننا خلقنا بنات، أمي تكرهنا لدرجة لا توصف حتى إنها تعاملنا كأننا جاريتان، وليس لنا من يقف بجوارنا. ومع كل ذلك فإننا لا نغضب الله في أي شيء والحمد الله. فكرنا في الهروب من المنزل كثيرًا، ولكننا نعود نفكر ونقول: إننا بنات، سنذهب إلى من وأين؟ أنا أعلم جيدا أنكم تظنون أنى أبالغ في كلامي هذا، ولكن يعلم الله أنها كرهت فينا إخواننا الصبيان، فهم لا يحبوننا من كثرة ما أمي تشتمنا، نرفع إلى الله همومنا جل جلاله»

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#الأمومة_شيء_عظيم يستحق كل هذه الأتعاب اللذيذة، وهي أبرز ما يميز المرأة؛ يقول روبرت براوننغ: «الأنوثة فقط تعني الأمومة، فكل حب يبدأ وينتهي هناك، يطوف ما فيه الكفاية، ولكن بعد ينهي طوافه يلازم البيت .. إنها كما يقول الأستاذ محمد المجذوب: «روح من السماء ترطب بنفحاتها جفاف الأرض بغير مقابل، ولا سبيل للاستعاضة عنها بشيء كائنا ما كان، ومن هنا كان فاقد هذه النعمة يتيما ولو في العقد العاشر من عمره


#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#كيف_تجني_الأم_متعة_التربية؟

قد تشعر الأم بعناء التربية ومسؤولياتها، وخاصة إذا لم يكن الزوج شريكا حقيقيا في تربية أولاده؛ لأي سبب، ولكنها ستتحول إلى عمل لذيذ؛ حين تشعر بأنها : يومي

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#أولا: #مسؤولية_شرعية، #وعبادة_تؤجر (#الأم) #عليها:
يقول الله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ﴾ [النساء: ١١]، وقال تعالى: ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَيْكَةُ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) [التحريم: ٦]. ووقاية الأهل والأولاد من النار تكون بتأديبهم وتعليمهم فلا يسلم الإنسان إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه وفيمن تحت ولايته وتصرفه. هذا ما يقوله بعض المفسرين.
ويقول النبي الكريم : كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيَّتِه، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعيةٌ وهي مسؤولة عن رعيتها..... [رواه البخاري ] .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرة، فأبواهيُهودانه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُمَحِسانِه...)) .رواه البخاري ومسلم


#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#ثانيا: #منفعة_في_الدنيا_والآخرة:
كم ستمكث (الأم) مع أولادها في الدنيا؟ عشرين سنة.. خمسين.. مئة.. ثم ماذا؟ حتما سيأتي اليوم الذي تودعهم فيه أو يودعونها، ولكنها تستطيع أن تبقى معهم أزمانا خالدة لا نهاية لها إن شاء الله، بأمر واحد، هو أن تعيش معهم على الإيمان قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَهُمْ ذُرِّيَّهُم بِإِيمَنِ الْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّنَهُمْ وَمَا أَلَنَتَهُم مِنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ أَمْرِي بِمَا كَسَبَ رَهِينُ ، وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَاتَّبَعَنْهُمْ ذُرِّيَّهُم بِإِيمَنِ الْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّنَهُمْ وَمَا أَلَنَتَهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ أَمْرِي بِمَا كَسَبَ رَهِينُ ﴾ [الطور : ٢١/٥٢].
كل أسرة مهددة بالتفكك يوم القيامة، إلا تلك التي التقت على الإيمان،
فما أجمل اللقاء في الجنة بين مروجها وأنهارها، على سرر متقابلين. بل إن (الأم) تستطيع أن تمدَّ حياتها في هذه الدنيا بأولادها؛ حين تربيهم على الطاعة الله تعالى ولو ولرسوله الا الله ، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ".
وأما إذا كانت الأم ترعى الأولاد بعد وفاة الأب فهي أجور متعاقبة؛ مادامت ترعاهم وتنفق عليهم ، عن أم سلمة قالت: «قلتُ: يا رسول
الله هل لي من أجرٍ في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم؟ ولست بتاركتهم هكذا وهكذا، إنما هم بني. قال: نعم لك أجر ما أنفقت عليهم» [رواه
البخاري ومسلم]).
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهُ : أَفْضَلُ دِينَارِ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينَارُ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ ...»(۳).
والأجر ثابت لكل أب وأم ينفق على أولاده وأهله، إذا احتسب ذلك عند الله تعالى، فإن مما يضيع على العبد إذا لم يحتسبه: النفقة والكسب.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#ثالثا: أن تكوني سرا من أسرار العظمة:
أصدقك القول؟!..
إن كثيرا من طاقات الأمة قُتلت في مهدها بأيدي أمهات جاهلات بحقيقة الإبداع والعظمة المخبوءتين في نفوس أطفالهن، بل إن رؤية الأم للحياة تتحكم كثيرا في مستقبل الطفل بعد تقدير الله تعالى، وهذا نابليون القائد التاريخي الذي مرت به ملايين الهامات يقول: «مستقبل الولد هو من صنع أمه».
وقد بهرني الكاتب المبدع علي بن جابر الفيفي حين قال في مطلع كتابه الشجي: (سوار أمِّي): «أما أمي فلم تكن صاحبة مال؛ حتى تحقق أحلامي! ولكنها كانت صاحبة قلب عظيم، لما عجزت عن تحقيق أحلامي.. جعلتني حلمها، وسعت في تحقيقي " !!

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

#هذا_الإمام المبجل أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري خلقه، صاحب أبي حنيفة ، يحكي أمره مع أمه فيقول: «توفي أبي إبراهيم بن حبيب وخلفني صغيرًا في حجر أمي فأسلمتني إلى قصار [خياط] أخدمه، فكنت أدع القصار وأمر إلى حلقة أبي حنيفة فأجلس أستمع، فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة فتأخذ بيدي وتذهب بي إلى القصار، وكان أبو حنيفة يُعنى بي، لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم، فلما كثر ذلك على أمي وطال هربي، قالت لأبي حنيفة: ما لهذا الصبي فساد غيرك، هذا صبي يتيم لا مال له، وإنما أطعمه من مغزلي، وآمل أن يكسب دانقا يعود به على نفسه، قال شوقي:
وإذا الناءُ نَشَانَ في أُنيَّة
رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَهُولا
فقال لها أبو حنيفة : هو ذا يتعلم أكل (الفالوذج) بدهن الفستق، فانصرفت عنه وقالت له : أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك. قال أبو يوسف: ثم لزمت أبا حنيفة، وكان يتعاهدني بماله فما ترك لي خلة، فنفعني الله بالعلم ورفعني حتى تقلدت القضاء، وكنتُ أجالس هارون الرشيد وآكل م معه على مائدته، فلما كان في بعض الأيام قدم إلى هارون الرشيد (فالوذج) فقال لي هارون يا يعقوب، كل منه؛ فليس يعمل لنا مثله كل يوم. فقلت: وما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: هذا فالوذج بدهن الفستق. فضحكت فقال: مم ضحكت؟ فقلت خيرًا.. أبقى الله أمير المؤمنين. قال: تخبرني، ألح عليَّ. فأخبرته بالقصة من أولها إلى آخرها، فعجب من
ذلك، وقال: لعمري.. إن العلم ليرفع وينفع دينًا ودنيا، وترحم على أبي حنيفة ، وقال : كان ينظر بعين عقله ما لا يراه بعين رأسه" .

#أمامك مثال حي وعليك أن تختاري.. أن تكوني أنت وراء عظمة ولدك، أو قد يحظى بهذا الشرف الرفيع غيرك.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الرابع
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
#قراءة_في_كتاب
#اصنعيني_يا_أماه
تأليف:
د خالد سعود الحليبي
سلسلة من القصص والوقائع والنماذج العليا تقربنا ممن نحب وتضيف إلى أهدافنا في تربية أولادنا أهدافاً عليا أخرى، وتجعل ما كنا نراه تاريخاً أو خيالاً واقعاً ملموساً يمكننا الوصول إليه.

https://t.me/algwere
..
#وراء_كل_عظيم_أم_عظيمة
يقول بيتشر: قلب الأم مدرسة الطفل».
سنأخذ ـ معنا ـ هذه الحكمة الغربية ونرحل إلى المدينة؛ حيث نشأ إمام دار الهجرة مالك بن أنس له تعالى في بيت علم ودين فكان أبوه من رواة الحديث، وكان جده لأبيه من كبار التابعين، كما أن جد أبيه صحابي جليل، وكانت أمه من خيار الأمهات، ولذا اجتهدت في حثه على تحصيل العلم الشرعي، وتوصيته بالتعبد والسمت الحسن يقول مالك: «قلت لأمي أذهب فأكتب العلم؟ فقالت: تعال فالبس ثياب العلم، فألبستني ثيابا مشمّرة وعممتني، ثم قالت اذهب فاكتب الآن، قال مالك: كانت أمي تُعممني وتقول لي: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه

ليسَ الجَمالُ بِأَثواب تُزَيَّتُنَا
إِنَّ الجَمالَ جَمالُ العَقلِ وَالْأَدَبِ

ليس اليتيم الذي قد مات والده
إِنَّ اليَنيم يُنيمُ العِلمِ وَالأَدَبِ
.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

نعم الأدب قبل العلم يا أماه، فبالأدب نحصل على العلم، وبدونه لا سبيل إليه. وهكذا فليكن وعي الأمهات، ورؤيتهن للمستقبل، لقد صبغت هذه الكلمة حياة هذا الفتى حقيقة لا قولا، وواقعا لا خيالا،
فغدا مدرسة في الأدب ينهل طلابه من هيئته وسمته، وتقتبس الأمة من سيرته، بل حملها رسالة في حياته لتلاميذه من بعده فقال يوما لفتى من قريش: «يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم". صدقت فلا خير في علم امرئ لم يكسبه أدبا ويُهذبه خلق. وإذا حدثت الجفوة بين العلم والأدب فإنها تفرز أعرافا مرضيّة، منها: التهجم على العلماء، والتطاول على الفضلاء، وسوء الأخلاق، وشذوذ السلوك، وعقوق الوالدين، والتقليد الأعمى، ونزع البركة من العلم ذاته، يقول العَلَّامَةُ الأَدِيبُ مُحَمَّدُ البَشِيرُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِبْرَاهِيمِيُّ تَعَالَى -: «العِلمُ الخَالي مِنَ التَّرْبِيَةِ ضَرَرُهُ أَكثَرُ مِن نَفْعِهِ، وَمَا أُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ فِي عِزَّتِهِم إِلَّا يَومَ فَارَقَتِ التَّربِيَّةُ الصَّالِحَةُ العِلمَ، وَكَم شَقِيَ أَصْحَابُ العِلمِ الْمُجَرَّدِ بِالعِلم وَأَشْقَوا وَأَشْقَوا أَلَمَهُم؟، وَالسَّعَادَةُ غَايَةٌ لَا يُسلَكُ إِلَيْهَا طَرِيقُ العِلمِ وَحدَهُ مِن غَيرِ أَن تُصَاحِبَهُ التَّربِيةُ، وَأَنَّ الجَمعَ بَينَ التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ هُوَ وَظِيفَةُ النُّبُوَّةِ الَّتِي بَيْنَهَا الوَحْيُ فِي آية: ﴿وَيُزَكِيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكَتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : ١٥١]

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

إنها أم لا كالأمهات أم عرفت أن ابنها مشروع علمي، ومورد عذب، وذكاء نادر، فجعلته همها الأهم، فأحسنت تربيته، ووفقت في تنشأته، ملتفتة إلى أعظم علماء عصره، فكان ربيعة الرأي؛ علمت هذه الأم وهي: عالية بنت شريك الأزدية) أن ابنها ليس أقل من هذا العالم العظيم ربيعة لو أنه وجد منها ومن مجتمعها العناية الكافية.

إذا ما عُدَّتِ العلماء يومــــا
فـــمالك في العلــــوم هـو الـضـيـــاءُ

تبوأ ذروة العلـــــاء قــــــوم
فهم كالأرض وهو لهـم ســــاءُ

لقد صدقت يا شاعر النيل حين باهيت بالأم فقلت:
الأُم مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتها
أعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراق

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بـــالري أُورَقَ أَيــــا إيـــــــراق

الأُمُّ أُســــــاذُ الأَســـــاتِـدَةِ الأُلى
شغَلَت مَآثِرُهُم مَـــدى الآفاقِ

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..
#وهكذا تربية النساء الجليلات، فقد نشأ الإمام العظيم أحمد بن حنبل في حضن أمه ( صفية بنت ميمونة الشيبانية) بعد وفاة أبيه؛ فأصبح إماما من أئمة الدنيا؛ يقول : حفظتني أمي القرآن وكان عمري عشرا، وكانت توقظني قبل الفجر، فتدفئ لي الماء إذا كان الجو باردا، ثم نصلي ما شاء الله لنا أن نصلي، ثم ننطلق إلى المسجد وهي مختمرة لتصلي معي في المسجد، فلما بلغت السادسة عشر، قالت: يا بني سافر لطلب الحديث؛ فإن طلبه هجرة في سبيل الله .
أنا وهي فلَرُبَّما اشتاقت كلُّ أم تسمعني أن يكون ابنها عالما كبيرا، أو طبيبًا حاذقا، أو داعيةً محبوبًا، أو مخترعا مبدعًا، ولكنها قد صنفت ابنها أنه دونذلك، فليس من بادرة تدل على ذكائه وإبداعه، وإنما هو مشاغب متعب، ومزعج لعاب، لا يرتاح ولا يريح فتظن أنه غبي قاصر، وربما كان عبقريا عظيما، ولكنها تقمعه وتكرهه على الهدوء والاستكانة، وبين جنبيه طاقة خلاقة متوثبة، تحتاج إلى توجيه لا إلى كبت، إلى تبصير لا إلى تجهيل،
إلى عناية وتشجيع، لا إلى تثبيط وتهوين من العزيمة الناشئة الطموح
#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..

. إن «الأم الطموح تلقي في لا وعي أطفالها بذرة الأمل والحلم» هكذا يقول الخبراء المجربون وليس لذلك علاقة بالعصر والمصر، وإنما الأمر متعلق بالأم وحدها، وقد اعترف آباء كُثر بأن سر نجاح أولادهم كان بسبب أمهاتهم وليس بسببهم، مع أن بعضهم معدود من الأعلام الناجحين، وقد رصدت عددا من هؤلاء، منهم الشاعر الحجازي الرقيق يحيى توفيق في حوار أجرته معه المجلة العربية، فكان مما سألته: قدمت أحدَ دواوينك بإهداء رقيق هو (إلى أم الدكاترة)، وهذا يدفعني إلى السؤال عن دور الأسرة في حياة الشاعر ؟ فأجاب: بالنسبة لزوجتي شفاها الله - فقد كانت أما صالحة، وقد ربَّت أبناءها وبناتها تربية صالحة، فأنا . عندي ابنتان وابنان ثلاثة منهم دكاترة وواحد مهندس، وهذا طبعا يعود إلى فضل (الأم) بالدرجة الأولى، والطموح لدى الأبناء والبنات بالدرجة الثانية، ولولا طموحهم ولولا حرص أمهم لما وصلوا إلى ما وصلوا إليه، فابني الكبير يوسف استشاري بالأمراض الجلدية، وابنتي الدكتورة حنان، وابنتي الدكتورة نادية، جميعهم ـ والله الحمد - ناجحون في أعمالهم وتخصصاتهم، وابني المهندس محمد ـ تبارك الله ـ ناجح، ويسير في حياته كما ينبغي والله الحمد والشكر». ثم أضاف يؤكد هذا الدور الفاعل

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
..
«ولاشك أن للأم دورًاكبيرًا جدًّا في توجيه الأبناء وتربيتهم، ولها أيضًا دور مهم في تهيئة الجوالمناسب للشاعر لكي يمارس إبداعه .
ولا أكاد أعثر على شهادة من الولد المبدع لأمه أكثر تكرارا فيما رأيت واطلعت وبحثت من أنها كانت امرأة صالحة، وما أجمل هذه الرسالة من أمّ الحسن البصري إلى كل امرأة: قال الحسن: «سألتني أمي: أتدري ياحسن لماذا أنت حسن؟ قلت لماذا ؟ قالت والله ما أرضعتك إلا وأنا متوضئة».
(الأم) هي ! الكلمة الوحيدة التي عبرت القارات، واتحدت فيها اللغات ونبتت على الشفاه الغضة كما تنبت الزهرات البرية بكل عفوية، كلمة تتورد بالطهر، وتتفجر بالحب، وتتدثر بالحنان، صدرها أوسع مما بين المشرقين والمغربيين وهي تضم إليه طفلها، فيبدو وقد أصبح قطعة من جسدها، تتلاشى كل المسافات، وتمحي كل المساحات.
لا تقدم الحليب إلا وروحها مغموسة فيه، فتحيا به تلك النسمة الطاهرة، وتورق فيها رياض العلوم النافعة، والأخلاق الرفيعة، حتى - لربما اهتزت يوما بغيث هنان فربت وأنبتت من كل زوج بهيج.

#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني
...

الأم المربية: رائحتها تربي في طفلها الذوق، ونظراتها تزرع فيه الأمل، وقبلاتها شفاه باسمة ناطقة بلا ،صوت، تهتف بلغة لا يعرفها سوى ولدها: إني أحبك.
كل ذلك.. لا يقل أهمية عن المعلومة التي تقدمها له؛ ليكون بها عالما، مخترعا، مبدعًا، خطيبًا، مهندسًا، إعلاميًا، معلما مربيا، سياسيًا صادقًا، تاجرا ناجحًا...


#قراءة_في_كتاب
#الدرس_الخامس
#اصنعيني_يا_أماه
#تقديم_الإسلام_ديني