موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
550 subscribers
510 photos
1 video
2 files
456 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
وتطلبُ مني أن أبينَ لك ما يُقوِّي هذه المسؤولية فيك، يعني تسألني كيف أقوِّي وأدعم وأؤيد هذه المسؤولية فيَّ ? أقول لك: أولاً وأخيراً رَدِّد بينك وبين نفسك وقل: "الله شاهدي، الله معي، الله يراقبني" الله يراقبك، وكما قلت لك بالأمس: اللهمَّ اجعَل سَريرتي خيراً من عَلانيتي، واجعل عَلانيتي صالحة، (يَعلَمُ خَائنةَ الأعينِ وما تخفي الصُّدور)، (ونعلمُ ما تُوسوسُ به نفسه ونحن أقربُ إليه من حبل الوريد)، راقبِ اللهَ عز وجل: (أن تعبدَ اللهَ كأنَّكَ تَراه) راقب المولى جَلَّ وعَلا، يقول أحدُ الشُّراح لهذا الحديث: أن تُراقبَ مُراقبةَ اللهِ لك، الله يراقبك، أنتَ لن تُراقبَ اللهَ بالمعنى الظاهر، ولكن عليك أن تُراقب وأن ترقُبَ مُراقبةَ الله لك، اللهُ معَك حيثما كنت، (ورَجلٌ ذَكَرَ اللهَ خالياً ففَاضَت عيناه) ممَّا يدعمُ المسؤولية أن تعلمَ عِلمَ اليقين أنَّ الله مُطَّلعٌ عليك ويراك، يقولُ نافع رضي الله عنه تلميذ الإمام الصَّحابي عبد الله بن عمر رضي الله عن الجميع، كما يروي صاحب "صِفة الصَّفوة" وكما يروي الطَّبراني، يقول: خَرجنا مع ابن عُمر إلى نواحي المدينة وجلسنا ووضعنا سُفرةً لنأكل طعاماً، وإذ بابنِ عُمر رضي الله عنه يَرى راعياً غُلاماً عبداً، ومعه غنمات، ومعه شِياه، يقول ابن عمر لهذا: تَعَالَ فكُل مَعَنا. فقال هذا الراعي: إني صائم. قال: أفي هذه الأيام القائظة ؟! قال: أبادر هذه الايام من أجل أن أكون عند الله نَاجياً في أيام أصعب، في يوم القيامة، قال له ابن عمر: أعطِنا شاةً. أعطِنا جَزَرة، أي شاة مُعَدَّةً للذَّبح. فقال هذا الراعي: لستُ رَبَّها، أي لستُ صَاحِبَها وإنما هي لمولاي، ولا أقدرُ ولا أملك أن أعطيكم هذه، لأنها ليست ملكي. فقال له ابن عمر رضي الله عنه: يا هذا بِعْنَا إياها. قال أيضاً: لستُ مُوكَّلاً بذلك. فقال له: وماذا يكون لو أنك قلتَ لصاحبك أكلها الذئب ؟! بعنا هذه الشاة وخُذ ثمنها، فإذا جاءَ صاحبُ الشِّياة قُل: أكلَها الذئب. أولا يُصدِّقُ ؟! فنظرَ هذا الراعي الغلام العبد، نظر إلى ابن عُمر وقال: نعم، يُصدِّقني، ولكن أينَ الله ? وابنُ عمر الله رضيَ الله عنه كأنَّه كان يمتحنه. فسألَ عن هذا الراعي مولاه، فذهبَ إلى المدينة واشترى الراعي، واشترى الغنم، فأعتقَ الراعي، أعتق الغلام، وأهدى هذا الراعي الغنم الذي اشتراه. كانَ عَبداً مَأموراً يرعى الغنم، فأصبحَ حُرَّاً يملك الغنم، لأنه قال: وأين الله ? هل تقولون أنتم حينما تُدعون إلى أمر ولا رقيبَ عليكم إلا الله: أين الله، هل تَستشعرون مَسؤوليتكم عن بلادكم، هل تستشعرون مسؤوليتكم عن فلسطين ? أم إن القضية أدمنتم على أن تنظروا إليها على أنها قضيةٌ طويلة، وبالتالي لا تستأهل أن نفكر فيها كل ساعة، هل تستشعرون مسؤوليتكم عن وطنكم، عن أرضكم ؟ هل تستشعرون مسؤوليتكم عن شبابكم، عن أبنائكم، عن طلابكم، عن حَجركم، عن شجركم، إني لأمشي في الشوارع ولا أشعر بأن هناك من يشعر بمسؤوليته عن أرضه، عن الشارع، عن الطريق، عن المكان، عن القمامة التي تُرمى هنا وهناك، مسؤولية ينبغي أن نقوم بها وإلا فنحن خائنون، لذلك قررتُ هذا اليوم أن أحدثكم عن المسؤولية، من أجل ان نعيد النظر في ما نفكر فيه بيننا وبين أنفسنا، لأؤكد على مقولتي التي ابتدأتُ بها: أنت مسؤول، إذا أنت إنسان، أنت لا مسؤول، إذاً أنت خَلعتَ عنك ثوبَ الإنسانية. لا تُحدِّثوني بغير ذلك، فـ: (لعنَ اللهُ مَن غَيَّر مَناراتِ الأرض) هكذا ورد في الأثر عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام، اي لم يستشعر مسؤولياته عن الأرض، عن الشوارع، عن إشارات المرور، عن شَارات الشوارع، هذا ملعون لأنه غيَّرَ وأباد وبَدَّد مَنارات الأرض، اللهمَّ اجعلنا ممن يستشعر مسؤوليته عن إنسانيته وعن دينه وعن عقله وعن قلبه وعن جسده وعن جوارحه وعمَّن حوله وعما حوله، نِعْمَ مَن يُسأَلُ أنت، ونَعْمَ النَّصيرُ أنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 26/1/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/pPme4E4zGI/
الدكتور #محمود_عكام
#المسؤولية_وجود
#خطبة_الجمعة
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5235/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/