موقع الدكتور الشيخ محمود عكام
570 subscribers
549 photos
1 video
2 files
479 links
تتناول هذه القناة نشاطات وأخبار الدكتور الشيخ محمود عكام.
Download Telegram
هيَّا إلى التَّفاؤل وإلا...
نعم، هيا إلى ما يحبُّ الله جلَّ شأنه ورسوله صلى الله عليه وسلم فقد قال: (لا طِيَرة، وخيرُها الفأل) قالوا: وما الفَأل ؟ قال: (الكلمةُ الصَّالحة يسمعُها أحدُكم)، فأسمِعونا يا هؤلاء كلماتٍ صالحات طيبات مِلؤُها الأمل والبشارة والحياة، وأعتقدُ أنَّ الكثيرين يستطيعُها ولكنَّه لا يفعلها لأنه يريد أن يغدو عُنصر اضطرابٍ فيشتَهر أكثر في مجتمعنا المسكين. وفي روايةٍ: (لا عَدوى ولا هامَة ولا طِيرة وأحبُّ الفأل). فيا أيها المسلم: إذا كانَ سيدُ الناس يحبُّ الفأل الصَّالح فلماذا تعدِل عنه إلى الفأل الطَّالح، فيا ويحَك ؟!! وقد قالَ هذا السيِّدُ السَّندُ العظيم: ويُعجِبني الفأل، الكلمة الطيبة)، فما أعظمك ! وها نحن أولاء نردِّد بحالنا وقالنا: لقد أعجَبنا ما أعجَبك يا سيدَ البشرية، والقادمُ أحلى وأجمل، ويوم غدٍ أفضل من يومنا على الرّغم من طِيبِ يومنا.
ألا فلتكُفُّوا يا أيها المتشائمون فقد تَعِبُتم وأتعَبتم وربما هَلَكتم، ولكنَّكُم لن تقدِرُوا على إهلاكِ سِواكم، وحتَّى في المزاح والدُّعابات دعُوا التَّشاؤم وتنفير النَّاس والتَّعسير عليهم والعُنف، فالحياة جِدُّ جميلة ما دُمتَ تُؤمن بربِّك الذي خَلَقَكَ فسوَّاك فعَدَلك ولن يَدَعك ما دُمتَ معه تُحبُّه وتعبُده وتسأله وترجوه.
حلب
١٦/١٠/٢٠٢٤
محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://akkam.org/topics/4796/
سُبُل مواجهة الفتن
أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون المؤمنون إن شاء الله:
الفتن كثيرة، وهكذا حدُّثنا عنها من قبل سيد الناس حبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ألا تسقط فيها، ومن أجل أن تنتصر عليها، على كل فتنة تواجهها ما عليك إلا أن تتحلَّى بما يأتي:
خذها وصفة من أجل القضاء على الفتن التي تواجهك، ومن أجل ألا تقع في حبائل تلك الفتن التي تعترضك.
الأمر الأول الذي تواجه به الفتن هو: الإخلاص لله عز وجل، أخلص لربك تقضِ على الفتن التي أمامك والتي خلفك والتي بين يديك، يقول عليه الصلاة والسلام: (يسير الرياء شرك)، (إن الله يحبُّ الأتقياء الأنقياء الأبرياء مصابيح الهدى يخرجون من كل فتنة مظلمة سوداء)، ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: (المُخلصون مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء). إذا أردتَ أن تواجه الفتن فأخلص لربك، فإن الفتن عند ذلك سيُقضى عليها وستتلاشى، وستخرج منها. وقد قيل: يا أيتها الفتن كوني برداً وسلاماً على عبدنا هذا الذي أخلصَ لنا.
الأمر الثاني الذي به تقضي على الفتن وتخرج منها سالماً مؤمناً محسناً:
الصِّلة بالله القوية، كُن متَّصلاً بربك فستتلاشى أمامك الفتن، (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون.
وبالأسحار هم يستغفرون)، (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربَّهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون). حدِّثني عن صِلتك بربك كيف هي ؟ هل تستعين به في أمورك كلها، هل تستخير ربك في شؤونك كلها، هل تَصُفُّ قدميك في الليل لتتصل بربك من خلال دعاء واستغفار
واجتهاد وصلاة ومناجاة.
إن جَلَّ خَطبٌ قُم له سحراً
ونادهِ بعظيمِ لُطفك يا هو.
ناجِ الإله بمُقلةٍ فيَّاضةٍ
ما خَابَ وايمُ الحقِّ مَن ناجاهُ بصلتك بربك تقضي على الفِتن، فهيا إلى الاتِّصال بربك من خلال الصلاة والقرآن والصلاة على النبي المختار، والتأسِّي بهذا السيِّد السَّند العظيم محمد صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثالث الذي تواجه به الفتن: الشَّجاعة، كن شجاعاً، كن مقداماً، لا تخشَ في الله لومَة لائم، الشجاعة عندي، أي إن سألتني عن مؤيدات الشجاعة لدي، كيف تكون شجاعاً، اقرأ قول الله عز وجل لتعرف بأنَّه لا فاعلَ إلا هو، (وإن يمسَسك اللهُ بضُرٍّ فلا كاشفَ له إلا هو وإن يمسَسك بخيرٍ فهو على كل شيءٍ قدير)، (أليس اللهُ بكافٍ عبدَه ويُخوِّفونك بالذين من دونه ومن يضللِ اللهُ فما لهُ مِن هاد). كن شجاعاً وأنت تؤمن بالقدر، (قل لن يصيبنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا)، (واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلامُ وجَفَّت الصحف)، فلا نامت أعينُ الجُبناء، إن لم تكن شجاعاً فستكون في عِداد الجبناء هؤلاء الذين سيكونون في آخر الناس، سواء أكانوا منتصرين ظاهراً حسبَ ظنِّهم، نصرُهم ليس نصراً، وخذلانهم خذلان، نصرهم ليس نصراً ومتاعهم ومُتَمتّعهم في الحياة ليس تمتعاً مقبولاً ولا مَرضيَّاً، لأنهم استكانوا للظالم فلم يقولوا للظالم أنت ظالم، وقد جاء عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وليسمعِ العالَم أنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، لم يزجروه اوشَكَ أن يعمَّهم الله بعقاب من عنده، ومما لا شك فيه أنَّ الظالم الأفظع في عصرنا الراهن هو هذا الكيان الغاصِب، فيا أيها المستكينون، ويا أيها المُطبِّعون: إن لم تقولوا لهذا الظالم وبقوة وبإعداد: أنت ظالم فانتظروا عقاباً من الله عَزَّ وجل وما أدري ما ماهية هذا العقاب، انتظروا عقاباً يعمُّه الله عليكم جَلَّ شأنه وهو المنتقم الجبار.
أيها الشّرفاء، أيها العالَم كله، قل لهذا الظالم أنت ظالم، هذا الذي يقتل أبناءنا وبناتنا، هذا الذي يستبيح مُقدّساتنا، إنه لظالم، قولوا له بكل قواكم: أنت ظالم، وابذلوا من أجل المقاومة كل ما تملكون، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل) وإني أقول في هذا المقام جزاكم الله خيراً أيها المجاهدون في فلسطين، في لبنان، فأنت تقولون للظالم بكل قوة وجرأة وشجاعة واستبسال أنت ظالم، وأنت تقولون للظالم بأيديكم، بسلاحكم وبقوتكم، ولعلكم تكفوننا مؤونة القتال، وعلى الأقل المطلوب منا تجاهكم أن نبتهل إلى العلي القدير لنقول اللهم انصر إخواننا الذين يقومون بفريضة الجهاد وفريضة مقاومة الأعداء، انصرهم على أعدائهم، سدد رميهم، وزلزل الأرض من تحت أقدام اليهود، اللهم ثبتهم، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً، فهؤلاء يقدمون الشهيد تلو الشهيد، لأنهم عقدوا العزم بكل قوة أن يقولوا للظالم بكل قوة وشجاعة، وبكل ما يملكون: أنت ظالم، يجابهون الظالم بأيديهم وبسلاحهم وبصدورهم، لأنهم وبلسان حالهم يقولون: نصرُنا آتٍ، فنصرنا نصر، واستشهادنا نصر.
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تحمينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن أن تنصرنا على الظالمين الصهاينة المجرمين المعتدين وعلى من لف لفهم وساعدهم وعاونهم وأمدهم من أي فئة كان، ومن أي دولة كان، ومن أي دين كان، ومن أي جغرافية كان، إنك يا مولانا نعم المولى ونعم النصير، أقول هذا القول وأستغفر الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ ١٨/١٠/٢٠٢٤
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/vi4pPLMHbY/
استشهد السِّنوار وإنا لنشهد بأنك يا أبا إبراهيم مجاهدٌ صَدوق مغوار
عشتَ مؤمناً صاحب قضية عادلة: وفّيتَها حقّها إيماناً وبذلاً وعطاءً فللهِ درّك من نبيل شجاع مخلص صادق، ولله درّ قضيّتك تلك التي ورَّثتها خلَفاً صالحاً عن سلفٍ طاهر موصولة في طرفها الأنور بالسيد السند الأعظم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهمّ الآن يا أيها البطل العظيم أنّك غدوتَ واحداً بارزاً في عداد رجالٍ مؤمنين صدقوا ماعاهدوا الله عليه قضوا نحبهم في سبيل الحقّ، ولتكُنْ مطمئناً يا شهيد كلمة التوحيد العليا إلى أن الذين بعدك ينتظرون نصراً مؤزَّراً، فهم على النهج الوضّاء المستقيم ثابتين غير مبدّلين متوكّلين على الحيّ القيوم.(كتبَ الله لأغلبنّ أنا ورسلي).
حلب
الدكتور محمود عكام
١٨/١٠/٢٠٢٤
التربية الإيمانية
والمقصودُ بها رفعُ نسبة الإيمان في الطَّالب والتلميذ والمريد، والإيمان هنا هُو ذو الدلالة المصطلحية الإسلامية: أن تؤمنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقَدَر خيره وشره من الله تعالى، فهَل يقومُ المعنيون بالتربية الإيمانية بتعميق وتمتين جذور هذا الإيمان في صُدور النَّاشئة ليجعلوا منهم: معتمدين على الله بعد اتِّخاذ الأسباب المشروعة، مُسلِّمين بأنَّ اللهَ جَلَّ وعلا أنزل كتباً مقدسة على أنبيائه ورسله لتكون هذه الكتب هادية إلى التي هي أقوم، وتضم بين دُفتيها توجيهات ووصايا وقوانين وحِكماً و... تصبُّ كلها في مصب بناء الإنسان حساً ومعنىً، روحاً وجسداً، قلباً وعقلاً، سلوكاً واعتقاداً، ثم الإيمان بالملائكة الذين هم جنود الله بوظائف مختلفة متنوعة، فما أغنى عالَم الغيب بمخلوقاته !! وما أفقر من لم يتجاوز حدود عالم الحس !! ثم الإيمان باليوم الآخر يوم الحساب والجزاء والثواب والعقاب فتكتمل دارة العدل التي لم تغلق في الدنيا أحياناً، وأخيراً الإيمان بالقدر وأن ما من شيء إلا مكتوب في سجل الأبدية السرمدية، وهذا ما يجعل المؤمن بذلك قوياً شجاعاً مقداماً يتوكل على ربه حق التوكل فيبتعد عن اليأس والقنوط والجشع والطمع والحقد والغل والحسد: (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك).
حلب
3/4/2021
الدكتور محمود عكام
سبيل القوة
أمَّا بَعدُ، فيَا أَيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنونَ إِن شَاءَ الله:
خيرُ ما يُوصي بعضُنا بعضاً في هذه الأيام (القوة)، قل لأخيك القريب والبعيد كن قوياً، كيف تكون قوياً ؟ تكون قويا لأن الله يحب القوي، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف) كيف تكون قوياً ؟(استعن بالله)، والاستعانة تعني: اذكر الله، (فاذكروني أذكركم)، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، (من ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، ومن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأ خير منه)، اذكر الله تعني الاستعانة، تعني اذكر الله أيها المسلم، اذكره يذكرك، اذكروا الله ناصراً يذكركم منصورين، اذكروا الله مُعزاً يعزكم الله عز وجل، اذكروا الله مُعطياً يعطِكم، اذكر الله، ادعُ اللهَ عز وجل، الاستعانة تعني بعد الذِّكر الدعاء، ادعُ الله عز وجل في ليلك ونهارك، (ادعوني استجب لكم)، الدعاء سلاح المؤمن، هكذا قال عليه الصلاة والسلام: (الدعاء سلاح المؤمن)، (الدعاء هو العبادة)، ادعُ الله عز وجل، قل في ليلك أو في نهارك: (اللهم إني عبدك، وابن عبدك وابن أَمَتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حُكمك، عَدلُ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلتَه في كتابك أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك أن تجعلَ القرآن ربيعَ قلبي وجَلاء حزني وهِمِّي وغَمِّي ونور بصري يا ربَّ العالمين)، قل هذا في دعائك. الاستعانة تعني الذكر والدعاء والتوكل على الله، توكل على الله، فوِّض أمرك إليه، إن الله يحبك أن تتوكل عليه، (إن الله يحب المتوكلين) إذ تتوكل عليه يتولاك، توكل عليه يتولَّك، الله عز وجل يقول: (ومن يتوكَّل على الله فهو حسبُه)، التوكل أن تقول يا رب توكلت عليك وفوضت الأمر إليك، إليك أسلمتُ نفسي، وفوّضتُ إليك أمري واعتمدت عليك، فلا ملجأَ منك إلا إليك، ولئن اعتمدَ على غيرِك فأنا الذي لا أعتمدُ إلا عليك، بيدك الأمر كله، أنت الناصر وأنت الرازق وأنت المعطي وأنت السلام وأنت المؤمن وأنت المهيمن وأنت المعز وأنت المذل، توكل على الله من خلال قلبك، ليكن في قلبك اعتقاد بأنه لا يرفع ولا يخفض، ولا يعطي ولا يمنع إلا الله، فسَلِّم أمورك له بعد أن تقوم بالذي فرَض عليك، استعن بالله، اذكر الله، ادعُ الله، توكَّل عليه، ضَع هذه الأمور ذهنك، في قلبك، في عقلك، في مُستَقَر تفكيرك وفي منطلق فكرك، ولا تعجز، التشاؤم عجز، فلا تتشاءموا، (لا عَدوى ولا طِيرة)، لا تشاؤم في الإسلام من تشاءم فقد زحزح نفسَه عن الإسلام، فقد زُحزِح عن الإسلام، لا تشاؤم، التشاؤم عجز، اليأس عجز، بل هو كفر، (إنه لا ييأسُ من رَوح الله إلا القومُ الكافرون)، نحن أمة لا تعرف اليأس ما دام الله ربنا، وما دام محمد عليه الصلاة والسلام رسولنا وقدوتنا وأسوتنا، وما دمنا نؤمن بالقدر وما دمنا نؤمن بحكمة الحكيم الخبير، لا يأسَ، لا تَعجِز، لا تَيأس لا تتشاءم، لا تتنازع، وهنا بيتُ القصيد، (ولا تَنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، يا أيها المسلمون أفي هذا الوقت تتنازعون ؟ أفي هذا الوقت الذي يُطلب منكم أن تكونوا صفاً واحداً في مواجهة عدو أثيم بغيض يريد أن يجتاحكم جميعاً، يريد أن يأكلكم واحداً بعد الآخر، أفي هذا الوقت تتنازعون ؟ أفي هذا الوقت تتفرقون ؟ بئس التنازع باستمرار في أي وقت كان، وبئس التنازع في هذا الأوان، بئس التنازع في كل حال، وبئس التنازع في هذا الأوان، (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص)، (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، في فلسطين، في لبنان، بدلاً من أن نقول لهم كونوا أقوياء فإنهم اقوياء، وهم الذين يقولون لنا كونوا أقوياء، كونوا أقوياء فنحن أقوياء في الميدان، نحن أقوياء هنا لكن كونوا أنتم أقوياء من خلال تلاحمكم، من خلال تراحمكم، من خلال اجتماعكم، من خلال وحدتكم. من خلال اعتصامكم بحبل الله المتين، من خلال اهتمامكم بنا وأنتم تأكلون وتشربون، تذكروا أنَّ لكم إخوة يدافعون عن شرفكم، يدافعون عنكم، يدافعون عن عزتكم، ولولا هؤلاء - بعد فضل الله - لكنا اليوم في عداد من حُشر تحت خيام سوداء يتجرَّع الذل كأساً بعد كأس. استعِن بالله ولا تعجِز.
أيُّها الموجوع صبراً إنَّ بعد العُسر يًسراً
أيها الباكي بليلٍ إنَّ بعد الليل فجراً
أيها المكسور قل لي هل يُديمُ اللهُ كَسراً
اللهمّ إنا لجأنا إليك، واعتمدنا عليك فانصرنا واجعلنا من المؤمنين الأقوياء بك يا رب العالمين،
نِعم مَن يُسأَلُ أنت، ونِعم النَّصير أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ ٢٥/١٠/٢٠٢٤
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/vrNsnfRtKk/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5312/
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
من فرائض الإسلام: الأخوة
أمَّا بَعدُ، فيَا أَيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنونَ إِن شَاءَ الله:
للإسلام أركان وفرائض، أما الأركان فهي: "الشَّهادة والصلاة والصوم والحج والزكاة، وأما الفرائض فكثيرة وفيرة، وما عليك أيها المسلم إلا أن تلجأ لكتابِ الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أن تتعرَّف على فرائض الإسلام عليك حتى تقوم بها خير قيام. من هذه الفرائض فريضةٌ قد لا نَستشعرها فريضة، لكنها فريضة، "فريضة الأخوة" بينك وبين هذا الذي بجانبه، أن تتآخى معه هذا فرض، أن تكون له أخاً هذا فرض، أن يكون لكَ أخاً هذا فرض، والدليل على ذلك قول الله عز وجل: (إنَّما المؤمنون إخوة)، هو خَبَرٌ لكنَّ حقيقته إنشاء، خَبرٌ بمعنى الإنشاء، بمعنى الأمر، أي فليكن المؤمنون إخوة، والرسول عليه الصلاة والسلام شرحَ ذلك وبَيَّن فقال: (المسلمُ أخو المسلم)، وقال: (وكونوا عباد الله إخواناً). وتسألني وتقول بأنك أخ لهذا الذي بجانبك، وأنت تُطبِّق هذه الفريضة، أقول لك: لهذ الفريضة أركان كما للصلاة أركان. أركان الصلاة: القيام، التشهد، القراءة ... إلى آخره، فما أركان هذه الفريضة ?
أركان فريضة الأخوة:
أولاً: التحابب، الحب، أن تحب أخاك، فـ: (والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، أَوَلَا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم? أفشوا السَّلام بينكم).
الركن الثاني من الأخوة: التناصح، انصح أخاك على أساسٍ من حب، (الدِّين النَّصيحة)، هكذا قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام، قلنا: لمن يا رسول الله ? قال: (للهِ ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
الركن الثالث: التعاون والتراحم، (وتعاونوا على البرِّ والتقوى)، (ارحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء)، (أشِدَّاء على الكفار رحماء بينهم)، هل ترحم أخاك، هل ترحم تلميذك، هل ترحم هل ترحم... الخ، هل ترحم أخاك المسلم ? هل تتعاونُ معه على البر والتقوى ? هل تتعاونُ مع إخوتك المجاهدين في فلسطين ولبنان ولو بالدُّعاء، إن كنتَ تعتبر هؤلاء إخوة، والا ربما اتخذتَ إخوةً لك من غيرهم، لعلك اتخذتَ أعداءهم إخوةً لك فتعاونتَ معهم ضد إخوتك الحقيقيين، وهذا ما يحدُث لبعضِ الفئات عندنا، وهذا ما نسمعُه ونراه من هنا وهناك حيثُ المسلمون، والمفروضُ أن يتعاونوا مع إخوتهم المجاهدين في فلسطين وفي لبنان، وإذ بهم يَتعاونون ويَتضامنون ويُطَبِّعون مع أعداءِ إخوتهم، مع أولئك الأفَّاكين، مع المجرمين الأثيمين، "ما هكذا تُورَدُ يا سَعْدُ الإِبِل".
الركن الرابع: التناصر والولاية، (طوبى للمتناصرين فيَّ، طوبى للمتزاورينَ فيَّ)، (المتحابُّون بجلالي على مَنابرَ من نورٍ يومَ القيامة، يَغبِطُهم الأنبياء والشهداء)، هذا كلامُ سيد الناس، كلام سيدكم وسيدنا باعترافكم وإقراركم، كلام سيد الناس محمد صلى الله عليه وسلم التناصر والولاية، (والمؤمنون والمؤمنات بعضُهم أولياء بعض) تنتمي إلي بأنك وليِّي، وأنا وليك، إيَّاكَ أن تتولَّى غيري ما دُمتَ مُسلماً، وإيَّاي أن أتولَّى غيرَك ما دمتُ مسلماً، ما لي أرى المسلمين يتولون أعداءَ الله، يُوالون مَن حَادَّ اللهَ ورَسوله، ما لكم يا أيها المسلمون، أين قيامكم بهذه الفريضة ? (المسلم أخو المسلم)، أنت أخي، (الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد)، (ومَن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)، والجماعة هي تلك التي تَلتَفُّ حولَ الطائفة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزالُ طائفةٌ من أمتي على الحقِّ ظاهرين، ولعدوِّهم قاهرين، لا يضرُّهم مَن خالفهم، ولا ما أصابهم من اللأواء حتى يأتي أمر الله وهم كذلك) أين هم يا رسول الله ? قال: (في بيتِ المقدس، وأكنافِ بيت المقدس)، إذا أردتَ أن تلتزم الجماعة وأن تكونَ في بحبوحة الجنة، فوالِ تلك الجماعة وتلك الطائفة الظاهرة على الحق والقاهرة لعدو الله، وها هي الفئة في بيتِ المقدس، في فلسطين وفي لبنان تسعى جاهدة وتبذل قصارى جهدها من أجل دحر عدو لدود يريد أن يفترسكم أنتم قبل الآخر يا أيها المطبِّعون.
هيا إلى صحوة من أجل أن تتعرَّفوا على فرائض ربكم عليكم، فرائض ربكم عليكم كثيرة، إياكم وتضييعها، (إنَّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها) اللهم حَقِّقنا بالأخوة التي تُرضيك عنَّا يا ربَّ العالمين، اللهم إنا نشهدك ونشهد حملة عرشك بأننا إخوة مع كل من يلتزم كتابَ الله، مع كل من يلتزم سنة رسول الله، مع كل من يُجاهد أعداء الله الذين ثبت للعاقل ولغير العاقل، للمسلم ولغير المسلم، بأنَّهم أعداء الله فعلاً، أولئك المجرمون الذين يقتلون أبناءنا وأطفالنا ونساءنا ومَن لَفَّ لَفَّهم ومن دارَ في فَلَكهم، اللهم انصرنا عليهم نَصراً مُؤزَّرا، نِعم مَن يُسأَلُ أنت، ونِعم النَّصير أنت، أقول هذا القول وأستغفر الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ 1/11/٢٠٢٤
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/vAuJbXheA6/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
الهوية الوطنية بين الوفاق والتنوع الثقافي/ جامعة حلب
أقامت قيادة فرع جامعة حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ندوة حوارية بعنوان «الهوية الوطنية بين الوفاق والتنوع الثقافي» على المدرج الحضاري بكلية الحقوق، شارك فيها سماحة الدكتور الشيخ محمود عكام رئيس لجنة الإفتاء بمحافظة حلب، نيافة المطران بطرس مراياتي مطران الأرمن الكاثوليك بحلب، وأدارها الدكتور فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب.
وقد شارك الدكتور الشيخ محمود عكام بورقة بعنوان: «مقامات في الهوية الوطنية الوفاق والتنوع»، وفيما يلي نصها:
مقامات في الهوية الوطنية الوفاق والتنوع
1- المواطنة هي الرباط أو العقد الذي يتم بين المواطن (الفرد) وبين الدولة التي يعيش فيها وينتسب إليها ويأخذ جنسيته منها (الهوية هي العقد) ويتساوى مع جميع المواطنين على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم وأديانهم في الحقوق والواجبات، وتكفل الدولة للمواطنين حرية الاعتقاد والرأي والعمل بما لايتنافى مع الثوابت الأمنية (الاستقرار – السيادة – الأمان)، ودولة "المواطنة" هي الصيغة الأرقى للدولة، وقد جاءت نتيجة جهاد طويل بذله الإنسان بعد تجربة دولة العشيرة والقبيلة والقوم والعرق، وقد كان الإسلام سباقاً إلى ذلك فيما سجل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المادة الأولى في دستور المدينة والتي تنص على أن المسلمين ومَن معهم (من أصحاب الديانات والأعراق) أمة واحدة على مَن عداهم وعاداهم. ولعل المواطنة أيضاً كانت تطوراً سيرورياً لمفهوم الجوار فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه كما ورد عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
2- الوطن: القيمة والسلوك: الوطن قيمة إيجابية ذاتية كالأم والعِرض فلنبرَّه بقيامنا بواجباتنا نحوه بأمانة ووفاء، وهذا هو السلوك بعد القيمة، ومن خلال السلوك نعرف المواطن والأفضل والأصلح، إذ في الوطن الحر لا يوجد مواطن أصغر ومواطن أكبر، بل المنشود هو المواطن الأفضل الذي رسخت في خباياه القيمة وتبدَّت على جوارحه السلوكات المعبرة عن رسوخ هذه القيمة العظيمة، وقد لخصنا تلكم الواجبات في ثلاثة أمور:
أ‌. الحب والوفاء. ب. البذل والعطاء. ج. التضحية والفداء.
وثمة أدلة وفيرة كثيرة على ذلك في نصوص ديننا الحنيف من قرآن كريم وسنة شريفة وسيرة منيرة.
3- ميثاق المواطنة: الذي يجسد ويفصل الواجبات التي ذكرناها آنفاً:
أ‌. تأمين أفراد المجتمع (الوطن) بعضهم بعضاً على أموالهم وأعراضهم ودمائهم، فدم الآخر وعرضه وماله علينا حرام، وهي المحل الأقدس، وكلنا آمن من كلنا، وذمتنا جميعاً واحدة.
ب‌. نشر العفة والفضيلة وتعميم ذلك على كل مرافق المجتمع: السياسية والعلمية والاقتصادية لتضمن أجيالاً بناءة واعية.
ج. ممارسة النصيحة فيما بيننا وتقديمها أنيقة صادقة نابعة من إرادة الخير.
د. إتقان كل منا عمله حيث كان وأياً كان منصبه بدءاً من رأس الدولة ومروراً بكل المستويات وانتهاء بأقل ذي مسؤولية.
هـ. مجابهة ومكافحة الفساد والمفسدين وإسقاط كل اعتبار يؤدي إلى مراعاتهم،وتكريم المصلحين والمبدعين وتقديرهم وإكبارهم.
و. عدونا الذي نقاتله: هو الصهيوني المعتدي، والمتطرف المغالي الذي يُلغي الآخر ويزيله، والغادر الخائن لوطنه ولقيم أبناء وطنه.
ز. نشر ثقافة الحوار لتكون عنوان لقاءاتنا كلها، بشروط الإنسانية وقواعده الأخلاقية.
ح. اعتماد الكفاءة والقدرات والإمكانات في التوظيف والتنصيب والتعيين، ونبذ المحاباة والمحسوبيات في هذا الأمر.
ط. تفعيل المجتمع المدني ودعمه في ميادين الرعاية الاجتماعية والصحية والعلمية، ومراقبة هيئاته ومؤسساته لكي لا تحيد عن مسارها الإنساني إلى مسارات أخرى غير مَرضية.
ي. العدلَ العدل يا أيتها السلطة القضائية، والرحمة الرحمة أيتها السلطة التنفيذية، والأمانة والوفاء لقيم السماء في التشريع يا أيتها السلطة التشريعية.
ك. أيها الباحثون عن وطن عظيم هيا إلى الإنسان: كرموه وقدروه وصونوا دمه وعرضه وماله.
4- مناشدة: لكل مواطن مَن كان من حيث الدين أو المذهب أو العرق أو القوم، هيا وتعاونوا على بناء وطن عزيز سيد حر مستقر مستقل مزدهر، ولن يكون هذا إلا إذا أيقنَّا أن الوطن هو (نحن) ويمتد ليكون (أولادنا) وقد تجذر فكان (آباءنا وأجدادنا). وإلى وطن عشقته لأنه سورية، وإليه أرفع أزكى آيات السلام والتحية والتقدير والوفاء.
5- لقد كتبتُ كتاباً في بداية الأزمة العصيبة بعنوان: "وطن ومواطن ومسؤولية" وتتمة العنوان: وطن عزيز ذو سيادة، ومواطن حر آمن، ومسؤولية جادة وطنية وفية.
بلادٌ ألفنـاها على كـل حالةٍ وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذب الأرض التي لا هوا بها ولا ماؤها عذبٌ ولكنها وطن.
حلب المحروسة
4/11/2024
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5314/
الدكتور #محمود_عكام
#الهوية_الوطنية
موانع قبول الحق
أمَّا بَعدُ، فيَا أَيُّها الإخوةُ المسلمونَ المؤمنونَ إِن شَاءَ الله:
يسأل سائل: ما دامَ الحق واضحاً، وما دام الحق أحق أن يُتَّبع،
فلِمَ يُعدَلُ عنه من قِبل بعض الناس، ولماذا لا ينصاع هذا الإنسان بشكل عام للحق ما دام الحق كالشمس، وهل تُنكَر الشمس ؟ أقول لهذا الذي يسأل: نعم، ثمة موانع تمنع الإنسان عن أن ينصاع إلى الحق على الرغم من اعترافِ داخله بهذا الحق،
من هذه الموانع يا سائلي: غَلَبَةُ الشَّهوات، (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنَّما يتبعون أهواءهم)، (أرأيتَ من اتَّخذ إلهه هواه وأضلَّه الله على علم)، يتبع الهوى، غلبت عليه شِقوتُه، (غَلَبت عَلينا شِقوتنا)، راحَ في طريق الشَّهوات معها وتَماهَت معه، أضحى بعيداً عن الحق فأنكر، لا لأنَّ الحق ليس أبلج، ولكن لأنَّ الشَّهوات طَغَت عليه وعَمت وأعمت عيونه. يقولُ عليه الصَّلاة والسلام: (من أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحب آخرته أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى)، طريق الشَّهوات زائل، وطريق الحق صامت، فيا أيها المسلمون اليوم في بقاع الأرض: الحقُّ مع فلسطين، الحق مع أهل فلسطين، الحق مع بيت المقدس، الحق مع مَسرى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإن كنتم لا تقفون مع الحق فلأنَّ الشَّهوات تلك والأهواء طَغَت عليكم فأعمتكم وأعمت أبصاركم.
يروي ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى" أنَّ رجلاً جاء إلى أبي جهل وقال له: هل كُنتم تتَّهمونَ مُحمداً بالكذب قبل أن يقولَ مَقالته ؟ أي قبل أن يقول بالنبوة ؟ هل كنتم تتَّهمون محمداً بالكذب قبل أن يقول مقالته ؟ فقال أبو جهل: يا هذا، لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدعى بالأمين، ما جرَّبنا عليه كذباً قط. فقال له هذا الرجل: لماذا إذاً لا تتبعونه ؟ فقال أبو جهل: تنازعنا، أبو جهل من بني مخزوم، قال: تنازعنا نحنُ وبنو هاشم الشَّرف، فأطعَموا وأطعمنا وسَقوا فسقينا، وأجاروا فأجَرنا، حتى إذا تَجافينا الرُّكب وكنا كَفَرَسَيْ رِهان، قالوا: مِنَّا نبي، فمتى نُدرك ذلك ؟ والله لا نُؤمن به أبداً. اتبعوا اهواءهم وشهواتهم، غَلَبَةُ الشَّهوات مانعٌ مِن مَوانعِ قَبول الحق.
المانع الثاني: الجهل، ولو كنتم تعلمون لرأيتم الحق كما قلنا أبلَج، كالشَّمس في رابعة النَّهار.
من موانع قبول الحق الكبر، التكبر، الاستكبار والعناد والحَسَد، والحسد هذا الذي يقبع في داخل الإنسان الحاسد الحسود، وأول ما يلتهم ذلك الإنسان الحاسد، الحسد نار وأول ما تأكل هذه النار ذلك الحاسدَ نفسَه، (خَلقتني مِن نارٍ وخلقته من طين)، (أأُنزل عليه الذكر من بيننا) هذا هو الحسد، هو الذي يدفع الإنسان من أجل ألا يقبل الحق، لأنَّ الحق ظَهَر على لسانِ غيره ولم يظهر على لسانه، وبالتالي فهو حاسد، هذا الذي ظهر الحق على لسانه، يروى في كتب التفسير وسبب النزول أنَّ رجلاً جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم يدعى أمية بن خلف وحمل بيده عظماً بالياً حائلاً وراح يُفتِّته ويقول: يا محمد، أتزعم أنَّ ربك يبعثُ هذا بعدما رم ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: نعم يبعثك الله ويدخلك النار، ونزل قوله تعالى: (وضَربَ لنا مثلاً ونَسِيَ خَلقه قال مَن يُحيي العظام وهي رَميم. قل يُحييها الذي أنشأها أولَ مرة وهو بكل خلق عليم) نحن نحتاج اليوم إلى أن نخلع رداء الاستكبار والعناد والحسد والجهل ونخلع رداء هذا الذي تحدثنا عنه، رداء موانع قبول الحق.
سنرى الحق أبلج، أيها الذين يَجهلون، أيها المعاندون، أيها المستكبرون، أيها المتبعون للشهوات والأهواء في قضيتنا اليوم، في قضية فلسطين، في القضية المركزية، نحن على حق، الذين يدافعون عن فلسطين بأرواحهم ودمائهم على حق، والذين يجاهدون الصَّهاينة المجرمين على حق، والذين يريدون لبيت المقدس أن يَتحرر من براثن الصهاينة الأعداء المجرمين الأفَّاكين على حق، فإن لم تَروا هذا الحق فأنتم إما أن تكونوا قد غلبت عليكم شهواتكم، وإما أن تكونوا من الجهلة، وإما أن تكونوا من المعاندين المستكبرين، ولا مجال للكلام عن غير هذه الأمور، إما غلبت عليكم شهواتكم، وإما جَهَلة، وإما مُعاندون مستكبرون، يخرج منكم الحسد على أولئك الأبطال الشهداء، لماذا ارتفعت أسماؤهم فأصبحت رايات من أجل أولئك الذين يتطلعون للعزة والكرامة والشجاعة وأصبحتم أنتم رايةً للمهانة والذل، وهذا ما يُحكَم عليكم به من قبل كل الناس، أو من جماعة غيركم، فإن لم يتكلموا بشكلٍ صريح فلأنهم يخافون بطشكم، وإذا تكلَّموا بينهم وبين أنفسهم قالوا: نِعْمَ المقاومين هم، نِعم الرجال هم، وقالوا عنكم بئس المتخاذلون أنتم، وبئس أولئك الذين يَبيعون شرفهم وكرامتهم أنتم، هذا هو القول الذي يُقال من قلبٍ صادق ومن عقل واع.
أسأل الله عزَّ وجل أن يُهيِّئ منا من يتبع الحق حيثما كان وأينما وجد، ليلاً ونهاراً، سفراً وحضراً، فقراً وغِنىً، ضَعفاً وقوة، اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعه وحَبِّبنا فيه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وألهمنا اجتنابه وكَرِّهنا فيه، نِعم مَن يُسأَلُ ربُّنا، ونِعم النَّصير إلهنا، أقول هذا القول وأستغفر الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السلام بحلب الجديدة بتاريخ 8/11/٢٠٢٤
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/vK6-oZS3gH/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5315/
الدكتور #محمود_عكام
#موانع_قبول_الحق
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
لا تقف مع العبادة بل قف مع المعبود
فالعبادة إن وقفتَ معها وعندها كانت حجاباً، وما كانت العبادة لتوصلك بل الذي يوصلك إلى ربك هو ربك نفسه عندما يرى فيك ومنك صدقاً في التوجُّه وإخلاصاً في الانطلاق،
وبناءً على ذلك فلا تقل: هيا إلى العبادة، بل قل هيا إلى المعبود، هيا إلى الله، ولا تقل ما أحلى العبادة، بل قل ما أعظم المعبود، وما أروع القرب منه وإليه، ولهذا جاءت الآيات: (أدعو إلى الله على بصيرة)، (وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً)، (ومن أحسن قولاً ممَّن دعا إلى الله). وفي النهاية: وغاية ما نريد: هيا إلى العرفان والمعرفة التي ما خلقنا إلا لنتحقَّق بها (وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون)، وجميع القوم فسَّروها "ليعرفون"، و: (فضل العالِم على العابد كفضلي على أدناكم) كما ورد عن سيد أهل العرفان والمعرفة ﷺ.
حلب
٩/١١/٢٠٢٤
الدكتور محمود عكام
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5316/
الدكتور #محمود_عكام
#العبادة_والمعبود