وبعد السَّعي تذهب من أجل أن تؤدِّي الركنَ الأعظم من أركان الحج، تذهب إلى عرفات، وعرفات وما أدراك ما عرفات ! عرفات موقفٌ عليك أن تخرج منه وأن تنتهي منه وقد استقرَّ في داخلك بأنك خُلقت للعِبادة وللمعرفة، هنا يتبيَّن لك عِلَّة خَلقك، لماذا خُلقت وأنتَ واقفٌ على هذا الصَّعيد الكبير العظيم المعظّم، أنت في عرفة فاعرف ربَّك أيها الإنسان الحاج، اعرف ربَّك واعلم بأن ربَّك خلقك وهو يقول: (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) (ومَن عرفَ نفسَه عرفَ ربَّه) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، أنت مخلوق وأنت ضعيف وأنت وأنت.... إلى آخره، لكنك تقوى بربك من خلال عُبوديةٍ صادقة، ولكنك تكون وتصبح كبيراً حينما تلتجئ إلى ربك، حينما يُحبُّك ربك، (فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمعُ به، وبَصَره الذي يُبصِرُ به، ويده التي يَبطِش بها، ورجله التي يمشي بها).
أفضنا الليلة مِن عرفة وكُلٌّ رَبَّه عَرفه
وسِرنا نحو مُزدلفة وفاضَت أبحرُ الكَرمِ
وبعد عرفة تأتي مِنى، وأنت في مِنى تقوم برجم الشيطان، وهناك حركة رمزية، تمسِكُ الحَصى وتقول: مَرضاةً للرحمن، ورجماً للشيطان، وتذكَّر يا أخي الذي لم تحج بأن الحاج يفعلُ هذا، فما عليك إلا أن تتصوَّر موقفاً وأن تقول حيث أنت، في هذا المسجد، في بيتك، في مسجد آخر: اللهمَّ مَرضاةً وإرضاءً لك، ورجماً للشيطان، (إنَّ الشيطانَ لكُم عَدوٌّ فاتِّخذوه عدواً) لقد رَجَمه أولئك الذين حَجُّوا ورَجَمته أنت إذ حَجَجْت، وسترجُمه حينما تحج، فآمل ألا تتخذَ هذا المرجومَ الرَّجيم صديقاً لك بعد الرجم، أو بعد هذه الفِعلة المعبِّرة، إياك أن تعودَ لمصادقته أو للتَّحالف معه بعد هذه الشَّعيرة.
بعد رَجم الشيطان تعودُ من أجل أن تطوفَ حولَ البيت، حول الكعبة المشرفة، وها أنذا أقول لك أخيراً، والحديث يطول إن أردنا التفصيل، حيثما كنت أيها الحاج، وحيثما كنت أنت يا مَن تشتهي وتنوي وترغب في أن تكون مع الحجاج: لا تنسَ أن تدعو بما يلي: أيها الحاجُّ بالدَّرجة الأولى، وأيها الإنسان هنا في هذه الأيام الفضيلة: أكثر من التهليل والتكبير والتلبية، وقل وأنت تدعو الله: اللهمَّ ألِّف بينَ قلوب المسلمين، اللهم اجمع كلمةَ المسلمين، اللهم اجعل المسلمين أمةً واحدة على مَن عَداهم، ادعُ للمسلمين من أجل أن يكونوا صَفَّاً واحداً، كلمةً واحدة، أمةً واحدة، هذا واجب في عنقك أيها الحاج وأيها الإنسان الذي أنتَ هُنا، في هذه الأيام الفَضيلة، ومع هذا الدُّعاء دُعاءٌ آخر تقول: اللهمَّ انصر إخوتنا في فلسطين على أعداء الدِّين. لا تنسَ هذا الدعاء، فاليوم نحن على المحكِّ، إن انتصرت إسرائيل لا سمحَ الله ولن تنتصر، إن انتصَر هذا الكيان فسَلامٌ على المسلمين مَن كانوا سواء أكانوا صوفية أم سلفية، شيعةً أم سُنَّة، حنفياً كان أو شافعياً، وإذا انتصر المسلمون وسينتصرون بفضل الله، سينتصرون، فاعلم بأنَّ النصر لن يُنسَبَ لمسلمٍ دون مسلم، سَيُنسَبُ للمسلمين كافة، لأنهم تضامنوا وتعاونوا ودعا بعضُهم لبعض، وجَهَّزَ بعضُهم بعضاً، وأعانَ بعضُهم بعضاً، وكان بعضُهم لبعض ظهيراً، سيُنسَبُ النَّصرُ للمسلمينَ كافة، وذلك بفضلٍ من الله عَزَّ وجَل، فاللهمَّ انصُرنا على أعداءِ الإنسانية أينما كانوا وحيثما حَلُّوا يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 7/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/syJf52fdlr/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5272/
الدكتور #محمود_عكام
#الفريضة_الخامسة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
أفضنا الليلة مِن عرفة وكُلٌّ رَبَّه عَرفه
وسِرنا نحو مُزدلفة وفاضَت أبحرُ الكَرمِ
وبعد عرفة تأتي مِنى، وأنت في مِنى تقوم برجم الشيطان، وهناك حركة رمزية، تمسِكُ الحَصى وتقول: مَرضاةً للرحمن، ورجماً للشيطان، وتذكَّر يا أخي الذي لم تحج بأن الحاج يفعلُ هذا، فما عليك إلا أن تتصوَّر موقفاً وأن تقول حيث أنت، في هذا المسجد، في بيتك، في مسجد آخر: اللهمَّ مَرضاةً وإرضاءً لك، ورجماً للشيطان، (إنَّ الشيطانَ لكُم عَدوٌّ فاتِّخذوه عدواً) لقد رَجَمه أولئك الذين حَجُّوا ورَجَمته أنت إذ حَجَجْت، وسترجُمه حينما تحج، فآمل ألا تتخذَ هذا المرجومَ الرَّجيم صديقاً لك بعد الرجم، أو بعد هذه الفِعلة المعبِّرة، إياك أن تعودَ لمصادقته أو للتَّحالف معه بعد هذه الشَّعيرة.
بعد رَجم الشيطان تعودُ من أجل أن تطوفَ حولَ البيت، حول الكعبة المشرفة، وها أنذا أقول لك أخيراً، والحديث يطول إن أردنا التفصيل، حيثما كنت أيها الحاج، وحيثما كنت أنت يا مَن تشتهي وتنوي وترغب في أن تكون مع الحجاج: لا تنسَ أن تدعو بما يلي: أيها الحاجُّ بالدَّرجة الأولى، وأيها الإنسان هنا في هذه الأيام الفضيلة: أكثر من التهليل والتكبير والتلبية، وقل وأنت تدعو الله: اللهمَّ ألِّف بينَ قلوب المسلمين، اللهم اجمع كلمةَ المسلمين، اللهم اجعل المسلمين أمةً واحدة على مَن عَداهم، ادعُ للمسلمين من أجل أن يكونوا صَفَّاً واحداً، كلمةً واحدة، أمةً واحدة، هذا واجب في عنقك أيها الحاج وأيها الإنسان الذي أنتَ هُنا، في هذه الأيام الفَضيلة، ومع هذا الدُّعاء دُعاءٌ آخر تقول: اللهمَّ انصر إخوتنا في فلسطين على أعداء الدِّين. لا تنسَ هذا الدعاء، فاليوم نحن على المحكِّ، إن انتصرت إسرائيل لا سمحَ الله ولن تنتصر، إن انتصَر هذا الكيان فسَلامٌ على المسلمين مَن كانوا سواء أكانوا صوفية أم سلفية، شيعةً أم سُنَّة، حنفياً كان أو شافعياً، وإذا انتصر المسلمون وسينتصرون بفضل الله، سينتصرون، فاعلم بأنَّ النصر لن يُنسَبَ لمسلمٍ دون مسلم، سَيُنسَبُ للمسلمين كافة، لأنهم تضامنوا وتعاونوا ودعا بعضُهم لبعض، وجَهَّزَ بعضُهم بعضاً، وأعانَ بعضُهم بعضاً، وكان بعضُهم لبعض ظهيراً، سيُنسَبُ النَّصرُ للمسلمينَ كافة، وذلك بفضلٍ من الله عَزَّ وجَل، فاللهمَّ انصُرنا على أعداءِ الإنسانية أينما كانوا وحيثما حَلُّوا يا ربَّ العالمين، نِعْمَ مَنْ يُسأَلُ أَنت، ونِعْمَ النَّصيرُ أَنت، أقولُ هذا القولَ وأستغفِرُ الله.
ألقيت في جامع السيدة نفيسة عليها السَّلام بحلب الجديدة بتاريخ 7/6/2024
لمشاهدة فيديو الخطبة، لطفاً اضغط هنا
https://fb.watch/syJf52fdlr/
لقراءة النص من المصدر، لطفاً اضغط هنا
http://www.akkam.org/topics/5272/
الدكتور #محمود_عكام
#الفريضة_الخامسة
#خطبة_الجمعة
ندعوكم لمتابعة صفحتنا عبر الفيس بوك بالضغط على الرابط وتسجيل المتابعة والإعجاب
https://www.facebook.com/akkamorg/
www.akkam.org
موقع الدكتور محمود عكام
xx