أحمد سيف حاشد
341 subscribers
2.77K photos
6 videos
5 files
2.86K links
عضو برلمان
Download Telegram
تصوروا أن أوراقي لتصحيح اسمي محجوزة في الدائرة العاشرة أمن ومخابرات منذ أربعة أشهر من قبل وكيل الأمن والمخابرات الحسن أو أبو الحسن..
هؤلاء يحاربوننا ما يحاربوا أمريكا
أريد بطاقة بالاسم الذي يتطابق مع كل مؤهلاتي واسمي في الأوراق الرسمية وفي مجلس النواب من أجل رقمي الوظيفي في الخدمة المدنية..
نريد أن ننتزع منهم هذا الحق فقط قبل أن يقتلونا..
فيما هم يريدوا أن ينتقموا حتى من حقوق أطفالنا بعد أن نموت..
ليسوا فقط مرعبين وحاقدين ولكنهم أيضا صغار..
ما أصغركم..
قريبي صحح اسمه خلال أربعة أيام فقط
وأنا أربعة أشهر وأوراقي محجوزة لدى الأمن والمخابرات
ماذا يعني هذا؟!
هذا لا يعني غير شيء واحد
إنكم صغار وحاقدين وتافهين أيضا..
(4)
اخترت استقلاليتي على المال
أحمد سيف حاشد
لا أخاطب أمسي وما مضى فحسب، بل أخاطب أيضا الحاضر الذي بات يبتزنا وبما يفوق الأمس ألف مرّة.. لا تدع الابتزاز يحني قامتك.. كن طودا شامخا بقامة السماء لمن يريد أن يسقطك بابتزازه.. كل خسائرك مهما عظمت فإنها أقل من ابتزاز يسقطك.. خُض الحرب الضروس إن دعت الضرورة في مواجهة من يريد الوصول إلى هدفه بابتزازك.. إن قبلت مرة بالابتزاز ستتحول إلى معبر لكل المبتزين والتافهين، ولن تنتهي خسائرك، وقد خسرت نفسك..

لا تفكر ولا تستسهل في طويتك أن تبيع ما لا يباع.. قاوم ظروفك وحاجتك حتى لا ينتعلك أحدهم ممن يعيش سقوطه وأوحاله.. اسحق مخاوفك التي يمكنها أن تنال من ضميرك.. تذكر أوشو وهو يقول لك: "إن الخوف يخلق اغلاله، أما الحرية فتعطيك أجنحة" تحرر من أن تكون واحد في القطيع أو تكون أنت القطيع.. سر بمفردك وتحرر من القطيع أو كما قال أوشوا: "الجميع يريد أن ينتمي إلى الحشد.. اخرج نفسك من الحشد" وأقول: كن استثنائيا قدر ما تستطيع..

*

عندما تترشح بصفتك نائبا مستقلا، وتتعاطى مع ناخبيك ابتداء من يوم الترشيح، ومرورا بحملة الدعاية الانتخابية، وانتهاء بيوم الاقتراع، وأنت تعمد إلى تأكيد تلك الصفة خلال كل تلك المراحل، بل وتفوز بهذه الصفة، وما أن تصل إلى مجلس النواب حتى تخلع تلك الصفة عنك، وتنقلب على من منحوك أصواتهم، وقبلها تنقلب على نفسك، وتستسهل خيانة تلك الثقة أو حتى التفكير بإهدارها، هي في تقديري خيانة اخلاقية كاملة، بل وتشي إلى استعدادك ليس فقط أن تذبح ضميرك، ولكن أن تكون أيضا شريرا.. بهذا أنت تصير خطرا على نفسك، وأكثر منه خطرا على المجتمع..

كل شيء كما قال جبران خليل جبران ممكن أن يكون له فرصة ثانية، إلا الثقة.. من سيثق بك إن كنت غير آهل لثقة من انتخبوك، وصيروك عنهم الموقف والمدافع والذائد عن حقوقهم وحرياتهم والأمين على مستقبلهم..؟!! أنت بثقتهم قد صرت ليس ممثلا عمن انتخبوك ومنحوك أصواتهم فقط، بل صرت ممثلا عن الشعب كله، وخيانة الثقة والضمير هنا أشد وأفدح..

القانون لا يعاقب على النوايا، وعلى ما يعتمل في تفكريك، ولكن التفكير بخيانة الثقة يعني وجود الاستعداد إلى أن تتجاوز حواجزك الأخلاقية المانعة، واستسهالك لخيانة ضميرك، وخيانة شعبك، وربما أكثر منه، يشي إلى استعدادك في ظروف ما أن تكون شريرا، أو مستعدا أن تفعل أي فعل شرير في المستقبل..

هناك التزام ببرنامجك الانتخابي وهو عهدا حملته في ذمّتك، والتزام اخلاقي يقع على كاهلك، وتذهب إلى وجهة أخرى، مستبدلا صفتك الذي فزت بها، بانتماء آخر يختلف تماما عن انتماءك المعلن لناخبيك، كل ذلك إنما يعني أنك غررت على ناخبيك، وظللتهم، وخدعتهم، وخنت وعدك و عهدك لهم، ونكثت ميثاقك معهم قبل أن تجف الصحف وترفع الأقلام، بل وانتويت في خبايا فاسد نيتك وطويتك أنك ستبدّل صفتك وتخدع ناخبيك.. هذا وذاك هو ما كان يجوس داخلي وأحدث به نفسي حيال أول عرض شراء تقدمت به السلطة بعد فوزي في الانتخابات النيابية..

قالت العرب: “موت الوفاء عين الحكمة أحياناً”. وقالوا: “من ينكث وعده كمن يرمي الأحجار في البئر التي شرب منها”. والحجة عليك أن تترشح و تفوز بصفة نائب مستقل، ثم تدير ظهرك للناس الذين أعطوك أصواتهم لهذه الصفة، التي كانت لصيقة باسم فوزك، وتقلب لهم المجن، وتذهب بعد الفوز تبحث عن مشتري، أو عن مال أو مزية لتبيع، أو حتّى تنصاع لذلك، وترمي عرض الحائط بذمتك، وما حملته من وعد وعهد ثقيل، فهذا يعني أنك ناكث للعهد والوعد، وحق عليك الخزي في قول الشاعر:
“رأيتُ الحُرَّ يجتنبُ المخازي *
ويَحْميهِ عن الغدرِ الوفاءُ”.

***

كانت التسريبات الصحفية والقوائم المنشورة في بعض الصحف ووسائل الإعلام بعد اعلان نتائج مجلس النواب في نهاية إبريل، وكذا بعدها، لا سيما في مستهل شهر مايو 2003 تصنفني أنني مؤتمر، وكنت أقاوم هذا التعسف في التصنيف، الذي يبلغ حد محاولة اغتصاب إرادتي من قبل الصحافة أو بعض الصحفيين الذين يفتقدون إلى الحد الأدنى مع ما تفترضه اخلاق المهنة..

في شهر مايو 2003 أثناء التصويت لأول موازنة قدمتها الحكومة إلى البرلمان، ومطالبتها بمنحها الثقة.. كان موقفي في التصويت ضد الموازنة، وضد منح الثقة لحكومة حزب المؤتمر برئاسة باجمال.. موقف كان غير متوقع منّي على الأقل بالنسبة لقيادة المؤتمر، في أول شهر بعد الانتخابات النيابية الذي دعمني فيه حزب المؤتمر..

لم يكن هذا الموقف مجرد محاولة لإثبات استقلاليتي عن حزب المؤتمر، ولكن وهو الأهم أنني بالفعل ضد الموازنة التي وجدتها تنال من القطاع العام، ولا تتوافق مع تصوراتي للسياسة الاقتصادية في المرحلة المقبلة، وينسجم هذا الموقف أيضا مع تقديري وموقفي من تلك الحكومة ممثلة برمزها ووزيرها الأول باجمال الذي يعتبر الفساد زيت التنمية وفي عبارة أخرى ملح التنمية..
لقد رأيت إن تلك الحكومة بمجملها لا تستحق ثقتي بها، ولا ثقة الشعب أو ممثليه، وزائد على هذا وذاك كانت تأكيد لاستقلاليتي ليس فقط عن حزب المؤتمر الذي دعمني في الانتخابات، ولكن أيضا تأكيد لاستقلاليتي عن الأعضاء المستقلين في المجلس، الذي ذهب جلّهم بل على الأرجح اثناء عشر نائب من قوام الأربعة عشر نائب للتصويت لصالح الحكومة وموازنتها..

لست عدميا، ولا يجب أن يُفهم أن معارضتي تلك كانت لمجرد المعارضة، ولم يكن موقفي بحال مجرد عناد لمن يريد دفعي إلى موقع أو حزب لا أنتمي إليه، ولكن لأن موقفي نابع من قناعة تامة، وإرادة أراها أصيلة، ومن ضمير أراه راضيا عنّي، ومن صواب يحملني عليه أغلب ظني، ومن وفاء أصيل لمن وثقوا بي، وجل من انتخبوني، وقبلها مصالح الشعب بموجب ما أراه، والتي تحتم أن يكون هذا موقفي لا سواه..

أربعة عشر نائبا فازوا بصفة “مستقل”، وما ان يمضي شهرا أو أكثر قليلا من عمر مجلسنا، حتى ذهب عشرة منهم إلى كنف المؤتمر وأنظموا إلى عضويته، ولم نبق غير أربعة بصفة مستقل، من قوام أربعة عشر نائبا .. يا لخسارتنا!! كيف حدث هذا..؟! لماذا يكون التخلي بكل هذا السهولة والاستسهال بالصفة التي فازوا بها..؟! يا للهشاشة بالغة السوء..!!

ما كان لهذا المجلس أن يسمح بالمخاتلة والانقلاب على إرادة الناخبين، الذين صوتوا لهؤلاء الأعضاء بصفتهم مستقلين لا غيرها من الصفات.. ثم لا أدري لماذا هذا الحزب أراد استقطاب هؤلاء المستقلين، وهو الذي حصد قرابة ثلاثة أرباع أعضاء المجلس..؟!!

لا أدري لماذا اراد أن يزيد تخمته الباذخة، بمزيد من السمنة و التخمة التي تفوق حاجته بكثير، ثم كان من الذكاء لو ابقاهم مستقلين على الأقل من أجل يكون المجلس يتسم بتنوع أكثر.. أظنه خلل عميق في التفكير، ورغبة استحواذ شرهة لم يتمكنوا من منعها..

الدكتور عبد الله عبد الولي ناشر الذي أشرف عن حزب المؤتمر في انتخابات دائرتي الانتخابية كانت تربطه صلة مباشرة بالدكتور عبد الكريم الأرياني أمين عام المؤتمر، بل بدت لي تلك العلاقة يومها إنها جيدة جداً إن لم تكن وطيدة.. طلبني الدكتور عبد الله بالحضور إلى منزله.. استغربت من هذا الاستدعاء.. وربما تسألت مع نفسي عن السبب، ولم أجد لحظتها جواب..

توجست ولكن ليس إلى حد الارتياب، لأن نفسية وطبيعة الدكتور عبدالله لا تتناسب لأدوار تبعث على القلق والارتياب.. اصطحبت معي ابن عمي عبده فريد حاشد، وكان اللقاء بعد المغرب أو مع دخول المساء..

بعد حفاوة واستقبال حسن عرض ستة مليون ريال كانت موجودة في ”شوالة”، بمكان قريب من مجلسنا، باعتبارها مخاسير حملتي الانتخابية، ومقابل الانضمام إلى كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلس النواب.. ربما هو فقط نقل هذا العرض من قيادة المؤتمر في إطار مسعاها لظم أكبر عدد من الأعضاء المستقلين إلى كتلة المؤتمر في المجلس وقد نجح المؤتمر بالفعل بضم عشره نواب مستقلين من قوام أربعة عشرة نائبا.. أما أنا فنظرت إلى هذا الموضوع إنها شراء أو مقايضة.. زواج دافع قبوله المال.. عرض مستفز لا يخلوا من ابتزاز للحاجة.. معادلة المال مقابل استقلاليتي..

موقفي الأخلاقي لا يسمح بشي من هذا القبيل.. رفضت العرض دون تردد، ولفتت النظر أنني ألتزمت لفريقي الانتخابي ولمن انتخبوني أنني سأظل مستقلا، بل حاولت أيضا أن أذكّره أن عدد أعضاء المؤتمر قرابة الثلاثة أرباع عضو في المجلس، وليس هم بحاجة لمزيد من الأعضاء للانضمام لحزب المؤتمر..

أحسست أنني انتصرت لضميري وخياراتي ولمبادئي المعلنة، ولثقة الناس الذين وثقوا بي، مضت السنوات الطوال، ولم أندم يوما على مثل هذا الاختيار الذي داس على حاجتي ومعاناتي وانتصرت فيه لضميري وللناس.

***
يتبع..
بعض من تفاصيل حياتي
التحالف الذي أنفق تريليونات الدولارات وحشد الطيران والبوارج وكل الطاقات والمقدرات للحرب، واشترى تأييد وصمت الدول في حربه على اليمن، وأشترى معها كل المنظمات وعلى رأسها الأمم المتحدة، وأشترى كثير من وسائل الإعلام واللوبيهات ومطابخ صناعة القرار لا يستطيع توفير الديزل لكهرباء عدن بمساحة تسعة كيلو متر ولا يستطيع توفير الأمن لها؟!!
الحقيقة هو يستطيع ولكنه لا يريد!!
لماذا لا يريد؟!!
هذا هو السؤال الذي لا يريد أن يعرفه مؤيدي التحالف وقواديه..
عقوبة الإرهاب ستطال نتائجها السيئة تسعة أعشارها الشعب إن تم إنفاذها
وعُشر واحد فقط هو الذي سيطال الحوثيين في أسوأ حال
اليوم صار القرار في منطقة المراوحة، يتم فيه ابتزاز كل الأطراف، وليس المقصود منه إنفاذه كما يتوهم البعض..
القوادين لا يكترثون بالشعب ولا يتعظون من كل القرارات السابقة التي دفع ثمنها كل الشعب اليمني، وربح فيها الحوثيون أكثر من أي طرف آخر، بل ولا زال يجني حصاد غباء الأطراف الأخرى.
بالمختصر نحن أمام نخبة سياسية فاسدة وطبقة سياسية أكثر فسادا وعفونة..
إنهم قوادين وتافهين، بل ربما أكثر من ذلك.
كل الطبقة السياسية التي تحكم اليمن بكل مسمياتها هي طبقة سياسية فاسدة وتافهة ومرتهنة
وتنفذ أجندات وأطماع الخارج بعلم أو دون علم..
لا حل إلا أن يثور شعبنا اليمني على هذه الطبقة الفاسدة والمرتهنة التي دمرت كل شيء وتهدد بتدمير المستقبل، وتجعل من التعافي مستحيلا حتى على المدى البعيد..
(5)
ثور بيت ميعاد
قبل أن أكون عضوا في مجلس النواب، كان لدي في حدود ما، تصورا زاهي لهذا المجلس، وربما أيضا لمهابته ومكانته، ولما صرت عضوا فيه، وقطعت مشوار الألف ميل لأصل إليه، وجدته في الواقع ذيلا، أو تابعا كعربة حصان، وأكثر منه زائفا وكذوبا، لا رجاء منه في التغيير حتّى في إطار ما هو متاح فيما بقي من دستور وقانون..

في مطلع العام 2003 حُلمي كان كبيرا حتى مع افتراضات وجود بعض الاحتمالات السيئة، إلا أن الواقع كان أكثر سوء ورداءة حتى مع تلك الاحتمالات السيئة التي كنت أفترضها..

عندما جاء هذا العهد والذي يدخل فيه العام 2021 ونعيشه اليوم بكل عاهاته، وجدتُ الماضي على سوئه مقبولا بمرارة، حالما نقارنه اليوم مع سلطات الغلبة هنا وهناك، دون أن نعني بهذا العودة إلى ذلك العهد الذي أنتج أو ساهم في انتاج هذا العهد الأكثر وزرا ووبالا..

سلطات الأمر الواقع اليوم أهدرن وانتعلن ما بقي من دولة ودستور وقانون.. وما كان سيؤول الأمر إلى ما آل إليه، لو كان هذا المجلس أحترم نفسه من أول يوم انعقاده، وهو يوم انتخاب أول هيئة رئاسته، والتي جرت على نحو يجلب العار إن أسميناه بالعهد الديمقراطي.. أما "انتخابات" اليوم فزاد فيها العجب العجاب، وأكثر منه الخزي والعار والمهزلة علينا كناس وبشر، ولي فيهما تناولة أخرى في موضع آخر.

مجلس النواب كما قلتها يوما، هو أحد منتجات الفساد، ظل يشرع الفساد لأسياده على مختلف توجهاتهم، وآخرها ما بقي منه في صنعاء، صار يعمل بمثل “من تزوج أمّنا صار عمّنا” ولم يعد يجيد حتى دور ما كان يجيده في الماضي، وهو دور “أسد في مفرشة”.

كنت أظن أن هذا المجلس قادرا أن يحقق ويستوعب في حدوده الدنيا آمال الشعب المعقودة عليه، أو حتّى يحقق بعض ما هو ممكن ومتاح؛ ليخفف عن هذا الشعب ما يثقل كاهله من أعباء الحياة، وركام التخلف الذي يقطع الأنفاس، فوجدتُ إن الركب يسير على غير هذا الاتجاه..

ربما توقعتُ على المستوى الشخصي أنني سأطلق من خلال هذا المجلس طاقاتي المختزنة في مواجهة الفساد، وخدمة الناس، وحماية حقوقهم المهدرة، واستقبال ما هو أفضل في الانتظار؛ فوجدت السراب والوهم أكبر.. وجدته يريدني أن أكون فيه حسيرا، وقد تحوّل إلى حمل يثقل كاهلي، وقيد غليظ لكل خلّاق وقدرة، فذهبتُ أناضل خارجه..

بدا الحال على غير الحال.. بدا لي الأمر على غير ما هو في خيالي ومخيالي.. تبددت الصورة المخملية واللامعة، التي كانت تبرق في ذهني، بعد أن وجدته من أول وهلة ومع اطلال بدايته، مختلا ومعكوسا عمّا كان مرسوما عنه في ذهني، وعلى نحو ربما يتخطى الدهشة إلى الإرباك، وعدم القدرة على الاستيعاب..

في 2003 أطليت على المجلس بعقل منفتح، وهيئة تليق فيما أطل هو علينا بثور هائج ومحتج، ومظلمة له قبل صاحبه، ومظلمة أخرى لـ "بيت معياد".

ما أن أوشكت في الوصول إلى لمجلس، وجدتُ الذعر على الوجوه، ومعه صخب وصراخ واستنفار .. موقفا مربكا، وثورا مستنفرا وهائجا يقتحم حرم المجلس، ويصول ويجول في ساحته بتحد ونفور!!

تبدأ القصة بأن أحضر أهالي “بيت معياد” ثور على سيارة “هايلوكس” إلى أمام بوابة مجلس النواب لذبحه أمام بوابة المجلس تظلما واحتجاجا بصدد خلاف مع أمين العاصمة، وعند محاولة إنزال الثور من السيارة، أفلت الثور من ربقة صاحبه وتحرر من قبضته.. ثار وهاج وماج، وأقتحم بوابة المجلس وحراسته، وكان أكثر احتجاجا من صاحبه..

مفارقة عجيبة أن تعتقد أنك قاصدا البرلمان في مطلع عهدك البرلماني، فتجد نفسك وكأنك في حلبة مصارعة ثيران.. وكانت حصيلة المعركة خمسة جرحى، من حراس وموظفي المجلس، وفيهم صبي، وسيدة روسية تم اسعافها إلى المستشفى، وانتهت المعركة بمقتل “الثور المحتج” برصاص حراس البرلمان، وتم تعطيل جلسة البرلمان لأكثر من ربع ساعة.

قيل أن سبب إحضار الثور لنحره أمام بوابة المجلس هو تظلم “بيت معياد”، بشأن أرض أخذت منهم بالقوة، وأرادوا نحر الثور أمام بوابة المجلس، احتجاجاً على هذا الاغتصاب، فأحتج الثور قبل احتجاج أصحابه.. وقد أسمينا الثور يومها بـ ”ثور بيت معياد” و "بيت معياد" هي أحد أحياء مديرية السبعين في العاصمة صنعاء، يبلغ عدد سكانه آنذاك أكثر من 17 ألف نسمة.

***

هكذا أستقبلنا البرلمان في مستهل عهده الجديد، بواقعة تحكي مأساة هذا الوطن المأسور بالقبيلة، والعدالة المفقودة، ومأساة القانون المذبوح.. الثور المحتج على السكين، والمواطن الباحث عن عدالة بثور أمام البرلمان الجديد طلبا واستغاثة لعدالة مفقودة، وقانون مستباح بأعراف القبيلة..

لقد كان استقبال لعهد يشعرك بالعجب حد الصدمة، حينما تجد ما كان مخمليا في وعيك قد باغتك بمشهد غريب عن المخيلة، وقد تحولت ساحة البرلمان إلى حلبة تشبه مصارعة الثيران، واستنفار في الحراسات وصخب الحضور، واطلاق الرصاص..
وأكثر منه إنه يشعرك بعد أن تسترد وعيك بحجم المأساة التي يعيشها الوطن، وربما لا يخلوا من نذير شؤم لمستقبل كنّا نبحث عنه، فيصدمنا بواقع مؤلم أكثر دلالة فيما نعيشه من مأساة، والعودة إلى ماض أكثر قتامة..

والأسوأ بين الأمس واليوم ما لا يُقارن من كل الوجوه.. ما كان في عام 2003 تبدل فيه كل شيء في العام 2021، وما يحدث اليوم صار أكثر سخرية من الأمس بألف مرّة.. سخرية اليوم أن تقرأ تقرير أمني من عدن في أول يوم من العام 2021 وفيه أن عدن تستنفر أمنها بعد هيجان ثور هارب الساعة الثالثة قبل الفجر من ملحمة "السعيدة" لتسفر النتيجة عن قتل قناصة الأمن لأربعة مواطنين قبل أن تنتهي بقتل الثور..

أصبح اليمن اليوم ممزقا بلا دولة ولا استقلال ولا سيادة ولا دستور ولا قانون ولا عدالة.. الدم مسترخص والإنسان صار لا وزن ولا قيمة له عند القتلة، والمواطن بلا مواطنة، وثروات الوطن تُنهب من كل حدب وصوب، والأرض تُقضم من كل اتجاه برا وبحرا وجزرا، وسمائه مباحة ومستباحة طولا وعرضا..

اليوم أصبح في اليمن ثلاث رؤساء أنداد بغير شرعية غير شرعية الغلبة والقوة، والبرلمان صار اثنين والأعضاء شتات كشظايا قنبلة، وسلطات أمر واقع هنا وهناك تفرض واقعها بالحديد والنار، وأكثر من كل هذا احتلال يصول ويجول، ويطلق يديه ويعربد، ويعيث فيه فسادا واحتلالا، والموت الباذخ لا يُترك مكانا إلا وحل فيه الموت والخراب واليباب..

***
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
رحل وهو غير رض عنهم
حتى الراحلين يتبرؤون منهم
تعازينا لأسرة الاستاذ ادريس الشرجبي
تحت ضغط الفساد والفشل الذريع ربما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات تغيير تبدو لهم كبيرة
ولكنها ستكون بنظر الشارع خيبة أخرى وكبرى لأنها ليست جذرية ولن تغير من واقع الحال
ربما يأتي يوم لا يقبل الشارع أي تغيير يقومون به حتى وإن كان تغيير جذري
كل تأخير يعني كلفة أكبر وربما تصل تلك الكلفة إلى أن يكونوا هم في المقام الأول
لم يعد ينطلي على الشعب ذر الرماد على العيون
وعلى قول الشاعر سلطان الصريمي في أبجديات البحر والثورة: "ما ينفع الجرح ملاس"
تصورات لأوشو:
"يرى أوشو إن الانسان عند الولادة يكون بريئا وغير محمل باي خرافات او عادات وتقاليد وجميعنا متساوون عند لحظة الولادة لكن المجتمع او ما يسميه الحشد يعمل على تغييرنا وتشكيلنا مجددا لما يتوافق مع مصلحته الخاصة.

*

ويرى إذا كنت قد لقنت الصلاة في طفولتك ، فقد حيل بينك وبين تجربة جميلة كان يمكن ان تحدث لك.

*
ويرى إن الناس مقاتلون قساة. تجعلهم الحياة قساة لأنها تحولهم إلى مقاتلين. فيفقدون شيئاً فشيئاً سلامهم الداخلي وإنسانيتهم ويصبحون أشبه بالصخور. والشخص الشبيه بالصخرة هو شخص ميت فهو يحيا بالإسم فقط، إنه لا يحيا حقاً.

***

وعن الذهاب إلى المعابد يرى أوشو أن الخوف والخوف فقط هو الذي يدفع الكثير من الناس لكي يذهبوا إلى المعابد أو المحافل الدينية والكنائس، وليس نتيجة للمحبة. نعم، الناس الأكثر تقدماً في السن، يذهبون إلى المعابد أكثر من سواهم، أنهم أصبحوا أكثر خوفاً من الموت. إنهم لا يذهبون إلى الكنيسة أو إلى المعبد، لأنهم عرفوا شيئاً هائل القيمة في الحياة، ولكن لأن الحياة تنساب هاربة من بين أيديهم، ولأن الظلام العظيم للموت أصبح أكثر قرباً منهم، ولأنهم أصبحوا أكثر خوفاً."
منقول
إن الحرب ترفع كثيرين من السفلة.
- نجيب محفوظ
هؤلاء القضاة الذين نثق بهم
وليس قضاة السلطة..
القاضي أحمد الخبي ذاهبا إلى المحكمة التي يعمل فيها..
عظيم أنت يا قاضينا
أنت أكبر منهم وأكبر من مجلسهم..
هنا يرملوهن ويقطعون عيشهن
ويضيقون عليهن حقوقهن
وهناك يختطفونهن ويسلموهن للمملكة
طفل مُرهف ووطن أصغر من قبر!
كنت صغيرا مُرهف الحس والحواس.. جياش العواطف والمشاعر.. كثير من التصرفات التي تبّدت منّي في تلك المرحلة ربما كانت طبيعية بفعل كثافة وتدافع تلك الأحاسيس والمشاعر في عهد الطفولة المتـأججة بها، أمّا أن ترافقني بعضها في كِبري، بل وأنا متجها نحو ستينات عمري، فربما بدت للكثيرين غير سوية، إن لم تكن بلهاء وساذجة..

لازلت أتذكّر وأنا أضع الحبوب على أبوب بيوت نوع من النمل لتقتات منها، وربما رمتُ أن تعيش برخاء ونعمة، أو أخفف عنها تعب وإملاق، أو أجنبها خطر أشد.. أحيانا أفيض عليها بالكرم إن توقعتُ تأخر مجيئي إليها.. كنت لا أريدها أن تذهب بعيدا عن بيوتها، حتى لا تذهب بعيدا، وتتعرض للدوس تحت أقدام البشر، أو السحق تحت حوافر واظلاف الماشية..

أساعدها في بناء بيوت لها غائرة في الطين، وأحصّنها بالحجارة والصفيح حتى أقيئها من خراب السيل، وغمر المطر، وحتّى تظل بيوتها عامرة لا يطولها هدم أو خراب.. هكذا كنتُ أفكر، وأكثر منه أحاول التحدث إليها في خلوتي معها لإفهامها بما أفعله، وما أريده منها، وما أحاول أن أجنّبه إياه من المخاطر التي أراها وشيكة أو مُحدقة عليها..

كنت أحيانا أجمع بعض النمل الشارد والتائه، وأبني لها مستوطنة، داخل صفيح عُلبة اللبن “النيدو” الفارغة، بعد أن أملاؤها بعجين الطين، وابني لها غرف ومخازن أقوم بتعبئتها بأنواع الحبوب، حتى لا تموت ولا تجوع، ولا تهجر ديارها..

حرستُ النمل ورعيتها أياما وأسابيعا، وعند سفري ذهبت بعلبة الصفيح إلى مكان آمن وقصي، وغرستها في أرض أبي، ووفرت لها كثيرا من الحبوب لتقتات وتعيش أطول فترة ممكنة، رغم ضجيج الخالة، ومعارضتها لما أفعله، حتى بديت أمامها كطفل مختل ومعتوه وهي تسترق السمع، وأنا أتحدث إلى النمل في خلوتي معها..

*
وفي واقعة أخرى وضعتُ مصيدة للفئران.. وفي الصباح وجدت الفأرة هامدة، وقد وقعت في قبضة المصيدة الضارب حديدها على عنقها المخنوق، والمسنود من الأسفل بنتوءات وأسنان حداد وقد صارت ناشبة في أسفل عنقها، وقد فاض روحها، وفارقت الحياة، ربما منذ ساعات..

شاهدت فأرا صغيرا بجوارها، يكاد يكون لصيقا بها في مشهد مؤثر ومُحزن.. شاهدته وكأن الحسرة تتملكه وتشل قواه.. رأيته يتنفس بسرعة، ومثقلا بحزن وحيرة.. توقعتُ أن يهرب لمجرد أن يرى قدومي إليه وأنا أقترب منه، ولكنه لم يهرب ولم يحاول.. حاولتُ أن أستثير نفوره وأثير فيه غريزة البقاء أو النجاة، لكنه بدأ لي غير مبال ولا مكترث.. رفض الهروب أو مبارحة المكان.. تسألت مع نفسي: هل هو قليل الخبرة بالموت أم أنه لا يدرك أفعال البشر..؟! أم أنه لم يأنس إلا بالبقاء جوار أمه المخنوقة، واستحال عليه فراقها، حتى وإن لحق بها؟!

تأثرت بالمشهد، وساحت من عيوني دموع مالحة.. رجوتُ الصفح من ضحية فارقتها الحياة، غير أنها لم تعد تقوى على الصفح والغفران، وقد ذهبت روحها إلى باريها في السماء.. حاولت أن أكفّر عن جريرتي بإطعام صغيرها، وتحريره بنقله إلى مكان يقتات منه، وتشتد فيه قواه، ويعيش حرا طليقا، ودعوت له بالعمر المديد..

ربما تمنيت أن أرثي الأم القتيلة، ولكن من يلهمني القصيدة؟!! ندمت على فعلتي أشد الندم.. حزنتُ كثيرا لهذا القدر.. دعوتُ الله، وطلبت منه المغفرة، وقرأت لروحها ما حفظتُ من سور قصار من القرآن، وشيعتها بمراسيم دفن بدت مهيبة.. رحلت روحها إلى باريها، وبقي السؤال إلى اليوم ينهش رأسي المنبوش، وينقر ذاكرتي المنهكة؛ لماذا يحدث كل هذا..؟! الحقيقة أنه كان أكثر من سؤال.. أكبر من حيرة، وألغز من لغز لم أجب عليه حتى يومنا هذا، وأنا أدنو من عمر الستين..!!

*
في العام 2005 إن لم يكن في العام الذي يليه، حدثت حالة مماثلة، في عمارة “الفاقوس” بصنعاء التي كنت أقيم فيها، بعد أن وضع أحد أبنائي دون علمي مصيدة للفئران؛ فأمسكت بيد أحد الفئران، والعجيب أن عدد من الفئران ظلوا يحومون حوله.. ربما يحاولون فعل شيء ليس بمقدورهم فعله، وربما حتّى فهمه.. كانوا يتوجعون لما أصاب رفيقهم، وربما يحاولون إنقاذه، أو هذا ما كانوا يرجونه في لحظة قاسية كتلك..

عندما رأيت هذا المشهد، هرعت لإطلاق الفأر الواقع يده في قبضة شرك المصيدة، وفضلا عن ذلك حرصتُ على منح النجاة لجميع الفئران الذين كانوا يحومون حوله، وعلى مقربة منه.. إنهم يستحقون النجاة على الأقل لوفائهم لرفقيهم.. هذا لم يمنع أن أتذكر أيضا ما قرأته يوما، وأُطلق عليها حكمة الحياة تقول: “خُلقت القطط لتأكل الفئران، وخُلقت الفئران لتأكلها القطط” وربما إن رآني صاحبها لاستنكر فعلتي، وأضاف إنها خُلقت لنقوم نحن أيضا بقتلها.

***
كنت وأنا صغيرا أمنع أمي أن تذبح دجاجة لتعينني على المرض.. معالجة المرض بمرق الدجاج ولحمها، كان لدي غير مستساغ ولا مستلطف، إن لم يكن أشبه بمعالجة المريض بالكي وشواء الجلد بالنار..
كنت أشعر بسعادة غامرة، وأنا أطيل في عمر دجاجنا، وأكتفي ببيضها.. كنت أشعر براحة عميقة، وأنا أرى الدجاج تعيش، وقد أنقذتها من مصير ذابح وأليم.. وتغمرني السعادة وأنا أسمع صوتها طربة في الأيام التي تلي يوم إنقاذها، وأراها مشرقة وعاشقة للحياة.. أشعر مليا أن الحياة أولى وأحق من الموت والمرض.. ولكن واقع اليوم صادم ومُراغم فرض علينا شروطه وقسوته، والعالم مُحيّر عظيم، والحيرة صارت كبيرة، وطغيانها علينا صارت أشد وأثقل.

*
تملكتُ يوما أنثى قرد صغيرة أهدتني إياها إحدى العجائز، أو ربما اشترتها لي أمي بعد أن لاحظت تعلقي بها من النظرة الأولى كعاشق لهوف.. الحقيقة لم أعد أذكر كيف تملكتها، ولكن أذكر إن السعادة كانت تغمرني إلى حد يفوق الوصف والتصور..

كانت هذه “القردة” تلاطفني وتبادلني مشاعر الود والبراءة.. كانت تملأ فراغي وتجلب لي كثير من الفرح والسعادة والعجب.. كانت تملأ حياتي بهجة، وربما أعوّضها وتعوضني كثير من حنان فقده كلانا.. كنت أحبها بجنون.. تأسرني وآسرها بحميمية تغمرنا وتفيض.. أهتم بها إلى حد بعيد، وهي أيضا تهتم بي على نحو لا يصدق..

جاء والدي من عدن، وأول ما رآني معها وكأن تدرّعه ألف شيطان.. ضربني وضربها بشدة على نحو لا يعرف الرحمة.. كنت جلدا وقادرا على احتمال الضرب، غير أنني غير قادرا على فراقها.. ولكنه أرغمني مكرها على تركها للجبل، ومصيرها المجهول..

كانت الفكرة لديّ والتي سمعتها من إحدى العمّات بما معناه أن قطيع القرود في الجبل لا يقبلون بـ”قردة” من خارج القطيع.. إن قطيع القرود سيأكلونها، لأنها غريبة عنهم، ولأنها من خارج القطيع، ولأن رائحة البشر تظل عالقة فيها ولن تفارقها.. لذلك كنت أتخيل مصيرها فاجعا و مؤلما ووحشيا..

عشتُ ألما بالغا ربما أضعاف الألم الذي كنتُ أتخيلها فيه.. عشت كآبة تشبه كآبة الحِداد.. حسرة بدت لي لا حدود لها.. كان حالي أشبه بمن فقد عزيز حميم لا يستطيع العيش دونه.. حميم غيب الموت صاحبه، أو حبيب غيب الموت محبه إلى الأبد..

كنت أتخيّلها وهي في الجبل تعاني الجوع والعطش, ويعصرها ألم الفراق، وكثير مما لا تطيق من تيه وفقدان، ومصير بات مجهولا، واحتمالاته مفُزعة.. أغلب الظن إن نهايتها ستكون فاجعة وأليمة..

صرتُ لوقت أعاني أكثر مما أحتمل .. أشعر أن جسمي النحيل بات محطما ومهدودا لا حيل له.. خيالي يسرح بعيدا مستقصيا معاناتها المريرة.. مصابنا جلل، ومعاناة كلانا أكبر من مهولة..
كنت أتخيل وهي تلوذ إلى قطيع القردة تسترحمهم وترجوهم، فيما القردة تهاجمها ببشاعة، وتنهشها بشراهة.. تمزق جلدها، وتغرس أنيابها في جسدها النحيل، وتتنازع أوصالها وأشلاءها.. عشت ألم وحسرة فاق يومها ذاكرتي المنهكة..

*
رهافتي لازالت ترافقني على الكِبر، وترفض أن تغادرني حتّى وإن سخرت منّي الرجولة.. لازال ضميري يعاتبني حالما أتجاهله.. لازالت احتجاجات الوجود تضج داخلي وتملئني بالضجيج.. لازال داخلي إنسان يصرخ ويستنطق الضمير في كل موقف ومأساة..

في هذه الحرب البشعة والمرعبة باتت مأساتنا أجل وأكبر من هذا الكون الكبير، ومن هذه الحرب الضروس التي طال آمادها.. هذه الحرب التي صبت على رؤوسنا جحيما وويلات كبار، ولم تعد تميّز بين الحجارة والبشر.. كبرتُ وخبرتُ الحياة أكثر، ولازالت رهافتي تتسع، واحتجاجي لازال يكبر..

لازلتُ إلى اليوم في كثير منّي مسكونا بذلك الطفل الصغير، وقد صرتُ أوغل في المشيب، وأدنو من كهولة تقترب.. باتت السنة الواحدة في هذه الحرب الضروس أكبر من سبع سنوات عجاف، وصارت الحرب بطولها على باب سنة سابعة.. ما هذا الجحيم أيها الرب؟!..

نفي النفي ينتظرني على حواف قبر ليهيل على جسدي التراب، والمجهول بات يسارع خطاه في المجيء نحونا دون كفن ولا قبر.. القبور تزاحمت.. ضاقت بنا المقابر.. المقابر باتت بلا شُرفات أو منافس في وطن بات أصغر من قبر يجهل صاحبه..

***
يتبع
بعض من تفاصيل حياتي
اصداء:
محمد اللوزي:
ليس اروع من الحب والسلام والإلفة والتوحد مع العالم بصفاء ورغبة في التعايش. هكذا أنت تشكل عالما نريده ونسعى إليه ولا يجيء. تقدم لنا مايجب أن يستقر فينا كبشر لنكون أقدر على فهم الآخر أياكان مادام وهو يبحث عن حياة طمأنينة.

بهذا المعنى تذهب الى حد التوحد مع الكوني من خلال المفرد الرمز وتقبل به يشاطرك ذات المشاعر وتعيش قلق العبور الى ما يحقق قدرا من الإنساني الذي قد يعكر صفوه اقرب الناس اليك. تلك الكائنات التي تآلفت معها هي التي خلقت فضاؤك الجميل وتساؤلاتك عن الحياة والموت في آن من خلال نزوع عدائي قد يكون في حالة صحو ضمير معنى كبيرا لما يجب ان نعيشه بيننا سلام واستقرار بعيدا عن النزوع الى العنف وإلى جراحات قد لاتطيب.

إنها طفولة تشكل إنسان اليوم المنافح عن الحقوق والحريات الرافض للاستلاب والتدجين والقهر. سلام الى عنان السماء لك
بحرنة الانتقالي
على الطريقة الإماراتية
كل النخب السياسية تتعرّى كل يوم
وتظهر الأيام مع مرورها
كم هي تافهة ودميمة بل ومستعدة لفعل أي شيء تافه أو حقير أو مدوي في السقوط