الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نسيب عادل حطاب : صولات أم ستار في أزقة ودرابين العمار
#الحوار_المتمدن
#نسيب_عادل_حطاب حرارة صـــــيف بغداد وسياط شمسها كانت تدفعنــي ان أقــــلد المطلوبين والمتخفين من اعين رجال الامن والسلطة فأسير لصيق الجدران باحثا عن شيء من الفيء أو حتى عن ظل مكسور.. كانت الدرابين والازقة الضيقة هي خياري المفضل للحصول على مبتغاي هذا فهي لاتتيح للشمس ان تفرش أشعتها الحارقة على عرض هذه الدرابين فتترك مساحات من الظل تمتد امام البيوت و بموازاة الحيطان وتتقطع متوزعة تارة في اليمين وأخرى في الشمال تبعا لاتجاه هذه الدرابين وحركة الشمس خلالها . في طريق عودتي من عملي الوظيفي في الزعفرانية الى حيث دكان ابي في شارع النهر كان علي أن انتظر حتي يستكمل السائق ايصال كل الموظفين الى بيوتهم المتناثرة في زيونه وشارع فلسطين وصولا للاعظمية لينزلني وهو عائد الى مركز الدائرة بشارع الجمهورية امام درابين محلة رأس القرية. درابين وأزقة ملتوية مثل المصارين تشبه في خط سيرها لعبة الحية والدرج فهي تتفرع الى نهايات مسدوده احيانا واحيانا اخرى تتفرع لتلتف بشكل دائري فتعود الى نقطة البداية.. بيوتات المحله ببنائها القديم الخالي من الخرسانة وأجرها الذي أكتسحته الرطوبة فضلا عن انحسار الشمس تجرد الهواء من سخونته ولفحانه فيمنحني ذلك شيء من الراحة والحيوية فأقصر خطواتي وأتهدى في مسيري وفيما عدا بعض عوائل الكسبة والعمال ومحدودي الدخل الباحثين عن سكن رخيص الايجار وقريب لعملهم فان اغلب البنايات تحولت الى ورش ومعامل لصناعة الاحذية والجلود او مخازن تجارية فيما أحتل المصريون الوافدون وقتها نواحي وبنايات الحي الاخرى هنا وهناك فاضافوا للدرابين شيئا من الحياة والحركة دعمها وجود بعض الدكاكين والمحلات الصغيرة التي تقدم خدماتها للسكان.................................................................... كواويد ماتستحون انتم ماعدكم اخوات ماعدكم عرض .......كانت المرأة تكرر هذه الجملة دون انفعال واضح أو صراخ وهي تطل من باب الدار مادة برأسها الى الخارج لتردفها بسيل متدفق أخر من الشتائم البذيئة التي يبدو انها كانت تمتلك قاموسا كاملا لها . لم يكن ثمة ماهو غريب أو استثنائي سوى منظر المرأة وهي ترسل شتائمها القاذعه برهاوة وبرود كانها ساحر يردد تعويذته أو تلميذ يردد نشيدا حفظه عن ظهر قلب .. بدا لي ان الامر لايعدو ان يزيد عن خلاف او عركة من تلك العركات التي تحدث عادة في المحلات الشعبية والتي تكون النساء او الفتيان ابطالها ولاني لم أر هؤلاء الكواويد التي كانت المرأة توجه لهم شتائمها فقد افترضت انها كانت لاتزال تحت تأثير بقايا الانفعال وان المشكلة قد انفضت وان هذه الشتائم تدخل ضمن باب التهويش والدردمة الفارغة ومما زاد هذا اليقين عندي هو عدم الاكتراث واللامبالاة التي كان يتعامل بها صاحب الدكان المجاور وصبيان الزقاق مع شتائم تلك المرأة..................................................... صار رجوعي من خلال درابين العمارأشبه بطواف المؤمن في كعبته أمرا اسعى اليه بنفسي فبالاضافه الى قصر الطريق والفيء التي توفره هذه الدرابين كان هناك مايشدني روحيا الى المكان الذي يرجع بي القهقرى ويذكرني بايام الطفولة الغابرة ودرابين مدينتي التي هجرتها ولم تهجرني . صار مشهد المرأة يتكررامامي أغلب الايام بدت لي كأنها كانت منحوتة مع الباب أو جزء منه لاتفارقه ابدا لم ادرك وقتها ان ذلك كان من ضرورات العمل صرت أراها بعض المرات تتخطى عتبة البيت قليلا الى الشارع لتنكشف لي عن أمرأة تحوم حول الاربعين ربما تنقص عن ذلك بسنه او سنتين أو تزيد وجسم ممتليء دون سمنه يميل الى القصر قليلا فيما أمتلآت ذراعها اليمنى ......
#صولات
#ستار
#أزقة
#ودرابين
#العمار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743696