شريف حتاتة : - نون - و - مُنى - بنت الطبيعة والرومانسية الساذجة
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة " نون " و " مُنـى " والرومانسية الساذجة ----------------------------------------------------منذ ست سنوات تقريباً، سنة 1990 ، عندما كنت نائبا لرئيس تحرير مجلة "نون" التي كانت تصدرها جمعية تضـامن المرأة العربية، برئاسة نوال السعداوى ، أجريت حوارا مع فتاة اسمها "مُنـى " ، كانت تغني في كورال الفرقة القومية للموسيقى العربية فى دار الأوبرا المصرية ، بقيادة "سليم سحاب". سميت هذا الحوار "بنت الطبيعة"، وفي آخر الحوار سألتها: "إن أردت أن تلخصى حياتك في جملة واحدة ماذا ستقولين؟" . فأجابت: "أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، لكني لا أتوقف".علمتنی حیاتی عبارات، وألفاظا كنا نستخدمها فـي النشـاط السياسي مثل توازن القوى، أو فن الممكن، أو الاستفادة مـن التناقض في صفوف الأعداء، أو إقامة التحالفـات، ومازلـت موقنا أن هذه الأشياء يمكن أن تكون ذات فائدة في ممارسـة السياسة. كنا نطلق على علـم السياسـة "فـن إدارة صـراعات لسلطة ". عندما تركت السياسة كما كنت أمارسـها، وأصبحت أكتـب الروايات، عندما أصبحت أتعامل مع النـاس لـيـس كقطـع مـن الشطرنج، أو جنود في لعبة التحالفات، أو فـي الأحـزاب، أو فئات نسعى إلى كسبها بهدف الوصول إلى البرلمان، أو الدخول في معارك سياسية لتنفيذ المبدأ الديمقراطي المسـمى بتـداول بين الأحزاب، وإنما كبشر لهم حياة، وعقل، وعواطف، ومشكلات، وأحلام. يبكون، يتألمون، ويصـمدون، ويرفعـون رؤوسهم للسماء ليرقصوا في لحظة الانتصار. بشر لهم إرادة، وشخصية، وإبداعات، ولهم تلك القدرة العجيبة للحياة فـي أن تنمو، وتتوسع، وتصعد، وتملأ الفراغ، كالنبات يشق طريقـه مخترقا طبقات الصخر، والطمى، والتراب ليرتفع فوق الأرض ويعرض للشمس أوراقه الخضراء. عندما حدث كل هذا ، أدركت أن ما قالته لي "بنت الطبيعة" يوم أن أجريت معها الحوار ، علمنـى ما لم أكن تعلمته في ميادين السياسة أو في صفوف اليسار، رغم الحديث المستمر عن الشعب، والجمـاهير. علمتنـى أن الحسابات الباردة للعقل المفصولة عن قلب، وإرادة الإنسان لا تكفى وحدها، لأنها قد لا تضع في حسابها فطرة المقاومة التي نولد بها . " صراع الطبقات" ، تعبير تغير أو توارى في عصر الكوكبة، والسـوق الحرة، وسيطرة 447 مليارديرا يملكون من الثروات ما يزيـد على إنتاج نصف سكان العالم، عصر التقدم العلمـى الهـائـل، والشركات العابرة للقارات، والاستهلاك، ورؤسـاء المافيا، وتجار السلاح، والمخدرات، والرقيق الأبيض، وأنصـارهم، عصر يموت فيه مئات الألوف من اللاجئين في رحلة العـودة إلى الديار لأن "موبوتو" مازال يحكم في "زائيـر"، وأفريقيـا مازالت ضحية أطماع "الاستعمار الجديد" الذي أصبح اسـمه عهد "ما بعد الاستعمار"، أو "التكيـف الهيكلـي"، أو " تكامـل الحضارات"." المقاومة " هي من صلب الحياة، ومولودة في كل فرد، والتي بـدونها لمـا حققت الإنسانية ما وصلت إليه.إن علم السياسة الذي لا يضع في تقـديره هـذا العنصـر المجهول إلى حد كبير، لأنه لا يمكن تقديره بميزان دقيق ، ليس علما بالمعنى الصحيح. فالعلم الحديث يقول لنا الآن أن اليقين غير وارد في حركة الأشياء. كل ذلك يقودني إلى المقال الذي نشـره صـديقي "محمـد عباس سيد أحمد" منذ شهور في "الأهرام" عـن أهميـة بـدء الحوار بين اليسار المصري، والإسرائيلي حـول موضـوع السلام. و"محمد عباس" من الذين أحمل لهم ودا خاصا ، لأنـه مازال يحافظ على جزء مـن نـقـاء الشخصـية الـذي فقـده الكثيرون.شعرت وقتها بشئ من عدم الارتياح. تساءلت لمـاذا هـذا الموضوع الآن؟ . ما وزنه في عملية استرجاع حقوق الش ......
#مُنى
#الطبيعة
#والرومانسية
#الساذجة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759288
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة " نون " و " مُنـى " والرومانسية الساذجة ----------------------------------------------------منذ ست سنوات تقريباً، سنة 1990 ، عندما كنت نائبا لرئيس تحرير مجلة "نون" التي كانت تصدرها جمعية تضـامن المرأة العربية، برئاسة نوال السعداوى ، أجريت حوارا مع فتاة اسمها "مُنـى " ، كانت تغني في كورال الفرقة القومية للموسيقى العربية فى دار الأوبرا المصرية ، بقيادة "سليم سحاب". سميت هذا الحوار "بنت الطبيعة"، وفي آخر الحوار سألتها: "إن أردت أن تلخصى حياتك في جملة واحدة ماذا ستقولين؟" . فأجابت: "أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، ثم أقع ثم أقف، لكني لا أتوقف".علمتنی حیاتی عبارات، وألفاظا كنا نستخدمها فـي النشـاط السياسي مثل توازن القوى، أو فن الممكن، أو الاستفادة مـن التناقض في صفوف الأعداء، أو إقامة التحالفـات، ومازلـت موقنا أن هذه الأشياء يمكن أن تكون ذات فائدة في ممارسـة السياسة. كنا نطلق على علـم السياسـة "فـن إدارة صـراعات لسلطة ". عندما تركت السياسة كما كنت أمارسـها، وأصبحت أكتـب الروايات، عندما أصبحت أتعامل مع النـاس لـيـس كقطـع مـن الشطرنج، أو جنود في لعبة التحالفات، أو فـي الأحـزاب، أو فئات نسعى إلى كسبها بهدف الوصول إلى البرلمان، أو الدخول في معارك سياسية لتنفيذ المبدأ الديمقراطي المسـمى بتـداول بين الأحزاب، وإنما كبشر لهم حياة، وعقل، وعواطف، ومشكلات، وأحلام. يبكون، يتألمون، ويصـمدون، ويرفعـون رؤوسهم للسماء ليرقصوا في لحظة الانتصار. بشر لهم إرادة، وشخصية، وإبداعات، ولهم تلك القدرة العجيبة للحياة فـي أن تنمو، وتتوسع، وتصعد، وتملأ الفراغ، كالنبات يشق طريقـه مخترقا طبقات الصخر، والطمى، والتراب ليرتفع فوق الأرض ويعرض للشمس أوراقه الخضراء. عندما حدث كل هذا ، أدركت أن ما قالته لي "بنت الطبيعة" يوم أن أجريت معها الحوار ، علمنـى ما لم أكن تعلمته في ميادين السياسة أو في صفوف اليسار، رغم الحديث المستمر عن الشعب، والجمـاهير. علمتنـى أن الحسابات الباردة للعقل المفصولة عن قلب، وإرادة الإنسان لا تكفى وحدها، لأنها قد لا تضع في حسابها فطرة المقاومة التي نولد بها . " صراع الطبقات" ، تعبير تغير أو توارى في عصر الكوكبة، والسـوق الحرة، وسيطرة 447 مليارديرا يملكون من الثروات ما يزيـد على إنتاج نصف سكان العالم، عصر التقدم العلمـى الهـائـل، والشركات العابرة للقارات، والاستهلاك، ورؤسـاء المافيا، وتجار السلاح، والمخدرات، والرقيق الأبيض، وأنصـارهم، عصر يموت فيه مئات الألوف من اللاجئين في رحلة العـودة إلى الديار لأن "موبوتو" مازال يحكم في "زائيـر"، وأفريقيـا مازالت ضحية أطماع "الاستعمار الجديد" الذي أصبح اسـمه عهد "ما بعد الاستعمار"، أو "التكيـف الهيكلـي"، أو " تكامـل الحضارات"." المقاومة " هي من صلب الحياة، ومولودة في كل فرد، والتي بـدونها لمـا حققت الإنسانية ما وصلت إليه.إن علم السياسة الذي لا يضع في تقـديره هـذا العنصـر المجهول إلى حد كبير، لأنه لا يمكن تقديره بميزان دقيق ، ليس علما بالمعنى الصحيح. فالعلم الحديث يقول لنا الآن أن اليقين غير وارد في حركة الأشياء. كل ذلك يقودني إلى المقال الذي نشـره صـديقي "محمـد عباس سيد أحمد" منذ شهور في "الأهرام" عـن أهميـة بـدء الحوار بين اليسار المصري، والإسرائيلي حـول موضـوع السلام. و"محمد عباس" من الذين أحمل لهم ودا خاصا ، لأنـه مازال يحافظ على جزء مـن نـقـاء الشخصـية الـذي فقـده الكثيرون.شعرت وقتها بشئ من عدم الارتياح. تساءلت لمـاذا هـذا الموضوع الآن؟ . ما وزنه في عملية استرجاع حقوق الش ......
#مُنى
#الطبيعة
#والرومانسية
#الساذجة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759288
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - - نون - و - مُنى - بنت الطبيعة والرومانسية الساذجة
شريف حتاتة : كنا أربعة فى قارب
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة كنا أربعة في قارب ------------------------------------منذ أيام دق التليفون وأنا جـالس أكتـب علـى المنضدة الرخام في المطبخ، فهذه هي جلستي المفضلة في كل مواسم السنة ما عدا الصيف. فـالمطبخ فـي شقتی واسع الأرجاء، تجهيزاتـه، وخزائنـه ألوانهـا زاهية، تدخله أشعة الشمس المشرقة، وتطـل نافذتـه على النيل، وعلى مدينة القاهرة. كان المتحدث صديقا جمع بيننا الاعتقال في سجن " المحاريق "في أقصى جنوب الصحراء الغربية، يعمـل الآن محاميا في مكتب كبير للمحاماة. تبادلنا التحيات، ثم قال :" قررت أن أتصل بك لأبلغك أن "محمـد عـزت " توفى بالأمس وأنا أعلم أنه كان أحد أصدقائك، وأنـك ربما لم تسمع بالخبر ".قلت :" بالفعل لم أسمع. فانا أكاد لا أقرا الوفيات".قال: "سيقام السرادق الليلة في جامع "عمر مكرم". ربما أردت أن تحضر إليه لتشـارك فـي العـزاء. "علـى الشلقاني" وزملاؤه الآخرون في مكتبنا سيحضرون إلى السرادق قرب الساعة السابعة مساء".شكرته على المكالمة، وسألته عن أخباره. بعـد أن انتهـت المكالمة عدت إلى جلستي واستأنفت ما كنت أكتبه. كانت الشمس قد اقتربت من المغيـب عنـدما أحسستبالتعب فتوقفت. تذكرت مكالمة الصباح. لم أتعـود الـذهاب للتعزية إلا نادرا، إذا رحل صديق أو صديقة تربطني به أو بها عواطف قوية، أو إذا غاب أحد الأشخاص الذين أقدر صفاتهم. أما "محمد عزت" فقد فرقت بيننا السبل منذ أيـام الشـباب، أو بعدها بسنوات. لم ألتق به إلا عرضا طوال السنين التي انقضت منذ سنه ١٩٤٥. لكني بعد تردد قررت أن أذهب للتعزية بسبب المكالمة التي تلقيتها من صديقي في الصباح.كان علىّ أن أقوم ببعض الالتزامـات السـريعة قبـل أن أتوجه إلى السرادق فوصلت إلى جامع "عمر مكرم" قبل الساعة التاسعة إلا الربع بدقائق، هبطت من سيارتي لأجد أفواجا مـن الناس يغادرون السرادق، ومن بينهم بعض الذين كانوا معـي في المعتقل. ذلك أن "محمد عزت" كان قد انضم إلى "الحركـة الديمقراطية للتحرر الوطني"، وهي إحدى منظمات اليسار، في ذات الفترة التي ارتبطت فيها أنا أيضا باليسار.كانوا يتبادلون الأحاديث الضاحكة، ولم يبد على وجوههم الحزن. تصافحنا، وتبادلنا بعض الكلمات التي يتبادلها المعارف دائما عندما يلتقون مصادفة. "لابد أن نلتقـى. سأتصـل بـك لنتفق"، ثم تفرقنا، وصعدت أنا الدرجات القليلـة لأدخـل إلـى السرادق.على الباب كان يقف رجلان لا أعرفهما، فشـددت علـى أيديهما معزيا، ثم تقدمت في الممر بين صـفـين مـن المقاعـد باحثا عن المكان الذي سأجلس فيه. لم يطل بحثى فالسرادق كاد يخلو من المعزين، بعد أن أنصرف أغلبهم. لم يبق سـوى عدد قليل جدا ، ربما عشرون أو خمسة وعشرون جلسوا متفـرقين أو في تجمعات صغيرة يتحدثون. كان المقرئ، غائباً فظننت أول الأمر أنى وصلت بعد فوات الأوان، لكنـي لاحظت أن الجالسين لم يقوموا من جلستهم.اخترت مكانا في عمق السرادق ، مواجها لمدخلـه بحيـث يمتد أمامي فأراه كله وأنا جالس. من حين لآخر كـان يدخلـه أحد المعزين، يتقدم من بعض الجالسين، فيقومـون، يشـدون على يده بقوة عدة مرات، أو يحيطونه بالأحضان، ويتبادلون معه القبلات، ثم يعودون إلى جلستهم الصامتة. أرى الوجـوه تتطلع أمامها حزينة، جامدة. أحيانا يميل أحدهم علـى الآخـر ليتبادلا بعض الكلمات الهامسة.خطر في بالي. ترى كم منهم يشعر بحزن حقيقي، ولا يمثل الدور المطلوب منه في هذه المناسبات؟ . تذكرت أنه في المرات القليلة التي جلست في سرادق للعـزاء، كانـت تنتابني أحاسيس متناقضة ، الحزن على فقدان صديق رحل عنا، والسعادة لأنني مازلت ......
#أربعة
#قارب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759638
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة كنا أربعة في قارب ------------------------------------منذ أيام دق التليفون وأنا جـالس أكتـب علـى المنضدة الرخام في المطبخ، فهذه هي جلستي المفضلة في كل مواسم السنة ما عدا الصيف. فـالمطبخ فـي شقتی واسع الأرجاء، تجهيزاتـه، وخزائنـه ألوانهـا زاهية، تدخله أشعة الشمس المشرقة، وتطـل نافذتـه على النيل، وعلى مدينة القاهرة. كان المتحدث صديقا جمع بيننا الاعتقال في سجن " المحاريق "في أقصى جنوب الصحراء الغربية، يعمـل الآن محاميا في مكتب كبير للمحاماة. تبادلنا التحيات، ثم قال :" قررت أن أتصل بك لأبلغك أن "محمـد عـزت " توفى بالأمس وأنا أعلم أنه كان أحد أصدقائك، وأنـك ربما لم تسمع بالخبر ".قلت :" بالفعل لم أسمع. فانا أكاد لا أقرا الوفيات".قال: "سيقام السرادق الليلة في جامع "عمر مكرم". ربما أردت أن تحضر إليه لتشـارك فـي العـزاء. "علـى الشلقاني" وزملاؤه الآخرون في مكتبنا سيحضرون إلى السرادق قرب الساعة السابعة مساء".شكرته على المكالمة، وسألته عن أخباره. بعـد أن انتهـت المكالمة عدت إلى جلستي واستأنفت ما كنت أكتبه. كانت الشمس قد اقتربت من المغيـب عنـدما أحسستبالتعب فتوقفت. تذكرت مكالمة الصباح. لم أتعـود الـذهاب للتعزية إلا نادرا، إذا رحل صديق أو صديقة تربطني به أو بها عواطف قوية، أو إذا غاب أحد الأشخاص الذين أقدر صفاتهم. أما "محمد عزت" فقد فرقت بيننا السبل منذ أيـام الشـباب، أو بعدها بسنوات. لم ألتق به إلا عرضا طوال السنين التي انقضت منذ سنه ١٩٤٥. لكني بعد تردد قررت أن أذهب للتعزية بسبب المكالمة التي تلقيتها من صديقي في الصباح.كان علىّ أن أقوم ببعض الالتزامـات السـريعة قبـل أن أتوجه إلى السرادق فوصلت إلى جامع "عمر مكرم" قبل الساعة التاسعة إلا الربع بدقائق، هبطت من سيارتي لأجد أفواجا مـن الناس يغادرون السرادق، ومن بينهم بعض الذين كانوا معـي في المعتقل. ذلك أن "محمد عزت" كان قد انضم إلى "الحركـة الديمقراطية للتحرر الوطني"، وهي إحدى منظمات اليسار، في ذات الفترة التي ارتبطت فيها أنا أيضا باليسار.كانوا يتبادلون الأحاديث الضاحكة، ولم يبد على وجوههم الحزن. تصافحنا، وتبادلنا بعض الكلمات التي يتبادلها المعارف دائما عندما يلتقون مصادفة. "لابد أن نلتقـى. سأتصـل بـك لنتفق"، ثم تفرقنا، وصعدت أنا الدرجات القليلـة لأدخـل إلـى السرادق.على الباب كان يقف رجلان لا أعرفهما، فشـددت علـى أيديهما معزيا، ثم تقدمت في الممر بين صـفـين مـن المقاعـد باحثا عن المكان الذي سأجلس فيه. لم يطل بحثى فالسرادق كاد يخلو من المعزين، بعد أن أنصرف أغلبهم. لم يبق سـوى عدد قليل جدا ، ربما عشرون أو خمسة وعشرون جلسوا متفـرقين أو في تجمعات صغيرة يتحدثون. كان المقرئ، غائباً فظننت أول الأمر أنى وصلت بعد فوات الأوان، لكنـي لاحظت أن الجالسين لم يقوموا من جلستهم.اخترت مكانا في عمق السرادق ، مواجها لمدخلـه بحيـث يمتد أمامي فأراه كله وأنا جالس. من حين لآخر كـان يدخلـه أحد المعزين، يتقدم من بعض الجالسين، فيقومـون، يشـدون على يده بقوة عدة مرات، أو يحيطونه بالأحضان، ويتبادلون معه القبلات، ثم يعودون إلى جلستهم الصامتة. أرى الوجـوه تتطلع أمامها حزينة، جامدة. أحيانا يميل أحدهم علـى الآخـر ليتبادلا بعض الكلمات الهامسة.خطر في بالي. ترى كم منهم يشعر بحزن حقيقي، ولا يمثل الدور المطلوب منه في هذه المناسبات؟ . تذكرت أنه في المرات القليلة التي جلست في سرادق للعـزاء، كانـت تنتابني أحاسيس متناقضة ، الحزن على فقدان صديق رحل عنا، والسعادة لأنني مازلت ......
#أربعة
#قارب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759638
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - كنا أربعة فى قارب
شريف حتاتة : تأملات مسافر
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -------------------------------أجلس في مطار القاهرة الدولي. الساعة تجـاوزت الثالثة صباحا. في مواجهتي، على بعد قليل، "فترينـة " زجاجية تعرض وراءها حليا مـن الـذهب والفضـة ، مرصعة بأحجار سوداء وقرمزيـة اللـون، وسـاعات "حريمي" صغيرة الحجم. أمامها توقـف رجـل مـربـع الجسم، أصلع الرأس تبرز بطنه المنتفخة أعلى الحزام الجلدي الهابط أسفل الخصر مع البنطال "الجينز". تتدلى فوق ظهره حقيبة من التيل كبيرة، كحليـة اللـون. يرتدى عوينات ماركـة "بوليس" صـغيرة الحجـم، بيضاوية الشكل، سوداء مثل الليل بلا ضـوء. صـار يفحص محتويات "الفترينة" بنظرة مدققة مائلا إلـى الأمام، مرتدا إلى الخلف، ثم فجأة انطلق بسرعة نحـو بوابات الإقلاع والحقيبة تتأرجح وراءه.على يسار "الفترينة" ملحق للصالة محاط بجدار منخفض مفتوح عند منتصفه. قرب الفتحة وقف شرطي. انحنى وأخرج قدحا كبيرا من الصيني من نوع "المج". نظـر إلـى الضـابط الشاب الجالس خلف مكتب صغير وضع عليه تليفون بقـرص. أشار إليه الضابط بحركة من يده فاختفى في مكـان بـالـداخل.عاد وليس بين يديه شيء، وأخذ ينظر حوله ، كأنه يفكـر فـي الخطوة القادمة التي سيقدم عليها.وقف ضابط البوليس فاردا قامته الطويلة وذراعيه إلى آخر مداها ، ثم جلس من جديد. أمسـك بسماعة التليفـون وأدار القرص. مال إلى الوراء، ومد ساقيه. في تقاطيعه تلك الوسامة التي لا يعيبها شيء، وسامة فتى الشاشة معبـود المراهقـات الباحثات عن الشكل، بلاعمق. أحسست أنـه يتأهـب لـحـديث طويل فانصرفت عنه. فتحت حقيبتي، وأخرجت منها الروايـة التي حملتها معي.مر ما يقرب مـن نـصـف السـاعة. تـردد صـوت فـي "الميكروفون" ينطق الكلمات مبهمة بحيث يصـعب التقاطهـا. فحصت شاشة المواعيد باحثا عن الطائرة التي سأصعد إليهـا. مازال أمامي متسع من الوقت. تلفت حولي. الضابط الشـاب مازال يهمس في سماعة التليفون، مستغرقا في الحديث بكـل كيانه. الصالة شبه خالية، انتشرت فيها رائحة مألوفة، رائحة تفوح من مباول المراحيض التي لم يتم تنظيفها، تتسلل إلىّ من خلف الكافيتريا جلس فيها بعض الرواد. رائحة أجدها في كل مكـان أذهب إليه. في نادي الجزيرة، ومقر الحـزب، فـي الصـحف القومية، والمعارضة وفـي دور النشـر، فـي المستشفيات، والفنادق، والمدارس، في الجوامع والبنوك والبيوت بما فيهـا الفاخرة منها. إنها رائحة لصيقة بحيــاتي، لصيقة ببلادنـا.. تذكرني بالسجون التي ذهبت إليها، بوزارة الصحة التي عينت فيها عندما خرجت من السجن، بـإدارة الوحـدات الريفيـة ، خصصت لها حجرة ملاصقة للمراحيض أسفل السلم الرخـامي العريض ، الذي يرتفع إلى مكتب الوزير في الدور العلوي.كلما أستنشقتها أتساءل متى ندرك أن التقدم الحقيقي ليس في أثاث مكاتبنا، وفخامة بيوتنا، وشكل سياراتنا، والعطـور التي نسكبها على أجسامنا لنخفى عرقنـا ، ولكـن فـي نظافـة حماماتنا، في التخلص من الروائح الكريهة في حياتنا، بدلا من التغاضي عنها ، أو محاولة اخفائها، بدلا من إهمـال الجـوهر، والاهتمام بالشكل.صعدنا إلى الطائرة. كنت قد حجزت مقعدا إلى جوار النافذة قرب منتصفها عند مخرج الطوارىء . ففي هذا المكـان تتسـع المسافة بين صفى المقاعد، وتسمح بمد السـاقين إلـى آخـر مداهما، وإراحة الجسم. إلى جواري جلسـت امـرأة شـابة، بيضاء البشرة، مستديرة الوجه، بدينة الجسم. كتلة مكتنزة من اللحم ملفوف في جلباب كُحلي اللون، وحجاب طويل من الحرير الأبيض مُحلى عند أطرافه بشريط من "الدانتيلا". خلف العوينات التي كانت ترتديها ، لمحت عينين جاحظتين قليلا فيهما لمعـة. كانت تتطلع بثبات إلى ظهر المقعد المنتصـب أمامه ......
#تأملات
#مسافر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760054
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -------------------------------أجلس في مطار القاهرة الدولي. الساعة تجـاوزت الثالثة صباحا. في مواجهتي، على بعد قليل، "فترينـة " زجاجية تعرض وراءها حليا مـن الـذهب والفضـة ، مرصعة بأحجار سوداء وقرمزيـة اللـون، وسـاعات "حريمي" صغيرة الحجم. أمامها توقـف رجـل مـربـع الجسم، أصلع الرأس تبرز بطنه المنتفخة أعلى الحزام الجلدي الهابط أسفل الخصر مع البنطال "الجينز". تتدلى فوق ظهره حقيبة من التيل كبيرة، كحليـة اللـون. يرتدى عوينات ماركـة "بوليس" صـغيرة الحجـم، بيضاوية الشكل، سوداء مثل الليل بلا ضـوء. صـار يفحص محتويات "الفترينة" بنظرة مدققة مائلا إلـى الأمام، مرتدا إلى الخلف، ثم فجأة انطلق بسرعة نحـو بوابات الإقلاع والحقيبة تتأرجح وراءه.على يسار "الفترينة" ملحق للصالة محاط بجدار منخفض مفتوح عند منتصفه. قرب الفتحة وقف شرطي. انحنى وأخرج قدحا كبيرا من الصيني من نوع "المج". نظـر إلـى الضـابط الشاب الجالس خلف مكتب صغير وضع عليه تليفون بقـرص. أشار إليه الضابط بحركة من يده فاختفى في مكـان بـالـداخل.عاد وليس بين يديه شيء، وأخذ ينظر حوله ، كأنه يفكـر فـي الخطوة القادمة التي سيقدم عليها.وقف ضابط البوليس فاردا قامته الطويلة وذراعيه إلى آخر مداها ، ثم جلس من جديد. أمسـك بسماعة التليفـون وأدار القرص. مال إلى الوراء، ومد ساقيه. في تقاطيعه تلك الوسامة التي لا يعيبها شيء، وسامة فتى الشاشة معبـود المراهقـات الباحثات عن الشكل، بلاعمق. أحسست أنـه يتأهـب لـحـديث طويل فانصرفت عنه. فتحت حقيبتي، وأخرجت منها الروايـة التي حملتها معي.مر ما يقرب مـن نـصـف السـاعة. تـردد صـوت فـي "الميكروفون" ينطق الكلمات مبهمة بحيث يصـعب التقاطهـا. فحصت شاشة المواعيد باحثا عن الطائرة التي سأصعد إليهـا. مازال أمامي متسع من الوقت. تلفت حولي. الضابط الشـاب مازال يهمس في سماعة التليفون، مستغرقا في الحديث بكـل كيانه. الصالة شبه خالية، انتشرت فيها رائحة مألوفة، رائحة تفوح من مباول المراحيض التي لم يتم تنظيفها، تتسلل إلىّ من خلف الكافيتريا جلس فيها بعض الرواد. رائحة أجدها في كل مكـان أذهب إليه. في نادي الجزيرة، ومقر الحـزب، فـي الصـحف القومية، والمعارضة وفـي دور النشـر، فـي المستشفيات، والفنادق، والمدارس، في الجوامع والبنوك والبيوت بما فيهـا الفاخرة منها. إنها رائحة لصيقة بحيــاتي، لصيقة ببلادنـا.. تذكرني بالسجون التي ذهبت إليها، بوزارة الصحة التي عينت فيها عندما خرجت من السجن، بـإدارة الوحـدات الريفيـة ، خصصت لها حجرة ملاصقة للمراحيض أسفل السلم الرخـامي العريض ، الذي يرتفع إلى مكتب الوزير في الدور العلوي.كلما أستنشقتها أتساءل متى ندرك أن التقدم الحقيقي ليس في أثاث مكاتبنا، وفخامة بيوتنا، وشكل سياراتنا، والعطـور التي نسكبها على أجسامنا لنخفى عرقنـا ، ولكـن فـي نظافـة حماماتنا، في التخلص من الروائح الكريهة في حياتنا، بدلا من التغاضي عنها ، أو محاولة اخفائها، بدلا من إهمـال الجـوهر، والاهتمام بالشكل.صعدنا إلى الطائرة. كنت قد حجزت مقعدا إلى جوار النافذة قرب منتصفها عند مخرج الطوارىء . ففي هذا المكـان تتسـع المسافة بين صفى المقاعد، وتسمح بمد السـاقين إلـى آخـر مداهما، وإراحة الجسم. إلى جواري جلسـت امـرأة شـابة، بيضاء البشرة، مستديرة الوجه، بدينة الجسم. كتلة مكتنزة من اللحم ملفوف في جلباب كُحلي اللون، وحجاب طويل من الحرير الأبيض مُحلى عند أطرافه بشريط من "الدانتيلا". خلف العوينات التي كانت ترتديها ، لمحت عينين جاحظتين قليلا فيهما لمعـة. كانت تتطلع بثبات إلى ظهر المقعد المنتصـب أمامه ......
#تأملات
#مسافر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760054
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - تأملات مسافر
شريف حتاتة : يجب أن تكون أحلامنا كبيرة
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة --------------------------------------------أمشي في شـوارع " بورتو اليجـرى" مدينة الجنوب فى البرازيل ، أختـرق المساحات الخضراء تتخلل المدينة في كل مكان. تمتـد عشرات الكيلومترات إلى جوار نهر " جاكوى" تنـدفع مياهه قوية حمراء في الدلتا العريضة. تذكرني بميـاه النيل في سنين الشباب. كنـت أراهـا مـن شـرفات مستشفى "فؤاد الأول" (قصر العيني). عينت نائبا مقيماً فيها بعد التخرج من كلية الطب. أستعيد أجسـام المرضى النحيلة، يختلط اليأس بالأمـل فـي عيـونـهم عندما ينظرون إلىّ.لكن هنا الأمل يطل في كل العيون، في كل الكلمات وقودا للرؤية، ودافعا للخيال، يشحذ الفكـر، ويصـنع المعجزات، يجعل الإنسان قادرا على تجاوز الهزيمـة، وعذابات الحياة. علـى مواجهـة الطغاة يحكمـون بالسجون، والبوليس، بالأكاذيب اليومية في شاشـات التليفزيون، وصحف الصباح.الأمل هو الشعاع الذي التقطته في "بورتو اليجـرى". جعـل "فرجينيا فارجاس" البرازيلية تقول: "يجب أن تكـون أحلامنـا كبيرة... كفانا أحلاماً صغيرة... كفانا "البرجماتية" التـي أغرقتنـا فيها الأحزاب. فلنثق في قدرة الشعوب إذا لجأنا إليها، ولتنبثق اليوتوبيا في حياتنا من جديد بعد أن ظلت محطـا للسخرية منذ سنين ".لكن التفاؤل والأمل الذين سادا في "المنتـدى الاجتمـاعي العالمي لسنه 2003 في أنشطته العديدة، والمتنوعة ، لم يحولا دون أن يتم نقاش جاد، وعميق حول العيوب، والثغرات التـي بدأت تتضح رغم ما تحقق من نجاحات وانجازات خلال السنوات الثلاث الماضية ، والتي تجسدت في تكوين حركة للمجتمع المـدنـي لـم تكن بهذه القوة، أو بهذا الاتساع في أي وقت مضى. لقد انبعث الجيل الأول لمنظمات القطاع المدني خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي في مصر. شهدنا مظـاهرات ينـايـر سـنه 1977 التي أطلق عليها "السادات" "انتفاضة الحرامية" ، والتـي كانت أول تحرك شعبي واسـع ضـد سياسات الرأسمالية الليبرالية الجديدة، وهي مظاهرات تمت بعيدا عن الأحزاب، كما شهد عديد من بلاد العالم مظاهرات، وتحركات مختلفة شاركت فيها تيارات يسارية شبابية جديدة.ارتبط الجيل الأول لمنظمات القطاع المدني بهذه الفترة أو بالسنين التي جاءت بعدها. اتخذت شكل المنظمـات غيـر الحكومية التي يتعلق نشاطها بحقوق الإنسـان، أو قضـايا المرأة، أو مشاكل السكان، أوالبيئة. لكن الآن، وفي كثير مـن البلدان تم تجاوز هذه الحركات الخاصة بالقطاع المدني. تحولت إلى إشراك وتعبئة للجماهير واسعة النطاق. تعود هذه الظاهرة إلى جهود جيل جديد من النشطين ظهر إلى الوجـود ، خـلال المعارضة المتزايدة للعولمة الرأسمالية النيوليبرالية.التقى هذان الجيلان الآن، وهما يعملان سويا على بلـورة أنشطة مشتركة قائمة على قــواسم مشـتركة تتصـل بالعدالـة الاجتماعية، والمشاركة الديمقراطية المبنية علـى المسـاواة، وعلى التضامن في مواجهة هجوم الرأسمالية النيوليبرالية على مصالح الشعوب. وتعود هذه التعبيـرات المتنوعـة للقطـاع المدني غالباً إلى أزمة المصداقية العميقة التي نشأت حول أساليب التمثيل السياسي، حول الأحـزاب، والمؤسسـات السياسية، وحول السياسة كما تمارس في مختلف البلاد. لكن إحدى المشاكل التي لم يستطع المنتـدى الاجتمـاعي العالمي إيجاد الحلول المناسبة لها ، هي هذه الهوة القائمة بـين الأحزاب والمؤسسات السياسية وبين منظمات القطاع المدني. ربما يكون السبب هو غياب الحوار بينهم. هذا الغياب يشـكل عقبة مهمة في الممارسة الديمقراطية، عقبة لابد من التصدى لها في الصراع الدائر لإيجاد نظم ديمقراطية حقيقية في العالم. فالمجتمع المدني ليس دوره أن يحل محل الأ ......
#تكون
#أحلامنا
#كبيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760666
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة --------------------------------------------أمشي في شـوارع " بورتو اليجـرى" مدينة الجنوب فى البرازيل ، أختـرق المساحات الخضراء تتخلل المدينة في كل مكان. تمتـد عشرات الكيلومترات إلى جوار نهر " جاكوى" تنـدفع مياهه قوية حمراء في الدلتا العريضة. تذكرني بميـاه النيل في سنين الشباب. كنـت أراهـا مـن شـرفات مستشفى "فؤاد الأول" (قصر العيني). عينت نائبا مقيماً فيها بعد التخرج من كلية الطب. أستعيد أجسـام المرضى النحيلة، يختلط اليأس بالأمـل فـي عيـونـهم عندما ينظرون إلىّ.لكن هنا الأمل يطل في كل العيون، في كل الكلمات وقودا للرؤية، ودافعا للخيال، يشحذ الفكـر، ويصـنع المعجزات، يجعل الإنسان قادرا على تجاوز الهزيمـة، وعذابات الحياة. علـى مواجهـة الطغاة يحكمـون بالسجون، والبوليس، بالأكاذيب اليومية في شاشـات التليفزيون، وصحف الصباح.الأمل هو الشعاع الذي التقطته في "بورتو اليجـرى". جعـل "فرجينيا فارجاس" البرازيلية تقول: "يجب أن تكـون أحلامنـا كبيرة... كفانا أحلاماً صغيرة... كفانا "البرجماتية" التـي أغرقتنـا فيها الأحزاب. فلنثق في قدرة الشعوب إذا لجأنا إليها، ولتنبثق اليوتوبيا في حياتنا من جديد بعد أن ظلت محطـا للسخرية منذ سنين ".لكن التفاؤل والأمل الذين سادا في "المنتـدى الاجتمـاعي العالمي لسنه 2003 في أنشطته العديدة، والمتنوعة ، لم يحولا دون أن يتم نقاش جاد، وعميق حول العيوب، والثغرات التـي بدأت تتضح رغم ما تحقق من نجاحات وانجازات خلال السنوات الثلاث الماضية ، والتي تجسدت في تكوين حركة للمجتمع المـدنـي لـم تكن بهذه القوة، أو بهذا الاتساع في أي وقت مضى. لقد انبعث الجيل الأول لمنظمات القطاع المدني خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي في مصر. شهدنا مظـاهرات ينـايـر سـنه 1977 التي أطلق عليها "السادات" "انتفاضة الحرامية" ، والتـي كانت أول تحرك شعبي واسـع ضـد سياسات الرأسمالية الليبرالية الجديدة، وهي مظاهرات تمت بعيدا عن الأحزاب، كما شهد عديد من بلاد العالم مظاهرات، وتحركات مختلفة شاركت فيها تيارات يسارية شبابية جديدة.ارتبط الجيل الأول لمنظمات القطاع المدني بهذه الفترة أو بالسنين التي جاءت بعدها. اتخذت شكل المنظمـات غيـر الحكومية التي يتعلق نشاطها بحقوق الإنسـان، أو قضـايا المرأة، أو مشاكل السكان، أوالبيئة. لكن الآن، وفي كثير مـن البلدان تم تجاوز هذه الحركات الخاصة بالقطاع المدني. تحولت إلى إشراك وتعبئة للجماهير واسعة النطاق. تعود هذه الظاهرة إلى جهود جيل جديد من النشطين ظهر إلى الوجـود ، خـلال المعارضة المتزايدة للعولمة الرأسمالية النيوليبرالية.التقى هذان الجيلان الآن، وهما يعملان سويا على بلـورة أنشطة مشتركة قائمة على قــواسم مشـتركة تتصـل بالعدالـة الاجتماعية، والمشاركة الديمقراطية المبنية علـى المسـاواة، وعلى التضامن في مواجهة هجوم الرأسمالية النيوليبرالية على مصالح الشعوب. وتعود هذه التعبيـرات المتنوعـة للقطـاع المدني غالباً إلى أزمة المصداقية العميقة التي نشأت حول أساليب التمثيل السياسي، حول الأحـزاب، والمؤسسـات السياسية، وحول السياسة كما تمارس في مختلف البلاد. لكن إحدى المشاكل التي لم يستطع المنتـدى الاجتمـاعي العالمي إيجاد الحلول المناسبة لها ، هي هذه الهوة القائمة بـين الأحزاب والمؤسسات السياسية وبين منظمات القطاع المدني. ربما يكون السبب هو غياب الحوار بينهم. هذا الغياب يشـكل عقبة مهمة في الممارسة الديمقراطية، عقبة لابد من التصدى لها في الصراع الدائر لإيجاد نظم ديمقراطية حقيقية في العالم. فالمجتمع المدني ليس دوره أن يحل محل الأ ......
#تكون
#أحلامنا
#كبيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760666
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - يجب أن تكون أحلامنا كبيرة
شريف حتاتة : مدينة روائى رحّال
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة مدينة روائي رحّال -----------------------------------أكتب هذه الشهادة وأنا جالس على شاطئ جزيـرة "بيكس" عند الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية. عندما أرفع رأسي عن الورق أري ميـاه المحيط الأطلسي ممتدا حتى الأفق، أزرق عميـق، أو فضي البريق تحت الشمس الصاعدة.تفصلني عن مدينتي "القاهرة" آلاف الأميال، فأنا هكذا، روائي رحّال، قريب من مدينتي أحيانا، غريـب عنها، مقهور منها عادة. ولدت في "لندن" وقضـيت فيها جزءا من طفولتي. جئت إلى "القاهرة" لأقيم فـي بيت جدي، "دوّار" كبير في حي "الزمالك" أمام "تـادي الجزيرة"، فيه حظيرة للخيول، وبناء يأوي "الكاريتـة" وآخر للحنطور". جيراننا كانوا من الإقطاعيين مثـل جدي، أسرة الطف الله"، أسرة قبطيـة مـن أقاصـي الصعيد ، يمتد قصرها وملحقاته من نادي "الجزيرة" حتى كوبري "أبي العلاء" القديم، أو مثـل الأميـر "عمـرو إبراهيم"، أو غيره من الأمراء.كانت قاهرتي إذ ذاك هـي هـذا الـحـي، فيـه حديقة " الأندلس"، وخط مفرد للترام رقم 7 ، يصل حتى النـادي لينقـل السفرجية، والعاملين، والحديقة الكبيرة المحيطة بالـدوّار والخيول، وسائق الحنطور الأحول "عم حسين"، وجدتي " عيشة بركات" التى علمتني أولي كلماتي العربية أنطقها بلكنة إنجليزية ، وكوبري قصر النيل يحرسه الأسـدان، وتجتـازه الكاريتـات والحناطير، وسبعة ملايين من سكان المدينة ، لا علاقة لي بهم، ولا أعرف عنهم شيئا.رحلت إلى روما" مع أسرتي لمدة سنتين، لما عدت دخلت مدرسة إرسالية إنجليزية . كان التلاميذوالتلميذات فيها ينتمون في أغلب الأحوال إلى الأقليات الأجنبية، يونانيون، إيطاليون ، أرمن، یهود، روس "أبيض" . لم يكن فيها سوى عدد قليل مـن المصريين، والسوريين، واللبنانيين، عندئذ اتسعت قاهرتي ، لتشمل "الفجالة" ثم "القبة" . وبعد أن انتقلت المدرسة إلى مبانيهـا الجديدة، وخط "مترو" "مصر الجديدة" الذى ينتهي عنـد تقاطع شارع عماد الدين" (محمد فريد) وفـؤاد الأول (٢٦ يوليـو) . ظلت القاهرة بالنسبة إلىّ هي حي الزمالك"، وأماكن أخـرى محدودة ألقي عليها نظرة خاطفة وأنا سائر في الطريق، وعدد قليل من الناس كنت أتحدث معهم باللغة الإنجليزية.عندما التحقت بكلية الطب لم يتغير هذا النمط كثيـرا. علاقاتي ظلت محصورة في عدد محدود من الطلبة الموسرين نسبيا، وظلت لغني هي الإنجليزية ، لأن الدراسة في الكلية كانت بهذه اللغة، كما أن نظام الكلية كان تجسيدا لنوع من "الإقطـاع الطبي"، يسيطر عليه كبار الأساتذة تميـز أغلـبـهم بالغرور العلمي، وبظنهم أن إذلال صغار الأطباء المقيمين، والمرضـي الفقراء ، جزء لا يتجزأ من التعليم الطبي الأمثل، المنفصل عن المجتمع، ومشاكله، بما فيها مشاكله الصحية، وجزء لا يتجزأ من وسائلهم في الحفاظ على امتيازاتهم، ومكاسبهم، ومكانتهم في السلم الاجتماعي.طوال هذه المراحل لم تخرج "المدينة" في حياتي عن هذا النطاق الضيق ، إلا في الإحساس الذي تملكني بأنه خارج هـذا النطاق ، لابد أنه توجد حياة أوسع من تلك التي كنت أعيشـها، وفي نوع من البحث عن معناها يدفعني إلى اختراقه. جـاءني هذا القلق الوجودي من قراءاتي بالإنجليزية، والفرنسية، وعلى الأخص قراءة الروايات الكلاسيكية، والمعاصرة، ومن الاستماع إلى الموسيقي. هكذا في تكويني كإنسان ثـم كروائـي ، لـعـبـت الثقافة "الأجنبية" دورا في سعيي إلى استكشاف "المدينة" خارج الأسوار التي كانت تحاصرني. يضاف إلـى ذلـك إحساسـي "بالعزلة"، والحزن الذي كنت أعانيه بسـبب بعـض الظـروف الأسرية.في نهاية الحرب العالمية الثانيـة تصاعدت موجـات النضال ......
#مدينة
#روائى
#رحّال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761214
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة مدينة روائي رحّال -----------------------------------أكتب هذه الشهادة وأنا جالس على شاطئ جزيـرة "بيكس" عند الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية. عندما أرفع رأسي عن الورق أري ميـاه المحيط الأطلسي ممتدا حتى الأفق، أزرق عميـق، أو فضي البريق تحت الشمس الصاعدة.تفصلني عن مدينتي "القاهرة" آلاف الأميال، فأنا هكذا، روائي رحّال، قريب من مدينتي أحيانا، غريـب عنها، مقهور منها عادة. ولدت في "لندن" وقضـيت فيها جزءا من طفولتي. جئت إلى "القاهرة" لأقيم فـي بيت جدي، "دوّار" كبير في حي "الزمالك" أمام "تـادي الجزيرة"، فيه حظيرة للخيول، وبناء يأوي "الكاريتـة" وآخر للحنطور". جيراننا كانوا من الإقطاعيين مثـل جدي، أسرة الطف الله"، أسرة قبطيـة مـن أقاصـي الصعيد ، يمتد قصرها وملحقاته من نادي "الجزيرة" حتى كوبري "أبي العلاء" القديم، أو مثـل الأميـر "عمـرو إبراهيم"، أو غيره من الأمراء.كانت قاهرتي إذ ذاك هـي هـذا الـحـي، فيـه حديقة " الأندلس"، وخط مفرد للترام رقم 7 ، يصل حتى النـادي لينقـل السفرجية، والعاملين، والحديقة الكبيرة المحيطة بالـدوّار والخيول، وسائق الحنطور الأحول "عم حسين"، وجدتي " عيشة بركات" التى علمتني أولي كلماتي العربية أنطقها بلكنة إنجليزية ، وكوبري قصر النيل يحرسه الأسـدان، وتجتـازه الكاريتـات والحناطير، وسبعة ملايين من سكان المدينة ، لا علاقة لي بهم، ولا أعرف عنهم شيئا.رحلت إلى روما" مع أسرتي لمدة سنتين، لما عدت دخلت مدرسة إرسالية إنجليزية . كان التلاميذوالتلميذات فيها ينتمون في أغلب الأحوال إلى الأقليات الأجنبية، يونانيون، إيطاليون ، أرمن، یهود، روس "أبيض" . لم يكن فيها سوى عدد قليل مـن المصريين، والسوريين، واللبنانيين، عندئذ اتسعت قاهرتي ، لتشمل "الفجالة" ثم "القبة" . وبعد أن انتقلت المدرسة إلى مبانيهـا الجديدة، وخط "مترو" "مصر الجديدة" الذى ينتهي عنـد تقاطع شارع عماد الدين" (محمد فريد) وفـؤاد الأول (٢٦ يوليـو) . ظلت القاهرة بالنسبة إلىّ هي حي الزمالك"، وأماكن أخـرى محدودة ألقي عليها نظرة خاطفة وأنا سائر في الطريق، وعدد قليل من الناس كنت أتحدث معهم باللغة الإنجليزية.عندما التحقت بكلية الطب لم يتغير هذا النمط كثيـرا. علاقاتي ظلت محصورة في عدد محدود من الطلبة الموسرين نسبيا، وظلت لغني هي الإنجليزية ، لأن الدراسة في الكلية كانت بهذه اللغة، كما أن نظام الكلية كان تجسيدا لنوع من "الإقطـاع الطبي"، يسيطر عليه كبار الأساتذة تميـز أغلـبـهم بالغرور العلمي، وبظنهم أن إذلال صغار الأطباء المقيمين، والمرضـي الفقراء ، جزء لا يتجزأ من التعليم الطبي الأمثل، المنفصل عن المجتمع، ومشاكله، بما فيها مشاكله الصحية، وجزء لا يتجزأ من وسائلهم في الحفاظ على امتيازاتهم، ومكاسبهم، ومكانتهم في السلم الاجتماعي.طوال هذه المراحل لم تخرج "المدينة" في حياتي عن هذا النطاق الضيق ، إلا في الإحساس الذي تملكني بأنه خارج هـذا النطاق ، لابد أنه توجد حياة أوسع من تلك التي كنت أعيشـها، وفي نوع من البحث عن معناها يدفعني إلى اختراقه. جـاءني هذا القلق الوجودي من قراءاتي بالإنجليزية، والفرنسية، وعلى الأخص قراءة الروايات الكلاسيكية، والمعاصرة، ومن الاستماع إلى الموسيقي. هكذا في تكويني كإنسان ثـم كروائـي ، لـعـبـت الثقافة "الأجنبية" دورا في سعيي إلى استكشاف "المدينة" خارج الأسوار التي كانت تحاصرني. يضاف إلـى ذلـك إحساسـي "بالعزلة"، والحزن الذي كنت أعانيه بسـبب بعـض الظـروف الأسرية.في نهاية الحرب العالمية الثانيـة تصاعدت موجـات النضال ......
#مدينة
#روائى
#رحّال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761214
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - مدينة روائى رحّال
شريف حتاتة : يا سعادة المندوب السامى
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة يا سعادة المندوب السامي !------------------------------------منذ الأيام الأولي في حياتي وأنا أحلق بعيدا مع الخيال . كنت أبقي وحدي في غرفتي لأستمع إلـى الموسيقي المنبعثة من المذياع "الجروندنج" مدة ساعات. أقـف أمامه محركا ذراعي، ورأسي مع الأنغام، حالما بـأتـي سأصعد في يوم من الأيام فوق المنصات، لأقود فرقـة موسيقية عالمية تعزف السيمفونيات.لم تتوقف الأحلام. حلمت بأنني سأكون بحـارا أجوب البحار وأرحل إلى أبعد البلاد، أو طبيبا أعـالـج المرضي في قريتي ليشفوا من الأمراض، أو مهندسا يقيم الكباري فوق النيل، ويبني المنشآت، أو ممـثـلا يقف فوق خشبة المسرح ويلقي الأشـعار، أو بنـاءّ يرص الطوب والأسمنت، أو نجارا يصـنع أثاثـا مـن خشب الورد.انا مازلت في المدرسة . أقنعني تلميذ من لبنـان كـان اسمه كوسة أنني أستطيع أن أطير مثل الطيور في السماء . ثم أشار إلى أربعة من الصبيان في الفصل بأن يرفعوا جسمي . طلب ِمني أن أدير ذراعي بسرعة في الهواء، عندما تركـوني لأنطلق سقطت على الأرض، فتورم وجهي، ونزفت من الأنف. كررت التجربة عدة مرات قبل أن أقلع عنها. كنت أعود إلـى بيتنا كأنني جريح عائد من الحرب.حلمت بالحب، والجنس، بأشياء لا حصر لهـا ولا تعـد، بالمصائب تلم بمنُ أساءوا إلى، لكني لم أحلم أبدا بأن أصـبـح وزيرا، أو شرطيا، أو ضابطا، أو مأمورا للسجن، أو رقيبا على الفنون، أو النشر، أو شيخا من شيوخ الفقـه أو الشـرع، أو قاضيا حتى لو ظننت أنني يمكن أن أحكم بالعدل.الحرية كانت حلمي، وليس المنع، حرية التعبير، والفعل ، حرية الخلق . لكن الأحلام قادتني إلى مسـالك، وتجـارب لـم أتوقعها، بعضها أنا معتز بها، راض عنها، وبعضها أنا كـاره لها، ساخط عليها. في كل هذا تعلمت ، أنه لكي يدافع الإنسـان عن حريته يجب أن يكون مستعدا لفقدانها. الكتابة الروائية استعاضة عن الواقع المكـروه بـالحلم،محاولة للهروب من الرقابة، أو العقاب، أو المنع. فـإذا قـال الحاكم، أو الرقيب للروائي: " ما هذا الـذي تكتبـه؟ ". يمكنـه أن يقول: "الرواية شخوصها وأحداثها خيال، أو حلم. فكيف أحاكم على ما قالوه أو فعلوه هم. على ما لم أقله، أو أفعله أنـا؟ .. إن كل هذا بعيد عن الواقع الذي نعيشه".ربما لذلك قد يزدهر الإبداع الروائي في فترات الظلمـة والقمع، قد يدفعان إلى الحلم، لكن في أغلب الأحيان يصيبه الوهن فيضمحل. في ظل القمع يجـف الخيـال خوفـا مـن عواقبه، ويكف الإنسان عن الحلم، ويرهق من استئناس خياله.في فترات القمع يحل الكابوس مكان الحلم، والكابوس هو الواقع القبيح الذي نريد أن نتخلص منه بالقول أو الفعل. لكننا عندما نفشل يختزن في أعماقنا، ويقلق منامنـا. وقـد يـكـون الكابوس موحيا بالفن . لكن عندما يزيد عن الحد أشعر بالعجز في التعبير عنه. تبدو الكتابة الروائية، كأنها ترف لا أستطيع أن أمارسه، كأن الحقيقة يجب أن تعبر عن نفسها بشكل مباشر متحررة من إيحاءات، وغيوم الفن.ما يحدث في أيامنا هذه كابوس بالغ القبح، تنقلـه إلينـا وسائل الإعلام يوما بعد يوم. إنها تحدثنا طوال الوقـت عـن القتل، عن جثث ملقاة في الشوارع يسيل منها الدم، عن أطفال تمزقت أحشاؤهم، أو يبكون أبا أو أما أو أخا أو أختا سـقطت عليها قنبلة فأودت بحياتها، أو يقفون أمام بيـت تحـول إلـى ركام، وانهار فيه كـل شـيء، عـن مسـجونين مربـوطين بالسلاسل، أعميت عيونهم، يساقون إلى الـدفن تحـت تـراب الأرض، أو يختنقون في شاحناتهم، عن معسكرات يتم فيهـا تعذيبهم بعيدا عن الأهل، عن رأي عام، أو محامين، أو هيئات تدافع عنهم، عن محاكم عسكرية تعقد في السر، وجواسيس يتسللون إل ......
#سعادة
#المندوب
#السامى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761615
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة يا سعادة المندوب السامي !------------------------------------منذ الأيام الأولي في حياتي وأنا أحلق بعيدا مع الخيال . كنت أبقي وحدي في غرفتي لأستمع إلـى الموسيقي المنبعثة من المذياع "الجروندنج" مدة ساعات. أقـف أمامه محركا ذراعي، ورأسي مع الأنغام، حالما بـأتـي سأصعد في يوم من الأيام فوق المنصات، لأقود فرقـة موسيقية عالمية تعزف السيمفونيات.لم تتوقف الأحلام. حلمت بأنني سأكون بحـارا أجوب البحار وأرحل إلى أبعد البلاد، أو طبيبا أعـالـج المرضي في قريتي ليشفوا من الأمراض، أو مهندسا يقيم الكباري فوق النيل، ويبني المنشآت، أو ممـثـلا يقف فوق خشبة المسرح ويلقي الأشـعار، أو بنـاءّ يرص الطوب والأسمنت، أو نجارا يصـنع أثاثـا مـن خشب الورد.انا مازلت في المدرسة . أقنعني تلميذ من لبنـان كـان اسمه كوسة أنني أستطيع أن أطير مثل الطيور في السماء . ثم أشار إلى أربعة من الصبيان في الفصل بأن يرفعوا جسمي . طلب ِمني أن أدير ذراعي بسرعة في الهواء، عندما تركـوني لأنطلق سقطت على الأرض، فتورم وجهي، ونزفت من الأنف. كررت التجربة عدة مرات قبل أن أقلع عنها. كنت أعود إلـى بيتنا كأنني جريح عائد من الحرب.حلمت بالحب، والجنس، بأشياء لا حصر لهـا ولا تعـد، بالمصائب تلم بمنُ أساءوا إلى، لكني لم أحلم أبدا بأن أصـبـح وزيرا، أو شرطيا، أو ضابطا، أو مأمورا للسجن، أو رقيبا على الفنون، أو النشر، أو شيخا من شيوخ الفقـه أو الشـرع، أو قاضيا حتى لو ظننت أنني يمكن أن أحكم بالعدل.الحرية كانت حلمي، وليس المنع، حرية التعبير، والفعل ، حرية الخلق . لكن الأحلام قادتني إلى مسـالك، وتجـارب لـم أتوقعها، بعضها أنا معتز بها، راض عنها، وبعضها أنا كـاره لها، ساخط عليها. في كل هذا تعلمت ، أنه لكي يدافع الإنسـان عن حريته يجب أن يكون مستعدا لفقدانها. الكتابة الروائية استعاضة عن الواقع المكـروه بـالحلم،محاولة للهروب من الرقابة، أو العقاب، أو المنع. فـإذا قـال الحاكم، أو الرقيب للروائي: " ما هذا الـذي تكتبـه؟ ". يمكنـه أن يقول: "الرواية شخوصها وأحداثها خيال، أو حلم. فكيف أحاكم على ما قالوه أو فعلوه هم. على ما لم أقله، أو أفعله أنـا؟ .. إن كل هذا بعيد عن الواقع الذي نعيشه".ربما لذلك قد يزدهر الإبداع الروائي في فترات الظلمـة والقمع، قد يدفعان إلى الحلم، لكن في أغلب الأحيان يصيبه الوهن فيضمحل. في ظل القمع يجـف الخيـال خوفـا مـن عواقبه، ويكف الإنسان عن الحلم، ويرهق من استئناس خياله.في فترات القمع يحل الكابوس مكان الحلم، والكابوس هو الواقع القبيح الذي نريد أن نتخلص منه بالقول أو الفعل. لكننا عندما نفشل يختزن في أعماقنا، ويقلق منامنـا. وقـد يـكـون الكابوس موحيا بالفن . لكن عندما يزيد عن الحد أشعر بالعجز في التعبير عنه. تبدو الكتابة الروائية، كأنها ترف لا أستطيع أن أمارسه، كأن الحقيقة يجب أن تعبر عن نفسها بشكل مباشر متحررة من إيحاءات، وغيوم الفن.ما يحدث في أيامنا هذه كابوس بالغ القبح، تنقلـه إلينـا وسائل الإعلام يوما بعد يوم. إنها تحدثنا طوال الوقـت عـن القتل، عن جثث ملقاة في الشوارع يسيل منها الدم، عن أطفال تمزقت أحشاؤهم، أو يبكون أبا أو أما أو أخا أو أختا سـقطت عليها قنبلة فأودت بحياتها، أو يقفون أمام بيـت تحـول إلـى ركام، وانهار فيه كـل شـيء، عـن مسـجونين مربـوطين بالسلاسل، أعميت عيونهم، يساقون إلى الـدفن تحـت تـراب الأرض، أو يختنقون في شاحناتهم، عن معسكرات يتم فيهـا تعذيبهم بعيدا عن الأهل، عن رأي عام، أو محامين، أو هيئات تدافع عنهم، عن محاكم عسكرية تعقد في السر، وجواسيس يتسللون إل ......
#سعادة
#المندوب
#السامى
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761615
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - يا سعادة المندوب السامى !
شريف حتاتة : فى القطار الى المنيا
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة في القطار إلى المنيا--------------------------------------هبطت من السيارة في ميدان "رمسيس" ، ودخلـت إلـى محطة مصر، شاقا طريقي بين أفـواج الخـارجين منهـا، والداخلين إليها. توقفت في منتصف الساحة الواسعة التي لـم أدخل إليها منذ عشرات السنين.بدا لي أن لا شيء تغير فيها، مازال سقفها المصنوع من الزجاج تحمله ضلوع من الحديد يحولها إلـى قفـص كبيـر، ومازالت القاطرات وعربات السكة الحديد كالحة اللـون كأنمـا أعياها السفر الطويل، لكن اختفي "البوفيه" الكبيـر بمقاعـده المريحة، ومفارشه البيضاء ، كنت أتناول فيه برادا مـن الشـاي بالحليب وساندويتش روزبيف. اختفت القاطرات السود التـي تنفث دخانها ساعة الرحيل، وبائعو السميط والجبن الرومـي والبيض ، ليحل محلهم أكشاك قبيحة تبيع كل المأكولات المغلفة التي تسبب البدانة وأمراض كثيرة. راحت رفرفة السعادة التي كنت أشعر بها ، عندما يدق جرس القيام ويتردد رنينـه إيـذانا بانطلاقي إلى المصيف، أو إلى القرية حيث كانـت تنتظرنـي جدتي لتطعمني بالقشدة، والعسل الأبيض، والفطير.في هذا اليوم كنت متجها إلى "المنيا" للاشتراك في نـدوة عن الحركات الاجتماعية الجديدة. كان المقعد المحجـوز لـي بجوار النافذة . بعد أن انتهيت من المرور على عناوين الصحف ، أخذت أطل منها على الحقول الخضراء تناثرت فيها مئات مـن أشجار النخيل، الفلاحين "يعزقـون" الأرض بفئوسـهم أو "يحِشون" البرسيم، والنساء والأطفال يزحفون بين الخطـوط لتنقية الحشائش، أو لنقل حمولة من الردم، والسبخ على ظهرالحمير، ألمح النظرة الحزينة للجواميس عندما ترفع رؤوسها لتتأمل القطار، كأنها تحسد الراكبين فيه. بدا لي ريف الصعيد أليفا، وقريبا مِني . المسافات هنا لا تمتـد بعيـدا، والإنسـان والحيوان فيها يبقي مرئيا، بارزا أكثر منه في وجه بحري، لم يأخذ في الاختفاء بنفس القدر أمام الجرارات وماكينات الـري والدريس، وسيارات النقل، والدراجات البخاريـة، والمقـاهي، والمطاعم، والعمارات، وأمام جميع مظاهر التحضر الزائف التي شوهت الحياة في المدينة والريف.هنا مازالت تخطف أنظاري منازل الأعيـان القديمـة، أوالبيوت الصغيرة المبنية بالطوب الأخضر والطين، والفئـوس، والمحاريث وأساليب العمل اليدوية، هنا الإنسان أقرب إلـى البساطة والطبيعة رغم زحف "التحديث". السفر في القطار يطلق العنان للذاكرة والخيـال، ربمـا حركة العجلات فوق القضبان ، والمناظر تتوالي فيها مع إنتقالي في الزمن والتاريخ.خطر في بالي وأنا أتتبع المناظر ، سؤال تكرر توجيهه إلىّ من أشخاص مختلفين وأنا جالس في ندوة، أو سـائـر فـي الشارع، أو منتظر دوري في محل أبتاع منه بعض ما نحتـاج إليه، سؤال يواجهني في بداية النهار، ويؤرقني في الليل عندما أوي إلى الفراش، سؤال يشعرني بنوع من العقم : " لماذا توقفت عن الكتابة ؟ ". عاد إلىّ السؤال وأنا جالس في القطار. سألت نفسي: هل السبب هو إحساسي بأن هناك تدهورا سريعا يصيب كل نواحي المجتمع، ومع ذلك ما أكثر الكلام، وما أقل الأفعال التي نواجه بها هذا التردي المستمر في حياتنا ؟ . هل هـو الشـعـور بـأن الناس ملت المقالات، والبيانات وحملات النقد ضد الفساد الذي تغلغل إلى أركان النظام الحاكم في بلادنا، حملات يشارك فيهـا ليس فقط منْ يطلق عليهم وصف "المعارضـة" ، ولكـن أيضـا أنصار النظام والمنتفعون به، الشعور بأن كـل مـنْ يـشـارك بالكتابة يصبح جزءا من هذه المظاهرة الكلاميـة، مـن هـذه التمثيلية النقدية التي ترتدي ثوب المعارضة ، وتدعي أن دافعها هو الإصلاح، والتغيير . هل أصبحنا جميعا في سلة واحدة نكرر نفس الكلام، ونحافظ ......
#القطار
#المنيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762101
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة في القطار إلى المنيا--------------------------------------هبطت من السيارة في ميدان "رمسيس" ، ودخلـت إلـى محطة مصر، شاقا طريقي بين أفـواج الخـارجين منهـا، والداخلين إليها. توقفت في منتصف الساحة الواسعة التي لـم أدخل إليها منذ عشرات السنين.بدا لي أن لا شيء تغير فيها، مازال سقفها المصنوع من الزجاج تحمله ضلوع من الحديد يحولها إلـى قفـص كبيـر، ومازالت القاطرات وعربات السكة الحديد كالحة اللـون كأنمـا أعياها السفر الطويل، لكن اختفي "البوفيه" الكبيـر بمقاعـده المريحة، ومفارشه البيضاء ، كنت أتناول فيه برادا مـن الشـاي بالحليب وساندويتش روزبيف. اختفت القاطرات السود التـي تنفث دخانها ساعة الرحيل، وبائعو السميط والجبن الرومـي والبيض ، ليحل محلهم أكشاك قبيحة تبيع كل المأكولات المغلفة التي تسبب البدانة وأمراض كثيرة. راحت رفرفة السعادة التي كنت أشعر بها ، عندما يدق جرس القيام ويتردد رنينـه إيـذانا بانطلاقي إلى المصيف، أو إلى القرية حيث كانـت تنتظرنـي جدتي لتطعمني بالقشدة، والعسل الأبيض، والفطير.في هذا اليوم كنت متجها إلى "المنيا" للاشتراك في نـدوة عن الحركات الاجتماعية الجديدة. كان المقعد المحجـوز لـي بجوار النافذة . بعد أن انتهيت من المرور على عناوين الصحف ، أخذت أطل منها على الحقول الخضراء تناثرت فيها مئات مـن أشجار النخيل، الفلاحين "يعزقـون" الأرض بفئوسـهم أو "يحِشون" البرسيم، والنساء والأطفال يزحفون بين الخطـوط لتنقية الحشائش، أو لنقل حمولة من الردم، والسبخ على ظهرالحمير، ألمح النظرة الحزينة للجواميس عندما ترفع رؤوسها لتتأمل القطار، كأنها تحسد الراكبين فيه. بدا لي ريف الصعيد أليفا، وقريبا مِني . المسافات هنا لا تمتـد بعيـدا، والإنسـان والحيوان فيها يبقي مرئيا، بارزا أكثر منه في وجه بحري، لم يأخذ في الاختفاء بنفس القدر أمام الجرارات وماكينات الـري والدريس، وسيارات النقل، والدراجات البخاريـة، والمقـاهي، والمطاعم، والعمارات، وأمام جميع مظاهر التحضر الزائف التي شوهت الحياة في المدينة والريف.هنا مازالت تخطف أنظاري منازل الأعيـان القديمـة، أوالبيوت الصغيرة المبنية بالطوب الأخضر والطين، والفئـوس، والمحاريث وأساليب العمل اليدوية، هنا الإنسان أقرب إلـى البساطة والطبيعة رغم زحف "التحديث". السفر في القطار يطلق العنان للذاكرة والخيـال، ربمـا حركة العجلات فوق القضبان ، والمناظر تتوالي فيها مع إنتقالي في الزمن والتاريخ.خطر في بالي وأنا أتتبع المناظر ، سؤال تكرر توجيهه إلىّ من أشخاص مختلفين وأنا جالس في ندوة، أو سـائـر فـي الشارع، أو منتظر دوري في محل أبتاع منه بعض ما نحتـاج إليه، سؤال يواجهني في بداية النهار، ويؤرقني في الليل عندما أوي إلى الفراش، سؤال يشعرني بنوع من العقم : " لماذا توقفت عن الكتابة ؟ ". عاد إلىّ السؤال وأنا جالس في القطار. سألت نفسي: هل السبب هو إحساسي بأن هناك تدهورا سريعا يصيب كل نواحي المجتمع، ومع ذلك ما أكثر الكلام، وما أقل الأفعال التي نواجه بها هذا التردي المستمر في حياتنا ؟ . هل هـو الشـعـور بـأن الناس ملت المقالات، والبيانات وحملات النقد ضد الفساد الذي تغلغل إلى أركان النظام الحاكم في بلادنا، حملات يشارك فيهـا ليس فقط منْ يطلق عليهم وصف "المعارضـة" ، ولكـن أيضـا أنصار النظام والمنتفعون به، الشعور بأن كـل مـنْ يـشـارك بالكتابة يصبح جزءا من هذه المظاهرة الكلاميـة، مـن هـذه التمثيلية النقدية التي ترتدي ثوب المعارضة ، وتدعي أن دافعها هو الإصلاح، والتغيير . هل أصبحنا جميعا في سلة واحدة نكرر نفس الكلام، ونحافظ ......
#القطار
#المنيا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762101
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - فى القطار الى المنيا
شريف حتاتة : نوال السعداوى وفتح الأبواب المغلقة
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -----------------------------------------------------منذ أعلنت نوال السعداوي قرارهـا بالتقـدم لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة ضد حسنى مبارك فى أكتوبر 2005 ، لم تتوقـف أعـداد مـن الشباب والشابات عن التوافد إلـى بيتنـا، أو إيقافنـا ونحن نتريض في الصباح على كورنيش النيـل أمـام جزيرة الوراق، أو الاتصال بنا تليفونيا للتعبيـر عـن تأييدهم الحماسي لهـا، أطبـاء وصحفيون وأدبـاء ومحامون ومدرسون وأساتذة في الجامعـة وشـعراء وكتاب قصة من مختلف الأعمار والأجيال، بالإضـافة إلى شباب وشابات من خريجي الجامعات أو المعاهـد الذين بلا عمل ولا أمل.عندما طرحت الفكرة ، ونحن جالسون مع بعضـهم في إحدي الأمسيات عارضتهم. كان رأيـي أن "نـوال" ستتعرض مرة أخري إلى حملة من التشويه والتشنيع دون أن تصل إلى أي نتيجة، ستخوض معركـة خاسرة، لأنها لن تستطيع أصلا أن تتقـدم للانتخابــات . فالدستور الذي يحكمنا يشترط حصول المرشـح علـى ثلثي أصوات مجلس الشعب. لقد وضع هذا الدسـتـور الممثلون للطبقة الحاكمة.. أرادوا غلق الباب أمـام أي مرشح ، لا ينتمي إلى المراتب العليا العسكرية أو المدنية في نظام الحكم.لكن الحوار الذي دار بعد ذلك ، أوضح لي ما لم اكـن قـد فكرت فيه. لا شك أنها معركة خاسرة إن حسبت مـن زاويـة المكاسب الشخصية . وهل كان ذلك هو الأساس الذي نبني عليه قراراتنا؟ . ألم تكن القيمة المعنوية أهم؟ . كانت حياتنـا محفوفة دائما بالمخاطر والتهديدات التي مازالت توجه إليهـا مـهـددة بفقدان المكاسب التي يعتبرها الكثيرون أساسية . لكنهـا رغم ذلك كانت ثرية بالأفكار ودفء المشاعر والصداقات الحميمة.أدركت أن القرار الذي أتخذته " نوال السعداوي" لـم يكـن هدفه أن تخوض معركة انتخابية ناجحة، لسبب بسيط هو أنها أصلا لن تقبل كمرشحة في الانتخابات الرئاسية. لكنها أرادت أن تساهم بما لها من رصيد في المجال الإبداعي والفكري وفـي العمل الدؤوب من أجل حقوق الإنسان وحقوق المـرأة، وفـي تدعيم الحركة الشعبية المتنامية، التـي تسـعي إلـى تغييـر الدستور، ورفع القيود السياسية والقانونية التـي تحـول دون مشاركة الناس في تغيير الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التـي تؤدي إلى مزيد من الفقر والبطالة وإلى تمتـع الأقليـة التـي تتحكم في مصائر البلاد بثراء فاحش ، يستفز مشـاعر النـاس المحرومين من الضروريات ومن أبسط الاحتياجات في الغذاء، والتعليم، والعمل، والسكن، والصحة ، والذين يعانون من القهر المستمر.أرادت " نوال السعداوي" بقرارها أن تضيف جهدها إلـي جهود الذين يرفضون الأوضاع المتردية في بلادنا. أرادت أن تقول أن رئاسة البلاد ليست حكرا على فرد أو علـى أسـرة، وإنما يجب أن تكون تعبيرا عن إرادة شعبية، أن تؤكـد حـق المرأة في أن تقوم بدورها كاملا على كل المستويات، أن تثير حوارا حول كل المسائل المتعلقة بحياتنا، من لقمة العيش إلـى حرية الرأي، من إزدهار الإبداع إلى حقوق الفلاحين، والنساء والأمهات والأطفال. أرادت كعادتها دائما ، أن تساهم في فتح الأبواب المغلقـة والتي تصر القلة الحاكمة أن تظل مغلقة ، خوفـا مـن انـدفاع الشعب من خلالها إلى آفاق الحرية والعدل.سيسعي الرجال والنسـاء المستفيدين مـن الأوضـاع الحالية، والذين سمح لهم النظام القائم بالصعود إلى المناصب، ليصبحوا المعبرين عنه، وستسعي وسائل الإعلام إلى تشـويه الخطوة التي أقدمت عليها " نوال"، وتصويرها على أنها زوبعة أوفرقعة، أو رغبة في المزيد من الشهرة، أو شذوذ أو جهـل بالواقع، أو مناهضة للقيم أو الشرع أو غيرهما . لكن "نـوال" تعودت منذ أن وعت الحياة على هذه الحملات المعادية، عرفت ......
#نوال
#السعداوى
#وفتح
#الأبواب
#المغلقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762864
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -----------------------------------------------------منذ أعلنت نوال السعداوي قرارهـا بالتقـدم لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة ضد حسنى مبارك فى أكتوبر 2005 ، لم تتوقـف أعـداد مـن الشباب والشابات عن التوافد إلـى بيتنـا، أو إيقافنـا ونحن نتريض في الصباح على كورنيش النيـل أمـام جزيرة الوراق، أو الاتصال بنا تليفونيا للتعبيـر عـن تأييدهم الحماسي لهـا، أطبـاء وصحفيون وأدبـاء ومحامون ومدرسون وأساتذة في الجامعـة وشـعراء وكتاب قصة من مختلف الأعمار والأجيال، بالإضـافة إلى شباب وشابات من خريجي الجامعات أو المعاهـد الذين بلا عمل ولا أمل.عندما طرحت الفكرة ، ونحن جالسون مع بعضـهم في إحدي الأمسيات عارضتهم. كان رأيـي أن "نـوال" ستتعرض مرة أخري إلى حملة من التشويه والتشنيع دون أن تصل إلى أي نتيجة، ستخوض معركـة خاسرة، لأنها لن تستطيع أصلا أن تتقـدم للانتخابــات . فالدستور الذي يحكمنا يشترط حصول المرشـح علـى ثلثي أصوات مجلس الشعب. لقد وضع هذا الدسـتـور الممثلون للطبقة الحاكمة.. أرادوا غلق الباب أمـام أي مرشح ، لا ينتمي إلى المراتب العليا العسكرية أو المدنية في نظام الحكم.لكن الحوار الذي دار بعد ذلك ، أوضح لي ما لم اكـن قـد فكرت فيه. لا شك أنها معركة خاسرة إن حسبت مـن زاويـة المكاسب الشخصية . وهل كان ذلك هو الأساس الذي نبني عليه قراراتنا؟ . ألم تكن القيمة المعنوية أهم؟ . كانت حياتنـا محفوفة دائما بالمخاطر والتهديدات التي مازالت توجه إليهـا مـهـددة بفقدان المكاسب التي يعتبرها الكثيرون أساسية . لكنهـا رغم ذلك كانت ثرية بالأفكار ودفء المشاعر والصداقات الحميمة.أدركت أن القرار الذي أتخذته " نوال السعداوي" لـم يكـن هدفه أن تخوض معركة انتخابية ناجحة، لسبب بسيط هو أنها أصلا لن تقبل كمرشحة في الانتخابات الرئاسية. لكنها أرادت أن تساهم بما لها من رصيد في المجال الإبداعي والفكري وفـي العمل الدؤوب من أجل حقوق الإنسان وحقوق المـرأة، وفـي تدعيم الحركة الشعبية المتنامية، التـي تسـعي إلـى تغييـر الدستور، ورفع القيود السياسية والقانونية التـي تحـول دون مشاركة الناس في تغيير الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التـي تؤدي إلى مزيد من الفقر والبطالة وإلى تمتـع الأقليـة التـي تتحكم في مصائر البلاد بثراء فاحش ، يستفز مشـاعر النـاس المحرومين من الضروريات ومن أبسط الاحتياجات في الغذاء، والتعليم، والعمل، والسكن، والصحة ، والذين يعانون من القهر المستمر.أرادت " نوال السعداوي" بقرارها أن تضيف جهدها إلـي جهود الذين يرفضون الأوضاع المتردية في بلادنا. أرادت أن تقول أن رئاسة البلاد ليست حكرا على فرد أو علـى أسـرة، وإنما يجب أن تكون تعبيرا عن إرادة شعبية، أن تؤكـد حـق المرأة في أن تقوم بدورها كاملا على كل المستويات، أن تثير حوارا حول كل المسائل المتعلقة بحياتنا، من لقمة العيش إلـى حرية الرأي، من إزدهار الإبداع إلى حقوق الفلاحين، والنساء والأمهات والأطفال. أرادت كعادتها دائما ، أن تساهم في فتح الأبواب المغلقـة والتي تصر القلة الحاكمة أن تظل مغلقة ، خوفـا مـن انـدفاع الشعب من خلالها إلى آفاق الحرية والعدل.سيسعي الرجال والنسـاء المستفيدين مـن الأوضـاع الحالية، والذين سمح لهم النظام القائم بالصعود إلى المناصب، ليصبحوا المعبرين عنه، وستسعي وسائل الإعلام إلى تشـويه الخطوة التي أقدمت عليها " نوال"، وتصويرها على أنها زوبعة أوفرقعة، أو رغبة في المزيد من الشهرة، أو شذوذ أو جهـل بالواقع، أو مناهضة للقيم أو الشرع أو غيرهما . لكن "نـوال" تعودت منذ أن وعت الحياة على هذه الحملات المعادية، عرفت ......
#نوال
#السعداوى
#وفتح
#الأبواب
#المغلقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762864
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - نوال السعداوى وفتح الأبواب المغلقة
شريف حتاتة : بائعة مناديل الورق
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -----------------------------------ذلك المساء ، كنت أقف على الرصيف عند المدخل الخلفي لدار سينما "جالاكسي" في انتظار موعد الدخول إلى فيلم "غزو الهمجيين" الـذي تم عرضـه ضـمن مهرجان الفيلم الأوربي. في الشارع سيل من السيارات تروح وتجيء، ومنادون يزعقون بأعلى صوت لتنظيم أماكن الركن، وأبواق تتردد في توتر مستمر. علـ الرصيف زحام حول الباب، يقف أمامـه اثنـان مـن الحراس يرتديان ملابس كحلية اللون، ومـن حـولي أصوات مرحة، وضحكات، ووجوه مقبلة على الحيـاة، على سهرة فيها فرصة للاستمتاع.لمحتها تتسلل وسط التجمعات، صـغيرة الحجـم، نحيلـة الجسم. طفلة بشرتها سمراء، وعيناها سوداوان فيهما شـعلة الجوع، ونظرة تطل بعناد من بين ملامحها.. ترتدى ملابــس ممزقة صفراء اللون عبارة عن قميص وبنطلون ، تبرز منهمـا العظام لا يكسوها سوى الجلد. في يدها "باكوان" من المناديـل الورقية تتحرك بهما بين الواقفين على الرصيف. ترفع إليهم عينيها دون استجداء، دون أن تطلب منهم شيئا. لا يلتفت إليها أحد ما عدا الحارسين المنتصبين عند البـاب . فكلمـا اقتربـت منهما انقضا عليها بألفاظ غليظة وأيدى خشنة ، تدفعها بعيدا عن المكان الذي تجمع فيه رواد الفيلم . ثم ليتناول المنادون مهمـة إبعادها بأسوب يتصاعد في درجة العنف، لتهبط إلى الشـارع مخترقة طريقها بين السيارات المنطلقة ، كأن لا شئ يمكن أن يصيبها. يمر وقت قليل ، لأجدها وقد عـادت إلـى التســل وسـط التجمعات المنتظرة على الرصيف ، أغلبها من الشباب والشابات العصريين يعبرون عن رفاهيتهم بإهمال مدروس في طريقة اللبس، أو يهبطون من السيارات "الميتالك" اللامعة تفوح منهم رائحة العطر، وتتردد الكلمات الإنجليزية أو الفرنسية في أحاديثهم. حول أعناقهم السلاسل الرفيعة، وفي ملامحهم سعادة الإقدام على مشاهدة فن سینمائی رفیع نادرا ما يتاح لنا رؤيته. لا أحد يتنبه للطفلة تتحرك هنا وهنـاك. تتسـلـل بـين سيقانهم ، رافعة عينيها إليهم في صمت ، كأنها تريد أن ترى ما الذي سيفعلونه عندما تعرض عليهم مناديلها. لا أحـد سـوى حارسي الأمن يواصلان مطاردتها من المكان ، لتهبط إلى الشارع حيث يتولى المنادون مهمة إبعادها عـن محـيط دار السينما ليتكرر المشهد المرة بعد المرة، فقد ظلت مصرة على العـودة من جديد، على الزحف حتى الباب والوقوف بين الجمـوع ، رافضة الاستسلام للزجر الذي تزايد عنفاً ، كأنها قررت أن مـن حقها أن يفتح المجال أمامها.شاهدت أربعة من الأفلام المعروضة في المهرجان ، وفـي كل مرة رأيتها واقفة بين الناس. لكن في المرة الأخيرة لم تكن تحمل بين يديها "باكوين" من المناديل الورقية البيضاء. كانـت قد تسللت إلى الممر لتقف أمام إعلان عـن فـيلم إسـمـه "ذي فيليج". رأيتها صغيرة الحجم رافعة عينيهـا فـي تـأمـل إلى الصورة المعلقة أعلاها فوق الجدار، فأدركت أنه مهمـا طـال الزمن ، لن يقف شيء أمام زحفها وزحف الساكنين في الحواري الخلفية من أمثالها.وصف نساء مصر .......................أكره قراءة الصحف، وأكثر منها أكره مشاهدة التليفزيون. أكره صور القتلى، والأطفال المصابين، والهلع فـي العيـون، وابتسامات رؤساء الدول يفعلون عكس ما يقولون، وفتـاوى المشايخ تغلق أمامنا منافد الحياة، ومقالات الكتاب تنقد مـا لا يمس أسس الفساد، أو تبرر ما لا يجب تبريره. أكره الوجـوه المقررة علينا كل صباح ومساء، والعرى إلى جانب الحجـاب، وادعاء المعارضة يخفى الصفقات. لكني مضطر إلى قراءتهـا فلابد من تتبع ما يحدث في البلاد، ومحاولـة القـراءة بـين السطور لاكتشاف الحقيقة التي تختفي في المساحات البيضاء. ......
#بائعة
#مناديل
#الورق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763261
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -----------------------------------ذلك المساء ، كنت أقف على الرصيف عند المدخل الخلفي لدار سينما "جالاكسي" في انتظار موعد الدخول إلى فيلم "غزو الهمجيين" الـذي تم عرضـه ضـمن مهرجان الفيلم الأوربي. في الشارع سيل من السيارات تروح وتجيء، ومنادون يزعقون بأعلى صوت لتنظيم أماكن الركن، وأبواق تتردد في توتر مستمر. علـ الرصيف زحام حول الباب، يقف أمامـه اثنـان مـن الحراس يرتديان ملابس كحلية اللون، ومـن حـولي أصوات مرحة، وضحكات، ووجوه مقبلة على الحيـاة، على سهرة فيها فرصة للاستمتاع.لمحتها تتسلل وسط التجمعات، صـغيرة الحجـم، نحيلـة الجسم. طفلة بشرتها سمراء، وعيناها سوداوان فيهما شـعلة الجوع، ونظرة تطل بعناد من بين ملامحها.. ترتدى ملابــس ممزقة صفراء اللون عبارة عن قميص وبنطلون ، تبرز منهمـا العظام لا يكسوها سوى الجلد. في يدها "باكوان" من المناديـل الورقية تتحرك بهما بين الواقفين على الرصيف. ترفع إليهم عينيها دون استجداء، دون أن تطلب منهم شيئا. لا يلتفت إليها أحد ما عدا الحارسين المنتصبين عند البـاب . فكلمـا اقتربـت منهما انقضا عليها بألفاظ غليظة وأيدى خشنة ، تدفعها بعيدا عن المكان الذي تجمع فيه رواد الفيلم . ثم ليتناول المنادون مهمـة إبعادها بأسوب يتصاعد في درجة العنف، لتهبط إلى الشـارع مخترقة طريقها بين السيارات المنطلقة ، كأن لا شئ يمكن أن يصيبها. يمر وقت قليل ، لأجدها وقد عـادت إلـى التســل وسـط التجمعات المنتظرة على الرصيف ، أغلبها من الشباب والشابات العصريين يعبرون عن رفاهيتهم بإهمال مدروس في طريقة اللبس، أو يهبطون من السيارات "الميتالك" اللامعة تفوح منهم رائحة العطر، وتتردد الكلمات الإنجليزية أو الفرنسية في أحاديثهم. حول أعناقهم السلاسل الرفيعة، وفي ملامحهم سعادة الإقدام على مشاهدة فن سینمائی رفیع نادرا ما يتاح لنا رؤيته. لا أحد يتنبه للطفلة تتحرك هنا وهنـاك. تتسـلـل بـين سيقانهم ، رافعة عينيها إليهم في صمت ، كأنها تريد أن ترى ما الذي سيفعلونه عندما تعرض عليهم مناديلها. لا أحـد سـوى حارسي الأمن يواصلان مطاردتها من المكان ، لتهبط إلى الشارع حيث يتولى المنادون مهمة إبعادها عـن محـيط دار السينما ليتكرر المشهد المرة بعد المرة، فقد ظلت مصرة على العـودة من جديد، على الزحف حتى الباب والوقوف بين الجمـوع ، رافضة الاستسلام للزجر الذي تزايد عنفاً ، كأنها قررت أن مـن حقها أن يفتح المجال أمامها.شاهدت أربعة من الأفلام المعروضة في المهرجان ، وفـي كل مرة رأيتها واقفة بين الناس. لكن في المرة الأخيرة لم تكن تحمل بين يديها "باكوين" من المناديل الورقية البيضاء. كانـت قد تسللت إلى الممر لتقف أمام إعلان عـن فـيلم إسـمـه "ذي فيليج". رأيتها صغيرة الحجم رافعة عينيهـا فـي تـأمـل إلى الصورة المعلقة أعلاها فوق الجدار، فأدركت أنه مهمـا طـال الزمن ، لن يقف شيء أمام زحفها وزحف الساكنين في الحواري الخلفية من أمثالها.وصف نساء مصر .......................أكره قراءة الصحف، وأكثر منها أكره مشاهدة التليفزيون. أكره صور القتلى، والأطفال المصابين، والهلع فـي العيـون، وابتسامات رؤساء الدول يفعلون عكس ما يقولون، وفتـاوى المشايخ تغلق أمامنا منافد الحياة، ومقالات الكتاب تنقد مـا لا يمس أسس الفساد، أو تبرر ما لا يجب تبريره. أكره الوجـوه المقررة علينا كل صباح ومساء، والعرى إلى جانب الحجـاب، وادعاء المعارضة يخفى الصفقات. لكني مضطر إلى قراءتهـا فلابد من تتبع ما يحدث في البلاد، ومحاولـة القـراءة بـين السطور لاكتشاف الحقيقة التي تختفي في المساحات البيضاء. ......
#بائعة
#مناديل
#الورق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763261
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - بائعة مناديل الورق
شريف حتاتة : عن الثقافة ومؤتمر المثقفين فى مصر
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -----------------------------------------منذ أيام سافرت إلى بلدتي "القضابة" قرية تطـل على ترعة "الباجورية" وعلى نهر النيـل ، يسـتغرق الوصول إليها بالسيارة ساعتين، كـان الجـو صـيفيا جميلا، والحقول تجتازها نسمة تحمـل الرائحـة المنعشة للمياه والأرض. المساحات المفتوحـة تمـلا صدري وعينيّ ، باخضرارها العميق، بأعواد الذرة ترفع شواشيها، بالأرز والقطن ألمح بشائر نواراته.قضيت النهار متنقلا من "غيط إلي غيط" أنهل من مناظر الطبيعة حرمت منها، وأستمتع بالسكينة والصمت . ثم جلست تحـت " عريشة " مع جمع من الفلاحين أحتسي الشاي وأقضم في كوز من الذرة المشوي، وأتحدث معهم عن أمور جرت في حيـاتـهم وأنا غائب عنهم. عن ابنة أحدهم تزوجت منذ أسبوعين ، ولـم أستطع أن أحضر العرس. تذكرتها طفله ترضع من الثدي، ثـم بنتا ترتدي مريلة المدرسة، وتلمع عيناها، ثـم فتـاة تخطو بقوامها الفارع فوق الأرض ، لتدلف من باب البيت حاملة شهادة المعهد التى وضعتها في الدرج ، لأن التعليم لا يتم إلا لمنْ يستطيع أن يدفع . لكن سرعان ما انتقل الحديث إلى " السـوق الحرة " وكوارثها، إلى ارتفاع أسعار المستلزمات التى يحتاجها الفلاحون فى جمعيى القرية ، والتى تزيد فى السوق السوداء التى تتسرب إليها أغلب الكميات، إلى المبيدات المغشوشة التي أبت أن تقتل دودة القطن رغم تكرار الرش . وهي حسـب قـولهم مبيـدات جلبها "يوسف والى" ومساعده يوسف عبد الرحمن المحتجـز حاليا في السجن . وتكلمنا عن حرب العراق، وفرض الولايات المتحـدة سطوتها علينا، تطرقنا إلى نظام الحكم يتعاون معها ويضغط بكل ثقله على حياة الشعب ، لصالح أقلية من الأغنياء يتلاعبون بأقواتنا، إلى كذب الحكام وفسادهم، إلى الرشوة التي أصبحت الوسيلة الوحيدة للحصول على الحق، وإلى السخط الذي يتزايـد يومـا بعد يوم.ألمح الغضب في عيونهم وهم يتساءلون: "إلى متى، إلى متى يطلب منا أن نتحمل هذا الظلم بينما يغرقون في بذخهم هم وأسرهم، وأولادهم، وتزداد أحوالنا نحن سوءا يوما بعد يوم ". . أتحدث إليهم عن "الأمل" وعن "التغيير" الذي سيحدث حتما . لابد من "المقاومة".. من قيادات جديدة ستولد، وتصل إلى النضج.. عن تحركات شعبية تتصاعد في كل منطقة وقطر ضد أمريكا وضد الحكام الذين يخدمون سياساتها، وأصف لهم المظاهرات التـي قامت ضد الحرب.. عن بلاد زرتها. أحكى حكايات، وأجيب عن تساؤلاتهم. لكن طوال الوقت أظل شاعرا بهوة تفصلني عنهم، بالبعد عن مشاكلهم ، بأنني أنا وأمثالي لا نفيدهم في شيء ، بأن الثقافة والمعرفة التي نتعامل بها في حياتنا مقطوعة الصلة بما يعانون منه، وبأن الذين يصفون أنفسهم بالنخبـة يكـذبون، أويحيون في وهم . ان النخبة المقطوعة الصلة بجماهير الشعب ، ليست نخبة ، بل جزء من النظام الفاسد وألياته للبقاء . في لحظة من لحظات الصمت ، خطر في بالي أن أسـألهم عن مؤتمر المثقفين . فهو حدث انشغلت به أوساط المثقفين في بلادنا، كنت أريد أن أعرف رد الفعل الذي سيثيره هذا السـؤال بين مجموعة من الناس بعيدين عنه. ، فقبل أن أحضر إليهم أثار هذا المؤتمر جدلا، بل ومعـارك بين عدد من المثقفين المتصدرين للأمور الثقافية في مصر، والمهيمنين عليهـا. نشرت بيانات، ومقالات للهجوم عليه، أو للدفاع عنه، أذيعـت أخباره في وسائل الإعـلام، وقامـت نـدوات في الإذاعـة والتليفزيون لمناقشة دوافعه، ونتائجه، والأساليب التي اتبعـت في انعقاده، انبرى كل طرف من الأطـراف المتنازعـة برفع الشعارات الوطنية، شعارات الحرص علـى مـسـتقبل الأمـة و الشعوب العربية إزاء المخاطر الثقافية التي تهـدد منطقتنـا ، وضرورة السعي نحو بلورة "خطاب ث ......
#الثقافة
#ومؤتمر
#المثقفين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763464
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة -----------------------------------------منذ أيام سافرت إلى بلدتي "القضابة" قرية تطـل على ترعة "الباجورية" وعلى نهر النيـل ، يسـتغرق الوصول إليها بالسيارة ساعتين، كـان الجـو صـيفيا جميلا، والحقول تجتازها نسمة تحمـل الرائحـة المنعشة للمياه والأرض. المساحات المفتوحـة تمـلا صدري وعينيّ ، باخضرارها العميق، بأعواد الذرة ترفع شواشيها، بالأرز والقطن ألمح بشائر نواراته.قضيت النهار متنقلا من "غيط إلي غيط" أنهل من مناظر الطبيعة حرمت منها، وأستمتع بالسكينة والصمت . ثم جلست تحـت " عريشة " مع جمع من الفلاحين أحتسي الشاي وأقضم في كوز من الذرة المشوي، وأتحدث معهم عن أمور جرت في حيـاتـهم وأنا غائب عنهم. عن ابنة أحدهم تزوجت منذ أسبوعين ، ولـم أستطع أن أحضر العرس. تذكرتها طفله ترضع من الثدي، ثـم بنتا ترتدي مريلة المدرسة، وتلمع عيناها، ثـم فتـاة تخطو بقوامها الفارع فوق الأرض ، لتدلف من باب البيت حاملة شهادة المعهد التى وضعتها في الدرج ، لأن التعليم لا يتم إلا لمنْ يستطيع أن يدفع . لكن سرعان ما انتقل الحديث إلى " السـوق الحرة " وكوارثها، إلى ارتفاع أسعار المستلزمات التى يحتاجها الفلاحون فى جمعيى القرية ، والتى تزيد فى السوق السوداء التى تتسرب إليها أغلب الكميات، إلى المبيدات المغشوشة التي أبت أن تقتل دودة القطن رغم تكرار الرش . وهي حسـب قـولهم مبيـدات جلبها "يوسف والى" ومساعده يوسف عبد الرحمن المحتجـز حاليا في السجن . وتكلمنا عن حرب العراق، وفرض الولايات المتحـدة سطوتها علينا، تطرقنا إلى نظام الحكم يتعاون معها ويضغط بكل ثقله على حياة الشعب ، لصالح أقلية من الأغنياء يتلاعبون بأقواتنا، إلى كذب الحكام وفسادهم، إلى الرشوة التي أصبحت الوسيلة الوحيدة للحصول على الحق، وإلى السخط الذي يتزايـد يومـا بعد يوم.ألمح الغضب في عيونهم وهم يتساءلون: "إلى متى، إلى متى يطلب منا أن نتحمل هذا الظلم بينما يغرقون في بذخهم هم وأسرهم، وأولادهم، وتزداد أحوالنا نحن سوءا يوما بعد يوم ". . أتحدث إليهم عن "الأمل" وعن "التغيير" الذي سيحدث حتما . لابد من "المقاومة".. من قيادات جديدة ستولد، وتصل إلى النضج.. عن تحركات شعبية تتصاعد في كل منطقة وقطر ضد أمريكا وضد الحكام الذين يخدمون سياساتها، وأصف لهم المظاهرات التـي قامت ضد الحرب.. عن بلاد زرتها. أحكى حكايات، وأجيب عن تساؤلاتهم. لكن طوال الوقت أظل شاعرا بهوة تفصلني عنهم، بالبعد عن مشاكلهم ، بأنني أنا وأمثالي لا نفيدهم في شيء ، بأن الثقافة والمعرفة التي نتعامل بها في حياتنا مقطوعة الصلة بما يعانون منه، وبأن الذين يصفون أنفسهم بالنخبـة يكـذبون، أويحيون في وهم . ان النخبة المقطوعة الصلة بجماهير الشعب ، ليست نخبة ، بل جزء من النظام الفاسد وألياته للبقاء . في لحظة من لحظات الصمت ، خطر في بالي أن أسـألهم عن مؤتمر المثقفين . فهو حدث انشغلت به أوساط المثقفين في بلادنا، كنت أريد أن أعرف رد الفعل الذي سيثيره هذا السـؤال بين مجموعة من الناس بعيدين عنه. ، فقبل أن أحضر إليهم أثار هذا المؤتمر جدلا، بل ومعـارك بين عدد من المثقفين المتصدرين للأمور الثقافية في مصر، والمهيمنين عليهـا. نشرت بيانات، ومقالات للهجوم عليه، أو للدفاع عنه، أذيعـت أخباره في وسائل الإعـلام، وقامـت نـدوات في الإذاعـة والتليفزيون لمناقشة دوافعه، ونتائجه، والأساليب التي اتبعـت في انعقاده، انبرى كل طرف من الأطـراف المتنازعـة برفع الشعارات الوطنية، شعارات الحرص علـى مـسـتقبل الأمـة و الشعوب العربية إزاء المخاطر الثقافية التي تهـدد منطقتنـا ، وضرورة السعي نحو بلورة "خطاب ث ......
#الثقافة
#ومؤتمر
#المثقفين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763464
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - عن الثقافة ومؤتمر المثقفين فى مصر
شريف حتاتة : عن الطفولة الموؤدة فينا
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ---------------------------------------هل يوجد إنسان، رجلا كان أو امرأة لايحلم بالعدل؟ . إن حلم العدالة هو حلم إنساني ولد مع ولادة الظلم في الأرض. فالإنسان قادر علـى التخيـل، علـى رؤيـة مالايوجد أمامه، على تصور ما يريده لحياته. الفاصل بين الإنسان والحيوان هو خياله.الإنسان قادر على تخيل نظام للعالم غير الأنظمـة التي يعاني منها، فهي مبنية على التفرقة، ولاتحقق له العدل، أو الراحة التي يصبو إليها. لذلك لايكـف عـن الحلم بوسيلة لتغييرها، ولايتوقف خياله عن تصور ما هو أحسن منها.في الطفولة كنت مثل كل الأطفال أعبر بصوت عال عما لا يعجبني. عن الأشياء التي لا تقنعنـي. والطفـل حساس للظلم. يراه بوضوح، ويفصح عما في أعماقه. الطفل يرى الظلم، ولذلك هو قادر علـى الإحسـاس بالعدل. يرى الكذب، ولذلك ينطق بالصدق. من هنا جاءت القصة المشهورة عن الطفل الـذي رأى الملك سائرا في المدينة، وهو عار تماما بعـد أن خلع ملابسه. عندما مّر موكبه هلل له الناس، وقـالوا ماأجمل ملابسه. أما الطفل فقد أشار إليه وقـال فـي صوت عال "انظروا الملك.. إنه عار لايرتدى ملابسه".هذه القصة تشير الى الخلل في حياتنا. لكننا تفهمها على أنها تدل على براءة، وسذاجة الطفل، ثـم تنسـاها. نريد أن نتهرب من مدلولها. فهي تعنى أننا عندما نكبـر نـكـف عـن الصدق، أو نفقد القدرة على رؤيته. إننـا لـم نـعـد نـرى المفارقات، أو الظلم، أو الكذب في حياتنا. تعودنـا فأصبحت طبيعية لدينا. أصابنا نوع من العمي، هو العجـز عـن رؤيـة الحق. تقبلنا الأوضاع الظالمة، والفاسدة التي نعيشـها فـي البيت، والمدرسة، والشارع، والمصنع، والحقل، في كل مكـان نذهب إليه. تكيفنا معها، وتعودنا عليهـا فأصبحت ظـاهرة طبيعية، ومنْ يعترض عليها يوصف بأنه طفل لم ينضج بعـد، أو مجنون أصابه شيء في العقـل، أو متطـرف أو شـاذ، أو مشاغب يجب إسكاته. بمعنى آخر الحياة تفسد الطفـل الـذي نحمله في أعماقنا. تفسده مظاهر التفرقة التي نعيشها في كـل لحظة من حياتنا. تفسده الأسرة، والثقافة، والمدرسة، ووسائل الإعلام. يفسده الخوف من العقاب على الأرض أو في السماء، عقاب الحاكم، أو الرب. لذلك لم نعد نرى ماكان يجب أن نراه. لم نعد نرى الظلم، والكذب، والتفرقة اليوميـة التـي تقتـرن بحياتنا. فقدنا القدرة على تخيل مجتمع مختلف، وعالم مختلف، ونظم مختلفة فيها صدق، وعدل. وأصبحنا ننظر إلـى مـاهو موجود على أنه سُنة الكون، موروث طبيعـي ، لانسـتطبع أن نغيره حتى نريح أنفسنا من وجع القلب.الإبداع هو القدرة على تخيل حياة غير الحياة التي نعيشها. هي القدرة على رؤية عالم بلا كذب، وبلا ظلم. بلا تفرقة على أساس الطبقة، أو اللون، أو العرق، أو الديانـة، أو الجـنس. المبدع صاحب خیال مثل الطفل. لذلك فالمبـدعون الحقيقيـون عاجزون عن التعامل مع الحياة العاديـة للنـاس. أن الأحـلام الكبيرة تأخذهم، تستولى عليهم، تبعدهم عن الصغائر التـى تتحكم في أوضاعنا. إنهم كالأطفال، لا يقبلون مـا يغضبهم، كالأطفال في تطرفهم، وإصرارهم على التضحية بكل شيء ، ما عدا الإبداع الذي يعطى معنى لحياتهم. من خلال خيالهم يصنعون عالما آخر، عالما جميلا ومبهرا، لا يسوده القبح الذي يفسد حياتنا، لاتسوده الأشياء التي نهتم بها ، عندما نكون في سـن " الرشد".الإبداع الحقيقي فيه شجاعة الأطفال الذين يعبرون عـن أكثر الجوانب حساسية في حياتنا، عن المحرمات التـي تكبـل الوجدان، والعقل. الأطفال يتساءلون عن الخلق وكيف تم. عن الجنس وأسراره. عن أسباب التفرقة بين الولد، والبنـت ، أو بين الغني والفقير. الطفل يتعاطف مع الخدم، ويعاملهم بإن ......
#الطفولة
#الموؤدة
#فينا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764156
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ---------------------------------------هل يوجد إنسان، رجلا كان أو امرأة لايحلم بالعدل؟ . إن حلم العدالة هو حلم إنساني ولد مع ولادة الظلم في الأرض. فالإنسان قادر علـى التخيـل، علـى رؤيـة مالايوجد أمامه، على تصور ما يريده لحياته. الفاصل بين الإنسان والحيوان هو خياله.الإنسان قادر على تخيل نظام للعالم غير الأنظمـة التي يعاني منها، فهي مبنية على التفرقة، ولاتحقق له العدل، أو الراحة التي يصبو إليها. لذلك لايكـف عـن الحلم بوسيلة لتغييرها، ولايتوقف خياله عن تصور ما هو أحسن منها.في الطفولة كنت مثل كل الأطفال أعبر بصوت عال عما لا يعجبني. عن الأشياء التي لا تقنعنـي. والطفـل حساس للظلم. يراه بوضوح، ويفصح عما في أعماقه. الطفل يرى الظلم، ولذلك هو قادر علـى الإحسـاس بالعدل. يرى الكذب، ولذلك ينطق بالصدق. من هنا جاءت القصة المشهورة عن الطفل الـذي رأى الملك سائرا في المدينة، وهو عار تماما بعـد أن خلع ملابسه. عندما مّر موكبه هلل له الناس، وقـالوا ماأجمل ملابسه. أما الطفل فقد أشار إليه وقـال فـي صوت عال "انظروا الملك.. إنه عار لايرتدى ملابسه".هذه القصة تشير الى الخلل في حياتنا. لكننا تفهمها على أنها تدل على براءة، وسذاجة الطفل، ثـم تنسـاها. نريد أن نتهرب من مدلولها. فهي تعنى أننا عندما نكبـر نـكـف عـن الصدق، أو نفقد القدرة على رؤيته. إننـا لـم نـعـد نـرى المفارقات، أو الظلم، أو الكذب في حياتنا. تعودنـا فأصبحت طبيعية لدينا. أصابنا نوع من العمي، هو العجـز عـن رؤيـة الحق. تقبلنا الأوضاع الظالمة، والفاسدة التي نعيشـها فـي البيت، والمدرسة، والشارع، والمصنع، والحقل، في كل مكـان نذهب إليه. تكيفنا معها، وتعودنا عليهـا فأصبحت ظـاهرة طبيعية، ومنْ يعترض عليها يوصف بأنه طفل لم ينضج بعـد، أو مجنون أصابه شيء في العقـل، أو متطـرف أو شـاذ، أو مشاغب يجب إسكاته. بمعنى آخر الحياة تفسد الطفـل الـذي نحمله في أعماقنا. تفسده مظاهر التفرقة التي نعيشها في كـل لحظة من حياتنا. تفسده الأسرة، والثقافة، والمدرسة، ووسائل الإعلام. يفسده الخوف من العقاب على الأرض أو في السماء، عقاب الحاكم، أو الرب. لذلك لم نعد نرى ماكان يجب أن نراه. لم نعد نرى الظلم، والكذب، والتفرقة اليوميـة التـي تقتـرن بحياتنا. فقدنا القدرة على تخيل مجتمع مختلف، وعالم مختلف، ونظم مختلفة فيها صدق، وعدل. وأصبحنا ننظر إلـى مـاهو موجود على أنه سُنة الكون، موروث طبيعـي ، لانسـتطبع أن نغيره حتى نريح أنفسنا من وجع القلب.الإبداع هو القدرة على تخيل حياة غير الحياة التي نعيشها. هي القدرة على رؤية عالم بلا كذب، وبلا ظلم. بلا تفرقة على أساس الطبقة، أو اللون، أو العرق، أو الديانـة، أو الجـنس. المبدع صاحب خیال مثل الطفل. لذلك فالمبـدعون الحقيقيـون عاجزون عن التعامل مع الحياة العاديـة للنـاس. أن الأحـلام الكبيرة تأخذهم، تستولى عليهم، تبعدهم عن الصغائر التـى تتحكم في أوضاعنا. إنهم كالأطفال، لا يقبلون مـا يغضبهم، كالأطفال في تطرفهم، وإصرارهم على التضحية بكل شيء ، ما عدا الإبداع الذي يعطى معنى لحياتهم. من خلال خيالهم يصنعون عالما آخر، عالما جميلا ومبهرا، لا يسوده القبح الذي يفسد حياتنا، لاتسوده الأشياء التي نهتم بها ، عندما نكون في سـن " الرشد".الإبداع الحقيقي فيه شجاعة الأطفال الذين يعبرون عـن أكثر الجوانب حساسية في حياتنا، عن المحرمات التـي تكبـل الوجدان، والعقل. الأطفال يتساءلون عن الخلق وكيف تم. عن الجنس وأسراره. عن أسباب التفرقة بين الولد، والبنـت ، أو بين الغني والفقير. الطفل يتعاطف مع الخدم، ويعاملهم بإن ......
#الطفولة
#الموؤدة
#فينا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764156
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - عن الطفولة الموؤدة فينا
شريف حتاتة : الطيور الملونة وهرم خوفو
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ----------------------------------------------عندما كنت طفلا عشت لمدة خمس سنوات فى حى من أحياء لندن . كان أغلب سكان هذا الحى ينتمون إلى الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى . لم يكونوا من الفقراء ، ولكن كان دخلهم محدودا . عندما أمشى ناحية الشمال كنت أجد نفسى سائرا بين بيوت الأثرياء ، وسط حداق يلعب فيها أبناؤهم وبناتهم . تعرفت على بعضهم ، ولكن بعد قليل أصبحت أتفادى الاختلاط بهم . كانوا يتعاملون معى بإستعلاء لأننى أفقر منهم ، ولأن أبى ليس إنجليزيا ، وإنما رجل جاء من تلك البلاد تسمى بالمستعمرات البريطانية . كنت أفضل اجتياز حدود الحر فى اتجاه الشرق . فالصبية والبنات فى هذا الحى المجاور لنا كانوا ينتمون إلى أسر فقيرة نسبيا . وكان هذا يشعرنى بنوع من التميز . كما كانوا يتصرفون معى بتلقائية قد تصل إلى حد الخشونة . ولكننى كنت أفضل هذه المعاملة عن الاحتقار البارد ، والأدب المتعالى اللذين تجيدها الأسر الإنجليزية الثرية . وكانوا يخترعون ألعابا فيها جرأة واقتحام ، اكتشفت معها أن الحياة فيها مغامرات ، وأشياء مثيرة ، وأن عالما جديدا يتفتح أمام عينى . كانت أمى تحذرنى من الاختلاط بهم ، وتشجعنى على التعلق بأبناء وبنات الأسر التى تقيم فى الجهة الشمالية. فتعودت أن أخفى عنها اتجاهى عندما أذهب لللعب مع الأطفال الآخرين . أخرج من الباب الحديدى المنخفض للحديقة المحيطة ببيتنا ، وعيناها تتبعانى من نافذة حجرة نومنا فى الدور الثانى إلى أن ينحنى الطريق ، وأختفى خلف الأشجار. هكذا تتيقن أننى لم أغير إتجاهي ناحية الشرق لألحق بالأطفال هناك. كان يوجد في هذه المنطقة ، جدول يشق المساحات الخضراء وتسبح فيها الأسماك ، وغابه تطير فيها فراشات ، وطيور من مختلف الأنواع. ومن بين الأطفال الذين كنت ألقاهم هناك كان يوجد صبى طويل القامة ، قوى البنية يكبرنا بعدة سنوات دأب على اختراع ألعابا غريبة، مثيرة لنا نحن الأطفال ، ولاتخلو من القسوة في بعض الاحيان. ومن فرط انبهارنا بجرأته وخياله الخصب ، أسلمنا له قيادنا دون صراع.كان اسمه شارلي. وكان شارلي هذا يجيد الصيد ، ونصب الفخاخ يصطاد فيها أنواعا من الطيور المنتشرة في الغابة ، فإذا نجح في اصطياد عدد من الطيور المنتمية الى نفس النوع، يختار من بينها أكبرهم حجما، ويربطه في معصمه ثم يقوم بصبغ جناحيه، ورأسه، وصدره بالألوان الزاهية . يحوله الى شيء يشبه صحبة من الزهور البرية الجميلة المختلفة الألوان . وبعد أن ينتهى من اللمسات الأخيرة يقودنا إلى عمق الغابة حيث تزداد كثافة الأشجار، ويخرج الطير من القفص الذي حبسه فيه، ويضعه بين يدى أحد الصبية، ويطلب منه ألا يدعه يطير. أحيانا يقع الدور علىّ لأقوم بما يريده . وعندئذ يطلب منى أن أضغط على صدر الطير الملون بضغطات رقيقة تجعله يزقزق ويصوصو بأعلى صوته. فتنجذب الى نداءاته عشرات الطيور المشابهة وتبدأ في التحليق، والدوران المتوتر فوق المكان الذي نقف فيه. فيضاعف الطير الحبيس بين يدي من حدة الأصوات التي يطلقها ، كأنه يطلب منها أن تنقذه . أحس بقلبه الصغير يدق بعنف في الصدر الدافيء المزخرف بالألوان الزاهية. عندما يتجمع عدد كاف من الطيور في بقعة السماء المطلة علينا ، يشير إلیّ شارلي بإطلاق سراحه من بين يدى ، فينطلق فرحا مسرورا بالحرية عادت إليه . ألمحة صاعدا فوق الأشجار كالسهم الملون، يشبه قطعة من قوس قزح فوق السماء تغطيها السحب الرمادية ، ليلقي بنفسه داخل سرب الطيور البنية اللون . لمدة لحظات يصيب الطيور المحلقة حوله ، حالة من الاضطراب كأنها لا تدرك ما الذي يمكن أن تفعله بهذا الوافد الغريب. أما ......
#الطيور
#الملونة
#وهرم
#خوفو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765006
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ----------------------------------------------عندما كنت طفلا عشت لمدة خمس سنوات فى حى من أحياء لندن . كان أغلب سكان هذا الحى ينتمون إلى الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى . لم يكونوا من الفقراء ، ولكن كان دخلهم محدودا . عندما أمشى ناحية الشمال كنت أجد نفسى سائرا بين بيوت الأثرياء ، وسط حداق يلعب فيها أبناؤهم وبناتهم . تعرفت على بعضهم ، ولكن بعد قليل أصبحت أتفادى الاختلاط بهم . كانوا يتعاملون معى بإستعلاء لأننى أفقر منهم ، ولأن أبى ليس إنجليزيا ، وإنما رجل جاء من تلك البلاد تسمى بالمستعمرات البريطانية . كنت أفضل اجتياز حدود الحر فى اتجاه الشرق . فالصبية والبنات فى هذا الحى المجاور لنا كانوا ينتمون إلى أسر فقيرة نسبيا . وكان هذا يشعرنى بنوع من التميز . كما كانوا يتصرفون معى بتلقائية قد تصل إلى حد الخشونة . ولكننى كنت أفضل هذه المعاملة عن الاحتقار البارد ، والأدب المتعالى اللذين تجيدها الأسر الإنجليزية الثرية . وكانوا يخترعون ألعابا فيها جرأة واقتحام ، اكتشفت معها أن الحياة فيها مغامرات ، وأشياء مثيرة ، وأن عالما جديدا يتفتح أمام عينى . كانت أمى تحذرنى من الاختلاط بهم ، وتشجعنى على التعلق بأبناء وبنات الأسر التى تقيم فى الجهة الشمالية. فتعودت أن أخفى عنها اتجاهى عندما أذهب لللعب مع الأطفال الآخرين . أخرج من الباب الحديدى المنخفض للحديقة المحيطة ببيتنا ، وعيناها تتبعانى من نافذة حجرة نومنا فى الدور الثانى إلى أن ينحنى الطريق ، وأختفى خلف الأشجار. هكذا تتيقن أننى لم أغير إتجاهي ناحية الشرق لألحق بالأطفال هناك. كان يوجد في هذه المنطقة ، جدول يشق المساحات الخضراء وتسبح فيها الأسماك ، وغابه تطير فيها فراشات ، وطيور من مختلف الأنواع. ومن بين الأطفال الذين كنت ألقاهم هناك كان يوجد صبى طويل القامة ، قوى البنية يكبرنا بعدة سنوات دأب على اختراع ألعابا غريبة، مثيرة لنا نحن الأطفال ، ولاتخلو من القسوة في بعض الاحيان. ومن فرط انبهارنا بجرأته وخياله الخصب ، أسلمنا له قيادنا دون صراع.كان اسمه شارلي. وكان شارلي هذا يجيد الصيد ، ونصب الفخاخ يصطاد فيها أنواعا من الطيور المنتشرة في الغابة ، فإذا نجح في اصطياد عدد من الطيور المنتمية الى نفس النوع، يختار من بينها أكبرهم حجما، ويربطه في معصمه ثم يقوم بصبغ جناحيه، ورأسه، وصدره بالألوان الزاهية . يحوله الى شيء يشبه صحبة من الزهور البرية الجميلة المختلفة الألوان . وبعد أن ينتهى من اللمسات الأخيرة يقودنا إلى عمق الغابة حيث تزداد كثافة الأشجار، ويخرج الطير من القفص الذي حبسه فيه، ويضعه بين يدى أحد الصبية، ويطلب منه ألا يدعه يطير. أحيانا يقع الدور علىّ لأقوم بما يريده . وعندئذ يطلب منى أن أضغط على صدر الطير الملون بضغطات رقيقة تجعله يزقزق ويصوصو بأعلى صوته. فتنجذب الى نداءاته عشرات الطيور المشابهة وتبدأ في التحليق، والدوران المتوتر فوق المكان الذي نقف فيه. فيضاعف الطير الحبيس بين يدي من حدة الأصوات التي يطلقها ، كأنه يطلب منها أن تنقذه . أحس بقلبه الصغير يدق بعنف في الصدر الدافيء المزخرف بالألوان الزاهية. عندما يتجمع عدد كاف من الطيور في بقعة السماء المطلة علينا ، يشير إلیّ شارلي بإطلاق سراحه من بين يدى ، فينطلق فرحا مسرورا بالحرية عادت إليه . ألمحة صاعدا فوق الأشجار كالسهم الملون، يشبه قطعة من قوس قزح فوق السماء تغطيها السحب الرمادية ، ليلقي بنفسه داخل سرب الطيور البنية اللون . لمدة لحظات يصيب الطيور المحلقة حوله ، حالة من الاضطراب كأنها لا تدرك ما الذي يمكن أن تفعله بهذا الوافد الغريب. أما ......
#الطيور
#الملونة
#وهرم
#خوفو
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765006
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - الطيور الملونة وهرم خوفو
شريف حتاتة : رحلة فى قلب القارة السوداء
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة رحلة في قلب القارة السوداء ---------------------------------------------قال صدی-;-قی-;-: " لم أعد أطيق هذا الحر الخانق. سأترك كل شيء، وأسافر غدا الى مرسى مطروح . أقمت منزلا على ربوة صغيرة لأرى البحر من كل الجهات . لماذا لا تأتى معى لنستريح سويا من هذا العناء؟ ". قلت: " لا أنا مسافر في عكس الاتجاه . الى مدينة اسمها " هراری-;- " .. فسأل: " هراري " .. لم أسمع عن بلدة بهذا الاسم في الصعيد.قلت : " هراري "هي عاصمة " زمبابوي " في " جنوب أفريقيا ". قال : " ی-;-ا خبر اسود. أفريقيا .. جنوب أفريقيا .. ستموت من الحر هناك. وماذا ستفعل وسط هؤلاء السود ؟ ". قلت : " انها تحت خط الاستواء بمسافة، والموسم عندهم الآن هو الشتاء ، فضلا عن أن هراري تقع على ارتفاع أكثر من ألف وخمسمائة متر فوق سطح البحر. وأنا مسافر لحضور المعرض الدولي السنوي للكتاب والمشاركة في مؤتمر اسمه الجنس والكتابة في أفريقيا ". نظر اليّ في استنكار. لكن في تلك اللحظة رن جرس التليفون وانشغل بالرد على المكالمة فلم نواصل الحديث. ولكن وأنا جالس في الطائرة تذكرت كلامه عن السود والتعبير الدارج الذي استخدمه عندما قال ، يا خبر اسود . فاللون الأسود في حياتنا مازال يرتبط بالضرر والكوارث ، والحداد، والحزن ، والشرور عموما. كما ترتبط البشرة السوداء بالتخلف ، ونوع من الهمجية . وهذه الأشياء متأصلة منذ الطفولة دعمتها العنصرية التي ظلت أحد أركان التفرقة ، وقسمت الناس الى الأسياد البيض والعبيد السود. ورغم كل هذا الحديث عن منظمة الوحدة الأفريقية ، ودور مصر البارز فيها ، مازال الناس يندهشون اذا ذكرناهم أننا جزء من أفريقيا ، وأن المياه التي روت الحضارة المصرية منذ ما قبل الفراعنة حتى اليوم تأتينا من اوغندا، وأثيوبيا في قلب أفريقيا السوداء. فعيوننا تحملق الى اوروبا ، وأمريكا ، وبلاد النفط العربية لكن نادرا ما تتجه الى الجنوب ، رغم أن التعاون بين أقطار الجنوب لابد منه لكي يصبح لنا مكان في عالم اليوم. وفي العقود الأخيرة فرض علينا الاهتمام بالشرق الأوسط ، الذي يدور مـحـوره حـول اسرائيل وتركيا بدلا من مصر والبلاد العربية . هذا الحاجز بين شمال وجنوب أفريقيا انعكس في المعرض الدولي وكذلك في المؤتمر . فما عدا نوال السعداوي وأنا ، لم يكن هناك مشاركات أو مشاركين عن مصر أو ليبيا أو تونس أو الجزائر أو المغرب .. وهي ظاهرة نبهنا اليها في المؤتمر حتى يتم تداركها في المستقبل ، وحتى لا تترسخ التقسيمات الاستعمارية التي لا تخدم قضية التضامن بين الشعوب الأفريقية ، التي تتعرض لمشاكل خطيرة في ظل الأوضاع العالمية والمحلية الحالية.جلسة أولى مبدعة ...............................افتتح المؤتمر يوم 30 يوليو ١-;-٩-;-٩-;-٩-;- الساعة التاسعة صباحا في صالة الاحتفالات الكبرى بفندق كراون التي ازدحمت بما يزيد عن ألف شخص أغلبهم من النساء. لم يفتتح بالخطب الرنانة، وإنما بمسرحية اخرجها أكونداي أشوانا رئيس احدى الفرق الشعبية المشهورة ، التي تجـوب القطر بعروضها لتصل بها الى أبعد المناطق، والنجوع . المسرحية عبارة عن كوميديا ساخرة تدور حول سياسة الحكومة، وتصرفات الأجهزة الادارية المسئولة عن برنامج التوطين. شاهدنا فيها أحد المسئولين ومساعديه ،والعمدة في مواجهة قرية عشوائية احتل سكانها بعض الأراضي الشاغرة، وقاموا بزراعـتـهـا بعد أن أغلقت جميع سبل العيش في وجوههم، فأرسل المسئول مع مساعديه لاخلاء هذه الأراضي، وإعادة توطين القرويين في مكان آخر. ويدور حوار ساخر، ومضحك للغاية بين الموظفين البي ......
#رحلة
#القارة
#السوداء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765292
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة رحلة في قلب القارة السوداء ---------------------------------------------قال صدی-;-قی-;-: " لم أعد أطيق هذا الحر الخانق. سأترك كل شيء، وأسافر غدا الى مرسى مطروح . أقمت منزلا على ربوة صغيرة لأرى البحر من كل الجهات . لماذا لا تأتى معى لنستريح سويا من هذا العناء؟ ". قلت: " لا أنا مسافر في عكس الاتجاه . الى مدينة اسمها " هراری-;- " .. فسأل: " هراري " .. لم أسمع عن بلدة بهذا الاسم في الصعيد.قلت : " هراري "هي عاصمة " زمبابوي " في " جنوب أفريقيا ". قال : " ی-;-ا خبر اسود. أفريقيا .. جنوب أفريقيا .. ستموت من الحر هناك. وماذا ستفعل وسط هؤلاء السود ؟ ". قلت : " انها تحت خط الاستواء بمسافة، والموسم عندهم الآن هو الشتاء ، فضلا عن أن هراري تقع على ارتفاع أكثر من ألف وخمسمائة متر فوق سطح البحر. وأنا مسافر لحضور المعرض الدولي السنوي للكتاب والمشاركة في مؤتمر اسمه الجنس والكتابة في أفريقيا ". نظر اليّ في استنكار. لكن في تلك اللحظة رن جرس التليفون وانشغل بالرد على المكالمة فلم نواصل الحديث. ولكن وأنا جالس في الطائرة تذكرت كلامه عن السود والتعبير الدارج الذي استخدمه عندما قال ، يا خبر اسود . فاللون الأسود في حياتنا مازال يرتبط بالضرر والكوارث ، والحداد، والحزن ، والشرور عموما. كما ترتبط البشرة السوداء بالتخلف ، ونوع من الهمجية . وهذه الأشياء متأصلة منذ الطفولة دعمتها العنصرية التي ظلت أحد أركان التفرقة ، وقسمت الناس الى الأسياد البيض والعبيد السود. ورغم كل هذا الحديث عن منظمة الوحدة الأفريقية ، ودور مصر البارز فيها ، مازال الناس يندهشون اذا ذكرناهم أننا جزء من أفريقيا ، وأن المياه التي روت الحضارة المصرية منذ ما قبل الفراعنة حتى اليوم تأتينا من اوغندا، وأثيوبيا في قلب أفريقيا السوداء. فعيوننا تحملق الى اوروبا ، وأمريكا ، وبلاد النفط العربية لكن نادرا ما تتجه الى الجنوب ، رغم أن التعاون بين أقطار الجنوب لابد منه لكي يصبح لنا مكان في عالم اليوم. وفي العقود الأخيرة فرض علينا الاهتمام بالشرق الأوسط ، الذي يدور مـحـوره حـول اسرائيل وتركيا بدلا من مصر والبلاد العربية . هذا الحاجز بين شمال وجنوب أفريقيا انعكس في المعرض الدولي وكذلك في المؤتمر . فما عدا نوال السعداوي وأنا ، لم يكن هناك مشاركات أو مشاركين عن مصر أو ليبيا أو تونس أو الجزائر أو المغرب .. وهي ظاهرة نبهنا اليها في المؤتمر حتى يتم تداركها في المستقبل ، وحتى لا تترسخ التقسيمات الاستعمارية التي لا تخدم قضية التضامن بين الشعوب الأفريقية ، التي تتعرض لمشاكل خطيرة في ظل الأوضاع العالمية والمحلية الحالية.جلسة أولى مبدعة ...............................افتتح المؤتمر يوم 30 يوليو ١-;-٩-;-٩-;-٩-;- الساعة التاسعة صباحا في صالة الاحتفالات الكبرى بفندق كراون التي ازدحمت بما يزيد عن ألف شخص أغلبهم من النساء. لم يفتتح بالخطب الرنانة، وإنما بمسرحية اخرجها أكونداي أشوانا رئيس احدى الفرق الشعبية المشهورة ، التي تجـوب القطر بعروضها لتصل بها الى أبعد المناطق، والنجوع . المسرحية عبارة عن كوميديا ساخرة تدور حول سياسة الحكومة، وتصرفات الأجهزة الادارية المسئولة عن برنامج التوطين. شاهدنا فيها أحد المسئولين ومساعديه ،والعمدة في مواجهة قرية عشوائية احتل سكانها بعض الأراضي الشاغرة، وقاموا بزراعـتـهـا بعد أن أغلقت جميع سبل العيش في وجوههم، فأرسل المسئول مع مساعديه لاخلاء هذه الأراضي، وإعادة توطين القرويين في مكان آخر. ويدور حوار ساخر، ومضحك للغاية بين الموظفين البي ......
#رحلة
#القارة
#السوداء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765292
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - رحلة فى قلب القارة السوداء
شريف حتاتة : تأملات غير قانونية فى القانون
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة تأملات غير قانونية .. في القانون --------------------------------------------------دخلت حجرة الموظف المختص المزدحمة بالملفات .. شرحت له الغرض الذي جـلت من أجله.. فـاخـذ ينظر إلى بنظرة توحي بأننـي خـارج دائرة اهتمامه، وأن مثل هذا الطلب ليس في مكانه، أو على الأقل دونه عقبات لا حصر لها ، يجب أن تشعرنى باليأس. منذ أسابيع كنت وحدي في البيت ، جالسا على مكتبي منهمكا في كتابة رواية جديدة قاربت على نهايتها بعد جهود متقطعة استمرت منذ خريف سنة 1993 . في الشهور الأخيرة زحف القلم فوق السطور بسهولة ، بعد أن برزت معالم الرواية من الغـيـوم التي عذبتني طوال السنين، فأصبحت كالطائر في السماء أحلق فوق مشاغل الحياة . في لحظة من اللحظات ، جاءني رنين جرس الفاكس يتردد في مكان بعيد خارج العالم الذي استغرقت فيه ، كأنه ينبهني أن هذا العالم ليس هو كل شئ. لم أنتبه إليه . لكن في المساء عندما أنهيت عمل اليوم، وقمت لتناول وجبة خفيفة قبل النوم ، لمحت الصفحة البيضاء المطبوعة تطل من جهاز الفاكس الرمادي اللون. كانت دعوة موجهة إلىّ من مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ، لحضور اجتماعها القادم الذي سيعقد لمناقشة الموقف بعد صدور القانون 153 لسنة 1999 المنظم لنشاط الجمعيات الأهلية .زيارة لموظف........................قفز عقلى أربعة عشر عاما إلى الوراء. ففي سنتي 1985 و1986 انتخبت أول أمين عام للفرع المصري في المنظمة العربية لحقوق الإنسان . كانت التأسيسية لهذا الفرع، الذي أصبح المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فيما بعد، مكونة من 64 عضوا، وعضوة . وكان العمل تطوعيا يعتمد على الاشتراكات، والتبرعات، وأساسا على الإعانة التي خصصتها له المنظمة العربية لحقوق الإنسان .بعد أن انتهت الانتخابات، وأصبح الفرع منظمة تحت التأسيس ، اتفق في الأمانة على إعداد الأوراق اللازمة لتسجيلها في وزارة الشئون الاجتماعية وفقا للقانون ٣٢ لسنة 1964 القائم انذاك. كان مقر الجمعية في ميدان أسوان، بالمهندسين، وفي أحد أيام شهر يوليو سنة 1986 توجهت إلى مديرية الشئون الاجـتـمـاعـيـة بالجيزة . دخلت حجرة الموظف المختص المزدحمة بالملفات يشاركه فيها موظف آخر. شرحت له الغرض الذي من اجله جئت ، فظل ينظر إلىّ بنظرة توحي بأنني خارج دائرة اهتمامه، وأن مثل هذا الطلب ليس يجدى .بعـد أن انتـهـى الحـوار المخـتـصـر الذي دار بيننا، طلبت منه أن يوقع بالاستلام على صورة من الخطاب ثم هبطت على السلالم المغطاة بالتراب، وأعقاب السجائر، وبقايا طعام وخرجت من الباب إلى الشارع. وقفت أتلقى نسمات من الهواء أنعشتني، وأعادت إلىّ تفاؤلي الساذج عشت به أكثر من سنة ، وآمل أن يستمر طول العمر فما زال عندي ما أريد أن أنجزه . لكن في أعـمـاقـي كـان يـتـردد همس يقول لي ، أن حـقـوق الإنسان ستصاب بالسكتة القلبية، أو الاختناق في هذا الجهاز. لم يأتنا الرد لمدة طويلة، رغم إرسالنا لأكثر من استعجال، ثم جاءنا خطاب مكتوب على نصف فرخ من الورق الأصفر ، يبلغنا برفض تسجيل المنظمة لأن هناك جمعية أخرى تمارس نشاطا في المجال نفسه داخل محافظة الجيزة، ولايجوز طبقا للقانون أن تنشأ أكثر من جمعية واحدة في المحافظة أهدافها متشابهة. بعد عدة شهور من البحث اكتشفنا أن الجمعية الأخرى المشار إليها في خطاب مديرية الشئون ليس لها وجود، وان المجموعة التي أرادت أن تكونها منذ ما يقرب من سنتين انفضت بعد اجتماعها الأول. ليس لها مقر، أو ملف، أو سجل، أو أوراق من أي نوع. فأرسلنا خطابا بهـذا المعنى إلى المديرية . مـرت شـهـور أخرى قبل أن نتلقى الرد ليف ......
#تأملات
#قانونية
#القانون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765824
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة تأملات غير قانونية .. في القانون --------------------------------------------------دخلت حجرة الموظف المختص المزدحمة بالملفات .. شرحت له الغرض الذي جـلت من أجله.. فـاخـذ ينظر إلى بنظرة توحي بأننـي خـارج دائرة اهتمامه، وأن مثل هذا الطلب ليس في مكانه، أو على الأقل دونه عقبات لا حصر لها ، يجب أن تشعرنى باليأس. منذ أسابيع كنت وحدي في البيت ، جالسا على مكتبي منهمكا في كتابة رواية جديدة قاربت على نهايتها بعد جهود متقطعة استمرت منذ خريف سنة 1993 . في الشهور الأخيرة زحف القلم فوق السطور بسهولة ، بعد أن برزت معالم الرواية من الغـيـوم التي عذبتني طوال السنين، فأصبحت كالطائر في السماء أحلق فوق مشاغل الحياة . في لحظة من اللحظات ، جاءني رنين جرس الفاكس يتردد في مكان بعيد خارج العالم الذي استغرقت فيه ، كأنه ينبهني أن هذا العالم ليس هو كل شئ. لم أنتبه إليه . لكن في المساء عندما أنهيت عمل اليوم، وقمت لتناول وجبة خفيفة قبل النوم ، لمحت الصفحة البيضاء المطبوعة تطل من جهاز الفاكس الرمادي اللون. كانت دعوة موجهة إلىّ من مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ، لحضور اجتماعها القادم الذي سيعقد لمناقشة الموقف بعد صدور القانون 153 لسنة 1999 المنظم لنشاط الجمعيات الأهلية .زيارة لموظف........................قفز عقلى أربعة عشر عاما إلى الوراء. ففي سنتي 1985 و1986 انتخبت أول أمين عام للفرع المصري في المنظمة العربية لحقوق الإنسان . كانت التأسيسية لهذا الفرع، الذي أصبح المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فيما بعد، مكونة من 64 عضوا، وعضوة . وكان العمل تطوعيا يعتمد على الاشتراكات، والتبرعات، وأساسا على الإعانة التي خصصتها له المنظمة العربية لحقوق الإنسان .بعد أن انتهت الانتخابات، وأصبح الفرع منظمة تحت التأسيس ، اتفق في الأمانة على إعداد الأوراق اللازمة لتسجيلها في وزارة الشئون الاجتماعية وفقا للقانون ٣٢ لسنة 1964 القائم انذاك. كان مقر الجمعية في ميدان أسوان، بالمهندسين، وفي أحد أيام شهر يوليو سنة 1986 توجهت إلى مديرية الشئون الاجـتـمـاعـيـة بالجيزة . دخلت حجرة الموظف المختص المزدحمة بالملفات يشاركه فيها موظف آخر. شرحت له الغرض الذي من اجله جئت ، فظل ينظر إلىّ بنظرة توحي بأنني خارج دائرة اهتمامه، وأن مثل هذا الطلب ليس يجدى .بعـد أن انتـهـى الحـوار المخـتـصـر الذي دار بيننا، طلبت منه أن يوقع بالاستلام على صورة من الخطاب ثم هبطت على السلالم المغطاة بالتراب، وأعقاب السجائر، وبقايا طعام وخرجت من الباب إلى الشارع. وقفت أتلقى نسمات من الهواء أنعشتني، وأعادت إلىّ تفاؤلي الساذج عشت به أكثر من سنة ، وآمل أن يستمر طول العمر فما زال عندي ما أريد أن أنجزه . لكن في أعـمـاقـي كـان يـتـردد همس يقول لي ، أن حـقـوق الإنسان ستصاب بالسكتة القلبية، أو الاختناق في هذا الجهاز. لم يأتنا الرد لمدة طويلة، رغم إرسالنا لأكثر من استعجال، ثم جاءنا خطاب مكتوب على نصف فرخ من الورق الأصفر ، يبلغنا برفض تسجيل المنظمة لأن هناك جمعية أخرى تمارس نشاطا في المجال نفسه داخل محافظة الجيزة، ولايجوز طبقا للقانون أن تنشأ أكثر من جمعية واحدة في المحافظة أهدافها متشابهة. بعد عدة شهور من البحث اكتشفنا أن الجمعية الأخرى المشار إليها في خطاب مديرية الشئون ليس لها وجود، وان المجموعة التي أرادت أن تكونها منذ ما يقرب من سنتين انفضت بعد اجتماعها الأول. ليس لها مقر، أو ملف، أو سجل، أو أوراق من أي نوع. فأرسلنا خطابا بهـذا المعنى إلى المديرية . مـرت شـهـور أخرى قبل أن نتلقى الرد ليف ......
#تأملات
#قانونية
#القانون
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765824
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - تأملات غير قانونية فى القانون
شريف حتاتة : عالم بلا جدران
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة الحجرة التي أجلس فيها لا تحتلها سوى مانـدة ، تمتد قرب الجدران تاركة مساحة فارغة في المنتصف. على المقاعد المرصوصة حولها ، يجلس عدد من الرجال والنساء أغلبهم في منتصف العمـر والبـاقـون مـن الشباب. أسمع كلمات بمختلف اللغات. أجلـس صامتا، متأملا، سارحا في الـزمن والمسافات، في إحساس بالدهشة يتملكني أحيانا عندما أنتقل بين البلاد ، كأنني أحيا في حلم ، كل ما يحدث فيه من صنع الخيال، سافيق منه بعد لحظات.أتساءل كيف أصبحت في هذا المكان، بين هؤلاءالأغراب. أتذكر أننى أشعر بالغربة في كل مكان، فى الوطن وخارج الأوطان. أنا كالطائر أعبـر الوديـان والجبال، والبحار، والغابات ومساحات الصحراء ، باحثاعن موطن فيه ثبات، فيه عدالة، وحرية وسلام، فيـها منطق يراعي إنسانية الإنسان.عشت مختلف الوظائف والمهن، والأعمال لكـننى أبـيت أن يستقر بي الحال. كان في داخلي قـوة تدفعني دائمـا نـحـو الانتقال، نحو الجديد ، ربما يحقق ما يجب أن تكون عليه الحياة. لم أجده حتى الآن، أصبحت حياتي هي السعي والبحث الـدائـم عما يعتبره الكثيرون "المحال".أنا الآن في مدينة "مارسيليا" ، أحضـر إجتماعـاً للجنـة التنسيق الدولية الخاصة بالمنتدى الإجتماعي للبحـر الأبيض المتوسط. وهذا المنتدى هو أحد المنتديات الإجتماعية الإقليمية المنبثقة من المنتدى الاجتماعي العالمي الذي تأسس في "بورتواليجري" بالبرازيل في أواخر يناير سنة 2001، شـأنـه شـان المنتدى الاجتماعي الأسيوي، والإفريقي، والأوربي وغيرها من المنتديات الاجتماعية التي تكونت في مختلف أنحـاء العـالم. تهدف هذه المنتديات إلى إيجاد "فضـاءات" علـى المسـتوى العالمي أو الإقليمي، أو القومي أو المحلى ، تستطيع أن تلتقـى فيها الحركات، والتنظيمات، والجمعيـات المناهضـة لعولمـة الشركات الرأسمالية الكبرى، للنظام العـالمي الـذي تتزعمـه الولايات المتحدة بالتعاون مع الاتحـاد الأوربـي واليابـان، وبالاستناد إلى الأنظمة المحلية في العالم بما فيهـا الأنظمـة العربية.على يميني تجلس "عايدة توما سليمان"، امرأة من عرب فلسطين تنشط في مجال حقوق المرأة، تعيش في إسرائيل فـي ظل النظام الذي يرأسه حزب "الليكود" و"شارون". على يساري امرأة إيطالية اسمها "فرانشيسكا سباميناتو" مناضلة تواجـه "المافيات" في جزيرة "صقلية". من بين الموجودين فـي هـذا الاجتماع "جان لوك سيبيير" عضو في منظمة فرنسية اسـمـها "آتاك" عدد أعضائها أكثر من أربعين ألفا ولها فروع في بـلاد أخرى، رجل أعمال محدود الحال يقوم بنشاط اجتماعي واسـع في مدينة "ليون"، و"لويس بلانكو" عضو مجلس إدارة النقابات العمالية المستقلة في مدينة "برشلونة" الإسبانية. ". ومونيكا ساباتا" من المدينة نفسها تعمل في منظمة تكـافـح مـن أجـل حقوق المهاجرين، "ونور الدين حراج" من النشطاء في المغرب وموظف في السياحة.أشعر بالراحة في مثل هذه الاجتماعـات. فيـهـا فرصـة لمعايشة الجديد، لتبادل الخبرات، وفيها التضامن الإنساني الذي يجمع بين رجال ونساء من مختلـف الـبلـدان، ومـن شـتى المجالات، يتعاونون في النضال ضد الحرب ومن أجل السـلام، وضد الظلم الاجتماعي من أجل فرص متعادلـة للنـاس فـي الحياة، وضد الاستبداد من أجل ديمقراطية حقيقية ، يقرر فيهـا الناس ما يريدونه لحياتهم.عقلى يسرح بعيداً يقفز إلى الوراء سنوات، فمنذ أكثر من أربع وخمسين سنة هبطت في هذه المدينة لأول مـرة. حـدث ذلك في أواخر شهر أكتوبر سنة 1950. جئت إليها مختبئا في قاع سفينة فرنسية للشحن ، كانت تحمل البضائع وبعض الركاب صعدوا إليها في الهند الصينية (فيتنام الآن). حملنـى النـائـب الوفدي لمدينة بورسعي ......
#عالم
#جدران
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766594
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة الحجرة التي أجلس فيها لا تحتلها سوى مانـدة ، تمتد قرب الجدران تاركة مساحة فارغة في المنتصف. على المقاعد المرصوصة حولها ، يجلس عدد من الرجال والنساء أغلبهم في منتصف العمـر والبـاقـون مـن الشباب. أسمع كلمات بمختلف اللغات. أجلـس صامتا، متأملا، سارحا في الـزمن والمسافات، في إحساس بالدهشة يتملكني أحيانا عندما أنتقل بين البلاد ، كأنني أحيا في حلم ، كل ما يحدث فيه من صنع الخيال، سافيق منه بعد لحظات.أتساءل كيف أصبحت في هذا المكان، بين هؤلاءالأغراب. أتذكر أننى أشعر بالغربة في كل مكان، فى الوطن وخارج الأوطان. أنا كالطائر أعبـر الوديـان والجبال، والبحار، والغابات ومساحات الصحراء ، باحثاعن موطن فيه ثبات، فيه عدالة، وحرية وسلام، فيـها منطق يراعي إنسانية الإنسان.عشت مختلف الوظائف والمهن، والأعمال لكـننى أبـيت أن يستقر بي الحال. كان في داخلي قـوة تدفعني دائمـا نـحـو الانتقال، نحو الجديد ، ربما يحقق ما يجب أن تكون عليه الحياة. لم أجده حتى الآن، أصبحت حياتي هي السعي والبحث الـدائـم عما يعتبره الكثيرون "المحال".أنا الآن في مدينة "مارسيليا" ، أحضـر إجتماعـاً للجنـة التنسيق الدولية الخاصة بالمنتدى الإجتماعي للبحـر الأبيض المتوسط. وهذا المنتدى هو أحد المنتديات الإجتماعية الإقليمية المنبثقة من المنتدى الاجتماعي العالمي الذي تأسس في "بورتواليجري" بالبرازيل في أواخر يناير سنة 2001، شـأنـه شـان المنتدى الاجتماعي الأسيوي، والإفريقي، والأوربي وغيرها من المنتديات الاجتماعية التي تكونت في مختلف أنحـاء العـالم. تهدف هذه المنتديات إلى إيجاد "فضـاءات" علـى المسـتوى العالمي أو الإقليمي، أو القومي أو المحلى ، تستطيع أن تلتقـى فيها الحركات، والتنظيمات، والجمعيـات المناهضـة لعولمـة الشركات الرأسمالية الكبرى، للنظام العـالمي الـذي تتزعمـه الولايات المتحدة بالتعاون مع الاتحـاد الأوربـي واليابـان، وبالاستناد إلى الأنظمة المحلية في العالم بما فيهـا الأنظمـة العربية.على يميني تجلس "عايدة توما سليمان"، امرأة من عرب فلسطين تنشط في مجال حقوق المرأة، تعيش في إسرائيل فـي ظل النظام الذي يرأسه حزب "الليكود" و"شارون". على يساري امرأة إيطالية اسمها "فرانشيسكا سباميناتو" مناضلة تواجـه "المافيات" في جزيرة "صقلية". من بين الموجودين فـي هـذا الاجتماع "جان لوك سيبيير" عضو في منظمة فرنسية اسـمـها "آتاك" عدد أعضائها أكثر من أربعين ألفا ولها فروع في بـلاد أخرى، رجل أعمال محدود الحال يقوم بنشاط اجتماعي واسـع في مدينة "ليون"، و"لويس بلانكو" عضو مجلس إدارة النقابات العمالية المستقلة في مدينة "برشلونة" الإسبانية. ". ومونيكا ساباتا" من المدينة نفسها تعمل في منظمة تكـافـح مـن أجـل حقوق المهاجرين، "ونور الدين حراج" من النشطاء في المغرب وموظف في السياحة.أشعر بالراحة في مثل هذه الاجتماعـات. فيـهـا فرصـة لمعايشة الجديد، لتبادل الخبرات، وفيها التضامن الإنساني الذي يجمع بين رجال ونساء من مختلـف الـبلـدان، ومـن شـتى المجالات، يتعاونون في النضال ضد الحرب ومن أجل السـلام، وضد الظلم الاجتماعي من أجل فرص متعادلـة للنـاس فـي الحياة، وضد الاستبداد من أجل ديمقراطية حقيقية ، يقرر فيهـا الناس ما يريدونه لحياتهم.عقلى يسرح بعيداً يقفز إلى الوراء سنوات، فمنذ أكثر من أربع وخمسين سنة هبطت في هذه المدينة لأول مـرة. حـدث ذلك في أواخر شهر أكتوبر سنة 1950. جئت إليها مختبئا في قاع سفينة فرنسية للشحن ، كانت تحمل البضائع وبعض الركاب صعدوا إليها في الهند الصينية (فيتنام الآن). حملنـى النـائـب الوفدي لمدينة بورسعي ......
#عالم
#جدران
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766594
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - عالم بلا جدران
شريف حتاتة : لن نفترق
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ------------------------------صباح اليوم السادس من شهر نوفمبر سنة 1963 صعدت السلالم الضيقة المظلمة خلف الشرطي الذي فتح لي باب الحجز في قسم شرطة قصر النيل. فى هذه الغرفة المدفونة تحت الأرض، المليئة بالهواء الفاسد، المزدحمة بأجساد عشرات من المجرمين العتاة، والقوادين، وتجار المخدرات والشحاذين، والنشالين، والسكاري. في هذه الغرفة التي لم يكن فيها سوى وعاء من الماء للشرب، ووعاء آخر للتبول، والإخراج امتلأ بفضلات الرجال ، قضيت ثلاثة أيام بلياليها تمهيداً للإفراج عنى.كان هذا بمثابة التوديع الذي رتبته لي السلطات ، بعد أربعة عشر عاماً خلف قضبان السجن.سرت على قدمي حاملاً کيس ملابسی-;-، مجتازاً الشوراع المشمسة لحي جاردن سيتى بللت خضرتها نقاط الندى اللامعة، عاجزاً عن إستيعاب حقيقة أنني أسير طليقاً في مدينتي القاهرة تحت السماء الزرقاء المفتوحة، وسط أفواج من الأطفال بتجهون إلى مدارسهم في الصباح، كأنني خلال سنين السجن فقدت قدرتي على الاحساس. بعد الإفراج عنى بشهور ، أنعمت علىّ السلطات بوظيفة في وزارة الصحة في أدنى الدرجات لأجد نفسي جالساً في غرفة إلى جوار مراحيض الوزارة . كانت تشبه الزنزانة التي خرجت منها.على نافذتها قضبان، وفي أنفي رائحة المراحيض لم تغادرها كأن حياتي لم تتغير، كأنه لم يفرج عنى.في الغرفة خمسة مكاتب، وخمسة أشخاص ... مثل السجن تماماً. أربعة وأنا خامسهم . خلف كل مكتب يجلس شخص يقلب في الأوراق، إن كانت أمامه أوراق، أو يحملق في الفراغ مـتـفـادياً النظر إلى غيره . مكتبي أنا أصغر المكاتب، وأكثرها قدماً، تشقق فيه الخشب العاري ، فتنغرس في أصابعي الشظايا. الوجوه الجالسة في الغرفة، أو الداخلة إليها فيها خضوع شاحبة ، ماعدا وجهها هي . لا أعرف كيف جاءت إلى هذا المكان. يطل من خلف مكتبها هالة من الَشعر الأبيض اللامع، وعينان سودوان واسعتان تشعان بالبريق، بطفولة متأججة وسط الملامح. كانت تنتمي إلى عالم آخر غير هذا العالم الساكن الكئيب. كذلك أنا. جلت إليه من عالم الزنازين، والأحلام الواسعة. همسوا إلىّ بأنها تزوجت مرتين، وطلقت مرتين، ولديها طفلة ، وأنها إمرأة تكتب عن المحرمات. وهمسوا إليها بأنني متمرد، ومتآمر، وخطير. نظرت إليها، فنظرت إلى. تحدثت إليها، وتحدثت إلىّ. خرجنا من باب الغرفة، وسرنا إلى جوار النيل. صعدنا فوق جبل المقطم أعلى المدينة بعيداً عن الهمسات، والفساد، والمراحيض. سافرنا إلى البحر، وسبحنا فيه . تعانقنا تحت الشمس. داوت جروحي الغائرة في اللحم. جعلتني أنطق بعد أن تعلمت الصمت . جعلتني أكتب ما لم أكتبه، وأدرك ما لم أكن أدركه. طفلتها الصغيرة اسمها " مُني " ، فأصبحت لها أنا الأب. تزوجنا. انجبنا ولدا اسمه " عاطف " . أنجبنا أخاً للأخت.سبعة وثلاثون سنة من الزواج، سبعة وثلاثون سنة من الحوار، والحب، من العمل والجهد، سبعة وثلاثون سنة من المعارك خضناها جنباً إلى جنب. لم تعرف هي الراحة في أي وقت. لا تطيق الظلم، ولا تسكت عنه. من أجل الصدق تفقد عملها، وتدخل السجن، وتواجه الحملات ضد سمعتها. من أجل الكتابة تفنى حياتها. تجلس الساعات الطويلة يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر لتخرج من بين أصابعها الطويلة المتوترة روايات، وقصصاً، ودراسات، ومقالات وبحوثاً وأحياناً مسرحيات أو شعراً. خمسة وثلاثون كتاباً هى حصيلتها. وما لم ينشر بعد وتراكم في دواليبها ربما يفوق ما نشرته حتى اليوم. متأججة، متدفقة بالأحاسيس والفكر. كالنبع الذي لا ينضب، ولا يمكن إيقافه.ومع كل هذا هي أم، وأي أم، صديقة وأي صديق. معاً صنعنا أسرتنا. أبنة كاتبة لها قلمها، وابن مخر ......
#نفترق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766931
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة ------------------------------صباح اليوم السادس من شهر نوفمبر سنة 1963 صعدت السلالم الضيقة المظلمة خلف الشرطي الذي فتح لي باب الحجز في قسم شرطة قصر النيل. فى هذه الغرفة المدفونة تحت الأرض، المليئة بالهواء الفاسد، المزدحمة بأجساد عشرات من المجرمين العتاة، والقوادين، وتجار المخدرات والشحاذين، والنشالين، والسكاري. في هذه الغرفة التي لم يكن فيها سوى وعاء من الماء للشرب، ووعاء آخر للتبول، والإخراج امتلأ بفضلات الرجال ، قضيت ثلاثة أيام بلياليها تمهيداً للإفراج عنى.كان هذا بمثابة التوديع الذي رتبته لي السلطات ، بعد أربعة عشر عاماً خلف قضبان السجن.سرت على قدمي حاملاً کيس ملابسی-;-، مجتازاً الشوراع المشمسة لحي جاردن سيتى بللت خضرتها نقاط الندى اللامعة، عاجزاً عن إستيعاب حقيقة أنني أسير طليقاً في مدينتي القاهرة تحت السماء الزرقاء المفتوحة، وسط أفواج من الأطفال بتجهون إلى مدارسهم في الصباح، كأنني خلال سنين السجن فقدت قدرتي على الاحساس. بعد الإفراج عنى بشهور ، أنعمت علىّ السلطات بوظيفة في وزارة الصحة في أدنى الدرجات لأجد نفسي جالساً في غرفة إلى جوار مراحيض الوزارة . كانت تشبه الزنزانة التي خرجت منها.على نافذتها قضبان، وفي أنفي رائحة المراحيض لم تغادرها كأن حياتي لم تتغير، كأنه لم يفرج عنى.في الغرفة خمسة مكاتب، وخمسة أشخاص ... مثل السجن تماماً. أربعة وأنا خامسهم . خلف كل مكتب يجلس شخص يقلب في الأوراق، إن كانت أمامه أوراق، أو يحملق في الفراغ مـتـفـادياً النظر إلى غيره . مكتبي أنا أصغر المكاتب، وأكثرها قدماً، تشقق فيه الخشب العاري ، فتنغرس في أصابعي الشظايا. الوجوه الجالسة في الغرفة، أو الداخلة إليها فيها خضوع شاحبة ، ماعدا وجهها هي . لا أعرف كيف جاءت إلى هذا المكان. يطل من خلف مكتبها هالة من الَشعر الأبيض اللامع، وعينان سودوان واسعتان تشعان بالبريق، بطفولة متأججة وسط الملامح. كانت تنتمي إلى عالم آخر غير هذا العالم الساكن الكئيب. كذلك أنا. جلت إليه من عالم الزنازين، والأحلام الواسعة. همسوا إلىّ بأنها تزوجت مرتين، وطلقت مرتين، ولديها طفلة ، وأنها إمرأة تكتب عن المحرمات. وهمسوا إليها بأنني متمرد، ومتآمر، وخطير. نظرت إليها، فنظرت إلى. تحدثت إليها، وتحدثت إلىّ. خرجنا من باب الغرفة، وسرنا إلى جوار النيل. صعدنا فوق جبل المقطم أعلى المدينة بعيداً عن الهمسات، والفساد، والمراحيض. سافرنا إلى البحر، وسبحنا فيه . تعانقنا تحت الشمس. داوت جروحي الغائرة في اللحم. جعلتني أنطق بعد أن تعلمت الصمت . جعلتني أكتب ما لم أكتبه، وأدرك ما لم أكن أدركه. طفلتها الصغيرة اسمها " مُني " ، فأصبحت لها أنا الأب. تزوجنا. انجبنا ولدا اسمه " عاطف " . أنجبنا أخاً للأخت.سبعة وثلاثون سنة من الزواج، سبعة وثلاثون سنة من الحوار، والحب، من العمل والجهد، سبعة وثلاثون سنة من المعارك خضناها جنباً إلى جنب. لم تعرف هي الراحة في أي وقت. لا تطيق الظلم، ولا تسكت عنه. من أجل الصدق تفقد عملها، وتدخل السجن، وتواجه الحملات ضد سمعتها. من أجل الكتابة تفنى حياتها. تجلس الساعات الطويلة يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر لتخرج من بين أصابعها الطويلة المتوترة روايات، وقصصاً، ودراسات، ومقالات وبحوثاً وأحياناً مسرحيات أو شعراً. خمسة وثلاثون كتاباً هى حصيلتها. وما لم ينشر بعد وتراكم في دواليبها ربما يفوق ما نشرته حتى اليوم. متأججة، متدفقة بالأحاسيس والفكر. كالنبع الذي لا ينضب، ولا يمكن إيقافه.ومع كل هذا هي أم، وأي أم، صديقة وأي صديق. معاً صنعنا أسرتنا. أبنة كاتبة لها قلمها، وابن مخر ......
#نفترق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766931
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - لن نفترق
شريف حتاتة : - ماكياج -
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة " مـكـيـاج " -------------------------------أجلس في صالة بيتي تغيرت ملامحها بعد أن نقلنا المكتب و"الكنبة"، والمنضدة المغطاة بلوحة من الرخام الأسود الجميل إلى المطبخ، فأصبحت شبه خالية، بعـد أن أسدلنا ستارة زرقاء كثيفة على نافذة الشرفة، وبعد أن تبدلت الأماكن التي كانت توضع فيها صور الأسرة على رفوف المكتبة الكبيـرة الداكنـة ذات الحشـوات العربية، فأصبحت صورة والدتي تنتصب إلـى جـوار صورة "نوال" بينما كانت في السابق معلقة على الجدار فوق سريري، وبعد أن رفعت الكليمات الحمراء التـي ابتعناها أثناء رحلة إلى "العريش"، فصار البلاط الأبيض عاريا يلمع في ضوء الكشافات، وامتدت فوقه الأسلاك والكابلات الكهربائية تشبه الثعابين لتغـذي أجهـزة تسجيل الصوت و"المونيتور"، وكاميرات "الـديجيتال" الحديثة.أجلس على أحد المقعدين المتبقيين في الصـالة، أمـامـي على المقعد الثاني يجلس المذيع طويل القامة، أنيق، تطل عيناه السوداوان الهادئتين من وجهه الأبيض الخالي من التجاعيد ، فأشعر أنه جاء من عالم غير العالم الذي أنا فيه. لكنىي حتـى أتسلل إلى عالمه تركت نفسي لأصابع "الماكيير" الشاب، ذي الشعر الطويل، والصوت الأنثوي قليلا. تركتها تمر على وجهي كالفراشات أكاد لا أحس بها، تقص شعرة هنا وشعرة هنـاك وتلمس جبهتي بفرشاة عليها "الكومباكت" الأرجواني اللـون. خضعت له بعد أن وعدني بألا يخفي التجاعيد، ألا يغير ملامحي حتى أصبح شاباً، وأبدو وسيما، رغم أنه في لحظة كـان فـي داخلي صوت همس إليّ "وما الضرر في أن تبدو وسيما؟"، قبل أن يهمس في اللحظة التي تليها : "أتريد أن تخفي مرور السنين " ؟.حتى أتسلل إلى عالم صـديقي المذيع ، ارتـديت قميصاً قرمزي اللون، وبنطالا أسودا أنيقا نادرا ما أرتديه. حرصت أن يكون ما تبقى من شعري ممشطا بعناية، وأن يكون ذقني ناعماً لا تظهر فيه الشعيرات الشائبة القصيرة، ثم تركته يصفني أثناء الحوار الذي دار بيننا بالكاتب الروائي الذي لم ينل ما يستحقه من تقدير، أن يسألني عن أبي، وأمي، و"نوال"، وعن زوجتـي السابقة، وعلاقاتي بهم، عن تجارب عشـتـها فـي السـجن، والأحاسيس التي مررت بها وأنا فيه، وهـل ينتـابنـي شـعور بالندم بعد الطريق الذي سلكته في حياتي وجعلني أخسر الكثير مما يسعى إليه الآخرون. تركته يقول أننـي منـاضـل خضـت المعارك وواجهت التحديات التي يخشى أن يواجههـا أنـاس كثيرون . جلست أمامه مستغرقا فى الحوار ، راضيا بالدور الذى أقوم به ، وعن الكاميرا المسلطة على لحظات النجومية والشهرة والتقدير لم أتعود على الحصول عليه . وتساءلت إن كنت فعلاً الشخص الذي يتحدث عنه، والشخصية التي ستظهر بعد أيـام أو أسابيع على الشاشة التليفزيونية لتتسلل إلـى المقـاهي والبيوت، إلى الجالسين أمامها يتفرجون عليّ في أماكن كثيرة. أم أنني في هذه اللحظات أتقمص دورا تعلمت أن أتقن تمثيله ؟؟. قبل اليوم المحدد للتسجيل اقترح معد البرنامج أن نقضـي بعض الوقت في بلدتي ليقوم بتصويري فيها. لم أكن سـافرت إليها منذ شهور فوافقت. هكذا في ذلك الصباح وجدت نفسـي هابطا على المدك الترابي الذي يقود بين الحقول إلـى عزبـة "الكوادي". عند شجرة للجميز يعود عمرها إلى أكثر من قرن ، كان ينتظرنا عدد من الفلاحين تعرفت عليهم منذ سنين، منذ أن كانوا أطفالا يجمعون القطن من الحقول في موسـم الصـيف، وأصبحوا الآن في العقد السادس أو السابع من العمر.بعد تبادل التحيات توجهنا معهم إلى غيط أكبـرهم سـناً، فلاح يدعى "سويكر أبو جبل". جلسنا على أجولة من الخـيش خلف "عريشة" وقفت تحتها جاموستان تمضغان في كوم مـن البرسيم ......
#ماكياج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767413
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة " مـكـيـاج " -------------------------------أجلس في صالة بيتي تغيرت ملامحها بعد أن نقلنا المكتب و"الكنبة"، والمنضدة المغطاة بلوحة من الرخام الأسود الجميل إلى المطبخ، فأصبحت شبه خالية، بعـد أن أسدلنا ستارة زرقاء كثيفة على نافذة الشرفة، وبعد أن تبدلت الأماكن التي كانت توضع فيها صور الأسرة على رفوف المكتبة الكبيـرة الداكنـة ذات الحشـوات العربية، فأصبحت صورة والدتي تنتصب إلـى جـوار صورة "نوال" بينما كانت في السابق معلقة على الجدار فوق سريري، وبعد أن رفعت الكليمات الحمراء التـي ابتعناها أثناء رحلة إلى "العريش"، فصار البلاط الأبيض عاريا يلمع في ضوء الكشافات، وامتدت فوقه الأسلاك والكابلات الكهربائية تشبه الثعابين لتغـذي أجهـزة تسجيل الصوت و"المونيتور"، وكاميرات "الـديجيتال" الحديثة.أجلس على أحد المقعدين المتبقيين في الصـالة، أمـامـي على المقعد الثاني يجلس المذيع طويل القامة، أنيق، تطل عيناه السوداوان الهادئتين من وجهه الأبيض الخالي من التجاعيد ، فأشعر أنه جاء من عالم غير العالم الذي أنا فيه. لكنىي حتـى أتسلل إلى عالمه تركت نفسي لأصابع "الماكيير" الشاب، ذي الشعر الطويل، والصوت الأنثوي قليلا. تركتها تمر على وجهي كالفراشات أكاد لا أحس بها، تقص شعرة هنا وشعرة هنـاك وتلمس جبهتي بفرشاة عليها "الكومباكت" الأرجواني اللـون. خضعت له بعد أن وعدني بألا يخفي التجاعيد، ألا يغير ملامحي حتى أصبح شاباً، وأبدو وسيما، رغم أنه في لحظة كـان فـي داخلي صوت همس إليّ "وما الضرر في أن تبدو وسيما؟"، قبل أن يهمس في اللحظة التي تليها : "أتريد أن تخفي مرور السنين " ؟.حتى أتسلل إلى عالم صـديقي المذيع ، ارتـديت قميصاً قرمزي اللون، وبنطالا أسودا أنيقا نادرا ما أرتديه. حرصت أن يكون ما تبقى من شعري ممشطا بعناية، وأن يكون ذقني ناعماً لا تظهر فيه الشعيرات الشائبة القصيرة، ثم تركته يصفني أثناء الحوار الذي دار بيننا بالكاتب الروائي الذي لم ينل ما يستحقه من تقدير، أن يسألني عن أبي، وأمي، و"نوال"، وعن زوجتـي السابقة، وعلاقاتي بهم، عن تجارب عشـتـها فـي السـجن، والأحاسيس التي مررت بها وأنا فيه، وهـل ينتـابنـي شـعور بالندم بعد الطريق الذي سلكته في حياتي وجعلني أخسر الكثير مما يسعى إليه الآخرون. تركته يقول أننـي منـاضـل خضـت المعارك وواجهت التحديات التي يخشى أن يواجههـا أنـاس كثيرون . جلست أمامه مستغرقا فى الحوار ، راضيا بالدور الذى أقوم به ، وعن الكاميرا المسلطة على لحظات النجومية والشهرة والتقدير لم أتعود على الحصول عليه . وتساءلت إن كنت فعلاً الشخص الذي يتحدث عنه، والشخصية التي ستظهر بعد أيـام أو أسابيع على الشاشة التليفزيونية لتتسلل إلـى المقـاهي والبيوت، إلى الجالسين أمامها يتفرجون عليّ في أماكن كثيرة. أم أنني في هذه اللحظات أتقمص دورا تعلمت أن أتقن تمثيله ؟؟. قبل اليوم المحدد للتسجيل اقترح معد البرنامج أن نقضـي بعض الوقت في بلدتي ليقوم بتصويري فيها. لم أكن سـافرت إليها منذ شهور فوافقت. هكذا في ذلك الصباح وجدت نفسـي هابطا على المدك الترابي الذي يقود بين الحقول إلـى عزبـة "الكوادي". عند شجرة للجميز يعود عمرها إلى أكثر من قرن ، كان ينتظرنا عدد من الفلاحين تعرفت عليهم منذ سنين، منذ أن كانوا أطفالا يجمعون القطن من الحقول في موسـم الصـيف، وأصبحوا الآن في العقد السادس أو السابع من العمر.بعد تبادل التحيات توجهنا معهم إلى غيط أكبـرهم سـناً، فلاح يدعى "سويكر أبو جبل". جلسنا على أجولة من الخـيش خلف "عريشة" وقفت تحتها جاموستان تمضغان في كوم مـن البرسيم ......
#ماكياج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767413
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - - ماكياج -
شريف حتاتة : على مقعد الحلاّق
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة على مقعد الحلّاق ----------------جرت العادة أن يأتي إلينا الحلاّق مرة في الشهر. رجل اسمه عم حسين ، يملك محلاً في الزمالك. أيامها كانت الزمالك عزبة لها عمدة. يسير فيها الجاموس والمواشي بين الغيطان. وكان أجر الحلاقة نصف فرنك ، أي قرشان صاغ. ويقوم الحلّاق بقص شَعر جميع ذكور الأسرة في يوم واحد ، وفقا لتسلسل الأعمار. منذ الصغر وأنا أكره قص الَشعر. لذلك أميل دائما إلى تأجيله. أظل أتهرب منه إلى أن أصبح كمنْ عاش في كهف، ثم بعد سنين طويلة قرر أن يخرج إلى سطح الأرض. ولان أفراد أسرتي يتميزون بطيبة القلب ، فهم يصرون على عدم إزعاجي. يقولون لي أن شكلي يتحسن كلما طال شَعر رأسي، إن طول الَشعر يجعلني أشبه المفكر أو الفنان المبدع المتسم بالعمق. عندئذ أشعر بالزهو لأنه يوجد في بلادنا منْ يقرن بيني وبين الفكر، وأقرر مثل شمشون أن امتنع عن قص الَشعر ، مادام أنه مصدر إعجاب أقرب الناس إلىّ. لكن أحيانا عندما أنظر في المرأة ، يصيبني الشك في سلامة هذا الرأي. والشك عندي إحـدى نقاط الضعف، أحسـد الكثيرين في مصر لأنهم معصومون منه . يبدو لي أنني أصبحت أشبه بإنسان الغابة، أو بالأسد العجوز . عندئذ يتملكني القلق ، وأندفع هابطا على السلم لأذهب إلى حلاّق الشعر الذي تعودت على الذهاب إليه. انه رجل أبيض شَعره مثلى ، يقف في المحل الملحق بحجرة خلع الملابس في نادي الجزيرة الرياضي. لديه حسنات تمی-;-زه، منها أنه قادر على التصرف فيما تبقى من شَعرى بحرص، و أنه لا يصر على التحدث معى عن شئون الدنيا، بينما أريد أن اركن إلى الصمت، ومنها أن أجر الحلاقة عنده ثلاث جنيهات ونصف الجنيه ، وأضيف عليها مساهمة صغيرة مِنى في حل مشاكل حياته. وهذه الميزة الأخيرة مهمة عندى ، لان هذا السعر يتناسب تماما مع قلة الشَعر الموجود في رأسي والذي لا يتطلب سوى ضربتين بالمقص، ولا يستغرق أكثر من خمس دقائق لإنهاء إجراءاته. فمازلت أتمسك ببعض القواعد الصارمة فيما يتعلق بالصرف ، غرستها فيّ أمي في وقت مبكر من العمر .لكن منذ أسبوع ذهبت إلى صالون حلق الشَعر ، ففوجئت بأن المسئولين عن إدارة النادي قرروا أنه في حـاجـة إلى تجـديد مـحـارة الجدران، ودهانها، وإدخال بعض التعديلات في تجهيزاته.لم أرد أن أعـود إلى البيت دون إنهاء المهمة التي رغبت في إتمامها ، خصوصا أنني اسكن بعيدا عن النادي في حدائق شبرا، فقررت أن أغامر، أن ابحث عن صالون آخر في الزمالك أستطيع أن ألجأ إليه. قدت سيارتي ببطء في شارع ٢-;-٦-;- يوليو إلى أن اهتديت إليه. كانت الواجهة مدهونة بطلاء أصفر فاقع اللون، وعلى الرصيف أمامها كان يجلس رجلان يستنشقان هواء الصباح ، وإلى جوارهما شماعة علقت عليها المناشف حتى تجف. هبطت من السيارة، واجتزت الشارع على قدميّ. عندما أصبحت على مقربة منهما لاحظت أن بينهما تشابها كبيرا، شعرهما الاكرت طويل، وهو مربوط خلف العنق بفيونكا سوداء ، وأن لكل منهما لحية مدببة تتدلى من الذقن. عندما ألقيت عليهما التحية قام أصغرهما وفتح الباب ليدخلني في المحل ، ثم وقف ينتظرني حتى خلعت النظارة، ووضعتها على الرف.جلست على المقعد الوثير من الجلد ، ذكرني بمقاعـد البزنس كلاس ، أمـر عليها في طريقي إلى الاكونومي كلاس عندما اركب الطائرة. اخرج الرجل بعض الأدوات من الدرج، وضغط على مفتاح الراديو فانبثق منه صوت يتلو القرآن الكريم. فيبدو أنه عندما لمح بياض شَعرى ، قرر أن يسمعني ما يتناسب مع احتمالات رحيلي العاجل عن الحياة. أحاط عنقى برباط عريض من الشاش ، فأصبحت كمنْ أجريت له عملية في ......
#مقعد
#الحلاّق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767920
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة على مقعد الحلّاق ----------------جرت العادة أن يأتي إلينا الحلاّق مرة في الشهر. رجل اسمه عم حسين ، يملك محلاً في الزمالك. أيامها كانت الزمالك عزبة لها عمدة. يسير فيها الجاموس والمواشي بين الغيطان. وكان أجر الحلاقة نصف فرنك ، أي قرشان صاغ. ويقوم الحلّاق بقص شَعر جميع ذكور الأسرة في يوم واحد ، وفقا لتسلسل الأعمار. منذ الصغر وأنا أكره قص الَشعر. لذلك أميل دائما إلى تأجيله. أظل أتهرب منه إلى أن أصبح كمنْ عاش في كهف، ثم بعد سنين طويلة قرر أن يخرج إلى سطح الأرض. ولان أفراد أسرتي يتميزون بطيبة القلب ، فهم يصرون على عدم إزعاجي. يقولون لي أن شكلي يتحسن كلما طال شَعر رأسي، إن طول الَشعر يجعلني أشبه المفكر أو الفنان المبدع المتسم بالعمق. عندئذ أشعر بالزهو لأنه يوجد في بلادنا منْ يقرن بيني وبين الفكر، وأقرر مثل شمشون أن امتنع عن قص الَشعر ، مادام أنه مصدر إعجاب أقرب الناس إلىّ. لكن أحيانا عندما أنظر في المرأة ، يصيبني الشك في سلامة هذا الرأي. والشك عندي إحـدى نقاط الضعف، أحسـد الكثيرين في مصر لأنهم معصومون منه . يبدو لي أنني أصبحت أشبه بإنسان الغابة، أو بالأسد العجوز . عندئذ يتملكني القلق ، وأندفع هابطا على السلم لأذهب إلى حلاّق الشعر الذي تعودت على الذهاب إليه. انه رجل أبيض شَعره مثلى ، يقف في المحل الملحق بحجرة خلع الملابس في نادي الجزيرة الرياضي. لديه حسنات تمی-;-زه، منها أنه قادر على التصرف فيما تبقى من شَعرى بحرص، و أنه لا يصر على التحدث معى عن شئون الدنيا، بينما أريد أن اركن إلى الصمت، ومنها أن أجر الحلاقة عنده ثلاث جنيهات ونصف الجنيه ، وأضيف عليها مساهمة صغيرة مِنى في حل مشاكل حياته. وهذه الميزة الأخيرة مهمة عندى ، لان هذا السعر يتناسب تماما مع قلة الشَعر الموجود في رأسي والذي لا يتطلب سوى ضربتين بالمقص، ولا يستغرق أكثر من خمس دقائق لإنهاء إجراءاته. فمازلت أتمسك ببعض القواعد الصارمة فيما يتعلق بالصرف ، غرستها فيّ أمي في وقت مبكر من العمر .لكن منذ أسبوع ذهبت إلى صالون حلق الشَعر ، ففوجئت بأن المسئولين عن إدارة النادي قرروا أنه في حـاجـة إلى تجـديد مـحـارة الجدران، ودهانها، وإدخال بعض التعديلات في تجهيزاته.لم أرد أن أعـود إلى البيت دون إنهاء المهمة التي رغبت في إتمامها ، خصوصا أنني اسكن بعيدا عن النادي في حدائق شبرا، فقررت أن أغامر، أن ابحث عن صالون آخر في الزمالك أستطيع أن ألجأ إليه. قدت سيارتي ببطء في شارع ٢-;-٦-;- يوليو إلى أن اهتديت إليه. كانت الواجهة مدهونة بطلاء أصفر فاقع اللون، وعلى الرصيف أمامها كان يجلس رجلان يستنشقان هواء الصباح ، وإلى جوارهما شماعة علقت عليها المناشف حتى تجف. هبطت من السيارة، واجتزت الشارع على قدميّ. عندما أصبحت على مقربة منهما لاحظت أن بينهما تشابها كبيرا، شعرهما الاكرت طويل، وهو مربوط خلف العنق بفيونكا سوداء ، وأن لكل منهما لحية مدببة تتدلى من الذقن. عندما ألقيت عليهما التحية قام أصغرهما وفتح الباب ليدخلني في المحل ، ثم وقف ينتظرني حتى خلعت النظارة، ووضعتها على الرف.جلست على المقعد الوثير من الجلد ، ذكرني بمقاعـد البزنس كلاس ، أمـر عليها في طريقي إلى الاكونومي كلاس عندما اركب الطائرة. اخرج الرجل بعض الأدوات من الدرج، وضغط على مفتاح الراديو فانبثق منه صوت يتلو القرآن الكريم. فيبدو أنه عندما لمح بياض شَعرى ، قرر أن يسمعني ما يتناسب مع احتمالات رحيلي العاجل عن الحياة. أحاط عنقى برباط عريض من الشاش ، فأصبحت كمنْ أجريت له عملية في ......
#مقعد
#الحلاّق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767920
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - على مقعد الحلاّق
شريف حتاتة : قرصنة فى ثوب جديد
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة قرصنة .. في ثوب جديد ------------------------------------يقول الدارسون لتاريخ الرأسمالية أن عمليات القرصنة والنهب التجاري الواسعة النطاق ، هي التي سمحت بتراكم رأس المال تمهيداً لاستثماره في الثورة الصناعية. وأن بريطانيا العظمي كانت في صدارة الدول التي اعتمدت بكثافة على هذه العمليات لبناء صناعتها ، وإقامة إمبراطوريتها في مختلف القارات .اقترنت الغزوات التجارية بأسماء مثل " الملكة اليزابيث " التي أطلقت أساطيلها في البحار لتنهب مراكب أسبانيا وغيرها من البلاد ، أو" الأميرال نيلسون " الذي كـان قرصاناً في الأصل ، أو اللوردات " دیزرائیلی "، و" سالزبوري "،و" بالفـور"، " كـرومـر"، والسير " ونـسـتـون تشرشل "، أو بالجنرالات الذي فتحوا الطريق في كل مكان لتجارة الإمبراطورية ومصالح رأس مالها .من هذه السلالة المتخصصة في أمور النهب الاستعماري ، نشأ المؤسس الأصلي لمحلات " ساينزبوری "، التـاجـر الـيـهـودي ذو المهارة في أعمال التجارة على حد قول المعجبين به ، والذي أصبح فيما بعد عضوا في مجلس اللوردات اعترافاً بخدماته. ثم مضت الأيام وجاء عهد الشركات المتعددة الجنسية ، فتحولت الشركة الأسرية إلى شركة متعددة الجنسية تمتلك فيها أسرة " ساينزيوري " نسبة كبيرة من أسهمها. وأنا لا يقلقني أن يكون الرجل إنجليزياً ، أو من اللوردات لورد ، أو أن تكون ديانته اليهودية ، أو أي شيء من هذا القبيل ، لأننى ضد كل أنواع التفرقة على أساس الدين ، أو القومية ، أو الجنس ، أو الطبقة ، أو العرق . لكن ما يعنيني هو علاقته وعلاقة شركته بمصالحنا كشعب. أرى أن المدافعين عنه، وعن الشركة المسماة باسمه بحـجـة تشجيع الاستثمار الأجنبي ، هم الذين يمهدون لها الطريق ليشاركوا في المكاسب الباهظة التي يمكن تحققها.مسألة الاستثمار..........................لا يستطيع أحد في كامل قواه العقلية أن يرفض فكرة تشجيع الاستثمار المحلى أو الأجنبي الخاص كضرورة لتنشيط التنمية ، وزيادة الإنتاج. ففي العصر الذي نعيشه ، وفي ظل الأوضاع العالمية ، والمحلية السائدة أصبحت هذه المسألة مهمة. لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو ، ما نوع الاستثمار الذي يجب أن نشجعه ؟. من المعروف أن المسـتـثـمـر يـهـدف دائماً إلى الربح ، ولا مناص من قبول هذا الواقع ، ولكن هناك أنواعاً من الاستثمار تجني الأرباح لأصحابها . لكنها في الوقت نفسه تفيد الاقتصاد الوطني لأنها توفر لنا قيمة مضافة ، أو أنواعاً من المعرفة نحتاج إليها بشكل ملح. وهناك أنواع من الاستثمار لا تضيف شيئاً إلينا ، وإنما تسحب من اقتصادنا ، تفقرنا لصالح الشركات المتعددة الجنسية ، وأقلية ضئيلة من المصريين يقومون بدور الوكلاء لها ، ويدافعون عن بقائها ومصالحها . و" ساینزبوری " مثل صاروخ للاستثمار الذي جاء فقط لينهبنا. فهذه الشركات متخصصة في تجارة التجزئة المتعلقة بالمواد والسلع الغذائية والمنزلية ، كما أنها أخذت تتغلغل في بعض مجالات تجارة الجملة . والتجارة بطبيعتها لا تؤدى إلى قيمة مضافة إلا نادراً. والتجارة في السلع الغذائية أو المواد المنزلية لا تحتاج إلى معرفة ، أو تكنولوجيا خارقة نحن عاجزون عنها .وذلك إذا كان التاجر من أبناء الوطن ، ولا يحاول احتكار السوق بهدف المضاربة ، أو تهريب أمواله ، أو الهروب من التزاماته ، فمعنى هذا أن هناك فائدة لبقاء أمواله داخل البلاد ، ويمكن أن تساهم ايجابيا ، بشكل أو بآخر في الاقتصادالوطني .أما " ساينزبوری " فهو كالّشفاط الذي يشفط المكاسب ، ويضخها كلها إلى الخارج. شّفاط معف ......
#قرصنة
#جديد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768192
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة قرصنة .. في ثوب جديد ------------------------------------يقول الدارسون لتاريخ الرأسمالية أن عمليات القرصنة والنهب التجاري الواسعة النطاق ، هي التي سمحت بتراكم رأس المال تمهيداً لاستثماره في الثورة الصناعية. وأن بريطانيا العظمي كانت في صدارة الدول التي اعتمدت بكثافة على هذه العمليات لبناء صناعتها ، وإقامة إمبراطوريتها في مختلف القارات .اقترنت الغزوات التجارية بأسماء مثل " الملكة اليزابيث " التي أطلقت أساطيلها في البحار لتنهب مراكب أسبانيا وغيرها من البلاد ، أو" الأميرال نيلسون " الذي كـان قرصاناً في الأصل ، أو اللوردات " دیزرائیلی "، و" سالزبوري "،و" بالفـور"، " كـرومـر"، والسير " ونـسـتـون تشرشل "، أو بالجنرالات الذي فتحوا الطريق في كل مكان لتجارة الإمبراطورية ومصالح رأس مالها .من هذه السلالة المتخصصة في أمور النهب الاستعماري ، نشأ المؤسس الأصلي لمحلات " ساينزبوری "، التـاجـر الـيـهـودي ذو المهارة في أعمال التجارة على حد قول المعجبين به ، والذي أصبح فيما بعد عضوا في مجلس اللوردات اعترافاً بخدماته. ثم مضت الأيام وجاء عهد الشركات المتعددة الجنسية ، فتحولت الشركة الأسرية إلى شركة متعددة الجنسية تمتلك فيها أسرة " ساينزيوري " نسبة كبيرة من أسهمها. وأنا لا يقلقني أن يكون الرجل إنجليزياً ، أو من اللوردات لورد ، أو أن تكون ديانته اليهودية ، أو أي شيء من هذا القبيل ، لأننى ضد كل أنواع التفرقة على أساس الدين ، أو القومية ، أو الجنس ، أو الطبقة ، أو العرق . لكن ما يعنيني هو علاقته وعلاقة شركته بمصالحنا كشعب. أرى أن المدافعين عنه، وعن الشركة المسماة باسمه بحـجـة تشجيع الاستثمار الأجنبي ، هم الذين يمهدون لها الطريق ليشاركوا في المكاسب الباهظة التي يمكن تحققها.مسألة الاستثمار..........................لا يستطيع أحد في كامل قواه العقلية أن يرفض فكرة تشجيع الاستثمار المحلى أو الأجنبي الخاص كضرورة لتنشيط التنمية ، وزيادة الإنتاج. ففي العصر الذي نعيشه ، وفي ظل الأوضاع العالمية ، والمحلية السائدة أصبحت هذه المسألة مهمة. لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه هو ، ما نوع الاستثمار الذي يجب أن نشجعه ؟. من المعروف أن المسـتـثـمـر يـهـدف دائماً إلى الربح ، ولا مناص من قبول هذا الواقع ، ولكن هناك أنواعاً من الاستثمار تجني الأرباح لأصحابها . لكنها في الوقت نفسه تفيد الاقتصاد الوطني لأنها توفر لنا قيمة مضافة ، أو أنواعاً من المعرفة نحتاج إليها بشكل ملح. وهناك أنواع من الاستثمار لا تضيف شيئاً إلينا ، وإنما تسحب من اقتصادنا ، تفقرنا لصالح الشركات المتعددة الجنسية ، وأقلية ضئيلة من المصريين يقومون بدور الوكلاء لها ، ويدافعون عن بقائها ومصالحها . و" ساینزبوری " مثل صاروخ للاستثمار الذي جاء فقط لينهبنا. فهذه الشركات متخصصة في تجارة التجزئة المتعلقة بالمواد والسلع الغذائية والمنزلية ، كما أنها أخذت تتغلغل في بعض مجالات تجارة الجملة . والتجارة بطبيعتها لا تؤدى إلى قيمة مضافة إلا نادراً. والتجارة في السلع الغذائية أو المواد المنزلية لا تحتاج إلى معرفة ، أو تكنولوجيا خارقة نحن عاجزون عنها .وذلك إذا كان التاجر من أبناء الوطن ، ولا يحاول احتكار السوق بهدف المضاربة ، أو تهريب أمواله ، أو الهروب من التزاماته ، فمعنى هذا أن هناك فائدة لبقاء أمواله داخل البلاد ، ويمكن أن تساهم ايجابيا ، بشكل أو بآخر في الاقتصادالوطني .أما " ساينزبوری " فهو كالّشفاط الذي يشفط المكاسب ، ويضخها كلها إلى الخارج. شّفاط معف ......
#قرصنة
#جديد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768192
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - قرصنة فى ثوب جديد
شريف حتاتة : اللورد - كرومر - يعود الى مصر
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة اللورد " كرومر " يعود إلى مصر ----------------------------------------------منذ أن عدت من أمريكا بعد غياب دام أربع سنوات ، أصبحت أقيم جزءاً من الوقت في شقتنا في شارع مراد بالجيزة ، والجزء الآخر في شقة ابني " عاطف " بحدائق شبرا. ومنطقة حدائق شبرا ليس فيها حدائق. ربما في يوم من الأيام كانت توجد فيها حدائق، أو على الأقل مساحات خضراء تطير فوقها العصافير، والفراشات. لكنها اختفت لتحل محلها ورش تفكيك السيارات، والشاحنات التي يملكها تجار الخردة، أو بيوت وعمارات هي كتل من الطوب والأسمنت داكنة اللون ، تحمل فوق أسطحها عواميد الاريال وأطباق الدش ومخلفات من كل نوع وصنف. لكن الشقة التي يملكها إبنى تطل على النيل من كل الجهات، على مستشفى معهد ناصر ، تحيطه مساحة واسعة من الخضرة زرعت فيها أشجار النخيل، والبلوط . كما أن النيل في هذا المكان يتسع مـجـراه، ويلتف حول جزيرة الوراق ، مازالت تكسوها حقول الفول، والبرسيم، والقمح لتحولها إلى زمردة خضراء تلمع في شمس الصباح. الشارع الذي توجد فيه عمارته عريض، ومسدود عند آخره، لذلك هوخال من ضجيج المرور ومن الزحام الذي نعاني منهما في شارع مراد. لكن في أحد الأيام فوجئت بعشرات السيارات، والدراجات البخارية، وبعدد من شاحنات البضائع وقد زحفت إليه، بطوابير من الناس، رجال، ونساء، وأطفال يدخلون إلى الدور الأرضي لإحـدى العـمـارات، ويخـرجـون مـنه حاملين أكياسا كبيرة من البلاستيك بيضاء، وبرتقالية اللون، وبعشرات من شباب يرتدون زيا مـوحـدا عـبـارة عن بنطلون أسود، وسترة برتقالية اللون ، و كانوا يقومون بكنس الرصيف المبلط حديثا ، أو حمل كراتين البضاعة، ليدخلوا بها من باب كبير مفتوح إلى مكان واسع مزدحم بالمشترين ، وقفوا أمام البضاعة المرصوصة على الرفوف.هكذا اكتشفت أنه أثناء غيابي في الجيزة ، افتتح سوبر ماركت جديد ، وأن الشركة التي أقامته مملوكة لرجل إنجليزي اسمه " اللورد ساينزبيري" ، وهو ملياردير يملك سلسلة هائلة من السوبر ماركتات الضخمة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة . قرأت عنه منذ شهور في جريدة " الجارديان " البريطانية ، وأنا عائد في الطائرة من رحلة إلى لندن ، فعرفت أنه خلال سنة 1999 أصيبت هذه الشركة بخسائر كـبـيـرة ، فـقـرر القـائـمـون عليـهـا نقل جزء من استثماراتهم إلى بلاد الجنوب، ومن بينها مصر التي سيفتتحون فيها خمسة فروع جديدة موزعة على عدد من أحياء القاهرة، ومنها حدائق شبرا، فى محافظة القاهرة ، وفى عدد آخر في باقي المحافظات. هكذا طرأ على سكان هذا الحي تطور جديد في نمط حياتهم ، يرتبط بسعى الشركات العابرة للقارات لغزو كل الأسواق وضمها إليها. وكما هو الحال دائما بالنسبة للمشروعات الرأسمالية الكبيرة ، قامت شركة ساينزبيري بدراسة الخصائص الاقتصادية التسويقية لحي حدائق شبرا ، حتى تضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح . فـأدركت أن سكانه ليـسـوا مـثل سكان الزمالك، أو المعادي، أو المهندسين، أو حتى الهرم، ان أغلبهم من محدودي الدخل نسبيا مما يؤثر على عاداتهم في الاستهلاك. عندما قمت بزيارة السوبر ماركت الجـديد لأتعرف على ما يباع فيـه ، وجدت أن السلع المعروضة ليست من النوع الأجنبي المرتفع الثمن . هذا ماعدا عدد محدود للغاية منها مصنعة محليا، وإن كان وصفها بأنها مصنعة محليا تعوزه الدقة ، حتى تناسب أسعارها سكان حدائق شبرا . فالملاحظ أن عددا متزايدا من السلع التي تباع في السوق المصرية ، هي منتجات لفروع الشركات الأجنبية التي تستثمر أموالها في مصر، أو لشركات أسماؤها مصرية لكن كل أموالها أجنبية، أو منتجات مصرية مصنعة بتصريح ت ......
#اللورد
#كرومر
#يعود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769292
#الحوار_المتمدن
#شريف_حتاتة اللورد " كرومر " يعود إلى مصر ----------------------------------------------منذ أن عدت من أمريكا بعد غياب دام أربع سنوات ، أصبحت أقيم جزءاً من الوقت في شقتنا في شارع مراد بالجيزة ، والجزء الآخر في شقة ابني " عاطف " بحدائق شبرا. ومنطقة حدائق شبرا ليس فيها حدائق. ربما في يوم من الأيام كانت توجد فيها حدائق، أو على الأقل مساحات خضراء تطير فوقها العصافير، والفراشات. لكنها اختفت لتحل محلها ورش تفكيك السيارات، والشاحنات التي يملكها تجار الخردة، أو بيوت وعمارات هي كتل من الطوب والأسمنت داكنة اللون ، تحمل فوق أسطحها عواميد الاريال وأطباق الدش ومخلفات من كل نوع وصنف. لكن الشقة التي يملكها إبنى تطل على النيل من كل الجهات، على مستشفى معهد ناصر ، تحيطه مساحة واسعة من الخضرة زرعت فيها أشجار النخيل، والبلوط . كما أن النيل في هذا المكان يتسع مـجـراه، ويلتف حول جزيرة الوراق ، مازالت تكسوها حقول الفول، والبرسيم، والقمح لتحولها إلى زمردة خضراء تلمع في شمس الصباح. الشارع الذي توجد فيه عمارته عريض، ومسدود عند آخره، لذلك هوخال من ضجيج المرور ومن الزحام الذي نعاني منهما في شارع مراد. لكن في أحد الأيام فوجئت بعشرات السيارات، والدراجات البخارية، وبعدد من شاحنات البضائع وقد زحفت إليه، بطوابير من الناس، رجال، ونساء، وأطفال يدخلون إلى الدور الأرضي لإحـدى العـمـارات، ويخـرجـون مـنه حاملين أكياسا كبيرة من البلاستيك بيضاء، وبرتقالية اللون، وبعشرات من شباب يرتدون زيا مـوحـدا عـبـارة عن بنطلون أسود، وسترة برتقالية اللون ، و كانوا يقومون بكنس الرصيف المبلط حديثا ، أو حمل كراتين البضاعة، ليدخلوا بها من باب كبير مفتوح إلى مكان واسع مزدحم بالمشترين ، وقفوا أمام البضاعة المرصوصة على الرفوف.هكذا اكتشفت أنه أثناء غيابي في الجيزة ، افتتح سوبر ماركت جديد ، وأن الشركة التي أقامته مملوكة لرجل إنجليزي اسمه " اللورد ساينزبيري" ، وهو ملياردير يملك سلسلة هائلة من السوبر ماركتات الضخمة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة . قرأت عنه منذ شهور في جريدة " الجارديان " البريطانية ، وأنا عائد في الطائرة من رحلة إلى لندن ، فعرفت أنه خلال سنة 1999 أصيبت هذه الشركة بخسائر كـبـيـرة ، فـقـرر القـائـمـون عليـهـا نقل جزء من استثماراتهم إلى بلاد الجنوب، ومن بينها مصر التي سيفتتحون فيها خمسة فروع جديدة موزعة على عدد من أحياء القاهرة، ومنها حدائق شبرا، فى محافظة القاهرة ، وفى عدد آخر في باقي المحافظات. هكذا طرأ على سكان هذا الحي تطور جديد في نمط حياتهم ، يرتبط بسعى الشركات العابرة للقارات لغزو كل الأسواق وضمها إليها. وكما هو الحال دائما بالنسبة للمشروعات الرأسمالية الكبيرة ، قامت شركة ساينزبيري بدراسة الخصائص الاقتصادية التسويقية لحي حدائق شبرا ، حتى تضمن تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح . فـأدركت أن سكانه ليـسـوا مـثل سكان الزمالك، أو المعادي، أو المهندسين، أو حتى الهرم، ان أغلبهم من محدودي الدخل نسبيا مما يؤثر على عاداتهم في الاستهلاك. عندما قمت بزيارة السوبر ماركت الجـديد لأتعرف على ما يباع فيـه ، وجدت أن السلع المعروضة ليست من النوع الأجنبي المرتفع الثمن . هذا ماعدا عدد محدود للغاية منها مصنعة محليا، وإن كان وصفها بأنها مصنعة محليا تعوزه الدقة ، حتى تناسب أسعارها سكان حدائق شبرا . فالملاحظ أن عددا متزايدا من السلع التي تباع في السوق المصرية ، هي منتجات لفروع الشركات الأجنبية التي تستثمر أموالها في مصر، أو لشركات أسماؤها مصرية لكن كل أموالها أجنبية، أو منتجات مصرية مصنعة بتصريح ت ......
#اللورد
#كرومر
#يعود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769292
الحوار المتمدن
شريف حتاتة - اللورد - كرومر - يعود الى مصر