صبري رسول : البيت الذي أكلته العاصفة في ميزان ق. ق. ج
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول الصّديق رشاد شرف أبدى إعجابه بـ«الميزان النّقدي» لدي رغم افتقاده إلى مقياس الدّقة في قراءة النّصوص، ربّما كان محاولة منه في يجعل الإعجاب رشوة لي، لمعرفة المعيار النّقدي لنصّه المعنون بـ«البيت الذي أكلته العاصفة» إن صحّ التّعبير.تحيَّرت في جنسية هذه القصة، أهي قصة قصيرة، أم (ق. ق. ج)؟. لأنها تتأرجح بين الاثنتين، ففيها عناصر تشدّها إلى الأولى، وفيها أخرى تجرّها إلى الثانية. لكنّني سأقف عندها بوصفها، ق. ق. ج، فكلّ عناصرها تبدو لي من هذا الجنس عدا طولها الذي يزيد عن طول ق. ق. ج الذي لا يزيد عن مئة كلمة في حدّها الأقصى.أهم ما يميّز القصة القصيرة جداً عن الفنون الكتابية الأخرى، إضافة إلى الأحدث والشخصيات القليلة، هو لغتها القوية، المنتقاة بعناية فائقة، التي تتميّز بكثافتها، وإيحائيتها ودقة المفردات المستخدمة، لنرَ هذه السمات في هذه القصّة بعد قراءتها. انتقاء المفردات: هنا سأوضّح بعض المفردات ومدى تناسُبها الدّقيق في أداء المعنى في سياق النّص. بدأت القصّة بـ«ذات مساء خريفي، كانت الرياح غاضبة». في بلادنا، سوريا، العواصف لا تكون في الخريف، وملامح الأشخاص والقرية والبيوت تدلّ على أن الحدث في إحدى القرى الكردية، فهي غالباً تكون في الشتاء، وليس في الخريف، ويُفضَّل أن يكون الاستهلال القصصي بفعلٍ يدلّ على نشاطٍ ما، حركة، لشدّ القارئ؛ والعبارة تلك «ذات مساء خريفي» لا تشدّ المتلقّي إلى المتابعة، إنها توحي إلى إحدى حكايات الحكواتي "كان ياما كان". دلالة عبارة «كانت الرياح غاضبة» قد لا تكون ذات قيمة كبيرة، مقارنة مع «كانت الريح قوية، كانت الرّيح عاصفة». فالرّيح، كاسمٍ مفرد، تدلّ على القوة والعنجهية، فتكسّر، وتجرف، وتهدم، أما عند الجمع فتدلّ على الخير والرَّحمة. هناك لغويون ترصَّدوها في القرآن فوجدوا أنّ لفظة الريح (المفردة) حيثما وردت في القرآن، دلّت على العذاب. «وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم»، (الذاريات41) وحيثما وردت لفظة الرياح (مجموعة) في القرآن، دلَّت على الرحمة: «وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين» (الحجر22). (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الروم46). وهناك استثناءات في الأمر طبعاً. في العبارة الثانية «والسماء ترسل زخاتٍ من المطر، فتقذفها في كل الاتجاهات وتزداد هيجاناً» نلاحظ ضعفاً في استخدام زخات، صحيحٌ أنّ الزخات أقوى وربما أخطر من المطر، في المعنى اللغوي، لكنّها تستغرق فترات قصيرة جداً، وفي مصطلحات الطقس تعني أخفّ وأضعف، فاكتسبتْ بذلك معاني أخرى لا تدلّ على الخطورة والخوف.«كلماته المبتورة» أعتقد أنّ حالة الرّجل المطرود من البيت في ليلة عاصفة ستجعل كلامه تأتأةً، وليس البتر، فالبتر هو القطع، (لستُ جازماً هنا)الاقتصاد والكثافة اللغوية: القصّة القصيرة جداً لا تحتاج إلى التكرار، بل إلى الكثافة والإيحاء، في العبارة الآتية نلاحظ تكرار (بيتنا، طردنا) وكذلك مفردة (جار) تكررت أعلاها. فيمكن اختصارها (طُرِدنا؛ زوجة ابننا الوحيد لا تريدنا في البيت) بدلاً من «يا جار، طُرِدْنا من بيتنا... ابننا الوحيد طردنا... زوجته لا تريدنا في البيت». أخطاء لغوية:هناك هفوات نحْوية، وأخطاء تؤثر على جمالية النّص، وتخدشُ عذرية المتعة فيه، كاستخدام الفعل للمثنّى المؤنّث، «الحيرة والخجل تسبقان» والصحيح للمثنّى المذكّر. نجد في سياق هذه العبارة «العاصفة كا ......
#البيت
#الذي
#أكلته
#العاصفة
#ميزان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677001
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول الصّديق رشاد شرف أبدى إعجابه بـ«الميزان النّقدي» لدي رغم افتقاده إلى مقياس الدّقة في قراءة النّصوص، ربّما كان محاولة منه في يجعل الإعجاب رشوة لي، لمعرفة المعيار النّقدي لنصّه المعنون بـ«البيت الذي أكلته العاصفة» إن صحّ التّعبير.تحيَّرت في جنسية هذه القصة، أهي قصة قصيرة، أم (ق. ق. ج)؟. لأنها تتأرجح بين الاثنتين، ففيها عناصر تشدّها إلى الأولى، وفيها أخرى تجرّها إلى الثانية. لكنّني سأقف عندها بوصفها، ق. ق. ج، فكلّ عناصرها تبدو لي من هذا الجنس عدا طولها الذي يزيد عن طول ق. ق. ج الذي لا يزيد عن مئة كلمة في حدّها الأقصى.أهم ما يميّز القصة القصيرة جداً عن الفنون الكتابية الأخرى، إضافة إلى الأحدث والشخصيات القليلة، هو لغتها القوية، المنتقاة بعناية فائقة، التي تتميّز بكثافتها، وإيحائيتها ودقة المفردات المستخدمة، لنرَ هذه السمات في هذه القصّة بعد قراءتها. انتقاء المفردات: هنا سأوضّح بعض المفردات ومدى تناسُبها الدّقيق في أداء المعنى في سياق النّص. بدأت القصّة بـ«ذات مساء خريفي، كانت الرياح غاضبة». في بلادنا، سوريا، العواصف لا تكون في الخريف، وملامح الأشخاص والقرية والبيوت تدلّ على أن الحدث في إحدى القرى الكردية، فهي غالباً تكون في الشتاء، وليس في الخريف، ويُفضَّل أن يكون الاستهلال القصصي بفعلٍ يدلّ على نشاطٍ ما، حركة، لشدّ القارئ؛ والعبارة تلك «ذات مساء خريفي» لا تشدّ المتلقّي إلى المتابعة، إنها توحي إلى إحدى حكايات الحكواتي "كان ياما كان". دلالة عبارة «كانت الرياح غاضبة» قد لا تكون ذات قيمة كبيرة، مقارنة مع «كانت الريح قوية، كانت الرّيح عاصفة». فالرّيح، كاسمٍ مفرد، تدلّ على القوة والعنجهية، فتكسّر، وتجرف، وتهدم، أما عند الجمع فتدلّ على الخير والرَّحمة. هناك لغويون ترصَّدوها في القرآن فوجدوا أنّ لفظة الريح (المفردة) حيثما وردت في القرآن، دلّت على العذاب. «وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم»، (الذاريات41) وحيثما وردت لفظة الرياح (مجموعة) في القرآن، دلَّت على الرحمة: «وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين» (الحجر22). (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الروم46). وهناك استثناءات في الأمر طبعاً. في العبارة الثانية «والسماء ترسل زخاتٍ من المطر، فتقذفها في كل الاتجاهات وتزداد هيجاناً» نلاحظ ضعفاً في استخدام زخات، صحيحٌ أنّ الزخات أقوى وربما أخطر من المطر، في المعنى اللغوي، لكنّها تستغرق فترات قصيرة جداً، وفي مصطلحات الطقس تعني أخفّ وأضعف، فاكتسبتْ بذلك معاني أخرى لا تدلّ على الخطورة والخوف.«كلماته المبتورة» أعتقد أنّ حالة الرّجل المطرود من البيت في ليلة عاصفة ستجعل كلامه تأتأةً، وليس البتر، فالبتر هو القطع، (لستُ جازماً هنا)الاقتصاد والكثافة اللغوية: القصّة القصيرة جداً لا تحتاج إلى التكرار، بل إلى الكثافة والإيحاء، في العبارة الآتية نلاحظ تكرار (بيتنا، طردنا) وكذلك مفردة (جار) تكررت أعلاها. فيمكن اختصارها (طُرِدنا؛ زوجة ابننا الوحيد لا تريدنا في البيت) بدلاً من «يا جار، طُرِدْنا من بيتنا... ابننا الوحيد طردنا... زوجته لا تريدنا في البيت». أخطاء لغوية:هناك هفوات نحْوية، وأخطاء تؤثر على جمالية النّص، وتخدشُ عذرية المتعة فيه، كاستخدام الفعل للمثنّى المؤنّث، «الحيرة والخجل تسبقان» والصحيح للمثنّى المذكّر. نجد في سياق هذه العبارة «العاصفة كا ......
#البيت
#الذي
#أكلته
#العاصفة
#ميزان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677001
الحوار المتمدن
صبري رسول - البيت الذي أكلته العاصفة في ميزان (ق. ق. ج)
صبري رسول : اكسر الغياب والنّصّ الومضة في الميزان
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول تشهد الساحة الأدبية والسردية ولادة كثيرٍ من النّصوص التي تُصنَّف في باب القصّة القصيرة جداً، وبغيابٍ نقديّ تام، ما يجعل القارئ غير المختصّ لا يميّز بينها. وهذا اللون السّردي له قواعد خاصّة وعناصر تميّزها عن غيرها.في هذا المقال ستتناول هذه القراءة أحد هذه النّصوص للكاتبة هيفي قجو بعنوان «اكسر الغياب»، لكن قبل ذلك لا بدّ من قراءة النّصّ القصصي أولاً:اكسر الغيابهل كان حلماً؟!!الوردةُ الحمراءُ ــ الحالمةُ على تلكَ الخزانةِ الصغيرةِ بجانبِ السَّرير ــ كانت تشي بأنّكَ كنت هنا؛ لايزال المكانُ يحتفي بنكهتكَ ولايزال حضورُكَ ماكثاً، متخثراً بين أصابعي. في الحقيقةِ لستُ بحالمةٍ، ها أنا أستعيدُ كلَّ تفصيل بيننا: معطفكَ الأسود الذي أُحبُّه كان على ذلك الكرسيّ بجانب طاولةِ الكتابة، كنتُ قد نزعته عنكَ بنفسي، وكذلكَ أَسْتَعيْدُ الرَّقصةَ حين هَمَمْتَ بمراقصتي، جَذَبْتَنِي من أصابعي إلى أعلى كتفكَ ثم رفعتَ رأسي وتعمّدْتَ عدم تقبيلي لكنك لم تقاوم الكرز فذقتَهُ ممزوجاً بنبيذ معتق! اكسر الغياب...عاصفةُ الشوق تجتاحني..--------------------------------------- ما يميّز هذه القصة أنّ العنوان والجملة المُصاغة كسؤال في البداية يختزلان النّص كلّه، ويغلقانه بمفتاح مُلقَى على باب القارئ.«اكسر الغياب»، يشير العنوان من خلال الحقل الدلالي أنّ هناك قطيعة طويلة وقعت بين السّاردة، مستخدمة الضمير الأول "أنا" وبين الغائب، الموُجَّه إليه الخطاب والعتاب، استخدام الضمير الثاني "أنت". فالغياب يدلّ على وقع القطيعة، واستخدام فعل الأمر "اكسر" توجيهٌ قويّ ومطالبة بتجاوز «القطيعة» المرّة.وصيغة «كسْرُ الغياب» تدلّ على أنّ العلاقة كانت سابقاً مفعمة بالحميمية وبالتواصل، مُورّدة، ويؤكّد ذلك الوصف المكثّف لحضوره سابقاً، «لايزال المكانُ يحتفي بنكهتكَ ولايزال حضورُكَ ماكثاً، متخثراً بين أصابعي»، فلم يكن له حضورٌ فقط، بل كان لحضوره نكهةٌ تعوَّد المكان عليها، والاحتفاء بشيء هو التحضير الكامل والاستعداد له، واستنفار مكوّنات المكان بوجوده، ما يدلّ على البهجة التي يُحدِثُها وجوده، من جانبٍ آخر، غيابه ليس سوى اختفاء فيزيائي محضّ، فحضوره مازال قوياً في المكان، حيث اللقاء، ومازال عالقاً بين أصابعها، وكأنّها مازالت تقبضُ على حضوره السابق.تكسّر بالعبارات الآتية مكنوناتها التي لا تلجأُ إليها النّساء غالباً: «معطفُكَ الأسود الذي أُحبُّه [...] كنتُ قد نزعتُه عنكَ بنفسي، وكذلكَ أَسْتَعيْدُ الرَّقصةَ حين هَمَمْتَ بمراقصتي». أنْ تحبَّ شخصاً يعني أنْ تُحبّ أشياءه، قلمَه، كتبه، رقمه، ألوانه، ومعطفه. استعداد صاحبة المكان لاستقباله، يجعل المكان كلّه في أقصى تأهّبه، فتنزع عنه المعطف، وتطعه على الكرسي هناك. اللحظة الحميمية جعلتها تحفّز ذاكرتها التصويرية على استعادة الرّقصة؛ إنّها البهجة الكبرى. المراقصة الثنائية تذويبٌ لروحين تنتشيان في جسدين يلبيان لنداء الضرورة الذي يفرضه المكان واللحظة الشعورية في الزّمان. كلّ هذه الأسرار تبوح بها بسبب غيابه، والنساء يحتفظنَ بها كأحد أسرار الطبيعة الأنثوية، لكنّها هنا تكثّف بتفصيلها بعد إن فاض بها الشّوق.وكي تقدّم له الإغراء أكثر، وتدفعه إلى كسر الغياب المؤلم، تذكّره بمتعة القبلة «رفعتَ رأسي وتعمّدْتَ عدم تقبيلي لكنك لم تقاوم الكرز فذقتَهُ ممزوجاً بنبيذ معتق!» الرّقصة التي راهنت على حصان اللهفة، وقرّبت بينهما، جعلته يكسّر قواعد الرّقصة فيرفع رأسها، ثمّ تغريه حبّات الكرز اليانعة، فيغترف من نكهتها كأسه، وكأن مذاق الكرز استمدّ روحه من روح الن ......
#اكسر
#الغياب
#والنّصّ
#الومضة
#الميزان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678260
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول تشهد الساحة الأدبية والسردية ولادة كثيرٍ من النّصوص التي تُصنَّف في باب القصّة القصيرة جداً، وبغيابٍ نقديّ تام، ما يجعل القارئ غير المختصّ لا يميّز بينها. وهذا اللون السّردي له قواعد خاصّة وعناصر تميّزها عن غيرها.في هذا المقال ستتناول هذه القراءة أحد هذه النّصوص للكاتبة هيفي قجو بعنوان «اكسر الغياب»، لكن قبل ذلك لا بدّ من قراءة النّصّ القصصي أولاً:اكسر الغيابهل كان حلماً؟!!الوردةُ الحمراءُ ــ الحالمةُ على تلكَ الخزانةِ الصغيرةِ بجانبِ السَّرير ــ كانت تشي بأنّكَ كنت هنا؛ لايزال المكانُ يحتفي بنكهتكَ ولايزال حضورُكَ ماكثاً، متخثراً بين أصابعي. في الحقيقةِ لستُ بحالمةٍ، ها أنا أستعيدُ كلَّ تفصيل بيننا: معطفكَ الأسود الذي أُحبُّه كان على ذلك الكرسيّ بجانب طاولةِ الكتابة، كنتُ قد نزعته عنكَ بنفسي، وكذلكَ أَسْتَعيْدُ الرَّقصةَ حين هَمَمْتَ بمراقصتي، جَذَبْتَنِي من أصابعي إلى أعلى كتفكَ ثم رفعتَ رأسي وتعمّدْتَ عدم تقبيلي لكنك لم تقاوم الكرز فذقتَهُ ممزوجاً بنبيذ معتق! اكسر الغياب...عاصفةُ الشوق تجتاحني..--------------------------------------- ما يميّز هذه القصة أنّ العنوان والجملة المُصاغة كسؤال في البداية يختزلان النّص كلّه، ويغلقانه بمفتاح مُلقَى على باب القارئ.«اكسر الغياب»، يشير العنوان من خلال الحقل الدلالي أنّ هناك قطيعة طويلة وقعت بين السّاردة، مستخدمة الضمير الأول "أنا" وبين الغائب، الموُجَّه إليه الخطاب والعتاب، استخدام الضمير الثاني "أنت". فالغياب يدلّ على وقع القطيعة، واستخدام فعل الأمر "اكسر" توجيهٌ قويّ ومطالبة بتجاوز «القطيعة» المرّة.وصيغة «كسْرُ الغياب» تدلّ على أنّ العلاقة كانت سابقاً مفعمة بالحميمية وبالتواصل، مُورّدة، ويؤكّد ذلك الوصف المكثّف لحضوره سابقاً، «لايزال المكانُ يحتفي بنكهتكَ ولايزال حضورُكَ ماكثاً، متخثراً بين أصابعي»، فلم يكن له حضورٌ فقط، بل كان لحضوره نكهةٌ تعوَّد المكان عليها، والاحتفاء بشيء هو التحضير الكامل والاستعداد له، واستنفار مكوّنات المكان بوجوده، ما يدلّ على البهجة التي يُحدِثُها وجوده، من جانبٍ آخر، غيابه ليس سوى اختفاء فيزيائي محضّ، فحضوره مازال قوياً في المكان، حيث اللقاء، ومازال عالقاً بين أصابعها، وكأنّها مازالت تقبضُ على حضوره السابق.تكسّر بالعبارات الآتية مكنوناتها التي لا تلجأُ إليها النّساء غالباً: «معطفُكَ الأسود الذي أُحبُّه [...] كنتُ قد نزعتُه عنكَ بنفسي، وكذلكَ أَسْتَعيْدُ الرَّقصةَ حين هَمَمْتَ بمراقصتي». أنْ تحبَّ شخصاً يعني أنْ تُحبّ أشياءه، قلمَه، كتبه، رقمه، ألوانه، ومعطفه. استعداد صاحبة المكان لاستقباله، يجعل المكان كلّه في أقصى تأهّبه، فتنزع عنه المعطف، وتطعه على الكرسي هناك. اللحظة الحميمية جعلتها تحفّز ذاكرتها التصويرية على استعادة الرّقصة؛ إنّها البهجة الكبرى. المراقصة الثنائية تذويبٌ لروحين تنتشيان في جسدين يلبيان لنداء الضرورة الذي يفرضه المكان واللحظة الشعورية في الزّمان. كلّ هذه الأسرار تبوح بها بسبب غيابه، والنساء يحتفظنَ بها كأحد أسرار الطبيعة الأنثوية، لكنّها هنا تكثّف بتفصيلها بعد إن فاض بها الشّوق.وكي تقدّم له الإغراء أكثر، وتدفعه إلى كسر الغياب المؤلم، تذكّره بمتعة القبلة «رفعتَ رأسي وتعمّدْتَ عدم تقبيلي لكنك لم تقاوم الكرز فذقتَهُ ممزوجاً بنبيذ معتق!» الرّقصة التي راهنت على حصان اللهفة، وقرّبت بينهما، جعلته يكسّر قواعد الرّقصة فيرفع رأسها، ثمّ تغريه حبّات الكرز اليانعة، فيغترف من نكهتها كأسه، وكأن مذاق الكرز استمدّ روحه من روح الن ......
#اكسر
#الغياب
#والنّصّ
#الومضة
#الميزان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678260
الحوار المتمدن
صبري رسول - اكسر الغياب والنّصّ الومضة في الميزان
صبري رسول : الأرواح الأربعة لعامر فرسو في الميزان
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول هذا النّصّ قصّة قصيرة للكاتب الكردي السوري عامر فرسو. تابعتُه وقرأت بضع قصصه القصيرة والقصيرة جداً، في صفحته وفي بعض المواقع، فوجدتُها نصوصاً ناضجة فنياً، ومكتملة العناصر، ورغم وجود بعض الملاحظات عليها فهي جديرة بالقراءة، لذلك أحببتُ الوقوف عند هذا النّصّ وهو من اختيار أحد الأصدقاء وله الشّكر.موجز القصّة: تجري أحداث النّصّ في منطقة سكنية تحت القصف قرب نهر الفرات، فينهار منزل على سكانه، تبقى المرأة محصورة تحت الأنقاض. يحمل الأب طفليه الصغيرين ليخلّصهما، لكن طلقة طائشة تُصيب أحدهما، وفي جو المعركة، يحاول الأب دفن الطفل القتيل ليسهل عليه إنقاذ أخيه، فيدفن الطفل الحيّ، ويأخذ المُصاب، ويكتشف ذلك بعد وصوله إلى ضفة النهر، فيتركه تحت الشمس ويتوارى في عمق النّهر. الفنيّات: النّصّ يبيّن أن شخوص النّصّ لا علاقة لهم بالحرب والمعركة الدائرة، كما أنّهم ليسوا طرفاً فيها، بل إنّ المعركة قدمت إلى منزلهم، ودمّرته. ومكّن الكاتب بخطابٍ قصصي متوازن في إظهار ذلك، ونجح في توظيف شخصيات القصة بشكل جيدٍ، ما أضاف للقصة بُعداً آخر يكشف مستقبل الناس في منطقة تحرقها حرب طاحنة. أصاب الكاتب في استخدام السّرد بشكل جميل، حيث تُروَى الأحداث باستخدام الضمير الغائب (هو)، وهنا يمكن للراوي «أن يقف على مسافة قريبة أو بعيدة مما يروي، وأن يكون علمه بموضوعه تاماً...»(1) فالراوي في النّصّ يقف على مسافة قريبة من الحدث القصصي، ويعرف كل شيء عن موضوعه ويعرف أسرار النّفوس، وما يسري في عقولهم، بل يعرف أمنياتهم ورغائبهم، فالراوي لا تنحصر معرفته «بما تعرفه الشخصية أو بما يبدو منها»(2)، بل يوسعها «لتصبح بلا حدود في الرواية»(3).هذا النّوع من السرد يُقنع القارئ بأنّ الكاتب لا يتدخّل في شؤون الشخصيات، ولا يرسم مصائرها «تسحبُ أصابعَها من بين يديه قالت: لا عليك.. فقط أنقذ الطفلين» فهو الخبير بما يجري في نفس المرأة وهي تحت الأنقاض.الأطراف المتحاربة تمتلك القوة البشرية والمالية والسلاح، والمعركة لم تعُد من أجل الشّعب، ولا من أجل حريّته، بل باتت صراعاً عقيماً لا ينتهي، وفي ساحات الحرب، الشّعب وحده يدفع أرواحه ثمناً لمعارك الآخرين. أفراد الأسرة هم ضحية حربٍ شرسة طحنَتْ مستقبلهم «المنزل، الطّفل» وغياب الإغاثة الإنسانية بسبب استمرارية المعركة تقع الأم الضحية الأولى. التّيه في اتجاهات مجهولة، يضع الأب وطفليه أهدافاً مكشوفة أمام رصاصٍ لا يرحم «تجاوزَ شارعينِ مليئين بالحجارة والسّيارات المحترقة حتى التقى بجموعٍ هاربةٍ بدورِها.. انضمَّ إلى وجهتهم من دون أنْ يعلمَ أين يقصدون». وتكتمل التراجيديا السوداء كم ستتوضّح في نهاية القصّة.في القصّة هناك مجموعة أشخاص: «الأب، الأم، الطفل الحيّ، الطفل مُصاب»، تقابلها مجموعة الأماكن تمثّل المصير: «النهر، الأنقاض، المقبرة، الأرض والشمس». فالنّهر ابتلع الأب، والأنقاض طمرت الأم، والمقبرة غيَّبت الطفل الحيّ، وحده بقي في العراء الطّفل القتيل وعيناه نحو الشّمس. هذا المصير المأساوي جرّد الشّمس من معاني الدفء والحياة، والنّهر من معاني الاستمرارية والنّماء، فالشّمس لا تعيد الحياة إلى عيونٍ الضحية حتى لو كانت مفتوحة. في الحقل الدلالي يمكن الاستدلال بأنّ مصير الجيل الحالي في سوريا، إما الموت تحت أنقاض بيوتٍ استنزف بناؤها حياتَهم، أو الغرق، فالنّهر كمدلولٍ للخير والحياة تحوّل إلى مقبرة لرجالٍ بنوا الحياة. والجيل القادم –الطفلين- يفقدُ مستقبله إما قتلاً في حربٍ لا يد له في إشعالها، أو دفناً وهو حيّ. القصّة تضجُّ بدلالاتٍ هائلة، بمعاني كثيرة، تختصر الحرب اللعينة ......
#الأرواح
#الأربعة
#لعامر
#فرسو
#الميزان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678940
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول هذا النّصّ قصّة قصيرة للكاتب الكردي السوري عامر فرسو. تابعتُه وقرأت بضع قصصه القصيرة والقصيرة جداً، في صفحته وفي بعض المواقع، فوجدتُها نصوصاً ناضجة فنياً، ومكتملة العناصر، ورغم وجود بعض الملاحظات عليها فهي جديرة بالقراءة، لذلك أحببتُ الوقوف عند هذا النّصّ وهو من اختيار أحد الأصدقاء وله الشّكر.موجز القصّة: تجري أحداث النّصّ في منطقة سكنية تحت القصف قرب نهر الفرات، فينهار منزل على سكانه، تبقى المرأة محصورة تحت الأنقاض. يحمل الأب طفليه الصغيرين ليخلّصهما، لكن طلقة طائشة تُصيب أحدهما، وفي جو المعركة، يحاول الأب دفن الطفل القتيل ليسهل عليه إنقاذ أخيه، فيدفن الطفل الحيّ، ويأخذ المُصاب، ويكتشف ذلك بعد وصوله إلى ضفة النهر، فيتركه تحت الشمس ويتوارى في عمق النّهر. الفنيّات: النّصّ يبيّن أن شخوص النّصّ لا علاقة لهم بالحرب والمعركة الدائرة، كما أنّهم ليسوا طرفاً فيها، بل إنّ المعركة قدمت إلى منزلهم، ودمّرته. ومكّن الكاتب بخطابٍ قصصي متوازن في إظهار ذلك، ونجح في توظيف شخصيات القصة بشكل جيدٍ، ما أضاف للقصة بُعداً آخر يكشف مستقبل الناس في منطقة تحرقها حرب طاحنة. أصاب الكاتب في استخدام السّرد بشكل جميل، حيث تُروَى الأحداث باستخدام الضمير الغائب (هو)، وهنا يمكن للراوي «أن يقف على مسافة قريبة أو بعيدة مما يروي، وأن يكون علمه بموضوعه تاماً...»(1) فالراوي في النّصّ يقف على مسافة قريبة من الحدث القصصي، ويعرف كل شيء عن موضوعه ويعرف أسرار النّفوس، وما يسري في عقولهم، بل يعرف أمنياتهم ورغائبهم، فالراوي لا تنحصر معرفته «بما تعرفه الشخصية أو بما يبدو منها»(2)، بل يوسعها «لتصبح بلا حدود في الرواية»(3).هذا النّوع من السرد يُقنع القارئ بأنّ الكاتب لا يتدخّل في شؤون الشخصيات، ولا يرسم مصائرها «تسحبُ أصابعَها من بين يديه قالت: لا عليك.. فقط أنقذ الطفلين» فهو الخبير بما يجري في نفس المرأة وهي تحت الأنقاض.الأطراف المتحاربة تمتلك القوة البشرية والمالية والسلاح، والمعركة لم تعُد من أجل الشّعب، ولا من أجل حريّته، بل باتت صراعاً عقيماً لا ينتهي، وفي ساحات الحرب، الشّعب وحده يدفع أرواحه ثمناً لمعارك الآخرين. أفراد الأسرة هم ضحية حربٍ شرسة طحنَتْ مستقبلهم «المنزل، الطّفل» وغياب الإغاثة الإنسانية بسبب استمرارية المعركة تقع الأم الضحية الأولى. التّيه في اتجاهات مجهولة، يضع الأب وطفليه أهدافاً مكشوفة أمام رصاصٍ لا يرحم «تجاوزَ شارعينِ مليئين بالحجارة والسّيارات المحترقة حتى التقى بجموعٍ هاربةٍ بدورِها.. انضمَّ إلى وجهتهم من دون أنْ يعلمَ أين يقصدون». وتكتمل التراجيديا السوداء كم ستتوضّح في نهاية القصّة.في القصّة هناك مجموعة أشخاص: «الأب، الأم، الطفل الحيّ، الطفل مُصاب»، تقابلها مجموعة الأماكن تمثّل المصير: «النهر، الأنقاض، المقبرة، الأرض والشمس». فالنّهر ابتلع الأب، والأنقاض طمرت الأم، والمقبرة غيَّبت الطفل الحيّ، وحده بقي في العراء الطّفل القتيل وعيناه نحو الشّمس. هذا المصير المأساوي جرّد الشّمس من معاني الدفء والحياة، والنّهر من معاني الاستمرارية والنّماء، فالشّمس لا تعيد الحياة إلى عيونٍ الضحية حتى لو كانت مفتوحة. في الحقل الدلالي يمكن الاستدلال بأنّ مصير الجيل الحالي في سوريا، إما الموت تحت أنقاض بيوتٍ استنزف بناؤها حياتَهم، أو الغرق، فالنّهر كمدلولٍ للخير والحياة تحوّل إلى مقبرة لرجالٍ بنوا الحياة. والجيل القادم –الطفلين- يفقدُ مستقبله إما قتلاً في حربٍ لا يد له في إشعالها، أو دفناً وهو حيّ. القصّة تضجُّ بدلالاتٍ هائلة، بمعاني كثيرة، تختصر الحرب اللعينة ......
#الأرواح
#الأربعة
#لعامر
#فرسو
#الميزان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678940
الحوار المتمدن
صبري رسول - الأرواح الأربعة لعامر فرسو في الميزان
صبري رسول : سوريا من خريطة ٍ معروفة إلى خرائط مجهولة
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول الحلّ السّوري لم يعُد ممكناً في الوقت الحالي، المناخات الدولية غير مهيئة، والتفاهمات الإقليمية هي لتوزيع الدوار، والفرص المتاحة ضيئلة جداً، وعدم اهتمام القوى الدولية بالحلّ السلمي الشامل.بدأ انعطافٌ حقيقيٌّ في نهاية السنة الثانية للأزمة التي عصفت بسوريا وشعبها بداية 2011م، فالشعب، الذي ثار على قمع النظام للحراك المدني وعلى استبداده وبطشه في التعامل مع المجتمع السوري، فقدَ زمامَ المبادرة في قيادة وتوجيه مسار الأحداث، فتحوّل من القوة التي هزَّت عرش النظام وأخافت الجوار، إلى قوى مبعثرة تنهشها الخلافات وتابعة لقوى خارجية، فقدْ تدخّلت قوى إقليمية إرهابية، حزب الله، الحرس الثوري الإيراني، فصائل داعش، وتمكّن النظام من توظيفها بشكل الأمثل لتمزيق سوريا وضرب شعبها، كما أن دولاً إقليمية تدخلت للغرض نفسه، كقطر وتركيا. أما الانعطاف الحقيقي بدأ بالتدخل الروسي العسكري 2015 واستخدامها النار الكثيفة لصالح النظام الذي فرض سيطرته على مناطق واسعة بينما كان محصوراً على ثلث مساحة البلاد قبل ذلك.بهذا الانعطاف انحرف كلّ شيء، وتلاشت آمال الناس بأي تغيير ممكن. فالنظام الذي فقد الأهلية للتعايش مع الشعب، وارتكب المجازر، بدأ بانتقام الشعب ومعاقبته بكل ما لديه من قوة، والفصائل «التي كانت معتدلة» باتت بأمرة «داعش البغدادي» و«نصرة الجولاني». هنا يمكن القول أنّ الدولة السورية بخريطتها الجغرافية والسياسية لم تعد قائمة، وسوريا المستقبل لن تكون على شاكلة سوريا الماضي، وستختلف وظيفتها، ونظامها السياسي.خريطة سوريا القديمة هشّمتها خرائط صغيرة بديلة، قادمة منها وإليها، تفرضها الظروف الجديدة، والقوى الفاعلة في الساحة السورية، بالتوازي مع الإرادة الدولية الغائبة حتى الآن. فالمرء عندما يؤكد أنّ سوريا لن تعود كما كانت، يُدرِك أنّ الشعب السوري عبارة عن مجموعة من الإرادات المتعاكسة والأضداد الشرسة الفاقدة للاستقلالية السياسية في رؤاها ومواقفها، وأنّ مصالحها أكثر أهمية من خياطة الخريطة السورية «جغرافياً وسياسياً» والجمع بين جميع الفرقاء «عرباً وكرداً، وطوائف دينية» ليس بالأمر السّهل، وصياغة دستورٍ يلبّي طموحات الشّعب السّوري ويحقّق العدالة ودولة القانون ويحمي الحقوق القومية للشعب الكردي باتت الحلم المخملي للسوريين.الجمود السياسي والتأزم العميق في الوضع المعيشي، مع انتشار الجريمة المنظمة، دفعت القوى السياسية في بعض المناطق إلى حواراتٍ مكثفة قصيرة، ومتقطعة غالباً، لبناء تحالفاتٍ سياسية حفاظاً على ما تبقى من الآمال، كما حصل بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، والتي لم تفضِ حتى الآن إلى نتائج ملموسة، وفي السياق نفسه تُعدّ جبهة «السلام والحرية» التي أعلنَتْ عن نفسِها نهاية يونيو الماضي أحد التعبيرات السياسية المُنبثقة من الواقع كردٍّ موضوعيّ على الجمود السياسي الثّقيل وقد ضمَّت المجلس الوطني الكردي، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، وتيار الغد السوري، والمجلس العربي في الجزيرة والفرات، وهي إحدى مُخرجات الوضع الراهن في إطار البحث عن الحلّ السوري الشامل وبناء أسس التعايش المشترك بين مكونات المنطقة.لكن هنا يمكن القول أنّ خريطة سوريا «السياسية والجغرافية» فقدَت مقوّمات وجودها الحقيقي على الأرض، وثمّة خرائط أخرى تقضمُ أطرافها، بعد أن طغت عليها طحالب العفونة السياسية، وسيطرة العقل التدميري على الأفق السّياسي للنظام السوري.------------------------- صحيفة: آكري للحزب الديمقراطي الكردستاني - إيراننُشِرت فيها الترجمة الكردية لعبدالعزيز قاسم. ......
#سوريا
#خريطة
#معروفة
#خرائط
#مجهولة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687743
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول الحلّ السّوري لم يعُد ممكناً في الوقت الحالي، المناخات الدولية غير مهيئة، والتفاهمات الإقليمية هي لتوزيع الدوار، والفرص المتاحة ضيئلة جداً، وعدم اهتمام القوى الدولية بالحلّ السلمي الشامل.بدأ انعطافٌ حقيقيٌّ في نهاية السنة الثانية للأزمة التي عصفت بسوريا وشعبها بداية 2011م، فالشعب، الذي ثار على قمع النظام للحراك المدني وعلى استبداده وبطشه في التعامل مع المجتمع السوري، فقدَ زمامَ المبادرة في قيادة وتوجيه مسار الأحداث، فتحوّل من القوة التي هزَّت عرش النظام وأخافت الجوار، إلى قوى مبعثرة تنهشها الخلافات وتابعة لقوى خارجية، فقدْ تدخّلت قوى إقليمية إرهابية، حزب الله، الحرس الثوري الإيراني، فصائل داعش، وتمكّن النظام من توظيفها بشكل الأمثل لتمزيق سوريا وضرب شعبها، كما أن دولاً إقليمية تدخلت للغرض نفسه، كقطر وتركيا. أما الانعطاف الحقيقي بدأ بالتدخل الروسي العسكري 2015 واستخدامها النار الكثيفة لصالح النظام الذي فرض سيطرته على مناطق واسعة بينما كان محصوراً على ثلث مساحة البلاد قبل ذلك.بهذا الانعطاف انحرف كلّ شيء، وتلاشت آمال الناس بأي تغيير ممكن. فالنظام الذي فقد الأهلية للتعايش مع الشعب، وارتكب المجازر، بدأ بانتقام الشعب ومعاقبته بكل ما لديه من قوة، والفصائل «التي كانت معتدلة» باتت بأمرة «داعش البغدادي» و«نصرة الجولاني». هنا يمكن القول أنّ الدولة السورية بخريطتها الجغرافية والسياسية لم تعد قائمة، وسوريا المستقبل لن تكون على شاكلة سوريا الماضي، وستختلف وظيفتها، ونظامها السياسي.خريطة سوريا القديمة هشّمتها خرائط صغيرة بديلة، قادمة منها وإليها، تفرضها الظروف الجديدة، والقوى الفاعلة في الساحة السورية، بالتوازي مع الإرادة الدولية الغائبة حتى الآن. فالمرء عندما يؤكد أنّ سوريا لن تعود كما كانت، يُدرِك أنّ الشعب السوري عبارة عن مجموعة من الإرادات المتعاكسة والأضداد الشرسة الفاقدة للاستقلالية السياسية في رؤاها ومواقفها، وأنّ مصالحها أكثر أهمية من خياطة الخريطة السورية «جغرافياً وسياسياً» والجمع بين جميع الفرقاء «عرباً وكرداً، وطوائف دينية» ليس بالأمر السّهل، وصياغة دستورٍ يلبّي طموحات الشّعب السّوري ويحقّق العدالة ودولة القانون ويحمي الحقوق القومية للشعب الكردي باتت الحلم المخملي للسوريين.الجمود السياسي والتأزم العميق في الوضع المعيشي، مع انتشار الجريمة المنظمة، دفعت القوى السياسية في بعض المناطق إلى حواراتٍ مكثفة قصيرة، ومتقطعة غالباً، لبناء تحالفاتٍ سياسية حفاظاً على ما تبقى من الآمال، كما حصل بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، والتي لم تفضِ حتى الآن إلى نتائج ملموسة، وفي السياق نفسه تُعدّ جبهة «السلام والحرية» التي أعلنَتْ عن نفسِها نهاية يونيو الماضي أحد التعبيرات السياسية المُنبثقة من الواقع كردٍّ موضوعيّ على الجمود السياسي الثّقيل وقد ضمَّت المجلس الوطني الكردي، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، وتيار الغد السوري، والمجلس العربي في الجزيرة والفرات، وهي إحدى مُخرجات الوضع الراهن في إطار البحث عن الحلّ السوري الشامل وبناء أسس التعايش المشترك بين مكونات المنطقة.لكن هنا يمكن القول أنّ خريطة سوريا «السياسية والجغرافية» فقدَت مقوّمات وجودها الحقيقي على الأرض، وثمّة خرائط أخرى تقضمُ أطرافها، بعد أن طغت عليها طحالب العفونة السياسية، وسيطرة العقل التدميري على الأفق السّياسي للنظام السوري.------------------------- صحيفة: آكري للحزب الديمقراطي الكردستاني - إيراننُشِرت فيها الترجمة الكردية لعبدالعزيز قاسم. ......
#سوريا
#خريطة
#معروفة
#خرائط
#مجهولة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=687743
الحوار المتمدن
صبري رسول - سوريا من خريطة ٍ معروفة إلى خرائط مجهولة
صبري رسول : إذا استحال التعايش مع الآخر
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول إنّ فشل حكومات المنطقة في بناء دولٍ أساسُها القانون والعدل والمؤسسات، تكون لكلّ أبنائها بمختلف قومياتهم ودياناتهم، كان العامل الأول لعدم الاستقرار.لم تستطع الأنظمة الحاكمة في تركيا وإيران وسوريا والعراق بناء دولٍ ديمقراطية يكون تداول السلطة فيها سلساً وفق الدستور. وغلبت على نظام الحكم العنصرية القومية أوالتطرف الديني، فكانت القاعدة الأولى للتّطرف، وغذتْها سياساتٌ تعتمد على القبلية والطائفية، فأوجدَتْ أسباب الانهيار وليس مقومات البناء.ولسوء حظّ الشعب الكردي توزّعت بلادهم "كردستان" قسراً بين هذه الدول الأربعة، وذاقوا الويلات، إلى إن جاءت فرصة التعبير عن النفس لإقليم كردستان العراق. العداءُ الحادّ الذي أبدتْه دول جوار إقليم كردستان العراق (تركيا وإيران وسوريا) يفصحُ مدى هشاشة الانسجام الاجتماعي لمكوناتها القومية، ويبيّن بنية الدولة المتفسّخة القائمة على القمع والتنكيل. وبه تسقط كلّ ادّعاءاتها في الديمقراطية، والغرب المتبجّح بحق الشعوب في تقرير مصيرها، تغضّ النظر عن حقّ الكرد أمام مصالحها مع تلك الدول، فيتحول صمتها عن استبداد هذه الدول التي هي حبال خنقٍ لمواطنيها، وأسيجة سجنٍ لهم وليس أسواراً لحمايتهم إلى عامل تشجيع لاستمرارها في اضطهاد الكرد.هذه الأوضاع مضافاً إليها الحروب الطويلة ضد الكُرد دفعت قيادة إقليم كردستان العراق قبل ثلاث سنوات إلى اتخاذ هذه الخطوة التي لاقت حينها ترحيباً كبيراً من شعب الإقليم وتذمّرا من دول الجوار والعالم. وقد يكون أحد أسباب هذه الخطوة غياب تيار سياسي عقلاني في الجانب العربي من العراق للضغط على الحكومات العراقية للالتزام بالدستور، والابتعاد عن التفكير الطائفي، وطمأنة الكُرد بالشراكة الحقيقية في قيادة البلاد.ويبدو أنّ فرص استمرار الشراكة بين إقليم كردستان والعراق استنفدت وانهارت الجهود الرامية لترميم العلاقة بينهما.الدستور العراقي بُنِي على «الاتحاد الحرّ» ويترتّب على ذلك إيجاد حلول سياسية لكلّ الملفات، بما فيها القرارات المصيرية التي تتعلّق بمستقبل الدولة العراقية بشكلٍ توافقي، لكن الحكومة العراقية انفردت في عهد المالكي والعبادي، وخرقت الدستور العراقي ليس أوّلها إلغاء المادة 140 حول كركوك والمناطق المتنازع عليها، إضافة إلى فرض حصارٍ جائر على الإقليم.ما دفع قيادة الإقليم إلى الاستفتاء اقتناعهم التام باستحالة الشراكة مع بغداد، فوقعت بين أمرين: إمّا الخنوع لحكومة طائفية تقود العراق إلى الانهيار أو القيام بخطوة الاستفتاء وعدم الاكتراث لتهديدات الجوار المعادي تاريخياً.أعتقد أنّ الدول العربية سترتكب خطأ كبيراً في انغلاقها على إقليم كردستان العراق، فالمنطقة لاتحتمل مزيداً من الدمار، وعليها التعامل بإيجابية مع شعبٍ يشترك مع العرب في التاريخ والجغرافية والدين والثقافة. ......
#استحال
#التعايش
#الآخر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693969
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول إنّ فشل حكومات المنطقة في بناء دولٍ أساسُها القانون والعدل والمؤسسات، تكون لكلّ أبنائها بمختلف قومياتهم ودياناتهم، كان العامل الأول لعدم الاستقرار.لم تستطع الأنظمة الحاكمة في تركيا وإيران وسوريا والعراق بناء دولٍ ديمقراطية يكون تداول السلطة فيها سلساً وفق الدستور. وغلبت على نظام الحكم العنصرية القومية أوالتطرف الديني، فكانت القاعدة الأولى للتّطرف، وغذتْها سياساتٌ تعتمد على القبلية والطائفية، فأوجدَتْ أسباب الانهيار وليس مقومات البناء.ولسوء حظّ الشعب الكردي توزّعت بلادهم "كردستان" قسراً بين هذه الدول الأربعة، وذاقوا الويلات، إلى إن جاءت فرصة التعبير عن النفس لإقليم كردستان العراق. العداءُ الحادّ الذي أبدتْه دول جوار إقليم كردستان العراق (تركيا وإيران وسوريا) يفصحُ مدى هشاشة الانسجام الاجتماعي لمكوناتها القومية، ويبيّن بنية الدولة المتفسّخة القائمة على القمع والتنكيل. وبه تسقط كلّ ادّعاءاتها في الديمقراطية، والغرب المتبجّح بحق الشعوب في تقرير مصيرها، تغضّ النظر عن حقّ الكرد أمام مصالحها مع تلك الدول، فيتحول صمتها عن استبداد هذه الدول التي هي حبال خنقٍ لمواطنيها، وأسيجة سجنٍ لهم وليس أسواراً لحمايتهم إلى عامل تشجيع لاستمرارها في اضطهاد الكرد.هذه الأوضاع مضافاً إليها الحروب الطويلة ضد الكُرد دفعت قيادة إقليم كردستان العراق قبل ثلاث سنوات إلى اتخاذ هذه الخطوة التي لاقت حينها ترحيباً كبيراً من شعب الإقليم وتذمّرا من دول الجوار والعالم. وقد يكون أحد أسباب هذه الخطوة غياب تيار سياسي عقلاني في الجانب العربي من العراق للضغط على الحكومات العراقية للالتزام بالدستور، والابتعاد عن التفكير الطائفي، وطمأنة الكُرد بالشراكة الحقيقية في قيادة البلاد.ويبدو أنّ فرص استمرار الشراكة بين إقليم كردستان والعراق استنفدت وانهارت الجهود الرامية لترميم العلاقة بينهما.الدستور العراقي بُنِي على «الاتحاد الحرّ» ويترتّب على ذلك إيجاد حلول سياسية لكلّ الملفات، بما فيها القرارات المصيرية التي تتعلّق بمستقبل الدولة العراقية بشكلٍ توافقي، لكن الحكومة العراقية انفردت في عهد المالكي والعبادي، وخرقت الدستور العراقي ليس أوّلها إلغاء المادة 140 حول كركوك والمناطق المتنازع عليها، إضافة إلى فرض حصارٍ جائر على الإقليم.ما دفع قيادة الإقليم إلى الاستفتاء اقتناعهم التام باستحالة الشراكة مع بغداد، فوقعت بين أمرين: إمّا الخنوع لحكومة طائفية تقود العراق إلى الانهيار أو القيام بخطوة الاستفتاء وعدم الاكتراث لتهديدات الجوار المعادي تاريخياً.أعتقد أنّ الدول العربية سترتكب خطأ كبيراً في انغلاقها على إقليم كردستان العراق، فالمنطقة لاتحتمل مزيداً من الدمار، وعليها التعامل بإيجابية مع شعبٍ يشترك مع العرب في التاريخ والجغرافية والدين والثقافة. ......
#استحال
#التعايش
#الآخر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693969
الحوار المتمدن
صبري رسول - إذا استحال التعايش مع الآخر
صبري رسول : ميزوبوتاميا مغامرة شعرية في الحقل التّاريخي
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول صدرت المجموعة الشّعرية ميزوبوتاميا للشّاعرية السّورية الكردية ميديا شيخة اكترونياً على صفحة الموقع (صرخة الشّيوعي) قبل بداية العام الحالي بأيام، يُذكر أنها المجموعة الثّانية لها، حيث أصدرت الشّاعرة مجموعتها (الخسوف الجزئي) سابقاً، التي هي عبارة عن مقاطع من الشّعر الهايكو.تحتل هذه المجموعة، اثنتين وثمانين صفحة من القطع الكبير، وهي عبارة عن نصّ طويل، اتّخذت الشّاعرة من جغرافية « ميزوبوتاميا» منطلقاً إلى كتابته، مع غلافٍ أنيق تتجاور فيه رسوماتٌ من التّراث التّاريخي لميزوبوتاميا، لكن من دون إشارة إلى لوحة الغلاف والتّنسيق.الجغرافيا المعروفة بذاك الاسم والمشار إليها بين نهري دجلة والفرات، مليئة بأحداثٍ ووقائع، دينية وتاريخية لشعوبٍ عمّرت حواضر النّهرين، وتعاقبت بضعُ حضارات فيها، ثمّ غابت بفعل الصّراع الدموي الذي ساد العلاقات بينها، توسّعت حدودها بفعل الحروب وطغيان حكامها فطغت فتراتٍ طوال، ثمّ غابت غالبية تلك الشعوب، وقد يكون الكرد مستثنين منها، فحافظوا على وجودهم، وبنوا دولاً وإمارات كثيرة خلال التّاريخ. هذه الجغرافيا وأحداثها هي محور النّص الطّويل، تستحضرها الشّاعرة بفخر واعتزاز:«نحنُ المتجذّرونَ في القرونِ الغابرةِمن (أهورا مزدا وأهريمان) نحملُ سلالاً ملأى بألفِ حقلٍ وحكايةٍ» ص8كما أنّها تبني تفاؤلاً مطلقاً بأن حضارة الكرد ستسجّل الانتصار على الظّلم والظّلامية، وعلى جيوشٍ تبيحُ نساء الكُرد، في ترميزٍ واضح إلى القوى الدّينية المتطرفة التي تعيث في الأرض فساداً باسم الدّين وتحت علمه وشعاره: «لن تنحني لجيشٍ سيوفُه من خشبيدعو إلى إقامة معارض النّساء باسم الآلهة» ص8فالخلودُ، الذي بحث عنه الإنسان منذ القدم - هو الخلود ذاته الذي قدّسته الدّيانات ودعت الناس إلى عمل الخير من أجل الدّخول إلى «جنات عدنٍ» - لم يأتِ من خارج جغرافية ميزوبوتاميا، بل وليدُ الفكر البشري الذي آمن به عشاق معبد «لاله ش» والديانة الإزيدية، ...« و "لالش النوراني" دربُنا نحوَ الخلودِمن قبسِ روحِهِ ننهلُ العلمَ، الحكمةَ، التراتيلَ والصلواتِ»ص12لجوء الشاعرة بين حينٍ وآخر إلى الصّور البلاغية، يكثّف التّعبير، ويعفيها من الشّروحات والتّطويل، ويشحن الجملة بطاقة من الأحاسيس، إنّها الرّوح الشّعرية المختزلة بالصّورة الشّعرية. «... أنا المرأةُ الطافحة بالحبّ، تجوبُ الأرضَ/ وتلفحُ أناشيدنا أكتاف الهضبات الواثقات ص20. «باتتْ شفتايَ كتوتٍ بريّ/ ينضجُ على صفيحِ الزمنِ»ص28التّركيز على الرّموز يضع القارئ العادي أمام إشكالياتٍ في القراءة والتّأويل، ويُضفي على النّص إبهاماً إضافياً، ذاك من طبيعة النّصّ المتشابك مع التّاريخ، والخوض الشّعري في النّصوص التّاريخية أكثر خطورة من الرّكض في حقل الألغام، فالّلجوء المتكرّر إلى الكنايات، والاستعانة بالتّرميز، والاتّكاء على الصّورة الشّعرية، منحت الشّاعرة ميداناً إضافياً للمراوغات وإنتاج المقاطع بشكلٍ تلقائي. وأضفى التّناص متعةً روحية للقارئ «وفي جبالِ وتّدها الله ص54. والعظامُ رميمٌ،ص67». هذه القيم النّقدية تبيّن أنّها أرادت أن يكون النّص حافلاً بالرّموز والكنايات عكس ما ورد في مقدمة الزّميل والصّديق عبدالوهاب بيرني على خلفية الغلاف «اختارت المفردات البسيطة وبعفوية بالغة، ودون اللجوء الى الكنايات او الرمز او التناص». كثافة الصّور البلاغية، كالاستعارات والكنايات تخلقُ متعةً لدى المتلقي عند قراءة النّصوص: «كان وطناً نهشه التّاريخ المزيّفُ. نحملُ سلالاً ملأى بألفِ حقلٍ وحكايةٍ. يدعو إلى إقامة معارض ا ......
#ميزوبوتاميا
#مغامرة
#شعرية
#الحقل
#التّاريخي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706020
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول صدرت المجموعة الشّعرية ميزوبوتاميا للشّاعرية السّورية الكردية ميديا شيخة اكترونياً على صفحة الموقع (صرخة الشّيوعي) قبل بداية العام الحالي بأيام، يُذكر أنها المجموعة الثّانية لها، حيث أصدرت الشّاعرة مجموعتها (الخسوف الجزئي) سابقاً، التي هي عبارة عن مقاطع من الشّعر الهايكو.تحتل هذه المجموعة، اثنتين وثمانين صفحة من القطع الكبير، وهي عبارة عن نصّ طويل، اتّخذت الشّاعرة من جغرافية « ميزوبوتاميا» منطلقاً إلى كتابته، مع غلافٍ أنيق تتجاور فيه رسوماتٌ من التّراث التّاريخي لميزوبوتاميا، لكن من دون إشارة إلى لوحة الغلاف والتّنسيق.الجغرافيا المعروفة بذاك الاسم والمشار إليها بين نهري دجلة والفرات، مليئة بأحداثٍ ووقائع، دينية وتاريخية لشعوبٍ عمّرت حواضر النّهرين، وتعاقبت بضعُ حضارات فيها، ثمّ غابت بفعل الصّراع الدموي الذي ساد العلاقات بينها، توسّعت حدودها بفعل الحروب وطغيان حكامها فطغت فتراتٍ طوال، ثمّ غابت غالبية تلك الشعوب، وقد يكون الكرد مستثنين منها، فحافظوا على وجودهم، وبنوا دولاً وإمارات كثيرة خلال التّاريخ. هذه الجغرافيا وأحداثها هي محور النّص الطّويل، تستحضرها الشّاعرة بفخر واعتزاز:«نحنُ المتجذّرونَ في القرونِ الغابرةِمن (أهورا مزدا وأهريمان) نحملُ سلالاً ملأى بألفِ حقلٍ وحكايةٍ» ص8كما أنّها تبني تفاؤلاً مطلقاً بأن حضارة الكرد ستسجّل الانتصار على الظّلم والظّلامية، وعلى جيوشٍ تبيحُ نساء الكُرد، في ترميزٍ واضح إلى القوى الدّينية المتطرفة التي تعيث في الأرض فساداً باسم الدّين وتحت علمه وشعاره: «لن تنحني لجيشٍ سيوفُه من خشبيدعو إلى إقامة معارض النّساء باسم الآلهة» ص8فالخلودُ، الذي بحث عنه الإنسان منذ القدم - هو الخلود ذاته الذي قدّسته الدّيانات ودعت الناس إلى عمل الخير من أجل الدّخول إلى «جنات عدنٍ» - لم يأتِ من خارج جغرافية ميزوبوتاميا، بل وليدُ الفكر البشري الذي آمن به عشاق معبد «لاله ش» والديانة الإزيدية، ...« و "لالش النوراني" دربُنا نحوَ الخلودِمن قبسِ روحِهِ ننهلُ العلمَ، الحكمةَ، التراتيلَ والصلواتِ»ص12لجوء الشاعرة بين حينٍ وآخر إلى الصّور البلاغية، يكثّف التّعبير، ويعفيها من الشّروحات والتّطويل، ويشحن الجملة بطاقة من الأحاسيس، إنّها الرّوح الشّعرية المختزلة بالصّورة الشّعرية. «... أنا المرأةُ الطافحة بالحبّ، تجوبُ الأرضَ/ وتلفحُ أناشيدنا أكتاف الهضبات الواثقات ص20. «باتتْ شفتايَ كتوتٍ بريّ/ ينضجُ على صفيحِ الزمنِ»ص28التّركيز على الرّموز يضع القارئ العادي أمام إشكالياتٍ في القراءة والتّأويل، ويُضفي على النّص إبهاماً إضافياً، ذاك من طبيعة النّصّ المتشابك مع التّاريخ، والخوض الشّعري في النّصوص التّاريخية أكثر خطورة من الرّكض في حقل الألغام، فالّلجوء المتكرّر إلى الكنايات، والاستعانة بالتّرميز، والاتّكاء على الصّورة الشّعرية، منحت الشّاعرة ميداناً إضافياً للمراوغات وإنتاج المقاطع بشكلٍ تلقائي. وأضفى التّناص متعةً روحية للقارئ «وفي جبالِ وتّدها الله ص54. والعظامُ رميمٌ،ص67». هذه القيم النّقدية تبيّن أنّها أرادت أن يكون النّص حافلاً بالرّموز والكنايات عكس ما ورد في مقدمة الزّميل والصّديق عبدالوهاب بيرني على خلفية الغلاف «اختارت المفردات البسيطة وبعفوية بالغة، ودون اللجوء الى الكنايات او الرمز او التناص». كثافة الصّور البلاغية، كالاستعارات والكنايات تخلقُ متعةً لدى المتلقي عند قراءة النّصوص: «كان وطناً نهشه التّاريخ المزيّفُ. نحملُ سلالاً ملأى بألفِ حقلٍ وحكايةٍ. يدعو إلى إقامة معارض ا ......
#ميزوبوتاميا
#مغامرة
#شعرية
#الحقل
#التّاريخي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706020
الحوار المتمدن
صبري رسول - ميزوبوتاميا مغامرة شعرية في الحقل التّاريخي
صبري رسول : قراءة في نصّ 12 آذار لأحمد إسماعيل إسماعيل
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول ملخّص القصّة:القصّة تتناول يوم (12 آذار) وقلق امرأةٍ أرملةٍ في هذا الحدث الآذاري، تتنظر ابنها ذا الأربعة عشر ربيعاً، وهو يعمل في سوق الخضرة صباحاً، ويلعب مع أقرانه بعد الظّهر، لكنّه، تأخّر كثيراً، خاصّة أنّ المدينة تمرّ في وضعٍ كارثي، حيث أحداث 12 آذار مازالت ساخنة، وتراب مقابر الشهداء مازال ندياً. والشّبيحة تجوب كلّ النّواحي. الاعتقالات والقتل والعنف عناوين تسطّر مناخ المدينة. تستغرق القصّة مدّة زمنية بين بداية الغروب وحتى الفجر. مناخات النّصّ:النّصّ يرصد جوّ الرّعب المخيّم على المدينة ليلة الثاني عشر من آذار، حيث الانتفاضة الكردية اجتاحت كبركان غير موعود كامل الجغرافية الكردية في سوريا، والهلع في عيون النّاس، يدلّ على العنف المفرض الذي استخدمته أجهزة النظام ضد الكرد، ويكشف النّصّ عن بؤس الحياة الاجتماعية والسّياسية والاقتصادية في الحيّ، الذي تعيش فيه المرأة وأولادها، الغارق في الفقر، بل في هذه المدينة التي استحالت جثّة تحت أقدام العسكر، يصوّر المستوى المتدني لمعيشة هؤلاء «تلاصقت بيوته الطينية والإسمنتية الواطئة، [...]، كان ثمّة باب حديديّ صغير تآكلتْ حوافُه، ونخر الصدأُ إطاره» ما أن يتخيّل المرء "البيوت الطّينية الواطئة، المتلاصقة" حتى يدرك حجم الفقر المتفشي في الحيّ، ولنا أن نعرف بؤس الأهالي في هذه البيوت، وبؤس الحيّ كلّه من معرفة شكل الملعب: «ملعب الحيّ الترابي». بحرفية كاتبٍ متقنٍ يلتقط الكاتب المسرحي أحمد إسماعيل إسماعيل، ابن مدينة قامشلي، والمقيم في ألمانيا، إضافة إلى محور النّصّ «انتظار أمٍّ لابنها اليافع، والوساوس التي تنهش روحها ليلة كاملة» مواضيعَ أخرى هامشيّة من خلال هذه القصّة وفكرتها البسيطة،. الصّورُ الهامشيةُ كـ: «الملعب التّرابي. الوجوه المطلّة من النّوافذ. عتمة الشّارع. حتَّى تنكفئَ إلى الداخل بخوف. ينتصب تمثال قائد البلاد الرّاحل. فتيةٌ يتخبطون في الشّارع بدمائهم كطيورٍ ذبيحة» تتكاملُ لتمنحنا صورةً عامّةً عن الوضع السّياسي والمعيشي لآلاف النّاس في مدينة مركونة في أعلى منقار البطة في الخارطة السّورية. هكذا من خلال رصد الحدث، ونفسيّة المرأة الأربعينية، وتصوير المكان المحيط بها يبدع الكاتب في إيصال أكثر من رسالة. النّصّ السّردي يأخذ بتلابيب القارئ، يشدُّه بقوةٍ إلى متابعة الحدث. يتلهّف القارئ لمعرفة مصير الابن الغائب، يتعاطف مع الأمّ، يشفق على النّاس الذين حلَّت بهم الكارثة قبل أيام. صوّر الكاتبُ القلق الذي التهَمَ المرأةَ، فكلّ امرأة لديها أبناء تعيش القلق ذاته لحظة غياب ابنها. عانت النّساء من الخوف المُمِيت لأيامٍ طوال.نهارٌ مخضَّب بالدّم، جثثٌ متناثرة في أكثر من شارع، لفتيانٍ وشباب انبروا لمواجهة ظلمٍ ثقيل، قادوا مسيرة تجتاج شوارع المدينة، مكسرين خوف عشرات السّنين، «لم تستطع الظّلمة إخفاء الحطام المتناثر في الشّوارع كأشلاء [...] وافتراس النّشيج المكتوم خلف الأبواب الموصدة بإحكام». ما يميّز هذا النّصّ، كسائر نصوص أحمد إسماعيل، سردُهُ الشّاعريّ المُفعم بالحركة، فالوصفُ القليل لايشكّل عبئاً على حركة السّرد، بل يضفي متعة بلاغية له، ويخلق تشويقاً يثير فضول القارئ، لا يشعر القارئ بالملل، بل يجد نفسه، وهو يشارك قلق المرأة الحارق ويتابعه، في نهاية القصّة. يهيمنُ على صياغةِ القصّة أسلوبٌ شاعريّ، ويسخِّر الكاتب الوصفَ فيه لأداء عدة مهمّات، كنقل الحدث والحالة النّفسية للمرأة، والفقر المدقع والخوف المهيمن على سكان الحيّ «تلاصقت بيوته الطينية والإسمنتية الواطئة. القلق الذي كان يفترس روحها. وافتراس ال ......
#قراءة
#آذار
#لأحمد
#إسماعيل
#إسماعيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711581
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول ملخّص القصّة:القصّة تتناول يوم (12 آذار) وقلق امرأةٍ أرملةٍ في هذا الحدث الآذاري، تتنظر ابنها ذا الأربعة عشر ربيعاً، وهو يعمل في سوق الخضرة صباحاً، ويلعب مع أقرانه بعد الظّهر، لكنّه، تأخّر كثيراً، خاصّة أنّ المدينة تمرّ في وضعٍ كارثي، حيث أحداث 12 آذار مازالت ساخنة، وتراب مقابر الشهداء مازال ندياً. والشّبيحة تجوب كلّ النّواحي. الاعتقالات والقتل والعنف عناوين تسطّر مناخ المدينة. تستغرق القصّة مدّة زمنية بين بداية الغروب وحتى الفجر. مناخات النّصّ:النّصّ يرصد جوّ الرّعب المخيّم على المدينة ليلة الثاني عشر من آذار، حيث الانتفاضة الكردية اجتاحت كبركان غير موعود كامل الجغرافية الكردية في سوريا، والهلع في عيون النّاس، يدلّ على العنف المفرض الذي استخدمته أجهزة النظام ضد الكرد، ويكشف النّصّ عن بؤس الحياة الاجتماعية والسّياسية والاقتصادية في الحيّ، الذي تعيش فيه المرأة وأولادها، الغارق في الفقر، بل في هذه المدينة التي استحالت جثّة تحت أقدام العسكر، يصوّر المستوى المتدني لمعيشة هؤلاء «تلاصقت بيوته الطينية والإسمنتية الواطئة، [...]، كان ثمّة باب حديديّ صغير تآكلتْ حوافُه، ونخر الصدأُ إطاره» ما أن يتخيّل المرء "البيوت الطّينية الواطئة، المتلاصقة" حتى يدرك حجم الفقر المتفشي في الحيّ، ولنا أن نعرف بؤس الأهالي في هذه البيوت، وبؤس الحيّ كلّه من معرفة شكل الملعب: «ملعب الحيّ الترابي». بحرفية كاتبٍ متقنٍ يلتقط الكاتب المسرحي أحمد إسماعيل إسماعيل، ابن مدينة قامشلي، والمقيم في ألمانيا، إضافة إلى محور النّصّ «انتظار أمٍّ لابنها اليافع، والوساوس التي تنهش روحها ليلة كاملة» مواضيعَ أخرى هامشيّة من خلال هذه القصّة وفكرتها البسيطة،. الصّورُ الهامشيةُ كـ: «الملعب التّرابي. الوجوه المطلّة من النّوافذ. عتمة الشّارع. حتَّى تنكفئَ إلى الداخل بخوف. ينتصب تمثال قائد البلاد الرّاحل. فتيةٌ يتخبطون في الشّارع بدمائهم كطيورٍ ذبيحة» تتكاملُ لتمنحنا صورةً عامّةً عن الوضع السّياسي والمعيشي لآلاف النّاس في مدينة مركونة في أعلى منقار البطة في الخارطة السّورية. هكذا من خلال رصد الحدث، ونفسيّة المرأة الأربعينية، وتصوير المكان المحيط بها يبدع الكاتب في إيصال أكثر من رسالة. النّصّ السّردي يأخذ بتلابيب القارئ، يشدُّه بقوةٍ إلى متابعة الحدث. يتلهّف القارئ لمعرفة مصير الابن الغائب، يتعاطف مع الأمّ، يشفق على النّاس الذين حلَّت بهم الكارثة قبل أيام. صوّر الكاتبُ القلق الذي التهَمَ المرأةَ، فكلّ امرأة لديها أبناء تعيش القلق ذاته لحظة غياب ابنها. عانت النّساء من الخوف المُمِيت لأيامٍ طوال.نهارٌ مخضَّب بالدّم، جثثٌ متناثرة في أكثر من شارع، لفتيانٍ وشباب انبروا لمواجهة ظلمٍ ثقيل، قادوا مسيرة تجتاج شوارع المدينة، مكسرين خوف عشرات السّنين، «لم تستطع الظّلمة إخفاء الحطام المتناثر في الشّوارع كأشلاء [...] وافتراس النّشيج المكتوم خلف الأبواب الموصدة بإحكام». ما يميّز هذا النّصّ، كسائر نصوص أحمد إسماعيل، سردُهُ الشّاعريّ المُفعم بالحركة، فالوصفُ القليل لايشكّل عبئاً على حركة السّرد، بل يضفي متعة بلاغية له، ويخلق تشويقاً يثير فضول القارئ، لا يشعر القارئ بالملل، بل يجد نفسه، وهو يشارك قلق المرأة الحارق ويتابعه، في نهاية القصّة. يهيمنُ على صياغةِ القصّة أسلوبٌ شاعريّ، ويسخِّر الكاتب الوصفَ فيه لأداء عدة مهمّات، كنقل الحدث والحالة النّفسية للمرأة، والفقر المدقع والخوف المهيمن على سكان الحيّ «تلاصقت بيوته الطينية والإسمنتية الواطئة. القلق الذي كان يفترس روحها. وافتراس ال ......
#قراءة
#آذار
#لأحمد
#إسماعيل
#إسماعيل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711581
الحوار المتمدن
صبري رسول - قراءة في نصّ (12 آذار) لأحمد إسماعيل إسماعيل
صبري رسول : المرأة ومصادرة قرارها السّياسي
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول احتفالاتٌ، مهرجاناتٌ، دبكاتٌ، خطاباتٌ نارية، دعواتٌ لمنح المرأة حقّها، وتسليم سيف آخيل لها.تلك مظاهر الاحتفال بيوم المرأة الكُردية التي دأبت القوى السياسية والنسائية للقيام بها، وللتدقيق في الأمر يمكن القول أنها ماتزال تتخبّط في مسار حياتها السّياسية، والعثور على هدى السّبيل للوصول إلى ما تريده. التّخبط يأتي في ضياع المعرفة والوعي القانوني، وعدم الاهتداء إلى رأس الخيط. والمظاهر الاحتفالية تلك مجرّد فقاعات لونية تتلاشى سريعاً، فوجود بضع جمعيات، أو منظمات أو أفراد وهي في أضعف حالاتها لغياب الدّعم لها، لا يعني أنّ المجتمع متعافٍ من هذه الناحية.المرأةُ الكُردية، بشجونها وشؤونها، ترزحُ تحت ثقلٍ هائل من التراكم، في العادات، والتقاليد، ومفاهيم صفراء، تعيق حركتها، وتحدّ من نشاطها. المرأة بوصفها جزءاً من بنية المجتمع، وتحملُ على كاهلها عبءَ الجزءَ الآخر، فتعاني الأمرّين، فإلى جانب همّها الذي تعجز الجبال عن حمله تشاطر الرّجل في همّ المجتمع.أعتقد أنّ طريقةَ الاحتفال التقليدي غيرُ مجدٍ بيوم المرأة، لأنّها أسمى من الدبكات والأغاني، بل ينبغي الاحتفاءُ بهذا اليوم التَّاريخي، يوم الوعي بأنّها كيان أنثوي ليس فقط مكمل له بل موازٍ للطرف الآخر، صفحات كثيرة من العمل النسوي طوتها أحداث وحروب مدمّرة، والاحتفاء المناسباتي مغ غياب التشريعات القانونية لاتتناسب والتّضحيات الكبيرة التي قدمتها خلال تاريخٍ طويل وحافلٍ بالمآسي. كانت عبدة، وخادمة، وعاملة، وحاملة للعبء والمنزل، ومربية، وراعية، وفلاحة، ومقاتلة، إنّها كالرّجل ولا تختلف عنه إلا في الطّبيعة الفيزيقية، وكَم المشاعر الفياضة لديها، والكُردي يجب أن ينظر إليها نظرةً تُعيد لها الاعتبارَ المفقود منذ تولي البطرياركية عرش المجتمعات، ويكون الاعتبار نصّاً تشريعياً وليس مجرّد كلام، ويبقى شأنُ المرأة مقياساً علمياً لمعرفة مستوى تطور المجتمع فكرياً وثقافياً وسياسياً.نرى أنّ بضع خطواتٍ عملية قد تعيد التّوازن إلى كيانها المهدور، تاريخياً، منها: إعادةُ النظر في كلّ التشريعات المحلية والوطنية وصياغتها بما يتوافق مع المواثيق والاتفاقات الدولية، كسر الصورة النمطية المشوّهة للمرأة المرسومة في أذهان المجتمع، ورسم الصّورة الحقيقية المشعَّة بدلاً عنها، محاربة التقاليد البالية التي زرعتها الثّقافة الذكورية السّيئة.وسياسياً، علينا أن نتجاوز الهيمنة الأبوية على الحزب، ونفسح المجال أمامها للانخراط في الشّأن العام وفي منظمات المجتمع المدني بكل ما لها من طاقات وزخم. وعدم فصلها كتنظيم خاص في إطار الحزب، لأنّ فصل التنظيم النسوي عن التنظيم الذكوري، في هيئات محددة عمل مجحفٌ وانتقاص بحقها.أما نسبة (الكوتا) المخصّصة للنّساء فرغم أنّها «تشكّل تدخلاً إيجابياً لتحقيق المساواة والتقليل من التمييز بين فئات المجتمع المختلفة وخصوصًا بين الرجال والنساء» وفق بعض الدراسات، ورغم ضرورتها المرحلية إلا أنها لا تفي بالغرض، ولا تحقّق المساواة بين الجنسين، فهي وسيلة وليست هدفاً.يجبُ إنصافُ المرأة في الحياة، سواءً في أذهاننا أو في واقعنا، ولا يكونُ إنصافُهَا إلا بتمكينها للوصول إلى مراكز القرار. ......
#المرأة
#ومصادرة
#قرارها
#السّياسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712435
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول احتفالاتٌ، مهرجاناتٌ، دبكاتٌ، خطاباتٌ نارية، دعواتٌ لمنح المرأة حقّها، وتسليم سيف آخيل لها.تلك مظاهر الاحتفال بيوم المرأة الكُردية التي دأبت القوى السياسية والنسائية للقيام بها، وللتدقيق في الأمر يمكن القول أنها ماتزال تتخبّط في مسار حياتها السّياسية، والعثور على هدى السّبيل للوصول إلى ما تريده. التّخبط يأتي في ضياع المعرفة والوعي القانوني، وعدم الاهتداء إلى رأس الخيط. والمظاهر الاحتفالية تلك مجرّد فقاعات لونية تتلاشى سريعاً، فوجود بضع جمعيات، أو منظمات أو أفراد وهي في أضعف حالاتها لغياب الدّعم لها، لا يعني أنّ المجتمع متعافٍ من هذه الناحية.المرأةُ الكُردية، بشجونها وشؤونها، ترزحُ تحت ثقلٍ هائل من التراكم، في العادات، والتقاليد، ومفاهيم صفراء، تعيق حركتها، وتحدّ من نشاطها. المرأة بوصفها جزءاً من بنية المجتمع، وتحملُ على كاهلها عبءَ الجزءَ الآخر، فتعاني الأمرّين، فإلى جانب همّها الذي تعجز الجبال عن حمله تشاطر الرّجل في همّ المجتمع.أعتقد أنّ طريقةَ الاحتفال التقليدي غيرُ مجدٍ بيوم المرأة، لأنّها أسمى من الدبكات والأغاني، بل ينبغي الاحتفاءُ بهذا اليوم التَّاريخي، يوم الوعي بأنّها كيان أنثوي ليس فقط مكمل له بل موازٍ للطرف الآخر، صفحات كثيرة من العمل النسوي طوتها أحداث وحروب مدمّرة، والاحتفاء المناسباتي مغ غياب التشريعات القانونية لاتتناسب والتّضحيات الكبيرة التي قدمتها خلال تاريخٍ طويل وحافلٍ بالمآسي. كانت عبدة، وخادمة، وعاملة، وحاملة للعبء والمنزل، ومربية، وراعية، وفلاحة، ومقاتلة، إنّها كالرّجل ولا تختلف عنه إلا في الطّبيعة الفيزيقية، وكَم المشاعر الفياضة لديها، والكُردي يجب أن ينظر إليها نظرةً تُعيد لها الاعتبارَ المفقود منذ تولي البطرياركية عرش المجتمعات، ويكون الاعتبار نصّاً تشريعياً وليس مجرّد كلام، ويبقى شأنُ المرأة مقياساً علمياً لمعرفة مستوى تطور المجتمع فكرياً وثقافياً وسياسياً.نرى أنّ بضع خطواتٍ عملية قد تعيد التّوازن إلى كيانها المهدور، تاريخياً، منها: إعادةُ النظر في كلّ التشريعات المحلية والوطنية وصياغتها بما يتوافق مع المواثيق والاتفاقات الدولية، كسر الصورة النمطية المشوّهة للمرأة المرسومة في أذهان المجتمع، ورسم الصّورة الحقيقية المشعَّة بدلاً عنها، محاربة التقاليد البالية التي زرعتها الثّقافة الذكورية السّيئة.وسياسياً، علينا أن نتجاوز الهيمنة الأبوية على الحزب، ونفسح المجال أمامها للانخراط في الشّأن العام وفي منظمات المجتمع المدني بكل ما لها من طاقات وزخم. وعدم فصلها كتنظيم خاص في إطار الحزب، لأنّ فصل التنظيم النسوي عن التنظيم الذكوري، في هيئات محددة عمل مجحفٌ وانتقاص بحقها.أما نسبة (الكوتا) المخصّصة للنّساء فرغم أنّها «تشكّل تدخلاً إيجابياً لتحقيق المساواة والتقليل من التمييز بين فئات المجتمع المختلفة وخصوصًا بين الرجال والنساء» وفق بعض الدراسات، ورغم ضرورتها المرحلية إلا أنها لا تفي بالغرض، ولا تحقّق المساواة بين الجنسين، فهي وسيلة وليست هدفاً.يجبُ إنصافُ المرأة في الحياة، سواءً في أذهاننا أو في واقعنا، ولا يكونُ إنصافُهَا إلا بتمكينها للوصول إلى مراكز القرار. ......
#المرأة
#ومصادرة
#قرارها
#السّياسي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712435
الحوار المتمدن
صبري رسول - المرأة ومصادرة قرارها السّياسي
صبري رسول : تشجيع الأصوات المعتدلة سميرة المسالمة* انموذجاً
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول بدأت تظهرأصوات معتدلة في الخطاب السياسي لشخصيات معارضة خارج قيادات الأطر السياسية المعروفة، وعوّدتنا مواقف قيادات تلك الأطر على غياب الموضوعية، والميل إلى التطرف السياسي والقومي، ومنهم من تجاوز الخطاب السياسي للنظام.تشجيع هذه الأصوات ستعيد للخريطة السورية المهشّمة وحدتها، فالتطرف القومي، والتشدد الديني عاملان كبيران في تمزيق المجتمع وخلق صراعات سياسية وفكرية بين أبناء شعبٍ واحد، سرعان ما تقفز تلك الصراعات السياسية من الفكر إلى الخريطة الجغرافية وتقسّمها، وفات هذا الأمر من قيادات المعارضة، ومن غالبية القوى على الأض.من الأصوات التي أخذت تحظى باحترام في الشارع السوري، الصحفية سميرة المسالمة ، لمّا تتميّز بالموضوعية والاعتدال في مواقفها السياسية وتجسيدها النّبض الحقيقي للثورة التي انفجرت قويةً في وجه النظام، مطالبةً بالحرية والكرامة. ويلمس القارئ في نصّها المنشور في صفحتها على "الفيس بوك" اليوم بعنوان: توضيح عربي- كردي، أنّها تُدرك بوعيٍّ سياسيّ عالٍ ماتعترف به، «غياب مفهوم الديمقراطية مقترن بغياب حق المواطنة والحرية السياسية، وعندما كتبت بالأمس بوست أعترف فيه أننا في كيانات المعارضة لم نجر أي انتخابات ديمقراطية فهذه حقيقة«.المسالمة لا تقف هنا فقط، بل تدفعها الجرأة إلى مغامرة إسقاط صفة "تمثيل الثورة" ممن لايرى أنّ التهجير القسري جريمة، وهذا يعني بأنها ضد التهجير القسري في كل سوريا، وبهذا الموقف يرى الكُرد بأنهم اكتسبوا صوتاً عربياً، إلى جانب عفرينهم. وهذه ليست المرة الأولى التي «تغامر» فيها السيدة المسالمة، فقد سبق لها أن وقفت مع الشعب السوري وثورته ودفعت ثمن مواقفها بإقالتها من رئاسة تحرير جريدة تشرين. وجاء في نصّها: «وأعيد وأقول أن كيانات المعارضة التي لا ترى بعينين واسعتين أن التهجير القسري جريمة سواء ارتكبها النظام السوري، أو فصائل مسلحة، فهذه الكيانات لا تمثل ثورة الحرية والكرامة» لم يَعتد الكرد على تضامن الآخرين مع حقوقهم لا الصغيرة ولا الكبيرة، حتى في مخفر الشرطة في القرية، فالمرء (رئيس المخفر، مدير الدئرة، المحافظ، رئيس الائتلاف، رئيس الجمهورية...) يجد الحقّ حقّاً، لكن ما أن يعرف أنّ صاحبه كرديٌّ حتى يشيح بوجهه ويتنكّر لهذا الحقّ. فالائتلاف السوري يتجاهل اتفاقيته مع المجلس الوطني الكردي، فلم يطبّق أيّ بندٍ منها إلا ما يتعلق بالجانب التنظيمي، (قد تكون المصلحة تتطلب ذلك) بل ارتفعت أصوات كثيرة تحقّر الشعب الكردي، وعملياً قامت فصائل تابعة له بجرائم على الأرض، (اغتصاب النساء، قتل، تهجير قسري...) حتى اقتنعت غالبية الكرد أنّ التعايش السلمي مع هذه العقلية لإلغائية أمر صعب وقد يكون مستحيلاً. أمس احتفلت عدة صفحات بالترحاب لموقف السيدة المسالمة، ورفضها لما يجري في عفرين كما جرى في مناطق سورية أخرى، واليوم أتحفتنا بموقف مماثل: «أهالي الغوطة وريف دمشق ودرعا ومناطق الشمال وقبلهم حمص ومعظم المدن السورية دمرت مدنهم وبيوتهم وتهجروا وكذلك أهالي عفرين تهجروا وسرق زيتونهم وبيوتهم». هذه الرؤية تبشّر بوجود نخبةٍ عربية مثقفة وإن كانت ضعيفة تستطيع الحفاظ على الخريطة الجغرافية من خلال الحفاظ على حقوق الناس. -------------------------- *(رئيس تحرير جريدة تشرين 2008- 2011م، وتمّت إقالتها، وبلّغها معاون وزير الإعلام السّوري: «ببالغ الأسف، أنا مضطر لإبلاغك بإنهاء تكليفك من رئاسة التحرير»). ......
#تشجيع
#الأصوات
#المعتدلة
#سميرة
#المسالمة*
#انموذجاً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720146
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول بدأت تظهرأصوات معتدلة في الخطاب السياسي لشخصيات معارضة خارج قيادات الأطر السياسية المعروفة، وعوّدتنا مواقف قيادات تلك الأطر على غياب الموضوعية، والميل إلى التطرف السياسي والقومي، ومنهم من تجاوز الخطاب السياسي للنظام.تشجيع هذه الأصوات ستعيد للخريطة السورية المهشّمة وحدتها، فالتطرف القومي، والتشدد الديني عاملان كبيران في تمزيق المجتمع وخلق صراعات سياسية وفكرية بين أبناء شعبٍ واحد، سرعان ما تقفز تلك الصراعات السياسية من الفكر إلى الخريطة الجغرافية وتقسّمها، وفات هذا الأمر من قيادات المعارضة، ومن غالبية القوى على الأض.من الأصوات التي أخذت تحظى باحترام في الشارع السوري، الصحفية سميرة المسالمة ، لمّا تتميّز بالموضوعية والاعتدال في مواقفها السياسية وتجسيدها النّبض الحقيقي للثورة التي انفجرت قويةً في وجه النظام، مطالبةً بالحرية والكرامة. ويلمس القارئ في نصّها المنشور في صفحتها على "الفيس بوك" اليوم بعنوان: توضيح عربي- كردي، أنّها تُدرك بوعيٍّ سياسيّ عالٍ ماتعترف به، «غياب مفهوم الديمقراطية مقترن بغياب حق المواطنة والحرية السياسية، وعندما كتبت بالأمس بوست أعترف فيه أننا في كيانات المعارضة لم نجر أي انتخابات ديمقراطية فهذه حقيقة«.المسالمة لا تقف هنا فقط، بل تدفعها الجرأة إلى مغامرة إسقاط صفة "تمثيل الثورة" ممن لايرى أنّ التهجير القسري جريمة، وهذا يعني بأنها ضد التهجير القسري في كل سوريا، وبهذا الموقف يرى الكُرد بأنهم اكتسبوا صوتاً عربياً، إلى جانب عفرينهم. وهذه ليست المرة الأولى التي «تغامر» فيها السيدة المسالمة، فقد سبق لها أن وقفت مع الشعب السوري وثورته ودفعت ثمن مواقفها بإقالتها من رئاسة تحرير جريدة تشرين. وجاء في نصّها: «وأعيد وأقول أن كيانات المعارضة التي لا ترى بعينين واسعتين أن التهجير القسري جريمة سواء ارتكبها النظام السوري، أو فصائل مسلحة، فهذه الكيانات لا تمثل ثورة الحرية والكرامة» لم يَعتد الكرد على تضامن الآخرين مع حقوقهم لا الصغيرة ولا الكبيرة، حتى في مخفر الشرطة في القرية، فالمرء (رئيس المخفر، مدير الدئرة، المحافظ، رئيس الائتلاف، رئيس الجمهورية...) يجد الحقّ حقّاً، لكن ما أن يعرف أنّ صاحبه كرديٌّ حتى يشيح بوجهه ويتنكّر لهذا الحقّ. فالائتلاف السوري يتجاهل اتفاقيته مع المجلس الوطني الكردي، فلم يطبّق أيّ بندٍ منها إلا ما يتعلق بالجانب التنظيمي، (قد تكون المصلحة تتطلب ذلك) بل ارتفعت أصوات كثيرة تحقّر الشعب الكردي، وعملياً قامت فصائل تابعة له بجرائم على الأرض، (اغتصاب النساء، قتل، تهجير قسري...) حتى اقتنعت غالبية الكرد أنّ التعايش السلمي مع هذه العقلية لإلغائية أمر صعب وقد يكون مستحيلاً. أمس احتفلت عدة صفحات بالترحاب لموقف السيدة المسالمة، ورفضها لما يجري في عفرين كما جرى في مناطق سورية أخرى، واليوم أتحفتنا بموقف مماثل: «أهالي الغوطة وريف دمشق ودرعا ومناطق الشمال وقبلهم حمص ومعظم المدن السورية دمرت مدنهم وبيوتهم وتهجروا وكذلك أهالي عفرين تهجروا وسرق زيتونهم وبيوتهم». هذه الرؤية تبشّر بوجود نخبةٍ عربية مثقفة وإن كانت ضعيفة تستطيع الحفاظ على الخريطة الجغرافية من خلال الحفاظ على حقوق الناس. -------------------------- *(رئيس تحرير جريدة تشرين 2008- 2011م، وتمّت إقالتها، وبلّغها معاون وزير الإعلام السّوري: «ببالغ الأسف، أنا مضطر لإبلاغك بإنهاء تكليفك من رئاسة التحرير»). ......
#تشجيع
#الأصوات
#المعتدلة
#سميرة
#المسالمة*
#انموذجاً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720146
الحوار المتمدن
صبري رسول - تشجيع الأصوات المعتدلة (سميرة المسالمة* انموذجاً)
صبري رسول : إجراءات صناعة القرار واتّخاذه
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول إنّ صناعة القرار هي عملية إجرائية دقيقة يقوم بها شخص أو عدة أشخاص، أو مؤسّسة، أو حكومة، لدراسة مشكلة حياتية - سياسية، اقتصادية، عسكرية، أو حتى فردية... - من كل جوانبها، ومعرفة أسبابها والظروف المحيطة بها، وتعقيداتها، والوصول إلى عدة حلول مناسبة لتلك المشكلة موضوع البحث. فالعصفُ الذّهني، للفرد، أو الأفراد، وبروح الفريق الواحد يُنتِج رؤى موضوعية تُراعي الجوانب كلّها، ويمكن استخلاص أكثر من حلّ لها. هذه العملية وما تستغرقها من جهد ووقت هي ما يُطلق عليها مفهوم «صناعة القرار«. أما اختيار الحلّ الأنسب من مجموعة واسعة من المقترحات المطروحة، سواء يكون الاختيار من قبل شخصٍ واحد أو مجلس أو لجنة ما، هو ما يسمّى بـ«اتّخاذ القرا«وقد يلعب الإعلام دوراً خطيراً في هاتين المسألتين، فعند طرحِ مسألة معينة، يتمكّن الإعلامُ من أنْ يجعلها قضية عامة، ويعطيها أكثر من حقّها، ويجري الحديث عنها على كلّ لسان، ثم يُتّخَذُ القرار فيها، غالباً ما يكون الاستقطاب الجماهيري لها أحد عوامل قوة نجاحها. وقد يهمّشها اللإعلام حتى تبقى في دائرة مغلقة. وقد تكون هناك مشكلة تمسّ شريحة واسعة من الناس، وكي يتمّ إقناعهم بالقرار يقوم الإعلام بتضخيمها، بناءً توصياتٍ من الجهة النّافذة، خاصّة لدى الأنظمة الشمولية، وبيان عواقبها لدفع الناس إلى البحث عن الحلول، فتقوم الجهة المختصة باتخاذ القرار في وقتٍ تبحثُ النّاس عن حلٍ ما لها، مما يجعلهم مرحبين بالقرار المُتّخَذ. قد يكلِّف «الرئيس» رئيس دولة، أو شركة، أو مؤسسة، فريقاً من المختصين لدراسة مشكلة ما. هذا الإجراء هو بداية لصنع القرار. فيقوم الفريقُ المكلّفُ بالدراسة المتكاملة، التي تشمل كلّ جزئية فيها، مع مقترحاتٍ بديلة لحلّها. كلّ هذه الأمور هو من ضمن عملية صناعة القرار التي قد تستغرق يوماً، أو شهراً وربما تمتدّ إلى سنواتٍ أو عقود، وفق طبيعة المشكلة. فيقوم الرئيس، أو مجلس ما، باتخاذ القرار مطالباً الجهات المعنية بتنفيذها.والقرارات الناجحة هي التي تُبنى على نتائج دراسات مستفيضة ودقيقة، تُجرَى بشكل موضوعي، ومقترحات عملية قابلة للتنفيذ وإحداث أثر واضح ومباشر ولو مع الوقت.إنّ صناعة القرار تكون عملية ذهنية وفكرية يقوم بها الإنسان لإيجاد حلولٍ إبداعية ومبتكرة جذرياً لمشكلة طارئة أو مزمنة تواجه السّير والاستمرارية للفرد أو المؤسسة أو الدولة في العمل والحياة. أما اتّخاذ القرار فيقوم به الشّخص أو المسؤول، أو اللجنة وفق رؤية هي الأخرى تعتمد على الذّكاء في اختيار التوقيت، وتهيئة الظروف المناسبة له، واختيار البديل الذي يتّسم بالفاعلية والتأثير على الواقع أولاً، وثم بالكفاءة النوعية في قابليته للتنفيذ مقارنة مع البدائل الأخرى ثانياً. في التوقيت المناسب يسلّط الإعلام الضوء على المشكلة، وتنهال المقترحات من كلّ اتجاه، بينما القرار جاهزٌ في المطبخ المختصّ.أما القرارات السيئة ذات التأثير السلبي فهي التي يتم اتخاذها بشكل غير مدروس، وعشوائي، وربما في وقتٍ غير مناسب، وغالباً ما تكون ردة فعل سريع على أمر ما، طارئ، أو مفتعل، أو حقيقي. ويقع في هذا الخطأ أشخاصٌ مرتبكون، أو دوائر ومؤسسات تفتقد إلى شخصيات لديها بعد نظر ومنطق سليم. هكذا نلاحظ أنّ هناك فرقاً كبيراً بين صناعة القراره واتخاذه، وأنّ القرارات الصائبة تكون مدروسة بشكلّ دقيق، مع أخذ الاحتياطات الللازمة لنتائجها. ......
#إجراءات
#صناعة
#القرار
#واتّخاذه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720837
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول إنّ صناعة القرار هي عملية إجرائية دقيقة يقوم بها شخص أو عدة أشخاص، أو مؤسّسة، أو حكومة، لدراسة مشكلة حياتية - سياسية، اقتصادية، عسكرية، أو حتى فردية... - من كل جوانبها، ومعرفة أسبابها والظروف المحيطة بها، وتعقيداتها، والوصول إلى عدة حلول مناسبة لتلك المشكلة موضوع البحث. فالعصفُ الذّهني، للفرد، أو الأفراد، وبروح الفريق الواحد يُنتِج رؤى موضوعية تُراعي الجوانب كلّها، ويمكن استخلاص أكثر من حلّ لها. هذه العملية وما تستغرقها من جهد ووقت هي ما يُطلق عليها مفهوم «صناعة القرار«. أما اختيار الحلّ الأنسب من مجموعة واسعة من المقترحات المطروحة، سواء يكون الاختيار من قبل شخصٍ واحد أو مجلس أو لجنة ما، هو ما يسمّى بـ«اتّخاذ القرا«وقد يلعب الإعلام دوراً خطيراً في هاتين المسألتين، فعند طرحِ مسألة معينة، يتمكّن الإعلامُ من أنْ يجعلها قضية عامة، ويعطيها أكثر من حقّها، ويجري الحديث عنها على كلّ لسان، ثم يُتّخَذُ القرار فيها، غالباً ما يكون الاستقطاب الجماهيري لها أحد عوامل قوة نجاحها. وقد يهمّشها اللإعلام حتى تبقى في دائرة مغلقة. وقد تكون هناك مشكلة تمسّ شريحة واسعة من الناس، وكي يتمّ إقناعهم بالقرار يقوم الإعلام بتضخيمها، بناءً توصياتٍ من الجهة النّافذة، خاصّة لدى الأنظمة الشمولية، وبيان عواقبها لدفع الناس إلى البحث عن الحلول، فتقوم الجهة المختصة باتخاذ القرار في وقتٍ تبحثُ النّاس عن حلٍ ما لها، مما يجعلهم مرحبين بالقرار المُتّخَذ. قد يكلِّف «الرئيس» رئيس دولة، أو شركة، أو مؤسسة، فريقاً من المختصين لدراسة مشكلة ما. هذا الإجراء هو بداية لصنع القرار. فيقوم الفريقُ المكلّفُ بالدراسة المتكاملة، التي تشمل كلّ جزئية فيها، مع مقترحاتٍ بديلة لحلّها. كلّ هذه الأمور هو من ضمن عملية صناعة القرار التي قد تستغرق يوماً، أو شهراً وربما تمتدّ إلى سنواتٍ أو عقود، وفق طبيعة المشكلة. فيقوم الرئيس، أو مجلس ما، باتخاذ القرار مطالباً الجهات المعنية بتنفيذها.والقرارات الناجحة هي التي تُبنى على نتائج دراسات مستفيضة ودقيقة، تُجرَى بشكل موضوعي، ومقترحات عملية قابلة للتنفيذ وإحداث أثر واضح ومباشر ولو مع الوقت.إنّ صناعة القرار تكون عملية ذهنية وفكرية يقوم بها الإنسان لإيجاد حلولٍ إبداعية ومبتكرة جذرياً لمشكلة طارئة أو مزمنة تواجه السّير والاستمرارية للفرد أو المؤسسة أو الدولة في العمل والحياة. أما اتّخاذ القرار فيقوم به الشّخص أو المسؤول، أو اللجنة وفق رؤية هي الأخرى تعتمد على الذّكاء في اختيار التوقيت، وتهيئة الظروف المناسبة له، واختيار البديل الذي يتّسم بالفاعلية والتأثير على الواقع أولاً، وثم بالكفاءة النوعية في قابليته للتنفيذ مقارنة مع البدائل الأخرى ثانياً. في التوقيت المناسب يسلّط الإعلام الضوء على المشكلة، وتنهال المقترحات من كلّ اتجاه، بينما القرار جاهزٌ في المطبخ المختصّ.أما القرارات السيئة ذات التأثير السلبي فهي التي يتم اتخاذها بشكل غير مدروس، وعشوائي، وربما في وقتٍ غير مناسب، وغالباً ما تكون ردة فعل سريع على أمر ما، طارئ، أو مفتعل، أو حقيقي. ويقع في هذا الخطأ أشخاصٌ مرتبكون، أو دوائر ومؤسسات تفتقد إلى شخصيات لديها بعد نظر ومنطق سليم. هكذا نلاحظ أنّ هناك فرقاً كبيراً بين صناعة القراره واتخاذه، وأنّ القرارات الصائبة تكون مدروسة بشكلّ دقيق، مع أخذ الاحتياطات الللازمة لنتائجها. ......
#إجراءات
#صناعة
#القرار
#واتّخاذه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720837
الحوار المتمدن
صبري رسول - إجراءات صناعة القرار واتّخاذه
صبري رسول : خروف دِلبر
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول عندما تمتزج الأمنيات والقرارات في حقلٍ واحد، في ساحة الرؤية الذاتية (الأنا العليا) يعتقد المرء أنه وحده صاحب الحق والإنتاج. لذلك ينضمّ إلى أمواج التبعية، بدون تفكير، أو من دون أن تتمكّن الحقيقة من إقناع فكره، وتكشفُ له أنّ المواقف ليست من نصيبه فقط، بل أنّ محبي الحياة يحبون المواقف.دلبر ذات القلب الطيب، الشّغوف بالأمل؛ يبدو أنّه قد دُوِّن على جبينها الانتظار المأمول، وعاهدت نفسَها بأنْ تقدّم الخروف، المُعلَّم بإشارة خاصة، ضحيةً وتعلن للأقارب والجوار بخطوبتها إذا رجع حبيبها من الغربة سالماً. لذلك خطفت خروفاً صغيراً من حضن أمها المسكينة، كلصٍّ في ليلة عاتمة، وعلَّمتْه بإشارة حمراء ليُصبح ضحيةَ عودة حبيبها المسافر، وأخذت تهتم بالخروف ذي الدلال والدلع كاهتمام أمٍ بطفلها الرضيع، تعتني به وتحميه، حتى باتت الخراف الآخريات تغار منها، تحاصرها، وتحرمُها من أشياء كثيرة، وتجعلها عاجزاً. ومع مرور الوقت، تتوالى الأخبار المضلّلة والمخادعة سريعةً كطلقات على مسمع الخروف المسكين، وتطنُّ في أذنيه، يقترب موعد عودة الحبيب، وبكل هدوء تُسَنّ له السّكاكين. يبقى الخروف، المحاصَر، عاجزاً خاملاً، مُنطفِئاً، واسودَّت الدُّنيا أمام عينيه، ولاحظَتْ دِلبر أنّ وضعَه قد تغيَّر، لم يَعُد خروفها المدلّل المَرح، ولم يَعُد يأكل ولا يشرب. تساءَلت نفسَها عن أسباب تغيير وضعه، وتحسب ذلك في كلّ خطوة، في الشعور والتفكير. تابعته، وقعتْ نظراتها فجأةً عليه، وإذ به يحتمي بحضن أمّه، ودموع الاستعطاف والمَسْكَنة تهطل مدراراً.دِلبر ذات المشاعر الدّافئة تشاهدهما بعمق، فتكاثرت عليها الهموم والمعاناة، وطغى على عيونها نومٌ مفاجئٌ، في ذلك الصّراع توسّع مخيالُها لترى بأنّ الخروف يخاطب أمه التي اشتعل قلبها ألماً بعدما اتّجه نحوها: أمي! أصحاب الحق والإنسانية، كيف يُشعِلون قلوبَ الأمهات ويشوونها على صفيح مصالحهم السّاخن ناراً وجمراتٍ.الأمّ المهمومة جمعت الخراف الأخرى مع صغيرها النّاعم، وخبأتها بين قوائمها، ثم قالت: «خرفاني العزيزات، يبدو أنّ الطبيعة السّيكولوجية لدى الإنسان قد أرشدتْه إلى هذه الحقوق، ليتعامل وفق هذا السلوك مع الكائنات الحية الأخرى، وعندما منحه نظامُ الوجودية العقلَ والتفكير بدأ في الاستعلاء على الكائنات الأخرى المختلفة عنه، وحرّمها من حقوقها، واحتفظوا لأنفسهم بجميع حقوق الحياة واحتكروها. كيف يجرحون قلوب الصغار بارتعاشات الخوف ليبرّروا لفعلهم مع قرابينهم بأقنعة وتبريرات، هل توجد القلوب في صدور البشر وحدهم، والكائنات الأخرى ليس لها قلوب، ومحرومة منها»؟.الأم الحزينة تخبّئ الدموع في عينيها، وفي داخلها يغلي الكلام محروقاً بالقهر، وبالنار المشتعلة في داخلها. وفق مقاييس عدالة الطبيعة: نحن الحيواناتِ نختلفُ عن البشر، فالتمييز عند البشر، وطبيعتنا الخاصة تُظهران أنّهم يربوننا ويخدموننا يومياً، لنكون لهم أضحية يقدمونها للآخرين كرماً، وليبينوا لهم إحساسهم الدافئ في قلوبهم. أعرف أنّكم تفكرون بأنّ اهتمامَهم لنا يأتي لخدمة مصالهم الشخصية، لتحسين متاع حياتهم في الطعام. وأستطيع الجزم بأنّ الفكر والمعتقدات الدينية تقودهم إلى النظر إلى المساكين والضعفاء مثلنا كوقودٍ لهم. وتبيحنا لهم طعاماً.اندهشت دِلبر العاشقة، صاحبة المشاعر الرهيفة، من التفكير في الوجود الضبابي غير المعلوم، تخالُ نفسَها أمّاً والدّبة الغاضبة تلعب بصغيرها الذي وقع بين مخالبها. تُطلِقُ العنان لصرخاتٍ عالية، لكن لا أحد يستنجدها.استيقظتْ مرعوبةً، بأنفاسٍ لاهثة متقطعة، وجدت نفسَها غارقة في أمواج التعرّق ......
#خروف
#دِلبر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723044
#الحوار_المتمدن
#صبري_رسول عندما تمتزج الأمنيات والقرارات في حقلٍ واحد، في ساحة الرؤية الذاتية (الأنا العليا) يعتقد المرء أنه وحده صاحب الحق والإنتاج. لذلك ينضمّ إلى أمواج التبعية، بدون تفكير، أو من دون أن تتمكّن الحقيقة من إقناع فكره، وتكشفُ له أنّ المواقف ليست من نصيبه فقط، بل أنّ محبي الحياة يحبون المواقف.دلبر ذات القلب الطيب، الشّغوف بالأمل؛ يبدو أنّه قد دُوِّن على جبينها الانتظار المأمول، وعاهدت نفسَها بأنْ تقدّم الخروف، المُعلَّم بإشارة خاصة، ضحيةً وتعلن للأقارب والجوار بخطوبتها إذا رجع حبيبها من الغربة سالماً. لذلك خطفت خروفاً صغيراً من حضن أمها المسكينة، كلصٍّ في ليلة عاتمة، وعلَّمتْه بإشارة حمراء ليُصبح ضحيةَ عودة حبيبها المسافر، وأخذت تهتم بالخروف ذي الدلال والدلع كاهتمام أمٍ بطفلها الرضيع، تعتني به وتحميه، حتى باتت الخراف الآخريات تغار منها، تحاصرها، وتحرمُها من أشياء كثيرة، وتجعلها عاجزاً. ومع مرور الوقت، تتوالى الأخبار المضلّلة والمخادعة سريعةً كطلقات على مسمع الخروف المسكين، وتطنُّ في أذنيه، يقترب موعد عودة الحبيب، وبكل هدوء تُسَنّ له السّكاكين. يبقى الخروف، المحاصَر، عاجزاً خاملاً، مُنطفِئاً، واسودَّت الدُّنيا أمام عينيه، ولاحظَتْ دِلبر أنّ وضعَه قد تغيَّر، لم يَعُد خروفها المدلّل المَرح، ولم يَعُد يأكل ولا يشرب. تساءَلت نفسَها عن أسباب تغيير وضعه، وتحسب ذلك في كلّ خطوة، في الشعور والتفكير. تابعته، وقعتْ نظراتها فجأةً عليه، وإذ به يحتمي بحضن أمّه، ودموع الاستعطاف والمَسْكَنة تهطل مدراراً.دِلبر ذات المشاعر الدّافئة تشاهدهما بعمق، فتكاثرت عليها الهموم والمعاناة، وطغى على عيونها نومٌ مفاجئٌ، في ذلك الصّراع توسّع مخيالُها لترى بأنّ الخروف يخاطب أمه التي اشتعل قلبها ألماً بعدما اتّجه نحوها: أمي! أصحاب الحق والإنسانية، كيف يُشعِلون قلوبَ الأمهات ويشوونها على صفيح مصالحهم السّاخن ناراً وجمراتٍ.الأمّ المهمومة جمعت الخراف الأخرى مع صغيرها النّاعم، وخبأتها بين قوائمها، ثم قالت: «خرفاني العزيزات، يبدو أنّ الطبيعة السّيكولوجية لدى الإنسان قد أرشدتْه إلى هذه الحقوق، ليتعامل وفق هذا السلوك مع الكائنات الحية الأخرى، وعندما منحه نظامُ الوجودية العقلَ والتفكير بدأ في الاستعلاء على الكائنات الأخرى المختلفة عنه، وحرّمها من حقوقها، واحتفظوا لأنفسهم بجميع حقوق الحياة واحتكروها. كيف يجرحون قلوب الصغار بارتعاشات الخوف ليبرّروا لفعلهم مع قرابينهم بأقنعة وتبريرات، هل توجد القلوب في صدور البشر وحدهم، والكائنات الأخرى ليس لها قلوب، ومحرومة منها»؟.الأم الحزينة تخبّئ الدموع في عينيها، وفي داخلها يغلي الكلام محروقاً بالقهر، وبالنار المشتعلة في داخلها. وفق مقاييس عدالة الطبيعة: نحن الحيواناتِ نختلفُ عن البشر، فالتمييز عند البشر، وطبيعتنا الخاصة تُظهران أنّهم يربوننا ويخدموننا يومياً، لنكون لهم أضحية يقدمونها للآخرين كرماً، وليبينوا لهم إحساسهم الدافئ في قلوبهم. أعرف أنّكم تفكرون بأنّ اهتمامَهم لنا يأتي لخدمة مصالهم الشخصية، لتحسين متاع حياتهم في الطعام. وأستطيع الجزم بأنّ الفكر والمعتقدات الدينية تقودهم إلى النظر إلى المساكين والضعفاء مثلنا كوقودٍ لهم. وتبيحنا لهم طعاماً.اندهشت دِلبر العاشقة، صاحبة المشاعر الرهيفة، من التفكير في الوجود الضبابي غير المعلوم، تخالُ نفسَها أمّاً والدّبة الغاضبة تلعب بصغيرها الذي وقع بين مخالبها. تُطلِقُ العنان لصرخاتٍ عالية، لكن لا أحد يستنجدها.استيقظتْ مرعوبةً، بأنفاسٍ لاهثة متقطعة، وجدت نفسَها غارقة في أمواج التعرّق ......
#خروف
#دِلبر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723044
الحوار المتمدن
صبري رسول - خروف دِلبر