إدريس سالم : كافكا في «القلعة»: تشييد الكوابيس والغرائب بلعنة الاغتراب
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم الافتراء نسبيّاً وسيلة دفاع بريئة وعاجزة في الوقت نفسهفرانتس كافكا – القلعةإن إحدى أعظم أسئلة كافكا الوجوديّة، هو الاعتراف في زمن العبثيّة والكابوسيّة، ففي روايته «التحوّل» مثلاً كان يحاول التحرّر من الشقاء الإنسانيّ ودونيته، وفي رواية «المحاكمة» يبحث عن التبرئة، لكنه لم ينجرف في مجاراة السلطة، بينما نجده في «القلعة»، رغم نزاعاته الثوريّة والمجتمعيّة، كان شديد الطموح، لا يكلّ ولا يمل، يقِظ جداً – رغم انتقاده للطموح كفكرة – لأن ينال اعتراف السلطة به وإدخاله القلعة.القلعة، هذه الرواية الشهيرة والمثيرة للأديب والفيلسوف التشيكيّ «فرانتس كافكا» الصادرة عام 2018م بطبعتها الجديدة عن دار «الرافدين» للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، بالتعاون مع «منشورات تكوين» في الكويت، ودار «ممدوح عدوان» للنشر والتوزيع في دمشق، ترجمها الناقد السوري «نبيل الحفار»، والبالغ عدد صفحاتها (416) صفحة. مبتورة الخاتمة. نشرها صديقه الناشر والكاتب التشيكيّ «ماكس برود» عام 1926م، بعدما طُلِب منه على لسان كافكا أن يَحرق كلّ أعماله المنشورة ومسودّاته، لكنه أبَى أن يسمع منه.لم يكتب كافكا الفصل الختاميّ لروايته هذه لكنه أخبر برود أن القضية تنتهي بموت بطلها (ك)، وتعلِمه القلعة على فراش موته أن مطلبه بالحياة في القرية ليس مقبولاً، لكن نظراً للظروف الخاصّة فإنها ستسمح له بالعيش والعمل فيها.تسرد القلعة حكاية ك الذي أرسله مجهول لغرض مجهول إلى قلعة هي نفسها حالة مجهولة بموظّفيها وقوانينها، ولا نعرف حتى النهاية ما يفترض بالمسّاح ك أن يحقّقه من زيارته لهذه القلعة التي لا نعلم ماهيتها، ومَن يديرها، وما النظام الذي تمارسه على ساكنيها، وبدلاً من السرد الذي يمضي إلى نهاية حبكة مرسومة بعناية فإن كافكا يواجه القارئ بسلسلة من الإحباطات، حيث حاول ك المرّة تلو الأخرى أن يتقدّم في عمله، ويقابل «كْلَم»، لكنه لا يصل أبداً إلى أبعد من محيط القلعة، لتفشل كلّ أحلامه وهواجسه.تبدأ الرواية بوصول ك وهو مسّاح الأراضي في القرية، ثلاثيني العمر، غريب الأطوار، رثّ الهيئة، عنيد وحالم إلى قرية غارقة في الثلوج، تلفّها ضباب كثيف خالية من الإنارة، تقع بالقرب من القلعة، وتخضع لسيطرتها. يوظّف ك في القرية دون أن يمارس وظيفته، محاولاً التواصل مع القلعة التي تقوم بإدارة شؤون القرية من خلال شبكة من الموظّفين، خلال هذا البحث يلتقي ك بعدّة شخصيّات، من ذلك فريتس (أحد نوّاب وكيل القلعة)، لازيَمن (معلّم الدباغة)، غِرشْتكر (صاحب الزحّافة)، آرتور وبرمياس (معاونا ك)، أولغا وأماليا (شقيقتا بَرْنَابس)، فريدا (عشيقة كْلَم السابقة وعشيقة ك)، العمدة، سورتيني (موظّف كبير في القلعة)، غيزا (معلّمة المدرسة)، سيمَن (رئيس فرقة المطافئ)، إرلانْغَر (أحد أمناء كْلَم الأوائل)، وآخرون كثيرون.يبتعد كافكا تماماً عن وصف الحالة النفسيّة لكلّ هؤلاء، لكنه يتعمّد في إطالة الحوارات المؤذية للأعصاب والدائرة بينهم خاصّة المتعلّقة بوصف آلية عمل الموظّفين، مما جعلها تكتسي طابعاً كرتونياً بكوميديتها المفرطة إن صحّ التعبير. طبيعة الشخصيّات غير واضحة؛ إذ لا نعرف المتحيّل من المحتال عليه، أو المتحكّم والمتحكّم به، فالغموض يحيط بكلّ جوانبها، حتى أننا لا نعرف الاسم الكامل للشخصيّة الرئيسيّة.يخضع – رائد الكتابة الكابوسيّة – الزمان والمكان والجسد والروح لقوانينه العبثيّة والكابوسيّة والغرائبيّة، فيحوّل عناصر العالم الخارجيّ بشكل منظّم بارع إ-;-لى ظواهر أ-;-حوال نفسيّة، ليتّخذ من القلعة الطريقة الأمثل للس ......
#كافكا
#«القلعة»:
#تشييد
#الكوابيس
#والغرائب
#بلعنة
#الاغتراب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710569
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم الافتراء نسبيّاً وسيلة دفاع بريئة وعاجزة في الوقت نفسهفرانتس كافكا – القلعةإن إحدى أعظم أسئلة كافكا الوجوديّة، هو الاعتراف في زمن العبثيّة والكابوسيّة، ففي روايته «التحوّل» مثلاً كان يحاول التحرّر من الشقاء الإنسانيّ ودونيته، وفي رواية «المحاكمة» يبحث عن التبرئة، لكنه لم ينجرف في مجاراة السلطة، بينما نجده في «القلعة»، رغم نزاعاته الثوريّة والمجتمعيّة، كان شديد الطموح، لا يكلّ ولا يمل، يقِظ جداً – رغم انتقاده للطموح كفكرة – لأن ينال اعتراف السلطة به وإدخاله القلعة.القلعة، هذه الرواية الشهيرة والمثيرة للأديب والفيلسوف التشيكيّ «فرانتس كافكا» الصادرة عام 2018م بطبعتها الجديدة عن دار «الرافدين» للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، بالتعاون مع «منشورات تكوين» في الكويت، ودار «ممدوح عدوان» للنشر والتوزيع في دمشق، ترجمها الناقد السوري «نبيل الحفار»، والبالغ عدد صفحاتها (416) صفحة. مبتورة الخاتمة. نشرها صديقه الناشر والكاتب التشيكيّ «ماكس برود» عام 1926م، بعدما طُلِب منه على لسان كافكا أن يَحرق كلّ أعماله المنشورة ومسودّاته، لكنه أبَى أن يسمع منه.لم يكتب كافكا الفصل الختاميّ لروايته هذه لكنه أخبر برود أن القضية تنتهي بموت بطلها (ك)، وتعلِمه القلعة على فراش موته أن مطلبه بالحياة في القرية ليس مقبولاً، لكن نظراً للظروف الخاصّة فإنها ستسمح له بالعيش والعمل فيها.تسرد القلعة حكاية ك الذي أرسله مجهول لغرض مجهول إلى قلعة هي نفسها حالة مجهولة بموظّفيها وقوانينها، ولا نعرف حتى النهاية ما يفترض بالمسّاح ك أن يحقّقه من زيارته لهذه القلعة التي لا نعلم ماهيتها، ومَن يديرها، وما النظام الذي تمارسه على ساكنيها، وبدلاً من السرد الذي يمضي إلى نهاية حبكة مرسومة بعناية فإن كافكا يواجه القارئ بسلسلة من الإحباطات، حيث حاول ك المرّة تلو الأخرى أن يتقدّم في عمله، ويقابل «كْلَم»، لكنه لا يصل أبداً إلى أبعد من محيط القلعة، لتفشل كلّ أحلامه وهواجسه.تبدأ الرواية بوصول ك وهو مسّاح الأراضي في القرية، ثلاثيني العمر، غريب الأطوار، رثّ الهيئة، عنيد وحالم إلى قرية غارقة في الثلوج، تلفّها ضباب كثيف خالية من الإنارة، تقع بالقرب من القلعة، وتخضع لسيطرتها. يوظّف ك في القرية دون أن يمارس وظيفته، محاولاً التواصل مع القلعة التي تقوم بإدارة شؤون القرية من خلال شبكة من الموظّفين، خلال هذا البحث يلتقي ك بعدّة شخصيّات، من ذلك فريتس (أحد نوّاب وكيل القلعة)، لازيَمن (معلّم الدباغة)، غِرشْتكر (صاحب الزحّافة)، آرتور وبرمياس (معاونا ك)، أولغا وأماليا (شقيقتا بَرْنَابس)، فريدا (عشيقة كْلَم السابقة وعشيقة ك)، العمدة، سورتيني (موظّف كبير في القلعة)، غيزا (معلّمة المدرسة)، سيمَن (رئيس فرقة المطافئ)، إرلانْغَر (أحد أمناء كْلَم الأوائل)، وآخرون كثيرون.يبتعد كافكا تماماً عن وصف الحالة النفسيّة لكلّ هؤلاء، لكنه يتعمّد في إطالة الحوارات المؤذية للأعصاب والدائرة بينهم خاصّة المتعلّقة بوصف آلية عمل الموظّفين، مما جعلها تكتسي طابعاً كرتونياً بكوميديتها المفرطة إن صحّ التعبير. طبيعة الشخصيّات غير واضحة؛ إذ لا نعرف المتحيّل من المحتال عليه، أو المتحكّم والمتحكّم به، فالغموض يحيط بكلّ جوانبها، حتى أننا لا نعرف الاسم الكامل للشخصيّة الرئيسيّة.يخضع – رائد الكتابة الكابوسيّة – الزمان والمكان والجسد والروح لقوانينه العبثيّة والكابوسيّة والغرائبيّة، فيحوّل عناصر العالم الخارجيّ بشكل منظّم بارع إ-;-لى ظواهر أ-;-حوال نفسيّة، ليتّخذ من القلعة الطريقة الأمثل للس ......
#كافكا
#«القلعة»:
#تشييد
#الكوابيس
#والغرائب
#بلعنة
#الاغتراب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710569
الحوار المتمدن
إدريس سالم - كافكا في «القلعة»: تشييد الكوابيس والغرائب بلعنة الاغتراب
إدريس سالم : كافكا في «المحاكمة»: ها أنا أموت مثل كلب حقير
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم في النهاية، ليس بيدك إلا أن تقبل الأشياء كما هي. وقبل هذا وذاك، لا تلفت الأنظار إليك! اِبقِ على فمك مغلقاً، مهما كان ذلك ضد طبيعتك! وجب أن تفهم أن وراء هذا النظام العظيم للعدالة حالة من التوازن.فرانتس كافكا – المحاكمةأفكار فلسفيّة عميقة ونفسيّة غزيرة. قهر. ظلم. إعجازيّة مستفحلة. بيروقراطيّة وشموليّة. اضطهاد سياسيّ. دراما في القوانين. معاداة الذاتيّة المستلبة. تجرّد من الإنسانيّة والهوية الروحيّة والواقعيّة. الجميع مذنب دون استثناء. مدخل للتعبير عن أعماق النفس البشريّة في عالم العبث والعدم. صور وإسقاطات أدبيّة حقيقيّة لمصير شخصيّة غامضة ومجهولة. خيال موسوم بالخصوبة الفكريّة والثراء اللغويّ بلاغيّاً ورمزيّاً. استمرار إثارة تأويلات متنوّعة بحبكة ممتعة. تصوير أحداث غير واقعيّة بطريقة تبدو واقعيّة... وغيرها الكثير من القضايا الجوهريّة التي يحاور بها الروائيّ والأديب التشيكيّ «فرانتس كافكا» عالمنا الراهن الواهن على لسان بطله «جوزيف ك»، الذي يقود بطولة روايته «المحاكمة»، الصادرة عام 2018م بطبعتها الجديدة عن دار «الرافدين» للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، بالتعاون مع «منشورات تكوين» في الكويت، ودار «ممدوح عدوان» للنشر والتوزيع في دمشق، ترجمها الناقد السوريّ «نبيل الحفار»، والبالغ عدد صفحاتها (272) صفحة.يسرد كافكا تفاصيل روايته التي نُشرت بعد موته من خلال شخص يدعى «جوزيف ك»، وهو رجل مستقيم دؤوب في عمله وكيلاً قانونيّاً في بنك ما، تبدأ باستيقاظه في يوم ميلاده الثلاثين، ليرنّ جرس منزله، فيفتح الباب وإذ برجلين يدخلان غرفته، ويخبرانه بأنه مطلوب للمحاكمة في يوم الأحد من طرف محكمة غير معروفة، ولكنهما لم يوضّحا أيّة قضية يتّهماه فيها، أو في أيّة جريمة يجري استجوابه، فيأكلان فطوره، ويبتزّانه ماليّاً، ويحاولان السطو على ملابسه.هذه الرواية تتشابه بداية أحداثها مع رواية «التحوّل»، حيث أن جوزيف ك وغريغور سامسا استيقظا من نومهما، وإذ يتفاجآن بما لا يتوقّعانه، مع فرق بسيط، هو أن جوزيف ناضل ورفض الاستسلام، على عكس غريغور، الذي بقي أسير أفكاره وتساؤلاته.ومع تفاعل الأحداث وتعقيدها وتعثّر «جوزيف ك» في معرفة جريمته يبدأ في البحث والمتابعة للدفاع عن نفسه بشتّى الطرق مع محاميه، لكن ما يواجهانه من صعوبات يتمثّل في عدم معرفة ما هي جريمته، وكثرة المفاجآت، فكيف لفرد أن يدافع عن براءته وحياته في حين يجهل ما ارتكبه في الحياة من ذنب؟ لا خيوط أمل، وخيوط الألم تتشابك في كلّ مكان، طيلة عام كامل.لم يكن عدم معرفة نوع الجريمة التي اقترفها كافكا عائقاً أمامه لاستكمال أحداث روايته، خاصّة مع انسحاب المحامي الخاصّ به وعدم تمكّنه من إنقاذ «ك»، ليبقى الأخير – طيلة عام وبكوميديا سوداء وساخرة جدّاً – وحده أمام مؤسّسة قضائيّة طاغية تمارس بيروقراطيّة عقيمة عميقة، ترفض أن تخبره لماذا تحاكمه وإلى متى يستمرّ به الوضع هكذا، حتى تتسلّل روح اليأس والإحباط والاكتئاب إلى أحاسيس وأفكار «ك» الذي كان رجلاً نزيهاً يرأس أحد البنوك الكبيرة، ممّا أجبرته طغيان تلك المؤسّسة إلى أن يتحوّل إلى رجل متلاعب يحاول إخراج نفسه من المأزق الغامض واللجوء إلى سُبل غير شرعيّة، لإثبات براءته واكتشاف الحقيقة.المحاكمة هنا وكأنها لعبة خطيرة وخبيثة وليست رواية، هي لعبة البقاء والفناء، فحتى تبقى الحياة ملكاً لجوزيف ك عليه أن يحظى بحقّه في المحاكمة، وحتى يفنى لا بدّ من النطق بالحكم. رواية مليئة بالإسقاطات المتعلّقة بعبثية الوجود، وما هو سرّ الوجود، والبحث غير المجدي للإنسان عن م ......
#كافكا
#«المحاكمة»:
#أموت
#حقير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710922
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم في النهاية، ليس بيدك إلا أن تقبل الأشياء كما هي. وقبل هذا وذاك، لا تلفت الأنظار إليك! اِبقِ على فمك مغلقاً، مهما كان ذلك ضد طبيعتك! وجب أن تفهم أن وراء هذا النظام العظيم للعدالة حالة من التوازن.فرانتس كافكا – المحاكمةأفكار فلسفيّة عميقة ونفسيّة غزيرة. قهر. ظلم. إعجازيّة مستفحلة. بيروقراطيّة وشموليّة. اضطهاد سياسيّ. دراما في القوانين. معاداة الذاتيّة المستلبة. تجرّد من الإنسانيّة والهوية الروحيّة والواقعيّة. الجميع مذنب دون استثناء. مدخل للتعبير عن أعماق النفس البشريّة في عالم العبث والعدم. صور وإسقاطات أدبيّة حقيقيّة لمصير شخصيّة غامضة ومجهولة. خيال موسوم بالخصوبة الفكريّة والثراء اللغويّ بلاغيّاً ورمزيّاً. استمرار إثارة تأويلات متنوّعة بحبكة ممتعة. تصوير أحداث غير واقعيّة بطريقة تبدو واقعيّة... وغيرها الكثير من القضايا الجوهريّة التي يحاور بها الروائيّ والأديب التشيكيّ «فرانتس كافكا» عالمنا الراهن الواهن على لسان بطله «جوزيف ك»، الذي يقود بطولة روايته «المحاكمة»، الصادرة عام 2018م بطبعتها الجديدة عن دار «الرافدين» للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، بالتعاون مع «منشورات تكوين» في الكويت، ودار «ممدوح عدوان» للنشر والتوزيع في دمشق، ترجمها الناقد السوريّ «نبيل الحفار»، والبالغ عدد صفحاتها (272) صفحة.يسرد كافكا تفاصيل روايته التي نُشرت بعد موته من خلال شخص يدعى «جوزيف ك»، وهو رجل مستقيم دؤوب في عمله وكيلاً قانونيّاً في بنك ما، تبدأ باستيقاظه في يوم ميلاده الثلاثين، ليرنّ جرس منزله، فيفتح الباب وإذ برجلين يدخلان غرفته، ويخبرانه بأنه مطلوب للمحاكمة في يوم الأحد من طرف محكمة غير معروفة، ولكنهما لم يوضّحا أيّة قضية يتّهماه فيها، أو في أيّة جريمة يجري استجوابه، فيأكلان فطوره، ويبتزّانه ماليّاً، ويحاولان السطو على ملابسه.هذه الرواية تتشابه بداية أحداثها مع رواية «التحوّل»، حيث أن جوزيف ك وغريغور سامسا استيقظا من نومهما، وإذ يتفاجآن بما لا يتوقّعانه، مع فرق بسيط، هو أن جوزيف ناضل ورفض الاستسلام، على عكس غريغور، الذي بقي أسير أفكاره وتساؤلاته.ومع تفاعل الأحداث وتعقيدها وتعثّر «جوزيف ك» في معرفة جريمته يبدأ في البحث والمتابعة للدفاع عن نفسه بشتّى الطرق مع محاميه، لكن ما يواجهانه من صعوبات يتمثّل في عدم معرفة ما هي جريمته، وكثرة المفاجآت، فكيف لفرد أن يدافع عن براءته وحياته في حين يجهل ما ارتكبه في الحياة من ذنب؟ لا خيوط أمل، وخيوط الألم تتشابك في كلّ مكان، طيلة عام كامل.لم يكن عدم معرفة نوع الجريمة التي اقترفها كافكا عائقاً أمامه لاستكمال أحداث روايته، خاصّة مع انسحاب المحامي الخاصّ به وعدم تمكّنه من إنقاذ «ك»، ليبقى الأخير – طيلة عام وبكوميديا سوداء وساخرة جدّاً – وحده أمام مؤسّسة قضائيّة طاغية تمارس بيروقراطيّة عقيمة عميقة، ترفض أن تخبره لماذا تحاكمه وإلى متى يستمرّ به الوضع هكذا، حتى تتسلّل روح اليأس والإحباط والاكتئاب إلى أحاسيس وأفكار «ك» الذي كان رجلاً نزيهاً يرأس أحد البنوك الكبيرة، ممّا أجبرته طغيان تلك المؤسّسة إلى أن يتحوّل إلى رجل متلاعب يحاول إخراج نفسه من المأزق الغامض واللجوء إلى سُبل غير شرعيّة، لإثبات براءته واكتشاف الحقيقة.المحاكمة هنا وكأنها لعبة خطيرة وخبيثة وليست رواية، هي لعبة البقاء والفناء، فحتى تبقى الحياة ملكاً لجوزيف ك عليه أن يحظى بحقّه في المحاكمة، وحتى يفنى لا بدّ من النطق بالحكم. رواية مليئة بالإسقاطات المتعلّقة بعبثية الوجود، وما هو سرّ الوجود، والبحث غير المجدي للإنسان عن م ......
#كافكا
#«المحاكمة»:
#أموت
#حقير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710922
الحوار المتمدن
إدريس سالم - كافكا في «المحاكمة»: ها أنا أموت مثل كلب حقير
إدريس سالم : كافكا في «أمريكا»: المستغِلّون والمستغَلّون في ميزان المجتمع الصناعيّ
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم يستحيل الدفاع عن النفس، إن لم تتوفّر النيّة الحسنةفرانتس كافكا – المفقود أو أمريكايقول الأستاذ الجامعيّ والمختصّ في أدب كافكا «هارتموت بيندر» عن رواية «المفقود أو أمريكا»:«يعكس موضوع أمريكا توق كافكا آنذاك التخلّص من ضغوط الظروف في براغ. فمثلاً مصاعبه من الجنس الآخر ظهرت تجسيماً في تجربة كابوسيّة عاشها في صباه وشكّلت نقطة نَهَلَ منها المفقود، ولذا كان لا بدّ دائماً من إعادة تنشيطها لدى كلّ محاولة للتغلّب على المخاوف الجنسيّة القائمة».لقد نُشرت رواية «المفقود أو أمريكا» – الصادرة عام 2020م بطبعتها الجديدة عن دار «الرافدين» للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، بالتعاون مع «منشورات تكوين» في الكويت، ودار «ممدوح عدوان» للنشر والتوزيع في دمشق، ترجمها الناقد السوريّ «نبيل الحفار»، والبالغ عدد صفحاتها (367) صفحة – بواسطة صديقه «ماكس برود»، الذي من الواضح – بحسب نُقّادٍ وقُرّاء – أنه بنشره تلك الرواية وغيرها من أعمال كافكا، إنما خان الأمانة التي عهد بها الراحل إليه، لكنه في المقابل نفسه أنقذ من نيران النسيان بعض أهم وأقوى الأعمال الأدبيّة التي صدرت عند بدايات القرن العشرين، والحكاية هي توصية كافكا صديقه، وربما غيره من معارفه أيضاً، بحرق كلّ كتاباته بعد موته، لكن صديقه المقرّب والحميميّ استولى بعد رحيله على أوراقه ومخطوطاته ووثائقه كافة، ليهرب بها إلى فلسطين حيث راح ينشرها، دون أن يعرف أحد ما إذا كان قد نشرها كما هي أو أنه تلاعب بها، ورواية «المفقود أو أميركا» هي واحدة من تلك الأعمال.تسرد الرواية حكاية الفتى الألمانيّ الصغير الغريب «كارل روسْمَن»، ذي السادسة عشر من عمره، والذي اضّطر أن يهاجر إلى أمريكا, هرباً من فضيحة تسبّبت بها علاقة إغواء قامت بينه وبين الخادمة «يوهنّا برومّر»، لتكون الرواية عبارة عن رحلة تجوّل في عوالم أمريكا، حيث يتنقّل من مهنة شاقّة إلى مهنة أكثر شقاء من الأولى، ومن منطقة إلى أخرى، وبأحداث غريبة ومستهلكة، في عالم واسع يتعرّف على شخصيّات مختلفة ويتورّط في مشكلات كثيرة ومعقّدة، باحثاً عن الإنصاف والعدالة في مجتمع صناعيّ ضخم يتحكّم به العنف والتسلّط، لتكون البداية مع خاله «إدوارد جيكوب» الذي يدخل النصّ فجأة – وإشارات الاستفهام كثيرة – من على ظهر السفينة التي كانت قد أقلّت كارل، محاولاً الدفاع عن الوقّاد الذي كان يُعامل بقسوة من قبل رئيسه «شوبال»، ومن ثم يرافق من خلال قطار الشحن النيويوركيّ الشابين «ديلامارش» الفرنسيّ و«روبنسون» الإيرلنديّ نحو «رمسيس»، ليتركهما هناك ويعمل مدة شهرين في فندق «أوكسيدنتال» عامل مصعد بعد توصيّات من كبيرة الطبّاخين «غريته ميتْسلبَخ»، ليترك الفندق بسبب صديقه روبنسون، فيعمل خادماً لدى المغنّية السمينة «برونيلدا»، وفي النهاية يقدِم إلى عمل في مسرح «أوكلاهوما» ساعياً نحو تجربة جديدة، فقُبل هناك في مكتب ذوي المهارات الميكانيكيّة بعد أن غيّر اسمه إلى «نِغرو»؛ خوفاً من العنصريّة.يتتبّع كافكا في روايته – التي عانت أحداثاً راكدة منفصلة في بعض الأماكن – مصير الإنسان الذي يرفض الاستسلام في دروب ومتاهات الحياة، مترنّحاً بين الأمل والوهم، بين العنصريّة المقيتة والمنفعيّة الممجوجة، هذه الرواية المثقلة بالتفاصيل والوصف وكأن الواقعيّة السحريّة خرجت من تحت عباءته وليس من عباءة ماكس بيكمان أو جورج غروسز أو خورخي لويس بورخيس أو غابرييل غارسيا ماركيز أو غيرهم من روّاد تلك المدرسة المخيفة، فيعبّر بطلها عن روح أمريكا الكئيبة التي لم يكن يتوقّعها، عندما وطأت قدماه أول مرّة في مدينة نيويورك.<b ......
#كافكا
#«أمريكا»:
#المستغِلّون
#والمستغَلّون
#ميزان
#المجتمع
#الصناعيّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711998
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم يستحيل الدفاع عن النفس، إن لم تتوفّر النيّة الحسنةفرانتس كافكا – المفقود أو أمريكايقول الأستاذ الجامعيّ والمختصّ في أدب كافكا «هارتموت بيندر» عن رواية «المفقود أو أمريكا»:«يعكس موضوع أمريكا توق كافكا آنذاك التخلّص من ضغوط الظروف في براغ. فمثلاً مصاعبه من الجنس الآخر ظهرت تجسيماً في تجربة كابوسيّة عاشها في صباه وشكّلت نقطة نَهَلَ منها المفقود، ولذا كان لا بدّ دائماً من إعادة تنشيطها لدى كلّ محاولة للتغلّب على المخاوف الجنسيّة القائمة».لقد نُشرت رواية «المفقود أو أمريكا» – الصادرة عام 2020م بطبعتها الجديدة عن دار «الرافدين» للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت، بالتعاون مع «منشورات تكوين» في الكويت، ودار «ممدوح عدوان» للنشر والتوزيع في دمشق، ترجمها الناقد السوريّ «نبيل الحفار»، والبالغ عدد صفحاتها (367) صفحة – بواسطة صديقه «ماكس برود»، الذي من الواضح – بحسب نُقّادٍ وقُرّاء – أنه بنشره تلك الرواية وغيرها من أعمال كافكا، إنما خان الأمانة التي عهد بها الراحل إليه، لكنه في المقابل نفسه أنقذ من نيران النسيان بعض أهم وأقوى الأعمال الأدبيّة التي صدرت عند بدايات القرن العشرين، والحكاية هي توصية كافكا صديقه، وربما غيره من معارفه أيضاً، بحرق كلّ كتاباته بعد موته، لكن صديقه المقرّب والحميميّ استولى بعد رحيله على أوراقه ومخطوطاته ووثائقه كافة، ليهرب بها إلى فلسطين حيث راح ينشرها، دون أن يعرف أحد ما إذا كان قد نشرها كما هي أو أنه تلاعب بها، ورواية «المفقود أو أميركا» هي واحدة من تلك الأعمال.تسرد الرواية حكاية الفتى الألمانيّ الصغير الغريب «كارل روسْمَن»، ذي السادسة عشر من عمره، والذي اضّطر أن يهاجر إلى أمريكا, هرباً من فضيحة تسبّبت بها علاقة إغواء قامت بينه وبين الخادمة «يوهنّا برومّر»، لتكون الرواية عبارة عن رحلة تجوّل في عوالم أمريكا، حيث يتنقّل من مهنة شاقّة إلى مهنة أكثر شقاء من الأولى، ومن منطقة إلى أخرى، وبأحداث غريبة ومستهلكة، في عالم واسع يتعرّف على شخصيّات مختلفة ويتورّط في مشكلات كثيرة ومعقّدة، باحثاً عن الإنصاف والعدالة في مجتمع صناعيّ ضخم يتحكّم به العنف والتسلّط، لتكون البداية مع خاله «إدوارد جيكوب» الذي يدخل النصّ فجأة – وإشارات الاستفهام كثيرة – من على ظهر السفينة التي كانت قد أقلّت كارل، محاولاً الدفاع عن الوقّاد الذي كان يُعامل بقسوة من قبل رئيسه «شوبال»، ومن ثم يرافق من خلال قطار الشحن النيويوركيّ الشابين «ديلامارش» الفرنسيّ و«روبنسون» الإيرلنديّ نحو «رمسيس»، ليتركهما هناك ويعمل مدة شهرين في فندق «أوكسيدنتال» عامل مصعد بعد توصيّات من كبيرة الطبّاخين «غريته ميتْسلبَخ»، ليترك الفندق بسبب صديقه روبنسون، فيعمل خادماً لدى المغنّية السمينة «برونيلدا»، وفي النهاية يقدِم إلى عمل في مسرح «أوكلاهوما» ساعياً نحو تجربة جديدة، فقُبل هناك في مكتب ذوي المهارات الميكانيكيّة بعد أن غيّر اسمه إلى «نِغرو»؛ خوفاً من العنصريّة.يتتبّع كافكا في روايته – التي عانت أحداثاً راكدة منفصلة في بعض الأماكن – مصير الإنسان الذي يرفض الاستسلام في دروب ومتاهات الحياة، مترنّحاً بين الأمل والوهم، بين العنصريّة المقيتة والمنفعيّة الممجوجة، هذه الرواية المثقلة بالتفاصيل والوصف وكأن الواقعيّة السحريّة خرجت من تحت عباءته وليس من عباءة ماكس بيكمان أو جورج غروسز أو خورخي لويس بورخيس أو غابرييل غارسيا ماركيز أو غيرهم من روّاد تلك المدرسة المخيفة، فيعبّر بطلها عن روح أمريكا الكئيبة التي لم يكن يتوقّعها، عندما وطأت قدماه أول مرّة في مدينة نيويورك.<b ......
#كافكا
#«أمريكا»:
#المستغِلّون
#والمستغَلّون
#ميزان
#المجتمع
#الصناعيّ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711998
الحوار المتمدن
إدريس سالم - كافكا في «أمريكا»: المستغِلّون والمستغَلّون في ميزان المجتمع الصناعيّ
إدريس سالم : علي مسلم لموقع «سبا»: رحيل الأقحوان محاولة لوضع الإنسان أمام نفسه عارياً
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم حاوره: إدريس سالمهو كاتب كرديّ سوريّ، يدوّن مشروعه الروائيّ بصبر وتأنٍّ، ينتصر فيه لعدالة الذاكرة وحنين المكان، لقضيته المظلومة، لثورة ولدت من رحم القهر البشريّ. كاتب يعيش في المنفى، داخل وطنه وخارجه، بعد أن لاذ من أتون الحرب السوريّة المسعورة إلى فضاء حرّية مشوّهة بمنفاها لحماية إبداعه، فكانت بوصلته متمايلة بين تركيا وإقليم كردستان، لكن ذاكرته بقيت أصيلة متجذرّة بمدينته ورائحة ريفها.في خضمّ هذه التقلُّبات وعلى الرغم من كلّ القيود، يخيّط علي مسلم حلمه في أرضٍ جديدة، عبر خطوة بدأت ولن تتوقّف إلا بمشيئة ربّانيّة، وبمناسبة صدور روايته الأولى، صرّح مسلم في وقت سابق لموقع «سبا» الثقافيّ إن «رحيل الأقحوان هي محاولة لتوثيق السيرة الذاتيّة لجيل أو ربّما أكثر من جيل في سوريا، وذلك عبر تاريخها الحديث، تعرّضت فيها إلى ما يكمن خلف هذا الصراع الذي لم يغادر أذهان السوريّين منذ أن استلم البعثيّون مقاليد السلطة عبر الانقلابات العسكريّة».مردفاً: «حاولت رصد عمق التحوّلات الاجتماعيّة التي رافقت ذلك، في المدينة والريف على حدّ سواء، وذلك عبر محاكاتي للواقع على مدى خمسة عقود، هذه التحولات التي لم تأتِ في سياقها الاجتماعيّ الطبيعيّ بل جاءت بصيغة أقل ما يقال عنها أنها كانت صيغ مفروضة من الأعلى، وبالتالي ولد الإنسان السوريّ مشوّهاً لا يقوى على تناول مصيره كإنسان خارج تلك المنظومة التي اختصرت الوطن في ربطة عنق».علي إبراهيم مسلم، من مواليد مدينة الباب عام 1961م، مهندس زراعيّ، تخرّج من جامعة حلب عام 1983م، يقيم حالياً في مدينة مرسين التركية، متزوّج وأب لتسعة أولاد، لم ينصرف إلى الكتابة إلا في الغربة، وقد بدأ ذلك رسميّاً عام 2014م، أما قبل ذلك فكان ينشر مقالات وخواطر أدبيّة في بعض الإصدارات الحزبيّة، وأحياناً في مواقع الكترونيّة كانت تهتمّ بالشأن السياسيّ، وفي هذا الصدد يقول: «إن ظروف الغربة ألهمتني، وساهمت إلى حدّ ما في رسم معالم شخصيتي ككاتب مبتدئ».نشر كتابه الأول «الكرد في منطقة الباب وأطرافها» عام 2015م في مدينة اسطنبول، وهو كتاب عبارة عن دراسة اجتماعيّة اقتصاديّة سياسيّة عن تلك المنطقة، بعد ذلك مباشرة انصرف إلى الخوض في كتابة الرواية، وقد تكلّل ذلك برواية «رحيل الأقحوان»، التي صدرت حديثاً عن دار «فضاءات» الأردنيّ للنشر والتوزيع، إلى جانب كتابة العشرات من المقالات السياسيّة، وبعض الدراسات والأبحاث.هنا حوار «سبا» الخاصّ معه، ومع رحيل أقحوانه:• من البديهيّ أن كلّ كاتب يعاني من تقنيّات كتابيّة معيّنة قد تعيق حركة السرد.ما التقنيّات التي عانيتها فكانت عائقاً أمام سردك لقضاياك، خاصّة وأنك كنت ناجحاً في تقنيّة الاسترجاع الفنّيّ (فلاش باك – Flashback)؟يعتقد بعض الأصدقاء أن الخوض في مضمار كتابة الرواية يكتنفه شيء من المغامرة، سيما لشخص قليل الخبرة مثلي، أفنى جلّ وقته في مجال العمل السياسيّ البحت، فالكِتاب كما كلّ الإصدارات الورقيّة الأخرى تعرّض إلى (كوفيد) القراءة، وانصرف القارئ دون أن يدري إلى الفضاء الأزرق الذي سحر الجميع، لكنني كنت أشعر على الدوام أن ثمّة قضايا كانت تتأرجح في وجدانيّ، كالنمر المحبوس في قفص، وينبغي أن أنتزعها من محبسها وأدعها تطير، لهذا كنت أرى نفسي أمام تحدٍّ حقيقي، فإما أن أندسّ في ذاتي، أو أقبل التحدّي محاولاً أن أدفع بكلّ ما يجول في وجدانيّ إلى الواقع؛ حتى يراه الناس.أما بخصوص تقنيّات الكتابة وما شابه ذلك، فقد واجهت العديد من العوائق التقنيّة سيما مسألة العودة إلى الخلف (الخطف خلفا ......
#مسلم
#لموقع
#«سبا»:
#رحيل
#الأقحوان
#محاولة
#لوضع
#الإنسان
#أمام
#نفسه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712122
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم حاوره: إدريس سالمهو كاتب كرديّ سوريّ، يدوّن مشروعه الروائيّ بصبر وتأنٍّ، ينتصر فيه لعدالة الذاكرة وحنين المكان، لقضيته المظلومة، لثورة ولدت من رحم القهر البشريّ. كاتب يعيش في المنفى، داخل وطنه وخارجه، بعد أن لاذ من أتون الحرب السوريّة المسعورة إلى فضاء حرّية مشوّهة بمنفاها لحماية إبداعه، فكانت بوصلته متمايلة بين تركيا وإقليم كردستان، لكن ذاكرته بقيت أصيلة متجذرّة بمدينته ورائحة ريفها.في خضمّ هذه التقلُّبات وعلى الرغم من كلّ القيود، يخيّط علي مسلم حلمه في أرضٍ جديدة، عبر خطوة بدأت ولن تتوقّف إلا بمشيئة ربّانيّة، وبمناسبة صدور روايته الأولى، صرّح مسلم في وقت سابق لموقع «سبا» الثقافيّ إن «رحيل الأقحوان هي محاولة لتوثيق السيرة الذاتيّة لجيل أو ربّما أكثر من جيل في سوريا، وذلك عبر تاريخها الحديث، تعرّضت فيها إلى ما يكمن خلف هذا الصراع الذي لم يغادر أذهان السوريّين منذ أن استلم البعثيّون مقاليد السلطة عبر الانقلابات العسكريّة».مردفاً: «حاولت رصد عمق التحوّلات الاجتماعيّة التي رافقت ذلك، في المدينة والريف على حدّ سواء، وذلك عبر محاكاتي للواقع على مدى خمسة عقود، هذه التحولات التي لم تأتِ في سياقها الاجتماعيّ الطبيعيّ بل جاءت بصيغة أقل ما يقال عنها أنها كانت صيغ مفروضة من الأعلى، وبالتالي ولد الإنسان السوريّ مشوّهاً لا يقوى على تناول مصيره كإنسان خارج تلك المنظومة التي اختصرت الوطن في ربطة عنق».علي إبراهيم مسلم، من مواليد مدينة الباب عام 1961م، مهندس زراعيّ، تخرّج من جامعة حلب عام 1983م، يقيم حالياً في مدينة مرسين التركية، متزوّج وأب لتسعة أولاد، لم ينصرف إلى الكتابة إلا في الغربة، وقد بدأ ذلك رسميّاً عام 2014م، أما قبل ذلك فكان ينشر مقالات وخواطر أدبيّة في بعض الإصدارات الحزبيّة، وأحياناً في مواقع الكترونيّة كانت تهتمّ بالشأن السياسيّ، وفي هذا الصدد يقول: «إن ظروف الغربة ألهمتني، وساهمت إلى حدّ ما في رسم معالم شخصيتي ككاتب مبتدئ».نشر كتابه الأول «الكرد في منطقة الباب وأطرافها» عام 2015م في مدينة اسطنبول، وهو كتاب عبارة عن دراسة اجتماعيّة اقتصاديّة سياسيّة عن تلك المنطقة، بعد ذلك مباشرة انصرف إلى الخوض في كتابة الرواية، وقد تكلّل ذلك برواية «رحيل الأقحوان»، التي صدرت حديثاً عن دار «فضاءات» الأردنيّ للنشر والتوزيع، إلى جانب كتابة العشرات من المقالات السياسيّة، وبعض الدراسات والأبحاث.هنا حوار «سبا» الخاصّ معه، ومع رحيل أقحوانه:• من البديهيّ أن كلّ كاتب يعاني من تقنيّات كتابيّة معيّنة قد تعيق حركة السرد.ما التقنيّات التي عانيتها فكانت عائقاً أمام سردك لقضاياك، خاصّة وأنك كنت ناجحاً في تقنيّة الاسترجاع الفنّيّ (فلاش باك – Flashback)؟يعتقد بعض الأصدقاء أن الخوض في مضمار كتابة الرواية يكتنفه شيء من المغامرة، سيما لشخص قليل الخبرة مثلي، أفنى جلّ وقته في مجال العمل السياسيّ البحت، فالكِتاب كما كلّ الإصدارات الورقيّة الأخرى تعرّض إلى (كوفيد) القراءة، وانصرف القارئ دون أن يدري إلى الفضاء الأزرق الذي سحر الجميع، لكنني كنت أشعر على الدوام أن ثمّة قضايا كانت تتأرجح في وجدانيّ، كالنمر المحبوس في قفص، وينبغي أن أنتزعها من محبسها وأدعها تطير، لهذا كنت أرى نفسي أمام تحدٍّ حقيقي، فإما أن أندسّ في ذاتي، أو أقبل التحدّي محاولاً أن أدفع بكلّ ما يجول في وجدانيّ إلى الواقع؛ حتى يراه الناس.أما بخصوص تقنيّات الكتابة وما شابه ذلك، فقد واجهت العديد من العوائق التقنيّة سيما مسألة العودة إلى الخلف (الخطف خلفا ......
#مسلم
#لموقع
#«سبا»:
#رحيل
#الأقحوان
#محاولة
#لوضع
#الإنسان
#أمام
#نفسه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712122
الحوار المتمدن
إدريس سالم - علي مسلم لموقع «سبا»: رحيل الأقحوان محاولة لوضع الإنسان أمام نفسه عارياً
إدريس سالم : أزمة «اللايك»
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم فيس بوك، هذه الشبكة الاجتماعيّة الزرقاء التي لم تعد تحمل لنا حياة هنيئة مستقرّة، فكثير من صراعاتنا النفسيّة تأتي منها، هي خليط من منشورات تتعلّق بأخبار عالميّة وأخرى محلّيّة وأخرى شخصيّة ودراسيّة مرتّبة وفق خوارزميّة غامضة وفوضويّة، خاصّة وأنها لا تفهم النفس البشريّة بقدر ما تفهمهما خوارزميّات الإعلانات التجاريّة المكثّفة والكثيرة، خوارزميّات معقّدة سبّبت لي مقداراً من التشتّت الذي لم أدرك عواقبه إلا مؤخّراً، فالتعرّض المستمرّ لهذه الكمّية الهائلة من المحتويات التي كنت أتابعها طيلة عقد من الزمن أثّرت سلبًا على خلايا دماغي، رغم تواجدي القليل عليها، حيث باتت قدرتي التفكيريّة على استيعاب ما يحدث في داخلي ومحيطي أمراً مرهقاً وتعيساً، وكأنني مصاب بداء الزهايمر.علميّاً يقول خبراء الكيمياء أن مجالهم لا يستطيع تفسير كلّ الدوافع النفسيّة للإنسان، في حين أن شعور السعادة يترافق مع إفراز النواقل العصبيّة لها بأمر من الدماغ، وهي مادة أو هرمون يسمّى «الدوبامين»، المتحكّم بالاستجابات العاطفيّة والمسؤول عن شعور المكافأة أو الرضا بعدد اللايكات التي نالتها صورة أو فيديو أو منشور ما نشرناه على صفحتنا، وإفراز تلك النواقل يدفعنا إلى الحاجة للمزيد منها، ما ترتفع نسبة إحداث شعور الفرح لدينا مع التعرّض لنفس ذلك المُثير ومثيرات مرتبطة بها، فإدمان الفيس بوك لا يختلف من ناحية المبدأ عن إدمان المخدّرات، إذ يكون في البداية أمراً نفعله بإرادتنا، ثم يخرج عن نطاق سيطرتنا. ولا ننسى السيرُوتُونِين.إيماناً بأن التواجد الدائم يسرق منا الوقت دون أن ندري أو نعي نتائجه الوخيمة على حياتنا، قليلاً ما كنت أتوقّف عند منشورات بعض الأصدقاء الصادقين، فأمنحها وقتاً وأنا أستمتع بفائدتها أو أهميتها الذهنيّة، في المقابل كثيراً وما إن أفتح حسابي صباحاً حتى يتعكّر مزاجي، فأشعر بخيبة أمل بسبب نشر أحد الأصدقاء كلاماً ليس له، دون أدنى اعتبار واحترام للخصوصيّة، ولو بوضع كلمة (منقول) في نهاية منشوره، كثيراً ما كنت أقرأ مشاحنات هنا ومشاجرات هناك بسبب سرقة منشورات أو تعليقات، حتى وصلت إلى حدود التفوّه بكلام خادش وانتهاك في الأعراض والأخلاق والتربيّة، فسرقة ومضة أدبيّة تعادل ارتكاب إثم عظيم.عزيزي الفيسبوكيّ:لا يعني وضع «اللايك» لمرّة واحدة أو بشكل متكرّر بأنك معجب بكلّ أفكار تلك الشخصيّة التي تنشر – سواء منشورات مأفونة أو بليغة – بقدر ما يدلّ على أنه ربما فكرة ما أو هدف أو رسالة تكمن خلف وضعك له. فكم من انتقام، أو توجيه رسالة، أو تحقيق هدف معيّن وصلت إليه خلف ذاك الزرّ الأزرق الأحمق الذي كرّهنا بالسماء والبحر، وبكلّ ما يربطنا بالأماكن المفتوحة والحرّيّة والخيال والإلهام، أو بالثقة والولاء والحكمة والاستقرار والإيمان...!!!!!لكلّ مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعيّ المتعدّدة حارة يصول ويجول في أزقّة لايكاتها وتعليقاتها ومشاركاتها ومشاهداتها، فدبلوماسيّاً قد يفجّر أو ينعش لايك واحد أزمة سياسيّة أو اقتصاديّة بين دولتين أو عدّة دول وأحلاف، فما بالكم اجتماعيّاً أو ثقافيّاً إن فجّرت أو أنعشت آلاف المشاكل الراكدة في عقولنا العارية التي تلتحف بخمولها ولا مبالاتها وتشبّثها بقشرة سميكة معفّنة.ليت الفيس بوك كما كان منذ بداياته، حينما كان حكراً على مجموعة من المثقّفين تكنولوجيّاً، أما اليوم فصار سلاحاً فتّاكاً له نُصُول منها سامّة وحارقة وأخرى حامضة ومالحة والكثير منها كالحة ومُرّة، أيّ عبارة عن قصائد فوضويّة وقصص فارغة من القصص وألغام مزروعة في كلّ حقل شخصيّ، تخيّلوا معي أن صو ......
#أزمة
#«اللايك»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714274
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم فيس بوك، هذه الشبكة الاجتماعيّة الزرقاء التي لم تعد تحمل لنا حياة هنيئة مستقرّة، فكثير من صراعاتنا النفسيّة تأتي منها، هي خليط من منشورات تتعلّق بأخبار عالميّة وأخرى محلّيّة وأخرى شخصيّة ودراسيّة مرتّبة وفق خوارزميّة غامضة وفوضويّة، خاصّة وأنها لا تفهم النفس البشريّة بقدر ما تفهمهما خوارزميّات الإعلانات التجاريّة المكثّفة والكثيرة، خوارزميّات معقّدة سبّبت لي مقداراً من التشتّت الذي لم أدرك عواقبه إلا مؤخّراً، فالتعرّض المستمرّ لهذه الكمّية الهائلة من المحتويات التي كنت أتابعها طيلة عقد من الزمن أثّرت سلبًا على خلايا دماغي، رغم تواجدي القليل عليها، حيث باتت قدرتي التفكيريّة على استيعاب ما يحدث في داخلي ومحيطي أمراً مرهقاً وتعيساً، وكأنني مصاب بداء الزهايمر.علميّاً يقول خبراء الكيمياء أن مجالهم لا يستطيع تفسير كلّ الدوافع النفسيّة للإنسان، في حين أن شعور السعادة يترافق مع إفراز النواقل العصبيّة لها بأمر من الدماغ، وهي مادة أو هرمون يسمّى «الدوبامين»، المتحكّم بالاستجابات العاطفيّة والمسؤول عن شعور المكافأة أو الرضا بعدد اللايكات التي نالتها صورة أو فيديو أو منشور ما نشرناه على صفحتنا، وإفراز تلك النواقل يدفعنا إلى الحاجة للمزيد منها، ما ترتفع نسبة إحداث شعور الفرح لدينا مع التعرّض لنفس ذلك المُثير ومثيرات مرتبطة بها، فإدمان الفيس بوك لا يختلف من ناحية المبدأ عن إدمان المخدّرات، إذ يكون في البداية أمراً نفعله بإرادتنا، ثم يخرج عن نطاق سيطرتنا. ولا ننسى السيرُوتُونِين.إيماناً بأن التواجد الدائم يسرق منا الوقت دون أن ندري أو نعي نتائجه الوخيمة على حياتنا، قليلاً ما كنت أتوقّف عند منشورات بعض الأصدقاء الصادقين، فأمنحها وقتاً وأنا أستمتع بفائدتها أو أهميتها الذهنيّة، في المقابل كثيراً وما إن أفتح حسابي صباحاً حتى يتعكّر مزاجي، فأشعر بخيبة أمل بسبب نشر أحد الأصدقاء كلاماً ليس له، دون أدنى اعتبار واحترام للخصوصيّة، ولو بوضع كلمة (منقول) في نهاية منشوره، كثيراً ما كنت أقرأ مشاحنات هنا ومشاجرات هناك بسبب سرقة منشورات أو تعليقات، حتى وصلت إلى حدود التفوّه بكلام خادش وانتهاك في الأعراض والأخلاق والتربيّة، فسرقة ومضة أدبيّة تعادل ارتكاب إثم عظيم.عزيزي الفيسبوكيّ:لا يعني وضع «اللايك» لمرّة واحدة أو بشكل متكرّر بأنك معجب بكلّ أفكار تلك الشخصيّة التي تنشر – سواء منشورات مأفونة أو بليغة – بقدر ما يدلّ على أنه ربما فكرة ما أو هدف أو رسالة تكمن خلف وضعك له. فكم من انتقام، أو توجيه رسالة، أو تحقيق هدف معيّن وصلت إليه خلف ذاك الزرّ الأزرق الأحمق الذي كرّهنا بالسماء والبحر، وبكلّ ما يربطنا بالأماكن المفتوحة والحرّيّة والخيال والإلهام، أو بالثقة والولاء والحكمة والاستقرار والإيمان...!!!!!لكلّ مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعيّ المتعدّدة حارة يصول ويجول في أزقّة لايكاتها وتعليقاتها ومشاركاتها ومشاهداتها، فدبلوماسيّاً قد يفجّر أو ينعش لايك واحد أزمة سياسيّة أو اقتصاديّة بين دولتين أو عدّة دول وأحلاف، فما بالكم اجتماعيّاً أو ثقافيّاً إن فجّرت أو أنعشت آلاف المشاكل الراكدة في عقولنا العارية التي تلتحف بخمولها ولا مبالاتها وتشبّثها بقشرة سميكة معفّنة.ليت الفيس بوك كما كان منذ بداياته، حينما كان حكراً على مجموعة من المثقّفين تكنولوجيّاً، أما اليوم فصار سلاحاً فتّاكاً له نُصُول منها سامّة وحارقة وأخرى حامضة ومالحة والكثير منها كالحة ومُرّة، أيّ عبارة عن قصائد فوضويّة وقصص فارغة من القصص وألغام مزروعة في كلّ حقل شخصيّ، تخيّلوا معي أن صو ......
#أزمة
#«اللايك»
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714274
الحوار المتمدن
إدريس سالم - أزمة «اللايك»
إدريس سالم : فينوس في الفراء: استعباد الجسد واستعذاب الروح
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم «فينوس في الفراء» رواية مثيرة للجدل، للكاتب النمساوي ليوبولد فون ساشر مازوخ، تقع في (175) صفحة، ترجمتها أسماء القنّاص، وأصدرتها دار أثر للنشر والتوزيع في السعودية عام 2017م، لكنها نشرت لأول مرة عام 1870م، فيما تحوّلت عام 2013م إلى فيلم دراما، أُصدر في فرنسا تحت قيادة المخرج وكاتب السيناريو رومان بولانسكي، بطولة إيمانول سينر وماثيو أمالريك.«وضرب الربّ القدير سبحانه، فأسلمه إلى يدي امرأة». من كتاب «سِفر يهوديت».من هذا الكتاب وهو سِفر من أسفار الكتاب المقدّس القانونية الثانية، بدأ مازوخ روايته – التي اشتقت المازوخية من اسمه – ليسرد من خلال هذا الاقتباس حكاية سيفرين فون كيوزميسكي، الواقِع في حبّ تمثال فينوس العارية، تلك الروح المتعطّشة للإهانة والإذلال، الروح التي لم تكن إلا تجسيداً مرهفاً للخطّ الرفيع ما بين الألم واللذّة، والواقع في حبّ اللوحات التي تمثّلها أيضاً، مثل لوحة تيتيان التي تمثّلها عارية إلا من فراء يدفّئها، ويتغزّل في طلّتها قائلاً: «أنتِ باردة بينما أنتِ نفسك تُلهبين قلوب الرجال، مُلتحفة في فرائك المستبّد الذي لا يلاءم امرأة سواك يا إلهة الحُبّ والجمال القاسية».ثم تظهر الأرملة المستفزّة بجمالها وثراءها وحضورها الباهي فاندا فون دونا جوف، المتدثّرة دوماً بالفراء، التي تخدم متعتها الشخصيّة فيجد فيها سيفرين تحقيقاً لخيالاته وطموحاته، حيث يقول مازوخ على لسانها: «المتعة وحدها ما يعطي قيمة للوجود، كلّ مَن يعاني أو يعيش بحرمان يصافح الموت كصديق، ولكن كلّ مَن سلّم نفسه للمتعة لا يتخلّى عن الحياة بسهولة»، فيطلب منها أن تعامله بقسوة وعنف، واستخدام كلّ وسائل التقريع والتعنيف والتجليد والانسحاق ضده.تدور أحداث الرواية في تصاعد شاقّ وأخّاذ، حول رجل يسلّم نفسه كعبد لامرأة تدعى فاندا، كعمل من أعمال إخلاصه الرومانتيكي ووفاء جنون عاطفته لها، ليرحلا معاً إلى فلورنسا حيث لا يعرفهما أحد أولاً، ولتتخذه هناك عبداً ذليلاً، فتستجيب فاندا لطلباته وتطلب منه التوقيع على وثائق وشروط تتضمّن عبوديته لها ورضوخه أمامها وولائه التامّ لجبروتها الطاغي، فيصبح خادماً لها، لتتفنّن هي الأخرى في تعذيبه وتعنيفه حسب رغبته، من جلده بانتظام، وركْله، وتجويعه، وإرهاقه عاطفياً، وما إلى ذلك، والذي بدوره يتوسّل لها في أن تعاقبه «أريد أن أكون كلبك»، وتصبح العلاقة بين الاثنين معقّدة للغاية ومفسدة، وكلّ تفاصيل تلك الرحلة يقودها نقاش فلسفي، ما تزيد طبيعة المرأة القاسية رغبة رجل يبحث عن الحياة والمتعة في تعذيبه جسدياً، ليصف مازوخ تحوّلات مشاعر فاندا ناحية عبدها، ومشاعر سيفرين بدقّة مُفرطة، استمتاعه الكبير بجلد السياط، لذّته التي تتأجج حينما يتمّ ربطه وتقييده إلى السرير، تلويحها بالخيانة ومطالبتها بعد الانتقام، وبالتالي انصياعه التامّ لأوامرها، وحيال هذه المواقف يقول لها بتلهّف وصبابة: «إن تعاستي تنحصر في أنه كلّما أسأت معاملتي وأمعنت في خيانتي، كلّما أحببتك بجنون أكثر. آهٍ ينبغي أن أموت من الحسرة والحُبّ والغيرة».تتناول الرواية بعضاً من الاضطرابات النفسية التي تؤثّر على نفسية وشخصية الإنسان «السادية والمازوخية»، وتحوّل المرء من ساديّ إلى مازوخيّ، ومشاعر الإنسان حينما يفضّل الضعف على القوّة، ليكون ضحية بين يدي الجلاد الذي اختارها بنفسه، حيث الحصول على المتعة نتيجة للأذى والإذلال، فنجد الفكرة التي استحوذت على الحوّاس لتجسّد لنا الحالة النفسية، كذلك تتناول تفاصيل العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل مختلف تماماً عن المعتاد، حيث تعكس تذبْذب مشاعر الحبّ والارتباط وا ......
#فينوس
#الفراء:
#استعباد
#الجسد
#واستعذاب
#الروح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750294
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم «فينوس في الفراء» رواية مثيرة للجدل، للكاتب النمساوي ليوبولد فون ساشر مازوخ، تقع في (175) صفحة، ترجمتها أسماء القنّاص، وأصدرتها دار أثر للنشر والتوزيع في السعودية عام 2017م، لكنها نشرت لأول مرة عام 1870م، فيما تحوّلت عام 2013م إلى فيلم دراما، أُصدر في فرنسا تحت قيادة المخرج وكاتب السيناريو رومان بولانسكي، بطولة إيمانول سينر وماثيو أمالريك.«وضرب الربّ القدير سبحانه، فأسلمه إلى يدي امرأة». من كتاب «سِفر يهوديت».من هذا الكتاب وهو سِفر من أسفار الكتاب المقدّس القانونية الثانية، بدأ مازوخ روايته – التي اشتقت المازوخية من اسمه – ليسرد من خلال هذا الاقتباس حكاية سيفرين فون كيوزميسكي، الواقِع في حبّ تمثال فينوس العارية، تلك الروح المتعطّشة للإهانة والإذلال، الروح التي لم تكن إلا تجسيداً مرهفاً للخطّ الرفيع ما بين الألم واللذّة، والواقع في حبّ اللوحات التي تمثّلها أيضاً، مثل لوحة تيتيان التي تمثّلها عارية إلا من فراء يدفّئها، ويتغزّل في طلّتها قائلاً: «أنتِ باردة بينما أنتِ نفسك تُلهبين قلوب الرجال، مُلتحفة في فرائك المستبّد الذي لا يلاءم امرأة سواك يا إلهة الحُبّ والجمال القاسية».ثم تظهر الأرملة المستفزّة بجمالها وثراءها وحضورها الباهي فاندا فون دونا جوف، المتدثّرة دوماً بالفراء، التي تخدم متعتها الشخصيّة فيجد فيها سيفرين تحقيقاً لخيالاته وطموحاته، حيث يقول مازوخ على لسانها: «المتعة وحدها ما يعطي قيمة للوجود، كلّ مَن يعاني أو يعيش بحرمان يصافح الموت كصديق، ولكن كلّ مَن سلّم نفسه للمتعة لا يتخلّى عن الحياة بسهولة»، فيطلب منها أن تعامله بقسوة وعنف، واستخدام كلّ وسائل التقريع والتعنيف والتجليد والانسحاق ضده.تدور أحداث الرواية في تصاعد شاقّ وأخّاذ، حول رجل يسلّم نفسه كعبد لامرأة تدعى فاندا، كعمل من أعمال إخلاصه الرومانتيكي ووفاء جنون عاطفته لها، ليرحلا معاً إلى فلورنسا حيث لا يعرفهما أحد أولاً، ولتتخذه هناك عبداً ذليلاً، فتستجيب فاندا لطلباته وتطلب منه التوقيع على وثائق وشروط تتضمّن عبوديته لها ورضوخه أمامها وولائه التامّ لجبروتها الطاغي، فيصبح خادماً لها، لتتفنّن هي الأخرى في تعذيبه وتعنيفه حسب رغبته، من جلده بانتظام، وركْله، وتجويعه، وإرهاقه عاطفياً، وما إلى ذلك، والذي بدوره يتوسّل لها في أن تعاقبه «أريد أن أكون كلبك»، وتصبح العلاقة بين الاثنين معقّدة للغاية ومفسدة، وكلّ تفاصيل تلك الرحلة يقودها نقاش فلسفي، ما تزيد طبيعة المرأة القاسية رغبة رجل يبحث عن الحياة والمتعة في تعذيبه جسدياً، ليصف مازوخ تحوّلات مشاعر فاندا ناحية عبدها، ومشاعر سيفرين بدقّة مُفرطة، استمتاعه الكبير بجلد السياط، لذّته التي تتأجج حينما يتمّ ربطه وتقييده إلى السرير، تلويحها بالخيانة ومطالبتها بعد الانتقام، وبالتالي انصياعه التامّ لأوامرها، وحيال هذه المواقف يقول لها بتلهّف وصبابة: «إن تعاستي تنحصر في أنه كلّما أسأت معاملتي وأمعنت في خيانتي، كلّما أحببتك بجنون أكثر. آهٍ ينبغي أن أموت من الحسرة والحُبّ والغيرة».تتناول الرواية بعضاً من الاضطرابات النفسية التي تؤثّر على نفسية وشخصية الإنسان «السادية والمازوخية»، وتحوّل المرء من ساديّ إلى مازوخيّ، ومشاعر الإنسان حينما يفضّل الضعف على القوّة، ليكون ضحية بين يدي الجلاد الذي اختارها بنفسه، حيث الحصول على المتعة نتيجة للأذى والإذلال، فنجد الفكرة التي استحوذت على الحوّاس لتجسّد لنا الحالة النفسية، كذلك تتناول تفاصيل العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل مختلف تماماً عن المعتاد، حيث تعكس تذبْذب مشاعر الحبّ والارتباط وا ......
#فينوس
#الفراء:
#استعباد
#الجسد
#واستعذاب
#الروح
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=750294
الحوار المتمدن
إدريس سالم - فينوس في الفراء: استعباد الجسد واستعذاب الروح
إدريس سالم : سلمى جمو: الشعر يخاطب الفكر والإحساس في آن واحد
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم الشعر هو حيازة أبعاد اللغة والحفاظ على عمقها واتّساعها ورحابتها، والفكر هو ما يُطعّم منها ويغذّيها. في المقابل مَن يخشى الشعر أو يقاومه فهو لأنه لا يعرف ماهية الاستخدام الشعري للغة، فيبدو له مجرّد استخدام للغة في حدّ ذاته، دون أن يدرك أن الشعر يساهم في تموّج آلاف الأسئلة في الرأس، عن الخير والشرّ، عن الحبّ والجنس، عن الوطن والخيانة، عن الحياة والموت، عن كلّ التناقضات.قصائد الشاعرة سلمى جمو في ديوانها الأول «لأنك استثناء» تتشكّل بما تخلقه النفس من مشاعر وأفكار وصور حزينة للشاعرة – بل للإنسان – من رحلاتها سعياً إلى المعرفة والخلاص، قصائد مليئة امتلاء الشاعرة نفسها بالفكر النفسي والفلسفي. إنها تتأمّل في نصّها برصانة لغوية، جامعة بين الفكر الفلسفي والمعتقد الديني.عن سلمى جمو وعالمها كان الحوار التالي:• حوار العقل مع الشعور واللاشعور:الوعي واللاوعي، أو الشعور واللاشعور، يحتاج الأول في القرارات اللحظية والتقييم النفسي لها، أما الثاني فيحتاج عندما يكون في حالته التي لا يشعر فيها بأحاسيسه، إذن كلّ شيء يتعلّق بالإحساس في هذه الأمور، فشعور الشخص في المواقف اللحظية يستوجب منه ردّة فعل معيّنة تعتبر ردّة فعل نفسية، وفي حالته الأخرى التي لا يكون فيها شعور الإحساس يستوجب منه الغفلة عن بعض الأمور والإنصات إلى الأصوات التي تأتي من داخل نفسه، هي حوارات متداخلة متأثّرة ومؤثّرة.قد يتكشّف عن حوارنا السرّ المتمثّل في فسح المجال للتعبير عن رؤاك وفلسفتك وبوحك في الكتابة، لهذا سيكون الحوار بين شاعرة تعبّر بلغة الشعر عن دوافع القصيدة وأهدافها، وما تحاول تبليغها بلغة الاستعارة، وبين مختصّة في الإرشاد النفسي من إحدى الجامعات التركية، ليكون سؤالنا الأول:هل الشعر العظيم أو الشعر الخالد يقوم على عمودين أو ركنين أساسيين: الفكرة العميقة واللغة المبدعة، أم أن الأمر يتعدّى إلى حدود وأركان أخرى؟منذ فترة ليست ببعيدة سألني أستاذي في الجامعة، وهو مختصّ باللسانيات عن كيفية خلق الشاعر، وهل يستطيع أيّ شخص من خلال الممارسة والقراءة أن يتحوّل إلى شاعر.ما هي المكوّنات التي يجب على الفرد أن يوفّرها في شخصيته كي يتحوّل إلى شاعر؟وما جوابي وقتئذ مرتجلاً: الشعر هو شيء إلهي، يُخلق معك وبك منذ أن تبدأ رحلتك في هذه الحياة. لكن إن عملت على تطوير ذاتك لغوياً وفكرياً كنت شاعراً استثنائياً، وإلا فإن تلك الهبة تُعمى وتختفي إلى الأبد.ماذا تعني لك «الدفقة الشعورية» التي تقابلها «الدفقة اللاشعورية» في تجربة التحليل النفسي؟ وكيف تقتنصين أو تحاورين استراتيجيات الدفاع النفسية، باستعاراتها وإزاحاتها ومجازاتها وتكثيفها، وغيرها من الاستراتيجيات؟نحن دائماً ما نهرب ونُخفي ظلالنا النفسية والفكرية التي ربما ستتلقّى صدّاً من المجتمع خلف الكلمة وتفرّعاتها. هي عملية تحويل وتسامي عن طريقها نحاول تخفيف توتّر اللاشعور وضغطه. الشعر هو تلك الساحة المتشعّبة من الظلال. نافذتنا الوحيدة في زنزانة الصدمات والماضي، عن طريق تلك النافذة نتنفّس دون أن نصاب بالجنون. اللافت بديوانك حوار العقل مع لبّ الشعور، أيّ وجود كيمياء واضحة ولاذعة أثناء تبنّيك لأيّ فكرة مع مشاعرك، وهذه السمة لا يجيدها كلّ الشعراء، فما هي المادّة الخام أو الحجر الأساس الذي تعتمدين عليه أثناء غوصك بالفكر أولاً، في بحر حبري له خصوصيته كالشعر، أو لنقل كيف تجيدين/ تتجرّأين طرْق أبواب الفلسفة في أحياء عمادها من شعر وشعور؟أعتقد أنه من الخطأ الفادح تفكيك الإنسان إلى شعور وفكر على حِدة، وأن مَن يجيد لغة ا ......
#سلمى
#جمو:
#الشعر
#يخاطب
#الفكر
#والإحساس
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761897
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم الشعر هو حيازة أبعاد اللغة والحفاظ على عمقها واتّساعها ورحابتها، والفكر هو ما يُطعّم منها ويغذّيها. في المقابل مَن يخشى الشعر أو يقاومه فهو لأنه لا يعرف ماهية الاستخدام الشعري للغة، فيبدو له مجرّد استخدام للغة في حدّ ذاته، دون أن يدرك أن الشعر يساهم في تموّج آلاف الأسئلة في الرأس، عن الخير والشرّ، عن الحبّ والجنس، عن الوطن والخيانة، عن الحياة والموت، عن كلّ التناقضات.قصائد الشاعرة سلمى جمو في ديوانها الأول «لأنك استثناء» تتشكّل بما تخلقه النفس من مشاعر وأفكار وصور حزينة للشاعرة – بل للإنسان – من رحلاتها سعياً إلى المعرفة والخلاص، قصائد مليئة امتلاء الشاعرة نفسها بالفكر النفسي والفلسفي. إنها تتأمّل في نصّها برصانة لغوية، جامعة بين الفكر الفلسفي والمعتقد الديني.عن سلمى جمو وعالمها كان الحوار التالي:• حوار العقل مع الشعور واللاشعور:الوعي واللاوعي، أو الشعور واللاشعور، يحتاج الأول في القرارات اللحظية والتقييم النفسي لها، أما الثاني فيحتاج عندما يكون في حالته التي لا يشعر فيها بأحاسيسه، إذن كلّ شيء يتعلّق بالإحساس في هذه الأمور، فشعور الشخص في المواقف اللحظية يستوجب منه ردّة فعل معيّنة تعتبر ردّة فعل نفسية، وفي حالته الأخرى التي لا يكون فيها شعور الإحساس يستوجب منه الغفلة عن بعض الأمور والإنصات إلى الأصوات التي تأتي من داخل نفسه، هي حوارات متداخلة متأثّرة ومؤثّرة.قد يتكشّف عن حوارنا السرّ المتمثّل في فسح المجال للتعبير عن رؤاك وفلسفتك وبوحك في الكتابة، لهذا سيكون الحوار بين شاعرة تعبّر بلغة الشعر عن دوافع القصيدة وأهدافها، وما تحاول تبليغها بلغة الاستعارة، وبين مختصّة في الإرشاد النفسي من إحدى الجامعات التركية، ليكون سؤالنا الأول:هل الشعر العظيم أو الشعر الخالد يقوم على عمودين أو ركنين أساسيين: الفكرة العميقة واللغة المبدعة، أم أن الأمر يتعدّى إلى حدود وأركان أخرى؟منذ فترة ليست ببعيدة سألني أستاذي في الجامعة، وهو مختصّ باللسانيات عن كيفية خلق الشاعر، وهل يستطيع أيّ شخص من خلال الممارسة والقراءة أن يتحوّل إلى شاعر.ما هي المكوّنات التي يجب على الفرد أن يوفّرها في شخصيته كي يتحوّل إلى شاعر؟وما جوابي وقتئذ مرتجلاً: الشعر هو شيء إلهي، يُخلق معك وبك منذ أن تبدأ رحلتك في هذه الحياة. لكن إن عملت على تطوير ذاتك لغوياً وفكرياً كنت شاعراً استثنائياً، وإلا فإن تلك الهبة تُعمى وتختفي إلى الأبد.ماذا تعني لك «الدفقة الشعورية» التي تقابلها «الدفقة اللاشعورية» في تجربة التحليل النفسي؟ وكيف تقتنصين أو تحاورين استراتيجيات الدفاع النفسية، باستعاراتها وإزاحاتها ومجازاتها وتكثيفها، وغيرها من الاستراتيجيات؟نحن دائماً ما نهرب ونُخفي ظلالنا النفسية والفكرية التي ربما ستتلقّى صدّاً من المجتمع خلف الكلمة وتفرّعاتها. هي عملية تحويل وتسامي عن طريقها نحاول تخفيف توتّر اللاشعور وضغطه. الشعر هو تلك الساحة المتشعّبة من الظلال. نافذتنا الوحيدة في زنزانة الصدمات والماضي، عن طريق تلك النافذة نتنفّس دون أن نصاب بالجنون. اللافت بديوانك حوار العقل مع لبّ الشعور، أيّ وجود كيمياء واضحة ولاذعة أثناء تبنّيك لأيّ فكرة مع مشاعرك، وهذه السمة لا يجيدها كلّ الشعراء، فما هي المادّة الخام أو الحجر الأساس الذي تعتمدين عليه أثناء غوصك بالفكر أولاً، في بحر حبري له خصوصيته كالشعر، أو لنقل كيف تجيدين/ تتجرّأين طرْق أبواب الفلسفة في أحياء عمادها من شعر وشعور؟أعتقد أنه من الخطأ الفادح تفكيك الإنسان إلى شعور وفكر على حِدة، وأن مَن يجيد لغة ا ......
#سلمى
#جمو:
#الشعر
#يخاطب
#الفكر
#والإحساس
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761897
الحوار المتمدن
إدريس سالم - سلمى جمو: الشعر يخاطب الفكر والإحساس في آن واحد
إدريس سالم : فجْرٌ من أحلام الله
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم في كلّ فجرٍأجدُنيأعانقُ غابةً من ملائكةٍ وصُلْبَانميؤوسُ الخلاصِ أنامُشبعٌ برماديتي وكمائنِهامُتَوّجةٌ روحي بلُباب طيشِهامُتّشحةٌ بحزمةٍ من أضواءٍ لازورْديّة.في كلّ فجرٍأتركُ خلفيمتاهةً من أضرحةٍ وصروحٍ عفنةٍبينَ ظلماتِ الغسقِوسماءٍ قرمزيةٍتنزفُ أنفاسًا سوداء.تفشّى الليلُمتسلّطًا هالةَ نورٍ على جسديوكأنّ وجهَك ـ ناصعًا رائقًا ـ يجذبُني إليكيُسقطُني مني إلى مَهوى ضحكاتِكفيُنبِتُ اللهُ عروشًا على تلك الغمّازتين المضلّلتين فيهما أسمى تجلّياتي.أقرأُ النظراتِوالرغباتِوالاضطراباتْفأغمضُ عينيّ:أنا لا شيءأنا لا أحدأنا أحيا في أجساد الملائكة. ......
#فجْرٌ
#أحلام
#الله
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763323
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم في كلّ فجرٍأجدُنيأعانقُ غابةً من ملائكةٍ وصُلْبَانميؤوسُ الخلاصِ أنامُشبعٌ برماديتي وكمائنِهامُتَوّجةٌ روحي بلُباب طيشِهامُتّشحةٌ بحزمةٍ من أضواءٍ لازورْديّة.في كلّ فجرٍأتركُ خلفيمتاهةً من أضرحةٍ وصروحٍ عفنةٍبينَ ظلماتِ الغسقِوسماءٍ قرمزيةٍتنزفُ أنفاسًا سوداء.تفشّى الليلُمتسلّطًا هالةَ نورٍ على جسديوكأنّ وجهَك ـ ناصعًا رائقًا ـ يجذبُني إليكيُسقطُني مني إلى مَهوى ضحكاتِكفيُنبِتُ اللهُ عروشًا على تلك الغمّازتين المضلّلتين فيهما أسمى تجلّياتي.أقرأُ النظراتِوالرغباتِوالاضطراباتْفأغمضُ عينيّ:أنا لا شيءأنا لا أحدأنا أحيا في أجساد الملائكة. ......
#فجْرٌ
#أحلام
#الله
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763323
الحوار المتمدن
إدريس سالم - فجْرٌ من أحلام الله
إدريس سالم : «لأنك استثناء»: حينما يعرّي الشعر الواقع السامّ رومانطيقياً
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم يقول فرويد: «إن الشعراء والروائيين هم أعزّ حلفائنا، وينبغي أن نقدّر شهادتهم أحسن تقدير؛ لأنهم يعرفون أشياء بين السماء والأرض لم تتمكّن بعد حكمتنا المدرسية من الحلم بها، فهم في معرفة النفس شيوخنا، نحن الناس العاديون، لأنهم يرتوون من منابع لم يتمكّن العلم بعد من بلوغها».في ديوان «لأنك استثناء»، الصادر عام 2021م، عن دار ببلومانيا، للنشر والتوزيع في مصر، تجمع الشاعرة الكردية، سلمى جمو، شعراً روحياً نفسياً معلَّقاً بين السماء والأرض، بالتحليل النفسي، فهي ولكونها مختصّة في الإرشاد النفسي، فقد تطرّقت وأجادتِ الوصف بمفهومه الدقيق إلى قراءة المجتمع الشرقي (كُرداً وعرباً)، والتعمّق بعيداً في أمراضه المخيفة والمستفحلة أكثر فأكثر، من خلال حوار العقل مع لبّ الشعور، بوجود كيمياء واضحة ولاذعة أثناء تبنّيها، لأيّ فكرة مع مشاعرها، ورفضها لتفكيك الإنسان إلى فكر أو شعور، منفصلين، إلا أنها ومن خلال دائرة المعنى والدلالة، تحاول كسر المحجور، على تلك التربية والثقافة الاجتماعية، المكبوتة والمقفولة والمغلوقة، سواء في لسان الوعي أو اللاوعي.هي قد وهبت نفسها من خلال ذاك التحليل، على قراءة لغة الأعراض، لتلك الأمراض والاضطرابات النفسية، كشيزوفرينيا والسادية والبيدوفيليا والبارانويا والتحرّش الجنسي والعلاقة التراجيدية بين الرجل والمرأة، فهي مثلاً في قصيدة «شيزوفرينيا الكون» تضعنا في مواجهة حقيقية مع الفصَامية التي أصابتنا، وأصابت مجتمعاتنا على نحو آخر، وجعلتنا نُصاب بجنون العظمة، حتى باتت الفواجع والمصائب تدخل أدقّ وأبسط تفاصيل حياتنا، لتحاول بها تحطيم أقفال نصّها والغوص في سراديبها وسراديب ذاتها المنهكة بها، فتقول:فاءٌ وميمٌفواجعُ باتتْ تحتلُّ أدمغَتنا وواقعَناحتى أصبحْنا كالمدمنينلا نُجيدُ غير النحيبِ حرفةًمآسٍ نتشرّبُها كلّما حاصرَنا عطشُ التمرّد.قد يواجه القارئ مستوى عالياً من الموضوعات والقضايا الجدلية المثيرة مجتمعياً في هذا الكتاب الشعري، فالكثير منهم قد يمنع أو يعارض محتوى هكذا كتب من التداول، وأخذ مساحات أبعد إلى المطلوب؛ لجرأة الطرح وتمرّد الفكرة واللغة على الصعيد النفسي والاجتماعي والجنسي، والتشبيهات السهلة الممتنعة خيالاً وتصويراً ولغةً، لكنها وبكتابها وكِتاباتها دعوة صريحة ومطلقة (أقصد بها فكر الشاعرة)، للتحرّر من «الخوف من التحرّر»، للتحرّر من «التخلّص من الأفكار والمعتقدات»، التي تعيق ولا تنمّي، أو تطوّر العقل والجسد معاً، فتقول في «شجرةُ الخطيئة»:ظلالُك تبسطُهالِتقي الحيارى قيظَ التيهفاكهتُك الشهيّةُفاكهةُ الخطيئةِ هيتُلقي بمَن يتناولُهامن سبع سماواتِ الأعرافِ والنمطيّةإلى أرض التهميش.شجرةُ بختٍ أنتيتهافتُ عليك المتهافتون؛ للخلاصيعلّقون عليك تمائمَ النجاةفطُوبى لكرمزيّة التمرّدأبديّة الانتفاضة.أن تحلّل وجعك، أن تحلّل ذاتك، أن تنتقد وتواجه عواصفك الراسية في بدنك ومساحات روحك بصمت، يعني أنك تمارس لغة الصمت، فالصمت لغتنا الأمّ، وجمو وجدت نفسها مدعوّة إلى تعلّم لغات عديدة، منها لغة الصمت، لغة الكشف عن المستور وفضح الأرواح الفاسدة، وكأنها هي مَن تعاني، وبالتالي أصبحت ضحية، أو أن هناك مَن كان عزيزاً عليها، فعانت، وبها عانت وتعاني، فأصبحت سنداً لها ولو من خلال قلمها، إلا أن الحقيقة هي أنها أو أنهم كانوا صغاراً أبرياء، فشُوّهت براءتهم بلغة القرف والشهوة، فينهض سؤال من تحت أنقاض الحالة أو القضية التي نحن بصددها، أقصد هنا وبشكل مباشر «قضية التحرّش واشتهاء الأطفال جنسي ......
#«لأنك
#استثناء»:
#حينما
#يعرّي
#الشعر
#الواقع
#السامّ
#رومانطيقياً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764794
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم يقول فرويد: «إن الشعراء والروائيين هم أعزّ حلفائنا، وينبغي أن نقدّر شهادتهم أحسن تقدير؛ لأنهم يعرفون أشياء بين السماء والأرض لم تتمكّن بعد حكمتنا المدرسية من الحلم بها، فهم في معرفة النفس شيوخنا، نحن الناس العاديون، لأنهم يرتوون من منابع لم يتمكّن العلم بعد من بلوغها».في ديوان «لأنك استثناء»، الصادر عام 2021م، عن دار ببلومانيا، للنشر والتوزيع في مصر، تجمع الشاعرة الكردية، سلمى جمو، شعراً روحياً نفسياً معلَّقاً بين السماء والأرض، بالتحليل النفسي، فهي ولكونها مختصّة في الإرشاد النفسي، فقد تطرّقت وأجادتِ الوصف بمفهومه الدقيق إلى قراءة المجتمع الشرقي (كُرداً وعرباً)، والتعمّق بعيداً في أمراضه المخيفة والمستفحلة أكثر فأكثر، من خلال حوار العقل مع لبّ الشعور، بوجود كيمياء واضحة ولاذعة أثناء تبنّيها، لأيّ فكرة مع مشاعرها، ورفضها لتفكيك الإنسان إلى فكر أو شعور، منفصلين، إلا أنها ومن خلال دائرة المعنى والدلالة، تحاول كسر المحجور، على تلك التربية والثقافة الاجتماعية، المكبوتة والمقفولة والمغلوقة، سواء في لسان الوعي أو اللاوعي.هي قد وهبت نفسها من خلال ذاك التحليل، على قراءة لغة الأعراض، لتلك الأمراض والاضطرابات النفسية، كشيزوفرينيا والسادية والبيدوفيليا والبارانويا والتحرّش الجنسي والعلاقة التراجيدية بين الرجل والمرأة، فهي مثلاً في قصيدة «شيزوفرينيا الكون» تضعنا في مواجهة حقيقية مع الفصَامية التي أصابتنا، وأصابت مجتمعاتنا على نحو آخر، وجعلتنا نُصاب بجنون العظمة، حتى باتت الفواجع والمصائب تدخل أدقّ وأبسط تفاصيل حياتنا، لتحاول بها تحطيم أقفال نصّها والغوص في سراديبها وسراديب ذاتها المنهكة بها، فتقول:فاءٌ وميمٌفواجعُ باتتْ تحتلُّ أدمغَتنا وواقعَناحتى أصبحْنا كالمدمنينلا نُجيدُ غير النحيبِ حرفةًمآسٍ نتشرّبُها كلّما حاصرَنا عطشُ التمرّد.قد يواجه القارئ مستوى عالياً من الموضوعات والقضايا الجدلية المثيرة مجتمعياً في هذا الكتاب الشعري، فالكثير منهم قد يمنع أو يعارض محتوى هكذا كتب من التداول، وأخذ مساحات أبعد إلى المطلوب؛ لجرأة الطرح وتمرّد الفكرة واللغة على الصعيد النفسي والاجتماعي والجنسي، والتشبيهات السهلة الممتنعة خيالاً وتصويراً ولغةً، لكنها وبكتابها وكِتاباتها دعوة صريحة ومطلقة (أقصد بها فكر الشاعرة)، للتحرّر من «الخوف من التحرّر»، للتحرّر من «التخلّص من الأفكار والمعتقدات»، التي تعيق ولا تنمّي، أو تطوّر العقل والجسد معاً، فتقول في «شجرةُ الخطيئة»:ظلالُك تبسطُهالِتقي الحيارى قيظَ التيهفاكهتُك الشهيّةُفاكهةُ الخطيئةِ هيتُلقي بمَن يتناولُهامن سبع سماواتِ الأعرافِ والنمطيّةإلى أرض التهميش.شجرةُ بختٍ أنتيتهافتُ عليك المتهافتون؛ للخلاصيعلّقون عليك تمائمَ النجاةفطُوبى لكرمزيّة التمرّدأبديّة الانتفاضة.أن تحلّل وجعك، أن تحلّل ذاتك، أن تنتقد وتواجه عواصفك الراسية في بدنك ومساحات روحك بصمت، يعني أنك تمارس لغة الصمت، فالصمت لغتنا الأمّ، وجمو وجدت نفسها مدعوّة إلى تعلّم لغات عديدة، منها لغة الصمت، لغة الكشف عن المستور وفضح الأرواح الفاسدة، وكأنها هي مَن تعاني، وبالتالي أصبحت ضحية، أو أن هناك مَن كان عزيزاً عليها، فعانت، وبها عانت وتعاني، فأصبحت سنداً لها ولو من خلال قلمها، إلا أن الحقيقة هي أنها أو أنهم كانوا صغاراً أبرياء، فشُوّهت براءتهم بلغة القرف والشهوة، فينهض سؤال من تحت أنقاض الحالة أو القضية التي نحن بصددها، أقصد هنا وبشكل مباشر «قضية التحرّش واشتهاء الأطفال جنسي ......
#«لأنك
#استثناء»:
#حينما
#يعرّي
#الشعر
#الواقع
#السامّ
#رومانطيقياً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764794
الحوار المتمدن
إدريس سالم - «لأنك استثناء»: حينما يعرّي الشعر الواقع السامّ رومانطيقياً
إدريس سالم : الذاكرة في رواية «رحيل الأقحوان» بثيمة الهروب
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم قد يكون الماضي زمنيّاً لحظة مشت واختفت. قد يكون ضرورة لبعض الأفراد أو المجتمعات أو القوميّات، وقد يكون لا حاجة له ولا أهمية بالنسبة لآخرين، فيستغنون عنه، ولا يفكّرون فيه حتى في روتينهم اليوميّ، لكن زمكانيّاً فهو يحمل سيرورة حياتنا ووهجها وآلامها وقدرته على الامتداد ومواكبته نحو حاضرنا التعيس ومستقبلنا المجهول ربما بالتعاسة أيضاً، في محاولة لأن يكون هذا الماضي درساً للأجيال القادمة، وذاكرة جمعيّة لهم، عبر آلية التذكّر والاستذكار. إن الذاكرة التي تعني كلّ ما فارق الحاضر وارتحل، هي روائيّاً أمر مختلف؛ إذ لها عدّة معان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاعر وظروف كلّ روائيّ على حِدَة، فهي عند الكاتب الكرديّ السوريّ «علي مسلم» تعني حنيناً دافئاً تجعله يقاوم جشع الحرب السوريّة المستمرّة، محاولاً من خلالها وعلى طول خمسة عقود من الزمن رصد عمق التحوّلات الاجتماعيّة التي رافقت ولا تزال الصراع الدائر بين المكوّنات السوريّة من خلال السلطة البعثيّة الأسديّة الحاكمة، محاكياً هذه التحوّلات الواقعيّة التي لم تأتِ في سياقها الاجتماعيّ الطبيعيّ بل جاءت بصيغة أقلّ ما يقال عنها أنها كانت صيغ مفروضة من الأعلى، وبالتالي وُلد الإنسان السوريّ مشوّهاً هشّاً لا يقوى على تناول مصيره كإنسان خارج تلك السلطة، التي اختصرت الوطن في ربطة عنق أو حتى أدنى رتبة عسكريّة.ربما التفكير في ذاكرة رواية «رحيل الأقحوان» ودورها المعرفيّ بدأ في الفصل الأول «ما قبل الهروب»، حيث سرد بلغة رصينة تداعيّات الحرب السوريّة ولعنة اللجوء، مقاوماً النسيان والتلبّد من خلال ذاكرته الحركيّة، حيث تمتّعت بأنها نشيطة في مجال الأسماء ووصف الأمكنة والأحداث الزمنيّة، فينتقل بها من الماضي، عندما كان طفلاً في إحدى قرى ريف مدينة الباب وأحداثه وحيثيّاته إلى الحاضر، بين تركيا وإقليم كردستان، مستبصراً المستقبل الذي هو مجهول بالنسبة له.«ألف هروب ولا نزال مع الموت، فللهروب وجهان على كلّ حال، وهو ليس كالهزيمة تأتيك بوجه واحد، قد يكسبك وجهه الأول بعض المَهانة، لكنه قد يكسبك فرصة أخرى للمواجهة». هذا ما يقوله شخصيّة البطل في الصفحة (25)، وهو في حالة هروب من مرارة الواقع وبحث عن شيء ينقصه، فالهروب هو الذي تتولّد عنه الذاكرة الخصبة لأحداث الرواية ويحدّد مسارها، لتطلق العنان لروح التحدّي ذاتيّاً وخارجيّاً، والذي يحركّها، فعملت هذه الذاكرة على تخليص البطل من قيود الماضي ومن أخطائه ومن العُقد البيئيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، ناهيكم على أن الذاكرة هنا وكذلك الهروب يعطياننا فرصة إعادة التفكير بالوقائع وصياغة حياة قليلة الخسارات والخيبات.تفتتح رواية «رحيل الأقحوان» على أربعة فصول:الفصل الأول: ما قبل الهروب: يسرد بدايات الحرب وتداعيات لعنة اللجوء.الفصل الثاني: ثورة الذاكرة: وفيه يعود الروائي إلى ماضي طفولته في ستينيات القرن الماضي حيث ريفه وبراعم تشكلّه.الثالث: ثورة وطن: يتعمق في أحداث الحراك الشبابي وتسلّح الشارع.والأخير: الهروب: اللجوء إلى دول الجوار، والإقامة البعيدة عن أصوات الحرب.الرواية الصادرة عام 2020م عن دار «فضاءات» في الأردن، تتضمّن سرد سيري ذاتيّ عن يوميّات واقعيّة، عاشها كاتبها طفلاً متّشحاً بأسئلة قابعة في ذهنه، وعاشقاً يقدّس الحبّ النقيّ بضميره الحيّ، وطالباً جامعيّاً ثائراً، وأخيراً سياسيّاً لاجئاً يمتطي الحنين لوطنه مرّة، والهروب منه والهزيمة أمامه مرّات ومرّات، ليحاول من خلال شخوصها توثيق سيرة أجيال عانت من ويلات سلطة استبداديّة، حيث يقول في مطلع الفصل الثاني: «وحدها الجب ......
#الذاكرة
#رواية
#«رحيل
#الأقحوان»
#بثيمة
#الهروب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765025
#الحوار_المتمدن
#إدريس_سالم قد يكون الماضي زمنيّاً لحظة مشت واختفت. قد يكون ضرورة لبعض الأفراد أو المجتمعات أو القوميّات، وقد يكون لا حاجة له ولا أهمية بالنسبة لآخرين، فيستغنون عنه، ولا يفكّرون فيه حتى في روتينهم اليوميّ، لكن زمكانيّاً فهو يحمل سيرورة حياتنا ووهجها وآلامها وقدرته على الامتداد ومواكبته نحو حاضرنا التعيس ومستقبلنا المجهول ربما بالتعاسة أيضاً، في محاولة لأن يكون هذا الماضي درساً للأجيال القادمة، وذاكرة جمعيّة لهم، عبر آلية التذكّر والاستذكار. إن الذاكرة التي تعني كلّ ما فارق الحاضر وارتحل، هي روائيّاً أمر مختلف؛ إذ لها عدّة معان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمشاعر وظروف كلّ روائيّ على حِدَة، فهي عند الكاتب الكرديّ السوريّ «علي مسلم» تعني حنيناً دافئاً تجعله يقاوم جشع الحرب السوريّة المستمرّة، محاولاً من خلالها وعلى طول خمسة عقود من الزمن رصد عمق التحوّلات الاجتماعيّة التي رافقت ولا تزال الصراع الدائر بين المكوّنات السوريّة من خلال السلطة البعثيّة الأسديّة الحاكمة، محاكياً هذه التحوّلات الواقعيّة التي لم تأتِ في سياقها الاجتماعيّ الطبيعيّ بل جاءت بصيغة أقلّ ما يقال عنها أنها كانت صيغ مفروضة من الأعلى، وبالتالي وُلد الإنسان السوريّ مشوّهاً هشّاً لا يقوى على تناول مصيره كإنسان خارج تلك السلطة، التي اختصرت الوطن في ربطة عنق أو حتى أدنى رتبة عسكريّة.ربما التفكير في ذاكرة رواية «رحيل الأقحوان» ودورها المعرفيّ بدأ في الفصل الأول «ما قبل الهروب»، حيث سرد بلغة رصينة تداعيّات الحرب السوريّة ولعنة اللجوء، مقاوماً النسيان والتلبّد من خلال ذاكرته الحركيّة، حيث تمتّعت بأنها نشيطة في مجال الأسماء ووصف الأمكنة والأحداث الزمنيّة، فينتقل بها من الماضي، عندما كان طفلاً في إحدى قرى ريف مدينة الباب وأحداثه وحيثيّاته إلى الحاضر، بين تركيا وإقليم كردستان، مستبصراً المستقبل الذي هو مجهول بالنسبة له.«ألف هروب ولا نزال مع الموت، فللهروب وجهان على كلّ حال، وهو ليس كالهزيمة تأتيك بوجه واحد، قد يكسبك وجهه الأول بعض المَهانة، لكنه قد يكسبك فرصة أخرى للمواجهة». هذا ما يقوله شخصيّة البطل في الصفحة (25)، وهو في حالة هروب من مرارة الواقع وبحث عن شيء ينقصه، فالهروب هو الذي تتولّد عنه الذاكرة الخصبة لأحداث الرواية ويحدّد مسارها، لتطلق العنان لروح التحدّي ذاتيّاً وخارجيّاً، والذي يحركّها، فعملت هذه الذاكرة على تخليص البطل من قيود الماضي ومن أخطائه ومن العُقد البيئيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، ناهيكم على أن الذاكرة هنا وكذلك الهروب يعطياننا فرصة إعادة التفكير بالوقائع وصياغة حياة قليلة الخسارات والخيبات.تفتتح رواية «رحيل الأقحوان» على أربعة فصول:الفصل الأول: ما قبل الهروب: يسرد بدايات الحرب وتداعيات لعنة اللجوء.الفصل الثاني: ثورة الذاكرة: وفيه يعود الروائي إلى ماضي طفولته في ستينيات القرن الماضي حيث ريفه وبراعم تشكلّه.الثالث: ثورة وطن: يتعمق في أحداث الحراك الشبابي وتسلّح الشارع.والأخير: الهروب: اللجوء إلى دول الجوار، والإقامة البعيدة عن أصوات الحرب.الرواية الصادرة عام 2020م عن دار «فضاءات» في الأردن، تتضمّن سرد سيري ذاتيّ عن يوميّات واقعيّة، عاشها كاتبها طفلاً متّشحاً بأسئلة قابعة في ذهنه، وعاشقاً يقدّس الحبّ النقيّ بضميره الحيّ، وطالباً جامعيّاً ثائراً، وأخيراً سياسيّاً لاجئاً يمتطي الحنين لوطنه مرّة، والهروب منه والهزيمة أمامه مرّات ومرّات، ليحاول من خلال شخوصها توثيق سيرة أجيال عانت من ويلات سلطة استبداديّة، حيث يقول في مطلع الفصل الثاني: «وحدها الجب ......
#الذاكرة
#رواية
#«رحيل
#الأقحوان»
#بثيمة
#الهروب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765025
الحوار المتمدن
إدريس سالم - الذاكرة في رواية «رحيل الأقحوان» بثيمة الهروب