كمال الجزولي : ضيف على الروزنامة: عمر الدقير سايكولوجيا الذئاب
#الحوار_المتمدن
#كمال_الجزولي الإثنينمنذ نشوء الدولة الحديثة، عرف تاريخ الحكم نوعين من الخطاب السياسي: أحدهما خطاب الحقيقة والشفافية الذي يصور الواقع كما هو، ويشرك الشعب في مواجهة تحدياته، والآخر هو خطاب طلاء الواقع بقشرة تجميلية، وتغييب الحقائق عن الشعب، والإنابة عنه في الحلم، والتفكير، وصياغة المصير.ولعلّ المثال الأوضح للخطابين، ونتائجهما، ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، فقد كان خطاب الزعيم الألماني أدولف هتلر غارقاً في الأوهام، والذهول عن حقائق الواقع، حيث اندفع - مزهوَاً بالإنتصارات العسكرية - إلى تبشير الألمان بضمان اجتياح الرايخ الثالث لأروبا، وبسط سيادته عليها لمئات السنين! بينما كان خطاب خصمه، رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، واقعياً، وهو يرى قنابل الطيران النازي تتساقط على عاصمة بلاده، وتهدم سقوف البيوت على رؤوس قاطنيها، وتأتيه الأخبار بأنّ الجيش البريطاني ينسحب عشوائياً، عارياً من أسلحته، ومعنوياته، أمام الجيش الألماني في "دنكرك"، وأنّ فيالقَ من مدرعات النازي تجتاح أراضي حليفته فرنسا، وتسحق العشب والأزهار في شوارع مُدِنِها! مع ذلك وقف تحت قبة البرلمان، بُعيد اختياره رئيساً للوزراء، وسط دويِّ المدافع، وأزيز الطيران الحربي، وخاطب شعبه قائلاً: "ليس عندي ما أُقدِّمه لكم غير الدم، والكدح، والدموع، والعرق. سنخوض غمار الحرب بكل ما أُوتينا من قوة، وبكل ما منحنا الله من عزمٍ، في مواجهة الطغيان الوحشي الذي لا مثيل لبشاعة جرائمه ضد الانسانية. هدفنا النصر، ولا شىء سوى النصر بأي ثمن، فبغيره لن يتسنّى لنا البقاء"! كان خطاب تشرشل شفّافاً، وصادقاً في تصوير الواقع، وفي تحديد الهدف، فنجح في استنهاض مواطنيه، وحشد إرادتهم، وتأجيج صمودهم، وصمود حلفائهم، لمجابهة التحدِّي، ولتحقيق النصر. أمّا خطاب هتلر المحتشد بالأوهام، فقد انتهى بهزيمة الرايخ الثالث، واستسلامه بلا شروط، كما انتهى بهتلر نفسه منتحراً في مخبئه، قرب حديقة مستشارية الرايخ التي شهدت حرق جثته تنفيذاً لوصيته!إسقاط واقع بريطانيا، في ذلك الوقت الصعب من تاريخها وتاريخ العالم، على واقع بلادنا اليوم، يبدو ملائماً، رغم الفوارق. كان الشعب البريطاني يواجه، آنذاك، أزمة التهديد النازي لسيادته الوطنية، وربما التفتيت لكيان بلاده الموحّد، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية جراء كلفة الحرب وتداعياتها. فلئن كان الشعب البريطاني قد امتلك روح المقاومة، والاستعداد للتضحية، من أجل تحقيق النصر، فقد كان من حسن حظه أنْ توفّرت له قيادة سياسية في مستوى طموحاته، وعلى قدر التحدِّي الذي يواجهه. تمثلت هذه القيادة في حكومة كل الأحزاب (all-party government)، و تجسّدت، تحديدأ، في رئيسها ونستون تشرشل الذي رفض كل دعوات الاستسلام بحجة الواقعية، معتبراً إيَّاها استسلاماً للحظة ضعف تشلُّ الإرادة، وتُنسي قرائن التاريخ، وتهزم الحاضر، وتصادر المستقبل، وبهذا نجحت حكومته في قيادة المعركة، وحَشْد الطاقات المعنوية والمادية كافة، عبر منهج الحقيقة والمصارحة، ووحدة الهدف والإرادة، نحو تحقيق النصر على النازية، وتخليص البلاد، بل والعالم أجمع، من خطرها.في المقابل، ولأن شعبنا السوداني لا ينقصه وضوح الأهداف، ولا روح المقاومة، ولا الاستعداد للتضحية من أجل هذا الوطن الذي أُهْرِقَ النفيس من دماء أبنائه، على مذابح الحريّة، والكرامة، في سبيل تحقيق الحلم بغدٍ لا يكرِّر كوابيس البارحة، فإن الواجب الملح يبقى أن تغادر القيادة السياسية عقلية الخنادق المتقابلة، والتخوين المتبادَل، وتنهي حالة الاستقطاب النخبوي البائس من أجل مغانم صغيرة ضعف فيها الطالب والمطلوب، وأن ترتقي ......
#الروزنامة:
#الدقير
#سايكولوجيا
#الذئاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709983
#الحوار_المتمدن
#كمال_الجزولي الإثنينمنذ نشوء الدولة الحديثة، عرف تاريخ الحكم نوعين من الخطاب السياسي: أحدهما خطاب الحقيقة والشفافية الذي يصور الواقع كما هو، ويشرك الشعب في مواجهة تحدياته، والآخر هو خطاب طلاء الواقع بقشرة تجميلية، وتغييب الحقائق عن الشعب، والإنابة عنه في الحلم، والتفكير، وصياغة المصير.ولعلّ المثال الأوضح للخطابين، ونتائجهما، ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، فقد كان خطاب الزعيم الألماني أدولف هتلر غارقاً في الأوهام، والذهول عن حقائق الواقع، حيث اندفع - مزهوَاً بالإنتصارات العسكرية - إلى تبشير الألمان بضمان اجتياح الرايخ الثالث لأروبا، وبسط سيادته عليها لمئات السنين! بينما كان خطاب خصمه، رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، واقعياً، وهو يرى قنابل الطيران النازي تتساقط على عاصمة بلاده، وتهدم سقوف البيوت على رؤوس قاطنيها، وتأتيه الأخبار بأنّ الجيش البريطاني ينسحب عشوائياً، عارياً من أسلحته، ومعنوياته، أمام الجيش الألماني في "دنكرك"، وأنّ فيالقَ من مدرعات النازي تجتاح أراضي حليفته فرنسا، وتسحق العشب والأزهار في شوارع مُدِنِها! مع ذلك وقف تحت قبة البرلمان، بُعيد اختياره رئيساً للوزراء، وسط دويِّ المدافع، وأزيز الطيران الحربي، وخاطب شعبه قائلاً: "ليس عندي ما أُقدِّمه لكم غير الدم، والكدح، والدموع، والعرق. سنخوض غمار الحرب بكل ما أُوتينا من قوة، وبكل ما منحنا الله من عزمٍ، في مواجهة الطغيان الوحشي الذي لا مثيل لبشاعة جرائمه ضد الانسانية. هدفنا النصر، ولا شىء سوى النصر بأي ثمن، فبغيره لن يتسنّى لنا البقاء"! كان خطاب تشرشل شفّافاً، وصادقاً في تصوير الواقع، وفي تحديد الهدف، فنجح في استنهاض مواطنيه، وحشد إرادتهم، وتأجيج صمودهم، وصمود حلفائهم، لمجابهة التحدِّي، ولتحقيق النصر. أمّا خطاب هتلر المحتشد بالأوهام، فقد انتهى بهزيمة الرايخ الثالث، واستسلامه بلا شروط، كما انتهى بهتلر نفسه منتحراً في مخبئه، قرب حديقة مستشارية الرايخ التي شهدت حرق جثته تنفيذاً لوصيته!إسقاط واقع بريطانيا، في ذلك الوقت الصعب من تاريخها وتاريخ العالم، على واقع بلادنا اليوم، يبدو ملائماً، رغم الفوارق. كان الشعب البريطاني يواجه، آنذاك، أزمة التهديد النازي لسيادته الوطنية، وربما التفتيت لكيان بلاده الموحّد، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية جراء كلفة الحرب وتداعياتها. فلئن كان الشعب البريطاني قد امتلك روح المقاومة، والاستعداد للتضحية، من أجل تحقيق النصر، فقد كان من حسن حظه أنْ توفّرت له قيادة سياسية في مستوى طموحاته، وعلى قدر التحدِّي الذي يواجهه. تمثلت هذه القيادة في حكومة كل الأحزاب (all-party government)، و تجسّدت، تحديدأ، في رئيسها ونستون تشرشل الذي رفض كل دعوات الاستسلام بحجة الواقعية، معتبراً إيَّاها استسلاماً للحظة ضعف تشلُّ الإرادة، وتُنسي قرائن التاريخ، وتهزم الحاضر، وتصادر المستقبل، وبهذا نجحت حكومته في قيادة المعركة، وحَشْد الطاقات المعنوية والمادية كافة، عبر منهج الحقيقة والمصارحة، ووحدة الهدف والإرادة، نحو تحقيق النصر على النازية، وتخليص البلاد، بل والعالم أجمع، من خطرها.في المقابل، ولأن شعبنا السوداني لا ينقصه وضوح الأهداف، ولا روح المقاومة، ولا الاستعداد للتضحية من أجل هذا الوطن الذي أُهْرِقَ النفيس من دماء أبنائه، على مذابح الحريّة، والكرامة، في سبيل تحقيق الحلم بغدٍ لا يكرِّر كوابيس البارحة، فإن الواجب الملح يبقى أن تغادر القيادة السياسية عقلية الخنادق المتقابلة، والتخوين المتبادَل، وتنهي حالة الاستقطاب النخبوي البائس من أجل مغانم صغيرة ضعف فيها الطالب والمطلوب، وأن ترتقي ......
#الروزنامة:
#الدقير
#سايكولوجيا
#الذئاب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709983
الحوار المتمدن
كمال الجزولي - ضيف على الروزنامة: عمر الدقير سايكولوجيا الذئاب!