الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ثامر عباس : تشريح الذاكرة : أحداث التاريخ وأضغاث المؤرخين
#الحوار_المتمدن
#ثامر_عباس لكي تنجو الكتابة التاريخية من الإسفاف الخطابي المؤدلج ، وينأى المؤرخ بنفسه عن الأسلوب الوعظي المؤمثل ، لا مناص من الإقلاع عن مظاهر تحنيط التاريخ في الحالة الأولى ، وتنميط سيرورته في الحالة الثانية . إذ إن حقيقة التاريخ لا يمكن أن تختصر في وعي المؤرخ أو تبتسر في خطابه ، كائنا"ما يكون عياره المعرفي ومستواه الأكاديمي وتفرده الفلسفي وتنوعه المنهجي . وربما لهذا السبب رأى الفيلسوف الألماني (هانز جورج غادامير) إن ((خبرة التاريخ التي نتمتع بها جميعا"، لا تغطيها ما نسميه الوعي التاريخي إلاّ بدرجة ضئيلة فقط)). ومما يضاعف من إشكاليات التعاطي مع فحوى التاريخ ، ويضفي على وقائعه وأحداثه مغزى الاختلاف في الرؤية والتباين في التقييم ؛ ليس فقط كونه يكتب بوحي من إرادة الفاعل الاجتماعي – سواء أكان فاعل السلطة أو فاعل المعارضة – وينسج باستلهام معين تصوراته ويحبك بدواعي الإيثار لمصالحه فحسب ، بل ولأنه ، كذلك ، لصيق بمعطيات الأسطورة ومندغم بإيحاء سردياتها ، باعتبار إن ((الأسطورة تاريخ ما)) كما أوجز الانثروبولوجي الشهير (ماليونفسكي) ، أو كما قال الفيلسوف الفرنسي (فولتير) ((حين نقرأ التاريخ ، لنكن حذرين من الأساطير)) من جهة ، ورفيق لمخزونات الذاكرة ، من منطلق إن ((التاريخ - كما يقول المؤرخ اللبناني وجيه كوثراني – في جانب منه ذاكرة تاريخية حاضرة وثقيلة)) ، وقريب لهذا المعنى يشير المؤرخ الفرنسي (جاك لوغوف) إلى ((إن التاريخ يضيء الذاكرة ويساعدها على تصحيح أخطائها)) من جهة أخرى . ولعل هذه ليست الصعوبات الوحيدة التي يمكن أن يواجهها الباحث في شعاب التاريخ والمنقب في مطمورات أحقابه . إذ إن هناك عوائق كثيرة ليس أقلها تلك المتعلقة بطبيعة العلاقة بين المجتمع المعني وأنماط التمظهر التاريخي ، التي تكثف وتعكس في الآن ذاته إرهاصات ذلك المجتمع وأنماط خياراته ؛ فكلما اتّسم الأول بقدم وجوده الإنساني ، واتّصف بعراقة إسهامه الحضاري ، وتفرد بأصالة حضوره الديني ، كلما تضخم تاريخه وتراكمت ذاكرته وتشعبت ثقافاته وتنوعت موروثاته . ولذلك فقد اعتبر المؤرخ الفرنسي (ميشيل فوفيل) ((إن التاريخ الحقيقي مثل الحياة الحقيقة يوجد بعيدا")). وبرغم كل ما قيل عن المجتمع العراقي المجدول بالغرائب والعجائب ، وكتب عن فرادة تاريخه المكتنز بالأساطير والملاحم ، فان الحاجة تبقى قائمة ، لا بل ملحة ، لأن يعاد النظر بتلك الأمور التي اعتبرت بداهات مقدسة في وعيه ، وان تستأنف المساءلة لتلك القضايا التي عدّت مسلمات محرمة في علاقاته . وهو الأمر الذي يتيح لنا إدراك دواعي إحجام البعض ، عن التورط في تناول الذهنيات والخلفيات والمرجعيات ، التي تشكل الناظم الأساسي للوعي الجمعي العراقي ، فضلا"عن تفهّم أسباب تهيب البعض الآخر من الانخراط في مناقشة الأصوليات والفرعيات والتحتيات ، التي تتحكم بمصادر السلوكيات ومصائر العلاقات . والغريب في الأمر انه بدلا"من أن تشكل مزايا من مثل ؛ الباع الطويل في الحضارة ، والقاع العميق في التاريخ ، والإبداع المتميز في الثقافة ، كمحفزات لإثراء الدراسات في حقول السياسة ، واغناء البحوث في ميادين الاجتماع ، وإنماء التنظير في مضامير الوعي . فقد استحالة ، من جهة ، إلى كوابح ذاتية تمنع المؤرخ من الولوج إلى مناطق الظل / الرخوة في الشخصية العراقية ، لتفكيك مكوناتها الأولية ، ونقد تصوراتها البدائية ، وتشريح معتقداتها الخرافية ، وانقلابها ، من جهة أخرى ، إلى مصدات موضوعية تلجم من يتجرأ على البوح بما لا يجوز الحديث عنه من عيوب كامنة ، أو التفكير فيه من مثالب قارة . بوازع من وهم الحفاظ على نقاء الصورة التي ......
#تشريح
#الذاكرة
#أحداث
#التاريخ
#وأضغاث
#المؤرخين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753284