علي طه : في الأنا والآخر، سياسة الغالب والمغلوب
#الحوار_المتمدن
#علي_طه يفرض الغالب أخلاقه على المغلوب، رغم المعاداة بينهما، وتصبح العلاقة استقطابية بين الطرفين، فقدر المغالطات التي يفعلها الغالب وشطحات طريقة نظره واساليب عمله، ينجرُّ إليها المغلوب بنفس الكيفية ما عدا كونها ذات مضمون معاكس لا أكثر، ذلك لأن الغالب تغلغل الى روح المغلوب، احتل كيانه بالكامل، فأصبح لا يرى من العالم سوى لونين، الأبيض "هو" والأسود "عدوّه"، هنا العلاقة الاستقطابية ذات الطرفين توزِّع العالم إلى فسطاطين اثنين، ومعسكرين متطرِّفين، يقسِّم كلَّ شيءٍ الى اثنين، حتى الصفر بخلاف علم الرياضيات يكون قابلاً للقسمة على اثنين وفق علم سياسات الهوية.. قد تُفسَّر النكتة بأنها تعاطف مع الطرف الاخر، وقد تعتبر الحريات الأدبية ذات دافع مؤامراتي لغسل دماغ ال "نحن"، وقد وقد .. الخ.لا يُغلَب المغلوبُ هكذا، الا إذا كان مستعداً لذلك في دخيلته، نتيجة خوائه وغياب فاعليته، فالمغلوب ليس لديه سوى أن يتحلّى بروح الغالب وخلقيته، يمشي خلفه مشية النعاج، في الخير والشرِّ، في الموافقة والمخالفة، خذوا، مثلاً، من يعتبر الغرب نموذجاً للتقدُّم، ومن يعتبر السلف الصالح نموذجاً بديلاً عن الأوّل، كلاهما مغلوبان أمام الاستعمار السياسي الذي تغلغل لروح الثفافة العربية والأنا الحضارية، فأصبحنا ننظر لأنفسنا وفق مقاييسهم ومعاييرهم وبضغطٍ منهم وتمركزاً حول نفس إشكالياتهم..وخذوا، مثلاً آخر، العلاقة السلطوية بين حزب البعث الحاكم والأحزاب الإسلامية الحاكمة، إنها علاقةً تنافسٍ سلطويٍ، وليس تنافس رؤىً تتغيّأ بناء دولةٍ حقّةٍ، ذهب الأوّل فجاء الثاني، الذي هو الوجه الآخر للأوّل. كلاهما بنفس الوظائف والدوافع والنتائج، ولا اختلاف بينهما سوى الوجهة، الأوّل استبداد فردٍ قومي والثاني استبداد توافقٍ إسلاموي، أما الاخلاق التي يصدِّرونها كإيديولوجيا دولةٍ عبر الوسائل الحكومية، فهي أخلاق نخر المجتمع سلطوياً ومحاولة إفراغه من اجتماعيته وفاعليته السياسية كمجتمع المواطنين المؤثّرين والمشاركين في صنع القرار السياسي وتقييم أدائه.. بمعنى ان مجتمع المواطنين هو مجتمع المتساوين في حقوق المشاركة بصنع القرار وكسر حلقة الاستبداد المستأثرة بالقرار عبر سلطتها على المجتمع، فالمواطن فردٌ حرٌّ لا يخدعه سياسي بشعارات لا تمتُّ لحقوقه الطبيعية والمدنية والإنسانية، فلا يرى ضرورةً لاحتراب المكوِّنات ولا ضرورةً لتعميم الإيديولوجيا فوق قيم المواطنة وحقوقها!أخلاق المحاصصة هي أخلاق الجماعات المنعزلة عن بعضها تحت تسمية المكونات، وأحيانا المتحاربة ضد بعضها تحت تسمية الطوائف، هي روح تعزِّز الانقسامية وتشتّت القوى، وهو ما يغذّي أحزاب السلطة بأسباب الوجود والإيغال بعيداً في مباغيهم، ذلك لأن وحدة المجتمع تعني انسجامه، وتعني بالتالي وقوفه ضد السلطة التي لا تفكِّر الا بسلطويتها المرتكنة على الانقسام..ليس السياسة مجرَّد سلطة، هي رؤية تتعدّل بمقدار مضاربتها مع الرؤى المنافسة، حتى تصل مستوى الفاعلية التطبيقية، أي أن السياسة فن الإصغاء قدرما هي فن الممكن، خلق النموذج مثلما هي منطق المصلحة، المصلحة/المنفعة العامّة لا الخاصّة، وهنا مكمن العلّة وروح السياسة، إذ الصراعات الفئوية وسياسات الهوية هي مصالح أضيق من كونها عامّة تشمل الكلَّ المجتمعي داخل نطاق الدولة، بل هي مصلحة خاصّة بفئة، إن لم نقل أنها خاصّة، في المآل الأخير، بنفرٍ من السلطويين المخادعين، يخدعون جمهورهم بالإيديولوجيا، فللجمهور الشعارات، ولهم المكاسب، فأيُّ مكوِّن اجتماعي استفاد حقوقه الأوّلية والثانوية والثالثية من برامج ما وعده بها سلطويوه؟.يقو ......
#الأنا
#والآخر،
#سياسة
#الغالب
#والمغلوب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676256
#الحوار_المتمدن
#علي_طه يفرض الغالب أخلاقه على المغلوب، رغم المعاداة بينهما، وتصبح العلاقة استقطابية بين الطرفين، فقدر المغالطات التي يفعلها الغالب وشطحات طريقة نظره واساليب عمله، ينجرُّ إليها المغلوب بنفس الكيفية ما عدا كونها ذات مضمون معاكس لا أكثر، ذلك لأن الغالب تغلغل الى روح المغلوب، احتل كيانه بالكامل، فأصبح لا يرى من العالم سوى لونين، الأبيض "هو" والأسود "عدوّه"، هنا العلاقة الاستقطابية ذات الطرفين توزِّع العالم إلى فسطاطين اثنين، ومعسكرين متطرِّفين، يقسِّم كلَّ شيءٍ الى اثنين، حتى الصفر بخلاف علم الرياضيات يكون قابلاً للقسمة على اثنين وفق علم سياسات الهوية.. قد تُفسَّر النكتة بأنها تعاطف مع الطرف الاخر، وقد تعتبر الحريات الأدبية ذات دافع مؤامراتي لغسل دماغ ال "نحن"، وقد وقد .. الخ.لا يُغلَب المغلوبُ هكذا، الا إذا كان مستعداً لذلك في دخيلته، نتيجة خوائه وغياب فاعليته، فالمغلوب ليس لديه سوى أن يتحلّى بروح الغالب وخلقيته، يمشي خلفه مشية النعاج، في الخير والشرِّ، في الموافقة والمخالفة، خذوا، مثلاً، من يعتبر الغرب نموذجاً للتقدُّم، ومن يعتبر السلف الصالح نموذجاً بديلاً عن الأوّل، كلاهما مغلوبان أمام الاستعمار السياسي الذي تغلغل لروح الثفافة العربية والأنا الحضارية، فأصبحنا ننظر لأنفسنا وفق مقاييسهم ومعاييرهم وبضغطٍ منهم وتمركزاً حول نفس إشكالياتهم..وخذوا، مثلاً آخر، العلاقة السلطوية بين حزب البعث الحاكم والأحزاب الإسلامية الحاكمة، إنها علاقةً تنافسٍ سلطويٍ، وليس تنافس رؤىً تتغيّأ بناء دولةٍ حقّةٍ، ذهب الأوّل فجاء الثاني، الذي هو الوجه الآخر للأوّل. كلاهما بنفس الوظائف والدوافع والنتائج، ولا اختلاف بينهما سوى الوجهة، الأوّل استبداد فردٍ قومي والثاني استبداد توافقٍ إسلاموي، أما الاخلاق التي يصدِّرونها كإيديولوجيا دولةٍ عبر الوسائل الحكومية، فهي أخلاق نخر المجتمع سلطوياً ومحاولة إفراغه من اجتماعيته وفاعليته السياسية كمجتمع المواطنين المؤثّرين والمشاركين في صنع القرار السياسي وتقييم أدائه.. بمعنى ان مجتمع المواطنين هو مجتمع المتساوين في حقوق المشاركة بصنع القرار وكسر حلقة الاستبداد المستأثرة بالقرار عبر سلطتها على المجتمع، فالمواطن فردٌ حرٌّ لا يخدعه سياسي بشعارات لا تمتُّ لحقوقه الطبيعية والمدنية والإنسانية، فلا يرى ضرورةً لاحتراب المكوِّنات ولا ضرورةً لتعميم الإيديولوجيا فوق قيم المواطنة وحقوقها!أخلاق المحاصصة هي أخلاق الجماعات المنعزلة عن بعضها تحت تسمية المكونات، وأحيانا المتحاربة ضد بعضها تحت تسمية الطوائف، هي روح تعزِّز الانقسامية وتشتّت القوى، وهو ما يغذّي أحزاب السلطة بأسباب الوجود والإيغال بعيداً في مباغيهم، ذلك لأن وحدة المجتمع تعني انسجامه، وتعني بالتالي وقوفه ضد السلطة التي لا تفكِّر الا بسلطويتها المرتكنة على الانقسام..ليس السياسة مجرَّد سلطة، هي رؤية تتعدّل بمقدار مضاربتها مع الرؤى المنافسة، حتى تصل مستوى الفاعلية التطبيقية، أي أن السياسة فن الإصغاء قدرما هي فن الممكن، خلق النموذج مثلما هي منطق المصلحة، المصلحة/المنفعة العامّة لا الخاصّة، وهنا مكمن العلّة وروح السياسة، إذ الصراعات الفئوية وسياسات الهوية هي مصالح أضيق من كونها عامّة تشمل الكلَّ المجتمعي داخل نطاق الدولة، بل هي مصلحة خاصّة بفئة، إن لم نقل أنها خاصّة، في المآل الأخير، بنفرٍ من السلطويين المخادعين، يخدعون جمهورهم بالإيديولوجيا، فللجمهور الشعارات، ولهم المكاسب، فأيُّ مكوِّن اجتماعي استفاد حقوقه الأوّلية والثانوية والثالثية من برامج ما وعده بها سلطويوه؟.يقو ......
#الأنا
#والآخر،
#سياسة
#الغالب
#والمغلوب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676256
الحوار المتمدن
علي طه - في الأنا والآخر، سياسة الغالب والمغلوب