ياسر جاسم قاسم : العلاقة المحورية بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية ح2
#الحوار_المتمدن
#ياسر_جاسم_قاسم • التكنولوجيا والتصدع العظيم:/وتبقى كل هذه الاخلاقيات تعطي واقعا حول اوضاع المجتمعات ، فالمشكلة التي تواجه الانسان المعاصر هي كيف يستطيع التعامل مع دراما التغير التكنولوجي وتعديل رؤيته الى العالم الجديد السريع التغيروتحديد وادراك وضعه الخاص في هذا العالم بل وفي الكون بأسره ذلك ان اهم ما يميز المجتمع المعاصر هو سيطرة التكنولوجيا بحيث يبدو الانسان كما لو كان عبدا خاضعا لها تماما ومسلوب الارادة امام سطوتها وليس المقصودمن التكنولوجيا هنا الالات والاجهزة وما شاكلها من المنجزات المادية التي حققها التقدم العالمي الحديث وانما المقصود في المحل الاول هو التكنولوجيا باعتبارها اسلوبا للتفكير والسلوك والعلاقات الاجتماعية وقوة هائلة افلحت في ان تسبغ نوعا من الدقة والكفاءة على العقل الانساني بشكل غير مسبوق في نظرته الى العالم وتناوله شؤون الحياة اليومية .بعبارة اخرى ان اسلوب الحياة والرؤى التكنولوجية المعبرة عن هذا الاسلوب تؤدي الى تصدع المفاهيم الاجتماعية وتصدع كبير في الرؤى المعرفية الفكرية وتصدع القيم كذلك، وتعبر هاناه ارنت في كتابها (الحالة الانسانية )(The Human Condition) الذي ظهر عام 1958 ان المشكلة الاساسية للوضع الانساني هي انه في الوقت الذي يزداد فيه شعور الانسان بالقوة لاعتماده على الكشوف التكنولوجية والبحث العلمي تتضاءل قدراته على التحكم في نتائج افعاله مما يعني تراجع وتقلص دوره في حياة المجتمع كما تتضاءل حريته السياسية وهذه مأساة الانسان في المجتمع التكنولوجي المعاصر .ويعبر الدكتور احمد ابو زيد عن حالة الاغتراب هذه قائلا ((والواقع ان الانسان المعاصر يعيش الان في عالم تكنولوجي يسيطر عليه فيه الشعور بالاغتراب عن الذات اذ يجد الفرد نفسه موزعا بين اتجاهات مختلفة وتيارات متضاربة بحيث لا يكاد يستبين لنفسه طريقا يسلكه بارادته الحرة الطليقة بل انه لم يعد يدرك طبيعة كيانه او عالمه الداخلي وهو وضع يكتنفه الظلام على ما يقول (جيريمي جريفث في نشرة صدرت عن Foundation for Humanitys Adulthood تحت عنوان point in the Human Journey فالانسان المعاصر يعيش في وهم كبير اذ يتصور انه يدرك كل ما يدور حوله بينما هو غائب في حقيقة الامر عن ادراك ماهية وكنه الاشياء بما فيها كنه ذاته نتيجة ذلك الانبهار بالتقدم التكنولوجي ، الذي يصرفه عن التفتيش في اعماقه الداخلية لمعرفة حقيقة ابعاد وضعه الانساني في هذا العالم واختيار الطريق الذي يوحي به تكوينه الداخلي الخاص فهناك فضاء ومساحة واسعة خالية تفصل بين العالم التكنولوجي الخارجي السطحي والعالم الداخلي العميق )) والتساؤل الذي يشغل البال اليوم حول حقيقة واقع الانسان الان وفي المستقبل وكيف يمكن له ان يحتفظ بانسانيته في عصر تحكمه التكنولوجيا وتتحكم فيه لدرجة ان اصبح الانسان يحاول اعادة تشكيل تكوينه ويحتفظ بالاخلاقيات الانسانية العالية ويبتعد عن الاخلاقيات المسببة للتصدع العظيم.ولكن هل تفلح التكنولوجيا فعلا في اعادة صياغة الانسانية حسب شروطها ومتطلباتها الخاصة ؟ وما نوع البشر الذين سوف يعيشون ويزدهرون في هذا العالم التكنولوجي السريع التغير الذي لا يكاد يشبهه اي شيء حدث في الماضي اذ تتفتح كل يوم مجالات وافاق جديدة تتطلب من البشر اعادة النظر في مسار حياتهم والتخطيط لها من جديد بشكل مستمر حتى لا تتجاوزهم الاحداث خاصة في هذا الزمن الذي يتميز بتدفق المعلومات الغزيرة من كل انحاء العالم وامكان التأثر بها بحيث تتراجع ملامح الوضع الانساني امام الهجمة الاعلامية والمعلوماتية وقدرة التكنولوجيا الجديدة والمتطورة على توفير مسارات ومبادئ ......
#العلاقة
#المحورية
#العلوم
#الانسانية
#والعلوم
#التطبيقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758190
#الحوار_المتمدن
#ياسر_جاسم_قاسم • التكنولوجيا والتصدع العظيم:/وتبقى كل هذه الاخلاقيات تعطي واقعا حول اوضاع المجتمعات ، فالمشكلة التي تواجه الانسان المعاصر هي كيف يستطيع التعامل مع دراما التغير التكنولوجي وتعديل رؤيته الى العالم الجديد السريع التغيروتحديد وادراك وضعه الخاص في هذا العالم بل وفي الكون بأسره ذلك ان اهم ما يميز المجتمع المعاصر هو سيطرة التكنولوجيا بحيث يبدو الانسان كما لو كان عبدا خاضعا لها تماما ومسلوب الارادة امام سطوتها وليس المقصودمن التكنولوجيا هنا الالات والاجهزة وما شاكلها من المنجزات المادية التي حققها التقدم العالمي الحديث وانما المقصود في المحل الاول هو التكنولوجيا باعتبارها اسلوبا للتفكير والسلوك والعلاقات الاجتماعية وقوة هائلة افلحت في ان تسبغ نوعا من الدقة والكفاءة على العقل الانساني بشكل غير مسبوق في نظرته الى العالم وتناوله شؤون الحياة اليومية .بعبارة اخرى ان اسلوب الحياة والرؤى التكنولوجية المعبرة عن هذا الاسلوب تؤدي الى تصدع المفاهيم الاجتماعية وتصدع كبير في الرؤى المعرفية الفكرية وتصدع القيم كذلك، وتعبر هاناه ارنت في كتابها (الحالة الانسانية )(The Human Condition) الذي ظهر عام 1958 ان المشكلة الاساسية للوضع الانساني هي انه في الوقت الذي يزداد فيه شعور الانسان بالقوة لاعتماده على الكشوف التكنولوجية والبحث العلمي تتضاءل قدراته على التحكم في نتائج افعاله مما يعني تراجع وتقلص دوره في حياة المجتمع كما تتضاءل حريته السياسية وهذه مأساة الانسان في المجتمع التكنولوجي المعاصر .ويعبر الدكتور احمد ابو زيد عن حالة الاغتراب هذه قائلا ((والواقع ان الانسان المعاصر يعيش الان في عالم تكنولوجي يسيطر عليه فيه الشعور بالاغتراب عن الذات اذ يجد الفرد نفسه موزعا بين اتجاهات مختلفة وتيارات متضاربة بحيث لا يكاد يستبين لنفسه طريقا يسلكه بارادته الحرة الطليقة بل انه لم يعد يدرك طبيعة كيانه او عالمه الداخلي وهو وضع يكتنفه الظلام على ما يقول (جيريمي جريفث في نشرة صدرت عن Foundation for Humanitys Adulthood تحت عنوان point in the Human Journey فالانسان المعاصر يعيش في وهم كبير اذ يتصور انه يدرك كل ما يدور حوله بينما هو غائب في حقيقة الامر عن ادراك ماهية وكنه الاشياء بما فيها كنه ذاته نتيجة ذلك الانبهار بالتقدم التكنولوجي ، الذي يصرفه عن التفتيش في اعماقه الداخلية لمعرفة حقيقة ابعاد وضعه الانساني في هذا العالم واختيار الطريق الذي يوحي به تكوينه الداخلي الخاص فهناك فضاء ومساحة واسعة خالية تفصل بين العالم التكنولوجي الخارجي السطحي والعالم الداخلي العميق )) والتساؤل الذي يشغل البال اليوم حول حقيقة واقع الانسان الان وفي المستقبل وكيف يمكن له ان يحتفظ بانسانيته في عصر تحكمه التكنولوجيا وتتحكم فيه لدرجة ان اصبح الانسان يحاول اعادة تشكيل تكوينه ويحتفظ بالاخلاقيات الانسانية العالية ويبتعد عن الاخلاقيات المسببة للتصدع العظيم.ولكن هل تفلح التكنولوجيا فعلا في اعادة صياغة الانسانية حسب شروطها ومتطلباتها الخاصة ؟ وما نوع البشر الذين سوف يعيشون ويزدهرون في هذا العالم التكنولوجي السريع التغير الذي لا يكاد يشبهه اي شيء حدث في الماضي اذ تتفتح كل يوم مجالات وافاق جديدة تتطلب من البشر اعادة النظر في مسار حياتهم والتخطيط لها من جديد بشكل مستمر حتى لا تتجاوزهم الاحداث خاصة في هذا الزمن الذي يتميز بتدفق المعلومات الغزيرة من كل انحاء العالم وامكان التأثر بها بحيث تتراجع ملامح الوضع الانساني امام الهجمة الاعلامية والمعلوماتية وقدرة التكنولوجيا الجديدة والمتطورة على توفير مسارات ومبادئ ......
#العلاقة
#المحورية
#العلوم
#الانسانية
#والعلوم
#التطبيقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758190
الحوار المتمدن
ياسر جاسم قاسم - العلاقة المحورية بين العلوم الانسانية والعلوم التطبيقية ح2